files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب...

43
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا م الس ب ر ي ث ك ن ب ر ا سي ف ت ب ي هذ ت ي ف ر ي ث م لح ا ا ب ص م ل ا وح ن ورة س ت ب س ل ا مان ث ع ن ب الذ / خ خ ي س ل ا عذ. ت ه، و ب ح ص له وH ي ا عل له، و ال ول س ي ر عل لام س ل وا لاة ص ل له، وا مذ ل ح ل ا ى: ل عا ت وله ق ر سي ف ت ي ف- له مه ال حر- ف ن ص م لل ا ا قٌ ن^ يِ بُ ّ مٌ ر يِ f ذg َ نْ مُ كَ ل ىِ ّ نِ n اِ مْ وgg َ ق اg َ نَ الg َ قٌ م يِ لَ p اٌ ابَ ذg َ عْ مُ هَ يِ u تْ p اgg َ ن نَ p اِ ل بَ ق نِ مَ { كg َ مْ وَ قْ رِ f ذ g نَ p اْ نَ p اِ هggِ مْ وَ ق ىَ لِ n ا اgg ً وخُ ن اَ بْ لَ gg سْ رَ p ا اَ ّ نn ا{ * * ُ رَ ّ خَ p و ن اَ لَ اءg َ ا خَ ذِ n اِ َ ّ اَ لg َ خَ p اَ ّ نِ n ي اً ّ مَ g سُ ّ مٍ لg َ خَ p ى اَ لِ n اْ مُ كْ رِ ّ خَ p و نَ وْ مُ كِ ن وg ُ نُ ذ نِ ّ م مُ كَ لْ رg ِ فْ غَ تِ ونُ غ نِ طَ p اَ وُ وةُ قَ ّ ت اَ وَ َ ّ وا اُ ذُ بْ ع اِ نَ p ا* } َ ونُ مَ لْ عَ تْ مُ ي نُ كْ وَ ل وح: ن[ 1 - 4 ] . نn ا g م، ق ه تهgg ول ل خ ل gg ب قهgg ل س الp ا gg م ن ه رf ذ gg ب ت نp ا له اً ر مH ومه ا ق ى لn له ا رسp ه ا نp ا- لام س ل ه ا ب ل ع- وح ن ن ع اً ر ي خ م ى ل عا ت ول ق ت ى: لاg ع ت ال g ا ق ذgg ه ل م، و ه عي ع g ف وا ر ن ا نp ا وا و ن ا ن ىِ ّ نِ n اِ مْ وg َ ق اgg َ نَ الgg َ قٌ م يِ لَ p اٌ ابَ ذg َ عْ مُ هَ يِ u تْ p اgg َ ن نَ p اِ لggْ بَ ق نِ مَ { كg َ مْ وَ قْ رِ f ذ gg نَ p اْ نَ p ا{ * } ٌ ن^ يِ بُ ّ مٌ ر يِ f ذَ نْ مُ كَ ل خه. ص ر وا مp لا ر ا ه اƒ ، ظ ارةf ذ ب ل ا نّ ^ ي ب: يp ا عذ: ت ماp له، ا ال ول س ي ر عل لام س ل وا لاة ص ل له، وا مذ ل ح ل ا. كه م ي ف g له ار ب ل ور ا س ل ا ن م- لام س ل وا لاة ص ل ه ا ب ل ع- وح ن ورة س ورة س ل ة ا هذ ف م. ه ا نn ه ا ون عمه، وذ و ق ع م ري له خ وما- م سل ه و ب ل ع له ي ال صل- وح ن ن ع حذبu ت ت ي ه و:- ى ل عا ت و{ ارك ب ت- وله ق و{ } ٌ م يِ لَ p اٌ ابَ ذَ عْ مُ هَ يِ u تْ p اَ ن نَ p اِ لْ بَ ق نِ مَ { كَ مْ وَ قْ رِ f ذ نَ p اْ نَ p اِ هِ مْ وَ ق ىَ لِ n ا اً وخُ ن اَ بْ لَ سْ رَ p ا اَ ّ نِ n ا. { َ { كgg َ مْ وَ قْ رِ f ذ gg نَ p اْ نَ p ا{ } } ْ نَ p ا ة ذg ه{ } ْ رِ f ذ gg نَ p اْ نَ p ا ه:g وم ق ى لn ة ا ا ب لg س رp ا{ } ْ رِ f ذ gg نَ p اْ نَ p ا ر:f ذ g نp ا نp ا g : ن ي نg ع ت{ نَ p اِ لggْ بَ ق نِ مَ { كgg َ مْ وَ ق} ٌ م يِ لَ p اٌ ابَ ذَ عْ مُ هَ يِ u تْ p اَ ن. نp ر ا ا g ب ت ع ا ن{ } ْ نَ p ا ا ذg ال، هg رسn لا ل رةg س ف م اg ه تp ر: ا ا g ب ت ع ا ، ن رةg س ف م ونg ك ن نp ا ن ك م ي ، و ه ذرنg ص م ونg ك ن نp ا ن ك م ي و؟ هل ما رساn لا ا

Transcript of files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب...

Page 1: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

بسم الله الرحمن الرحيمالمصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

سورة نوحالشيخ/ خالد بن عثمان السبت

الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد.قال المصنف -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:

$ليم بل أ$ن ي$أتي$هم ع$''ذ$اب أ وم$ك$ من ق$ $نذر ق$ ومه أ$ن أ لن$ا نوحا إل$ى ق$ }إنا أ$رس$أ$طيع'ون * وه و$ اتق' بين * أ$ن اعب'دوا الله$ و$ ال$ ي$'ا ق$'وم إني ل$كم ن$'ذير م * ق$مى إن أ$ج$''ل$ الله إذ$ا ج$''اء$ ال$ ل مس''$ ركم إل$ى أ$ج$ يؤ$خ ي$غفر ل$كم من ذنوبكم و$

} ر ل$و كنتم ت$عل$مون$ .[4-1]نوح:يؤ$خ يقول تعالى مخبرا عن نوح -عليه السالم- أنه أرس'له إلى قوم'ه آم''را ل''ه أن ينذرهم بأس الله قبل حلوله بهم، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم، وله''ذا

ال$ ي$ا ق$''ومقال تعالى: $ليم * ق$ بل أ$ن ي$أتي$هم ع$ذ$اب أ وم$ك$ من ق$ $نذر ق$ }أ$ن أبين{ أي: بين النذارة، ظاهر األمر واضحه.إني ل$كم ن$ذير م

الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، أما بعد:فهذه السورة سورة نوح -عليه الصالة والسالم- من السور النازلة في مكة.

وهي تتحدث عن نوح -صلى الله عليه وسلم- وما جرى له مع قومه، ودعوته إياهم.ب''ل}وقوله -تبارك وتعالى-: وم$''ك$ من ق$ $ن''ذر ق$ وم''ه أ$ن أ لن$ا نوحا إل$ى ق$ إنا أ$رس$

$ليم{ .أ$ن ي$أتي$هم ع$ذ$اب أوم$ك$} $نذر ق$ $ن''ذر{ }أرسلناه إلى قومه: أ$ن أ$نذر{ }هذه أ$ن{ { }أ$ن أ يعFFني:أ$ن أ

بل أ$ن ي$أتي$هم ع$ذ$اب أ$ليم{}بأن أنذر: وم$ك$ من ق$ .ق$ يمكن أن تكFFون مصFFدرية، ويمكن أن تكFFون مفسFFرة، باعتبFFار: أنهFFاأ$ن{ }باعتبFFار أن

مفسرة لإلرسال، هذا اإلرسال ما هو؟وم$ك$}أرسلناه: $نذر ق$ أرسله من أجل النذارة، أرسله لينذرهم.{ أ$ن أ

وم''ه{ }وإذا قلنFFا: إنهFFا مصFFدرية يكFFون المعFFنى: لن$ا نوح''ا إل$ى ق$ يعFFني:إنا أ$رس''$بإنذارهم.

وم$ك$} $نذر ق$ إلنذارهم من عذاب أليم.{ أ$ن ألن$ا نوحا{}وإذا قلنا: إنها مفسرة فهي تفسر اإلرسال: وم$ك$ من،أ$رس$ $نذر ق$ }أ$ن أ

$ليم{ بل أ$ن ي$أتي$هم ع$ذ$اب أ .ق$.أ$ن اعبدوا الله${}وهكذا في قوله:

وهنا هذا العذاب األليم ما هو؟ ابن كثير -رحمه الله- يقول: "أرسله إلى قومه آمرا له أن ينذرهم بأس الله قبل حلوله

بهم".ما هذا البأس والعذاب األليم الذي أنذرهم به؟.

عامة المفسرين يقولون: إنه عذاب القيامة، عFFذاب اآلخFFرة قبFFل أن يقFFع ثم بعFFد ذلFFكيندمون والت ساعة مندم.

وذهب بعضهم إلى أن المراد بF"العذاب األليم" هنا: الطوفFFان، وهFFذا الFFذي اختFFاره ابن جرير -رحمه الله-. واآلية تحتمل هذا وهذا، فهو أنذرهم هذا العذاب األليم، وقFFد يصFFدق ذلك على عذاب الدنيا واآلخFFرة، وال شFFك أن مFFا وقFFع لهم من الطوفFFان أنFFه من قبيFFل

العذاب األليم، حيث أغرق الله -عز وجل- األرض ومن عليها.بين{ } وم إني ل$كم ن$ذير م ال$ ي$ا ق$ أي: بين النذارة، ظاهر األمر، واضحه.ق$بين} بين} بين النذارة، أو {م لما فيه نجاتكم، وسعادتكم.{م

بين{ ما فيه صالحكم وفالحكم.}ن$ذير م

Page 2: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

Fبين}ف يحتمل أن يكون بمعFFنى: الFFبين في نفسFFه، كمFFا في الكتFFاب المFFبين، وقFFد{ممضى الكالم على هذا في مناسبات سابقة.

ويحتمل أن يكون ذلك بمعنى: أنه مبين لغيره. فF"بان" تأتي الزمة ومتعدية، تقول: بان الصبح، أي: ظهر، وتقول: القرآن مبين للهدى،

Fبين}وما إلى ذلك. ف يأتي بمعنى: بين، أي: ظاهر، وبمعنى مبين لغيره.{ماتقوه{ } أي: اتركوا محارمه، واجتنبوا مآثمه.أ$ن اعبدوا الله$ و$

أ$طيعون فيما آمركم به وأنهاكم عنه.{}و$ أي: إذا فعلتم ما أمرتكم به وصدقتم م'ا أرس'لتي$غفر ل$كم من ذنوبكم{ }

به إليكم، غفر الله لكم ذنوبكم.هاهنا قيل: إنها زائدة.من{ }و

ولكن القول بزيادتها في اإلثبات قليل..ي$غفر ل$كم من ذنوبكم{}وتأمل هنا قوله:

لن$اهنا جاءت مجزومة، باعتبار أنها جواب لشرط مقدر، هنا يقول: { }ي$غفر }إنا أ$رس$$ليم * ق$''ال$ ي$''ا ب''ل أ$ن ي$''أتي$هم ع$''ذ$اب أ وم$ك$ من ق$ $نذر ق$ $ن أ ومه أ نوحا إل$ى ق$

أ$طيعون * ي$غفر{ اتقوه و$ وم إني ل$كم ن$ذير مبين * أ$ن اعبدوا الله$ و$ .ق$أين فعل الشرط الذي هذا جوابه؟ يعني: لماذا جزم الفعل؟

جزم الفعل باعتبار أنه واقع في جواب الشرط.فأين الشرط؟

الشرط مضمن فيما قبله، يعني: أنكم إن فعلتم ذلك، إن عبدتم الله، وأطعتموني فيمFFان ع$''ذ$اب أ$ليم *}أدعوكم إليه "يغفFFر"، مثFFل: ة تنجيكم م $دلكم ع$ل$ى تج$''ار$ ل أ ه$

.[12]الصف: ي$غفر ل$كم{}إلى أن قال: [11- 10]الصف: تؤمنون$ بالله{ر ل$كم من}نفس ما يقال هنا يقال هناك، جاء الفعل مجزوما، فالشFFرط مقFFدر: ي$غف''

.ذنوبكم{ ولذلك صرح به الحافظ ابن كثير، قال: يعFFني: إذا فعلتم مFFا آمFFركم بFFه وصFFدقتم" هFFذا

تقدير للشرط.هاهنا قيل: إنها زائدة، ولكن القول بزيادتها في اإلثبات قليل.من{ }قال: و

ماذا يقصد؟ لماذا قالوا: إنها زائدة؟. قالوا: إنها زائدة؛ ألن هذا موضع إشكال وسؤال، وذلك أن اإليمان يجب مFFا قبلFFه، فFFإذا

هنا؟من{ }آمنتم غفر لكم جميع الذنوب، فما وجه دخول إذا قلنا: إنها تبعيضية، يكون المعنى فإذا آمن اإلنسان، فFFإن ذلFFك يكFFون سFFببا لغفFFران جميع الذنوب، وقد قال النبي -صلى الله عليFFه وسFFلم- لعمFFرو بن العFاص -رضFFي اللFFه

عنه- لما بايعه باإلسالم، فلما قبض يده؛ كما في الحديث المعروف. ))يا عمFFرو أمFFا علمت أن الهجFFرة تجبالشاهد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

ما قبلها من الذنوب؟، يا عمرو أما علمت أن اإلسالم يجب ما كان قبله من الذنوب؟(((1).

والجب بمعنى: القطع.مع أن اإلسالم يجب ما قبله، هذا باعتبار أنها تبعيضية.من{ }فهنا دخول

إذا قلنا: إن "من" تفيد التبعيض، فما وجه ذلك؟هذا موضع السؤال.

(، وقال محققو المسند: "إسناده صFFحيح على شFFرط مسFFلم"، وقFFد جFFاء في17827 - رواه أحمد )1الحديث الذي رواه مسلم، كتاب اإليمان، باب كون اإلسالم يهدم ما قبله وكFFذا الهجFFرة والحج، رقم )

( بلفظ: ".. فلما جعFFل اللFFه اإلسFFالم في قلFبي أتيت النFFبي -صFFلى اللFFه عليFFه وسFFلم-، فقلت:121 قFFال: قلت: أردت))ما لك يا عمرو؟((ابسط يمينك فألبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال:

))أما علمت أن اإلسFFالم يهFFدم مFFا كFFان قلت: أن يغفر لي، قال: ))تشترط بماذا؟((أن أشترط، قال: .قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟((

Page 3: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

فبعضهم يقول: لما كانت ذنوبهم منها ما يقFFع قبFFل إيمFFانهم وإسFFالمهم، ومنهFFا مFFا يقFFع تبعيضFFية، أي: الFFذنوبمن{ }بعده، فهو يخبرهم أنهم إن آمنوا يغفFFر لهم من ذنFFوبهم

التي كانت قبل اإليمان، ولكن ما يقع لهم بعFFد ذلFFك فهFFذا يحتFFاج إلى توبFFة، وهFFو تحتالمشيئة.

وبعضهم يقول: يعني ما استغفرتموه منها، أي من هذه الذنوب. تبعيضية باعتبار أن التي تغفFFرمن{ }إن ي$غفر ل$كم من ذنوبكم{}وبعضهم يقول:

ما يتعلق بحقوق الله، وأما حقوق العباد فالبد من أدائها. لكن القول: إنها تبعيضية، ليس محل اتفاق، فبعضهم يقFFول: إنهFFا لبيFFان الجنس، أي أن

لت$كن}"من" هذه بيانية، وهFذا مضFFى الكالم عليFه في مثFل قولFه -تبFارك وتعFالى-: و$ي$نه$''ون$ ع$ن المنك$''ر عروف و$ ي$''أمرون$ ب''الم$ ي''ر و$ ة ي$''دعون$ إل$ى الخ$ نكم أم م

} أول$ئك$ هم المفلحون$ .[104]آل عمران: و$تبعيضية؟ من{ }هل

لت$كن منكم{ }باعتبار: طائفة، ليس جميع األمة، باعتبار أن األمر بالمعروف والنهيو$ عن المنكر، والدعوة إلى الله كل هذا من قبيل فرض الكفاية، إذا قام به البعض سقط

عن الباقين، كما هو المشهور الذي عليه الجمهور.نكم أمة{ }بيانية من{ }أو أن لت$كن م يعني: كونوا أمة، كما يقول الرجFFل ألبنائFFه:و$

ا، وإنما الجميع يكونون "أريد منكم أن تكونوا أبناء بررة" هو ال يريد أن بعضهم يكون باربهذه الصفة.

بعضهم يقول: إنها لبيان الجنس، وكل ذلك أولى من ي$غفر ل$كم من ذنوبكم{}فهنا: القول بزيادتها.

هنا بمعFFنى: "عن"، وهFFذا الFFذي اختFFاره ابنمن{ }مع أن من أهل العلم من قال: إن جرير -رحمه الله.

ر ل$كم من ذن''وبكم{} يعFFني: عن ذنFFوبكم، يصFFفح لكم عنهFFا، ويتجFFاوز عنهFFا، ي$غف'' هذا موضع السؤال أو اإلشكال الذي جعل بعضFFهم يقFFول: ي$غفر ل$كم من ذنوبكم{}

إنها زائدة. وجواب الحافظ ابن كثير -رحمه الله- هنا: أن القول بزيادتهFFا في اإلثبFFات قليFFل، يعFFني

تأتي قبل النكرة في سياقمن{ }أنها تكون زائدة بسياق النفي، وقد ذكرنا مرارا: أن م$''االنفي، فتنقلها من الظهور في العموم إلى التنصيص الصريح في العموم، مثل: }و$

$رض{ ا من د$ابة{ ، [6]هود: من د$ابة في األ من{}يعني: وما دابة، فجاءت }و$م$م$''ا من د$ابة فيهنFFا فFFزادت المعFFنى قFFوة، فFFالنكرة في سFFياق النفي للعمFFوم: }و$

ا{ $رض إال ع$ل$ى الله رزقه$ قبلهFFا فهFFذا يقFFوي العمFFوم فيهFFا،}من{فإذا جFFاءت األفيكون نصا صريحا بعد أن كان ظاهرا في العموم.

مى{ } ل مس$ ركم إل$ى أ$ج$ يؤ$خ أي: يمد في أعماركم، وي'درأ عنكم الع''ذابو$الذي إن لم تجتنبوا ما نهاكم عنه أوقعه بكم.

وقد يستدل بهذه اآلية من يقول: إن الطاعة والبر، وصلة الرحم يزاد به''ا.(2)))صلة الرحم تزيد في العمر((في العمر حقيقة، كما ورد به الحديث:

مى{ }قولFFه -تبFFارك وتعFFالى-: ركم إل$ى أ$ج$''ل مس''$ يؤ$خ يعFFني: إذا آمنتم وأطعتمو$رسوله حصل لكم هذا التأخير.

هذا التأخير ما المراد به؟ ( رقم )115 - رواه بهFFذا اللفFFظ ابن شFFاهين في الFFترغيب في فضFFائل األعمFFال وثFFواب ذلFFك، ص )2

(، وثبت عند البخاري من حديث أنس بن مالك -رضي اللFFه943(، والطبراني في األوسط رقم )386 ))من سره أن يبسFFط لFFه في رزقFFه، أوعنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

(،2067كتFFاب الFFبيوع، بFFاب من أحب البسFFط في الFFرزق، رقم )ينسأ لFFه في أثFFره فليصFFل رحمFFه(( (.2557ومسلم، كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، رقم )

Page 4: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

بعض أهل العلم ذهب إلى أن المراد بذلك: تأخير موت هؤالء الذين آمنوا.إلى متى؟

إلى أقصى األمد الذي قدره الله -عز وجل- لهم.هل يؤخر األجل؟

ر{}الله -عز وجل- يقول: اء ال$ يؤ$خ ل$ الله إذ$ا ج$ ا، إن أ$ج$ ر$ الله ن$فس'' ل$ن يؤ$خ }و$ا{ له$ اء أ$ج$ مى{ }وهنا: ،FF [11]المنافقون: إذ$ا ج$ ل مس''$ ركم إل$ى أ$ج$ يؤ$خ فمFFا هFFذاو$

التأخير؟، هل هو تأخير المد في األعمار فيرد عليه هذا اإلشكال؟ هذا اإلشكال يجاب عنه بالجواب المعروف وهو: أن ما في علم الله -عFFز وجFFل-، وهFFو المكتوب في اللوح المحفFFوظ ال يFFرد عليFFه التبFFديل والتغيFFير، ولكن الFFذي يحصFFل فيFFه التبديل والتغيير هو الصFFحف الFتي بأيFدي المالئكFة، فFإن التقFدير أنFواع، واللFه -تبFارك

عند$ه أم الكت$اب{}وتعالى- يقول: يثبت و$ اء و$ ا ي$ش$ وقد [39]الرعFFد: ي$محو الله م$ فسر بهذا، يعني: يكون محو اإلثبات في الصحف التي بأيدي المالئكFFة، بمعFنى: أن هFذا قد يكون عمره في الصFFحف الFFتي بأيFFدي المالئكFFة خمسFFين سFFنة، ولكن اللFFه -تبFFارك وتعالى- علم وقدر أن هذا اإلنسان يصل الرحم، فينسأ له في أثFFره، فFFيزاد في عمFFره،

فيكون سبعين سنة، هذا المحو واإلثبات في الصحف التي في أيدي المالئكة.ومثل هذا يقال أيضا: في القضاء والدعاء، وال يقال: إن الدعاء ليس لFه فائFFدة، واللFه - عز وجل- قد قدر مقادير الخالئق، فإن الله يرتب بعض ما يقFFع على أسFFباب قدريFFة، أو أسباب شرعية، فمن األسباب الشرعية: الدعاء، فالدعاء له فائدة، وهذا أمر دلت عليه

نصوص الشرع، ودلت عليه المشاهدة. فهنا اآلية تحتمل هذا المعنى، يعني: لو بقوا على هذا العصيان لعFFاجلتهم العقوبFFة، ولFFو آمنوا لبقوا إلى األمد األقصى الذي علمه اللFFه في اللFFوح المحفFFوظ، وهFFذا الFFذي قالFFه الحافظ ابن كثير -رحمه الله-، قال: "أي يمد في أعماركم، ويFFدرأ عنكم العFFذاب الFFذي

إن لم تجتنبوا ما نهاكم عنه أوقعه بكم". ولهذا جاء بعده بما يتعلق بالطاعة والبر، وصFFلة الFFرحم، وأن ذلFFك يكFFون سFFببا لزيFFادة

العمر حقيقة.ومعنى حقيقة: كما ذكرت من خمسين سنة إلى سبعين سFFنة مثال، ولكن يقابFFل ذلFFك - يعني: مالم يكن زيادة حقيقة- ما قاله بعض أهل العلم: إن المراد البركة، يعني: يحصل لألعمار بركة إن آمنوا، وتنزع البركة منهFFا إن لم يؤمنFFوا، البركFFة يطFFول معهFFا الFFوقت، ويكثر اإلنجاز، فقد يكون اليوم بالنسبة لبعض الناس كأنFFه سFFاعة، ال يخFFرج معFFه بكبFFيرل علمFFا، وقFFد يكFFون بالنسFFبة لبعض النFFاس كثFFير FFذكر، وال يحصFFطائل، وال ينجز عمال ي البركة، فينجز األعمال الكثيرة، وهذا أمر مشاهد في أول النهار، حيث قال النبي -صلى

.(3) ))اللهم بارك ألمتي في بكورها((الله عليه وسلم-: لو جلس اإلنسان، واستغل وقته إلى حدود الساعة الثامنة، فهذا من الشFFيء المشFFاهد الذي نشاهده، ويتكرر، يفوق عمل يوم كامل، لو أن اإلنسان نام هذا الوقت، وبFFدأ بعFFد

ذلك يحاول أن يعالج الوقت، مع أشغال شتى، يبدأ ذلك من الضحى، أو نحو ذلك. هذا الذي ينام إلى الضحى أو الظهر، تجد األعمال التي ينجزها إلى أن ينام ال تقابل وال تقارن مع ما ينجزه في أول النهار، السFFيما إذا افتتح يومFFه مFFع كتFFاب اللFFه -عFFز وجFFل-

قراءة، وتالوة، وتدبرا، ومدارسة، أو نحو ذلك، فهذا أعظم ما يكون في البركة.المقصود أن من السلف من يقول بهذا، ومنهم من يقول بذاك.

مقاتل يقول كما قFال ابن كثFFير وابن جريFر: إنهم يFؤخرون إلى منتهى اآلجFال، وكFذلك أيضا بعض أصFFحاب المعFFاني مثFFل الزجFFاج والفFFراء، هFFذا مقتضFFى كالمهم، يعFFني: أنFFه

(، والترمFFذي، كتFFاب أبFFواب2606 - رواه أبو داود، كتاب الجهاد، باب في االبتكار في السفر، رقم )3 (،1212البيوع عن رسول الله -صلى الله عليFFه وسFلم-، بFFاب مFFا جFFاء في التبكFFير بالتجFFارة، رقم )

(.2236وابن ماجه، كتاب التجارات، باب ما يرجى من البركة في البكور، رقم )

Page 5: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

يؤخرهم عن العذاب فيموتون غير مستأصلين بالعقوبة، ال يعاجلهم بعقوبة، فال يموتFFونغرقا، وال حرقا، وال قتال، كما قال الفراء أيضا.

وكما هو معلوم في هذا المسألة كالم المعتزلFFة من أن المقتFFول مقطFFوع عليFFه أجلFFه، وهذا الكالم غير صحيح، بل مات بأجله، ولكن هFFذا األجFFل اقFFترن وارتبFFط بسFFبب هFFذه الجناية، وإال فلن يموت أحد قبل أجله، لكن ما يقال هنا في صلة الرحم، ومFا إلى ذلFك هو بأجل، وما كان من غير هذا البر والصلة فإنه أيضا يمFFوت ألجلFFه، فالFFذي في اللFFوح المحفوظ واحد ال يتغير، ثابت، فهذا أجلهم، ولكن هذا األجل -كما سبق- من غير بFFر وال صلة خمسون سنة في اللوح المحفوظ، فيموت هذا اإلنسان وهو قاطع للFFرحم، وآخFFر

يصل فيكون عمره في اللوح المحفوظ سبعين سنة. فالذي تغير بالنسبة للثاني هو ما في الصحف التي بأيدي المالئكة، وإال فكFFل أحFFد إنمFFا يموت بأجله، والحافظ ابن كثير يقول: يستدل بهذه اآليFFة من يقFFول: إن الطاعFFة والFFبر

يزاد بها في العمر حقيقة، يكون هذا على أحد المعاني التي تحتملها اآلية. وصلة الرحم فFFالجمهور يقولFFون: إن التFFأخير إلى أجFFل مسFFمى، بمعFFنى: أنFFه ال يعFFاجلهم بالعقوبFFة،

فيموتون في منتهى اآلجال من غير معاجلة، وكل ذلك بقدر الله.{}وقول''ه: ر ل$''و كنتم ت$عل$م''ون$ أي: ب''ادروا إن أ$ج$''ل$ الله إذ$ا ج$''اء ال$ ي''ؤ$خ

بالطاعة قبل حلول النقمة، فإنه إذا أمر الله -تعالى- بكون ذلك ال يرد وال يمانع، فإنه العظيم الذي قهر كل شيء، العزيز ال''ذي دانت لعزت''ه جمي''ع

المخلوقات.ر{ }تأمل في هذه الجملة: اء ال$ يؤ$خ ل$ الله إذ$ا ج$ كيف يجمع بينها وما بين ماإن أ$ج$

مى{قبلها: ل مس$ ركم إل$ى أ$ج$ يؤ$خ ؟، يعني: ال يرد وال يمانع.}و$فهذا األجل الذي إذا جاء ال يؤخر ما هو؟

هو الذي كتب في اللوح المحفوظ، فإذا جاء ال يؤخر، وهذا الذي قاله ابن جرير -رحمFFهالله.

يثبت}وذكرنا: أن الذي في صحف المالئكة يحصل له التغيير: اء و$ ا ي$ش$ ي$محو الله م$عند$ه أم الكت$اب{ ر{}. [39]الرعد: و$ اء ال$ يؤ$خ ل$ الله إذ$ا ج$ .إن أ$ج$

ل$ الله{ }وبعض أهل العلم هنا في هذا السFFياق فسFFر: المشFFار إليFFه هنFFا: أي مFFاأ$ج$ قدره لكم -على تقدير بقائكم على الكفر- من العذاب، إذا جاء وأنتم مقيمون على هذا الكفر والمحادة لله -عز وجل- فإن ذلك ال يFFؤخر عنكم، بFFل يقFFع والبFFد، فيFFدعوهم إلى

المبادرة إلى اإليمان قبل حلول النقمة.ل$ الله{ }وبعضهم فسر: ر{ }هنا بFFالموت: أ$ج$ اء ال$ ي''ؤ$خ يعFFني: عنFFد ذلFFك الإذ$ا ج$

يمكنكم تدارك اإليمان، فيحصل لكم الندم. وهذا الموت كما يقول بعضهم: يعني إذا حل بكم، سواء كان بعذاب يFFنزل، أو كFFان من

{غير عذاب، فإنه: ر ل$''و كنتم ت$عل$م''ون$ يعFFني: لFFو كنتم تعلمFFون شFFيئا من }ال$ يؤ$خ العلم الذي ينفعكم لسارعتم وبادرتم لمFFا تFFؤمرون بFFه، أو يكFFون متصFFال بالجملFFة الFتي

قبله: لو كنتم تعلمون أن أجله إذا جاء ال يؤخر.ل$م ي$''زدهم دع$''ائيقال تعالى: ارا * ف$ ن$ه$ ومي ل$يال و$ ب إني د$ع$وت ق$ ال$ ر$ }ق$

ابع$هم في آذ$انهم ع$ل''وا أ$ص''$ إني كلم$''ا د$ع$''وتهم لت$غف''ر$ ل$هم ج$ ارا * و$ إال ف''ر$است$كب$روا استكب$ارا * ثم إني د$ع$وتهم جه$'ارا * وا و$ ر أ$ص$ وا ثي$اب$هم و$ است$غش$ و$بكم إنه ك$ان$ قلت است$غفروا ر$ ارا * ف$ رت ل$هم إسر$ أ$سر$ $عل$نت ل$هم و$ ثم إني أي$جع$''ل ب$نين$ و$ ال و$ يم''ددكم ب''أ$مو$ ارا * و$ اء$ ع$ل$يكم م''در$ م$ ارا * يرسل الس'' غ$فكم ل$ق$ ا ل$كم ال$ ت$رجون$ لله و$ق$''ارا * و$ق$''د خ$ ارا * م$ $نه$ ي$جع$ل ل$كم أ نات و$ ل$كم ج$م$''ر$ ع$''ل$ الق$ و$ات طب$اق''ا * و$ج$ م$ بع$ س''$ ل$''ق$ الله س''$ وا ك$ي''ف$ خ$ $ل$م ت$ر$ ارا * أ أ$طو$$رض ن$ب$ات''ا * ثم $نب$ت$كم من$ األ الله أ اجا * و$ ر$ مس$ س'' ع$''ل$ الش'' فيهن ن''ورا و$ج$

Page 6: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

لكوا اطا * لت$س'' $رض$ بس$ ع$ل$ ل$كم األ الله ج$ اجا * و$ يخرجكم إخر$ ا و$ يعيدكم فيه$اجا{ ا سبال فج$ .[20 - 5]نوح: منه$

يخبر الله -تعالى- عن عبده ورسوله نوح -عليه الس''الم- أن''ه اش''تكى إلى ربه -عز وجل- ما لقي من قومه، وما صبر عليهم في تلك المدة الطويلة ال''تي هي أل''ف س''نة إال خمس''ين عام''ا، وم''ا بين لقوم''ه، ووض''ح لهم،

ب إني د$ع$وت ق$''ومي ل$يال}ودعاهم إلى الرشد، والسبيل األقوم، فقال: ر$ارا{ ن$ه$ أي: لم أترك دعاءهم في لي''ل وال نه''ار، امتث''اال ألم''رك، وابتغ''اء و$

لطاعتك.ارا{ } ل$م ي$زدهم دع$ائي إال فر$ أي: كلما دعوتهم ليقتربوا من الحق ف''رواف$

منه، وحادوا عنه.وا} است$غش''$ ابع$هم في آذ$انهم و$ ع$ل''وا أ$ص''$ ا د$ع$''وتهم لت$غف''ر$ ل$هم ج$ إني كلم$ و$

أي: سدوا آذانهم لئال يسمعوا ما أدعوهم إلي''ه، كم'ا أخ''بر تع''الىثي$اب$هم{ الغ$وا في''ه}عن كفار قريش: ذ$ا القرآن و$ عوا له$ روا ال$ ت$سم$ ال$ الذين$ ك$ف$ و$ق$

} .[26]فصلت: ل$ع$لكم ت$غلبون$وا ثي$''اب$هم} است$غش''$ ق''ال ابن ج''ريج عن ابن عب''اس: تنك''روا ل''ه لئال{و$

يعرفهم.وقال سعيد بن جبير والسدي: غطوا رءوسهم لئال يسمعوا ما يقول.

وا{ } ر أ$ص''$ أي: اس''تمروا على م''ا هم في''ه من الش''رك والكف''ر العظيمو$الفظيع.

{ }قوله -تبFFارك وتعFFالى-: ا د$ع$''وتهم لت$غف''ر$ إني كلم$ يعFFني: دعFFوتهم إلى سFFببو$ابع$هم في آذ$انهم{ }المغفرة الذي هو اإليمان، هذا المعنى، ع$لوا أ$ص''$ يعFFني: لئالج$

يسمعوا.وا ثي$اب$هم{} است$غش$ هنا استغشوا ثيابهم نقل عن ابن عباس -رضFFي اللFFه عنهمFFا-: و$

يعرفهم، يعني: سد اآلذان من أجل عدم السماع. تنكروا له لئالاستغشاء الثياب ماذا يديرون به؟

هنا: تنكروا لئال يعرفهم، يعني: من أجFFل أن ال يوجFFه إليهم الFFدعوة، وال يخFFاطبهم بهFFذهالدعوة، وال يستوقفهم.

وقال سعيد بن جبير والسدي: غطوا رءوسهم لئال يسمعوا ما يقول.هذا الذي اختاره ابن جرير -رحمه الله-، يعني هم يسدون اآلذان، لئال يسمعوا.

لكن ما وجه استغشاء الثياب؟ إذا استغشFFى ثيابFFه هFFل يكFFون هFFذا اإلنسFFان ال يسFFمع؟ استغشFFاء الثيFFاب حينمFFا يضFFع الثFFوب على رأسFFه أو رأسFFه ووجهFFه هFFذا ال يمنعFFه من السماع، لكن هؤالء قالوا: هذا من باب المبالغة، فهو يسد أذنيه، ويستغشي ثيابFFه، هFFذا

زيادة في سد اآلذان.وبعضهم يقول: فعلوا ذلك من أجل أن ال يروه، ال يطيقون رؤيته.فهذا حمله بعضهم على أنه من قبيل الحقيقة، وهذا هو الظاهر.

وبعضهم قال: هو من باب الكناية، كناية عن شدة العداوة، فإن العداوة الشديدة تحملعلى ذلك، يعني: تحمل على كراهية النظر إلى البغيض المعادي.

وبعضهم يقول: من قبيل االستعماالت المجازية عند أرباب المجFاز، يقولFون: مثFل هFذا "استغشوا ثيابهم" كما يقال: فالن لبس ثيFFاب العFFداوة، فاستغشFFوا ثيFFابهم يعFFني: أنهم صاروا في حال من العFFداوة، لبسFFوا العFFداوة، كمFFا يستغشFFى الثFFوب، يعFFني: أصFFبحت

$ت$'اك$}العداوة تغطيهم، فإن الغشيان كما مضى في مناسبات شFFتى في قولFFه: ه$'ل أديث الغ$اشي$ة{ ي$هم{}وفي قولFFه: ،FF [1]الغاشFFية: ح$ ي$هم من$ الي$م م$''ا غ$ش'' غ$ش'' ف$

هو الشيء الذي يغطيه. [78]طFه:

Page 7: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

او$ة{}وهكذا الغشاوة التي تكون على البصر: ارهم غش$ $بص$ مFFا [7]البقFFرة: و$ع$ل$ى أيغشيها أي: ما يغطيها.

فهنا ظاهر القرآن على أن ذلك حقيقة، فهم يستغشون الثياب لشFFدة العFFداوة، مبالغFFة في النفور، سواء كان ذلك من أجل أن ال يراهم، أو من أجFFل أن ال يFFروه، أو جميعFFا، ال يراهم وال يرونFFه، ومبالغFFة في المباعFFدة، ولئال يسFFمعوا منFFه، أو يFFروه، فقFFد يخFFاطبهم

بإشارة، أو نحو ذلك. فهم سدوا األسماع واألبصار التي هي طرق التلقي والتعلم، واإلنسان جعل الله سمعه

اد$ ك''ل أولئك$ ك$''ان$ ع$ن''ه}وبصره طريقين إلى قلبه: الف''ؤ$ ر$ و$ الب$ص''$ مع$ و$ إن الس.[36]اإلسراء: م$سئوال{

فهما طريقان إلى القلب يحصل بهما التلقي والتعلم.م$''ا أ$نت$ به$''ادي العمي ع$ن}ولذلك مضى الكالم على مثل قوله -تبارك وتعالى-: و$

ل$تهم{ ال$ هذا ال يبصر، ولكنه يأتي مقيدا أحيانا بقيد "إذا ولFFوا مFFدبرين"، [81]النمل: ض$ فحينما يقيد بمثل هذا "إذا ولوا مدبرين" فإن توليهم حينما يولون أدبارهم من يخاطبهم

هذا مبالغة أيضا، بحيث ال يكون مستجيبا بحال من األحوال.است$كب$روا استكب$ارا { } أي: واستنكفوا عن اتباع الحق، واالنقياد له.و$ارا{ } أي: جهرة بين الناس.ثم إني د$ع$وتهم جه$$عل$نت ل$هم{} أي: كالما ظاهرا بصوت عال. ثم إني أ

ارا ر$ رت ل$هم إس'' ر$ أ$س'' أي: فيم''ا بي''ني وبينهم، فن''وع عليهم ال''دعوة{ }و$لتكون أنجع فيهم.$عل$نت}يعFFني: جهFFرة، }ثم إني د$ع$وتهم جه$''ارا{قوله -تبارك وتعالى-: ثم إني أ

ا وجهFFرا، دعFFاهم وقلب لهم ل$هم{ أي: كالما ظاهرا بصFFوت عFFال، يعFFني: دعFFاهم سFFر الFFدعوة ونوعهFFا على أحFFوال شFFتى، وفي كFFل حين، ليال ونهFFارا، لم يFFدخر وسFFعا في

نصحهم.$عل$نت ل$هم{} { }يعني: ثم إني أ هذه تدل على تباعد األحوال، وليس المقصFFودثم

$عل$نتبها الترتيب، ليس المقصود أنه يقول: }ثم إني د$ع$وتهم جه$''ارا * ثم إني أرت{ أ$سر$ رت ل$هميعني: بعدما دعوتهم جهارا، أعلنت لهم بعFFد ذلFFك ل$هم و$ أ$سر$ }و$

ارا{ وإنما تدل على تباعد األحوال؛ ألن الجهFار أغلFFظ من اإلسFFرار، والجمFFع بين، إسر$ األمرين أغلظ من االستقالل بواحد منهما، فهي ليسFFت لFFترتيب الوقFFوع، يعFFني ليسFFت بمعنى: أني فعلت كذا، ثم فعلت كذا، ثم فعلت كذا، يعني بعده، وإنما تدل على تفاوت

األحوال. نوا{}وقد مضى الكالم على هذا في مناسبات كقوله: ]البلد:ثم ك$ان$ من$ الذين$ آم$

17 FF]رتيب فيFFليس المقصود الترتيب؛ ألن اإليمان يطلب أوال، يعني هذا ما يقال له: ت الرتبة وليس في الوقوع، هذه مراتب.

ارا{ بكم إنه ك$ان$ غ$ف قلت است$غفروا ر$ أي: ارجع''وا إلي''ه، وارجع''وا عم''ا}ف$ أنتم فيه، وتوبوا إليه من قريب، فإنه من تاب إليه ت'اب علي'ه، ول'و ك'انت

ت$غفروا}ذنوبه مهم''ا ك''انت في الكف''ر والش''رك؛ وله''ذا ق''ال: قلت اس'' ف$ارا{ در$ اء ع$ل$يكم م م$ ل الس''' ارا * يرس''' بكم إنه ك$'''ان$ غ$ف أي: متواص'''لة ر$

ولهذا تستحب قراءة هذه الس''ورة في ص''الة االستس''قاء ألج''ل األمطار،هذه اآلية.

وهكذا روي عن أمير المؤمنين عم''ر بن الخط''اب -رض''ي الل''ه عن''ه-: أن''ه ص''عد المن''بر ليستس''قي، فلم ي''زد على االس''تغفار، وق''رأ اآلي''ات في

ارا *}االس''تغفار ومنه''ا ه''ذه اآلي''ة: بكم إنه ك$''ان$ غ$ف ت$غفروا ر$ قلت اس'' ف$ارا{ در$ اء ع$ل$يكم م م$ .يرسل الس

ثم قال: لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر.

Page 8: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

وقال ابن عباس وغيره: يتبع بعضه بعضا.ل}قولFFFه -تبFFFارك وتعFFالى-: ارا * يرس'' بكم إنه ك$''ان$ غ$ف ت$غفروا ر$ قلت اس'' ف$ارا{ در$ اء ع$ل$يكم م م$ قال: أي متواصلة األمطار. الس

يعني: المدرار السماء حينمFFا تكFFون مFFدرارا يعFFني: يتحلب منهFFا المطFFر، من السFFحاباء ع$ل$يكم{ } م$ المطر ينزل من السحاب، متواصلة األمطار.يرسل الس

المدرار، تقول: "هذه الدابة مدرار للبن" يعني: يتحلب منها اللبن كثيرا متتابعا متواصال،وتقول: "عطاء الله مدرار" أي: متواصل متتابع.

أما ما يتعلق بقراءة هذا السورة في صالة االستسقاء ألجل هذه اآليFFة فهFذا يحتFاج إلىدليل خاص.

ودلت هذه اآلية على أن االستغفار يكون سFببا لFنزول الخFيرات، ونFزول األمطFار، وأن اإلنسان يرزق باألموال والبنين، كمFFا أن ذلFFك يكFFون سFببا لرفFع البالء الFذي يFنزل بFه، حينما يكون اإلنسان في شدة، فيحتاج إلى استغفار، وحينمFا يطلب الولFد، فيحتFFاج إلى كثرة االستغفار، يطلب المال يحتاج إلى كثرة االستغفار، يطلب التوفيق في دراسته أو

عمله، أو غير ذلك يحتاج إلى كثرة االستغفار.ارا{ }االستغفار هنا كما في هذه اآلية: بكم إنه ك$ان$ غ$ف صيغة مبالغة،است$غفروا ر$

كثير الغفر.ارا{ در$ اء ع$ل$يكم م م$ إذا استغفرتم حصل لكم ذلك. }يرسل الس

$نه$''ارا{ } ي$جع$''ل لكم أ نات و$ ي$جع$''ل لكم ج$ ب$نين$ و$ ال و$ $مو$ يمددكم بأ مFFا قFFال:و$يمددكم بأموال وأوالد، بأي اعتبار؟

باعتبار أن البنين وهم الذكور، أن ذلك هو المطلب األكبر بالنسبة إليهم، فهFو يخFFاطبهم بهذا؛ ألن اآلبFFاء يتقFFوون بهم، ويتجملFFون في المجFFالس بهFFؤالء األبنFFاء، وهFFذا كثFFير في

ب$نين$القFFFرآن: ع$لت ل$'''ه م$'''اال مم'''دودا * و$ حي'''دا * و$ج$ ل$قت و$ ن خ$ }ذ$رني و$م$ما قال: وأوالدا، أو وبنات. [13-11]المدثر: شهودا{

ومذهب األحناف في مسألة االستسقاء يحتجون بمثل هذه اآلية على أن ذلك يسFFتجلب باالستغفار، والذي عليه الجمهور -كما هو معلوم- ودلت عليه السنة هو أن تصلى صالة

االستسقاء.ي$جع$''ل لكم}وقول''ه تع''الى: نات و$ ي$جع$''ل لكم ج$ ب$نين$ و$ ال و$ يم''ددكم ب''أ$مو$ و$

ارا{ $نه$ أي: إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم، أ وأس''قاكم من برك''ات الس''ماء، وأنبت لكم من برك''ات األرض، وأنبت لكم

{ }الزرع، وأدر لكم الضرع، وأمدكم ب$نين$ ال و$ أي: أعط''اكم األم''والب''أ$مو$ واألوالد، وجعل لكم جن''ات فيه''ا أن''واع الثم''ار، وخلله''ا باألنه''ار الجاري''ة

بينها. هذا مقام الدعوة بالترغيب، ثم عدل بهم إلى دعوتهم ب''الترهيب، فق''ال:

ا ل$كم ال$ ت$رج''ون$ لله و$ق$''ارا{} أي: عظم''ة، قال''ه ابن عب''اس، ومجاه''د، موالضحاك.

وقال ابن عباس: "ال تعظمون الله حق عظمته" أي: ال تخافون من بأس''هونقمته.

ا ل$كم ال$ ت$رج''ون$ لله و$ق$''ارا{}هFFذا يرجFFع إلى الFFذي قبلFFه: أي: عظمFFة، أي: ال م تعظمونه حق عظمته، هذا الذي اختاره ابن جريFFر -رحمFFه اللFFه-، قFFال: "أي ال تخFFافون

من بأسه ونقمته".ا ل$كم ال$ ت$رجون$ لله و$ق$''ارا{}كل هذا يرجFFع إلى معFFنى واحFFد أي عFFذر لكم في م

ارا{}ترك هذا الرجاء؟، وفسر هذا الرجاء هنا: ا ل$كم ال$ ت$رجون$ لله و$ق$ بFFالخوف،ما ل$كم ال$ ت$رج''ون$ لله و$ق$''ارا{}قال هنا: "أي: ال تخافون من بأسه ونقمته"، يعني م

أي ال تخافونه.

Page 9: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

ولهوالوقار يأتي بمعنى: العظمة، من التوقFFير وهFFو التعظيم: س'' }لتؤمن''وا بالله و$ر$روه{ تع$ز روه{}بمعنى: تنصروه، [9]الفتح: و$ تو$ق يعني: تعظموه.و$

ا ل$كم}فالوقار يأتي بمعني: التعظيم، ال تخافون حق عظمته، توحدونFFه، وتطيعونFFه: مارا{ ؟ وهذا معنى معروف في كالم العرب أن الرجاء يأتي بمعFFنى:ال$ ت$رجون$ لله و$ق$

الخوف، وقد مضى الكالم على هذا في األعمال القلبية. مع أن الغالب في الرجاء هو ظFاهر معنFاه في األصFل الFذي هFو مFا يؤمل من حصFFول المحبوب والخير، إذا كان ذلك قريبا في نظر مؤمله، أما إذا كان بعيFFدا فإنFFه يقFFال لFFه:

. تمنهذا الفرق بين التمني والرجاء.

FFا، مثFFل التمني للشيء الذي ال يقع، أو بعيد الوقوع، والرجاء للشFFيء الFFذي يكFFون قريبذلك يقال أيضا في الطمع يكون في الشيء قريب المنال.

ومن إطالق الرجاء على الخوف قول الهذلي:إذا لسعته النحل لم يرج لسعها *** ........................

ال$ ت$رج''ون$ لله}يعني: لم يخف، ولكن هذا قليل في االستعمال، ولكنه معنى صحيح: ارا{ ال تخافون الله، ال تخافون لFFه عظمFFة، ال تخFFافون عذابFFه، كFFل هFFذا يرجFFع إلىو$ق$

معنى واحد. وهذا مثل ما ذكرنا في بعض المناسبات عن الحزن والخوف، الخFFوف يكFFون من قبيFFل

القلق ألمر مستقبل، والحزن ألمر مضى، ألمر فائت، هذا الفرق بين الحزن والخوف. وقد يستعمل الحزن بمعنى الخوف، يعني: ألمر مستقبل، وعلى هذا حمل قولFFه تعFFالى

{}عن قول أهل الجنة: ن$ ز$ مد لله الذي أ$ذه$ب$ ع$نا الح$ ما المقصود [،34]فاطر: الح$به؟

فسر بهذا، حيث ذكر بعض أهFFل العلم أن الحFFزن المقصFFود بFFه اإلشFFفاق والخFFوف منالعاقبة واآلخرة، فإذا دخلوا الجنة حصلت لهم الطمأنينة الكاملة.

مFFع أن من أهFFل العلم من فسFFر هFFذا على معنFFاه األغلب األشFFهر الFFذي هFFو ترجيFFة المحبوب، وقد جاء عن مجموعة من السلف كسعيد بن جبFFير ومعاويFFة وعطFFاء بن أبي

رباح: مالكم ال ترجون لله ثوابا؟.ا ليس بقFFاطع أنهم فسFFروا ذلFFك FFذا أيضFFا، وهFF لكنهم قالو أيضFFا: وال تخFFافون منFFه عقاب بFFالمحبوب؛ ألنهم ذكFFروا معFFه خFFوف العقFFاب، لكن كFFأنهم نظFFروا إلى الغFFالب في

االستعمال، في استعمال لفظ الرجاء، أنه فيما يرجيه ويؤمله من أمر محبوب. يعني: حينما يقال مثال: الخوف والرجاء، الخFFوف يقابFFل الرجFFاء، فهنFFا اسFFتعمل الرجFFاء

بمعنى الخوف. والغالب الذي عليه األكFFثر أنهم فسFFروه بFFالخوف، وعبFFاراتهم في هFFذا متقاربFFة، يقFFول

مجاهد، والضحاك: "مالكم ال تبالون لله عظمة؟!" يعني: ال تخافون.ويقول قطرب: إن هذه لغة حجازية، يعني: إطالق الرجاء على الخوف.

ويقولون: إن بعض قبائل العرب يقولون: لم أرج أي: لم أبال، لكن من فسره بFFالمعنى المشهور هؤالء قلة، يعني: قصروا التفسير عليه، فكما سبق في قFFول سFFعيد بن جبFFير

وأبي العالية وعطاء أنهم جمعوا بين هذا وهذا. لكن جاء عن قتادة: "مالكم ال ترجFFون للFFه عاقبFFة اإليمFFان؟!، ففسFFر الرجFFاء بFFالمعنى

المشهور، عاقبة اإليمان.ارا{ كم أ$ط''و$ ل$ق$ قي''ل: معن''اه من نطف''ة، ثم من علق''ة، ثم من}و$ق$''د خ$

مضغة، قاله ابن عب''اس، وعكرم''ة، وقت''ادة، ويح''يى بن راف''ع، والس''دي،وابن زيد.

وهذا الذي اختاره ابن جرير -رحمه الله.

Page 10: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

والطور في كالم العرب هFFو المFFرة، هFFذا طFFور، ثم طFFور آخFFر، وهكFFذا، فFFالطور يقFFالارا{ للمرة، يقال للحال، ويجمع على األطوار: كم أ$طو$ ل$ق$ د خ$ نطفة ثم علقFFة...}و$ق$

إلى آخره.ا، ثم يكFFون وبعضهم يقول: خلقكم أطفاال صبيانا، يكون غالما، ثم بعFFد ذلFFك يكFFون شFFاب رجال، ثم بعد ذلك يكون كهال، ثم يكFFون شFFيخا، فهFFذه أطFFوار، هكFFذا فسFFره بعض أهFFل

العلم. وبعضFFهم حمFFل ذلFFك على محامFFل أخFFرى، كFFاختالف األحFFوال في األفعFFال واألقFFوال

واألخالق، فهم متباينون متفاوتون في هذا كله. والمقصود كيف تعرضFFون عن عبFFادة من خلقكم بهFFذه األحFFوال أو بهFFذه األطFFوار، من

نطفة إلى علقة، إلى غير ذلك، صرف خلقكم هذا التصريف؟وذلك يدل على كمال علمه، وكمال قدرته -تبارك وتعالى.

ارا{ وقولFFه: كم أ$ط''و$ ل$ق$ ا ل$كم ال$}هFFذا في محFFل نصFFب على الحFFال، }و$ق$''د خ$ مارا{ ارا{.}والحال أنه: ت$رجون$ لله و$ق$ كم أ$طو$ ل$ق$ خ$

و$ات طب$اقا{}وقوله تعالى: م$ بع$ س$ ل$ق$ الله س$ وا ك$يف$ خ$ $ل$م ت$ر$ ؟ أي: واحدةأ فوق واحدة، وهل هذا يتلقى من جه''ة الس''مع فق''ط، أو ه''و من األم''ور

المدركة بالحس، مما علم من التسيير والكسوفات؟.ع$''ل$}وإنما المقصود: أن الله سبحانه: و$ات طب$اقا * و$ج$ م$ بع$ س$ ل$ق$ الله س$ خ$

اجا{ ر$ مس$ س'' ع$'''ل$ الش''' م$'''ر$ فيهن ن'''ورا و$ج$ أي: ف'''اوت بينهم'''ا في الق$ االستنارة، فجع''ل كال منهم''ا أنموذج''ا على ح''دة، ليع''رف اللي''ل والنه''ار بمطلع الشمس ومغيبها، وقدر للقمر منازل وبروجا، وفاوت نوره، فتارة يزداد حتى يتناهى، ثم يشرع في النقص ح''تى يس''تتر، لي''دل على مض''ي

م$''ر$الشهور واألعوام، كما قال تعالى: الق$ مس$ ضي$اء و$ ع$ل$ الش }هو$ الذي ج$ ل$''ق$ الل''ه ذ$ل''ك$ إال اب$ م$''ا خ$ الحس''$ نين$ و$ ن$ازل$ لت$عل$موا ع$د$د$ الس'' ه م$ در$ نورا و$ق$

} وم ي$عل$مون$ ل اآلي$ات لق$ ص ق يف$ .[5]يونس: بالح$و$ات طب$اق''ا{}قوله -تبارك وتعالى-: م$ بع$ س''$ ل$''ق$ الله س''$ وا ك$ي''ف$ خ$ $ل$م ت$ر$ هFFذا أ

وا{ }خطFFاب: $ل$م ت$''ر$ و$اتيعFFني لمن يصFFلح لFFه: أ م$ بع$ س''$ ل$''ق$ الله س''$ }ك$ي''ف$ خ$ ؟ واحدة فوق واحدة، كما يقول ابن كثير، وهو الذي اختاره ابن جريFFر -رحمFFهطب$اقا{

يعني: متطابقة، يعني: أن بعضها فوق بعض، كل سماء فFFوق األخFFرى،}طب$اقا{ الله- مطبقة عليها كالقباب.

شيخ اإلسالم -رحمه الله- تكلم عن استدارة األفالك وعن كرويتها، فذكر أن السFFمواتو$ات طب$اقا{}كذلك، إلى عرش الرحمن: م$ بع$ س$ ل$ق$ الله س$ وا ك$يف$ خ$ $ل$م ت$ر$ أي:أ

ر$ فيهن نورا{متطابقة: م$ ع$ل$ الق$ .}و$ج$ يقول الحافFظ ابن كثFير: "وهFل هFذا يتلقى من جهFة السFمع فقFط، أو هFو من األمFور

المدركة بالحس؟ ما الذي جعله يورد هذا السؤال؟

ل$''ق$}الذي جعله يورد هذا السؤال توجيFFه الخطFFاب إليهم، بقولFFه: وا ك$ي''ف$ خ$ $ل$م ت$ر$ أو$ات طب$اقا{ م$ بع$ س$ فهل هذا الشيء يرونه؟ هل الرؤية هنا بصرية بمFFا يFFدلالله س$

على ذلك، أو أنه يكفي أن يروا السماء الدنيا فوقهم، وما فوقها فهFFو من قبيFFل الخFFبر،أو الرؤية هنا تفسر بأنها علمية؟.

فهذا منشأ هذا السؤال، هل هذا يتلقى من جهة السمع فقط؟، لماذا قاله ابن كثير؟.وا{}ألن الخطاب $ل$م ت$ر$ فهل هذا شيء يرونه، أو أنه شيء يتلقونه من جهة السمع ،أ

فقط؟

Page 11: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

اجا{}وقوله -تبارك وتعالى-: ر$ مس$ س'' ع$''ل$ الش'' م$''ر$ فيهن ن''ورا و$ج$ ع$ل$ الق$ و$ج$ر$ ن''ورا{نور، والشمس ضياء: القمر م$ الق$ مس$ ضي$اء و$ ع$ل$ الش وقFFد }هو$ الذي ج$

ذكرنا في بعض المناسبات الفرق بين النور والضياء. النور ما يوجد فيه اإلنارة من غير حFFرارة، إشFFراق بال إحFFراق، وأمFFا الضFFياء فيكFFون بFFه إنارة مع إحراق، فالشمس ضياء، والقمر نور، الشمس فيها حرارة واحFFتراق، تشFFتعل،

))والصالة نور ... والصFFبر ضFFياء((وكذلك أيضا في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (4).

الصبر لما فيه من الحرارة قيل له: ضياء، والله -عFFز وجFFل- يقFFول في سFFورة البقFFرة:ول$''ه{ اءت م$''ا ح$ ا أ$ض''$ ل$م د$ ن$ارا ف$ ث$ل الذي است$وق$ ث$لهم ك$م$ هFFذا [17]البقFFرة: }م$

مFFا قFFال: }ذ$ه$ب$ الله بن''ورهم{الضياء من النار حرارة مع اإلشراق واإلنارة، قFFال: بنارهم، فذهب النور وبقيت الحرارة واإلحراق، هذا وجه التعبير بهذا، والله تعالى أعلم.

ر$ فيهن نورا{ م$ ع$ل$ الق$ باعتبار أنه إذا كان في إحداهن فهو فيهن.}و$ج${ }وبعضهم فسر هذا الموضع "في" بمعنى "مع" أي جعFFل القمFFر معهن نFFورا،فيهن

أي: خلقه مع خلقهن.واألول أولى، والله أعلم.

$رض ن$ب$اتا{وقوله تعالى: $نب$ت$كم من$ األ الله أ هذا اس''م مص''در، واإلتي''ان }و$به هاهنا أحسن.

$رض ن$ب$اتا{ $نب$ت$كم من$ األ الله أ يعFFني: أنFFه نFFاب{ن$ب$اتا}هذا اسم مصدر يقصFFد }و$ عن المصدر، األصل في تصريف الكالم نقFFول في المتعFFدي: أنبت، وفي الالزم: "نبت"

.{ن$ب$اتا}فالرباعي أنبت ينبت إنباتا، فهنا قال: فبعضFFهم يقFFول: هFFذا مصFFدر يعFFود على المعFFنى، يعFFني: ليس على اللفFFظ، فFFإن أنبت

، الحافظ ابن كثير يقول: هذا اسFFم مصFFدر، واإلتيFFان{ن$ب$اتا}مصدره إنبات، فهنا قال: به هاهنا أحسن، فهم ينبتون من األرض، بأي اعتبار؟

بعض أهل العلم يقFول: باعتبFFار أن آدم -صFFلى اللFFه عليFFه وسFFلم- خلقFFه اللFFه من أديمل$قن$اكم{األرض: ا خ$ فهذا معFFنى كFFونهم نبتFFوا من األرض، أي: خلقFFوا [55]طه: }منه$

منها، كما يقول ابن جرير -رحمه الله-، يعني أنشأكم منها إنشاء. هو مصدر من أنبت، مFFع حFFذف الزوائFFد، أو{ن$ب$اتا}وبعض أهل العلم يقول: إن قوله:

$رض{أنه مصدر من فعل محذوف: $نب$ت$كم من$ األ .{ن$ب$اتا}فنبتم }أ إذا قيل: إنه مصFFدر، يرجFFع{ن$ب$اتا}لكن من قال: إنه محمول على المعنى، بمعنى أن

إلى معنى ما سبق، وليس إلى لفظ "أنبت" كما يقوله الخليل بن أحمد والزجاج.$رض ن$ب$اتا{}ومعنى: $نب$ت$كم من$ األ يعني: خلقكم منها، أنشأكم منها. أ

مع أن بعضهم يقول: إن ذلك باعتبار األطوار، يعFFني: من الصFFغر إلى الكFFبر، كمFFا ينبتل، يبFFدأ اإلنسFFان بطلب FFع ويحصFFالنبات، "من ثبت نبت" يعني: الذي يصبر يصل، ويرتف

ع$''ل$ ل$كمالعلم: يئا و$ج$ كم من بط''ون أمه$''اتكم ال$ ت$عل$م''ون$ ش''$ ج$ الل''ه أ$خ''ر$ }و$ار$ و$األ$فئد$ة${ مع$ و$األ$بص$ .[78]النحل: الس

فهFFذه طFFرق التعلم والتحصFFيل، فمن ثبت على العلم نبت، يعFFني يزيFFد هFFذا العلم مFFعالوقت، وينتفع ويحصل.ا{ أي: إذا متم. }ثم يعيدكم فيه$

اجا{ يخرجكم إخر$ أي: يوم القيامة يعيدكم كما بدأكم أول مرة. }و$اطا{ } $رض$ بس''$ ع$''ل$ ل$كم األ الله ج$ أي: بس''طها ومه''دها وقرره''ا، وثبته''او$

بالجبال الراسيات، الشم الشامخات.

(.223 - جزء من حديث رواه مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، رقم )4

Page 12: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

اطا{}قولFFه -تبFFارك وتعFFالى-: $رض$ بس''$ ع$''ل$ ل$كم األ الله ج$ هFFذا ال ينFFافي كرويFFةو$ األرض، وهذه قضية مقررة عند أهل العلم، معروفة حتى عند الفالسFFفة قبFFل اإلسFFالم،

ولم ينكر المسلمون ذلك. وشيخ اإلسالم -رحمه الله- له كالم في هذه المسألة معروف، وغير شيخ اإلسالم، وهذا ال يخالف ما جاء في القرآن أنه جعل األرض بساطا، باعتبار أن الجرم الضخم ال يظهFFر فيه التدريج في االنحناء، درجة االنحناء في الجسم الكروي الكبير الهائFFل ال تظهFFر فيFFه بالعين الباصرة، هكذا، حينما ينظر اإلنسان بنظره الضعيف، لكن هذا يظهFFر لFFه لFFو أنFFه كان ذلك عبر وسائط ووسائل وأجهزة، فلو نظFFر اإلنسFFان مثال عFFبر هFFذه الصFFور الFFتي تلتقط في األرض من األقمار الصناعية مثال، أو نحو ذلك، مما يصور من الفضFFاء، فهFFذاا كروية األرض، لكنه ال يظهر ألنظارنا الضعيفة هFFذه حينمFFا نمشFFي نFFدب يظهر فيه جلي أقل من الذرة، في أنحائها وأرجائهFا، فال يظهFر هFذا التFدريج لضFFآلة اإلنسFFان وضFFعفه،

فماذا عسى أن يرى؟ بضعة كيلو مترات؟ هذه ال تظهر فيها درجة االنحناء.فهي بساط بأي اعتبار؟

باعتبار ما نشاهده، فخاطبهم بما يشاهدون، وخروج الخطاب هذا المخرج يعني: باعتبار حال المخاطب، هذا كثير في القرآن، وأنواع، وقد ذكرت شيئا من ذلك في الكالم على قواعد التفسير، أنواع المخاطبات التي روعي فيهFFا حFFال المخFFاطب، منهFFا هFFذا، واللFFه

أعلم.اجا{ ا سبال فج$ يعني: السبل هي الطرق، الفجاج الواسعة.}لت$سلكوا منه$

وبعضهم يقول: الفج هو الطريق بين الجبلين. وابن جريFFر فسFFره بمطلFFق الطريFFق، جمFFع فج، وهFFو الطريFFق، هكFFذا من غFFير قيFFد

ا سبال{ لكنه ذكر السبل هنا، فالسFFبل هي الطFFرق، الفجFFاج يشFFعر -}لت$سلكوا منه$والله أعلم- أن المقصود يعني: واسعة.

وابن كثير -رحمه الله- قال: لتسFFتقروا عليهFFا، وتسFFلكوا فيهFFا أين شFFئتم، من نواحيهFFا،وأرجائها وأقطارها.

يعني: باعتبار أن الفج الناحية.ج ع$ميق{وقد مضى الكالم على هذا: ما المراد بالفج،[27]الحج: }ي$أتين$ من كل ف$

الطريق بين الجبلين، أو الطريق من غير قيد. اجا{ ا سبال فج$ أي: خلقه'ا لكم لتس'تقروا عليه'ا، وتس''لكوا}لت$سلكوا منه$

فيها أين شئتم، من نواحيها، وأرجائها وأقطارها، وك''ل ه''ذا مم''ا ينبههم ب''ه ن''وح -علي''ه الس''الم- على ق''درة الل''ه، وعظمت''ه في خل''ق الس''موات واألرض، ونعمه عليهم فيما جعل لهم من المن''افع الس''ماوية واألرض''ية، فهو الخالق الرزاق، جعل السماء بناء، واألرض مهادا، وأوسع على خلق''ه من رزقه، فهو الذي يجب أن يعبد ويوحد، وال يشرك به أحد؛ ألنه ال نظير له، وال عديل له، وال ند وال كفء، وال صاحبة وال ولد، وال وزير وال مش''ير،

بل هو العلي الكبير.ا ل$كم ال$ ت$رجون$ لله و$ق$''ارا{قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في قوله تعالى: }م

أي: ال تعاملونFFFه معاملFFFة من توقرونFFFه، والتوقFFFير: العظمFFFة، ومنFFFه قولFFFه تعFFFالى:روه{ تو$ق .[9]الفتح: }و$

قال الحسن: "مالكم ال تعرفون لله حقا، وال تشكرونه!"وقال مجاهد: "ال تبالون عظمة ربكم!".

وقال ابن زيد: "ال ترون لله طاعة!".وقال ابن عباس: "ال تعظمون الله حق عظمته!".

وهذه األقوال ترجع إلى معنى واحد، وهو أنهم لFFو عظمFFوا اللFFه، وعرفFFوا حFFق عظمتFFه وحدوه، وأطاعوه، وشكروه، فطاعته سبحانه، واجتناب معاصFFيه، والحيFFاء منFFه بحسFFب

Page 13: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

وقاره في القلب، ولهذا قال بعض السلف: ليعظم وقار الله في قلب أحدكم أن يذكره عند ما يستحي من ذكره، فيقFFرن اسFFمه بFFه، كمFFا تقFFول: "قبح اللFFه الكلب، والخFFنزير

والنتن" ونحو ذلك، فهذا من وقار الله. ومن وقاره: أن ال تعدل به شيئا من خلقه ال في اللفظ، بحيث تقFFول: "واللFFه وحياتFFك، مFFالي إال اللFFه وأنت، ومFFا شFFاء اللFFه وشFFئت، وال في الحب والتعظيم واإلجالل، وال في الطاعة، فتطيع المخلوق في أمره ونهيFFه كمFFا تطيFFع اللFFه، بFFل أعظم، كمFFا عليFFه أكFFثر الظلمة والفجرة، وال في الخوف والرجFFاء، ويجعلFFه أهFFون النFFاظرين إليFFه، وال يسFFتهين بحقه، ويقول: هو مبني على المسامحة، وال يجعله على الفضلة، ويقدم حFFق المخلFFوق

.(5)عليه، وال يكون الله ورسوله في حد وناحية، والناس في ناحية وحد"ا ل$كم ال$ ت$رج'ون$ لله و$ق$'ارا{}كل هذا من خالف توقFFير اللFFه -عFFز وجFFل-: بعض م

الناس يقول: أنا أرجع من الجامعة، وأرجع من العمل، وأنام الظهر؟..فيسأل هذا يقال: هل تنام على االختبارات؟

الجواب المباشر: ال.ا ل$كم ال$ ت$رج''ون$ لله و$ق$''ارا{ } ال تعظمونFFه حFFق التعظيم، لمFFاذا إذا أمFFرك منم

تعظمه فإنك تستجيب، وإذا أمرك الله -عز وجل- ال تستجيب؟!. فال تجعل طاعته فضلة، يعني: أن ذلك إن حصFFل وإال فFFاألمر سFFهل؛ كأنFFه شFFيء زائFFد، ليس بشيء أساسي، ويجعل طاعة الله، وقFراءة كتابFFه، واالشFFتغال بFFذكره من األمFFور

ا ل$كم ال$}الفضFFلة، إذا دخFFل مسFFجدا فتح المصFFحف، مFFا حصFFل ليس بالضFFروري: مارا{ كم أ$طو$ ل$ق$ د خ$ ارا * و$ق$ ؟ت$رجون$ لله و$ق$

وهكذا أيضا حينما يقول: إن حق الله مبFFني على المسFFامحة، هFFو صFFحيح أن حFFق اللFFه مبني على المسامحة، يقال عند المقارنة مع حقوق المخلوقين؛ من أجل أن تFFؤدى: إن األصل فيها المشاحة، وأمFFا حFFق اللFFه فاألصFFل فيFFه المسFFامحة، لكن ليس ذلFFك ليتخFFذ ذريعة لتضييع حقوق الله -عز وجل-، يتخذ ذلك سبيال لإلضاعة والتفريط، فيقال: حقوق

الله مبنية على المسامحة. دخلت امرأة النار في هرة، وأخرج آدم من الجنة من أجل أكلFFة، وأمFFر بFFالقطع بسFFبب

ربع دينار، وكذلك الرجم في إيالج قدر حشفة. قال ابن القيم: "فيكون في الحد والشق الذي فيه الناس دون الحد والشق الFFذي فيFFه الله ورسوله، وال يعطي الخلوق في مخاطبته قلبه ولبه، ويعطي اللFFه في خدمتFFه بدنFFه

ولسانه دون قلبه وروحه، وال يجعل مراد نفسه مقدما على مراد ربه. فهذا كله من عدم وقار الله في القلب، ومن كان كذلك فإن الله ال يلقي له في قلFFوب الناس وقارا وال هيبة، بل يسقط وقاره وهيبتFFه في قلFFوبهم، وإن وقFFروه مخافFFة شFFره

.(6)فذاك وقار بغض ال وقار حب وتعظيم" -نسأل الله العافية- ينظر الناس إليه بنظر يشنئونه به، يحتقرونه ويبغضونه، وإن كFFانوا يخافونFFه، ويحسFFنون إليFFه، ويتصFFنعون اتقFFاء لشFFره، لكن ليس في قلFFوبهم محبFFة، وال توقير، وال تعظيم، وال يكون له هيبة في قلوب الخلق، فتلFFك مظFFاهر مصFFنوعة ال تFFؤثر توقيرا وال هيبة بحال من األحوال، هذا كله في غاية األهمية، ال يFFوقر اللFFه -عFFز وجFFل-، تجده يسFFعى في توقFFير المخلFFوق، وتعظيم المخلFFوق، وينظFFر إلى لحظاتFFه، وسFFكناته، وحركة عينه، وإشارة يده، أو نحو ذلك، ماذا يريد، وماذا يطلب، ويتفانى في هذا، ولكن في حق الله -عز وجل- تجد اإلهمال، والتضييع الكامل أحيانا، ونفس هذا الFFذي يتفFFانى

في إرضاء مخلوق في المقابل الصالة مضيعة، والذكر قد جف لسانه منه. قال ابن القيم: "ومن وقار الله: أن يستحي من اطالعه على سره وضميره، فيرى فيه

ما يكره.(.188-187 - الفوائد، ص )5(.188 -المصدر السابق، ص )6

Page 14: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

.(7 )ومن وقاره: أن يستحي منه في الخلوة أعظم مما يستحي من أكابر الناس"ا ل$كم ال$}إذا خال ال يجFFترئ على ربFFه -تبFFارك وتعFFالى- وعلى حFFدوده ومسFFاخطه: م

ارا{ لماذا يجعل ربه أهون الناظرين إليه؟. ت$رجون$ لله و$ق$ قال ابن القيم: "والمقصود أن من ال يوقر الله وكالمFFه، ومFFا آتFFاه من العلم والحكمFFة، كيف يطلب من الناس توقFFيره وتعظيمFFه؟، القFFرآن والعلم وكالم الرسFFول صFFالت من الحق، وتنبيهات وروادع وزواجر واردة إليك، والشيب زاجر ورادع وموقظ قائم بك، فالحك، ومFFع هFFذا تطلب التوقFFير والتعظيم من FFك نصFFام بFFا قFFك، وال مFFما ورد إليك وعظ غيرك، فأنت كمصاب لم تFFؤثر فيFFه مصFFيبة وعظFFا وانزجFFارا، وهFFو يطلب من غFFيره أن يتعظ وينزجر بالنظر إلى مصابه، فالضرب لم يؤثر فيه زجرا، وهFFو يريFFد االنزجFFار ممن

.(8)نظر إلى ضربه"ا ل$كم ال$ ت$رجون$}وقال ابن القيم -أيضا-: "قالوا في تفسFFيرها -أي: تفسFFير قولFFه: م

ارا{ ما لكم ال تخافون لله -تعالى- عظمة، وما أحسن ما قFFال شFFيخ االسFFالم- لله و$ق$ضFFا لتشFFديد غFFال، وال في تعظيم األمر والنهي: هو أن ال يعارضا بترخص جFFاف، وال يعر

.(9)يحمال على علة توهن االنقياد" و$م$ن}"وال يحمال على علة" هذا في نصوص الوعيد، أحيانا تجد بعض النصFFوص مثFFل:

نم{ ه$ آؤه ج$ ج$'ز$ دا ف$ ت$ع$م FFا [93]النسFFاء: ي$قتل مؤمنا م ومFFا إلى ذلFFك، فتفسFFر أحيان ))والله ال يؤمن، والله ال يFFومن،بتفسيرات توهن هذا الزجر وتضعفه في قلوب الناس،

.(10)))الذي ال يأمن جاره بوائقه(( قيل: من يا رسول الله؟ قال: والله ال يؤمن(( فيفسر هذا بتفسيرات: ال يؤمن اإليمFFان الكامFFل كFFذا..، ومFFا شFFابه ذلFFك من النصFFوص الواردة في الوعيد، ولهذا كان مثل اإلمام أحمد -رحمه الله- ال يرى التعرض لمثل هذا؛ لئال يذهب مقصود الشارع من الزجر، فتفسر بتفسيرات يقال: "إيه، هذا أصال محمFFول على كذا، وهذا أصال محمول على كذا" وال يحصل المقصود من زجر الناس، فهذا مهم، ال توهن هذه الزواجر، لكن قد يحتاج إلى بيان ذلك؛ لئال يحصل غلFFو، فتحمFFل النصFFوص الواردة في مثل هذا على أحكام غير صحيحة، كتكفير من فعل الكبيرة مثال، فهنا يحتاج

أن يبين، يقال: هذا محمله كذا، وهذا محمله كذا، عند الحاجة. وقال ابن القيم: "ومعنى كالمه: أن أول مراتب تعظيم الحق -عFFز وجFFل- تعظيم أمFFرهونهيه، وذلك ألن المؤمن يعرف ربه -عز وجل- برسالته التي أرسFFل بهFFا رسFFول اللFFه - صلى الله عليه وسلم- إلى كافة الناس، ومقتضاها االنقيFFاد ألمFFره ونهيFFه، وإنمFFا يكFFون ذلك بتعظيم أمر الله -عز وجل- واتباعه، وتعظيم نهيه واجتنابه، فيكون تعظيم المFFؤمن ألمر الله -تعالى- ونهيه داال على تعظيمFه لصFFاحب األمFر والنهي، ويكFون بحسFب هFذا التعظيم من األبFFرار المشFFهود لهم باإليمFFان والتصFFدق وصFFحة العقيFFدة، والFFبراءة من

.(11)النفاق األكبر" نحن نورد مثل هذا للفت األنظار إليه، وإال فإني أعرف أن هذه القراءة السFFريعة لFFه ال تكفي، وال تفي بFFFالمطلوب، ولكن من أجFFFل أن نتفطن لمFFFا وراء هFFFذا من المعFFFاني

والهدايات.ل$''دهقال تعالى: و$ اله و$ ن ل$م ي$زده م$ اتب$عوا م$ وني و$ ب إنهم ع$ص$ ال$ نوح ر$ }ق$

دا و$ال$ ت$كم و$ال$ ت$''ذ$رن و$ الوا ال$ ت$ذ$رن آله$ ك$روا م$كرا كبارا * و$ق$ ارا * و$م$ س$ إال خ$لوا ك$ث''يرا و$ال$ ت$''زد الظالمين$ إال ن$سرا * و$ق$''د أ$ض''$ ي$عوق$ و$ اعا و$ال$ ي$غوث$ و$ سو$

ال{ ال$ .[24-21]نوح: ض$

- المصدر السابق.7 - المصدر السابق.8(.10 - الوابل الصيب، ص )9(.6016 - رواه البخاري، كتاب األدب، باب إثم من ال يأمن جاره بوائقه، رقم )10(.10 - الوابل الصيب، ص )11

Page 15: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

يقول تعالى مخ''برا عن ن''وح -علي''ه الس''الم- أن''ه أنهى إلي''ه -وه''و العليم الذي ال يعزب عنه شيء- أنه مع البيان المتقدم ذكره، والدعوة المتنوع''ة المش''تملة على ال''ترغيب ت''ارة، وال''ترهيب أخ''رى أنهم عص''وه وخ''الفوه وكذبوه، واتبعوا أبناء الدنيا، ممن غفل عن أمر الل''ه، ومت''ع بم''ال وأوالد،

اتب$ع''وا م$ن}وهي في نفس األمر استدراج وإنظار ال إكرام، ولهذا قال: و$ارا{ س$ ل$ده إال خ$ اله و$و$ ل$ده}قرئ: لم ي$زده م$ بالضم وب''الفتح، وكالهم''ا{و$و$

متقارب.ك$روا م$كرا كبارا{وقوله: أي عظيما. كبارا{}قال مجاهد: }و$م$

أي: كبيرا. كبارا{}وقال ابن زيد: ان، وجم$ال ان وحس اب، ورجل حس$ اب وعج والعرب تقول: أمر عجيب وعج$

ال، بالتخفيف والتشديد، بمعنى واحد. وجمك$''روا م$ك''را كبارا{والمع''نى في قول''ه: أي: باتب''اعهم في تس''ويلهم }و$م$

}ب$''ل م$ك''رلهم بأنهم على الحق والهدى، كما يقولون لهم ي''وم القيام''ة: ن$جع$ل$ ل$ه أ$ند$ادا{ ار إذ ت$أمرون$ن$ا أ$ن نكفر$ بالله و$ النه$ وله''ذا[33]س''بأ: الليل و$

دا و$ال$}قال هاهنا: ت$كم و$ال$ ت$ذ$رن و$ الوا ال$ ت$ذ$رن آله$ ك$روا م$كرا كبارا * و$ق$ و$م$ن$سرا{ ي$عوق$ و$ اعا و$ال$ ي$غوث$ و$ .[23-22]نوح: سو$

وهذه أسماء أصنامهم التي ك''انوا يعب''دونها من دون الل''ه، روى البخ''اريعن ابن عباس: صارت األوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد.

أما "و$د" فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما "س''واع" فك''انت له''ذيل، وأم''ا "يغوث" فكانت لمراد ثم لبني غطي''ف ب''الجرف عن''د س''بأ، وأم''ا "يع''وق" فك''انت لهم''دان، وأم''ا "نس''ر" فك''انت لحم''ير آلل ذي كالع، وهي أس''ماء لرجال صالحين من قوم نوح -عليه السالم-، فلما هلكوا أوحى الش''يطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي ك''انوا يجلس''ون فيه''ا أنص''ابا، وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هل''ك أولئ''ك، ونس''خ العلم

عبدت. وكذا روى عن عكرمة، والضحاك، وقتادة، وابن إس''حاق نح''و ه''ذا، وق''ال

على بن أبي طلحة عن ابن عباس: هذه أنام كانت تعبد في زمن نوح. وروى ابن جرير عن محمد بن قيس: "ويغوث ويعوق ونسرا" ق'ال: ك''انوا قوما صالحين بين آدم ونوح، وك''ان لهم أتب''اع يقت''دون بهم، فلم''ا م''اتوا قال أصحابهم ال'ذين ك''انوا يقت'دون بهم: ل'و ص'ورناهم ك''ان أش'وق إلى العبادة لنا إذا ذكرناهم، فص''وروهم، فلم''ا م''اتوا وج''اء آخ''رون دب إليهم

إبليس، فقال: إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر، فعبدوهم.اتب$عوا}قوله -تبارك وتعالى- عن قول نوح -صلى الله عليه وسلم-: وني و$ إنهم ع$ص$

ك$روا م$ك'را كبارا{ ارا و$م$ س$ ل$ده إال خ$ اله و$و$ يعFFني: مكFFرا عظيمFFا م$ن لم ي$زده م$كبيرا.

هذا المكر الكبار ما هو؟. بعضهم يقول: هذا المكر الكبار هو أنهم حرضوا سFفهاءهم على قتFل نFوح -صFلى اللFه عليه وسلم-، أو أن ذلك بكونهم غرروا بالناس بمFFا أوتFFوا من المFFال والولFFد، حFFتى ظن

الضعفاء أنهم على الحق؛ لكونهم أوتوا هذه العطايا والهبات الدنيوية.ك$روا م$ك''را كبارا{وبعضFFهم كFFالكلبي يقFFول: بمFFا نسFFبوا للFFه -عFFز وجFFل- من }و$م$

الصاحبة والولد، يعني: والشركاء.ك$روا م$كرا كبارا{وقول مقاتل: }ال$ ت$''ذ$رنأي: أنهم أمFFروا أتبFFاعهم بقFFولهم: }و$م$

اعا{ دا و$ال$ سو$ ت$كم و$ال$ ت$ذ$رن و$ إلى آخره. آله$

Page 16: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

ك$روا م$كرا كبارا{فهذا المكر الكبار مبهم هنا: يمكن أن يقال: هو ما واجهوا بFFه }و$م$ دعوة نوح -صلى الله عليه وسFFلم-، فكFFانت هFFذه النتFFائج المFFرة، حيث بقي فيهم هFFذه المدة الطويلة: ألف سنة إال خمسين عاما من غير اسFFتجابة، هFFل كFFان هكFFذا والFFدعوة مسترسلة بينهم ال تجد ممانعة وال محاربة، ثم بعد ذلFFك يحصFFل مثFFل هFFذا؟ مFFا يحصFFل

إيمان في هذه المدة الطويلة ألف سنة إال خمسين عاما؟! الواقع أن هذا يدل على أن نوحFFا -صFFلى اللFFه عليFFه وسFFلم- قFFد واجFFه في دعوتFFه أذى كثيرا، ولهذا فهو من أولى العزم من الرسل، فقد صبر صبرا طويال على هFFؤالء القFFوم،

فكانوا يواجهون دعوته، ويضللون الناس، ويزيلون كل أثر لمخاطبته، ووعظه لهم.ك$''روا م$ك''را كبارا{ مكFFروا" بتضFFليل النFFاس، وإزاغتهم، والحيلولFFة -إن صFFح"}و$م$

التعبير- بين هؤالء الناس وبين نوح ودعوته، وما جاء به من ربه -تبارك وتعالى-، كFFأنهم ضللوا هؤالء، وحصنوهم -نسأل الله العافية-، فال يقبلون منه قليال وال كثيرا، حFFتى صFFار

ل$ده إال}إلى حال من اليأس، فقال: اله و$و$ اتب$عوا م$ن لم ي$زده م$ وني و$ إنهم ع$ص$ارا{ س$ .خ$

اتبعوا هؤالء المأل والكبراء من الكافرين الضالين العتاة على الله -عز وجل. وما كان لهؤالء الكبراء أن يدعوا نوحا -صلى الله عليه وسلم- ودعوته كما هو معروف،

فإن المأل كما قص الله -تبارك وتعالى- هم أعداء الرسل. هذا المكر الكبار مبهم هنا، لكنه معلFFوم في جملتFFه، وإن لم تFFذكر تفاصFFيله، وال حاجFFة إلى ذلك، فإن هذا المكر واقع مع جميع الرسل -عليهم الصالة والسالم-، وأتباع الرسل

إن ك$''ان$ م$ك''رهمفي كل زمFFان: عن''د$ الل''ه م$ك''رهم و$ هم و$ ك$''روا م$ك''ر$ د م$ }و$ق$ فهذا لعظم ودقة هذا المكFFر، والتخطيFFط للفسFFاد، [46]إبراهيم: لت$زول$ منه الجب$ال{

ونشر الباطل.ك$روا م$كرا كبارا{}هنا: ليدل على المبالغFFة أنFFه{كبارا}فجاء على هذا الوزن: و$م$

ليس بمكر كبير فقط، بل في غاية الكFبر، وهFذا المكFر الFذي يكFFون في غايFة الكFFبر ال يكون واردا وصادرا على سبيل البديهة، يعني: من غير روية، وتفكFFير، وتخطيFFط، وإنمFFا يكون بعد إعمال النظر، والبحث في كل السبل التي من شأنها أن يحصل بها مطلوبهم

بالفساد واإلفساد.

وكان هؤالء أول قوم وقع فيهم الشرك بعد أن كان الناس على التوحيFFد، كمFFا جFFاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "عشرة قرون على التوحيد"، ثم بعد ذلك وقع الشFFرك،

وكان هذا الشرك أول ما وقع بسبب التصاوير. صوروا هؤالء الذين صاروا يعبدونهم -وكFFانوا قومFFا صFFالحين-؛ من أجFFل أن يتFFذكروهم، الهدف هو الذكرى الFتي تنشFط للعبFادة، هFذا الغFرض، فهFذه الوسFيلة -بFزعمهم- إلى

مطلب صحيح، وهو النشاط في العبادة، ولكنها وسيلة فاسدة. والوسائل المحرمة ال يمكن أن يتوصل بهFFا إلى مطلFFوب صFFحيح، ولFFذلك كFFانت الغايFFة

الشريفة ال تبرر الوسيلة، البد أن تكون الوسائل سليمة صحيحة. والتصاوير محرمة، وقد حرمت لعلتين اثنتين، هذه هي العلة األولى، وهي الFFتي جFFاءت

-هFFذه كلهFFا ذرائFFع-))إن أولئFFك إذا كFFان فيهم الرجFFل الصFFالحفي عFFدد من األحFFاديث: مثال، فبنFاء القبFور على المسFاجد وسFيلة وذريعFة إلى(12)فمات، بنوا على قبره مسجدا((

وقوع الشرك، وعبادة غير الله -عز وجل. تصوير هذه الصور، لما ذكرت أم المؤمنين لما جFFاءت من الحبشFFة للنFFبي -صFFلى اللFFه عليه وسلم- تلك التصاوير، ذكرت له ذلك في مFرض موتFFه -صFلى اللFFه عليFه وسFلم-،

- رواه البخاري، كتاب الصالة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانهFا مسFFاجد، رقم )12(، ومسلم، كتاب المساجد ومواضFFع الصFFالة، بFFاب النهي عن بنFFاء المسFFاجد على القبFFور، رقم )427528.)

Page 17: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

يعني: بعد حين من مجيئها، فهي تحكي ما شاهدت في أرض الحبشة من تلك التصاويرفي الكنيسة، فماذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

.(13) ))شرار الخلق عند الله يوم القيامة((وصف هؤالء بأنهم: فالذريعة أو العلة األولى التي من أجلهFا حFFرمت التصFFاوير، هي: أنهFا ذريعFة من ذرائFFع

الشرك. وإذا كانت كذلك، فإن هذه الذريعة موجودة بجميع أنواع الصور، سواء كFFانت من قبيFFل التماثيل، أو كانت من قبيل الرسم باليد، أو كانت من قبيFFل التصFFوير الفوتFFوغرافي، أو

كانت من قبيل التصوير بالفيديو. والقاعدة: أن العلة متى كانت متحققة أكثر في نوع من هFFذه األنFFواع فFFإن ذلFFك يكFFون

التحريم والمنع منه أشد. يعFFني: هFFذه التصFFاوير الFFتي هي رسFFم باليFFد محرمFFة باإلجمFFاع، وهFFذه التصFFاوير الفوتوغرافية، أو التي تكون بالفيديو ال شك أن النفوس تنجذب إلى التصFFوير المطFFابق

للواقع أكثر من انجذابها إلى الرسم باليد. وهذا أمر مشاهد ومعلوم، فأنت حينما تشاهد رسما باليد لمن تعظمهم، أو ال تعظمهم، صور تعرض في متاحف قبل مائة سنة، أو قبل مائة وخمسين سنة، أحيانا ال يعظمFFون، عبFFارة عن مجموعFFة من الباديFFة عنFFد بFFئر معهم حمFFار -أعFFزكم اللFFه- وجحش، ومعهم أطفال كبار وصغار، فيجلس اإلنسان ينظر طFFويال لهFFذه الصFFور، يقFFف أمامهFFا وينسFFى نفسه، فإذا كFFانت هFFذه الصFFور فوتوغرافيFFة غFFير ملونFFة، جلس ينظFFر إلى كFFل شFFيء، تقاطيع الوجوه والعمائم، والطول والقصر، والثيFFاب والFFدواب، ومFFا حFFولهم من المتFFاع

وغيره. فإذا كانت هذه الصورة ملونة كان االنجذاب إليها أكبر، فإذا كان ذلك عرضا تتحرك فيها هذه الصور، وينطق أصحابها فال شك أن االنجFFذاب إلى هFFذا أكFFبر، فالعلFFة مFFتى كFFانت متحققة في حال من هذه األحوال، أو صورة من هذه الصور، أو نFFوع من هFFذه األنFFواع فإن ذلك يكون أدعى للتحريم، كما هو معلوم، فهذه العلFFة موجFFودة، وال تحتFFاج إلى أن يقال هنا: إن هذا ليس بمضاهاة، وإن هذا مضاهاة، هFFذا ال عالقFFة لFFه بالمضFFاهاة أصFFال،

هذه موجودة.تبقى العلة الثانية، وهي: المضاهاة هل هذا يدخله المضاهاة أو ال يدخله المضاهاة؟

فلو فFFرض أن هFFذا تدخلFFه المضFFاهاة تبقى العلFFة األولى، مFFا الFFذي أزالهFFا، وهي تكفيلوحدها في التحريم، لكن الناس تتساهلوا كثيرا في هذا.

ومن يحتجون بفتFواه، الواقFع أنهم يأخFذون جFزءا من هFذه الفتFوى، ويFتركون النصFف الثFFاني منهFFا، الشFFيخ ابن عFFثيمين -رحمFFه اللFFه- يقFFول: ليسFFت مضFFاهاة، لكن ال يجFFوز االحتفاظ بالصور، وال يجوز تعليق الصFFور، يعFFني: يجب أن تتلFFف، لكن العمليFFة ليسFFت

مضاهاة، فما بالهم يحتفظون بالصور؟. وما كنا نعFFرف صFFدق توبFFة اإلنسFFان قبFFل نحFFو ثالثين سFFنة وعشFFرين سFFنة إال إذا جFFاء

باأللبومات وأحرقها، هذا أول عمل يقوم به. نعFFرف بFFه أن الرجFFل جFFاد وصFFادق، صFFور قديمFFة لFFه ولذويFFه يتلفهFFا، ويحرقهFFا، واآلن يتكاثرون بالصور، ويصورون كل شFFيء، يصFFورون أنفسFFهم وهم يFFدعون، وهم يقFFرأون القرآن، وهم يطوفون، وهم يسعون، وهم يصلون، في كل حال من األحوال، يصFFورون

أنفسهم. لألسف كنFFا نعFFرف عن بعض الشFFرقيين، ونعجب من فتنFFة هFFؤالء بالتصFFاوير، وأصFFبحنا

مثلهم، في كثرة الضحك والتنكيت، وخفة الدم الزائدة التي تنبئ عن خفة عقول. وكثرة التصوير هذا كان يعFFرف عنFFد بعض الشFFرقيين، كنFFا نعجب منهم، من كFFثرة هFFذا الضحك عندهم بدون سبب، أو ألتفFFه األسFFباب يتسFFاقطون ضFFحكا، وكFFل واحFFد معلFFق

- المصدر السابق. 13

Page 18: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

FFق هFFؤالء، وأصFFبحنا اليFFوم مثلهم في "كاميرا" عنده يصور كل شيء، يمشي ويصور خل خفة الدم، وفي كثرة التصوير، فهذه العلFFة الموجFFودة، أمFFا مسFألة المضFFاهاة هFل هي موجودة، أو غير موجودة فأنا ال أناقش اآلن في هذا، مع أني أعتقد أنهFFا موجFFودة، لكن

))يخFFرج عنFFق منهذا التساؤل والتوسع في أمر يدور بين حالين، أنه من أكبر الكبائر: ))إن أشFFد، (14)))المصFFورين(( وذكFFر منهم: ))وكلت بثالثة(( ويقول: النار يوم القيامة((

أو أنه مبFFاح؟ أين الFFورع على األقFFل(15)الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون((.في هذا المقام؟ أين الورع بين شيء من أكبر الكبائر أو أنه مباح؟

ويتوسع فيه هذا التوسع، فالمسألة تحولت إلى استحالل، حيث صار الذي ينكر التصوير غريبا في الناس، وصFFار النFFاس يضFFعون صFFورهم بال مواربFFة، يضFFعها في حسFFابه على "تويتر"، يضعها في كل مكان، ويصور، وينزل هذه الصور للناس، ويتبجح بهذا، وال يFFرى

فيها أدنى غضاضة، وإلى الله المشتكى، والله المستعان.بعض الناس يقول: أي عبادة؟ فنقول: "إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل".

هذا شرك وقع عليه الناس بعد آدم -صلى الله عليه وسلم-، مFFع قFFرب العهFFد، وأصFFروا هذا اإلصرار، وبقي نوح فيهم هذه المFدة ألFف سFنة إال خمسFين عامFا، شFFرك؛ بسFبب

التصاوير، ويثبتون عليها هذا الثبات، ويغرق الله األرض ومن عليها. وإلى اليFFوم في مشFFارق األرض اذهب اليFFوم إلى الهنFFد، يوجFFد أسFFواق كاملFFة آللهFFة األغنياء، هذه تصنع من أشياء ثمينة، وهناك أسواق كاملFFة لصFFناعة اآللهFFة للفقFFراء، من أشياء رخيصة، أسواق، وانظFFر إلى األسFFواق في تلFFك البالد في الشFFرق، وفي الغFFرب أيضا، وفي المطارات، تدخل محالت كاملة كلها أصنام، أصنام آلهة تعبد، أنFFواع اآللهFFة،

إله التناسل، وإله... بأوضاع وأحوال قبيحة، وهذه يأخذونها معهم ويتعبدون. ابن القيم -رحمه الله- يقول: هؤالء جمعوا بين الفتنتين: فتنFFة القبFFور، وفتنFFة التماثيFل"

يقول: "فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت".ت$كم{}وتأمFFل هنFFا أنFFه خص هFFذه: الوا ال$ ت$'ذ$رن آله$ ومنهFFا: ود وسFFواع ويغFFوث و$ق$

دا}ويعوق ونسر، هذه من ضمن اآللهة، فلماذا خصت: ت$كم و$ال$ ت$ذ$رن و$ ال$ ت$ذ$رن آله$ن$سرا{ ي$عوق$ و$ اعا و$ال$ ي$غوث$ و$ إلى آخره؟ و$ال$ سو$

بعض أهل العلم قال: خصت بذلك؛ ألنها أكبر تلك اآللهة، وأعظم تلك اآللهة عندهم. وتأمل أن هذه اآللهة -هذه المعبودات الباطلة- هي الFFتي عبFFدتها قبائFFل العFFرب، وأهFFل السير واألخبار يذكرون في هذا عمر بن لحي الخزاعي الذي رآه النبي -صلى لله عليFFه وسلم- يجر قصبه في النار، فهو أول من غFFير دين إبFراهيم -صFلى اللFFه عليFه وسFلم-،

.(16)وأول من سيب السوائب يقولون: إنه قدم من أرض الشام، ومر بالبلقاء، ووجدهم يعبدون أصFFناما، فأخFFذ منهFFا،

فجاء بها إلى مكة، فعبدتها العرب. ويقال: إنه كان له رئي من الجن، وإنه جاءه في نومه، وقال: اغد إلى ساحل جدة تجFFد

أصناما معدة.. إلى آخره. يقFFال: إن هFFذه األصFFنام غمرهFFا الطوفFFان، وانFFدفنت، دفنت ثم بعFFد ذلFFك دل عليهFFا الشFFيطان، فFFأخرجت، فجعلت في قبائFFل العFFرب، وعبFFدت من دون اللFFه -عFFز وجFFل-،

( وقال محققو المسند: "إسناده صحيح على شرط الشFFيخين"، وصFFححه8430 - رواه أحمد، رقم )14(.3061األلباني في صحيح الترغيب والترهيب، رقم )

(، ومسFFلم، كتFFاب5950 - رواه البخاري، كتاب اللباس، باب عذاب المصFFورين يFFوم القيامFFة، رقم )15(.2109اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، رقم )

يل$ة - رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب 16 ائب$ة، و$ال$ و$ص'' ة و$ال$ س''$ ع$ل$ الله من ب$حير$ ا ج$ }م$ام{ ( ، ومسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يFFدخلها4623، برقم )[103]المائدة: و$ال$ ح$

(.2856الجبارون، رقم )

Page 19: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

))ال تقFFوم السFFاعة حFFتى تضFFطرب أليFFات نسFFاءوالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: .(17) دوس على ذي الخلصة((

صنمهم الذي كان في الجاهلية، وانظروا واعتبروا، بعض الناس لم يزل حFFتى بعض من فيهم خير وصالح، إذا ذهب إلى تلك الناحية يسأل: أين الخلصة؟ ويذهب إليFFه من بFFاب

االطالع.هذا مكان يقصد؟!، تذهب إليه؟!

ويأتي ويتحدث، ويقول: ذهبت إلى مكان معروف عندهم، ذلك المكان الذي أمFFر النFFبي-صلى الله عليه وسلم- بهدمه، وسيعود يعبد من دون الله -عز وجل.

وبعض من يتكلمون في اآلثار وإحياء اآلثار يرون أن هذا من جملFFة اآلثFFار، وأنFFه سFFيأتياليوم الذي يعاد فيه كأثر من اآلثار "خلصة".

))تضFFطرب أليFFات نسFFاء دوس على ذيالنFFبي -صFFلى اللFFه عليFFه وسFFلم- أخFFبر أنFFه ما معناه؟الخلصة((

معناه: أنهن يطفن به، هذا خبر الصادق -صFFلى اللFه عليFFه وسFFلم-، الFذي ال ينطFق عنالهوى.

ثم يأتي من يقول: هذا ال يمكن، والعالم اليوم تغير، والعالم اليوم تطور، أين التطور؟!هؤالء الذين يصنعون األقمار الصناعية يعبدون بوذا!.

التطور شيء وهذا شيء. تجد الرافضي متخصصا في الفيزيFFاء النوويFFة، أو في أدق العلFFوم في الطب، أو غFFيره، فتجده إذا جاءت اللطيمة، أو في تلك المناسبات الكئيبة عندهم، ينسى عقله، ويتصرف تصرفات المجانين، ويمشي على أربع، ويجرح نفسه، ويضرب نفسFFه بالسالسFFل، وهFFو

قد تعلم ودرس!.فالعلم شيء، والممارسة شيء آخر.

العلوم الدنيوية هذه هل جعلت هؤالء يFFدخلون في اإلسFالم ويعرفFFون اللFFه -عFز وجFل-ويؤمنون به؟

هذه العلوم -لألسف- هي أوفر ما تكون، العلوم الدنيوية المادية بين الطFFرفين: العFFالم الغربي، والعFFالم الكFFافر في الشFFرق، الFFدول الشFFرقية: روسFFيا والصFFين ومFFا شFFابهها، واليابان، هؤالء أبعد النFFاس عن اللFFه -عFFز وجFFل-، مFFع أنهم أكFFثر النFFاس تحصFFيال لهFFذه العلوم المادية التجريبية، ما دلتهم على الله، وال عرفوه، بل ما زادتهم إال كفرا، فرحFFوا

بما عندهم من العلم.لوا ك$ثيرا{}وقوله تعالى: د أ$ض$ يعني األصنام التي اتخذوها أض''لوا به''ا و$ق$

خلقا كثيرا، فإنه استمرت عبادتها في القرون إلى زماننا هذا في الع'ربوالعجم، وسائر صنوف بني آدم.

ب$ني أ$ن نعب''د$}وق''د ق''ال الخلي''ل -علي''ه الس''الم- في دعائ''ه: اجنبني و$ و$ب إنهن أ$ضل$لن$ ك$ثيرا من$ الناس{ .[36-35]إبراهيم: األ$صن$ام$ * ر$

لوا ك$ثيرا{}وتأمل هنا: د أ$ض$ قال: يعFFني األصFFنام..، إذا كFFانت األصFFنام فهنFFا يFFرد و$ق$ سؤال أن هذه الصيغة "أضلوا" تستعمل للعقالء، أما غير العقالء فيقال: "أضلت كثيرا"،

فأجرى عليه ضمير العقالء، فهذا بأي اعتبار؟ باعتبار أنهم ما جعلوهم مجرد عقالء، هم جعلFFوهم آلهFFة، فهFFذا من قبيFFل ورود خطFFاب الشارع بالنظر إلى حFFال المخFFاطب، يعFFني: مFFراعى فيFFه حFFال المخFFاطب، وهFFذا أحFFد الصور، أن يكون المخFFاطب يعتقFFد في شFFيء مFFا عقيFFدة، فيعامFFل بمقتضFFي ذلFFك في

الخطاب، يعني مثلما قال عن ترهات المشركين، سماها ماذا؟

(، ومسFFلم، كتFFاب7116األوثFFان، رقم ) - رواه البخاري، كتاب الفتن، باب تغيير الزمان حFFتى تعبFFد 17(.2906الفتن وأشراط الساعة، باب ال تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة، رقم )

Page 20: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

بهم{ } ة عند$ ر$ تهم د$احض$ سماها حجة، وهي ليست بحجة. [16]الشورى: حجون$ به$''ا{وتأمل في هFFذه المعبFFودات من دون اللFFه: $رجل ي$مش'' $ل$هم أ ]األعFFراف: }أ

؟ [195 } {كFFذلك في األيFFدي، قFFال: }ي$مشون$ أصFFل ذلFFك في غFFير العاقFFل أن }ي$بطشون$

{}يقFFال: تمشFFي بهFFا، تبطش بهFFا، تعقFFل بهFFا، فقFFال: ون$ { }ي$بطش'' ون$ ي$مش''} هذا مما يقال في العاقل، تسFFتعمل هFFذه الضFFمائر في العقالء، هFFذا وجFFه }ي$عقلون$

Fذكر Fا معتFبرا فيFه حFال المخFاطب فإنFه قFد يعFبر عمFا ي ذلك، فإذا كان الخطFاب جاري بمراعاة ما يعتقده المخاطب، وإن كان المتكلم ال يعتقFFده، هFFذه إحFFدى الصFFور، سFFواء كان ذلك في الضمائر واألفعال وما يقوم مقامهما، استعمال ما يكFFون للعقالء في غFFير العقالء، مثل التعبير عن الترهات بأنها: حجج، ونحو ذلك، أو كان ذلك بغيره ممFFا يكFFون

{}منسوبا إلى هذا المعبر عنFFه، مثFFل: اجدين$ $يتهم لي س'$ أ م$'ر$ ر$ الق$ مس$ و$ و$الش''اجدين$}ما قال: ساجدة، غير العقالء يقال عنها: ساجدة، قال: [4]يوسف: لماذا؟ {س$

ألنFFه نسFFب إليهFFا فعال من أفعFFال العقالء، وهFFو السFFجود، السFFجود من أفعFFال العقالء،اجدين$}فنسب ذلك إليها، قال: ما قال: ساجدة، يعني: العاقل وغير العاقل، هFFذا{س$

يعبر عنه بعبارات وضمائر، وهذا يعبر عنه بعبارات وضمائر، فFFإذا عFبر عن غFFير العاقFFلبما يعبر به عن العاقل فذلك لعلة، هذا المعنى، ما هذه العلة؟

قد يكون باعتبار كذا، باعتبار اعتقاد المخاطب، باعتبار ما أضيف إليها من األفعال الFFتيتكون للعقالء، ونحو هذا.

لوا ك$ث'يرا{}فهنا: د أ$ض'$ لوا}مFFا قFFال: "أضFFلت"، و$ق$ يعFFني: األصFFنام، فهFFذه{أ$ض'$األصنام عندهم آلهة، فأجرى عليها ما يجري على العقالء من الضمائر.

لوا{ }مع أن بعض أهل العلم لما نظر إلى هذا االستعمال: قال: المقصود الكFFبراءأ$ض$لوا}والرؤساء، فحينما نجد في كتب التفسير قول من فسر هFFذا الموضFFع: و$ق$''د أ$ض'$

يعني: الكبراء، لماذا؟ ما توجيه هذا القول؟ ك$ثيرا{باعتبار أن الصيغة مما تقال للعقالء، فيكف استعملت في األصنام؟

لكن الجواب هو ما ذكرنا.الوا}طبعا هؤالء عندهم قرينة أخرى، وهو الكالم عن هؤالء الكبراء أنهم يتحدثون: و$ق$

اعا{ دا و$ال$ سو$ ت$كم و$ال$ ت$ذ$رن و$ لوا{ }إلى آخFFره... ال$ ت$ذ$رن آله$ د أ$ض''$ يعFFني:و$ق$لوا ك$ثيرا{}هؤالء الكبراء والرؤساء، لكن إذا قيل: إنها األصنام: د أ$ض$ }و$ق$''الوا، و$ق$

را{ ن$س'' ي$عوق$ و$ اعا و$ال$ ي$غوث$ و$ دا و$ال$ سو$ ت$كم و$ال$ ت$ذ$رن و$ و$ق$''د}، ال$ ت$ذ$رن آله$لوا{ يعني: األصنام.أ$ض$

كيف أضلت األصنام وهي جمادات؟ يقول: يعني األصنام التي اتخذوها أضلوا بها خلقا كثFFيرا، فإنFFه اسFFتمرت عبادتهFFا .. إلى

آخره.ب$ني أ$ن}يعني: أنه حصل الضرر بسFFببها، فنسFFب ذلFFك إليهFFا، كمFFا قFFال: اجنبني و$ و$

ب إنهن أ$ضل$لن$ ك$ثيرا من$ الناس{ .[36-35]إبراهيم: نعبد$ األ$صن$ام$ * ر$ ففتنFFة األصFFنام فتنFFة أ$ضل$لن$ ك$ث''يرا من$ الناس{}هذا صFFريح أن األصFFنام أضFFلت:

عظيمة، لكن من هداه الله -عز وجل- واصطفاه، ونجاه، وطهر قلبه من أدران الشرك يرى أن هذا شيء حقير، ال قيمة له، ولكن لها فتنة، وكل باطFFل لFFه فتنFFة، على اختالف

أنواعه وصوره وأشكاله. هذا الذي يكون له نوع عبودية غFFير عبFادة األصFنام، وليسFت العبFادة الFتي هي كعبFادة األصFFنام، لكنFFه مFFتيم بحب امFFرأة، قFFد تسFFتغرب من هFFذا مFFا هFFذه التفاهFFات؟ وهFFذه

الحماقات؟.

Page 21: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

تأمل، لكن هو بالنسبة إليه -ومن جرب- قد واقع أمFFرا يخFFامر عقلFFه ويخالطFFه، فFFذهب صوابه ولبه -نسأل الله العافيFFة-، وصFFار يعيش في حFFال من األذى واأللم، بسFFبب هFFذا

العشق.، أو فنFFان، لمFFا مFFات أحFFد المغنFFيين في القFFرن هكذا، اسأل الذين لربما يتعلقون بمغن الماضي انتحر عدد من الناس، من أجل مغن! فالتافه يعلق بتافه، وهFFذه النفFFوس البFFدد لله -عز وجFFل- فإنهFFا لها من إقبال، والبد لها من نوع عبادة لهذه القلوب، فإن لم تتعب

د لغيره والبد، فهي مجبولة على االفتقار. تتعب انظر إلى الذين يتعلقون باأللعFFاب الرياضFFية بFFالنوادي، ويشFFجعون، إلى آخFFره .. رجFFل ينسى صوابه، ويبذل نفسه رخيصة وماله، وولFFده، وزوجتFFه، والنFFاس أجمعين من أجFFل هذا النادي الذي يشجعه، فتجده يطلق، يطيش، بعضهم يقول: أنا ال أستطيع أن أحضFFر مباراة، وال أنظر إليها بالتلفزيون، لماذا؟ يقول: ما يستطيع، يضطرب ويFFرتعش، ويبقى

قلبه في حال من الخفقان، يصل إلى حد أنه ال يطيق مشاهدة هذه المباراة.وبعضهم يحصل له سكتة.

وبعضهم قتل، كما حصل العام الماضي وقد سمعنا األخبار في هFFذا، يعFFني: رجFFل قتFFل أبFFاه في مصFFر، كمFFا تFFداول النFFاس، ونشFFر في وسFFائل مختلفFFة، فهFFؤالء يتقFFاتلون، ويطلقFFون، ويفعلFFون األفاعيFFل، من أجFFل نFFاد ال يFFدري وال يشFFعر بهم، وال يعFFرف أنهم شجعوه أو لم يشجعوه، أحبوه أو لم يحبFFوه، آثFFروه أو لم يFFؤثروه، وال ينتفFFع من فعلهم

هذا، قليال وال كثيرا، ولم يشعر بهم أدنى شعور. ولكن يتهافتون هذا التهافت، ويتعلقون، وإذا وقف أمام صFFور الالعFFبين المختلفFFة الFFتي يجمعها فإنه يقف أمامها موقف المعظم لهؤالء، مع أنه قد عرفت الحFFال لFFدى العقالء، فكيف يعظم مثل هؤالء؟! كيف يعظمون؟! ولكنها النفس، ولكن القلب المجبFFول على االفتقار إذا وجه هذا التوجيه الفاسد تعلق بمثل هذه األشياء تعلقا شFFديدا، فيكFFون فيFFه

نوع تعبد، والله المستعان. وإال فلو سئل هذا المسكين: أنت آثFFرت هFFؤالء على هFFؤالء، ورجحت مثال على مثFFل بال رجحان في الواقع، فالصورة الظاهرة أشكالهم مثل بعض، هذا الفريق وهذا الفريق، ال نرى فرقا في الظاهر، وال نرى فرقا في المؤهالت إطالقا، الحال مشابهة، واالهتمامات مشابهة، فعلى أي شيء آثرت هؤالء على هFFؤالء؟ ال شFFيء، هFFو ليس عنFFده جFFواب إال كلمة واحFدة: "بس..." جFواب العFاجز، إذا قFال لFك: "بس..." اعFرف أن ذلFك عنFFوان اإلفالس، ليس عنده أي شيء، إذا قلت له: ما الفرق بين هؤالء وهؤالء في الشكل في

الصورة وفي المضمون؟ ليس عنده شيء، إال "بس...".ال{}وقول''ه: ال$ دع''اء من''ه على قوم''ه لتم''ردهم و$ال$ ت$''زد الظالمين$ إال ض''$

بن$''ا}وكفرهم وعنادهم، كما دعا موسى على فرعون ومثل''ه في قول''ه: ر$وا الع$'ذ$اب$ تى ي$'ر$ ال$ يؤمن'وا ح$ الهم و$اشدد ع$ل$ى قل'وبهم ف$ $مو$ اطمس ع$ل$ى أ

} [.88]يونس: األ$ليم$ وقد استجاب الله لكل من النبيين في قومه، وأغرق أمت''ه بتك''ذيبهم لم''ا

جاءهم به.يعني تأمل: هنا دعا عليهم أن ال يزادوا إال ضالال.

والضالل: هو الذهاب عن الحFFق، كمFFا هFFو معلFFوم في مثFFل هFFذه المواضFFع، يعFFني: فيمعناه الشرعي، ال اللغوي.

ال{}وبعضهم فسر: ال$ إن}يعني عذابا، كأنFFه ذهب إلى قولFFه -تبFFارك وتعFFالى-: إال ض$ل و$سعر{ ال$ أي: عذاب. [47]القمر: المجرمين$ في ض$

وبعضهم قال: الخسران.ال{}وبعضهم قال: المراد: ال$ إال فتنة بالمال والولد. إال ض$

Page 22: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

وبعضهم فسره: بالضياع، هذا باعتبار المعنى اللغوي، أصل المعنى اللغوي: أن الضFFاللل$لن$ا}هو الذهاب عموما عن حقيقة الشيء، تقول: أضFFلوه يعFFني: في األرض: $ئذ$ا ض$ أ

$رض{ يعني: ماعت أجسامنا واضمحلت وتالشت. [10]السجدة: في األة *** ................ فآب مضلوه بعين جلي

يعني: دافنيه. ت$الل''ه إنك$ ل$في}وكذلك قول إخوة يوسف ألبيهم يعقوب -صلى اللFFه عليFFه وسFFلم-:

ديم{ ال$لك$ الق$ يقصFFدون الFFذهاب عن حقيقFFة مFFا جFFرى ليوسFFف، ال [95]يوسFFف: ض$الضالل الذي هو بالمعنى الشرعي، وإال لكفروا بهذا، كيف يقولون للنبي: إنه ضال؟

ال{}بعضهم يقول: ال$ يعني في مكرهم. إال ض$ال{}والمقصود: أنه هنا دعا عليهم أن ال يزيدهم الله -تبارك وتعالى-: ال$ .إال ض$

FFدعى وهؤالء الذين حاولوا أن يفسروه بالعذاب ونحFFو ذلFFك، كFFأنهم استشFFكلوا: كيFFف ي عليهم بزيادة الضالل الذي هو الكفر، وهو أمر مكروه بالنسبة لله -عز وجFFل-، وبغيض،

فكيف يريد وقوعه؟! فيقال: هذا ليس بالضرورة، فهذا دعاء عليهم بالضالل، وليس بFدعاء بوقFوع الكفFر في

الخارج، وإن كان ذلك من مقتضياته ولوازمه. و دعاء نوح -صلى الله عليه وسلم- على قومه، وهو من أولى العزم، بعFFدما بقي فيهم هذه المدة الطويلة ومن ثم يقFFال: إن أحFوال الرسFFل -عليهم الصFFالة والسFFالم- أكمFل األحوال، فتارة يدعون لقومهم، وتارة يدعون عليهم، والنبي -صFFلى اللFFه عليFFه وسFFلم- وهو أرحم األمة باألمة، وأكمل األنبياء صFFبرا دعFFا على قومFFه قFFريش أن يجعلهFFا عليهم

؛ فأصابهم من الجهد والبالء والجوع ما هو معلوم.(18)سنين كسني يوسف فهؤالء الFذين يقولFون أو يFنزعجون من الFدعاء على الكFافر هFؤالء ليسFوا على جFادة،FFدعى لبعضFFهم، كمFFا دعFFا فتارة يدعى على الكافر، ويستحق أن يدعى عليه، وتارة قد ي النبي -صلى الله عليه وسلم- ألقوام، ودعا على أقوام، بل لعن أقوامFFا في الصFFالة في

يء{}القنوت، حتى نزل عليه قوله تعالى: .[128]آل عمران: ل$يس$ ل$ك$ من$ األ$مر ش$ هذا في خصFFوص اللعن والقنFوت على أقFوام بأعيFانهم، ولكن ليس ذلFك لمنFFع الFدعاء

على الكافر مطلقا. والعجيب أن مثل هؤالء ينزعجون من الدعاء على الكفار، أو يتأذون حينمFFا يظهFFر أهFFل اإليمان الفرح واالستبشار بما يقع للكفار األعداء المحFاربين للFه وأوليائFه، مFا يقFع لهم من النوائب والمصائب من زالزل، ومصائب، وطوفان، ونحو ذلك، فهؤالء ينكرون غايFFة

اإلنكار هذا الفرح واالستبشار. فهؤالء في الوقت نفسه تجدهم ألسنة حدادا على أهل اإليمان، ولربما إذا مFFات الميت ممن له نفع، وبالء، وبذل كثFFير في سFFبيل هFFذا الFFدين، لربمFFا اسFFتكثروا الFترحم عليFFه:

يئا أول$ئك$ الذين$ ل$م يرد الل''ه} ل$ن ت$ملك$ ل$ه من$ الله ش$ و$م$ن يرد الله فتن$ت$ه ف$ر$ قلوب$هم{ .[41 ]المائدة: أ$ن يط$ه

ل$م ي$جدوا ل$هم من دونقال تعالى: أدخلوا ن$ارا ف$ ا خ$طيئ$اتهم أغرقوا ف$ }مم$''افرين$ د$يارا * إنك$ $رض من$ الك ب ال$ ت$''ذ$ر ع$ل$ى األ ال$ نوح ر$ ارا * و$ق$ $نص$ الله أالد$ي لو$ ب اغفر لي و$ ارا * ر$ اجرا ك$ف إن ت$ذ$رهم يضلوا عب$اد$ك$ و$ال$ ي$لدوا إال ف$المؤمن$ات و$ال$ ت$زد الظالمين$ إال ت$ب$ارا{ للمؤمنين$ و$ ل$ ب$يتي$ مؤمنا و$ ن د$خ$ لم$ و$

.[28 - 25]نوح:

))... - دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وفيFFه: 18 رواه البخاري، كتاب األذان، بFFاباللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف((

(، ومسFFلم، كتFFاب المسFFاجد ومواضFFع الصFFالة، بFFاب اسFFتحباب804يهوي بالتكبير حين يسFFجد، رقم )(.675القنوت في جميع الصالة، رقم )

Page 23: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

ا خ$طيئ$اتهم{ يقول تعالى: أي:}أغرق''وا{وق''رئ: "مم''ا خطاي''اهم" }مممن كثرة ذنوبهم وعتوهم وإصرارهم على كفرهم ومخالفتهم رسولهم.

ا خ$طيئ$اتهم{ قولFFFه: ابعض أهFFFل العلم يقFFFول: "مFFFا" هFFFذه زائFFFدة: }مم }ممايعFFFني: أصFFFله "من" "مFFFا" فحصFFFل فيFFFه اإلدغFFFام، فقيFFFل: خ$طيئ$اتهم{ }ممخ$طيئ$اتهم{.

فبعضهم يقول: إنهFFا زائFFدة للتأكيFFد، والمعFFنى: من خطيئFFاتهم، يعFFني: إذا حFFذفت "مFFا" ،}أغرقوا{فتكون "من" هنFFا دالFFة على السFFببية والتعليFFل، أي: من أجلهFFا وبسFFببها:

وهذا الذي اختاره أبو جعفر بن جرير -رحمه الله-. وهذه القFFراءة: "خطايFFاهم" قFFراءة أبي عمرو -رحمه الله.

وخطيئاتهم جمع خطيئة، والخطيئFFة هي مFFا يقFFع فيFFه}خ$طيئ$اتهم{وقراءة الجمهور: اإلنسان مما يجري فيه المؤاخذة، يعني: قصدا، أما الوقوع على المخالفة من غير قصد

فذاك الخطأ.أدخلوا ن$ارا{ } أي: نقلوا من تيار البحار إلى حرارة النار.أغرقوا ف$

"الفFFاء" تFFدل على التعقيب المباشFFر، ومن ثمأغرقوا ف$''أدخلوا ن$''ارا{}تأمل هنFFا: فسر بعض أهل العلم هذا الموضع بعذاب القبر، يعني: هو أحد األدلة الFFتي اسFFتدل بهFFا العلماء على إثبات عذاب القبر، يعني: من القرآن، كما في قولFFه -تبFFارك وتعFFالى- عن

ي$''وم$ ت$ق''وم}فرعون وملئه: مFFاذا قFFال؟ يا و$ ا و$ع$ش'' ضون$ ع$ل$يه$''ا غ''دو النار يعر$د الع$ذ$اب{ اع$ة أ$دخلوا آل$ فرع$ون$ أ$ش$ .[46]غافر: الس

يا{ }فهذا يدل على عذاب القبر: ا و$ع$ش'' ون$ ع$ل$يه$'ا غ''دو ض'' يعFFني: في القFFبر،يعر$عذاب القبر.

أدخلوا ن$''ارا{}هنا: "الفFFاء" تFFدل على التعقيب المباشFFر، يعFFني: بمجFFردأغرقوا ف$غرقهم دخلوا النار، هذا قاله بعض أهل العلم.

ارا{ } ل$م ي$ج''دوا ل$هم من دون الله أ$نص''$ أي: لم يكن لهم معين وال مغيثف$}وال مجير ينقذهم من عذاب الله؛ كقوله: $مر الل''ه إال ال$ ع$اصم$ الي$وم$ من أ

} حم$ .[43]هود: م$ن ر$افرين$ د$يارا{ } $رض من$ الك ب ال$ ت$ذ$ر ع$ل$ى األ ال$ نوح ر أي: ال ت''ترك علىو$ق$

وجه األرض منهم أحدا وال ديارا وهذه من صيغ تأكيد النفي. واحدا. {د$يارا}قال الضحاك:

وقال السدي: "الديار" الذي يسكن الدار. فاستجاب الله له، فأهلك جميع من على وجه األرض من الك''افرين ح''تى

مني}ولد نوح لصلبه الذي اعتزل عن أبيه، وق''ال: ب$''ل ي$عص' آوي إل$ى ج$ س'$وج ا الم$ ال$ ب$ين$هم$ حم$ و$ح$ م$ن ر $مر الله إال ال$ ال$ ع$اصم$ الي$وم$ من أ اء ق$ من$ الم$

} قين$ ك$ان$ من$ المغر$ ونجى الله أصحاب السفينة الذين آمن''وا م''ع ن''وح - ف$عليه السالم-، وهم الذين أمره الله بحملهم معه.

$افرين$ د$يارا{}الحظ هنا أنه قال: $رض من$ الك .ال$ ت$ذ$ر ع$ل$ى األقال السدي: "الديار" الذي يسكن الدار.

فهذا بمعنى قول من قFFال كFFابن جريFFر -رحمFFه اللFFه-: إن الFFديار من يFFدور في األرض، فيذهب ويجيء؛ ألن الدار قيل لها دار أصFFال؛ ألنFFه يرجFFع النFFاس إليهFFا بعFFد تفFFرقهم في

حاجاتهم، وشئونهم.الذين$ ت$ب$وءوا ال''دار$}يعني: كFFأن هFFؤالء مFFدارهم عليهFFا يFFذهبون ويرجعFFون إليهFFا: و$

} اإليم$ان$ "الدار" تقال: لدار اإلنسان التي يسكنها، وتقال: للبلد كذلك..[9]الحشر: و$ وهنا قال: الديار الذي يسكن الدار، فيكون المعنى: ال تجعل فيها أحدا، ال تجعل سFFاكنا،

ال تجعل فيها من يتحرك، ويذهب ويجيء.

Page 24: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

أي: إن''ك إن أبقيت منهم أح''دا، أض''لوا إنك$ إن ت$''ذ$رهم{}وقول''ه تع''الى: ارا{}عبادك، أي: الذين تخلقهم بعدهم: اجرا ك$ف أي: فاجرا و$ال$ ي$لدوا إال ف$

في األعمال، كافر القلب، وذلك لخبرت''ه بهم، ومكث''ه بين أظه''رهم أل''فسنة إال خمسين عاما.

لم$ن د$خ$''ل$ ب$يتي$ مؤمن''ا{}ق''ال: ال''د$ي و$ لو$ ر لي و$ ب اغف'' ق''ال الض''حاك: ر$يعني: مسجدي.ل$ ب$يتي$ مؤمنا{}تأمل هذا التفسير: لم$ن د$خ$ قال الضحاك: يعني: مسجدي. و$

وهذا الذي اختاره ابن جرير -رحمه الله-، مع أن هذا خالف الظاهر، لكن كFFأنهم نظFFروا إلى أن الدخول الذي يكون له معنى هو دخول المسجد، مكان العبادة، ال مجرد دخFFول البيت؛ ألن دخول البيت يدخل فيه البر والفاجر، والمFFؤمن والكFFافر، كFFأنهم نظFFروا إلى

هذا، ولكنه خالف الظاهر. يقول: وال مانع من حمل اآلية على ظاهرها، يعني: أنه الدار، البيت المعروف، وهو أنFFه

دعا لكل من دخل منزله، وهو مؤمن.ل$ ب$يتي$ مؤمنا{}مع أن بعض أهل العلم قال: لم$ن د$خ$ قFFال: السFFفينة، وهFFذا فيFFه و$

بعد.{ }وكذلك قول من قال: ل$ ب$يتي$ يعني: ديني، وهذا بعيFFد، لكنFFه الFFبيت المعFFروف،د$خ$

والله أعلم. والبيت هنا ينتفي معه كونه يدخله البر والفاجر؛ ألنه قيده باإليمان، يعني: حتى المسجد

قد يدخله البر والفاجر، والمؤمن والكافر، لكنه قيد ذلك باإليمان.المؤمن$'''ات{}وقول'''ه تع'''الى: للم'''ؤمنين$ و$ دع'''اء لجمي'''ع المؤم'''نين و$

والمؤمنات، وذلك يعم األحياء منهم واألم''وات، وله''ذا يس''تحب مث''ل ه''ذا ال''دعاء، اقت''داء بن''وح -علي''ه الس''الم-، وبم''ا ج''اء في اآلث''ار، واألدعي''ة

المشهورة المشروعة. هنا دعا أوال لنفسه، هذا األصل أن يبدأ اإلنسان بنفسه، وهكذا في التعريف، يعني: اآلن تجد بعض من يتكلمون في اآلداب يقول: ابدأ بغFيرك، واجعFل نفسFك اآلخFر، هFذا غFFير صحيح، وإنما يبدأ بنفسه، وفي الدعاء هنا بدأ بنفسه، ثم باألقرب بالوالدين، ولهذا قFFال

بعض أهل العلم: إنه يدل على أنهما كانا على اإليمان. وقد يقال: إن ذلك لربما كان جائزا في شرعه، لم يمنع منه، وإبراهيم -صلى الله عليFFه

ا ك$ان$}وسلم- دعا ألبيه، وعده باالستغفار، وبين الله وجه ذلك، ولكن نهينا عن هذا: م$ل$''و ك$''انوا أولي ق''رب$ى من ركين$ و$ نوا أ$ن ي$ست$غفروا للمش'' الذين$ آم$ للنبي و$

حيم{ اب الج$ $نهم أ$صح$ ا ت$ب$ين$ ل$هم أ .[113]التوبة: ب$عد م$ يحتمFFل هFFذا، وإن كFFان الFFذي يغلب على الظن أن الFFدعاء للكفFFار أن ذلFFك في شFFرائع

ت$ب$ين$ ل$ه}األنبياء -عليهم الصالة والسالم-؛ ألن إبراهيم -صلى الله عليFFه وسFFلم- لمFFا: $ منه{ أ $نه ع$دو لله ت$ب$ر فلما احتجوا بأن إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- [114]التوبة: أ

دعا ألبيه، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا لعمه أبي طالب، قالوا: لندعون آلبائنااهيم$ ونحو ذلك، بين لهم هذا: (19)الذين ماتوا على الكفر ار إب''ر$ تغف$ م$''ا ك$''ان$ اس' }و$

ا ت$ب$ين$ ل$ه..{ ل$م ا إياه ف$ وعد$ة و$ع$د$ه$ ع$ن م $بيه إال إلى آخره. أل.و$ال$ ت$زد الظالمين$ إال ت$ب$ارا{}وقوله:

قال السدي: "إال هالكا".وقال مجاهد: "إال خسارا" أي: في الدنيا واآلخرة.

ركين، رقم )19 FFتغفار للمش FFهي عن االس ( وأحمFFد، رقم )2036 - رواه الترمذي، كتاب الجنائز، باب النFFهإسناده حسن( وقال محققو المسند: "1084 تغفر ألبوي FFمعت رجال يس FFال: سFFه: عن علي قFFولفظ "

بي وهما مشركان، فقلت: أتستغفر لهما وهما مشركان؟ فقال: أولم يستغفر إبراهيم ألبيه؟ فأتيت النFFزلت: FFه، فن $بي''ه إال ع$ن-صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك ل اهيم$ أل ار إب''ر$ تغف$ ا ك$'ان$ اس' }و$م$

ا إياه{ وعد$ة و$ع$د$ه$ [.114 ]التوبة: م$

Page 25: files.zadapps.info€¦  · Web view- رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد،

آخر تفسير سورة نوح -عليه السالم-، ولله الحمد والمنة.