Naif Arab University For Se cu rity Sciences

جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية

الرياضالطبعة األولى

1431هـ ـ 2010م

مفاهيم أمنية

إدارة العالقات العامة واإلعالم

د. محمود شاكر سعيد د. خالد بن عبدالعزيز احلرفش

املحتويـــاتالتقديــــم .......................................................................................5املقدمـــــة .......................................................................................71 . يف جمال األمن ...............................................................................91 .1األمن اإلنساين ..................................................................111 .2 األمن الشامل ..................................................................121 .3 األمن الفكري .................................................................131 .4 األمن الوطني .................................................................151 .5 األمن الغذائي واألمن االجتامعي .....................................171 .6 األمن مسؤولية اجلميع .....................................................181 .7 احلس األمني ...................................................................201 .8 األمن األرسي ................................................................211 .9 األمن اللغوي ................................................................231 .10 األمن الثقايف ...............................................................26

1 . 11 األمن الصناعي ...........................................................272 . يف جمال األمن السياحي ..............................................................312 .1األمن السياحي )1( ..........................................................332 .2 األمن السياحي )2( ........................................................342 .3 أنواع السياحة .................................................................362 .4 أمن الصناعة السياحية ......................................................37

2 .5 اجلريمة السياحية ............................................................382 .6 أمن املنشآت الفندقية ......................................................392 .7 أمن املتاحف ...................................................................412 .8 الوعي األثري ................................................................432 .9 أمن اإلجازات ...............................................................452 .10 مسؤولية ضحايا اجلرائم السياحية .................................473 . يف جمال اإلعالم .........................................................................51

3 . 1 اإلعالم األمني ..............................................................533 . 2 أثر اإلعالم يف الوقاية من اجلريمة ....................................553 . 3 العالقات العامة واالتصال .............................................573 . 4 الدور األمني لوسائل االتصال اجلمعي .............................594 . يف جمال الرشطة ..........................................................................614 . 1 الرشطة املجتمعية ...........................................................634 .2 الرشطة النسائية ..............................................................644 . 3 الرشطة )رجال األمن( ....................................................664 . 4 العالقات العامة يف األجهزة األمنية وخدمة اجلمهور ........... 685 . يف جمال اجلريمة ..........................................................................715 . 1 االجتار بالبرش ................................................................735 . 2 اجلريمة اإللكرتونية .......................................................755 . 3 انحراف األحداث ........................................................77

5 . 4 اجلريمة النسائية ..............................................................795 . 5 جرائم االحتيال ..............................................................815 . 6 جرائم النشــل ..............................................................835 . 7 جرائم غسل األموال ......................................................855 . 8 مرسح اجلريمة ..............................................................875 . 9 جرائم العنف ..................................................................895 . 10 جريمة اإلجهاض .........................................................925 . 11 ضحايا اإلجرام .............................................................935 . 12 القرصنة البحرية .........................................................956 . يف املجال االجتامعي ...................................................................976 .1 العنف ............................................................................ 996 .2 العوملة .........................................................................1006 .3 اآلثاراالجتامعية للحوادث املرورية ........................................1036 .4 تأخر زواج الفتيات .......................................................1056 .5 املوت الرحيم ...............................................................1076 . 6 نظم املعلومات اجلغرافية ...............................................1086 . 7 االسرتاتيجية ...............................................................1117 . يف جمال اإلرهاب .....................................................................1157 .1 اإلرهاب....................................................................... 1177 .2 اإلرهاب الفكري......................................................... 1197 .3 متويل اإلرهاب ............................................................. 121

8 . يف جمال اإلدارة والتدريب ........................................................1238 .1 اإلصالح اإلداري ....................................................... 1258 .2 التدريب األمني ...........................................................1278 .3 الرتبية املرورية .....................................................................1298 .4 الرعاية الالحقة ...........................................................1318 .5 إعادة تأهيل املتهمني واملحكومني ..................................1338 .6 إدارة األزمة األمنية ......................................................1349 . يف جمال الكوارث ....................................................................137الكوارث غري الطبيعية ........................................................... 13910 . يف جمال املخدرات .................................................................141املخدرات ............................................................................. 14311 . يف جمال التوعية األمنية ..........................................................14511 .1 دور املواطن يف التلوث البيئي ....................................... 14711 .2 دور التنوير العلمي يف مكافحة اجلريمة ............................14911 .3 التفكك األرسي .......................................................151املراجــــــع ............................................................................... 153

)1431هـ( جامعة نايف العربية للعلوم األمنية فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر

)2010(، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ـ الرياض ـ اململكة العربية السعودية. ص.ب 6830 الرياض: 11452 هاتف 2463444 )ـ 1 ـ 966( فاكس 2464713 )ـ 1 ـ 966(

Src@nauss.edu.sa :البريد اإللكتروني Copyright© (2010) Naif Arab University

(for Security Sciences (NAUSS

ISBN 9- 42 - 8006- 603- 978

KSA 2463444 )1+P.O.Box: 6830 Riyadh 11452 Tel. )966

.Fax )966 + 1) 2464713 E-mail Src@nauss.edu.sa

مفاهيم أمنية/ حممود شاكر سعيد؛ خالد عبد العزيز احلرفشـ الرياض، 1431هـ158 ص ، 17 � 24 سم

ردمك: 9 ـ 42 ـ 8006 ـ 603 ـ 978

1 ـ األمن أ ـ احلرفش، خالد عبد العزيز)مؤلف مشارك( ب ـ العنوان ديوي 327.116 7321 /1431

رقم االيداع: 1431/7321

ردمك: 9 ـ 42 ـ 8006 ـ 603 ـ 978

سعيد، حممود شاكر

ح

ح

ردمك: 9 ـ 42 ـ 8006 ـ 603 ـ 978

رأي عـن تعـر الكتـاب هـذا يف الـوردة األفـكار كافـة صاحبهـا، وال تعـر بالـرورة عـن وجهـة نظـر اجلامعـة

حقوق الطبع حمفوظة لـ

جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية

5

التقديـمجتسيدا لتوصيات املؤمتر العريب األول للمسؤولني عن اإلعالم األمني، وانطالق�ا من رس�الة جامعة ناي�ف العربية للعل�وم األمنية بش�أن نرش ثقافة األمن بمفهومه الش�امل؛ فق�د حرصت اجلامعة عىل غ�رس املفاهيم األمنية ل�دى املواطن العريب بام يع�زز الثقة بينه وبني رجال األجه�زة األمنية العربية لتحقي�ق التوعي�ة األمني�ة، وتوف�ر التع�اون اإلجي�ايب والبن�اء ب�ني املواطنني

واألجهزة األمنية ملواجهة اجلريمة واحلد من انتشارها.

وم�ن هن�ا فقد ج�اءت فكرة التع�اون بني اجلامع�ة وإدارة األم�ن العام األردين ممثل�ة يف إذاع�ة أمن )FM( من خالل بث برنام�ج يومي حتت عنوان »مفاهي�م أمنية« لتعميق وعي اجلمهور ب�دور األجهزة األمنية يف تأمني محاية املواطنني من اجلريمة واالنحراف، ولضامن الثقة املتبادلة، واضطالع املواطن ب�دور فاع�ل يف املش�اركة يف الوقاي�ة من اجلريم�ة ومكافحته�ا لينعم اجلميع

بعنارص األمن والسالمة والطمأنينة.

وق�د هدفت هذه الفكرة إىل تنمية احلس اإلعالمي لألجهزة األمنية من جهة، وتعميق املفاهيم األمنية لدى اجلمهور املستهدف من جهة أخرى.

ولتعمي�م الفائدة من ه�ذا »اجلهد« ولتأكيد أن اإلع�الم األمني جزء ال يتجزأ من اإلعالم الش�امل الذي حيرص عىل نرش التوعية األمنية التي تسعى إىل توجي�ه املواط�ن العريب نحو التحيل بالس�لوك الس�ليم واح�رام القوانني واألنظمة يف إطار االستيعاب العلمي لبعض املفاهيم األمنية، وتنمية إحساس املواطنني بأمهية املش�اركة الفعلية يف مكافح�ة اجلريمة واحلد من آثارها؛ فقد حرصت اجلامعة عىل نرش هذه »املفاهيم األمنية« رغبة يف اإلسهام يف مساندة

6

جهود األجهزة األمنية للوقاية من اجلريمة واالنحراف، ونرش الثقافة األمنية التي تعمل لتحقيق ما فيه خر املواطن العريب يف كافة الدول العربية.

واهلل من وراء القصد،،،،

رئيس

جامعة نايف العربية للعلوم األمنية

أ.د. عبد العزيز بن صقر الغامدي

7

املقدمــةمتثل »املفاهيم« و»املصطلحات« املفاتي�ح العملية ملعاجلة وحتليل الفكر

املطروح للتداول، وهي القطب النافذ يف مسار البحث املوضوعي اجلاد.وإيض�اح »املفاهي�م« و»املصطلحات« م�ن قبل الباح�ث أو املتكلم هو

املدخل األسايس للتواصل مع املتلقي سواء أكان قارئا أو سامعا .وم�ن هذا املنطلق نجد أن أدبيات البحث يف الدراس�ات العلمية اجلادة تبدأ بتعريف مصطلحات ومفاهيم الدراس�ة تعريفا إجرائيا ، ألن ذلك يمثل خطوة أساس�ية م�ن خطوات ع�رض األفكار انطالق�ا من قول الفيلس�وف الفرنيس فولتر إذ قال:»إذا أردت أن أفهمك فال بد من توضيح مصطلحاتك

أو مفاهيمك«ومن املؤكد أنه كلام نجحت عملية توظيف املفاهيم بدالالهتا الصحيحة فإنن�ا نقرب أكث�ر من الواقعية ويس�هل عىل الباحث اإلفهام كام يس�هل عىل املتلقي الفهم واالستيعاب,فقد أثبتت التجارب والدراسات العلمية أن إمهال الدقة يف استعامل املصطلحات واملفاهيم يمثل نقصا بل خلال يف التواصل بني

املرسل واملرسل إليه )املتلقي( .وإن العناي�ة باملفاهي�م واملصطلحات وحتديد ال�دالالت الدقيقة هلا من األمور األساس�ية ،ب�ل والرضورية التي تس�بق أي عمل فك�ري ،ألهنا احلد الفاصل ب�ني الفكر العلمي الذي يقوم عىل الضوابط والدقة يف اإلفهام وبني االجته�اد املرجتل الذي تكتنف مكوناته الضبابي�ة والغموض خاصة يف هذا الع�ر ال�ذي تتج�دد فيه املفاهيم وتتش�عب ال�دالالت كلام ظه�رت أفكار

تتطلب التوضيح والتفسر يف أي علم من العلوم .وعن�د رصد اإلنتاج الفكري يف عاملنا الع�ريب يتضح أن أبرز التحديات الت�ي تواجه�ه يف ه�ذا العر تتمث�ل يف اجلهل ببع�ض املفاهيم وع�دم الدقة

8

يف اس�تعامهلا وع�دم جتدد تفس�راهتا ب�ام يتطلبه املوق�ف العلم�ي إذ إن هناك مصطلح�ات ومفاهي�م ومس�ميات حديثة تتطلب التفس�ر املحك�م هلا ليتم

فهمها واستيعاهبا بالشكل الذي يريده املتحدث أو الكاتب.لذا فقد رأى كثر من الباحثني أننا نواجه أزمة عميقة يف املفاهيم ولدت خالف�ات متش�عبة يف القضايا الفكري�ة وأحكاما جادة يف تقييمها ويف رس�م املواقف منها دون العمل عىل التوظيف السليم لتلك املفاهيم واملصطلحات

وتوجيهها باالجتاه املرسوم هلا.وم�ن ه�ذا املنطل�ق فق�د اضطلع�ت إدارة العالق�ات العام�ة واإلعالم بجامع�ة ناي�ف العربي�ة للعلوم األمنية باالتف�اق مع إذاعة أم�ن MF التابعة ملديري�ة األمن الع�ام باململك�ة األردنية اهلاش�مية بتعريف عدد م�ن املفاهيم األمني�ة وإذاعتها ضم�ن برنامج )مفاهيم أمنية( بالتع�اون مع اجلامعة حتقيقا

لرسالة اجلامعة يف نرش ثقافة األمن بمفهومه الشامل .اجلدير بالذكر أن إدارة العالقات العامة واإلعالم قد اعتمدت يف تعريف هذه املفاهيم عىل ما جاء يف إصدارات اجلامعة ورس�ائلها العلمية)املاجس�تر والدكتوراه( وعىل ما ورد يف بعض املراجع املتخصصة رغبة يف عرض جمموع الصفات واخلصائص املوضحة لكل مفهوم من هذه املفاهيم لتكون وس�يلة من وس�ائل نرش ما توصلت إليه برامج اجلامعة وأنش�طتها العلمية، ولتكون خط�وة م�ن خط�وات االهتامم بمناقش�ة املفاهي�م وتطورها يف إط�ار أدبيات

البحث يف عاملنا العريب .واهلل ويل التوفيق ،،،،

مدير

إدارة العالقات العامة واإلعــالم

9

1 . يف جمال األمن

1 . 1األمن اإلنساين.

1 . 2 األمن الشامل.

1 . 3 األمن الفكري.

1 . 4 األمن الوطني.

1 . 5 األمن الغذائي واألمن االجتامعي.

1 . 6 األمن مسؤولية اجلميع.

1 . 7 احلس األمني.

1 . 8 األمن األرسي.

1 . 9 األمن اللغوي.

1 . 10 األمن الثقايف.

1 . 11 األمن الصناعي.

10

11

1 . يف جمال األمن

1 . 1 األمن اإلنساينظه�ر مفه�وم األمن اإلنس�اين من خ�الل تقري�ر التنمية البرشي�ة للعام 1994م الصادر عن برنامج األمم املتحدة اإلنامئي، ويركز هذا املفهوم عىل:

صون الكرامة البرشية وكرامة اإلنسان ، وتلبية احتياجاته املادية واملعنوية.

ويتحق�ق األم�ن اإلنس�اين م�ن خ�الل التنمي�ة االقتصادية املس�تدامة، واحلكم الرش�يد، واملس�اواة االجتامعية ، وس�يادة القانون، وانعدام التهديد

واخلوف بأشكاله املختلفة.

وعىل الرغم من أن هذا املفهوم مازال قيد التطوير فإنه ال يوجد تعريف ش�امل متفق عليه من قبل الباحثني؛ إال أن هذا املفهوم يقيم ارتباطا قويا بني

األمن الفردي )أمن املواطن( واألمن الشامل )أمن الدولة(.

ويتجس�د األمن اإلنس�اين يف صون كرامة اإلنس�ان، وتلبي�ة احتياجاته املادي�ة والوجدانية، ضمن إطار التنمية بمفهومها الش�امل الذي تتداخل فيه

األبعاد اإلنسانية والثقافية واالجتامعية واالقتصادية والسياسية.

وينطلق مفهوم األمن اإلنساين من فكرة أن توفر االحتياجات األساسية لألف�راد ه�و رشط أس�ايس للمجتمع�ات، ودون حتقيق�ه لن يتحق�ق األمن القومي؛ ألنه يعني التحرر من املعاناة اإلنسانية النابعة من الكوارث الطبيعية التي هي من صنع اإلنس�ان عىل املس�تويات املحلية واإلقليمية والعاملية ، كام أنه يشمل -أيضا-املجاالت السياسية والعسكرية واالقتصادية واالجتامعية

والبيئية.

12

وق�د رأى بع�ض الباحث�ني أن األم�ن اإلنس�اين يتطلب إع�ادة النظر يف االعتب�ارات األمنية من خالل الركيز عىل بقاء األفراد بدال من األمن املادي للدول�ة، وه�و يتكون من ع�رشة أبعاد هي: األم�ن املادي، األم�ن النفيس، أم�ن الن�وع، األمن االجتامع�ي، األمن االقتص�ادي، األمن الثق�ايف، األمن

اإلعالمي، األمن البيئي، األمن القومي، األمن العاملي.

1 . 2 األمن الشامليز اإلنسان عىل غره من الكائنات، » إن احلاجة إىل األمن حاجة إنسانية متموت�أيت يف املرتبة التالي�ة للحاجات البيولوجية وهي املاء واهلواء والطعام ، بل إن حتق�ق احلاجات األساس�ية البيولوجية قد ال يتأتى يف غياب ش�عور الفرد باألم�ن واألمان . وإن متتع الفرد بالصحة النفس�ية يتطل�ب يف جانب منه أن ستقبله ، وأن يشعر بالود مع املحيطني يش�عر باألمن واألمان عىل حارضه وممريته به«؛حيث إن »األمن لإلنسان قد يكون أهم من طعامه ورشابه ، ومن حميف حيات�ه اخلاص�ة ؛ فق�د جيوع ويعطش فيص�ر ، وال يرى أن ش�يئا قد فاته ، ولكن�ه خياف فال يكاد هينأ براحة ب�ال وال هيدأ له حال ، وقد يرىض أن جيعل حريته ث�من�ا ألمنه إذا اقتىض األمر ذلك ، فيمفضل أن يكون عبدا آمنا عىل أن

را خائفا« . يكون حم

ومن هنا فإن احلاجة إىل توافر األمن العام أو الشامل يف خمتلف جوانب احلي�اة الفردي�ة واجلامعي�ة تمعد رضوري�ة للغاية ، وحتت�ل مكانا ب�ارزا ضمن ارسة اهتاممات خمتلف اجلهات والقطاعات ؛ فال يستطيع اإلنسان مزاولة ومممجمريات حياته الس�وية إال يف وجود األمن ال�ذي يمعد مطلبا حيويا ورضوريا والزم�ا ، وع�ىل قدر كبر م�ن األمهية يف حياة اإلنس�ان فهو دلي�ل عىل حالة

13

الس�واء ، ومؤرش ملس�توى الرضا الف�ردي واجلامعي عن احلي�اة ؛ يمضاف إىل ذل�ك أن األمن بمثاب�ة » املطلب ال�رضوري لنمو احلياة االجتامعي�ة واطراد مها ، فكل نشاط جتاري أو صناعي ، وكل تقدم اقتصادي ، بل كل ترفيه تقدم

اجتامعي ال بمد له من األمن كرشط أسايس« .

ومل�ا كان مفه�وم األمن الع�ام أو الش�امل مفهوما واس�عا ، فإنه تندرج حتت�ه أنواع عديدة من املفاهيم ذات العالقة بمختلف جوانب حياة اإلنس�ان واملجتم�ع ، فهن�اك األمن الدين�ي ، واألمن الس�يايس، واألمن االجتامعي ، واألم�ن االقتص�ادي ، واألمن البيئ�ي ، واألمن اجلنائ�ي ، واألمن الصحي، واألم�ن النف�يس ، واألم�ن الغذائ�ي ، واألمن الوطن�ي ، واألم�ن القومي ، واألم�ن الداخيل ، واألمن اخلارجي ، واألمن الفكري ، وكل هذه املتطلبات

األمنية تشكل يف جمموعها ما يمكن أن نطلق عليه مفهوم »األمن الشامل«.

1 . 3 األمن الفكريب جيمع بني جانبني هامني يف حياة األفراد واملجتمعات، ممصطل�ح مركومه�ا ) األم�ن( و ) الفكر ( فكلم�ة األمن تعني : » طمأنين�ة النفس و زوال

اخلوف ..«.

وقد يمقصد باألمن أيضا:« االس�تقرار واألمان والطمأنينة التي يشعر هبا الفرد واملجتمع ، ويف ظله تس�تطيع األممة أن تتفرغ للبناء والتطوير يف خمتلف

جماالت احلياة«.

كام أن هناك من يعني باألمن » الشعور بالسالمة واالطمئنان ، واختفاء أسباب اخلوف عىل حياة اإلنسان ، وما تقوم به هذه احلياة من مصالح يسعى

إىل حتقيقها ، ويستهدفها بطموحاته«.

14

أم�ا الفكـر فيعني : » مجلة النش�اط الذهني » ، وقد يمقص�د به » الصورة الذهنية ألمر ما«.

وق�د يمقصد بالفكر أيضا: » إعامل العق�ل يف املعلوم للوصول إىل معرفة املجهول«.

طالب بإع�امل الفكر الصحي�ح البناء يف واملعن�ى أن اإلنس�ان الس�وي ممخمتلف شؤون حياته الفردية واملجتمعية عىل اعتبار أن :»للفكر عالق�ة وثقى باألنش�طة والس�لوكيات اإلنس�انية ، إن خي�را فخي��ر ، وإن رشا فرش ، وأن الفكر السوي أسمى نشاط ذهني وإنساين ، كام أن االنحرافات والنشاطات املمرضة بمصالح الناس ، ومقاصد الرشع يكون وراءها فكر مع�تل ومسموم

ومنحرف«.

وانطالقا مما س�بق ؛ فإنه يمكن اخلروج من جمموعها بأن األمن الفكري يعني: أن يعيش الناس يف بملداهنم وأوطاهنم وبني جمتمعاهتم ، آمنني مطمئنني

عىل مكونات أصالتهم ، وثقافتهم النوعية ، ومنظومتهم الفكرية« .

وقد يمقصد باألمن الفكري » محاية فكر املجتمع وعقائده من أن يناهلا عدوان أو ينزل هبا أذى« .

وقد يمعرر عنه بأنه : » سالمة فكر اإلنسان وعقله وفهمه من االنحراف واخل�روج ع�ن الوس�طية واالعت�دال يف فه�م األم�ور الدينية والسياس�ية ،

وتصوره للكون«.

وهن�اك من الباحث�ني من ي�رى أن األمن الفكري يش�تمل باإلضافة إىل حف�ظ العق�ل ومقوماته »حفظ الثقافة ومكوناهتا م�ن الغزو الفكري ، أو

املمصادرة ، أو التحريف والتزوير«.

15

ويف اجلمل�ة فإن�ه يمك�ن الوصول م�ن جمم�وع التعريفات الس�ابقة إىل التعريف التايل ملفهوم األمن الفكري وهو: صيانة ومحاية فكر أبناء املجتمع ، نحرف ، أو دخيل ، أو وافد، وثقافتهم ، وقيمهم ، وكل شأهنم من أي فكر ممأو مس�تورد ال يتف�ق ) انغالق�ا أو انفتاحا ( مع الثوابت واملنطلقات الرئيس�ة

واألصيلة للمجتمع .

وتنطل�ق أمهية األمن الفكري عىل وجه اخلصوص من أمهية األمن العام أو الش�امل ال�ذي يمع�د واحدا من أبرز وأه�م املطالب الرئيس�ة للحياة اآلمنة املمستقرة التي ينشدها اإلنسان يف أي زمان ومكان، كام أنه ) أي األمن الشامل( من مجلة احلاجات الرضورية والرئيسة التي ال يستغني عنها الفرد واملجتمع .

1 . 4 األمن الوطني أصب�ح األم�ن يف ه�ذا الع�ر اهلاجس األكر لل�دول، إذ ال تنمية، وال استقرارا سياسيا، أو اقتصاديا دون توافر منظومة أمنية حتمي املكتسبات واجلهود املبذولة للتقدم واالزدهار. ألن األمن قد غدا يف هذا العر رضورة من رضورات احلياة للكائن البرشي، وال يمكن لإلنسان أن يعمل أو ينتج دون توافر بيئة آمنة حتتويه يف جو من الطمأنينة عىل نفسه وماله وعرضه وعقله ودينه. و دون األمن واألمان، يش�قى اإلنس�ان، ويضطرب، ويك�ون عرضة للقلق النفيس، والعقيل. وتعتر احلاجة إىل األمن من احلاجات األساسية، التي تأيت

يف األمهية بعد احلاجة إىل الطعام واملاء واهلواء.

وعندم�ا حيص�ل أي خل�ل، أو نق�ص يف أي جانب من جوان�ب احلياة، كالكس�اء أو النق�ص يف ق�وى أو موارد برشي�ة معينة كاألطب�اء أو املعلمني، ف�إن الرضر ال�ذي ينتج عن ذلك يكون حمدودا عىل املج�ال الذي وقع عليه،

16

وبالتايل يسهل احتواؤه أو التغلب عليه، ولكن عندما يضطرب ميزان األمن وخيت�ل النظام، فإن مجيع نواحي احلياة تتأثر، فتس�ود الفوىض، وحيل اخلوف واالضط�راب، وترتف�ع مع�دالت اجلريم�ة والس�لوك املنح�رف، فتتوق�ف حرك�ة البناء وعجلة اإلنتاج، فيضطر الن�اس للهجرة مع رؤوس أمواهلم إىل جمتمعات أكثر أمنا. ولذلك كان األمن وال يزال أساسا للتنمية، فال تنمية وال ازدهار إال يف ظالل أمن سابغ، فالتخطيط السليم واإلبداع الفكري واملثابرة العلمية، هي أهم مرتكزات التنمية، وهي أمور غر ممكنة احلدوث إال يف ظل

أمن واستقرار يطمئن فيه اإلنسان عىل نفسه وأرسته وثرواته واستثامراته.

وم�ن أه�م أنواع األم�ن يف وقتنا احلارض م�ا يطلق عليه األم�ن الوطني ويقص�د ب�ه تأمني كي�ان الدولة واملجتم�ع ضد األخط�ار التي هت�دده داخليا وخارجي�ا، وتأم�ني مصاحل�ه وهتيئ�ة الظ�روف املناس�بة اقتصادي�ا واجتامعيا لتحقي�ق األه�داف والغاي�ات الت�ي تع�ر ع�ن الرض�ا الع�ام يف املجتم�ع. ويف تعريف أكثر مالءمة يدمج كيجيل وآخرون يف تعريفهم لألمن الوطني بني شعور املواطن وجهود الدولة باعتبار أنه: »شعور باالطمئنان توفره األهداف والرام�ج الت�ي تس�عى احلكومة من خالهل�ا إىل ض�امن أمن األم�ة وبقائها«. وتتلخص مهمة األمن الوطني يف توفر السالمة والطمأنينة جلميع األفراد ضد أي اعتداءات، أو جتاوزات من ش�أهنا أن ختل�ق يف املجتمع حالة من الفوىض واالضط�راب. ويتطلب األم�ن الوطني من الدولة االس�تعداد الدائم لتأمني اإلمكان�ات البرشي�ة واملادي�ة يف كل املج�االت ملواجهة أي هتديد عس�كري، أو فك�ري ض�د أمنها من أي عن�ارص دولية معادية، ويظه�ر األمن الوطني يف الدولة من خالل قدرهتا يف الظهور عىل الساحة الدولية كعضو حيرم مصالح املجتمع الدويل وقوانينه ويساهم بفعالية يف تأمني نظام عاملي آمن وعادل بعد

تأمني حاجات أفراد املجتمع وتوفر متطلبات حياهتم بأمن واستقرار.

17

1 . 5 األمن الغذائي واألمن االجتامعييتن�اول األم�ن الغذائ�ي كمي�ة ونوع الغ�ذاء املطل�وب تواف�ره لتحقيق األمن لإلنس�ان، وكيفية احلصول عىل تلك الكمية الكافية من الغذاء س�واء م�ن املصادر الداخلية أو اخلارجية، وضامن اس�تمرار احلصول عليه من تلك

املصادر.

وم�ن ثم يمكن تعري�ف األمن الغذائ�ي بأنه: قدرة املجتم�ع عىل توفر االحتياجات الغذائية املوضوعية)املحتملة( ألفراده والتي متكنهم من العيش بصحة ونشاط؛ مع ضامن ذلك للذين ال متكنهم دخوهلم من احلصول عليه؛ س�واء أكان ذل�ك عن طريق اإلنتاج املحيل أو االس�تراد اعت�امدا عىل املوارد

الذاتية«.

وبن�اء عىل ه�ذا التعريف يمكن للمجتمع أن حيقق أمن�ه الغذائي بإنتاج احتياجات�ه الغذائي�ة حملي�ا أو اس�ترادها م�ن جمتمع�ات أخرى م�ع تفضيل اخلي�ار األول إذا مل يكن باه�ظ التكلفة، وعليه فإنه كلام كانت النس�بة األكر م�ن احتياجات املجتمع منتجة حمليا)أي كلام كانت نس�بة االكتفاء الذايت من الس�لع عالية( كان ذلك أدعى الس�تدامة األمن وعدم هتديد األمن الغذائي

بأي وسيلة.

وهبذا فإن البلدان التي ال تس�تطيع توفر الغذاء لش�عوهبا من مصادر حملية ربام تصبح عاجزة أمام الضغوط التي تواجهها؛ ما يعرض أمنها القومي للخطر؛ ولذل�ك ف�إن معدل تغطي�ة االحتياجات الغذائي�ة من اإلنت�اج الوطني من أهم م�ؤرشات حتقي�ق األمن الغذائي، ومن هن�ا تأيت أمهية امل�وارد الطبيعية الزراعية

واملوارد البرشية واملالية الالزمة الستغالهلا كعوامل حمددة لألمن الغذائي.

18

ومن هنا فإن عدم توافر األمن الغذائي ملجتمع ما يعد من أهم املهددات اخلارجية ألمن وسيادة املجتمعات، وكذلك من أقوى أسباب تفيش اجلريمة وظهور األم�راض والظواه�ر االجتامعية واالقتصادية الس�لبية يف املجتمع؛ ويف املقابل فإن ارتفاع اجلريمة وعدم توافر األمن االجتامعي يؤدي إىل نقص اإلنت�اج ويؤث�ر س�لبا يف األم�ن الغذائي يف املجتم�ع؛ حيث يصب�ح املجتمع ط�اردا للمس�تثمرين واملنتجني، وي�ؤدي ذلك إىل تدهور األم�ن االجتامعي بدرج�ة كبرة ق�د تؤدي إىل توقف اإلنتاج بصورة كاملة كام هو احلال يف كثر

من مناطق احلروب واملنازعات املسلحة.

وهبذا فإن عدم توافر األمن االجتامعي والبيئي من أهم أس�باب اهلجرة املعاكس�ة من امل�دن الكبرة إىل الق�رى واملدن الصغرة يف كثر م�ن البلدان، وه�ذا يؤكد العالقة التكاملي�ة والعالقة التامثلية بني األم�ن الغذائي واألمن االجتامع�ي؛ حيث يمث�ل كل منهام حلقة من حلقات األمن الش�امل؛ حيث نرى أن عدم وجود األمن الغذائي يؤدي إىل عدم وجود أو إىل تدين مستوى األمن االجتامعي؛ ألن العالقة بني األمن الغذائي واألمن االجتامعي جتس�يد للعق�د االجتامعي ب�ني الفرد واملجتم�ع لاللتزام بقواع�د الضبط االجتامعي يف الس�لوك ويف املعام�الت يف س�بيل احلص�ول عىل االحتياجات األساس�ية

املرشوعة وإشباعها.

1 . 6 األمن مسؤولية اجلميعبع�د أن توصلت األجه�زة األمنية يف كثر من ال�دول إىل أهنا ال يمكنها بمفرده�ا حتقي�ق األم�ن مهام تواف�رت هلا اإلمكان�ات املادي�ة والبرشية؛ ألن أع�داد اجلرائ�م املرتكب�ة يف�وق ع�دد اجلرائ�م املكتش�فة، وأن أداء األجهزة األمنية ال يتناسب مع ازدياد معدالت اجلريمة عىل الرغم من اجلهود املضنية

19

الت�ي تبذهل�ا اجلهات األمني�ة املختصة ملواجهته�ا، وعىل الرغم م�ن حماولتها التجدي�د يف أس�اليب مكافحتها واحلد م�ن آثارها، وعىل الرغ�م من إرشاك بعض األجهزة الرس�مية األخرى كاألجهزة العدلية واالجتامعية يف مكافحة اجلريم�ة، وبع�د أن أل�ح املتخصص�ون يف عل�م االجتامع ع�ىل رضورة تغير اإلس�راتيجية األمني�ة يف مكافح�ة اجلريم�ة، ورضورة إرشاك أفراد املجتمع ومؤسس�اته املدني�ة يف حتمل جزء من املس�ؤوليات األمنية للح�د من ظاهرة اجلريم�ة وحتقي�ق األمن الش�امل؛ فق�د رفعت تل�ك الدول وتل�ك األجهزة

األمنية شعار»األمن مسؤولية اجلميع«.

ويس�عى ه�ذا الش�عار إىل املطالبة باش�راك أفراد املجتمع ومؤسس�ات املجتم�ع املدين يف حفظ األم�ن ومكافحة اجلريمة من خ�الل تفجر طاقات األف�راد واس�تنفار قدراهت�م لتحقيق األمن بحيث يش�ارك اجلمي�ع وتتضافر اجله�ود لتصب�ح مس�ؤولية حتقيق األم�ن مس�ؤولية وطنية يكون فيها ش�عار »األمن مس�ؤولية اجلميع« واقعا ملموس�ا م�ن أجل حتقيق الرفاه والس�عادة

واألمن واالطمئنان جلميع أفراد املجتمع.

ونتيج�ة للتط�ور العامل�ي ملفه�وم األم�ن ونتيج�ة للتوصي�ات العلمي�ة للمؤمت�رات واللق�اءات املهتمة بتحقي�ق األمن بمفهومه الش�امل فقد قامت بع�ض ال�دول العربي�ة بتطبيق إس�راتيجية مش�اركة املواطنني يف املس�ؤولية األمني�ة م�ن خالل ما يس�مى بالرشطة املجتمعية أو أصدق�اء الرشطة كام هو احلال يف رشطة ديب ورشطة الكويت، وكام هو احلال يف التجربة األردنية التي

سعت إىل حتقيق شعار »األمن مسؤولية اجلميع« من خالل:� إنشاء جملس حميل يف كل مركز أمني »خمفر رشطة احلي« ويتكون املجلس من مجيع أطياف تركيبة املجتمع وجيتمع شهريا لبحث الوضع األمني

20

واستعراض أبرز اجلرائم التي وقعت يف احلي، واملطلوب من املجلس لنقله إىل السكان.

� عق�د دورات متخصص�ة يف املج�ال األمن�ي تس�مى »دورات أصدقاء الرشطة«.

� تأسيس مجعية أصدقاء الرشطة.� تكريم املواطنني الذين يسهمون يف حفظ األمن أو احلد من اجلريمة.

� ختصيص هواتف للشكاوى واإلبالغ عن املجرمني أو املشاغبني.� افتت�اح إذاعة »أمن FM« التي تقوم بب�ث املعلومات األمنية مبارش من املواطن�ني وإليه�م، واس�تقبال مالحظات املواطنني وش�كاواهم عىل اهلاتف مبارشة، وما تقوم به هذه اإلذاعة من دور توعوي للمواطنني يف اجلوانب األمنية واجلوانب اجلنائية.... إىل غر ذلك من املهام ومن اإلجراءات التي تساعد عىل تطبيق شعار »األمن مسؤولية اجلميع«.

1 . 7 احلس األمني يقص�د باحلس األمني »صفة خاصة من صفات الش�خصية متكن من يمتلكها من التعرف عىل األش�ياء وإدراكها والتمييز بينها، ومن ثم تفس�رها تفس�را كليا صحيح�ا، والتوقع الصادق لكل االحت�امالت، كام متكنه من أن يستش�عر األخطار ويع�رف مصادرها، وبالتايل يس�تطيع القض�اء عليها قبل

وقوعها أو مواجهتها بفاعلية فور وقوعها «.

وه�و ش�عور أو إحس�اس يتول�د داخ�ل النفس ويعتمد عىل أس�باب وعوام�ل موضوعي�ة ت�ؤدي إىل توق�ع احلدث قب�ل وقوع�ه، واحليلولة دون

وقوعه إذا كان ضارا بأي من مقدرات الوطن أو مكتسباته.

21

وه�و صفة خاصة من الصفات التي يتمكن مالكها من تعرف األش�ياء واألحداث وإدراكها والتمييز بينها وتفس�رها؛ وبذا يتمكن من توقع اخلطر

أو االستشعار به ومعرفة مصادره، واختاذ اإلجراءات الالزمة ملواجهته.

وه�و وإن كان مه�ارة من املهارات التي ينبغ�ي أن يمتلكها رجل األمن انطالقا من مسؤوليته واعتامدا عىل ما يكتسبه من مهاراته املهنية التي يكتسبها م�ن خالل التعليم والتدريب واملس�ؤولية الوظيفية؛ فإنه إحس�اس ينبغي أن يتح�ىل ب�ه كل مواط�ن انطالقا من مس�ؤولية اجلمي�ع نحو االستش�عار بكل

املظاهر التي يمكن أن يكون من شأهنا اإلخالل بأمن الوطن.

ويرتب�ط احلس األمن�ي ارتباطا وثيقا باألمن الفك�ري الذي تتحكم فيه ع�دة عوامل اجتامعي�ة ومادية إىل جان�ب الرغبة الذاتي�ة يف تنمية هذا احلس الذي جيسد حب الوطن واحلرص عىل أمنه واستقراره انطالقا من أن »األمن

مسؤولية اجلميع«.

1 . 8 األمـن األسـرياألرسة ه�ي الوح�دة االجتامعي�ة األوىل؛ حيث إن املجتم�ع يتكون من جمموع�ة أرس، ك�ام أن املجتم�ع ليس أرسة كب�رة لوجود فروق شاس�عة متيز

األرسة عن املجتمع.

ف برجس ولوك العائلة بأهنا: »مجاعة من األفراد تربطهم روابط وقد عرقوي�ة ناجتة من صالت زوجية، ويعيش�ون يف منزل واح�د، وتربط أعضاءها

عالقات اجتامعية متامسكة أساسها املصالح واألهداف املشركة«.

22

ف أوج�رون وينمكوف األرسة بأهنا: »رابطة اجتامعية من زوج كام عروزوج�ة وأبنائهام، وقد تش�مل اجل�دود واألحفاد وبعض األق�ارب، عىل أن

يكونوا مشركني يف معيشة واحدة مع الزوج والزوجة واألبناء«.

ويف ه�ذا العر الذي تزايدت في�ه التغرات والتحوالت التي طرحت أم�ام املجتم�ع وأفراده حتدي�ات واختب�ارات يمك�ن بمواجهتها أو حس�ب التعامل معها أن حيسن بناء املجتمع ويقوي شبكة العالقات التي تربط حياة

األرسة وحيافظ عىل أمنها األرسي.

ومل�ا كان نظ�ام األرسة يف األم�ة يرتب�ط ارتباط�ا وثيقا بمعتق�دات هذه األمة وتقاليدها وتارخيها وعرفها اخللقي، وما تسر عليه من نظم يف الشئون االجتامعية واالقتصادية والربية والقضاء؛ فقد نظم اإلس�الم ش�ئون العائلة يف ص�ورة حم�ددة متكامل�ة، وبن�ى ه�ذا التنظيم ل�ألرسة عن طري�ق الزواج الرشع�ي، واهلدف من�ه، وصفاته الرشعية، وخماطر العزوف عنه، واألس�س الت�ي يقوم عليها م�ن اختيار الزوج�ني، وبني احلالل واحل�رام، وبني حقوق

الزوجني واألبناء، وحقوق الوالدين واألقارب.

وتش�ر الدراس�ات االجتامعية إىل أن األمن األرسي رضورة اجتامعية، وأنه مسؤولية مشركة بني مجيع أفراد األرسة، كام أن التفكك األرسي يؤدي إىل اخت�الف األدوار ورصاع املراك�ز، ووه�ن الرواب�ط، وفق�دان االح�رام

املتبادل.

وي�ؤدي التفكك األرسي إىل اهني�ار القيم الس�ائدة يف املجتمع، واهنيار القيم التقليدية، ما يعرض البنيان األرسي للتفكك والتحلل واالهنيار.

وتتمثل آثار التفكك األرسي يف التايل:

23

� فقدان الوالد مركزه وسلطته يف األرسة.

� انخفاض درجة احرام األبناء آلبائهم.

� بح�ث كل ف�رد من أف�راد األرسة عن مصاحله الش�خصية قبل مصالح األرسة أو املجتمع.

� انتشار العادات السيئة وانتشار اجلريمة.

� كثرة املنازعات العائلية.

� فشل األبناء يف دراستهم أو أعامهلم الوظيفية.

وهذا يؤكد أمهية األمن األرسي من خالل االلتزام بالتقاليد االجتامعية اإلجيابي�ة يف تكوي�ن األرسة وتربي�ة األبن�اء ورعايته�م، ورضورة التع�اون

والتكامل بني أفراد األرسة لتحقيق مصلحة األرسة ومصلحة املجتمع.

وم�ن هنا ف�إن مس�ؤولية األمن األرسي مس�ؤولية مش�ركة ب�ني أفراد األرسة بعامة، وبني الوالدين بخاصة، ومسؤولية وسائل االتصال اجلامهري من خالل قيامها بدور إجيايب توعوي، ومن خالل البعد عن بث الرامج التي

تزين الرش وتزرع بذوره بني بعض أفراد املجتمع.

1 . 9 األمن اللغـويغدا األمن اللغوي واألمن التعليمي يف هذا العر شأنا إسراتيجيا مهام يم�س جوهر أم�ن األمة والوط�ن؛ ألن اللغة وطن األم�ة الروحي، وخزانة تراثه�ا الفكري، ووعاء ثقافتها وآداهبا وعلومها، وحاملة هويتها وش�عائرها

يف املايض واحلارض واملستقبل.

24

هل�ذا حترص األمم عىل س�المة لغته�ا حرصها عىل ذاهتا، وتتمس�ك هبا متسكها بحقيقتها، وتدافع عنها دفاعها عن محاها.

وإذا ق�ال أه�ل النس�بية اللغوية: »لغتي ه�ي عاملي، وح�دود لغتي هي حدود عاملي« فقد عدها بعض املفكرين: »من أش�د األس�لحة األيديولوجية رضاوة؛ ذلك بعد أن فرضت القوى السياسية وقوى املال والتجارة سيطرهتا عىل أجهزة اإلعالم اجلامهري التي أصبح وابل رس�ائلها وهوائياهتا يفعل ما كان�ت تفعله يف املايض منص�ات الصواريخ املوجهة، وال يناظر رضاوة اللغة إال صموده�ا، فهي القلعة احلصينة للذود عن اهلوي�ة والوحدة القومية، وال يناظ�ر ج�روت اللغ�ة إال حنوها، وكي�ف ال، واللغة األم ه�ي رشيكة ثدي األم يف إيض�اح وحي الصغر، وه�ي راعية املتعلم، وملهم�ة املبدع، وهادية

املتلقي؟؟!

وه�ذا يعن�ي أن التفري�ط بالش�ؤون اللغوي�ة والتعليمية بالس�امح هلا أن تكون جمرد ش�ؤون خاصة باملدارس واملعاهد واجلامعات هو تفريط باملايض واحلارض واملستقبل، وحتويل للمجتمع بأرسه إىل نثار من حبات القش تلعب

هبا رياح التغريب واالغراب يف كل االجتاهات.

وهذا يعني � أيضا � أن األمن اللغوي حيمل بني طياته حتديات سياس�ية واقتصادي�ة واجتامعية ما حيتم عىل األمة أن ت�درك أمهية هذا األمن وأولويته وأث�ره يف كل أم�ن من خ�الل تكاتف اجله�ود الربوية والسياس�ية والثقافية

لتحقيقه.

وم�ن هن�ا علينا أن نعلن ونلقن ونرس�م أننا بحاج�ة إىل األمن اللغوي، ك�ام أنن�ا بحاج�ة إىل األمن الفك�ري والغذائ�ي واملائ�ي. ألن كل أولئك من

رضوريات احلياة والعيش الكريم.

25

وم�ن أوىل خط�وات حتقي�ق األم�ن اللغوي للغتن�ا العربي�ة التنبه إىل التحدي�ات التي تواجهها يف ه�ذا العر وحماولة التغل�ب عليها أو احلد من

تأثرها عىل لغة أبنائها يف احلارض واملستقبل، وهي:

1 � مزامحة اللغات األجنبية هلا يف كل جماالت احلياة.

2 � مزامحة العامية هلا يف التعليم واإلعالم.

3 � إيثار اللغات األجنبية عليها يف املحارضات والندوات وبعض مراكز البحث العلمي.

4 � ش�يوع اللح�ن واألغ�الط اللغوي�ة ع�ىل ألس�نة املتعلم�ني واملثقفني واملتخصصني.

5 � التأث�ر بث�ورة االتصاالت التي أحدثت تغ�را واضحا يف حياة األرس ويف لغتهم )أسلوبا وحتدثا وكتابة وتعبرا(.

وه�ذا يؤكد أن أمننا اللغوي بحاجة ماس�ة إىل إصالح املنظومة الربوية ا يم�س اجلوانب الربوية يف التعلي�م الع�ام والتعليم العايل إصالح�ا جوهريواللغوية والعلمية واالجتامعية، ويؤكد احلاجة إىل قرار سيايس يقيض بجعل اللغة العربية لغة التعليم يف مجيع مس�تويات التعليم، وأن تكون اللغة العربية لغة البحث العلمي، ولغة مجيع املؤسسات العلمية العامة واخلاصة يف الدول العربي�ة، إىل جانب أمهية إثراء املكتبة العربي�ة بالكتب العلمية تأليفا وترمجة، والتعام�ل بش�جاعة حضاري�ة وثقافية تام�ة مع اللغات األخ�رى، ورضورة التزام مجيع وس�ائل اإلعالم اللغة العربية الفصيحة، وأن حتافظ عىل السالمة

اللغوية وصوهنا من املزالق اللغوية ومزامحة العاميات هلا.

26

1 . 10 األمن الثقايففوا الثقافة من مفكرين وفالسفة ومؤرخني وباحثني يتفق أغلب من عرع�ىل أن اللغ�ة والف�ن واألدب هي العن�ارص الرئيس�ية للثقاف�ة؛ وأن الثقافة بمعناه�ا الواس�ع تعن�ي: جمموعة النش�اط الفك�ري والفني، وم�ا يتصل هبام م�ن مه�ارات أو يعني عليها من وس�ائل، وبعبارة أخرى: ه�ي جمموع النتاج

الفكري والوجداين الذي ال تكون األمة أمة إال به.

أما الراث فهو حيمل عنارص األصالة، وهو الذي يمنح الثقافة التواصل م�ع امل�ايض والقدرة عىل املع�ارصة والتطور يف املس�تقبل، وه�و الذي يمنح اإلنس�ان أس�لوب احلياة، وأنامط الس�لوك، والقيم والعادات والتقاليد التي

يتبعها يف حياته.

وه�ذا يؤكد أن اهتامم األم�ة بثقافتها وتراثها هو بمثاب�ة االهتامم بكياهنا ومصرها ومس�تقبلها، وأهنا إذا ما هتاون�ت يف محاية ثقافتها وتراثها فإن مآهلا

إىل االندثار والضياع والذوبان يف أحضان ثقافات األمم األخرى.

وم�ن هنا ج�اء التوج�ه باالهت�امم بإحي�اء ال�راث احلض�اري والثقايف وبمواضي�ع اهلوي�ة الثقافية ومواجهة الغ�زو الثقايف من خ�الل حتقيق األمن الثق�ايف حلامية الراث والثقافة؛ وبخاصة بالنس�بة لألم�م التي تعيش أزمات عدي�دة وتواج�ه حتدي�ات خمتلف�ة هت�دد كياهن�ا ووجودها ومصره�ا كاألمة

العربية اإلسالمية.

وتلعب ثقافة األمة دورا مهام يف تطويرها وجتديد أساليب حياهتا لتكون قادرة عىل مواجهة متطلبات احلياة وحتديات املستقبل.

27

وي�أيت التعرف عىل احلدود الثقافية لألمة مطلبا أساس�يا ورضورة ملحة م�ن أجل معرفة واضحة حلدود الثقافة اخلاصة باألمة كمرحلة البد منها من

أجل حتديد اهلوية واملوقف من الثقافة اخلاصة والثقافات الوافدة.

ك�ام أن اعت�امد املنهجية العلمية والعقالنية يف التفكر هو ركيزة أساس�ية لالنط�الق باالجتاه الصحيح نحو التعامل مع ت�راث األمة واختيار ما يمكن االس�تفادة منه من ثقاف�ات األمم األخرى بام ال يتع�ارض مع حاجات أمتنا وتطلعاهتا؛ انطالقا من قوله )صىل اهلل عليه وس�لم(: »احلكمة ضالة املؤمن؛

أنرى وجدها فهو أحق هبا«.

وه�ذا يؤك�د رضورة وجود صيغة جتم�ع بني ثقافتنا العربية اإلس�المية وب�ني الفكر احلض�اري املعارص؛ ألننا مدعون الس�تيعاب املنجزات العلمية والتكنولوجي�ة حتقيق�ا لدورنا يف اإلفادة من مكتس�بات األمم األخرى بام ال

يتعارض مع قيمنا وتقاليدنا.

1 . 11 األمن الصناعياألمن الصناعي: هو جمموعة األس�اليب واجلهود اهلندس�ية والتنظيمية التي جيب أن تتخذ ملنع أي عمل مقصود أو غر مقصود قد يؤدي إىل عرقلة اس�تمرارية اإلنت�اج يف القط�اع الصناع�ي وترابط حلقاته بني مجيع املنش�آت

الصناعية حتت كل الظروف.

وهذا يعني أن مفهوم األمن الصناعي يقوم عىل عنرين مهمني مها:

28

1 . 11 . 1 األساليب اهلندسية

وهي جمموعة اإلنش�اءات والتحصينات واالحتياطات الفنية التي جيب أن تراعى عند تصميم املنشأة الصناعية لتحقيق األهداف التالية:

أ � تصعي�ب وص�ول األي�دي العابثة أو املغرضة إىل النقاط احلساس�ة يف املنشأة الصناعية.

ب � رسعة كشف أي تسلل غر مرشوع أو تدخل غر مرغوب فيه.ج� � محاية املنشآت الصناعية واملرافق التابعة هلا من أي اعتداء أو عبث.د � تقلي�ل آث�ار اإلصاب�ات واحل�وادث واحل�د من انتش�ارها يف حاالت

الطوارئ.ه� � توفر معدات وأنظمة اكتشاف احلرائق ومكافحتها.

و � توفر خدمات السالمة العامة بشكل دائم وبخاصة عند الطوارئ.ز � رسع�ة القدرة عىل إعادة املنش�أة إىل العمل برسعة بعد تعرضها ألي

حادث طارئ.

1 . 11. 2 اجلهود التنظيمية

وه�ي العن�ر األهم، وبدوهن�ا ال يكون للعن�ر األول أي جدوى أو فاعلية، وتشمل اجلهود التنظيمية ما ييل:

العن�ر البرشي: وهو جمموعة األش�خاص املس�ؤولني ع�ن تنفيذ أ � سياس�ة وأس�لوب عم�ل املنش�أة الصناعي�ة، ويش�مل: اإلداريني،

واإلداريني املساعدين، والفنيني املتخصصني، والعامل امليدانيني.

29

ب � توف�ر املعلوم�ات ودقته�ا، ويعن�ي: اهلي�كل التنظيم�ي للمنش�أة، وخرائ�ط املوق�ع م�ن الداخ�ل ومن اخل�ارج، وما فيها م�ن معدات

ومداخل وخمارج.

ج�� � إدارة األم�ن الصناعي: للعم�ل عىل منع احلوادث بق�در كاف من املعلوم�ات قب�ل حدوثه�ا، وإدارة األزم�ات الطارئة عن�د حدوثها

حلامية األرواح واألموال واملمتلكات داخل املنشأة ومرافقها.

د � توعية العاملني يف املنشأة: وذلك بقدر كاف من املعلومات التي جيب أن حييط هبا اجلميع ليترفوا يف إطارها عند الطوارئ، ومن ذلك:

� معرف�ة العمل وخماطره، واملكان الذي حييط به، وأماكن وأس�اليب احلامية الالزمة.

� معرفة أصول السالمة العامة والتدريب عليها.� إتق�ان ثقافة العمل التطوع�ي، والعمل بروح الفريق عند الطوارئ

واألزمات.

ولتوفر األمن الصناعي ينبغي مراعاة ما ييل:

1� موقع املنش�أة: إذ ينبغي اختيار املوقع اختيارا مناس�با من حيث توافر الش�وارع املناس�بة، وأن يك�ون له س�ياج أمن�ي وجمهز جتهي�زا أمنيا �ا، وأن تكون مداخله صاحلة للدخ�ول واخلروج حتت مراقبة خاص

دقيقة.

ج�ودة توزيع املعام�ل واملعدات: من حيث جتان�س مراحل اإلنتاج �2وإبعاد إمكانية تداخل حركات املعدات ووسائل النقل لكل مرحلة

من مراحل اإلنتاج.

30

توفر مس�افات الس�المة الالزم�ة بني املعام�ل وخزان�ات الوقود، �3ووج�ود س�احات لإلخ�الء، وأماك�ن تضمن حرية حت�رك معدات

الطوارئ واإلنقاذ واإلسعاف والصيانة عند احلاجة.

توفر التهوية الالزمة، م�ع مراعاة االجتاه الغالب للرياح، وبخاصة � 4عند انبعاث غازات أو أتربة من املنشأة عند العمل.

توف�ر اإلض�اءة األمني�ة الالزمة ح�ول املنش�أة، عىل جان�ب توفر � 5دورات حراس�ة داخلي�ة وخارجية، وتوفر اإلض�اءة العامة لضامن

سالمة أداء العمل.

توفر مصادر احتياطية للطاقة الالزمة سواء للتشغيل أو لإلضاءة. � 6

توفر معدات وأنظمة كش�ف ومكافح�ة احلرائق وتدريب العاملني � 7عىل استعامهلا.

استمرار أعامل املراقبة والصيانة لكافة املعدات وعدم التهاون يف أي � 8خلل مهام كان ضئيال.

31

2 . يف جمال األمن السياحي

2 . 1األمن السياحي )1(.

2 . 2 األمن السياحي )2(.

2 . 3 أنواع السياحة.

2 . 4 أمن الصناعة السياحية.

2 . 5 اجلريمة السياحية.

2 . 6أمن املنشآت الفندقية.

2 . 7 أمن املتاحف.

2 . 8 الوعي األثري.

2 . 9 أمن اإلجازات.

2 . 10مسؤولية ضحايا اجلرائم السياحية.

32

33

2 . يف جمال األمن السياحي

2 . 1األمن السياحي )1(أصبح�ت الس�ياحة يف ه�ذا الع�ر عن�را مه�ام وأساس�يا يف التق�دم االقتصادي ويف الدخل القومي؛ فضال عن الدور الذي تس�هم فيه الس�ياحة كظاه�رة اجتامعية واقتصادية يف دعم أوارص الصداقة والتعاون بني ش�عوب

العامل.

وم�ن هنا فإن االزدهار الس�ياحي يقوم عىل الدراس�ة الواعية واإلدراك اجلاد لإلمكانات املتاحة وأس�اليب استثامر تلك اإلمكانات وتوظيفها خلدمة الس�ياحة الوطنية، وكيفية توفر األمن واالس�تقرار يف الوطن ومحاية السياح م�ن املضايق�ات وجرائ�م التعدي عليهم م�ن منطلق اإليامن بال�دور العظيم ال�ذي يمك�ن أن حيققه أمن الس�ائح ومحايته ليعمل ذلك عىل جذب الس�ياح

وزيادة النشاط السياحي وبالتايل زيادة الدخل القومي.

وقد غدت الس�ياحة يف هذا العر صناعة؛ لذا فقد قامت معظم الدول بإنش�اء وزارة خاص�ة للس�ياحة لت�رشف ع�ىل ختطي�ط ورعاي�ة ه�ذا القطاع االقتص�ادي امله�م، وتوفر األمن الالزم لنموه وتطويره؛ ألن زيادة النش�اط السياحي تؤدي إىل دفع عجلة التنمية؛ وألن كل إنفاق من جانب السائح إنام هو مقابل خدمة س�ياحية حيصل عليها من برامج الفنادق والقرى الس�ياحية واملحالت الس�ياحية، ومن مصانع اهلدايا واملشغوالت السياحية؛ باإلضافة إىل برامج الرشكات االستثامرية يف جمال السياحة وبالتايل إىل التطور العمراين

واإلنشائي داخل الوطن.

34

وال ش�ك يف أن الس�ائح الذي حيرض إىل البالد يكون هدفه االس�تمتاع بقض�اء وقته وإش�باع هواياته وحاجاته التي حرض م�ن أجلها؛ فإذا أمن عىل نفس�ه وماله فإنه س�يفكر يف العودة مرة أخرى؛ باإلضافة إىل ما قد يشيعه بني أهل�ه وأصدقائه ع�ام وجده أثناء زيارت�ه للدولة، وبالعكس فإن�ه إذا تعرض لوق�وع أي م�ن اجلرائ�م أو املضايقات ضده فإن ذلك س�يرك أثرا س�لبيا يف نفسه، ويمحو كل األشياء اجلميلة التي متتع هبا يف رحلته ما جيعله يفكر ألف

مرة قبل العودة مرة أخرى أو تشجيع أصدقائه وأقاربه عىل زيادة البالد.

ومن هنا فإن توافر األمن الس�ياحي وتوافر اخلدمات السياحية املالئمة واللباقة يف التعامل مع السياح هي أوىل اخلطوات يف تشجيع السياحة.

وهبذا فإن األمن السياحي يعني توفر عنارص األمن والطمأنينة للسياح من�ذ وصوهل�م إىل الب�الد وحت�ى مغادرهتم هلا وذل�ك يف نفوس�هم وأمواهلم وأعراضهم وكل متعلقاهتم وأمتعتهم، ومحايتهم من أي مضايقات أو جرائم

قد تقع ضدهم.

2 . 2 األمن السياحي )2(إذا كان األمن الس�ياحي هو توفر عنر األمن والطمأنينة للسائح منذ

وصوله إىل البالد حتى حلظة مغادرته هلا، فإن األمن السياحي يشمل:

أوال: تأمني األفواج الس�ياحية؛ ويتم ذلك بالتنس�يق مع الرشكات السياحية املنظم�ة للرح�الت الس�ياحية من�ذ وصوهل�ا يف جمموع�ات أو أفواج

سياحية عىل البالد وحتى مغادرهتا من خالل:

35

� قيام الرشكات الس�ياحية بإخطار اجلهات األمنية )رشطة السياحة، رشطة األمن العام( بكل فوج سياحي وتاريخ وصوله ومدة زيارته

وبراجمه السياحية وأماكن إقامته.� تق�وم األجه�زة األمنية املختلفة بالتنس�يق مع األجه�زة املختصة يف تأمني املناطق السياحية واألثرية للحد من اجلريمة السياحية ولبث

الطمأنينة واألمن يف نفوس السياح.� تأمني الفنادق وأماكن جتمعات السياح واملحالت العامة التي يردد

عليها السياح وتنظيم الدوريات الالسلكية الالزمة فيها.� توف�ر املراقب�ة الرسي�ة يف املناط�ق الس�ياحية ملراقبة ح�االت األمن

وضبط األشخاص الذين يسيئون للسياح.

ثانيا: تأمني األماكن التي يرتادها السياح من خالل:� تأم�ني املناط�ق األثري�ة واملناط�ق الس�ياحية واملتاح�ف والفن�ادق واملالهي والقرى الس�ياحية وأماكن اإليواء مثل الش�قق املفروشة والن�وادي الرياضي�ة واملط�ارات واملوان�ئ ومواق�ف الس�يارات

واملحالت التجارية وحمطات السكك احلديدية والطرق.� حتديد اخلدمات الالزمة لكل مرفق من املرافق التي يزورها السياح مع االستعانة بنظم مراقبي األمن، واالستعانة باستخدام األجهزة التقني�ة احلديثة يف نظ�ام التأمني حتى ال تكون هذه األماكن عرضة ألي نش�اط إجرامي قد ييسء إىل النشاط السياحي من جانب وإىل

الدخل القومي من جانب آخر.

36

2 . 3 أنواع السياحيةتنقس�م السياحة إىل أنواع كثرة ومتعددة بناء عىل الرغبات واالجتاهات

الفكرية واملعرفية للسائح، ومن أنواعها:

1 � الس�ياحة الديني�ة: ويقصد هبا زيارة البلد بقص�د ديني بحت؛ حيث جت�ري يف بعضها ش�عائر دينية معينة، وزي�ارة األماكن اخلاصة ذات

التاريخ الديني اخلاص؛ مثل احلج والعمرة.2 � س�ياحة الرفي�ه واالس�تجامم: وتعن�ي زي�ارة األماك�ن التي تش�تهر باعت�دال الطقس أو بمناظره�ا الطبيعية اخلالبة وه�دوء ربوعها أو

مجال شواطئها أو مرافقها.3 � السياحية التجارية: وتكون بغرض جتاري يضعه السائح يف اعتباره؛ إذ يقوم رجال األعامل والتجارة بزيارة املعارض واألسواق التجارية

ويقومون بعقد صفقات جتارية.4 � السياحة الثقافية: وتكون بزيارة املناطق املشهورة بآثارها القديمة أو

للمشاركة يف املؤمترات والندوات اخلاصة باجلوانب الثقافية.5 � السياحية العالجية: وهي من أجل العالج أو قضاء فرات النقاهة، وتكون

إىل األماكن التي تشتهر بمستشفياهتا وخدماهتا الطبية املتخصصة.6 � الس�ياحة الرياضي�ة: وتك�ون بزي�ارة بع�ض األماكن ملامرس�ة األلعاب واهلوايات الرياضية، أو االشراك يف املسابقات والبطوالت الرياضية،

مثل تسلق اجلبال واالنزالق عىل املاء أو الثلج، وألعاب القوى.

ومن أنواع الس�ياحة يمكن التعرف أنواع السياح كاحلجاج والرياضيني واملرىض والتجار والساسة ... وغرهم.

37

2 . 4 أمن الصناعة السياحيةيشمل موضوع أمن الصناعة السياحية جماالت كثرة لتحقيق األهداف السياحية املطلوبة من قبل صانع السياحة وطالب السياحة الذي هو السائح؛ إذ إن أم�ن صناعة الس�ياحة يش�مل أمن املط�ارات واخلط�وط اجلوية، وأمن

الفنادق، واألمن املريف، واألمن العام، واألمن اخلاص .... وغرها.

وإىل جان�ب ه�ذه املرافق حيتاج الس�ائح إىل األمن يف ع�دد من النواحي يغفل عنها بعض صناع السياحة ومنها:

1 � أم�ن الطع�ام والرشاب: إذ إن أش�د ما يفس�د إجازة الس�ائح هو أن تدامه�ه أم�راض ما يس�مى اضطرابات املع�دة نتيجة تغر أس�اليب وأن�واع الطعام والرشاب يف بلد الس�ائح عنها يف البلد الذي يزوره؛ ل�ذا ف�إن مهم�ة املس�ولني ع�ن الس�ياحة مراع�اة التأكد م�ن وجود الضامن�ات الصحي�ة املناس�بة يف املطاعم الس�ياحية إىل جانب نظافة

مرافقها وملحقاهتا، من خالل التفتيش العشوائي والدائم عليها.

2 � أمن س�يارات األجرة )التاكيس(: إذ جيب أن تكون سيارات األجرة مرخصة، وأن حتمل التأمني املناسب الذي حيمي الراكب والسائح، ا وتزويده بمعلومات ثقافية وجيب أن حيمل س�ائقها ترخيصا خاصعن أساليب التعامل مع ضيوف الوطن بعيدا عن اجلشع والتغافل. كام ينبغي متابعة الس�يارات اخلاصة التي ختدم السياح بأساليب غر

حضارية.

3 � األدالء الس�ياحيون: إن كل س�ائق ه�و دليل س�ياحي غر رس�مي، ولك�ن األدالء الس�ياحيني الرس�ميني جي�ب أن يكون�وا خمتص�ني

38

ومؤهلني وبخاصة من قبل الرشكات السياحية التي تنظم الرحالت السياحية الداخلية واخلارجية.

وأخ�را ينبغ�ي أن يتحمل كل مواطن مس�ؤوليته األدبية جتاه الس�ياح الذي�ن يف�دون إىل بل�ده، وأن يك�ون خر ممثل لوطن�ه يف تعامله مع الس�ياح

ليعطي انطباعا جيدا عن وطنه ومواطنيه.

2 . 5 اجلريمة السياحيةتتخذ بعض الفئات املتخصصة يف اإلجرام من الس�ياحة مرسحا ملزاولة نش�اطها اإلجرامي بأنواعه املختلفة، ويكون املجني عليهم يف هذه احلالة هم

السياح الذين يقع االعتداء عليهم أو عىل أمواهلم وممتلكاهتم.ومن العوامل التي تساعد عىل ارتكاب اجلرائم السياحية ما ييل:

1 � جهل الس�ائح بمعامل البالد، وعدم فهمه لطبائع املواطنني، وش�عوره بالغربة ما جيعله فريس�ة سهلة للمجرم السياحي الذي يستغل ذلك فيقوم باس�تغالل الس�ائح أو االحتيال عليه أو هتديده للحصول منه

عىل مبالغ نقدية أو أشياء عينية دون وجه حق.2 � كث�را ما تقوم وس�ائل اإلعالم والدعاية اخلاصة برشكات الس�ياحة بطمأنة الس�ائح عىل توافر األمن والطمأنينة دون اإلشارة إىل بعض

املحاذير التي ينبغي أن تراعى من قبل السائحني.3 � أن السياح القادمني من بالد مشهود هلا باألمن ال يتخذون احتياطات أمني�ة عىل أنفس�هم أو ممتلكاهتم أس�وة بام تعودوا علي�ه يف بلداهنم، فيس�هل ذلك للمجرم الس�ياحي فرص�ة ارتكاب جريمت�ه مع هذه

النوعية من السياح.

39

4 � انراف اهتامم الس�ائح وتركيز انتباهه عىل مش�اهدة املعامل السياحية أو األثري�ة ما جيعل�ه ال هيتم بام يدور حوله من وس�ائل االحتيال أو

االختالس.

5 � أن ح�رص الس�ائح عىل عدم إثارة املش�كالت التي قد تؤخر س�فره جيعله يعزف عن اإلبالغ عامر وقع عليه من جرائم.

وم�ن هنا فإن اجلرائم الس�ياحية أغلبها جيمعها داف�ع واحد وهو حتقيق اجل�اين للنف�ع املادي غ�ر املرشوع س�واء بطريقة مب�ارشة كالرسقة والنش�ل واالحتي�ال، أو بطريقة غر مبارشة للحصول عىل مقابل مادي كبر أو هدايا

قيمة.

وإن كان الغالب أال يقوم الس�ائح باالعتداء عىل املواطنني؛ ألن السائح يميل يف الغالب إىل حتقيق هدفه اإلجيايب من السياحة إال أن بعض السياح قد حيرضون إىل البالد بقصد ارتكاب جرائم معينة مثل هتريب بعض املمنوعات

أو التهريب النقدي أو الذهبي أو هتريب اآلثار إىل اخلارج.

2 . 6 أمن املنشآت الفندقيةتعت�ر منش�أة فندقية كل من: الفنادق والبنس�يونات والقرى الس�ياحية والفن�ادق املؤقت�ة والبواخ�ر الس�ياحية وغره�ا م�ن األماكن املع�دة إلقامة

السياح. وكذا االسراحات والبيوت والشقق املفروشة املخصصة لإلجيار.

ومن هنا نجد أن الفرق واضح بني املنش�أة الس�ياحية واملنشأة الفندقية، إذ إن املنش�أة الس�ياحية تعني املكان املعد أساس�ا الستقبال الس�ياح وتقديم املأك�والت واملرشوب�ات هل�م كاملاله�ي والن�وادي الليلي�ة والكازينوه�ات

40

واملطاع�م الس�ياحية، وكذل�ك وس�ائل النق�ل املخصص�ة لنق�ل الس�ياح يف رحالت برية أو بحرية.

وتأيت أمهية تأمني املنشآت الفندقية من منطلقني مها:

1 � املنطل�ق االقتص�ادي: إذ إن توف�ر عن�ر األمن يعد أح�د العنارص الرضورية يف تنش�يط السياحة بصفة عامة، وبالتايل إىل زيادة الدخل القوم�ي، ومن هن�ا تظهر أمهي�ة تأمني املنش�أة الفندقية م�ن الناحية

االقتصادية.

2 � املنطلق السيايس: إذ إن املنشأة الفندقية تضم عادة كثرا من اجلنسيات والشخصيات املهمة ذات املكانة اخلاصة؛ هلذا فإن تأمينها يوثر تأثرا

واضحا يف عالقة الدولة بالدول األخرى.

ويمكن حر األخطار التي ينبغي االحتياط منها يف املنش�آت السياحية بعامة واملنشآت الفندقية بخاصة يف نوعني من األخطار:

األول: األخط�ار غر املتعمدة، كاألخطار الطبيعية التي حتدث بفعل الطبيعة دون دخ�ل ل�إلرادة البرشي�ة فيها كال�زالل والراك�ني والفيضانات وعوام�ل التعرية والرياح. وهذا يقتيض اختيار موقع املنش�أة بش�كل علم�ي ومدروس للح�د من تلك األخطار، وإع�داد اخلطط الالزمة مقدم�ا، وهي الت�ي تعرف بخط�ط الطوارئ ملواجه�ة تلك األخطار

وآثارها.

الثـاين: األخط�ار املتعم�دة )األخطار البرشي�ة(: وهي األخط�ار التي حتدث نتيجة تدخل أفراد برشيني وينتج عنها هتديد األمن وس�المة املنشأة،

واألفراد، ومنها: احلرائق،الرسقة، التخريب وغرها.

41

وكل واح�د م�ن أن�واع األخط�ار البرشية حيت�اج إىل إجراءات مناس�بة للحيلولة دونه واحلد من آثاره مثل:

� أن تشمل مجيع غرف النزالء اإلرشادات الالزمة الواجب اتباعها عند الطوارئ.

� أن يع�رف مجي�ع العامل�ني يف املنش�أة مكان أب�واب الط�وارئ وأبواب اهلروب.

� أن تك�ون هن�اك تعليامت مس�بقة للن�زالء والعاملني بأس�اليب إعالن خطط اإلخالء.

� أن تك�ون التعلي�امت والتوجيه�ات واضح�ة وخمت�رة حت�ى يمك�ن للجميع استيعاهبا وتنفيذها عند احلاجة.

� حتديد واجبات كل قسم من أقسام املنشأة إزاء تنفيذ اخلطط والتعليامت.� احلرص عىل أعامل التصوير والتسجيل للنزالء من الشخصيات املهمة

أثناء إقامتهم يف املنشأة.

2 . 7 أمن املتاحفاملتحف هو مؤسسة دائمة تنشأ بغرض حفظ ودراسة جمموعات م�ن املقتني�ات ذات القيمة الثقافي�ة من النواحي التارخيي�ة والعلمية والفني�ة والتقني�ة، وك�ذا جمموعات م�ن املقتنيات العلمي�ة، عىل أن

تعرض هذه املقتنيات عىل اجلمهور.وهب�ذا ف�إن ه�ذا التعري�ف يش�مل أماكن ق�د تكون بعي�دة عن ذه�ن املتلقي عندم�ا يتعرض لفك�رة املتحف؛ فه�و يتضمن حدائق احليوان، واحلدائق املتخصصة لدراس��ة نوعي�ات معينة م�ن النبات�ات

42

)Botanical Gardens( وبع�ض قاع�ات الع�رض لألنظم�ة الفلكية أو أنواع األس�لحة القديمة والطائرات، كام يتس�ع � أيضا � ليش�مل املكتب�ات العام�ة وص�االت األرش�يف الت�ي حت�وي قاع�ات دائمة

للدراسة.وملا كانت كثر من املتاحف تركز عىل مرحلة تارخيية معينة؛ فإن ذل�ك يؤكد أمهيتها يف التوعي�ة الثقافية واملعرفية لروادها وقاصدهيا.

وإن معظم متاحف العامل تنص عىل أن اهلدف منها ما ييل:� حفظها لراث األمة الثقايف والتارخيي العلمي.

� دراس�ة مقتنياهتا وحتليل مضامينها والتوسع يف فهمها علميا واجتامعيا ا. واقتصادي

� عرض مقتنياهتا عىل اجلمهور لالستمتاع واالعتبار.

وهلذا فإن الش�عوب املتقدمة تقيس مدى تقدمه�ا بمدى توافر املتاحف فيه�ا، ثم تقيس مدى نجاح هذه املتاحف بم�دى تأثرها الثقايف يف املجتمع، وال تنظ�ر إليه�ا عىل أهنا جمرد عرض ألش�ياء قديمة كانت هل�ا قيمة يف الزمن الس�ابق، وهبذا فإن املتحف لدى تلك الش�عوب مؤسس�ة ثقافي�ة ذات أبعاد

ودالالت علمية وعملية ال يمكن إغفاهلا.

واملتاح�ف أن�واع ك�ام اتض�ح م�ن تعريفه�ا؛ إذ هن�اك متاح�ف تارخيية ومتاحف فنية ومتاحف تقنية ومتاحف علمية.

وهناك أخطار تواجه املتاحف عادة ويمكن تقسيمها إىل:

� األخطار العمدية: كالرسقة، واحلريق، وأعامل التخريب.

43

� أخط�ار اإلمهال: كخط�ر احلريق باإلمه�ال، وخطر التل�ف والتحطيم النات�ج عن أس�اليب التخزين والعوام�ل الطبيعية واجلوي�ة كاحلرارة

والرطوبة.� األخطار التي ترجع إىل القوة القاهرة كأخطار الزالزل والراكني.

وهل�ذا فإن مس�ؤولية اجلهات املختص�ة يف تأمني املتاحف تش�مل تأمني مب�اين املتاح�ف ومقتنياهتا، وتأمني رواد املتاحف وس�المتهم م�ن كل ما قد يؤذهيم. وتشمل تلك املسؤولية: تنظيم حركة رواد املتاحف، وتزويد روادها باإلرش�ادات والتوجيهات الالزم�ة، إىل جانب مراعاة حاج�ة املقتنيات من الرعاي�ة والعناي�ة، واإلرشاف عىل أس�اليب فتح األب�واب وإغالقها وحفظ املقتني�ات، وتوعية املجتم�ع للحفاظ عىل أمن املتاح�ف بصفتها ثروة علمية

عاملية تنبغي املحافظة عليها ومحايتها.

2 . 8 الوعي األثريلآلثار دور بارز يف تنمية الس�ياحة، ويف قضايا كثرة هتم املجتمع س�واء من النواحي االجتامعية أو االقتصادية أو اإلعالمية أو الثقافية أو السياسية.

ومن هنا حترص اجلهات املختصة يف وزارات الس�ياحة واآلثار يف مجيع دول العامل عىل تنمية الوعي األثري لدى املواطنني؛ ألنه يمثل نقطة االنطالق يف العمل األثري، وهييئ املناخ البرشي املناسب لكل مراحل العمل السياحي

يف املواقع األثرية، وهو الذي يرجم العناية والرعاية الالزمة لآلثار.

والوع�ي األثري مقي�اس من املقايي�س املهمة لثقافة األم�م وحترضها؛ ألن�ه يف غيب�ة هذا الوعي يتم إهدار الراث األث�ري أو التفريط فيه، وهو أمر كث�را م�ا نش�اهده يف دولنا العربية؛ إذ إن�ه يف غيبة هذا الوع�ي � أيضا � يتبلد

44

احل�س األثري تبل�دا يرض بمعاير التقدم الصحيح لل�راث األثري، ويؤدي إىل امت�داد األيدي العابث�ة بالراث من داخل البالد وم�ن خارجها بحثا عن الش�هرة والث�راء فتق�وم بنهب وهتري�ب اآلثار خ�ارج الب�الد أو العبث فيها

واإلساءة إىل تقنياهتا.

وملا كان احلفاظ عىل الراث بعامة وعىل املواقع األثرية بخاصة مسؤولية حضاري�ة بالدرجة األوىل، بل مس�ؤولية فردية ينبغ�ي أن يضطلع هبا كل فرد م�ن أفراد األمة؛ ف�إن إجياد الوعي األثري وتنميته ال يمكن أن تقع عىل عاتق

جهة بعينها ألهنا ال تستطيع أن تنهض بمسؤولية هذه األمانة.

وم�ن هنا يرز دور هيئات الس�ياحة واآلثار املعنية بأم�ر الراث، ودور املؤسسات الثقافية والتعليمية واإلعالمية، ودور مؤسسات السياحة والسفر

يف نرش الوعي الثقايف من خالل:

� تقديم قضايا اآلثار واملتاحف بشكل حضاري وتوعوي.

� التعريف باملواقع األثرية وإنجاز األجداد يف اجلوانب احلضارية بشكل مناسب بعيدا عن االنفعال واملبالغة.

� اختيار الوقت املناسب للتعريف باآلثار واملتاحف.

� أن تعنى املناهج التعليمية بتعميق انتامء الطالب نحو تراثهم وحرصهم عىل محاية هذا الراث والعناية بمكوناته.

� تكثيف نرش الكتب وامللصقات وتوزيعها من خالل مكاتب الس�ياحة والسفر.

� زيادة تدريب وتأهيل املرشدين وأدالء السياحة للتوعية األثرية.

45

� تكوي�ن مجعيات ألصدق�اء أو محاة اآلثار واملتاحف يف كافة املحافظات واملناطق لنرش الوعي األثري.

وهذا يؤكد أن مس�ؤولية احلفاظ عىل الراث مس�ؤولية إنسانية تقع عىل عاتق كل فرد من أبناء هذه األمة، ويؤكد أن تلك املسؤولية مسؤولية مشركة ينبغ�ي أن يضطل�ع هبا اجلميع إىل جانب املؤسس�ات الرس�مية ومؤسس�ات

املجتمع املدين.

2 . 9 أمن اإلجازاتمتث�ل اإلج�ازة مرحلة مهم�ة من حياة اإلنس�ان؛ إذ إهنا متث�ل ثلث حياة ا، امل�رء إذا كان معل�ام أو طالبا، ومتثل س�دس حياة امل�رء إذا كان موظفا عاديوهي رضورية ليجدد املرء نشاطه بعد استمتاعه باإلجازة سواء أكانت إجازة

سنوية أو إجازة هناية األسبوع.

ويس�تغل كث�ر م�ن الن�اس إجازاهت�م يف حتقي�ق طموحاهت�م وأمانيهم م�ن خ�الل تطبي�ق اإلس�راتيجيات اإلجيابية حلياهت�م اخلاص�ة أو العامة؛ إذ يس�تغلوهنا يف اكتس�اب املع�ارف وامله�ارات الت�ي تفيده�م كتعل�م اللغات ومهارات احلاس�وب وحفظ القرآن الكريم، أو تعلم املهن والصناعات التي يمك�ن أن يفي�د منها امل�رء يف حياته اخلاص�ة أو حياته العملية، أو يف ممارس�ة

العمل التطوعي الذي يفيد املجتمع املحيط باألرسة.

وتمعن�ى كثر م�ن األرس واألف�راد بالتخطيط لقضاء اإلجازة بأس�لوب علم�ي وحض�اري يتفاه�م حول�ه ويتف�ق عليه مجي�ع أف�راد األرسة بام حيقق

األهداف املرجوة لكل فرد من أفراد األرسة.

46

وتش�كل ثقافة السفر حمورا أساسيا من املحاور التي تدور حوهلا اخلطط والرامج األرسية لقضاء اإلجازات؛ إذ غدا الس�فر ظاهرة اجتامعية ونفس�ية واقتصادي�ة يف هذا الع�ر نظرا ألمهيته لدى كثر من أفراد األرس، وملا حيققه

من آمال وطموحات لدى بعضهم اآلخر.

وقد جسد اإلمام الشافعي فوائد السفر بقوله:

تغرب عن األوطان يف طلب العال وسافر ففي األسفار مخس فوائد

، واكتســاب معيشــــة وعلم، وآداب، وصحبة ماجـد ج هم تفر

واملالحظ من الناحية األمنية أن بعض من يركون منازهلم بقصد السفر يف اإلج�ازات يوف�رون الف�رص املالئم�ة لالعت�داء عىل منازهل�م من خالل التقص�ر أو اإلمهال وع�دم االكراث؛ من خالل ع�دم توثيق إغالق أبواب املنازل، ومن خالل ترك األش�ياء الثمين�ة يف أماكن قريبة من متناول اجلميع، وم�ن خالل عدم إش�عار جراهن�م برغبتهم يف مغادرة منازهل�م ملدة حمدودة؛ إذ يمك�ن أن يلع�ب عدم توافر الوس�ائل الكفيلة الكافية حلامي�ة املنازل دورا مه�ام يف تعرض املنزل للرسقة؛ كوضع األقفال الضعيفة، واألبواب الس�هلة

االخراق أو السكر؛ بحيث تكون غر آمنة عند خلوها من سكاهنا.

وق�د اتضح أن إمهال س�كان املنزل يس�هم يف وق�وع اجلريمة من خالل بع�ض احلوادث التي س�جلتها الرشطة مث�ل: ترك الب�اب مفتوحا بحجة أن أح�د أف�راد األرسة كان موج�ودا خارج املن�زل فكانت تلك دع�وة مفتوحة

للسارق ليأخذ منه ما يشاء وخاصة أثناء الليل.

كام س�جلت س�جالت الرشط�ة حوادث رسق�ة قام هب�ا منفذوها يف غياب عنر احلامية وهو حديد احلامية عىل الشبابيك.

47

لذا ويف ضوء ما تقدم يتعني أن يتنبه املرء إىل أن عليه أال يكون معينا لدفع اجل�اين إىل ارتكاب ما يفعله من أفع�ال إجرامية بام يوفره من فرص وظروف جتعل�ه ضحية إلمهال�ه وتقصره يف محاية ممتلكاته عندما يق�وم بمغادرة منزلة

ملدة قصرة أو طويلة.

2 . 10 مسؤولية ضحايا جرائم السياحةإذا انتقل املرء من موطنه إىل وطن آخر بقصد الس�ياحة أو التعليم أو العالج أو الزيارة واالس�تمتاع فهو س�ائح قد يكون له دور يف هتيئة الفرصة لوقوع الفعل اإلجرامي ضده؛ أو كثرا ما يس�اعد الس�ائح عىل توفر الفرصة املالئمة للجريمة من خالل التقصر، أو عدم االكراث، من خالل التفريط يف حفظ األشياء الثمينة،

أو وضعها يف أماكن مكشوفة، ما يزيد من فرصة تعرضها للرسقة.

وقد أوضحت الدراسات االجتامعية واألمنية أن هناك جمموعة من اخلصائص التي يتصف هبا اهلدف املس�تهدف باجلريمة السياحية

وتكون عامال مساعدا يف ارتكاب الفعل اإلجرامي، وهي:1� الن�وع: إذ كث�را ما يردد اجلاين قبل ارتكاب جريمته إذا اكتش�ف أن الضحي�ة ذك�ر، ألنه كثرا م�ا يعتقد أن املرأة ضعيف�ة وال يمكنها أن تدافع عن نفس�ها إذا هومجت: س�واء أكان ذل�ك يف حالة الرسقة أو غره�ا من اجلرائم، أضف إىل ذلك أن كوهنا أنثى يمكن أن يش�جع ع�ىل أن تك�ون هدفا س�هال للرسقة أو غره�ا؛ إذ إهنا حتم�ل حقيبة يمك�ن أن تكون مصدر إغراء للمجرم، وه�ذا ما جيعلها خمتلفة عن

الذكر.

48

2� العم�ر: إذ يلع�ب العمر دورا واضحا يف وق�وع اجلريمة، وخصوصا إذا كانت الضحية يف س�ن تس�تطيع منها أن تدرك أمهية اإلجراءات

الوقائية التي جيب اتباعها ملنع وقوع اجلريمة.

وقد بينت الدراسات التي أجريت حول موضوع ربط فئات العمر بأنواع خمتلفة م�ن اجلرائم أن فئة األعامر من )12�24( حتظى بأعىل

نسب الضحايا يف جمال جرائم الرسقة واالغتصاب واالعتداء.

الطبق�ة االجتامعي�ة: إذ إن فئة العزاب واملطلق�ني والفقراء واجلهال �3الساذجني من أكثر الفئات تعرضا للجريمة.

غياب مصدر احلامية: حيث يلعب غياب مصدر احلامية � سواء أكان �4�ا دورا مهام يف وقوع اجلريمة، ويتمثل ذلك يف غياب �ا أو معنوي ماديرب األرسة، ويف ح�ال كبار الس�ن الذين يعيش�ون بمفردهم بعيدا ع�ن رقاب�ة أو محاية أحد أف�راد أرسهم ... إىل غر ذلك. ويس�تطيع السائح دفع الرضر عن نفسه واحليلولة دون وقوعه ضحية لإلجرام

من خالل:

� االهت�امم باملمتل�كات واألش�ياء الثمين�ة واألوراق الثبوتي�ة وعدم التفري�ط هب�ا أو إمهاهل�ا، ويمك�ن إيداعه�ا ل�دى إدارة الفن�دق أو

االحتفاظ هبا يف خزنة خاصة.

� التنقل يف وسائل النقل العامة لعدم إتاحة الفرصة للسائق اخلصويص باالنفراد بالسائح إال إذا كانت السيارة تابعة جلهة رسمية معروفة.

� توعية األبناء وصغار الس�ن جت�اه التعامل بحذر وعدم الغفلة عنهم وعدم محلهم لألشياء الثمينة املغرية للرسقة واالعتداء.

49

� املحافظ�ة ع�ىل مفاتي�ح غرف الن�وم وبخاصة املفاتي�ح اإللكرونية وعدم تسليمها للفندق حتى بعد املغادرة ألهنا حتمل أحيانا بيانات

شخصية عن السائح ينبغي عدم إفشائها.� رضورة اإلع�الم بالقوان�ني املحلي�ة للبل�د الذي يقيم فيه الس�ائح،

ومعرفة كل ما يتعلق برف النقود.

50

51

3 . يف جمال اإلعالم

3 .1 اإلعالم األمني.

3 . 2 أثر اإلعالم يف الوقاية من اجلريمة.

3 .3 العالقات العامة واالتصال.

3 .4 الدور األمني لوسائل االتصال اجلمعي.

52

53

3 . يف جمال اإلعالم

3 .1 اإلعالم األمنيإن مفهوم اإلعالم األمني من املفاهيم حديثة النشأة، وهو ذو داللة عىل األم�ن الداخ�يل للدولة واملجتمع أكثر من غره من األماكن؛ وهو يس�هم يف

خدمة املجتمع واستقراره مرتكزا عىل املخزون الفكري والثقايف لألمة.

وق�د تعددت تعريفات هذا املفهوم وفقا لتوجهات املهتمني واهتامماهتم؛ إذ حره بعضهم بام يتعلق بجريمة ما دون غرها؛ فيام توسع بعضهم يف تعريفه

ليشمل األمن بمفهومه الشامل؛ وذلك استنادا لثالث نقاط أساسية هي:

1 � إن اهتامم بعض الباحثني يف اإلعالم األمني اقتر يف واقع األمر عىل االهتامم بكيفية االس�تفادة من التقنية واحلرفية واخلرة اإلعالمية يف

نرش الثقافة واملعرفة األمنية بني أكر عدد من املتلقني.

2 � إن دراسة اإلعالم األمني اقترت عىل دراسة أهم وظائف اإلعالم املتمثل�ة يف التثقيف ومعرفة األف�كار واملعلومات واألخبار اجلديدة

اخلاصة باجلوانب األمنية.

3 � إن اهتامم وس�ائل اإلع�الم يف هذا العر قد انحر يف املوضوعات املتخصص�ة؛ وذل�ك تلبي�ة الهتاممات الن�اس واس�تجابة لرغباهتم وحاجاهت�م املعرفي�ة، وم�ن هنا تعددت الرس�ائل اإلعالمي�ة بتعدد

األهداف والرؤى والتوجهات.

ومن أبرز التعريفات التي تناولت مفهوم اإلعالم األمني:

54

� أن�ه كل ما تق�وم به اجله�ات ذات العالقة من أنش�طة إعالمية ودعوية هبدف املحافظة عىل أمن األفراد واجلامعات وأمن األوطان ومكتسباهتا

يف ظل املصالح املعترة.� أو أن�ه النرش الصادق للحقائق والثواب�ت األمنية واآلراء واالجتاهات املتصل�ة هب�ا والرامية إىل ب�ث مش�اعر الطمأنينة والس�كينة يف نفوس املتلق�ني م�ن خ�الل تبصرهم باملع�ارف والعل�وم األمنية، وترس�يخ قناعاهت�م بأبعاد مس�ؤوليتهم األمنية، وكس�ب مس�اندهتم يف مواجهة

صنوف اجلريمة وكشف مظاهر االنحراف.� يف ح�ني عرفه آخرون بأنه: نمط إعالمي هادف موجه إىل كافة أطياف املجتمع، ويس�تخدم خمتلف وسائل اإلعالم ، ويعتمد عىل املعلومات واألف�كار واحلقائ�ق ذات العالق�ة املب�ارشة باألم�ن ، ويت�م عرضها بطرائ�ق موضوعية، وخيدم املوضوعات والقضايا األمنية،وهيدف إىل

حتقيق األمن بمفهومه الشامل.� وعرف�ه بعضهم بأنه: املعلومات الكامل�ة واجلديدة واملهمة التي تغطي كافة األحداث واحلقائق والقوانني املتعلقة بأمن املجتمع واس�تقراره، والتي يعد إخفاؤها أو التقليل من أمهيتها نوعا من التعليم اإلعالمي.� أو أنه: كل ما تقوم به اجلهات ذات العالقة من أنشطة إعالمية ودعوية وتوعوية هب�دف احلفاظ عىل أمن األف�راد واجلامعات يف ظل املقاصد واملصال�ح املعت�رة )أي الت�ي حتق�ق مصلح�ة الوط�ن واملحافظة عىل

مقدراته ومكتسباته(.وه�ذا كله يؤكد العالقة التبادلية بني اإلعالم واألمن يف س�بيل حتقيق األم�ن بمفهومه الش�امل والذي يس�هم بدور فاعل يف حتقي�ق التنمية

الشاملة واملستدامة.

55

3 . 2 أثر اإلعالم يف الوقاية من اجلريمةلقد أصبح اإلعالم يف العر احلديث من أكثر األجهزة والوسائل قدرة ع�ىل التأث�ر يف ثقاف�ة األف�راد، ويف س�لوكهم؛ إذ مل يعد الف�رد يف هذا العر أس�ر بيئة اجتامعية حمدودة تتمثل يف األرسة واملدرس�ة واملجتمع املحيل، كام كان س�ابقا؛ بل أصبح يعيش يف خضم متصارع تتدفق من خالله العديد من التي�ارات الفكرية واالجتامعي�ة واالقتصادية التي ختتلف يف أهدافها وقيمها واجتاهاهتا ، التي أصبحت يف متناول اجلميع من خالل ما تبثه وسائل اإلعالم

ووسائل االتصال املختلفة، والتي تؤثر يف سلوك الفرد وتوجهاته.

ومن هنا فإن املواد اإلعالمية التي تقدم يف وس�ائل اإلعالم املختلفة ال تنب�ع م�ن بيئة واحدة وال تعر عن رأي واحد وال موقف واحد بل هي حتمل قي�ام وأنامط س�لوك متباينة قادرة ع�ىل التأثر يف تبني املتلق�ني ملواقف وأنامط س�لوكهم س�لبا أو إجيابا، حتى تأكد صدق من وصف اإلعالم بأنه »س�الح

ذو حدين«.

وهذا يؤكد أن وس�ائل اإلعالم تلعب دورا خطرا يف تنش�ئة األجيال، ويف ثقافة املجتمعات، بل ويف أمنها وأماهنا وسالمتها.

وقد كش�فت دراس�ات يف عل�م االجتامع وأخ�رى يف عل�م اجلريمة أن وس�ائل اإلع�الم تعمل عىل تش�جيع بعض أف�راد املجتمع ع�ىل قبول وضع اجتامعي معني، أو حترضهم عىل التمرد عىل وضع قائم، وأن وسائل اإلعالم يف حرصها عىل إرضاء قطاع من املجتمع هتبط بالقيم اجلاملية والذوق العام.

ويف جم�ال االنح�راف واجلريمة فق�د حتدث كثرون ح�ول تزيني بعض وس�ائل اإلعالم للجريم�ة واإلجرام يف نفوس الناس ألهن�ا تعرض اجلريمة

56

بطريق�ة مثرة، وتبال�غ يف وصفها وكأهنا ترفع من ش�أن مرتكبيها؛ ما يزعزع الثقة بمثل وقيم وعقيدة املجتمع.

ويف اآلون�ة األخرة تزايد حجم املس�احة املخصصة ألخبار اجلريمة يف وس�ائل اإلعالم؛ حتى ظهرت صحف وجمالت متخصصة يف نرش ألوان من

أخبار اجلريمة وفنوهنا، وكام هو احلال يف بعض املواقع اإللكرونية.

ويمكنن�ا الق�ول إن الصحافة األمريكية كانت القدوة الس�يئة للصحافة العاملي�ة يف هذا امليدان؛ حيث ينظر أصحاهبا ورؤس�اء حتريرها إىل هذا اللون م�ن األخبار نظرة جتارية بحت�ة، ثم جاء التلفاز واإلنرنت فأكدا عملية جتارة اإلج�رام والعن�ف من خالل ما يبثان�ه من صور وأفالم وأس�اليب للجريمة واالنحراف، حتى غدا بعض املتلقني يعش�قون متابعة تلك الصور واألفالم حتى غدت أساس�ية يف حياهتم وانعكس�ت عىل س�لوكهم وتوجهاهتم؛ ألن اس�تمرار التع�رض واملتابع�ة لتل�ك املش�اهد والصور ي�ؤدي حت�ام إىل تبني

أفكارها وقيمها وتقليدها.

ه�ذا إىل جان�ب أن اجلرعات اإلعالمي�ة املتواصلة وبأس�اليبها املختلفة تولد نوعا من الالمباالة جتاه األمور السلبية )ومنها اجلريمة واالنحراف( إن مل تؤكد نظرية تعلم العنف واإلجرام من خالل املالحظة ثم التطبيق بش�كل

آيل وأتوماتيكي .

ومن هنا يأيت تأكيد تشديد الرقابة العامة والرقابة األرسية للتخفيف من التأثر بصور اجلريمة واالنحراف لدى الناش�ئة وأن تقوم مؤسسات املجتمع املدين بدور فاعل يف التوعية من اآلثار الس�لبية لبعض وسائل اإلعالم للحد من تأثر الش�باب بس�لبياهتا واإلفادة من إجيابياهتا ألهنا س�الح ذو حدين كام

ذكرنا سابقا.

57

3 . 3 العالقات العامة واالتصالالعالق�ات العام�ة هي اجلهاز ال�ذي يربط املؤسس�ة أو اهليئ�ة التي يتبع هل�ا بجمهوره�ا الداخيل أو اخلارج�ي من خالل التواص�ل وتوفر اخلدمات

املطلوبة.

وقد زاد التقدم الفني والتقني يف وسائل اإلعالم املختلفة يف هذا العر دور فعالية العالقات العامة وأمهيتها لتحقيق أهداف املؤسس�ة أو اهليئة التي

متثلها هذه اإلدارة.

واالتصال هو ذلك النوع من التفاعل بني اإلدارة واجلمهور املس�تهدف ع�ن طريق اس�تخدام وس�ائل االتص�ال اجلامه�ري أو اإلعالم�ي كاإلذاعة

والتلفاز والصحافة.

ويقص�د بالصحاف�ة: الكلمة املطبوعة عموما؛ حي�ث يلحق هبا الكتاب والنرشات وامللصقات واملعارض.

واالتصال: ه�و عملية يقصد هبا تبادل األف�كار واملعلومات والبيانات بقص�د اإلقن�اع، وه�و أداة اإلنس�ان للمش�اركة يف املجمع ال�ذي يعيش فيه بعام�ة، وأداة إدارات العالق�ات العام�ة واإلع�الم يف جتس�يد رؤيتها وترمجة

رسالة املؤسسة أو اهليئة التي متثلها.

ويت�م االتصال بني األفراد واملنظامت واملؤسس�ات واهليئات من خالل نمطني رئيسيني من أنامط االتصال مها:

� االتصال الش�خيص: الذي يتم بني الفرد وغره مبارشة؛ حيث يستطيع الف�رد أن ينق�ل لآلخرين وجه�ة نظره ويناقش�هم فيها، ويس�تمع إىل مالحظاهتم عليها، ويتم أخرا إقناع أحد الطرفني بوجهة نظر اآلخر.

58

� االتص�ال اجلامه�ري أو اإلعالم�ي: ويت�م ذل�ك ع�ن طريق وس�ائل االتصال املعروفة كاإلذاعة والتلفاز والصحافة، وهذا النوع من أنواع االتصال أقل تأثرا ألن القائم باالتصال ال يستطيع متابعة أثر الرسالة التي نرشها من خالل وسائل اإلعالم واحلكم عىل نجاحه يف مهمته.

وملا كان االتصال الشخيص هو األقوى تأثرا فإن موظفي العالقات العام�ة حيرص�ون خالله عىل اإلمل�ام بامله�ارات واالجتاهات التالي�ة لتحقيق

مهامهم:� اإلملام بواجبات الوظيفة، ورؤية ورسالة املؤسسة التي ينتمون إليها.

� األدب واللباقة يف احلديث.� حسن أداء العمل، والرسعة واإلجيابية يف أدائه.

� احل�رص عىل املظهر الالئق والبشاش�ة أثناء العم�ل، وأثناء التعامل مع اجلمهور.

� التعام�ل م�ع اآلخرين بروح اإلنس�انية والعدال�ة، ويف تطبيق القوانني واللوائح.

� االلت�زام بقواع�د الس�لوك الت�ي تس�اعد ع�ىل حتقي�ق األه�داف بيرس وسهوله.

� االنطالق يف العمل من خالل خطة إسراتيجية واضحة.� إتقان مهارة خماطبة األفراد واجلامهر يف اللقاءات الشخصية والرسمية ويف الندوات واملحارضات أو املشاركة يف الرامج اإلعالمية املختلفة.� إتقان مهارات املراس�م وقواعد االس�تقبال وتنظيم املناسبات الرسمية

واالحتفاالت.

59

3 . 4 الدور األمني لوسائل االتصال اجلمعييف الوق�ت الذي حيق�ق فيه األمن مطلبا أساس�يا جلميع أف�راد املجتمع، تؤدي وس�ائل االتصال اجلمع�ي دروا خطرا يف كافة املجاالت، وخاصة إذا

استخدمت عىل أساس علمي يف خدمة التنمية ودفع عجلة التطور.

ويرز هذا الدور لوس�ائل االتصال اجلامه�ري بنوع خاص من التطور املذه�ل ال�ذي وصلت إليه وس�ائل اإلعالم، ومتتد رس�الة اإلعالم لتش�مل إحداث النهضة االجتامعية املرجوة؛ إذ يس�اعد اإلعالم عىل إشاعة األفكار، ون�رش املعلوم�ات، وع�رض القي�م، وتعمي�م االجتاه�ات، ورفع املس�توى الفك�ري والوجداين بني اجلامهر، وإجياد الش�خصية النموذجية التي تتصف ب�روح التعاون، وجتس�د روح الفريق يف جم�االت إنتاجها وجم�االت تعاملها

وتكاملها مع أفراد املجتمع.

ويمك�ن لإلع�الم تغي�ر اجتاه�ات األف�راد وغ�رس املعاير الس�لوكية املالئمة إلحداث التغر املطلوب بام يتفق مع حاجات التنمية، ودور اإلنسان

يف املسامهة فيها.

وقد أصبحت الثقافة تعني يف بعض معانيها االتصال اجلامهر بوس�ائله األساسية املعروفة )املقروءة واملسموعة واملرئية( إىل جانب الصحف والكتب والرام�ج التوعية؛ لذا فإن هذه الوس�ائل تعد س�الحا ذا حدين: حتقق تنمية الروح االجتامعية الوطنية، وتنرش األفكار واملفاهيم والقيم اإلجيابية، ولكنها تكون وس�ائل مضللة إذا اعتمدت عىل اإلث�ارة، وتبنت مفاهيم وقيام مغايرة ملفاهيمنا وقيمنا، وإن ذلك س�يؤدي إىل تبعي�ة فكرية، وإىل هيمنة أجنبية عىل الرس�الة الفكري�ة أو الثقافية أو اإلعالمية التي يتلقاها اجلمهور املس�تهدف،

60

وتأث�ره بأس�لوب تفكر ونم�ط حياة وظ�روف حياتيه غر مناس�بة ملجتمعنا وقيمه التي تريب عليها آباؤه وأجداده.

ومن هنا تأيت أمهية تضافر اجلهود الرسمية والشعبية كي تتصدى للهيمنة األجنبية يف اإلعالم يف سبيل محاية اإلنسان من هذه التأثرات التي تستهدف

فكره ووجوده وتراثه من خالل:� كش�ف س�موم التغريب والغزو الثق�ايف، والتصدي لدع�وات الغرب املضلل�ة والداعي�ة إىل تدمر مقومات ش�خصيتنا وإث�ارة روح الوهن واالهني�ار يف ش�باب أمتنا، ع�ن طريق توعية تعيد األم�ور إىل نصاهبا، ومن خالل برامج إعالمية تتجاوز عملية التحدي احلضاري القائم.

� توظي�ف وس�ائل اإلع�الم توظيف�ا اجتامعي�ا مناس�با لوق�ف مص�ادر التوظيف االجتامعي غر السليم.

� تنمي�ة الروح االجتامعية الوطنية بني الش�باب، وتأصي�ل القيم العربية األصيلة يف نفوسهم.

� االلت�زام بميث�اق رشف اإلعالم�ي األمن�ي الع�ريب ال�ذي أق�ره وزراء الداخلي�ة الع�رب يف 1988/12/2م وال�ذي هي�دف إىل توظي�ف أجهزة اإلعالم يف بناء الش�خصية السليمة املتزنة املشبعة بالقيم واملثل

العربية القويمة واألصيلة.

61

4 . يف جمال الرشطة

4 .1 الرشطة املجتمعية.

4 . 2 الرشطة النسائية.

4 . 3 الرشطة )رجال األمن(.

4 . 4 العالقات العامة يف األجهزة األمنية وخدمة اجلمهور.

62

63

4 . يف جمال الرشطة

4 .1 الرشطة املجتمعيةالرشطة املجتمعية: هي قوة أمنية شعبية تعتر وسيطا بني األجهزة األمنية وبني مؤسس�ات ونخ�ب املجتمع، مهمتها التواص�ل والتفاعل لتحقيق أكر قدر ممكن من املش�اركة احلقيقية بني الرشطة واملجتمع، وحتمل املس�ؤوليات

األمنية وفق مفهوم األمن الشامل.

وب�ذا ف�إن الرشط�ة املجتمعي�ة وس�يط تفاع�يل وتواص�يل ب�ني الرشطة واملجتم�ع هبدف إجياد تعاون وثيق بني رجال األم�ن ورجال الفكر والثقافة والسياس�ة واالقتص�اد يف س�بيل إجياد حال�ة ثقافية من األم�ن االجتامعي أو األمن بمفهومه الشامل، وهي هنج حديث يسعى إىل حتقيق مشاركة املواطن يف حفظ األمن واالستقرار، من خالل مشاركة أفراد املجتمع لرجال الرشطة لتدعيم العالقات اإلجيابية بني املؤسسة األمنية وأفراد املجتمع املدين؛ إلجياد حلول مسبقة ملظاهر اجلريمة واخللل االجتامعي؛ رغبة يف حتسني سبل احلياة، واحل�د من اجلريمة وآثارها عىل أفراد املجتمع ومقومات الوطن ومكتس�باته

من خالل:

-توطيد العالقة بني أجهزة الرشطة واملواطنني، وبناء الثقة فيام بينهم.

-التع�اون والتكام�ل بني أجه�زة الرشط�ة واملواطنني حلل املش�كالت والتقليل من

اجلريمة انطالقا من املسؤولية املشركة، حيث إن األمر مل يعد مسؤولية

الرشطة وحدها ؛ بل هو مسؤولية مشركة.

64

The �ومفهوم الرشطة املجتمعية يستلهم يف كثر من دول العامل فكرة ال Neighbourhood Watch يف بريطاني�ا، أو ال�� Watc Community يف

الواليات املتحدة، التي هتدف إىل سالمة املجتمع ومساعدة الناس عىل محاية أنفس�هم وممتلكاهت�م، واحلد م�ن اخلوف من اجلريمة عن طريق حتس�ني أمن الوطن، وزيادة اليقظة، حيث تقوم الفكرة األساس�ية عىل تأكيد أن مسؤولية حتقيق األمن واالس�تقرار يف البالد ال تتحملها الرشطة وحدها؛ بل ال بد أن

تشارك فيها كافة األجهزة الرسمية واألهلية إضافة إىل املواطنني.

ومن هنا فقد ظهر أن احلاجة إىل ابتكار أساليب جديدة للعمل الرشطي تتفق مع املفهوم الشامل لألمن ، فجاءت فكرة الرشطة املجتمعية التي هتدف إىل توف�ر التعاون بني أفراد الرشطة واملواطن�ني لتدعيم الدور االجتامعي يف جه�از الرشطة وتفعيل الدور الوقائي من اجلريمة، وإرشاك أفراد املجتمع يف هذه املسؤولية، وكرس احلاجز النفيس لدى أفراد املجتمع من أجهزة الرشطة، والقض�اء عىل مس�ببات اخلوف منها، وتعميم أس�لوب التع�اون لإلصالح، والتأهي�ل االجتامع�ي للتعام�ل مع احل�االت الس�لوكية املنحرف�ة واجلنائية، ومتابعة االنتهاكات والتجاوزات سواء أكانت من أفراد املجتمع أم من أفراد

الرشطة.والعمل عىل ضامن حقوق اإلنسان.

4 . 2 الرشطة النسائيةظهر مفهوم »الرشطة النس�ائية« يف البلدان العربية يف مطلع السبعينيات من القرن املايض، ويطلق مصطلح »الرشطة النسائية« عىل اإلناث العامالت يف أقسام الرشطة، ويعني:»عمل اإلناث يف الرشطة ضمن إدارات متخصصة للنساء وترشف عليها نساء أيضا، وإن كان ال بد من أن تتعامل هذه اإلدارات

مع تلك التي يعمل هبا رجال ضمن إطار أجهزة الرشطة.

65

وق�د اعتم�دت بعض الدول العربية إدارات مس�تقلة للرشطة النس�ائية وك�ذا معاه�د لتأهيل وتدريب كوادر الرشطة النس�ائية، ومنه�ا األردن التي أنش�أت إدارة مس�تقلة للرشطة النس�ائية وأسس�ت معهدا لتأهي�ل وتدريب

منسوبات الرشطة النسائية، وكذلك احلال بالنسبة جلمهورية السودان.

وقد غدا وجود جهاز الرشطة النس�ائية يف هذا العر رضورة اجتامعية أمني�ة ملح�ة لكفالة وحف�ظ النظام وحتقي�ق االطمئنان والرف�اه جلميع أفراد املجتم�ع، وغدا أيضا ركيزة أساس�ية م�ن ركائز املصلحة العامة التي تس�عى أجه�زة الرشط�ة لتحقيقها، حيث بدت أمهية مش�اركة امل�رأة يف دعم التطور

املجتمعي بعامة وحفظ أمنه وأمانه بخاصة.

وق�د ج�اء انخ�راط العن�ر النس�ائي يف األجه�زة األمني�ة بع�د اقتناع املس�ؤولني بأمهية وجوده�ن لتلبية متطلبات العمل األمن�ي بعد أن ظل زمنا

طويال مقترا عىل الرجل.

وعىل الرغم من أن بعض البلدان الغربية واملتقدمة قد بدأت يف استخدام العنر النس�ائي يف األجهزة األمني�ة وبخاصة يف اخلدمات املتعلقة بالنس�اء واألطف�ال إال أن دولنا العربية بقيت تعتمد ع�ىل الرجال يف تلك املهام حتى بدأت مؤخرا تويل هذا اجلانب اهتامما بالغا يستحقه هذا القرار حتى وجدت الرشط�ة النس�ائية يف عدد من ال�دول العربية كاألردن والس�ودان والبحرين

وتونس وغرها.

وقد حظيت الرشطة النس�ائية باهتامم واضح من جملس وزراء الداخلية الع�رب؛ حيث أبدى املجل�س اهتامما خاصا بالرشطة النس�ائية، وجتىل ذلك يف التوصي�ات الت�ي تضمنته�ا العدي�د م�ن املؤمت�رات الت�ي نظمته�ا األمانة العام�ة للمجلس، ومنها املؤمتر اخلامس لق�ادة الرشطة واألمن العرب الذي

66

اخت�ذ قرارا حت�ت عن�وان: »دور الرشطة يف املج�االت االجتامعي�ة ومقاومة االنح�راف«، ونص عىل:»رضورة إدخال العنر النس�ائي يف الرشطة، وأن يوكل للرشطة النس�ائية ما يالئم طبيعة املرأة من عمل«، ويف املؤمتر الس�ادس ع�رش لقادة الرشطة واألمن العرب اختذ املجتمعون توصية تنص عىل »دعوة ال�دول الت�ي لدهيا رشطة نس�ائية إىل تقديم مزي�د من التس�هيالت واحلوافز لتجني�د العنر النس�ائي يف جماالت العمل مع الرشطة الت�ي تتفق مع طبيعة

املرأة العربية التي أثبتت التجارب رضورة االستعانة هبا«.

وقد صدر عن جامعة نايف العربية كتاب حتت عنوان »الرشطة النسائية وتطبيقاهتا يف الدول العربية« وناقش مجيع قضايا وخصائص الرشطة النسائية يف ال�دول العربية انطالقا من جتربة العامالت يف الرشطة النس�ائية يف كل من األردن والبحرين وتونس والس�ودان، وكان عىل رأس توصياته: »أمهية قيام ال�دول العربي�ة التي ال توجد هبا رشطة نس�ائية ب�اإلرساع يف إقامتها وتوفر اإلمكان�ات الالزمة هلا، ومناش�دة ال�دول التي ال توجد هبا إدارات مس�تقلة

للرشطة النسائية إىل السعي إلنشاء هذه اإلدارات«.

4. 3 الرشطة )رجال األمن(يس�تخدم مصطلح »الرشطة« لإلشارة إىل العاملني يف جمال منع اجلريمة وحف�ظ النظ�ام والتحق�ق م�ن م�دى االلت�زام باألنظم�ة والقوان�ني، أو إىل األجهزة التي هلا صالحية من قبل املجتمع الس�تخدام القوة اجلرية وغرها من الوس�ائل ملن�ع االنحراف وحفظ النظام ومحاية األش�خاص واملمتلكات

والتحري عن اجلرائم قبل وقوعها أو بعده.

67

وتعتم�د فاعلية أجه�زة الرشطة وحف�ظ األمن ليس فقط ع�ىل الكفاءة املهني�ة ألفرادها؛ وإنام –أيضا-عىل مس�اندة املجتمع وتع�اون أفراده انطالقا

من مفهوم »األمن مسؤولية اجلميع«.

ويطل�ق مصطل�ح »رجال األم�ن« عىل القوات املس�لحة املس�ؤولة عن املحافظ�ة ع�ىل النظ�ام وصيانة األم�ن الداخيل للدول�ة؛ وبخاصة م�ا يتعلق بمنع اجلريمة قبل وقوعها، وضبطها، والتحقيق يف مالبساهتا، والتعرف عىل أطرافه�ا بعد ارتكاهبا حلامية األعراض واألموال بمقتىض ما تفرضه األنظمة

واألوامر املحددة للصالحيات املمنوحة هلا.

وإن وظيفة »الرشطة« من أقدم الوظائف التي اتفقت اجلامعات البرشية عىل رضورة وجوده�ا لضبط حركاهتا وتأمني حريتها وتوفر األمن واألمان والس�الم ألفراد املجتمع الذي يعد من أعظم املطالب اإلنس�انية؛ ألن غياب الش�عور باألم�ن واألم�ان يعطل حرك�ة احلياة وي�ؤدي إىل انتش�ار الفوىض والقل�ق، وي�ؤدي بالت�ايل إىل حتل�ل املجتم�ع وتفكك أف�راده ما يعي�ق تنميته

وتقدمه وتطوره.

وق�د تطورت أهداف وأدوار األجهزة األمني�ة يف هذا العر وتعددت وظائفها لتش�مل الوظيفة اإلدارية والوظيفة القضائية والوظيفة االجتامعية؛ ومن هنا فقد وضعت معاير ينبغي أن تتوافر يف رجل األمن ليكون قادرا عىل أداء مهامه بالشكل الذي يريض مسؤوليه ويريض أفراد املجتمع، ومن أمهها: الفعالية، واحرام احلريات العامة، والتدريب املتخصص،واملظهر اخلارجي،

والتفاعل مع اجلمهور، واإلخالص واالستعداد للتضحية.

وهناك اعتبارات بنبغي أن تتوافر لتحديد عالقة رجل األمن باملواطنني، ومنها ما يتعلق بالرشطة أو رجال األمن؛ مثل أن يكون لدهيم قناعة تامة بأهنم

68

يؤدون عمال اجتامعيا س�اميا ونبيال ال غنى عنه بحكم الرضورة االجتامعية، وبحكم أنه عنر ورشط أسايس يف قيام واستواء واستمرارية املجتمع، ومنها ما يتعلق باملواطنني الذين ينبغي أن تكون لدهيم قناعة تامة بأن الرشطة ما هي

إال جهاز يرعى مصالح اجلمهور وحقوق أفراده وواجباهتم جتاه وطنهم.

وم�ن هن�ا ينبغ�ي أن يرس�خ مفه�وم أن األمن مس�ؤولية مش�ركة بني املواطنني واألجهزة األمنية، وأنه ال يمكن لألجهزة املخصصة لألمن وحدها

أن حتقق األمن املنشود دون مساعدة املواطنني وتفاعلهم اإلجيايب معها.

وم�ن هنا ينبغي –أيضا- أن تكون هناك ثقة بني املواطن ورجل األمن، وأن تك�ون العالق�ة مبني�ة ع�ىل االح�رام والتعاون، وه�ذا يتطلب ش�فافية ووضوح�ا م�ن كال الطرف�ني ليتحق�ق مفهوم الرشط�ة املجتمعي�ة التي تنيط

مسؤولية وطنية بكل مواطن جتاه وطنه وجتاه مواطنيه.

ولتحقي�ق ذلك فق�د نادت دراس�ة صدرت ع�ن جامعة ناي�ف العربية للعلوم األمنية برضورة حسن اختيار رجل الرشطة املناسب الذي تتوافر فيه الس�امت الشخصية واملهنية، ورضورة تصحيح الصورة الذهنية السلبية التي حيمله�ا بعض أف�راد املجتمع عن الرشط�ة ورجال األم�ن ، ورضورة التبني

الكامل ملفهوم األمن الشامل.

4 . 4 العالقات العامة يف األجهزة األمنية وخدمة اجلمهورإن إنش�اء أقس�ام ووح�دات العالقات العام�ة يف األجه�زة األمنية هي خطوة عىل طريق تدعيم العالقات وتوثيق الروابط، ومد جس�د التعاون بني تل�ك األجهزة واجلمهور الذي تس�عى تل�ك األجهزة خلدمت�ه يف املجاالت

التالية:

69

� توفر األمن واألمان للمواطنني.� حفظ األمن العام والنظام داخل الوطن.

� توفر مناخ الطمأنينة واالستقرار للمواطنني.� حتقيق التوعية األمنية، وتقوية احلس األمني لدى املواطنني.� دعم التعاون والتكامل بني األجهزة األمنية وأفراد املجتمع.

� رفع مستوى األداء يف األجهزة األمنية يف سبيل الوصول إىل املعدالت املطلوبة.

� كس�ب ثق�ة أف�راد املجتمع، وزي�ادة رغبته�م يف التعاون م�ع األجهزة األمنية بام حيقق أهدافها وحيفظ األمن والنظام يف الوطن.

� مكافح�ة اجلريم�ة واحل�د من آثارها م�ن خالل إجياد س�لوك اجتامعي إجيايب يعاون األجهزة األمنية يف أداء رسالتها خلدمة املجتمع.

وه�ذا يعن�ي أن اهل�دف الرئيس لنش�اط العالقات العام�ة والتوجيه املعن�وي لألجهزة األمنية هو اإلس�هام يف حتقيق أهداف األجهزة األمنية عن

طريق حث اجلامهر عىل التعاون معها دون أي معوقات أو عقبات.

وهل�ذا ف�إن إدارات العالقات العامة واإلع�الم والتوجيه املعنوي يف األجهزة األمنية تسعى لتحقيق أهدافها من خالل:

� قدرهت�ا عىل تقديم اخلدم�ات املطلوبة منها بكفاءة واقتدار، وبأكر قدر من التسهيالت والتيسر.

� توعي�ة املواطنني لإلملام باإلجراءات واخلطوات التي تتطلبها اخلدمات الت�ي يريده�ا م�ن األجهزة األمني�ة؛ توف�را لوقت املواط�ن وجهده،

ولرك انطباع جيد عن خدمات األجهزة األمنية.

70

� ختفي�ف العبء ع�ن املواطن وعن موظ�ف األجه�زة األمنية لوضوح التعليامت اخلاصة باملعامالت األمنية لدى الطرفني.

وحترص العالقات العامة عىل كسب ثقة املواطنني من خالل:� توفر السلوك الوظيفي املنضبط لدى موظفي اجلهاز األمني.

� إجياد سلوك اجتامعي يتفق مع عادات وتقاليد املجتمع.� احل�رص عىل كس�ب الثق�ة من خ�الل التعام�ل اللطي�ف واالحتكاك

احلضاري والتجربة الراقية يف التعامل مع أفراد املجتمع.� توف�ر فه�م متبادل وقدر كب�ر من االنس�جام بني العامل�ني يف اجلهاز

لتأكيد قيمة االنتامء بينهم وبني اجلهاز الذي ينتمون إليه.� العم�ل عىل رف�ع معنويات موظفي اجلهاز ليحرص�وا عىل أداء عملهم بكفاءة واقتدار، ولتسود العالقات الطيبة بينهم وبني اجلمهور املعامل

معهم.� إجياد صورة طيبة عن اجلهاز وموظفيه لدى املواطنني.

� التأثر يف سلوك اجلمهور يف االجتاه الذي خيدم أهداف اجلهاز األمني.

وهب�ذا فإننا نؤك�د أن للعالق�ات العامة واإلعالم والتوجي�ه املعنوي يف األجهزة األمنية دورا إجيابيا وبناء يف رفع مستوى األداء يف األجهزة األمنية، ودورا إجيابيا وبنراء يف التأثر عىل س�لوك اجلامهر يف االجتاه الذي يساعد عىل أداء اخلدمة احلكومية ويف أداء رسالتها يف مكافحة اجلريمة واحلد من آثارها،

ويف أداء رسالتها خلدمة املجتمع وكسب ثقته.

71

5 . يف جمال اجلريمة

5 .1 االجتار بالبرش.

5 . 2 اجلريمة اإللكرتونية.

5 . 3 انحراف األحداث.

5 . 4 اجلريمة النسائية.

5 . 5 جرائم االحتيال.

5 . 6 جرائم النشل.

5. 7 جرائم غسل األموال.

5 . 8 مرسح اجلريمة.

5 . 9 جرائم العنف.

5 . 10 جريمة اإلجهاض.

5 . 11 ضحايا اجلريمة.

5 . 12 القرصنة البحرية.

72

73

5 . يف جمال اجلريمة

5 .1 االجتار بالبرشيقص�د بتعب�ر »االجت�ار بالبرش«: جتنيد أش�خاص أو نقله�م أو تنقيلهم أو إيواؤه�م واس�تقباهلم بواس�طة التهدي�د بالقوة أو اس�تعامهلا، أو غر ذلك من أش�كال الق�رس أو االختطاف أو االحتيال أو اخلداع أو إس�اءة اس�تعامل السلطة، أو إساءة استغالل ضعف أوضاعهم، أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية

أو مزايا لنيل موافقة شخص آخر لغرض االستغالل.

وتتعدد صور االجتار بالبرش لتشمل: � االجتار باألشخاص وهتريب املهاجرين.

� االجتار بالعامل وسوء استخدامهم.� استغالل دعارة الغر أو سائر أشكال االستغالل اجلنيس.

� السخرة أو اخلدمة قرسا.� االستعباد أو املامرسات الشبيهة باالستعباد.

� اخلدمة القرسية أو نزع األعضاء. وأما االجتار باألطفال فيشمل استغالهلم فيام ييل:

� الدعارة� املواد اإلباحية

� السياحة اجلنسية� عاملة السخرة

74

� اخلدمات املنزلية� التسول

� التبني� نزع األعضاء

� توزيع املخدرات� النزاعات املسلحة

� األنشطة اإلجرامية

ويقسم االجتار بالبرش إىل نوعني:

األول: االجتار الدويل: ويكون بني دولتني فأكثر، ولكن االجتار باألشخاص يع�د جريمة عر الوطنية حتى لو أنه تم يف دولة واحدة، وذلك إذا تم جزء من التحضر والتخطيط أو التوجيه أو التحكم يف ذلك يف دولة

أخرى.

الثاين: االجتار الداخيل: ويتم داخل البلد الواحد من مكان إىل مكان آخر.

وم�ع أن جريم�ة االجتار بالب�رش ال تنطوي عىل اجتار حقيق�ي بالبرش أو األش�خاص فإن تلك اجلريم�ة قد تنطوي عىل رق باملفه�وم احلقيقي، ولكن ليس�ت كل ص�وره كذل�ك ؛ إذ إن املعن�ى املتعلق باالجتار ه�و معنى جمازي؛ باعتب�ار أن مجي�ع أش�كال االس�تغالل ال�واردة يف التعريف ه�ي بمثابة اجتار بالبرش؛ لذا فقد قبل�ت املجتمعات العلمية ملكافحة اجلريمة هذا املفهوم، مع أن�ه قد ال يعر عن حقيق�ة اجلريمة يف كل األحوال، وهو م�ا أقره بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االجتار باألش�خاص وبخاصة النس�اء واألطفال املكمل

التفاقية األمم املتحدة ملكافحة اجلريمة.

75

5 . 2 اجلريمة اإللكرتونيةأدى انتش�ار ش�بكة اإلنرن�ت واحلاس�ب اآليل إىل فتح جم�االت عديدة لالس�تفادة منه�ا؛ ولكن يف نف�س الوق�ت أدى إىل نرش ثقاف�ة منافية لعادات وطبائع الكثر من املجتمعات نتيجة لالنفتاح الذي فرضته هذه التقنيات ما أدى إىل انتشار نوع جديد من اجلرائم ، وهو ما يسمى اجلرائم اإللكرونية التي ختتلف اختالفا جذريا عن أنواع اجلرائم األخرى مع األخذ بعني االعتبار أن الرضر الناجم عنها ال يمكن االس�تهانة به وال يمكن بأي حال من األحوال

فصله عن األرضار النامجة عن خمتلف اجلرائم مع اختالف األهداف.

وتش�مل ه�ذه اجلرائ�م: الوص�ول إىل املعلوم�ات بش�كل غ�ر قانوين، كرسق�ة املعلوم�ات أو االط�الع عليه�ا أو حذفها او تعديلها ب�ام حيقق هدف املجرم،والوص�ول إىل األجه�زة اخلادم�ة املوف�رة للمعلوم�ات وتعطيلها أو ختريبها،وكث�را م�ا تت�م هذه العمليات ع�ىل مواقع اإلنرن�ت للحصول عىل معلوم�ات تغي�ر العناوين أو املعلومات هبدف اإلس�اءة لبعض املؤسس�ات أو ابتزازها، أو للوصول إىل األش�خاص أو اجلهات املستخدمة للتكنولوجيا بغرض التهديد أو االبتزاز كالبنوك أو الدوائر احلكومية واألجهزة الرس�مية بكاف�ة أش�كاهلا واالس�تفادة م�ن تقنية املعلوم�ات من أجل كس�ب مادي أو معنوي أو س�يايس غر مرشوع كعمليات تزوير بطاقات االئتامن وعمليات اخراق مواقع إلكرونية عىل الشبكة اإللكرونية .... وغرها.

وتش�مل أيض�ا اس�تخدام التكنولوجي�ا يف دع�م اإلره�اب واألفكار املتطرفة أو نرش األفكار التي يمكن أن تؤسس إىل فكر تكفري.

ولتحقي�ق ه�ذه األه�داف يعتم�د القائمون هب�ذه العملي�ات عىل عدة أساليب وأدوات كصناعة ونرش الفروسات وهذه تعد اجلرائم األكثر تأثرا

76

وانتش�ارا معتمدة يف أكثر األحيان عىل شبكة اإلنرنت التي أصبحت تدخل يف أعاملن�ا وبيوتن�ا وحياتن�ا وت�ؤدي إىل حتقي�ق بع�ض األرضار اإللكرونية كح�ذف املعلومات أو تغيرها وتعديلها أو نقلها إىل أجهزة أخرى وإحداث بلبلة وخس�ائر اقتصادي�ة ومادية كبرة وتعطيل األجهزة وعمل املؤسس�ات

بكافة أنواعها. ويمكن تقسيم اجلريمة اإللكرونية إىل أربع جمموعات:

األوىل: وتتمثل يف اجلرائم التي تستغل البيانات املخزونة عىل األجهزة بشكل غر قانوين.

الثاني�ة: الت�ي يت�م من خالهلا اخ�راق األجه�زة لتدمر براجمه�ا وبياناهتا من خالل فروسات إلكرونية خاصة.

الثالثة: استخدام الكمبيوترات الرتكاب جرائم أو التخطيط هلا.الرابع�ة: اجلرائم التي يقوم هبا األش�خاص املرخص هلم باس�تخدام اجلهاز؛

ولكن بأساليب غر مرشوعة. كام يمكن تقسيم املجرم اإللكروين يف أربع جمموعات:

األوىل: املوظف�ون العاملون يف مراكز الكمبيوت�ر الذين يعرفون دقائق بياناته ومعلوماته.

الثانية: املوظفون الس�اخطون عىل مؤسساهتم أو دوائرهم ويرغبون يف إيقاع الرضر هبا.

الثالث�ة: فئة العابثني الذين يطلق عليهم مس�مى اهلكرز، وكثرا ما يس�تغلون مهاراهتم من أجل العبث أو التسلية.

الرابع�ة: العاملون يف جمال اجلريمة اإللكرونية املنظمة من خالل اس�تخدام الكمبيوتر.

77

5 . 3 انحراف األحداثانح�راف األحداث: هو س�لوك يقوم به األح�داث دون مرحلة النضوج، ويتصف هذا الس�لوك بام ال يتفق مع رغبات األس�وياء من أف�راد املجتمع، وبام خيالف العادات والتقاليد واألعراف والقيم األخالقية والدينية لذلك املجتمع.

ويغن�ي انح�راف األحداث � أيضا � امليل باجتاه يعاكس االجتاه الس�وي يف األخالق ومعاملة اآلخرين؛ بحيث يؤدي االس�تمرار يف هذا الس�لوك إىل اجلن�وح وخمالفة األنظمة والقوانني الس�ائدة يف املجتمع، والذي يصل بالتايل إىل وقوع املنحرف يف اجلريمة، وقد يصل إىل مقاومة السلطات واخلروج عن

الطاعة واالنصياع.

وم�ن هنا ف�إن االنحراف ه�و الطريق ال�ذي يمهد للف�رد الوصول إىل اجلنوح، ومن ثم الدخول يف عامل اإلجرام.

وقد دلت الدراس�ات االجتامعية ودراس�ات علم نف�س النمو أن هناك عددا من العوامل تؤدي إىل انحراف األحداث، منها:

1 � الغرة التي تصل نتيجة التمييز يف املعاملة بني األبناء.

2 � الفق�ر، ولك�ن ال يعني ذلك أن كل فقر منح�رف، ولكن الفقر عند ضعاف النفوس جيعلهم يتجهون نحو االنحراف واجلنوح واجلريمة بس�بب ما يف هذه النفوس اجلانحة من أمراض اجتامعية مقيتة نتيجة

الطمع واحلسد واجلشع وعدم الرضا.

3 � تفضي�ل بع�ض األبن�اء عىل غرهم م�ن قبل الوالدين، م�ا يؤدي إىل نقمة الذين ال يلقون الرعاية والعناية، ويؤدي إىل إقامة عالقات غر

سوية بني اإلخوة، وجنوح بعضهم أو انحرافهم مستقبال.

78

4 � رفق�اء الس�وء الذي�ن يك�ون هلم أثر كب�ر يف تنمية ش�خصية احلدث وتوجيهه نحو االنحراف.

5 � إمه�ال األطف�ال وعدم االهتامم هب�م، وعدم إرش�ادهم وتوجيههم، م�ا يدعوه�م إىل التس�يب والتس�كع يف الش�وارع فيكون�ون عرضة

الستغالهلم وإغوائهم.6 � القهر والتعسف الذي يتبعه بعض اآلباء يف املنزل ما يؤدي إىل ضعف ش�خصية األبناء وهتيئه نفوسهم لالنحراف انتقاما من تلك السلطة

التعسفية.7 � ع�دم إش�باع الرغب�ات: س�واء املادي�ة أو املعنوي�ة كاحل�ب واحلنان والعط�ف م�ا جيعل الطفل فردا يش�عر باحل�زن واألمل واملرارة وعدم االنتامء، وخيبة األمل، وبالتايل عدم القدرة عىل التكيف مع األنظمة

والقوانني والضوابط االجتامعية.8 � عدم تقبل الطفل: إذ إن الطفل املنبوذ الذي ال حيظى بحب الوالدين ورعايته�م يمي�ل إىل االنطواء والع�دوان ويت�رف ترفات غر

الئقة تقوده أخرا إىل االنحراف واجلريمة.9 � التفكك األرسي الناتج عن الطالق أو انش�غال الوالدين عن رعاية

األطفال وتوجيههم الوجهة السليمة وتنشئتهم تنشئة صحيحة.

لذا فإن واجب اآلباء عظيم جتاه أبنائهم حلاميتهم من االنحراف أو امليل للجريمة من خالل:

� عدم التمييز بني األطفال متييزا واضحا جيرح مشاعر بعضهم.� إش�عار األبن�اء باحلب والرعاي�ة والعطف واألم�ن ألن يف ذلك تقوية

لشخصياهتم ومانعا من انحرافهم أو شعورهم بالدونية.

79

� العمل عىل جتنبهم خمالطة قرناء السوء من خالل التعرف عىل أصدقائهم وتوجيههم للتعامل مع ذوي السمعة الطيبة من الرفاق.

� جتنيبهم الثقافات السلبية التي تصل إليهم عن طريق الكتب واملجالت ووسائل اإلعالم املختلفة.

� رضورة تفه�م اآلب�اء حلاج�ات املراهق�ني ومتطلباهت�م، وتوفر األمن النفيس والعاطفي هلم.

� توف�ر عالق�ات أرسية قائمة ع�ىل احلب والتعاط�ف والرمحة بني مجيع أفراد األرسة.

� االهتامم بمواهب األطفال وتشجيعهم عىل ممارستها يف جو أرسي هادئ.

� مش�اركة األبن�اء يف رح�الت تروحيي�ة وإث�ارة مناقش�ات نابع�ة معهم وألعاب مس�لية تكسب مودهتم، وأش�غال أوقات فراغهم بام هو نافع

ومفيد.

5 . 4 اجلريمة النسائيةاجلريم�ة: ه�ي كل ن�وع من اخل�روج عن قواعد الس�لوك الت�ي يضعها املجتم�ع ألفراده، أو هي كل س�لوك مضاد للمجتم�ع، أو كل فعل يتناىف مع

روح املجتمع ومبادئه االجتامعية.

واجلريمة النسائية: هي الفعل اإلجرامي الذي تقوم به املرأة، حيث يرى البعض أن هناك اختالفات وفروقا بني اإلناث والذكور يف ارتكاب اجلرائم، وقد اهتم أصحاب املدرسة االجتامعية هبذه الفروق؛ حيث رأوا أن للجرائم

النسائية خاصيتني مها:

80

األوىل: انخفاض حدوثها بالنسبة جلرائم النساء.الثاني�ة: ضي�ق نطاق الس�لوك اإلجرامي عند امل�رأة، وقد ف�رسوا ذلك بعدة تفس�رات، منها: نظ�رة املجتمع إىل األنوثة، وع�دم الرغبة يف التبليغ ع�ن املرأة عن�د ارتكاهبا للجريمة، م�ع تأكيد أن الفتي�ان أكثر ارتكابا للجرائ�م م�ن الفتي�ات،وأن م�ن أه�م الصور عن�د امل�رأة: الدعارة،

اإلجهاض، الرسقة من املتاجر.وعرفت دراس�ة صدرت عن جامعة ناي�ف العربية للعلوم األمنية حتت عنوان »جرائم النس�اء« جريم�ة املرأة بأهنا: أي فعل ترتكبه النس�اء الاليت ال تق�ل أعامرهن عن س�تة عرش عام�ا ويعاقب علي�ه الرشع والقان�ون بإحدى املؤسس�ات العقابية؛ س�واء متت إدانتهن واحلكم عليهن أم مل يصدر بحقهن

حكم، مثل جريمة القتل، ممارسة البغاء، الرسقة .... وغرها من اجلرائم.ومن احلقائق التي توصلت إليها دراسات اجلرائم النسائية ما ييل:

� أن جرائ�م النس�اء أقل ذك�را يف التقارير األمني�ة، ويف كثر من األحيان ال يت�م رصده�ا، وخصوصا بعض اجلرائم مث�ل الرسقة من املحالت التجاري�ة، ورسق�ة اخلادم�ات والبغاي�ا، واجلرائم الت�ي ترتكب ضد األطف�ال؛ باإلضاف�ة إىل بع�ض اجلرائ�م األخ�رى كالش�ذوذ اجلنيس

والفعل الفاضح العلني الذي ال تقدم املرأة للمحاكمة إذا ارتكبتها.� أن النس�اء املجرم�ات يتلقني احلامية من بعض الرج�ال؛ حتى لو كانوا ضحاياهن، فهم يكونون أقل ميال إىل الش�كوى للس�لطات، ويرتبط ا يف ذل�ك ثقافيا بمي�ل الرجال بحامية النس�اء والذي يلع�ب دورا قوي

إخفاء جرائم النساء.� أن النس�اء يظهرن كمخططات بش�كل أكر م�ن منفذات وذلك ألهنن

يعهدن بالتنفيذ للرجال.

81

� أن النس�اء يرتكبن أنواعا من اجلرائم بإمكاهنن إخفاؤها عن السلطات بحك�م كوهنن أمهات وزوجات وعش�يقات وحمرض�ات، ومن ذلك

قتل الزوج بواسطة السم، وسوء معاملة األطفال.

� أن أغل�ب رجال األمن وكذلك القضاة واملحلفني يكونون أكثر مرونة ورق�ة نحو النس�اء مما هم نح�و الرجال، ومن هنا تبدو جرائم النس�اء ذات طبيعة متخفية ما يؤدي إىل أن اإلحصاءات الرسمية والسجالت

اخلاصة بجرائم النساء تكون أقل تعبرا عن احلقيقة والواقع.

ويمك�ن اجل�زم ب�أن أس�باب جرائم النس�اء تكم�ن يف: ضع�ف الوازع الديني، وتأثر مجاعة الرفاق، واملش�كالت األرسية، وانتش�ار البطالة وسوء

األوضاع االقتصادية.

5. 5 جرائم االحتيالجرائ�م االحتيال من األن�امط القديمة احلديثة، مثله�ا يف ذلك مثل كثر م�ن اجلرائم التقليدية؛ ألهن�ا وجدت مع وجود املجتمعات البرشية نفس�ها،

وجتددت بالنظر ألساليبها وأشكاهلا يف خمتلف العصور.

وتع�رف جرائ�م االحتي�ال أحيان�ا بجرائ�م النصب، وتعال�ج يف بعض القوانني اجلنائية عىل أهنا جرائم خداع.

وم�ن هنا يصع�ب حر جرائ�م االحتي�ال يف نمط واح�د؛ ألهنا أنامط متعددة وختتلف باختالف األس�اليب املس�تعملة فيه�ا، والصور املتعددة هلا؛ ولك�ن يمكن التعرف عليها من اآلثار التي ختلفها ومن األس�لوب اخلداعي

املتبع يف تنفيذها.

82

وجلرائم االحتيال طبيعة خاصة تتمثل يف كوهنا من اجلرائم التي يستخدم فيها اجلهد الذهني، والعقل، واالبتكار، ويس�تعان فيها بالتكنولوجيا احلديثة والوس�ائل التقني�ة واملبتكرات ما يصعب اكتش�افها، أو حت�ى التعامل معها

قضائيا نظرا لتعقيداهتا، أو نظرا لطبيعة اجلريمة نفسها.

وجرائ�م االحتيال م�ن اجلرائم املعقدة واملركبة، ولكنه�ا وقتية، أي تتم يف وق�ت واح�د، وإن تطلبت خطوات متتالية لتصل إىل هدفها النهائي الذي هو عادة االس�تيالء عىل مال الغر)املنقول أو غر املنقول( أو احليازة الكاملة

ملال الغر.

وهتدف جرائم االحتيال أساس�ا إىل االستيالء عىل مال الغر باستخدام احليلة واملكر واخلداع والتضليل أو اإلهيام بحقائق غر صحيحة، وباستخدام

خيانة األمانة واستغالل الثقة التي يمنحها املجني عليه.

وبناء ع�ىل تعدد أنامط جرائ�م االحتيال تتعدد جماالهتا لتش�مل: املجال التج�اري، واملجار العقاري، واالحتيال يف جمال التأمني، ويف جمال التقايض، واالحتي�ال البحري، ويف الفن التش�كييل، وباس�تخدام الس�حر والش�عوذة

والوهم والتنجيم.

ويف ه�ذا الع�ر يمكن اعتب�ار االحتي�ال اإللكروين أصع�ب األنامط اإلجرامية االحتيالية ألنه األكثر تعقيدا واألرسع تطورا ويعتمد أساس�ا عىل استعامل التكنولوجيا اإللكرونية احلديثة املستعملة يف ميادين املال واألعامل والبنوك؛ وحتى اهلاتف اجلوال غدا يف هذه األيام من الوس�ائل املس�تعملة يف

اجلرائم االحتيالية.

وق�د أصبح االحتي�ال اإللك�روين ذا أبعاد خطرة ج�دا يف هذا العر وأصبح يؤثر يف عامل املال واألعامل والبنوك بش�كل جدي حيث وصل األمر

83

إىل ط�رح دروس جماني�ة للمبتدئني يف عامل اجلرائ�م االحتيالية اإللكرونية يف بعض املواقع، وأصبحت البنوك تواجه مش�اكل حقيقية يف هذا امليدان سواء

يف السطو اإللكروين أو من خالل بطاقات الدفع اإللكروين.

5 . 6 جرائم النشل

جريم�ة النش�ل من جرائ�م االعتداء ع�ىل الناس لرسق�ة أمواهلم، وهي صورة من صور الرسقة ملال منقول مملوك للغر.

وق�د ج�رى العرف ع�ىل إطالق كلمة)النش�ل( ع�ىل نوع الرسق�ة التي يس�تخدم الس�ارق فيها يده بخفة ورسعة ليجرد املجني علي�ه من ماله الذي

يف حوزته.

وإن ظاه�رة »النش�ل« م�ن الظواه�ر القديم�ة التي عرفته�ا املجتمعات البرشية منذ القدم، وقد تنترش يف بعض املجتمعات بنسب وأساليب خمتلفة

وتتمي�ز هذه اجلريم�ة بأهنا تتم بتجريد الش�خص من مال�ه الذي حيمله أثن�اء وجوده يف م�كان عام، وخالل مزاولته حليات�ه اليومية العادية، وهي ال ترك آثارا عقب ارتكاهبا تس�اعد يف تتبع اجلاين؛ األمر الذي يلقي عىل كاهل أجه�زة األمن عبئا كب�را، وهذا ما جيعل جريمة النش�ل أكثر جرائم األموال

انتشارا يف هذا العر.

وقد تباينت تعريفات هذه اجلريمة لدى الفقهاء: فمنهم من عرفها بأهنا: اخت�الس مال منق�ول مملوك للغر بطرق خاصة، واش�رط وجود ش�خص

املجني عليه وأن يكون االختالس منه مبارشة.

84

ومنه�م م�ن عرفه�ا بأهنا: اس�تطاعة الل�ص أن خيتلس أو خي�رج حافظة أو كي�س نق�ود املجني علي�ه يف الزحام العام يف وس�ائل املواصالت، أو أمام

شبابيك قطع التذاكر.

وهذا كله ال خيرج عن أهنا: سلب أموال الناس يف غفلة منهم وبخفة ال يدركها املجني عليه.

ومل حترص النصوص يف الترشيعات الوضعية احلديثة عىل تعريف جريمة النشل؛ ألن تعريفها مهام بذل يف صياغته من جهد ودقة فلن يكون جامعا مانعا لكل خصائصها، كام أنه إذا صدق يف زمن فقد ال يستمر كذلك يف كل األزمنة، وهل�ذا فق�د تراوحت األحكام الت�ي تناولت هذه اجلريمة بني مش�ددة لعقوبة الرسقة عن طريق النش�ل كام هو حال املرشع الس�وري واللبناين، ومنها ما هو خمفف هلا كام هو حال املرشع األردين، ومن هنا تأيت الدعوة إىل تش�ديد عقوبة ه�ذه اجلريمة لض�امن الطمأنينة واألمن لدى األفراد ع�ىل ممتلكاهتم وأمواهلم الت�ي يف حوزهتم أثناء حتركاهتم اليومية؛ يف عر كثرت فيه هذه اجلريمة، وما تنط�وي عليه من اس�تهتار يف القانون وإخالل باألمن، ولع�دم توافر الفرصة للمجن�ي علي�ه لالحتامء برجال الس�لطة العامة أو طلب النج�دة، وملا توحي به أس�اليب النش�ل من تأصي�ل الفاعل يف اإلج�رام وخطره، ومل�ا تركه تلك اجلريم�ة من آثار اجتامعية واقتصادية ونفس�ية وبييولوجي�ة عىل املجني عليه؛

باإلضافة إىل أثرها يف زعزعة األمن واالستقرار بني أفراد املجتمع.

وقد درس�ت جامعة نايف العربية للعل�وم األمنية هذه الظاهرة يف ندوة عامة اقرحت التعريف التايل للظاهرة: » كل فعل يبارشه اجلاين ضد اآلخرين ويتوصل من خالله إىل أخذ أمواهلم باستعامل اخلفة واملهارة« وأوصت بعدد

من التوصيات، لعل أبرزها:

85

� تطوير القوانني والنظم اخلاصة هبذه اجلريمة وعقوباهتا بام يتناس�ب مع خطورة آثارها.

� زيادة تدريب رجال األمن لتمكينهم من التعرف عىل أس�اليب النش�ل احلديثة وأساليب مواجهتها.

� تكثيف املراقبة األمنية يف أماكن الزحام.

� تركيز وسائل اإلعالم ) املرئية واملسموعة واملقروءة( واألجهزة األمنية ومؤسس�ات املجتمع املدين عىل التوعية باملس�ؤولية الفردية واجلامعية

واملجتمعية يف مكافحة جريمة النشل واحلد من آثارها.

� معاجلة أسباب الفقر والبطالة واجلهل ألهنا وراء كثر من جرائم النشل وغرها من اجلرائم.

5 . 7 جرائم غسل األموالتعن�ي عب�ارة غس�ل األم�وال: اإلج�راءات التي تتخ�ذ لتغي�ر املصدر احلقيق�ي للدخ�ل أو املورد غر املرشوع كي يبدو وكأن�ه قد حتقق من مصدر م�رشوع؛ أي الت�رف يف النقود بطريق�ة ختفي مصدره�ا وأصلها احلقيقي، بمعن�ى حتويل األم�وال املتأتية عن أنش�طة غر مرشوعة) جت�ارة املخدرات، اآلثار، الدعارة، الس�الح، تزييف النقد، جرائم الكمبيوتر... وغرها( لتبدو

وكأهنا ناجتة عن أنشطة مرشوعة.

ومتث�ل ه�ذه العمليات أحد مصادر الطلب عىل النق�ود الرسية التي هي أداة التعام�ل يف االقتص�اد اخلف�ي أو االقتصاد التحت�ي أو االقتصاد املوازي

ا يصعب قياسه. الناتج عن عمليات مشبوهة متثل نشاطا اقتصادي

86

ويمكن تصنيف هذه العمليات إىل نوعني:

األول: عمليات هتدف إىل التهرب الرضيبي وجتنب البروقراطية التي تتمثل يف التنظي�امت واألش�كال والتصاري�ح والراخي�ص املطلوبة)وه�ي

عمليات قانونية ال يتم اإلبالغ عنها(.

الثاين: عمليات هتدف إىل إخفاء األنشطة غر القانونية مثل جتارة املخدرات، والس�الح،والدعارة، وامل�واد النووي�ة، وه�ي عملي�ات ترك�ز ع�ىل

األنشطة اإلجرامية ذات الدوافع االقتصادية.

وتتمي�ز عملي�ات غس�ل األم�وال بع�دد م�ن الس�امت الت�ي متيزها عن األنشطة املالية األخرى مثل:

� ي�زداد االجت�اه إىل الغس�ل ال�دويل لألموال م�ع ازدياد االجت�اه لتحرير التجارة العاملية.

� تتسم عمليات غسل األموال برسعة االنتشار اجلغرايف؛ فبعد أن ظلت مرك�زة يف عدد حم�دد من األف�راد املنحرفني داخل الدول�ة الواحدة؛ بدأت يف االنتش�ار لتش�مل ع�ددا أكر م�ن الدول واألف�راد، ومل تعد تق�ف عن�د حدود ال�دول الرأس�املية بل امت�دت لتش�مل العديد من

الدول النامية.� مل تعد عمليات غسل األموال أحادية اجلانب؛ بل أصبحت يف اجتاهني، وأصبح�ت تكتس�ب أبع�ادا دولية ما أضف�ى عليها كثرا م�ن التعقيد

والصعوبة.� أن عملي�ات غس�ل األم�وال ال تت�م ع�ادة بواس�طة مرتكب�ي األعامل اإلجرامي�ة أو املتهربني م�ن االلتزامات القانونية؛ ب�ل يقوم هبا خراء ع�ىل علم بقواع�د الرقاب�ة واإلرشاف يف ال�دول املختلف�ة وما يوجد

87

فيه�ا من ثغ�رات يمكن النفاذ منها، كام يكون أولئك عىل علم بغرض التوظي�ف واألص�ول التي توفر األم�ن واملأوى هلذه األم�وال.، وقد

أدى ذلك إىل وجود طبقة إجرامية حمرفة.� تش�هد عمليات غس�ل األم�وال تطورا كب�را يف تكتيكها يس�اعد عليه التزايد الكبر يف حجم األموال واملتحصالت غر املرشوعة، وكذلك التط�ور يف الوس�ائل التكنولوجي�ة الت�ي تس�تخدم يف نق�ل األم�وال

وحتويلها عر احلدود.

وتوفر عمليات جرائم غسل األموال ملرتكبيها ما ييل: � إخف�اء الرابط�ة ب�ني املج�رم واجلريمة من خ�الل متويه مع�امل املصدر اإلجرام�ي لألم�وال وحتويله�ا من أص�ول نقدية إىل أصول حس�ابية بنكي�ة ما يقلل من حجم األخطار القانوني�ة التي تواجه املجرمني من ناحية ومتكنهم من الترف بحرية يف هذه األموال من ناحية أخرى.

� إمكانية اس�تثامر العائدات اإلجرامية يف مرشوعات مس�تقبلية لتحقيق أهداف استثامرية بحتة.

5 . 8 مرسح اجلريمةمرسح اجلريمة: هو املكان الذي تقع فيه احلادثة اجلنائية، أو املكان الذي ينق�ل إليه بعض آث�ار اجلريمة كالعثور عىل جثة املجني علي�ه أو أداة اجلريمة

ليكون املحقق قادرا عىل معاينتها واالستفادة من معطياهتا أثناء التحقيق.

ويرى بعض املحققني أن مرسح اجلريمة هو الشاهد الصامت الذي يستنطقه املحقق الفطن، ويمكنه من خالله التوصل إىل اخلطوط األساسية للجريمة.

88

وملرسح اجلريمة أنواع منها:

املغل�ق: وهو املحدد بأركان؛كاملنزل والغرفة واملحل التجاري والبنك واملدرسة ....

واملفتوح: وهو املكان غر املحدد بأركان كالصحراء والشاطئ والشارع.

وقد يكون املرسح حتت ملكية خاصة، وقد يكون مكانا عاما.

وه�ذا ما حيت�م عىل املحقق رسع�ة التعامل مع املعلوم�ات والبيانات يف امل�رسح املفتوح أرسع من املغل�ق لصعوبة التحرز عىل اآلث�ار فيه ملدة طويلة ولتغر الظروف بسبب اتساع املكان وعدم إمكانية إغالقه أو التحفظ عليه.

ك�ام أن امل�رسح اململوك ملكي�ة خاصة حيت�م اإلرساع يف أخ�ذ البيانات واملعلوم�ات واآلث�ار اخلاص�ة باجلريم�ة حتى ال يعي�ق بقاؤها حري�ة املالك

اخلاص للمرسح.

وأما اآلثار التي قد حيوهيا مرسح اجلريمة فتتمثل فيام ييل:

اجلث�ث، أدوات اجلريمة)كاألس�لحة والس�كاكني والبلط�ات والعيص واحلجارة...(،والبق�ع والس�وائل)الدم، الب�ول، املن�ي، اللع�اب، الش�عر(، والبصامت واآلثار)أثر األصابع واألقدام واملالبس اخلاصة باجلاين أو املجني

عليه(.ويس�تطيع املحقق أن يس�تفيد م�ن موجودات مرسح اجلريم�ة كأدلة أو

قرائن إلثبات اجلريمة.وتتمث�ل األدل�ة باعراف اجلاين،أو تأكيد الش�هود ، أو بإثبات البصامت س�واء أكانت بصامت أصابع أو أقدام أو ش�فاه، أو السوائل واملخلفات التي

يركها اجلاين يف مرسح اجلريمة.

89

أم�ا القرين�ة فرتبط بكل ما يمك�ن أن يدل عىل اجل�اين أو يثبت تورطه، وهي نوعان: قرينة قضائية وقرينة قانونية.

وختص�ص إدارات األم�ن الع�ام ع�ادة إدارة خاص�ة بم�رسح اجلريم�ة مهمته�ا االنتق�ال ملكان اجلريمة إلثبات وقوع اجلريم�ة أو القضية من خالل رف�ع اآلث�ار املادية املوج�ودة بم�رسح الواقعة إلثباهتا ضد ش�خص معني أو ترئته من اجلريمة، وتش�مل هذه اإلدارة عدة أقسام مثل: قسم املعاينة، قسم املتابعة والتنس�يق، قس�م اآلثار املادية، قس�م املضاهاة الفنية واحلاس�ب اآليل

وغرها من األقسام التي تناسب طبيعة كل جريمة أو منطقة.

وتعن�ى هذه األقس�ام مجيع�ا باملحافظة عىل م�رسح اجلريمة باس�تخدام الط�رق الصحيح�ة للمعاينة والبحث عن اآلثار املادي�ة املتخلفة عن اجلريمة وحفظه�ا وحفظ ص�ور هلا وإع�داد التقارير عنه�ا لإلفادة منه�ا يف عمليات

التحقيق ومجع املعلومات عن اجلريمة.

وحي�رض ع�ادة إىل م�رسح اجلريم�ة م�ع املحقق�ني ع�دد م�ن الفني�ني الذي�ن يقوم�ون بمعاين�ة م�رسح اجلريم�ة مث�ل: الطبي�ب اجلنائ�ي، وخراء التصوير)الفوت�و غ�رايف والفيدي�و(، وخ�راء البص�امت، وخراء األس�لحة الناري�ة، وخراء املتفجرات، وخراء رفع الس�وائل، إىل جانب املس�عفني إذا

كان هناك مصابون يف احلادثة اجلنائية املعنية.

5 . 9 جرائم العنفتع�رف جرائ�م العن�ف بأهنا: جرائ�م تقع عىل اإلنس�ان بواس�طة أفعال

تتصف بالشدة والقسوة بغية إحلاق األذى بنفسه أو ماله أو بذويه.

90

وقد عرفتها املنظمة العربية للدفاع االجتامعي ضد اجلريمة بأهنا:

»اجلرائ�م التي يصاحبها اس�تعامل غر قانوين لوس�ائل القه�ر املادي أو الب�دين يف اإلرضار بش�خص أو ب�يشء ابتغ�اء غاي�ات ش�خصية أو اجتامعية أو سياس�ية ، وم�ن أمثاهل�ا جرائ�م القت�ل واالغتص�اب واخلطف والس�طو املس�لح وقطع الطريق وهتك العرض بالق�وة أو التهديد، والرسقة باإلكراه،

والتخريب، والشغب االجتامعي واالغتيال«.

وعرفه�ا بع�ض املتخصصني بأهن�ا:« األفع�ال التي تق�رن باعتداء عىل اإلنس�ان أو ممتلكات�ه لغاي�ات متعددة منها احلص�ول عىل امل�ال واالنتقام أو

حتقيق أغراض سياسية«.

وقد تناول كثر من مدارس علم اإلجرام األسباب التي تدعو إىل جرائم العن�ف، ومنها املدرس�ة االجتامعية والنفس�ية، ومدرس�ة التحلي�ل النفيس،

ومدرسة الوراثة والتكوين اجلسامين.

وق�د نفت امل�دارس االجتامعية نظرية االس�تعداد الس�ابق للعنف لدى اإلنس�ان والت�ي تعتمد عىل خصائصه النفس�ية واجلس�مية الت�ي إن توافرت فإن من ش�أهنا أن تؤثر عىل اس�تعداد اإلنس�ان للعنف، ومتي�ل تلك املدارس إىل نظرية تعلم العنف من خالل االختالط والثقافة املحلية املحيطة بالفرد.

وق�د كان كث�ر م�ن مف�رسي جرائ�م العن�ف قب�ل ظه�ور الفضائيات يتحدثون عن دور وس�ائل اإلعالم يف تعلي�م جرائم العنف؛ إال أن ذلك زاد كث�را بعد ظهور الفضائي�ات وانفجار ثورة املعلوم�ات احلديثة التي يرست مش�اهدة العدي�د من أفالم العن�ف بام فيها من تش�جيع البعض ع�ىل انتهاج أس�لوب العنف وتقليد أبطال تلك األفالم لتحقيق مكاس�ب مادية كام يبدو

يف أفالم الفضائيات؛ حيث أكدت إحدى الدراسات االجتامعية ما ييل:

91

1 � أن مش�اهدة العن�ف املتلف�ز ق�د ق�وت نزع�ة العنف ل�دى األطفال وحرضته�م ع�ىل إخراجها وجتليتها، وأن ذوي امل�زاج العدواين من

األطفال ينجذبون إىل الرامج العنيفة أو التي تصور العنف.

2 � أن عالقة الطفل مع مجاعة من أصدقائه تسهم بدورها يف حتديد ردود فعله إزاء برامج التلفزيون التي تصور العنف.

ويالح�ظ يف الدراس�ات الت�ي قدم�ت ملؤمت�رات األم�م املتحدة ملنع اجلريم�ة ومعاملة املذنبني أهنا كلها تش�ر إىل دور وس�ائل اإلعالم يف جرائم العن�ف ، وأهن�ا رب�ام تكون عام�ال يف الس�لوك العنيف الذي تتس�م به بعض

اجلرائم.

ومل تغفل الدراسات االجتامعية تأكيد دور الظروف االقتصادية املتدنية يف جرائم العنف؛ حيث أش�ارت اإلحصائيات عىل مستوى العامل أن كثرين م�ن مرتكبي جرائ�م العنف ال ينتمون فقط إىل أرس متدني�ة، ولكنهم يعانون من حالة البطالة، وأن العطالة تولد احلقد االجتامعي الذي يكون وراء بعض

جرائم العنف أو دافعا هلا.

وقد ربط بعض علامء اإلجرام بني جرائم العنف والتحرض واملدينة ألن اإلحصائي�ات اجلنائية تش�ر إىل أن أكثر جرائم العن�ف ترتكب يف املدن أكثر

من البادية.

وهذا كله يؤكد أمهية دور األرسة ودور وسائل اإلعالم ودور مؤسسات املجتمع املدين يف التوعية واالهتامم بربية النشء إلبعادهم عن جرائم العنف،

وأمهية دراسة أسباب جرائم العنف ومعاجلتها.

92

5 . 10 جريمة اإلجهاضاإلجه�اض ه�و إلقاء املرأة جنينها قبل أن يس�تكمل م�دة احلمل ميتا أو حيا للحيلولة دون أن يعيش، ويكون ذلك بعد أن يستبني بعض خلقه بفعل منها كاستعامل دواء أو غره؛ أو بفعل من غرها كالعنف أو التدخل الطبي.

وقد أمجع الفقهاء عىل ما ييل:� إن إس�قاط اجلن�ني دون ع�ذر بع�د نفخ ال�روح فيه فع�ل حمظور رشعا

ومعاقب عليه قانونا.� إجازة إسقاط احلمل ولو نفخت فيه الروح يف حالة إنقاذ األم من خطر

حمقق.

وقد أثبتت الدراس�ات الطبية أن هناك عيوبا وراثية، وأن بعضها عيوب خط�رة ال يمك�ن عالجها حالي�ا ، وبعضها اآلخر ال يمك�ن عالجه طبيا أو جراحيا ، وقد أصبح من املمكن اكتشاف هذه العيوب بطرق علمية صحيحة

ال يتطرق إليها الشك قبل الوالدة وأثناء فرة احلمل.وم�ن هن�ا فقد أب�اح الفقه�اء واملختص�ون القانونيون اإلجه�اض هلذه

االعتبارات الصحية القاهرة سواء ملصلحة األم أو اجلنني.وغر ذلك من حاالت اإلجهاض تعتر جريمة يعاقب عليها القانون؛ ألن املسألة األخالقية الرئيسية تتمثل يف حق اجلنني يف أن يصبح إنسانا؛ إذ إن وضع حد حلياته قضية متاثل القضية األخالقية التي يثرها وضع حد حلياة أي إنسان.والس�ؤال الذي يطرح نفس�ه هنا: من الذي س�يقرر املس�ائل األخالقية واألدبي�ة التي يثرها وضع اجلنني قبل ال�والدة؟ وهل للعلامء فقط هذا احلق

أم أن فئات أخرى ال بد من أن تشرك يف هذا القرار؟

93

وهذا التس�اؤل دعا إىل تكوين جلان مش�ركة من عل�امء الطب والوراثة والدي�ن لتحديد العي�وب أو اآلثار التي تس�توجب اإلجه�اض كي ال تبقى تلك القرارات مفتقرة إىل الوضوح الكامل وإىل تكامل األفكار والقرارات، ك�ام أن كثري�ن يرون أن تبقى قرارات هذه اللجان إرش�ادية وليس�ت جميزة،

وقد ال يعتمد عليها كأساس لعملية اإلجهاض العالجي.وم�ن هن�ا فق�د ب�دا الف�رق واضح�ا ب�ني اإلجه�اض العالج�ي اجلائز واإلجه�اض اجلرمي الذي يعاقب عليه القانون مهام كانت صفة املتس�بب به

ا أو معتديا عىل األم بالرضب أو العنف حتى سبب هلا اإلجهاض. أبا أو أمك�ام يع�د جرما تدخ�ل الطبي�ب إلجهاض اجلن�ني دون حاج�ة طبية أو جراحية ملحة يتم التفاهم بشأهنا مع ذوي اجلنني يف حدود الرشع والقانون.

5 . 11 ضحايا اإلجرامكثرا ما نلحظ اهتامم اجلهات املعنية )سواء أكانت أجهزة أمنية أم وسائل إعالم( باملجرمني وأساليب ارتكاب اجلريمة وكيف يمكن إلقاء القبض عىل املجرمني وتقديمهم للعدالة دون إعطاء أمهية مناسبة ملن هم ضحايا اإلجرام ا أو جنسيا أو ما يتعرضون له من رسقة سواء أكانوا من املعتدى عليهم جسدي

أو اعتداء عىل املمتلكات.

ك�ام أن هناك اختالفات كثرة يف تعريف الضحية بعامة وتعريف ضحية اإلجرام بخاصة؛ فالبعض يرى أن الضحية هي كل من تأثر بجريمة ما سواء بش�كل مبارش أو غر مبارش؛ بينام توس�ع بعض الباحثني يف تعريف الضحية لتش�مل مجي�ع األف�راد الذين أصيبوا أو تأث�روا بحادث ما ب�ام يف ذلك قضايا

التمييز العنري، أو احلروب، أو اإلبادة الطائفية، أو القمع السيايس.

94

وق�د اهتم علامء اجلريم�ة يف هذا العر) بعد وص�ف ضحايا اإلجرام بأهنم أشخاص منس�يون( بدراسة الضحية كجزء مكمل للجريمة من حيث دراسة أسباهبا وكيفية السيطرة عليها، وقد حدث يف السنوات األخرة حتول كب�ر يف النظ�ر إىل ضحاي�ا اجلرائ�م؛ حيث أصبح هن�اك اهت�امم وتركيز عىل جوانب ومواضيع خمتلفة تتعلق هبؤالء الضحايا؛ مثل العوامل الديموغرافية

للضحية، واخلوف من اجلريمة، والكلفة املالية املرتبطة بضحايا اإلجرام.ولك�ن املالحظ أن هناك نقصا كبرا يف املعلومات والدراس�ات املهتمة باآلث�ار النفس�ية واالجتامعية للجريمة عىل الضحاي�ا إىل جانب اآلثار املادية

التي تركها اجلريمة عىل ضحايا اإلجرام.وقد رسمت بعض الدراسات مالمح عامة لضحايا اإلجرام لعل أبرزها:� يشكل الذكور ضعف عدد اإلناث من ضحايا العنف اإلجرامي بشكل

عام.� هن�اك عالق�ة ارتباط س�لبية بني العمر وح�وادث العن�ف اإلجرامي؛ فاألش�خاص األصغ�ر عم�را نس�بيا ه�م م�ن أكث�ر ضحاي�ا العن�ف

اإلجرامي، حيث تقل نسبة ضحايا اإلجرام عند الفئة األكر عمرا.� أكثر ضحايا اإلجرام حسب احلالة االجتامعية هم العزاب ثم املطلقون

ثم املنفصلون ثم املتزوجون.� األشخاص العاملون هم أقل عرضة من ضحايا اإلجرام.

وم�ن هن�ا فق�د ن�ادى قانون محاي�ة حق�وق ضحاي�ا اإلج�رام برضورة معاملته�م بكل اح�رام، وإعالمه�م بإجراءات س�ر القضاي�ا اخلاصة هبم، وع�دم ختويفهم أو الضغط عليهم، وحقه�م يف احلصول عىل الرعاية الطبية، وحقهم يف احلصول عىل احلامية املناس�بة، وحقهم يف اس�رجاع ممتلكاهتم أو

ما خيصهم بعد االنتهاء من استخدامها كدليل يف املحكمة.

95

5. 12 القرصنة البحريةب�رزت يف الس�نوات األخ�رة ظاه�رة كان العامل يعتقد أهنا من أس�اطر امل�ايض، إذ تزايد تعرض عدد من الس�فن والبواخر يف أعايل البحار ويف املياه

اإلقليمية ملا يسمى بالقرصنة البحرية.

وتعد القرصنة أو اللصوصي�ة البحرية جريمة بحرية منذ أقدم العصور ألهنا تتجسد يف هنب وسلب للسفن وأفرادها والسلع التجارية التي حتملها.

وعىل الرغم من أن األمم املتحدة قد أبرمت اتفاقا عامليا للبحار، وغدت البح�ار واملحيط�ات من وجهة النظ�ر القانونية أكثر أمانا من الس�ابق؛ إال أن بعض الظروف السياس�ية واالقتصادية واالجتامعي�ة دفعت بعض املجرمني

واملغامرين إىل هتديد احلركة البحرية يف اآلونة األخرة.

ف كث�ر من الباحثني القرصنة البحرية بأهنا: »ارتكاب عمل وقد عر أو أكثر من أعامل العنف ضد األشخاص واألموال يف املنشآت البحرية«.

فها بعضهم بأهنا: »اعتداء مس�لح تقوم به سفينة يف أعايل البحار وعر دون أن يكون مرحا هلا بذلك من جانب دولة من الدول، ويكون الغرض منه احلصول عىل مكسب مادي باغتصاب السفن أو البضائع أو األشخاص«.

رفه�ا بأهن�ا: »كل عمل غ�ر رشعي من أع�امل العدوان وبعضه�م عر يرتكبه أشخاص عىل ظهر السفينة يف البحار العامة، أو حياولون ارتكابه ضد

أشخاص أو ممتلكات عىل ظهر سفينة أخرى بقصد النهب والسلب«.

فها آخرون بأهنا: »كل أعامل العنف التي تتم ضد األش�خاص كام عرر أو األموال بغر حق مرشوع يف البحر العام«.

96

يف ح�ني عرفه�ا غرهم بأهن�ا: »رسقة أو حماولة رسق�ة تقع يف البحار العالية«.

وقد أخذت القرصنة البحرية يف هذا العر أشكاال متعددة، منها:

1� القرصنة هبدف السلب والنهب.

2� القرصنة بغية االنتقام أو االستجابة لنوازع احلقد والضغينة.

3� القرصن�ة ذات الش�كل الس�يايس، ومنه ما متارس�ه بع�ض الدول مما يسمى إرهاب الدولة من االعتداءات التي هتدف إىل حتقيق أهداف سياس�ية بعيدة عن املنط�ق والعقالنية، وليس اهلدف منها الكس�ب

املادي الذي يغري كثرا من قراصنة البحار.

97

6. يف املجال االجتامعي

6 .1 العنف.

6 . 2 العوملة.

6 . 3 اآلثار االجتامعية للحوادث املرورية.

6 . 4 تأخر زواج الفتيات.

6 . 5 املوت الرحيم.

6. 6 نظم املعلومات اجلغرافية.

6 . 7 االسرتاتيجية.

98

99

6 . يف املجال االجتامعي

6 .1 العنفيغطي مفه�وم العنف عددا من املعاين املرتبط�ة بمعان متقاربة، ويعرف �ا بأنه: ممارس�ة ق�وة عنيفة ضد ش�خص مع�ني، أو بأنه: اس�تخدام غر لغويم�رشوع أو غر مطابق للقانون للقوة من ش�أنه التأثر عىل إرادة الفرد، ومن ذلك الضغط والقوة تنش�أ الفوىض فال يعرف الن�اس برشعية الواجبات ما دام�ت احلقوق غر معرف هبا؛ فتنترش العالقات العدائية يف املجتمع وتنش�أ جمموع�ات أو تكت�الت تتف�ق ع�ىل صيغة تف�رض هب�ا إرادهتا ع�ىل األفراد واجلامع�ات األخ�رى فينصب عنفها ع�ىل األفراد، أو ع�ىل املمتلكات بقصد إخض�اع الس�لطة أو اجلامع�ات األخرى إلرادهت�ا، وقد جتمع ب�ني النوعني،

وتتطور وتطغى فتصبح إرهابا.

ويعرف العنف اصطالحيا بأنه: استجابة سلوكية تتسم بطبيعة انفعالية شديدة قد تنطوي عىل انخفاض يف مستوى البصرة والتفكر.

وللعنف السلوكي مظاهر تتحدد يف:� العن�ف املح�رم: وهو ما يت�م يف صورة عدوان من الف�رد عىل غره، أو

عىل ممتلكات غره.� العن�ف اإللزام�ي: وهو نوع من العنف القائم ع�ىل النفس ضد اعتداء اآلخرين سواء أكان العدوان من اآلخرين يف صورة فردية أو مجاعية،

ويكون بصورة الدفاع عن النفس.� العن�ف املب�اح: وهو س�لوك مب�اح من ال�رشع والقانون، حي�ث يؤمر

اإلنسان بمعاملة اآلخرين باملثل أو معاقبتهم عىل سلوكهم.

100

ومن مظاهر العنف ما ييل:

� االعتداء اللفظي املقصود جتاه الغر.

� اإليذاء البدين وغر البدين للنفس أو جتاه الغر.

� إحلاق األذى بممتلكات الغر.

� إحلاق األذى باملمتلكات العامة أو املرافق العامة واملنشآت.

ويتخذ العنف أشكاال متعددة، ومنها:

1 � العنف اجلس�دي: وهو أكث�ر أنواع العنف ش�يوعا، وذلك إلمكانية مالحظت�ه واكتش�افه، نظ�را مل�ا يرك�ه من آث�ار عىل جس�د املعنف، ويش�مل: الرضب باليد، أو ب�أداة حادة، واخلنق، والدفع، والعض،

واملسك بعنف، وشد الشعر، والبصق... وغرها.

2 � العن�ف اجلنيس: وقد يقع داخل األرسة أو خارجها، وهو أكثر أنواع العنف إحاطة بالتكتم واحليلولة دون وصوله للجهات املختصة.

3 � العنف اللفظي: وهو من أشد أنواع العنف خطرا لتأثره السلبي عىل الصحة النفسية للمعنفني.

4 � العنف النفيس: وهو العنف املوجه هبدف اإليذاء املعنوي.

6 . 2 العوملــــةع�ىل الرغم من تع�دد تعريفات »العومل�ة« وتعدد املواق�ف منها؛ إال أن أمج�ع رشح هلا وأعمق تفس�ر لدالالهتا ومضامينه�ا ال خيرجان عن اعتبارها جعل اليشء عامليا بام يعني جعل العامل كله وكأنه يف منظومة واحدة متكاملة .

101

ومه�ام تعددت الس�ياقات التي ت�رد فيها العوملة فإن املفه�وم الذي يعر عنه اجلميع يف أغلب اللغات هو االجتاه نحو السيطرة وجعله يف نسق واحد، ومن هنا جاء قرار جممع اللغة العربية بالقاهرة بإجازة استعامل العوملة بمعنى

جعل اليشء عامليا.

وم�ن املؤك�د أن العومل�ة منظومة متكامل�ة يرتبط فيها اجلانب الس�يايس باجلان�ب االقتص�ادي، واجلانب�ان مع�ا يتكام�الن م�ع اجلان�ب االجتامع�ي

والثقايف، وال يكاد يستقل جانب بذاته.

وعىل هذا األس�اس فإن العوملة الثقافية ه�ي ظاهرة مدعومة دعام حمكام وكام�ال بالنف�وذ الس�يايس واالقتص�ادي الذي يامرس�ه الط�رف األقوى يف

الساحة الدولية.

ومن هنا فقد وقف مفكرو العامل من العوملة ثالثة مواقف هي:

أ � املؤي�دون واملروجون هل�ا الذين يرون أهنا ال خترج عن كوهنا حصيلة املضامني واخلصائص التالية:

� أهن�ا جمموع�ة ألفكار ومب�ادئ عقالني�ة وعرية بديل�ة ألخرى قديمة وتقليدية.

� أهن�ا حزمة خيارات لإلص�الح والتجديد ملختل�ف نواحي احلياة ونظمها.

� أهن�ا هوي�ة كونية لضم مجي�ع البرش أينام وجدوا ع�ىل ظهر كوكب األرض.

� هي فلس�فة سياسية إلشاعة الديمقراطية وحقوق اإلنسان ودعم منظامت املجتمع املدين.

102

ب � املعارض�ون هلا والرافضون ملنطلقاهتا واملنتقدون ملا بدا من مالحمها وآثارها، ويأخذ هؤالء عىل العوملة ما ييل:

� العوملة هي االسم احلركي لألمركة وهليمنة القيم الغربية.� هي هتميش للسيادة الوطنية وهليمنة الرشكات العمالقة.

� هي تيار أيدولوجي لتسويق االستعامر القديم بقوالب جديدة.� ه�ي احللقة األخرة للراع بني احلضارات لفرض إرادة القطب

الواحد.� ه�ي جهد خمط�ط الخراق اآلخر وس�لبه إرادته وإعادة تش�كيل

وعيه.ج�� � من يقف�ون من العوملة موقفا موضوعيا وي�رون أن العوملة كغرها م�ن األنظم�ة واملناهج التي تتصل بحياة البرش؛ إذ هلا منزع مش�رك

من اخلر والرش، ومها العنران الكامنان يف الضمر اإلنساين.

لذا فإن هؤالء يتلمسون يف العوملة جوانب إجيابية، ويعملون ما بوسعهم لتوظي�ف إجيابياهتا فيام ينفع يف احلياة العامة، ويؤكدون أن الركيز عىل نقض أسسها لن يؤثر يف طبيعة الوضع الناجم عن هيمنة النظام العاملي الذي فرض العوملة عىل العامل، بصفتها فكرة ومنهجا وأسلوبا ونظاما وتيارا عارما جارفا

يكتسح احلواجز ويدك املواقع.

ويدع�و ه�ذا الفريق إىل االس�تفادة من العومل�ة، وأن ندف�ع بمجتمعاتنا العربية يف اجتاه التفاعل املتحرك مع املتغرات املتسارعة؛ حتى نفهم ما جيري حولنا ونس�توعب التحوالت الكرى التي تعيش�ها اإلنسانية يف هذا العر، ولئ�ال نبقى قاعدين نندب حظنا، بينام الع�امل يتطور ويتقدم من حولنا ونحن

عاجزون نتفرج عىل ما جيري حولنا.

103

ويؤك�د ه�ذا الفري�ق أن العوملة ال متثل خطرا كاس�حا ومدم�را إال عىل الش�عوب واألمم التي تفتق�ر إىل ثوابت ثقافية، أما تل�ك التي متتلك رصيدا ثقافي�ا وحضاري�ا غنيا فإهنا قادرة ع�ىل االحتفاظ بخصوصيته�ا والنجاة من

خماطر العوملة وجتاوز سلبياهتا.

6 . 3 اآلثار االجتامعية للحوادث املروريةلقد غدت احلوادث املرورية من أهم املشكالت التي تواجه املجتمعات البرشي�ة يف ع�ر التق�دم التكنولوج�ي والتفج�ر الس�كاين وع�ر رسع�ة االتص�ال والتواصل؛ مل�ا ختلفه من أرضار تلحق باألش�خاص واملمتلكات،

ولتعدد آثارها املادية واملعنوية.

وم�ا من ش�ك يف أن آثار احلادث امل�روري تنال عددا من األش�خاص؛ حت�ى إن س�ائق املركب�ة ال يس�لم منه�ا، وعىل الرغ�م من ذلك ف�إن احلادث

املروري يعد جريمة سائدة غر عمدية يف مجيع املجتمعات.

وقد بات واضحا أن اخلسائر التي تسببها احلوادث املرورية تفوق غرها م�ن خمتلف أن�واع اجلرائ�م، وأصبح ع�دد الضحايا من الوفي�ات واجلرحى واملعوق�ني بس�بب احلوادث املروري�ة يف العامل يتجاوز ع�دد الذين يقتلون أو ا يف خمتلف الراعات واملنازعات األمنية عىل مستوى العامل؛ يتأثرون س�نويوق�د ق�درت التكلفة االقتصادي�ة حلوادث امل�رور ما ب�ني 1-3% من إمجايل الدخل القومي لدول العامل، وأن 10% من أرسة املستشفيات يف العامل تشغل

بإصابات ناجتة عن حوادث الطرق.

ويقصد باآلثار االجتامعية للحوادث املرورية:

104

»تأث�ر هذه احلوادث عىل كيان الفرد أو األرسة، ومن ثم كيان املجتمع، وه�ي م�ن أك�ر العوامل الت�ي أدت إىل تف�كك بعض األرس وضع�ف تربية األبن�اء وانح�راف بعضه�م؛ ملا تس�ببه م�ن آالم ومعاناة، أض�ف إىل ذلك ما يتكبده املجتمع من خس�ائر اقتصادية س�واء بفقد فرد منت�ج، أو ما أدت إليه

من خسائر باهظة يف العالج واألرضار املادية املرتبة عىل هذه احلوادث.وإذا كانت التأثرات السلبية املصاحبة للحادث املروري تلحق املصاب ف�إن أرست�ه أيضا ال تس�لم م�ن ذلك األثر س�واء أكان�ت اإلصاب�ة مادية أم معنوية، وإن األعراض الصدمية التالية كثرا ما تالزم قائد املركبة أو املصاب

يف احلادث املروري:� اس�تعادة الذكري�ات األليم�ة أثن�اء أح�الم اليقظ�ة أو الكوابيس ذات

العالقة باحلادث.� اجرار الذكري�ات األليمة عند دخول مركز الرشطة أو مقابلة القايض بالنس�بة لقائ�د املركب�ة، أو اجرار الذكري�ات األليم�ة للمصاب عند

دخوله املستشفى أو سيارة اإلسعاف.� حماولة جتنب األفكار أو األنشطة ذات العالقة باحلادث.

� االضطرابات االنفعالية احلادة التي تشمل القلق والتوتر املستمر نتيجة لآلثار املرتبة عىل احلادث مهام كان نوعها.

� حاالت االكتئاب املتدرجة من البسيطة إىل احلادة .� الشعور بعقدة الذنب والدونية لدى املتسبب يف احلادث.

� الشعور باخلجل واالغراب والوحدة وفقدان األمل.� عدم القدرة عىل إقامة عالقات اجتامعية مع اآلخرين أو املحافظة عليها

يف الغالب.

105

وهذا يؤكد أمهي�ة الوعي الفردي والوعي اجلامعي جتاه التوعية املرورية وتزوي�د اجلمي�ع باملع�ارف واملعلومات اخلاص�ة باملرور وقواع�د تنظيمه بام حيقق وحدة الفكر واملفاهيم بني مستخدمي الطريق، وغرس قيم اإلحساس باملس�ؤولية ع�ن س�المة اجلمي�ع للتقليل م�ن املآيس واخلس�ائر التي يس�ببها

االستعامل اخلاطئ للطريق.

6 . 4 تأخر زواج الفتياتخيتلف س�ن الزواج بني املجتمعات الرشقي�ة والغربية اختالفا واضحا، ك�ام نج�د ه�ذا االختالف ب�ني مكون�ات املجتم�ع الواح�د طبقا مل�دى تقدم طبقاته ورشائحه ومناطق س�كناه وما يتبعها من تباين يف النواحي االقتصادية واالجتامعية، ومدى انتشار التعليم أو األمية، ومدى التغر يف عاداته وتقاليده.ويف جمتمعاتن�ا العربي�ة نج�د أن ال�زواج املبك�ر منت�رش يف الري�ف؛ لذا ختتف�ي ظاه�رة تأخر زواج الفتي�ات هناك ألن أغلب الزجي�ات تتم بعد بلوغ الفتاة مبارشة، يف حني تزيد فرص الدراس�ة والعم�ل من تأخر زواج الفتيان والفتيات يف املدن؛ وقد يؤدي ذلك إىل عزوف بعضهم عن الزواج ما يشكل هتديدا لبنية املجتمع ويضيف عقبات جديدة تسعى املجتمعات إىل جتاوزها.ويمكن تعريف تأخر زواج الفتيات بأنه: »املرحلة العمرية التي تتخطى هبا الفتاة س�ن الزواج املتع�ارف عليها يف جمتمعها، أو ه�ي : املرحلة العمرية التي يبدأ جس�د املرأة فيها بفقدان خصائصه األنثوية اجلاذبة للجنس اآلخر، وتق�ل احت�امالت ق�درة امل�رأة ع�ىل اإلنج�اب، وبداي�ة التغ�رات اهلرمونية

والنفسية والعصبية للمرأة«.وهبذا فإن تأخر زواج الفتيات يشمل : تأخر زواج املرأة أو عدم زواجها

يف سن الزواج واقراهبا من سن اليأس.

106

وقد أظهرت الدراسات االجتامعية أن من أسباب تأخر زواج الفتيات: غالء املهور، وارتفاع تكاليف املعيش�ة، وعدم توافر السكن املناسب، وعدم الرغبة يف حتمل املسؤولية، والرغبة يف التفرغ للتعليم العايل، والتفرغ لقضايا

سياسية أو اجتامعية.

وق�د قس�متها بعض الدراس�ات إىل عوام�ل مادية، وأخ�رى اجتامعية، وأخرى نفس�ية، إىل جانب العوامل التي ترجع للشباب أنفسهم،؛ كالعوامل الش�خصية، والعوام�ل الت�ي ترتب�ط بمعاير االرتب�اط الزواجي للش�باب،

واملبالغة يف املهور وتكاليف الزواج، وهجرة الشباب خارج البالد.

وأم�ا ما خيص الفتي�ات من عوامل تأخر الزواج فق�د متثلت يف: عوامل ترتب�ط بالتعليم، وأخرى ترتبط بتص�ورات الفتاة عن رشيك احلياة، والنظرة الس�لبية للرج�ال، ودالل الفت�اة يف اختي�ار رشيك احلي�اة، والنظرة الس�لبية للحي�اة الزوجية، واخل�وف عىل احلرية، وطموح الفتاة يف الس�فر والعمل يف

اخلارج، وضعف القدرة عىل حتمل متطلبات احلياة.

ك�ام أن هن�اك عوام�ل تع�ود إىل األرسة الت�ي تعي�ق زواج الفتي�ات إما ألس�باب مادية أو ألسباب اجتامعية تتعلق بالتعايل وعدم الرغبة يف مصاهرة

بعض األرس، إىل جانب ضعف الوازع الديني.

وق�د وضع�ت بعض الدراس�ات حل�وال ملش�كلة تأخر ال�زواج يمكن إجيازها بام ييل:

� التيسر يف إجراءات ومتطلبات الزواج.

� مساعدة الشباب عىل الوفاء بمتطلبات الزواج.

� التوعية بأمهية الزواج وتيسره عىل الشباب.

107

6 . 5 املوت الرحيمم�وت الرمح�ة أو املوت الرحيم: ه�و التعجيل يف وفاة املرىض أو تيس�ر موت املرىض امليؤوس من شفائهم، أو أولئك الذين يعانون من آالم مرحة ال ينفع فيها العالج بحجة التخفيف من آالمهم وجتنيبهم عذاب النزع الطويل.

ويعرف موت الرمحة أو املوت الرحيم يف اللغة العربية بعدة مس�ميات ، منها: »املوت السهل أو الرحيم« و» املوت اهلادئ دون أمل«.

وقد درج�ت اللغ�ات األجنبية عىل تس�ميته بالوتانازي�ا وتعني »املوت الطيب« أو »املوت برفق« أو »موت الرمحة« أو» املوت بال معاناة«.

ويع�رف موت الرمحة من الناحي�ة القانونية بقتل الش�فقة أو قتل الرمحة )Killing Mercy( وهو فعل أو ممارسة ما يسهل موت املرىض الذين يعانون من أمراض مس�تعصية مزمنة ؛ كالرسطان، واإلي�دز .... وأمثاهلا التي يقف

أمامها الطب عاجزا.

كام يعرف أيضا بأنه: القتل بدافع الرمحة أو الش�فقة لتخليص مريض ال يرجى شفاؤه من آالمه التي ال تطاق.

وقد أص�درت بعض الدول قوانني تس�مح بقتل الرمح�ة، ويعطي احلق للطبي�ب املعالج أو أحد أقارب املريض امليؤوس من ش�فائه باختاذ قرار إهناء

حياة املريض بطريقة غر مؤملة.

وللموت الرحيم طريقتان متبعتان مها:

1 � أن يق�وم الطبي�ب املعالج للمري�ض بمرض ال يرجى ش�فاؤه بإهناء حياته متى ما وصل املريض إىل مراحله األخرة ورافقت مرضه آالم

108

مرحة ال جتدي معها املسكنات واألدوية؛ برشط أن يطلب املريض ذلك وأن يلح عليه بنفسه، وأن يكون مالكا لقواه العقلية عند إبداء ه�ذه الرغب�ة، ويتم ذلك بحقن املريض بدواء س�ام أو بجرعة كبرة من مادة خمدرة تؤدي إىل وفاة املريض فورا وترحيه من آالم املرض.

2 � أن يق�وم الطبي�ب )أو غ�ره( بإيق�اف أجه�زة اإلنع�اش الصناع�ي ووسائل احلياة كالتغذية والتنفس ما يؤدي إىل وفاة املريض.

وق�د اختلف علامء األمة حول جواز هذا األس�لوب م�ن القتل فحرمه أغلبه�م وأوجب�وا إيقاع العقوبة ع�ىل مرتكبه باعتباره جريم�ة يعاقب عليها القانون؛ باعتبار أن فكرة املوت الرحيم ليس هلا أي س�ند أو أس�اس إال لدى الغربي�ني الذين ناقش�وا ه�ذه الفكرة يف إطار حق املري�ض يف رفض العالج، وعىل أساس حقه الدستوري يف املوت، وكذلك حق الطبيب يف االمتناع عن

مساعدة املرىض امليؤوس من شفائهم.

6 . 6 نظم املعلومات اجلغرافية

ف نظم املعلوم�ات اجلغرافية بأهنا: أنظمة جلم�ع وإدخال ومعاجلة تمع�روع�رض وحتلي�ل املعلوم�ات املكاني�ة والوصفي�ة لتحقي�ق أه�داف معرفية حم�ددة تس�اعد يف التخطي�ط واخت�اذ الق�رارات املناس�بة يف كثر من ش�ؤون احلياة ومتطلباهتا؛ س�واء أكان ذلك يف جم�االت الزراعة وختطيط املدن، أو يف جم�االت االتصاالت والتطبيقات الصحية والتعليمية واألمنية؛ أو غرها من

املجاالت.

ف نظم املعلوم�ات –أيضا � بأهنا: علمم مج�ع البيانات اجلغرافية ك�ام تمعروالوصفي�ة وحتليله�ا لتحقي�ق أه�داف حم�ددة من خ�الل إدخ�ال املعلومات

109

واملعلوم�ات الفضائي�ة واملرئي�ات اجلوي�ة والص�ور كاخلرائ�ط اجلغرافي�ة الوصفية)األس�امء واجل�داول( ث�م معاجلته�ا إحصائير��ا لإلفادة م�ن نتائجها

علميا.

ويمك�ن تعريفها بأهنا: خرائط حمس�وبة مرتبطة بقواع�د البيانات هبدف ختزي�ن واس�رجاع وحتلي�ل ومعاجل�ة نتائجها رغب�ة يف الوص�ول إىل صناعة القرار الس�ليم يف شأن من ش�ؤون احلياة العامة حتقيقا للتنمية املستدامة التي

تسعى األمم إىل حتقيقها يف هذا العر.

ومن هنا فإن أهم ما يميز نظم املعلومات اجلغرافية ما ييل:

� قدرهتا عىل حفظ املعلومات آليا وقدرهتا عىل اسرجاعها عند الطلب.

� رسعة عرض البيانات.

� رسعة الوصول إىل كمية وافرة من البيانات واملعلومات بدقة متناهية.

� ربط وحتليل املعلوم�ات اجلغرافية وغر اجلغرافية باملتطلبات التنموية الالزمة.

� القدرة عىل نرش املعلومات والبيانات لقاعدة كبرة من املستفيدين.

ويمك�ن االس�تفادة من تطبي�ق نظم املعلوم�ات اجلغرافي�ة يف عدد من املجاالت نذكر منها عىل سبيل املثال:

� اس�تخدامها يف الطرق واملواصالت من خالل اختيار املس�ار املناسب خلطوط النقل

� بن�اء ع�ىل الكثافة الس�كانية ومراكز جتمع النش�اطات احليوية يف املدن واألرياف.

110

� واستخدامها يف ختطيط وتصميم وإدارة شبكات البنية التحتية يف جمال املاء والكهرباء واهلاتف.

ا من � ويف تطبيقات تس�جيل األرايض وامللكي�ات حفظا للحقوق وحدالنزاعات.

� ويف تطبيقات التلوث املائي وتأثره عىل احلياة الرية. � ويف التنب�ؤ بالتغ�رات الديموغرافي�ة وم�ا يواكبه�ا م�ن االحتياجات السكانية، كتقدير عدد الوحدات السكانية الالزمة ونوعيتها وأفضل

مكان هلا.� ويف تقدي�ر االحتياج�ات التعليمي�ة؛ مث�ل موق�ع امل�دارس وحج�م ومواصف�ات تل�ك امل�دارس بن�اء ع�ىل كثاف�ة الس�كان ونوعياهت�م

وحاجاهتم.� ويف تطبيقات االتص�االت واهلواتف الثابتة واملتحركة، كتحديد نطاق

املقسامت وأماكن األبراج الالزمة للتغطية السلكية والالسلكية.� ويف التطبيق�ات األمني�ة، كتحدي�د مناطق اجلريم�ة، ونطاقات تكثيف

الوجود األمني، وأماكن اهتامم أنظار الرشطة وتكثيف دورياهتا.� ويف جم�ال تطبيقات مكافحة احلرائق لتحدي�د مواقع وحدات اإلطفاء وتوزيعها، لتسهيل إمكانية الوصول إىل أماكن احلريق برسعة، وتوزيع

حمطات ضخ املياه الالزمة لإلطفاء، وحتديد أماكن احلريق املتكررة.� ويف تطبيقات الدفاع واملدين واإلسعاف من أجل نقل املصابني وحتديد

أقرب الطرق للوصول إىل مراكز الرعاية الصحية.� ويف تطبيقات التعداد السكاين واجلغرافيا االنتخابية.

111

وه�ذا يعني أن نظ�م املعلوم�ات اجلغرافية ق�ادرة عىل متثي�ل العالقات املكاني�ة بش�كل رقمي وربطها بقاعدة بيانات يمك�ن اإلفادة منها يف كثر من شؤون حياتنا املعارصة توفرا للجهد واملال وحتقيقا لوسائل التنمية املستدامة التي تس�عى احلكومات يف هذا العر لتوفرها لشعوهبا كمطلب أسايس من

مطالب التقدم والتطور واالرتقاء.

6 . 7 االسرتاتيجيةاالسراتيجية: هي خطط أو طرق توضع لتحقيق هدف معني عىل املدى البعي�د اعت�امدا عىل التكتي�كات واإلج�راءات اخلاصة يف اس�تخدام املصادر

املتوافرة يف املدى القصر.

ويعود أصل الكلمة إىل التعبر العس�كري، وعرفت االس�راتيجية بأهنا )فن استخدام املعارك كوسيلة للوصول إىل هدف احلرب( و بأهنا )اإلجراءات العملية املالئمة للوس�ائل املوضوعة حتت ترف القائد للوصول إىل اهلدف املطلوب( ، كام عرفت باهنا )فن توزيع واستخدام خمتلف الوسائط العسكرية لتحقيق هدف السياسة(. ولكنها اآلن تستخدم بكثرة يف سياقات خمتلفة مثل:

� االسراتيجية الوطنية .

� االسراتيجية األمنية.

� االسراتيجية االقتصادية.

� االسراتيجية العسكرية.

� اسراتيجيات العمل.

112

� اسراتيجيات التسويق.

ويعود أصل الكلمة إىل اليونانية stratēgos، التي تعني اآلمر العسكري يف عهد الديمقراطية األثينية.

وق�د عرف�ت بأهنا : )فن تعبئة وتوجيه موارد األمة أو جمموعة من األمم � ب�ام فيها القوات املس�لحة � لدعم ومحاية مصاحلها م�ن أعدائها الفعليني أو

املحتملني(

وتعكس هذه التعريفات املختلفة االختالف بني مفاهيم أصحاهبا ملعنى اإلس�راتيجية ووس�ائلها ما يوحي بأن مفهوم ه�ذه الكلمة أو االصطالح مل

يتبلور بعد يف أذهان رواد االسراتيجية ومفكرهيا.

واحلقيقة أن حداثة فن االس�راتيجية والتطور الرسيع الذي حلق مفهوم هذا الفن كنتيجة حتمية للتطور اهلائل الذي ش�هدته املعارف يف هذا العر قد وس�ع جماله ومداه بحيث أصبح لكل وضع أو جمال س�يايس أو اقتصادي أو عسكري أو اجتامعي اسراتيجية خاصة ما جيعل من العسر إيضاح معنى

االسراتيجية بكلمة أو ببعض كلامت.

وم�ن خالل اس�تقراء التعريفات الس�ابقة يمكن الوق�وف عىل الفروق بني اصطالح االس�راتيجية وس�واه من االصطالحات املقرنة به كالسياسة

والتكتيك واللوجستيك.

فقد خيتلط مفهوم االس�راتيجية بمس�تواها األعىل � أي االس�راتيجية العليا الشاملة � بمفهوم السياسة أو قد خيتلط مفهوم االسراتيجية بمستواها

األدنى بمفهوم التكتيك أو اللوجستيك.

113

فالسياس�ة هي التي ترس�م وحتدد اهلدف الذي تس�عى األم�ة أو الدولة لتحقيق�ه س�واء بالس�بل العس�كرية أو س�واها، يف حني تعتر االس�راتيجية العليا األداة التنفيذية للسياس�ة أي أهنا السياس�ة يف مرحلة التنفيذأو السياسة

يف مرحلة احلركة العنيفة أو القابلة للعنف.

وختتل�ف االس�راتيجية العس�كرية ع�ن التكتيك واللوجس�تيك يف أن التكتيك )فن اس�تخدام األس�لحة يف املعركة للوص�ول إىل املردود األقىص( أي أن ح�دوده حمصورة يف اإلجراءات والتدابر التي تتخذها القيادة امليدانية

عىل مرسح املعركة أي أنه فن القتال يف امليدان.

أما اللوجس�تيك )الش�ؤون اإلدارية( فهي علم جتهيز وإدام�ة القطاعات أي عل�م )احلرك�ة والتموين( وهي م�ع التكتيك تؤم�ن )حتقيق التضام�ن املتبادل بني العوامل املادية ويتصفان معا بصفات علمية واقعية جتعلهام مشاهبني لفن اهلندسة(.

أم�ا االس�راتيجية العس�كرية فه�ي فن توزي�ع واس�تخدام اإلمكانات والوس�ائل العس�كرية املختلفة لتحقيق هدف السياس�ة بالطريق�ة املثىل التي تؤمن التواؤم بني اإلمكانات واهلدف وحتقيق أقل قدر من املقاومة لنخططها باس�تخدام عام�ل املن�اورة؛ ويك�ون التكتي�ك ع�ادة إح�دى الوس�ائل التي

تستخدمها االسراتيجية العسكرية لتحقيق هدفها.

ونتيجة للتط�ور التقني والفكري وزيادة احلاج�ة للتخصص تبعا لذلك فقد تعددت أوجه ومستويات وحقول االسراتيجية بحيث أصبح لكل حقل من احلقول اسراتيجيته اخلاصة التي تالئم اعتباراته املعنوية ومعطياته املادية.

فمن حيث املس�توى هناك إسراتيجية عليا أو شاملة واسراتيجية بحتة أو عس�كرية أو عملياتية. وضمن اإلس�راتيجية العس�كرية ثمة اسراتيجية

برية وبحرية وجوية.

114

أما م�ن حيث املجال فثمة اس�راتيجية سياس�ية واقتصادي�ة واجتامعية وعسكرية وغرها.

وم�ن حيث امل�دى فقد تقس�م االس�راتيجية إىل ش��املة وحم�دودة أو مرحلي�ة، ومن حي�ث طريقة الوصول للهدف فقد تقس�م االس�راتيجية إىل

مبارشة وغر مبارشة.

وبالرغم من التقسيامت آنفة الذكر فإن اإلسراتيجية يف حقيقتها واحدة من حيث اجلوهر واهلدف واألس�لوب. وليس التقسيم إال رضورة عملية أو

أكاديمية نشأت من خالل تشعب وتضخم مهام االسراتيجية.

ولضامن نجاح االس�راتيجية جيب تس�اند وتوافق وتكامل كافة اخلطط االس�راتيجية املختلفة كي ت�ؤدي جمتمعة ومتضاف�رة إىل حتقيق اهلدف العام

للسياسة.

وضامن�ا هل�ذا التكام�ل والتضافر فقد وضع�ت االس�راتيجية العليا أو الش�املة عىل قمة اهلرم اإلس�راتيجي واعترت الس�لطة العليا يف الدولة هي

املسؤولة عن وضعها وتوجيهها.

وهتدف االس�راتيجية إىل حتقيق هدف السياس�ة عن طريق االستخدام األمثل لكافة اإلمكانات والوس�ائل املتوافرة. وختتلف األهداف من سياس�ة

ألخرى ومن اسراتيجية ألخرى.

واالس�راتيجية الناجحة هي التي توفق إىل اختيار الوس�يلة أو الوسائل األج�دى بني كافة الوس�ائل املتاح�ة للوصول إىل هدفه�ا. أي التي تنجح يف

حتقيق وتأمني التوافق والتالؤم بني الوسيلة واهلدف لتحقيق أهدافها..

115

7 . يف جمال اإلرهاب

7 .1 اإلرهاب.

7 . 2 اإلرهاب الفكري.

7 . 3 متويل اإلرهاب.

116

117

7 . يف جمال اإلرهاب

7 .1 اإلرهابلق�د كثرت التعريف�ات التي تناول�ت ظاهرة«اإلرهاب« بش�كل الفت

للنظر؛ وذلك لتعدد التوجهات واألهداف.

وق�د عرفت�ه االتفاقي�ة العربي�ة ملكافح�ة اإلره�اب التي وقعه�ا وزراء الداخلية العرب ووزراء العدل العرب بأنه:

ا كانت بواعثه أو أغراضه، يقع »كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أيتنفيذا ملرشوع إجرامي فردي أو مجاعي، وهيدف إىل إلقاء الرعب بني الناس، أو ترويعهم أو تعريض حياهتم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إحلاق الرضر بالبيئة أو بأحد املرافق أو األمالك العامة أو اخلاصة، أو احتالهلا أو االستيالء

عليها أو تعريض أحد املوارد الوطنية للخطر«.

ويف معاهدة منظمة املؤمتر اإلس�المي ملكافح�ة اإلرهاب عرفت الفقرة الثانية من املادة األوىل اإلرهاب تعريفا مل يبتعد عن التعريف السابق.

وقد عرفه املجتمع الفقهي اإلس�المي برابطة العامل اإلس�المي بتعريف أش�مل إذ أش�ار إىل إره�اب ال�دول الذي متارس�ه بعض الدول ض�د طالبي

التحرر إذ عرفه بأنه:

»هو العدوان الذي يامرسه أفراد أو مجاعات أو دول؛ بغيا عىل اإلنسان يف دينه، ودمه، وماله، وعرضه، ويش�مل صنوف التخويف واألذى والتهديد، والقتل بغر حق، وما يتصل بصور احلرابة، وإخافة الس�بيل، وقطع الطريق، وكل فع�ل م�ن أفعال العن�ف والتهديد، يق�ع تنفيذا مل�رشوع إجرامي فردي

118

أو مجاع�ي، وهي�دف إىل إلقاء الرعب بني الن�اس، أو ترويعه�م بإيذائهم، أو تعريض حياهتم أو حرياهتم أو أمنهم أو أحواهلم للخطر، ومن صنوفه إحلاق ال�رضر بالبيئة أو بأحد املرافق واألم�الك العامة أو اخلاصة، أو تعريض أحد

املوارد الوطنية أو الطبيعية للخطر، فكل هذا من صور الفساد يف األرض«.

وأما القانون املري فقد عرف اإلرهاب بأنه:

»كل اس�تخدام للق�وة أو العن�ف، أو التهدي�د أو الروي�ع، يلج�أ إلي�ه اجل�اين تنفي�ذا مل�رشوع إجرامي ف�ردي أو مجاعي؛ هب�دف اإلخ�الل بالنظام العام أو تعريض س�المة املجتمع وأمنه للخطر، إذا كان من ش�أن ذلك إيذاء األش�خاص أو إلق�اء الرعب بينه�م أو تعريض حياهت�م أو حرياهتم وأمنهم للخط�ر، أو إحلاق الرضر بالبيئ�ة أو باالتصاالت أو املواصالت أو باألموال العام�ة أو اخلاص�ة أو احتالهلا أو االس�تيالء عليها، أو منع أو عرقلة ممارس�ة الس�لطات العامة، أو دور العبادة أو معاه�د العلم ألعامهلا، أو تعطيل تطبيق

الدستور أو القوانني واللوائح«.

وق�د جاء تعري�ف اإلرهاب يف كلمة لألمر نايف بن عبد العزيز النائب الث�اين لرئي�س جملس ال�وزراء وزي�ر الداخلي�ة يف اململكة العربية الس�عودية

والرئيس الفخري ملجلس وزراء الداخلية العرب بأن اإلرهاب هو:

» صفة الفعل اخلارج عن الرشع، واملنتهك حلرمات اآلخرين، وهو الفعل الشيطاين الذي ال يقره دين وال تؤيده األعراف وال القيم اإلنسانية، وهو فعل هي�دف إىل اإلرضار باآلخ�ر ألهداف ذاتية ضيقة أو ملفاهيم جاهلة مغلقة، كام أن اإلره�اب ع�ر التاريخ البرشي ال يمكن أن يك�ون بأي حال من األحوال مرتبطا بعقيدة أو جنسية أو وطن؛ فهو كل مكان يرز فيه األرشار واحلاقدون

واجلهلة ومرىض النفوس برف النظر عن عقائدهم أو أوطاهنم«.

119

7 . 2 اإلرهاب الفكرييمك�ن تعريف اإلرهاب الفك�ري بأنه: عدوان برشي يبنى عىل أس�س فكرية هبدف احليلولة دون وعي اإلنسان باحلقيقة املجردة ؛ وذلك باستخدام شتى وس�ائل الضغط النفيس والبدين واالقتصادي واالجتامعي والثقايف من أجل التحكم بإرادة الفرد واملجتمع لتحقيق أهداف فكرية أو دينية أو سياسية

أو اجتامعية أو كل تلك األهداف جمتمعة.

وإن هذا التعريف يتوافق مع تعريف جممع الفقه اإلس�المي لإلرهاب؛ إذ أك�د أن اإلرهاب عدوان عىل اإلنس�ان أو ممتلكات�ه، وأنه يؤدي إىل الرضر

ا. ا أو معنوي سواء أكان ذلك الرضر حسيا أو مادي

ا؛ فحيثام يكون الفكر وإن العالقة بني اإلرهاب والفكر عالقة وثيقة جدمستقيام ومنسجام مع الفطرة اإلنسانية السوية ينعدم اإلرهاب، وحيث يكون ا كان ه�ذا الفكر يكون اإلرهاب س�ائدا ومنترشا؛ وهلذا ال الفك�ر منحرف�ا أي

يمكن مقاومة اإلرهاب إال بمقاومة الفكر املنحرف.

وإذا كان�ت املظاهر اإلرهابية التي ش�هدها العامل مؤخرا كالتفجرات والس�لب والنه�ب والروي�ع وقت�ل األبري�اء ه�ي مظاه�ر مادي�ة حمسوس�ة لإلره�اب؛ فإن اإلرهاب الفك�ري املنبثق عن االنحراف الفكري هو املقدمة األساس�ية وه�و الس�بب الرئي�يس لتل�ك املظاهر الس�لبية؛ ذل�ك أن منفذهيا يتعرضون أوال لعملية طمس فكري تس�تهدف مس�لامهتم العقدية وعقليتهم املتس�احمة يف أصلها من خالل التضليل وطرح الشبهات املغرضة التي تنتهي هب�م إىل اختاذ مواقف س�لبية ضد كل من خيالف أفكاره�م أو خيالف نظرهتم

لألوضاع من حوهلم.

120

وهب�ذا يمك�ن اجل�زم بأن اإلره�اب الفكري ه�و وليد الفك�ر اإلرهايب املنح�رف ونتيجة من نتائجه، وما الفكر اإلره�ايب إال منظومة من املعتقدات �ا كان�ت طبيعته�ا القائم�ة ع�ىل الغل�و يف معتقداهتا، واألف�كار املنحرف�ة؛ أيواملنافية للفطر السليمة، واخلارجة عىل الضوابط العقلية يف النظرة إىل الذات وتصوراهت�ا من جان�ب، ويف حتديد العالقة مع اآلخ�ر وتصوراته من جانب

آخر.

وقد أكد الباحثون يف تاريخ هذه الظاهرة أن انحراف التصورات العقدية والفكري�ة كانت وراء كل املظاهر اإلرهابي�ة الفكرية منها وغر الفكرية التي عان�ت منه�ا البرشية عىل م�دى العصور وم�ا زالت تعاين منذ ح�ادت تلك

الفئات عن الوسطية واالعتدال يف التفكر ويف احلكم عىل األشياء.

وإن أخط�ر ما يف اإلرهاب الفك�ري أنه يريب أف�راده وأعوانه ويعودهم عىل الوالء املطلق ملا يؤمن به ويعتنقه من أفكار ومعتقدات وكأهنا مسلامت ال جمال إىل نقدها ومراجعتها؛ فيصبح األتباع كالببغاوات يرددون تلك األفكار

الضالة وكاآلالت الصامء ينفذون ما يمىل عليهم دون مناقشة أو تفسر.

وأخط�ر ما يف ه�ذا الفكر ه�و انعدام العق�ل، وإلغاء الوج�ود، والكيل بمكيال�ني، وبخ�س الناس أش�ياءهم، وعدم إعطاء اآلخري�ن حقوقهم ؛ مع

األسف الشديد.

�م نبئمكم �ل ه�ل نم وأصح�اب ه�ذا الفك�ر يص�دق فيه�م قول�ه تعاىل:}قمم حيسبمون نيا وهم م يف احلياة الد ذين ضل سعيمهم ين أعامال ﴿103﴾ال باألخرس

نعا ﴿104﴾{)سورة الكهف(. سنمون صم مم حيم أهن

121

7 . 3 متويل اإلرهابجاء يف االتفاقية الدولية ملكافحة متويل اإلرهاب لعام 2009م يف فقرهتا الثانية ما نصه: »يرتكب جريمة بمفهوم هذه االتفاقية كل ش�خص يقوم بأية وس�يلة كانت مبارشة أو غر مبارشة، وبش�كل غر مرشوع، وبإرادته بتقديم أو مجع أموال بنية استخدامها وهو يعلم أهنا ستستخدم كليا أو جزئيا للقيام:

أ � بعمل يشكل جريمة يف نطاق إحدى املعاهدات الدولية.

ب � ب�أي عم�ل آخر هيدف إىل التس�بب يف موت ش�خص م�دين أو أي ش�خص آخ�ر أو إصابته بج�روح بدنية جس�مية عندم�ا يكون هذا الش�خص غر مش�رك يف أعامل عدائية يف حالة نشوب نزاع مسلح عندم�ا يكون غ�رض هذا العمل بحكم طبيعته أو يف س�ياقه موجها لرويع الس�كان أو إلرغام حكومة أو منظم�ة دولية عىل القيام بأي

عمل أو االمتناع عن القيام به.

وأضافت الفقرة الثالثة من هذه املادة: » لكي يشكل عمل ما جريمة من اجلرائ�م املح�ددة يف الفق�رة األوىل ليس من الرضوري أن تس�تعمل األموال

فعليا لتنفيذ جريمة من اجلرائم املشار إليها يف الفقرات الفرعية من املادة«.

وهبذا فإنه يمكن تعريف متويل اإلرهاب بأنه: »أي دعم مايل � يف خمتلف صوره � يقدم إىل األفراد أو املنظامت التي تدعم اإلرهاب أو تقوم بالتخطيط لعملي�ات إرهابية، وق�د يأيت هذا التمويل من مص�ادر مرشوعة كاجلمعيات اخلرية مثال )بقصد أو دون قصد( أو مصادر أخرى غر مرشوعة مثل جتارة

البضائع التالفة أو املخدرات«.

122

وعرفه القانون األردين رقم )55( لس�نة 2007م املس�مى بقانون منع اإلرهاب بأنه: »القيام بأي وسيلة كانت مبارشة أو غر مبارشة بتقديم أو مجع أو تدبر األموال بقصد اس�تخدامها الرتكاب عمل إرهايب أو مع العلم أهنا ستس�تخدمه كليا أو جزئيا س�واء وقع أو مل يقع العمل املذكور داخل اململكة

أو ضد مواطنيها أو مصاحلها يف اخلارج«.

يف ح�ني عرفه التعمي�م الصادر للمؤسس�ات املرفية واملالية بس�لطنة ع�امن بأن�ه: »اس�تخدام أي أم�وال أو أص�ول يف متويل األع�امل اإلرهابية أو

املنظامت اإلرهابية«.

ومما الشك فيه أن مفهوم ممول اإلرهاب يرتبط بمفهوم متويل اإلرهاب ارتباط�ا وثيقا؛ لذا فقد عرفت اتفاقية األم�م املتحدة ملكافحة اإلرهاب ممول اإلره�اب بأن�ه كل من يقوم بتقديم أو مجع أموال بنية اس�تخدامها بأي عمل م�ن األعامل التي تش�كل جريم�ة يف إحدى املعاهدات الدولي�ة أو بأي عمل

آخر هيدف إىل التسبب يف موت أشخاص أو إصابتهم بجروح بدنية.

وهناك نوعان من مصادر اإلرهاب مها:

األول: التموي�ل املبارش باألموال النقدي�ة والعينية التي تقدمها بعض الدول الكرى.

والث�اين: التمويل املبارش باألموال النقدية والعينية التي يقدمها بعض األفراد واجلامعات واملؤسسات.

ومل�ا كانت بعض اجلهات جتمع األم�وال ومتول اإلرهاب دون علم من املترعني ينبغي نرش الوعي لدى املواطنني من خالل وسائل اإلعالم املختلفة حت�ى ال يقعوا فريس�ة ملثل تلك األالعيب وحتى يتعاون�وا مع أجهزة األمن

لكشف أرسارها حتقيقا لألمن اإلنساين املطلوب يف هذا العر.

123

8 .يف جمال اإلدارة والتدريب

8 .1 اإلصالح اإلداري.

8 . 2 التدريب األمني.

8 . 3 الرتبية املرورية.

8 . 4 الرعاية الالحقة.

8 . 5 إعادة تأهيل املتهمني واملحكومني.

8 . 6 إدارة األزمات األمنية.

124

125

8 . يف جمال اإلدارة والتدريب

8 .1 اإلصالح اإلدارينظرا ألمهية »اإلصالح اإلداري« يف برامج التنمية وحتقيق األهداف فقد

كثرت التعريفات التي تناولته، ومن هذه التعريفات:� أنه سلس�لة من التحس�ينات التي تبدأ بإعادة تنظيم اهليكل اإلداري يف التغرات البسيطة يف أساليب العمل، وتشمل كل تغير يف العمل ويف التنظي�م اإلداري للجه�از واألفراد ونظرة الن�اس جلميع هذه األمور م�ا يدعو إىل تغير يف أنامط س�لوك األف�راد وأس�اليب تنظيم مهامهم

ووظائفهم.� وع�رف بأنه: حتس�ني اجلوانب اإلنس�انية الت�ي هتدف إىل زي�ادة كفاءة

وإنتاجية اجلهاز احلكومي.� وأنه: إصالح وتقويم وحتس�ني لألوضاع الراهن�ة وربطها بطموحات مس�تقبلية لتحسينها وتطويرها باالعتامد عىل املنظور املستقبيل للجهاز واملحافظ�ة ع�ىل األصل وتطوي�ره) وهذا يعن�ي أن اإلصالح ال يعني إلغ�اء األص�ل والتخيل عن املايض ب�ل العناية ب�ه وتطويره من خالل االحتفاظ بإجيابياته التي يمكن أن يس�تفاد منها والتخيل عن س�لبياته

التي يمكن أن تعيق العمل أو حتد من نجاحه(.� كام عرف أيضا بأنه: حتس�ني خمرجات اجلهاز اإلداري اس�تهدافا خلدمة املواط�ن؛ وبام يتامش�ى م�ع األهداف القومي�ة، وبام يتالءم مع رس�الة

اجلهاز ورؤيته خلدمة الوطن واملواطن.

126

� وع�رف اإلص�الح اإلداري كذلك بأن�ه: التغير إىل األحس�ن، وليس جم�رد التغير؛ حيث يظن كث�رون أن أي تغير هو إصالح يف حني أن

التغير جيب أن يكون إىل األحسن.

� وعرف أيضا بأنه: التحس�ني املتعمد واملس�تمر لألداء التشغييل للقطاع احلكومي. )وهذا يعني أنه تغير متعمد بقصد التحسني، وأنه البد من اس�تمراره ألن التغير والتحس�ني مطلب إداري مل�ح لنجاح اإلدارة

وحتقيق أهدافها(.

� وع�رف بعضه�م اإلص�الح اإلداري بأن�ه: املجهود اهل�ادف إىل حتقيق تغرات مرغوب�ة يف اإلدارة العامة هبدف حتس�ني اإلمكانات اإلدارية يف اجله�از ويف أدائ�ه ويف اجتاه�ات العامل�ني يف منظامت�ه ومؤسس�اته

وأجهزته املختلفة.

� وعرف�ت األمم املتح�دة اإلص�الح اإلداري بأنه: االس�تخدام األمثل واملدروس للسلطة والنفوذ لتطبيق إجراءات جديدة عىل نظام إداري م�ا من أجل تغي�ر أهداف�ه وبيئته وإجراءات�ه هبدف تطوي�ره لتحقيق

أهداف تنموية.

وه�ذه التعريفات مجيع�ا تؤكد أن اإلصالح اإلداري لي�س هدفا يف ذاته؛ بل هو وس�يلة للتحس�ني، وأنه رضورة حتمية جلميع األجهزة اإلدارية لتكون قادرة عىل حتقيق األهداف املرجوة واآلمال املعقودة عليها يف التنمية والتطوير.

وتؤكد هذه التعريفات أيضا أن اإلنس�ان هو العنر الرئييس يف التنمية والتطوي�ر وأن�ه هو القادر عىل حتقي�ق األهداف ما يدع�و إىل تأهيله وإعداده لتحقيق فكرة الرجل املناسب يف املكان املناسب؛ وهذا يدعو إىل: إعادة النظر

127

يف األس�اليب والط�رق التنظيمية إلح�داث النقلة النوعي�ة الالزمة، وحر جم�االت اخلل�ل واالنح�راف يف اجله�از قب�ل التخطي�ط للتغي�ر واإلصالح

اإلداري الالزم.

8 . 2 التدريب األمنيلقد غدا التدريب األمني يف هذا العر أحد أنواع التدريب املتخصص، ويقصد بالتدريب األمني: » كل نش�اط علمي وعميل خمطط هبدف إكس�اب املع�ارف، وتنمي�ة امله�ارات، وغ�رس القيم التي متك�ن رجال األم�ن القيام بمهامهم ووظائفهم املوجهة لتحقيق األمن واالستقرار يف جمتمعاهتم، واحلد من معدالت اجلرائم بكل أش�كاهلا وأنواعها وجماالهتا للحد األدنى إذا تعذر

منع وقوعها«.

ويش�مل ه�ذا التعري�ف للتدريب األمني مجي�ع الرام�ج التدريبية التي تقدمه�ا أجهزة إعداد وتأهيل رجال األمن املعنية باألمن الش�امل من خالل الرام�ج التعليمية والدورات التدريبي�ة وورش العمل التي يتم التخطيط هلا يف ضوء االحتياجات الفعلية، سواء أكان تنفيذها داخل الدولة أو خارجها.

وهذا يعني أن نطاق التدريب األمني يشمل ما ييل:� الرام�ج التدريبي�ة الت�ي تعده�ا وتنفذه�ا اجلامع�ات واألكاديمي�ات واملدن واملعاهد واملراكز التدريبية اخلاصة باجلوانب األمنية واملوجهة ألف�راد األجه�زة األمنية أثن�اء اخلدمة، وهبذا فهو ال يش�مل التدريب الذي يقدم لألفراد املس�تجدين لتأهيلهم للعمل مس�تقبال يف األجهزة

األمنية؛ وذلك للتفريق بني التعليم األمني والتدريب األمني.

128

� التدريب الذي تقدمه األجهزة األمنية وفق خطة حمددة داخل األجهزة األمنية وبإرشاف مبارش من املس�ؤولني فيها لتدريب منسوبيهم ونقل

خراهتم إليهم.� الرام�ج التدريبي�ة التي تنظمه�ا اجلهات املتعاونة م�ع األجهزة األمنية

والتي تعد بناء عىل طلبها وحاجاهتا.� الرام�ج التدريبية الت�ي تعدها املنظ�امت املحلية واإلقليمي�ة والقومية والدولية املتخصصة يف قضايا األمن ومنع اجلريمة ومكافحة الفس�اد واإلره�اب أو تبادل املعلوم�ات األمنية وتنمية املهارات الس�تخدام

التقنيات ألغراض أمنية.

وهيدف التدريب األمني إىل:

1 � جتوي�د أداء اخلدم�ات األمني�ة املقدم�ة للجمهور، وحتس�ني س�معة األجهزة األمنية، وتزويد ثقة املواطنني هبا.

2 � مواكبة التطورات واملس�تجدات فيام خيص احلد من اجلريمة وحتقيق األمن بمفهومه الشامل.

3 � احلد من معدالت اجلريمة واحلد من آثارها من خالل رفع مس�توى ومكافحتها وأساليب مواجهتها.

وهذا كله يصب يف صالح املجتمعات التي تعمل فيها األجهزة األمنية، ويساعد يف التنمية املستدامة التي تسعى الشعوب إىل حتقيقها.

129

8 . 3 الرتبية املروريةالربية املرورية هي: هنج تربوي تتبعه املؤسسات الربوية لتكوين الوعي ال�الزم ل�دى املتعلمني من خ�الل تزويدهم باملع�ارف والقي�م واالجتاهات وامله�ارات الت�ي تنظ�م س�لوكهم امل�روري، ومتكنهم م�ن التقي�د بالقوانني واألنظمة املرورية بام يس�هم يف محاية أنفس�هم واآلخرين من األخطار بعامة

ومن أخطار احلوادث املرورية بخاصة.

وحتت�اج الربية املرورية إىل توافر التوعي�ة املرورية حتى حتقق أهدافها، ونعن�ي بالتوعية املروري�ة: نرش الوعي املروري لدى مجي�ع املواطنني؛ وذلك بتصحي�ح املفاهي�م اخلاطئ�ة لدهي�م باإلقن�اع عن طري�ق تقدي�م املعلومات الس�ليمة التي تس�اعد ع�ىل تكوين رأي صائ�ب، وإجياد قابلي�ة لدهيم للتقيد بقواعد وأنظمة املرور؛ وذلك لتحقيق األمن والس�المة يف اس�تعامل الطريق من خالل تعاون اجلميع ومن خالل التزام كل من السائق ومستخدم الطريق

من املشاة واملارة باآلداب والقواعد الالزمة للسالمة املرورية.

وتعني الس�المة املرورية التي نس�عى لتحقيقها: جمم�وع اخلطوات التي هتدف إىل تبني مجيع اخلطط والرامج املرورية واإلجراءات الوقائية للحد من وق�وع احلوادث املرورية حفاظا ع�ىل أرواح املواطنني وممتلكاهتم ومقومات

املجتمع البرشية واالقتصادية.

وللسالمة املرورية عنارص ثالثة هي:

العن�ر البرشي: املتمثل بالس�ائق وبالركاب واملش�اة من مس�تخدمي الطريق.

والطريق وما يتبعها من اخللل يف مواصفاهتا الفنية أحيانا.

130

املركب�ة وم�ا تتصف ب�ه أحيانا من ضع�ف اجلاهزية الفنية الت�ي تؤهلها لتحقيق السالمة العامة.

وملا كانت الربية املرورية هي جزء أسايس من عمليات الربية والتعليم ألهن�ا هتدف إىل تطوي�ر املعارف واالجتاه�ات واملهارات ل�دى الفرد لتطوير سلوكه املروري؛ انطالقا من أن السلوك هو مصدر كل القيم يف حياة البرش، وه�و مجاع كل النش�اط اإلنس�اين يف خمتلف جم�االت احلي�اة، وتنعكس آثاره اإلجيابية والسلبية عىل اإلنسان ومن حييطون به ويتعاملون معه بشكل مبارش أو غر مبارش؛ فقد أصبحت الربية املرورية مطلبا أساسيا يف هذا العر الذي غدت احلوادث املرورية ونتائجها تؤرق كثرا من املسؤولني الذين تنادوا إىل رضورة تدريس�ها وتعليمها للناشئة يف مدارسهم، ورضورة توعية املواطنني بأسس�ها وأهدافه�ا يف كل موقع م�ن مواقعهم من خ�الل التوعية اإلعالمية

ومن خالل قيام مؤسسات املجتمع املدين بدورها الفاعل يف هذا اجلانب.

وما من شك يف أن املؤسسات التعليمية ومؤسسات املجتمع املدين يمكنها أن تضطلع بدور أسايس يف إكساب الوعي املروري للجميع من خالل:

� القيام بحمالت لنرش الوعي املروري عىل مدار العام.� إدخ�ال م�ادة الس�المة املروري�ة يف مناه�ج التعلي�م يف مجي�ع املراح�ل

الدراسية.� تدريب الطالب عىل تنظيم حركة املرور.

� التوسع يف إنشاء مدارس تعليم قيادة السيارات ورفع مستوى التدريب فيها.

� توعية املواطنني بفداحة نتائج املشكلة املرورية، ووضع االسراتيجيات

الالزمة للتوعية املرورية.

131

� وضع االسراتيجيات الالزمة لالرتقاء بالسلوك املروري لدى اجلميع.� تزويد املعلمني بالكفايات الالزمة التي متكنهم من نرش الثقافة املرورية لطالهبم من خالل املنهج ومن خالل القدوة احلس�نة يف املحافظة عىل

آداب املرور.� تنمي�ة الس�لوك املروري لدى أولي�اء أمور الطالب م�ن خالل جمالس

األحياء وجمالس اآلباء واملعلمني ووسائل اإلعالم ودور العبادة.

8 . 4 الرعاية الالحقةيقص�د بالرعاي�ة الالحق�ة يف مفهومها األمن�ي واالجتامع�ي: مالحظة ومراقبة املفرج عنهم من الس�جون أو املؤسس�ات اإلصالحية ومس�اعدهتم ع�ىل التكيف اخلاص هبم الذي يمثل رضاهم عن واقعهم اجلديد، والتكيف

العام الذي يمثل اتفاق قيم الفرد مع قيم اجلامعة واملجتمع.

وب�ذا فه�ي عملي�ة تربوية اجتامعي�ة حضارية هت�دف إىل إع�ادة التأهيل النفيس واملهني واالجتامعي للمفرج عنهم من الس�جناء ليتمكنوا من ممارسة حياهت�م ممارس�ة جديدة يت�م من خالهلا جت�اوز الظروف البيئي�ة واالجتامعية واالقتصادي�ة الس�ابقة التي دفعتهم الرتكاب الفع�ل اإلجرامي الذي أودى

هبم إىل السجن.

وقد تعددت تعريفات الرعاية الالحقة يف الدراسات العربية، ومن تلك التعريفات:

� أهنا أس�لوب حديث يف املعاملة العقابية يطبق بعد اإلفراج النهائي عن املحك�وم علي�ه ملتابعة تأهيله ومس�اعدته يف التكيف م�ع احلياة داخل

املجتمع.

132

� أو أهن�ا: الع�الج الالحق لعقوبة الس�جن، والوس�يلة العملي�ة لتوجيه املفرج عنهم وإرش�ادهم لس�د احتياجاهتم ومعاونتهم عىل االستقرار

يف حياهتم واالندماج والتكيف مع جمتمعاهتم.� أو أهنا: مس�اعدة املفرج عنهم من املؤسس�ات العقابية إلعادة التوافق املتبادل بينهم وب�ني املجتمع-وبخاصة البيئة املبارشة التي حتيط هبم- كمحاول�ة ملن�ع عودهت�م الرت�كاب أي أفعال مض�ادة لقي�م املجتمع وقوانين�ه، ليكون�وا قادري�ن عىل ممارس�ة حياهت�م الس�وية كمواطنني

رشفاء.

ويع�ر ع�ن ه�ذا املفه�وم باللغ�ة اإلنجليزي�ة ب�� )car aftar( ويعن�ي العناي�ة بالناقهني، أو م�واالة العناية هبم، وهو يس�تخدم للداللة عىل اجلهود واخلدم�ات التي تب�ذل نحو األفراد الذي�ن حصلوا عىل الرعاية يف املنش�آت املختلف�ة كاملستش�فيات ودور املالحظة لألحداث أو الس�جون؛ وذلك بعد

خروجهم من هذه املنشآت.

ويمكن أن نالحظ أثر املفهوم الغريب عىل التعريفات العربية للرعاية الالحق�ة إذ أغفل�ت تلك التعريفات ما يش�ر إىل أرسة الس�جني مع أن أرسة املفرج عنه يف الغالب هي إحدى املشكالت التي تواجه املفرج عنه يف مرحلة س�جنه وبع�د انتهاء حمكوميت�ه؛ لذا فقد أول�ت جامعة ناي�ف العربية للعلوم األمنية الرعاية الالحقة بمفهومها الش�امل للس�جني وأرسته عناية خاصة يف براجمها وأنشطتها لتحقيق املزيد من اإلنجازات العربية العملية واإلجراءات التنفيذية التي يمكن أن تكون خطا دفاعيا رئيس�ا ضد عودة املفرج عنهم إىل

االنحراف أو ارتكاب اجلريمة مرة أخرى.

133

8 . 5 إعادة تأهيل املتهمني واملحكومنييقص�د بالتأهي�ل يف املؤسس�ات العقابي�ة ك�ام ج�اء يف معج�م العل�وم االجتامعي�ة: »جمموع�ة العمليات أو األس�اليب التي يقصد هب�ا إعادة توجيه األش�خاص املنحرف�ني أو املجرم�ني نحو احلي�اة الس�عيد« أو تقديم الرامج اخلاصة هلم والتي تعينهم عىل ختطي مرحلة االنحراف أو اإلجرام واالنخراط

يف احلياة العامة بأسلوب صحيح.

ويتضم�ن معن�ى التأهيل يف هذه احل�االت: إثارة احلواف�ز اإلجيابية عند األش�خاص املس�تهدفني بحي�ث يؤمن�ون بالقي�م واملواق�ف اجلدي�دة الت�ي يراد غرس�ها يف نفس�هم؛ فيحرم�ون القوانني بعد أن كان�وا متمردين عليها، ويندجم�ون يف احلي�اة االجتامعية بعد أن كان�وا منعزلني عنه�ا، وليتحولوا إىل

أعضاء منتجني بعد أن كانوا حجر عثرة يف عمليات اإلنتاج.

�ا من حقوق هذه الفئة من املجتم�ع؛ ألن ما يرتبط به ويع�د التأهيل حقمن أس�اليب لي�س فقط التزاما تفرض�ه الدول عىل هذه الفئ�ة من املواطنني؛ ولكن�ه � أيضا � حق هلم قبل ال�دول؛ فاملجرم الذي عانى من ظروف معنوية واجتامعي�ة وفكري�ة قادته إىل اجلريمة له احل�ق يف أن يعود إىل املجتمع مواطنا متزن�ا وملتزم�ا؛ وع�ىل ذل�ك ف�إن التأهي�ل حق أس�ايس تصدر عن�ه حقوق

املحكومني.

وقد نصت القاعدة الثامنة واخلمس�ون م�ن جمموعة قواعد احلد األدنى ملعاملة املس�جونني عىل أمهية التأهيل كأهم أغراض العقوبة الس�البة للحرية أثن�اء تنفيذها ؛ حي�ث نصت تلك املادة عىل: » مل�ا كان الغرض املرر لعقوبة الس�جن أو أي تدب�ر مماث�ل ه�و يف النهاية محاي�ة املجتمع م�ن اجلريمة؛ فإن

134

حتقيق هذه الغاية ال يمكن أن يتم إال إذا اس�تخدمت مدة الس�جن )عىل قدر املستطاع( جلعل املذنب عند عودته للمجتمع ليس راغبا فقط بل وقادرا عىل

أن يعيش يف ظل القانون، وأن يسد حاجاته بنفسه«.

ويت�م تنفيذ برامج إع�ادة التأهيل داخل املؤسس�ات العقابية أثناء تنفيذ اجلزاءات يف القضايا اجلرمية، كام تتم خارج تلك املؤسس�ات بعد انتهاء مدة

املحكومية أو اجلزائية.

ويمكن تش�جيع هذه الفئة عىل االس�تفادة من تل�ك الرامج من خالل اإلفراج بوعد الرشف وإعادة التأهيل ، أو اإلفراج الرشطي وإعادة التأهيل، أن يتم اختبار مصداقية املستفيدين من هذا التشجيع ومدى حتقيق آثاره عىل ور

املستفيدين.

وينبغ�ي أن توض�ع برامج التأهيل بحي�ث حتقق أهدافها م�ن قبل جلان متخصصة وجيب أن تتناس�ب مع حاجة اجلمهور املستهدف وأن تتغر بتغر األس�باب واملسببات الرتكاب اجلريمة، وأن تتناسب مع ظروف كل فئة من

فئات االنحراف أو اإلجرام.

8 . 6 إدارة األزمات األمنيةيع�د موضوع »إدارة األزم�ات« من أحد أهم موضوعات علوم اإلدارة

احلديثة؛ ولذا فهو يثر كثرا من اجلدل من حيث مفهومه أو تطبيقه.

�رف األزم�ة بأهن�ا: »ح�دث مفاجئ هي�دد املصلحة القومي�ة، وتتم وتمعمواجهته يف ظروف ضيق الوقت وقلة اإلمكانات، ويرتب عىل تفاقمه نتائج

خطرة«.

135

ف أيض�ا« بأهن�ا: »عملي�ة إدارة خاصة من ش�أهنا إنتاج اس�تجابة وتمع�رإسراتيجية ملواقف األزمات من خالل جمموعة من اإلداريني املثقفني مسبقا ا، والذين يستخدمون مهاراهتم باإلضافة إىل إجراءات واملدربني تدريبا خاص

خاصة من أجل تقليل اخلسائر إىل احلد األدنى«.

ومن خالل تعريف األزمة يتضح أهنا تتكون من العنارص التالية:

1� أهنا حدث مفاجئ قد يتم دون إمكان التنبؤ به.

2� أهنا هتدد مصلحة قومية ألن هلا انعكاسات عىل مصالح الدولة العليا، وعىل مصالح كثر من أبناء الوطن.

3� أن مواجهته�ا تت�م يف ظ�روف ضي�ق الوق�ت وقل�ة اإلمكانات، ألن أس�لوب املباغت�ة ال يتيح املجال لالس�تعداد للمواجه�ة والتخطيط

املتأين له.

وأما عنارص عملية إدارة األزمة فتشمل ما ييل:

أ � أهن�ا عملية إداري�ة خاصية؛ ألهنا وضع اس�تثنائي، وتتجاوز الروتني املعتاد يف اإلدارة العادية.

ب � من شأهنا إنتاج استجابات إسراتيجية ملراحل األزمة، ملواجهة كل التغرات واملفاجئات التي قد تتولد من مرحلة إىل أخرى.

ج � أهن�ا ت�دار بواس�طة جمموعة من اإلداري�ني ذوي الكف�اءات العالية، وذوي امله�ارات املتميزة لتكون قادرة عىل التفاعل مع املس�تجدات

حسب احلاجة.

ويمكن تقسيم األزمات إىل قسمني رئيسيني مها:

136

األول: أزم�ات تقع بفعل برشي: كعمليات اإلره�اب، وخطف الطائرات، .... املتفج�رات وزرع الرهائ�ن، واحتج�از البحري�ة، والقرصن�ة

وغرها.

الثـاين: أزم�ات تقع بفع�ل الطبيع�ة، ومنها ال�زالزل والراك�ني واألعاصر والفيضان�ات واجلف�اف ال�ذي يرت�ب علي�ه نض�وب امل�واد املائي�ة

واملجاعات.

وهناك ثالث مراحل للتعامل مع األزمة ومواجهتها، وهي:

مرحلة ما قبل األزمة، وهي املرحلة التي تتبلور فيها املش�كلة وتنذر بحدوث األزمة؛ ألن األزمة � غالبا � ال تنشأ من فراغ؛ وإنام تسبقها مشكالت

قد تنذر بوقوعها؛ وبخاصة يف األزمات التي تقع بفعل برشي.

ل�ذا ف�إن ه�ذه املرحل�ة تعن�ى بوض�ع ع�دد م�ن اإلج�راءات م�ن االستعدادات التي يمكن أن تسهم يف مواجهة األزمة.

مرحلـة التعامـل مع األزمـة: وهي املحور األس�ايس يف مواجه�ة األزمة من خ�الل تطبي�ق اخلط�ط واختاذ اإلج�راءات املدروس�ة، وه�ي مرحلة

التطبيق العميل للتدابر املعدة مسبقا للتعامل مع األزمة.

مرحلـة ما بعد األزمة: وه�ي املرحلة التي يتم فيها احت�واء اآلثار النامجة عن األزمة وعالج تلك اآلثار والتخفيف من نتائجها.

ومن املالحظ أن هذه املراحل الثالث ليست بينها حدود فاصلة بشكل قاطع؛ ألهنا تتداخل وتتش�ابك لتحقيق أهداف اجلهات الرسمية يف مواجهة األزمة واس�تخالص الدروس املس�تفادة منه�ا لتطبيقها مس�تقبال ومواجهة

األزمات قبل حدوثها إذا أمكن ذلك.

137

9 . يف جمال الكوارث

138

139

9 ـ يف جمال الكوارث

الكوارث غري الطبيعيةف الكارثة بأهن�ا: كل حدث مفاجئ يس�بب دمارا واس�عا ومعاناة تع�ررعميق�ة، أو بأهنا: حدث مفاجئ ويكون غالب�ا بفعل الطبيعة، وهيدد املصالح القومي�ة للبالد، وخيل الت�وازن الطبيعي لألمور، وتش�ارك يف مواجهته كافة

أجهزة الدولة.وقد عرفها بعض املختصني بأهنا: حادثة حمددة زمنيا ومكانيا ينجم عنها ة وخسائر يف تعرض جمتمع بأكمله أو جزء من جمتمع إىل أخطار ش�ديدة ماديرأفراده تؤثر عىل بنائه االجتامعي بإرباك حياته بعد توقف كثر من املستلزمات

الالزمة الستمرارها.ذلك عن الكارثة بش�كلها العام ؛ أم ما يصطلح عىل تس�ميته بالكارثة غر التقليدية فيقصد هبا: الكارثة التي يكون سببها غر األسباب التقليدية وخاصة ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل، وهي األسلحة النووية والكياموية والبيولوجية.وذل�ك يعن�ي أن الكارثة بمفهومها الش�امل هي: كل حادث�ة تؤدي إىل تدمر وخسائر يف املوارد البرشية واملادية أو كليهام، وأما الكارثة غر التقليدية فتنحر يف ما تس�ببه احلروب واألس�لحة غر التقليدي�ة من دمار وهالك يف امل�وارد املادي�ة والبرشية يف جزء من أجزاء العامل ويف فرة زمنية معينة، أو هي اآلث�ار الناجتة عن اس�تخدام أس�لحة الدمار الش�امل وخاصة امل�واد النووية

والبيولوجية والكياموية.وهذا يؤكد أنه يمكن تقسيم الكوارث إىل قسمني رئيسيني مها:

األول: الك�وارث الطبيعي�ة: وه�ي احل�وادث الفجائي�ة الت�ي حت�دث نتيجة للعوامل الطبيعية التالية:

140

� العوامل البيولوجية، مثل: األوبئة، اآلفات الزراعية.... وغرها.� العوامل املناخية واجليولوجية، مثل: الزالزل، والراكني، والفيضانات والس�يول، واألعاص�ر البحري�ة، واالهني�ارات الثلجي�ة، واجلفاف،

والتصحر، وحرائق الغابات، واملجاعات.... وغرها.� العوامل الكونية، مثل: سقوط الشهب، واإلشعاع الكوين.... وأمثاهلا.

والثاين: كوارث من صنع البرش: وهي نوعان:� الك�وارث اإلداري�ة واملخططة، مث�ل: احل�روب، واإلرهاب،وجرائم التخري�ب ع�ىل املس�توى القوم�ي وال�دويل كانفج�ار آب�ار البرول،

واحلرائق، وأسلحة الدمار الشامل.� الك�وارث غ�ر اإلرادي�ة، وهي الك�وارث التي حتدث نتيج�ة خطأ أو إمه�ال أثن�اء قي�ام اإلنس�ان بنش�اط مع�ني، أو نتيجة لتدخ�ل عوامل طبيعية أخ�رى مثل: كوارث حوادث امل�رور والنقل اجلوي أو الري أو البحري أو نتيجة احلرائق أو التلوث اإلش�عاعي والضوئي وأمثاهلا كنتيج�ة م�ن نتائج التق�دم العلم�ي والتكنولوج�ي كالطاق�ة النووية

وأبحاث الفضاء.

ولتحقي�ق درجة اس�تجابة رسيع�ة وفعال�ة ملواجهة الك�وارث بنوعيها هب�دف درء أخطاره�ا والتخفيف م�ن نتائجها فقد عم�دت الدول إىل وضع مقوم�ات أساس�ية إلدارة الك�وارث املتنب�أ بحدوثه�ا أو للتحك�م واخت�اذ الق�رارات املصري�ة الالزمة ملواجهة الك�وارث وإعادة الت�وازن املعييش إىل حالت�ه الطبيعية بعد حدوث أي كارثة من خالل التنس�يق والتكامل وتوزيع األدوار عىل مجيع اجلهات ذات العالقة بإدارة الكوارث واألزمات؛ سواء يف مرحلة ما قبل الكارثة، أو مرحلة مواجهة الكارثة، أو مرحلة ما بعد الكارثة.

141

10 . يف جمال املخدرات

142

143

10 . يف جمال املخدراتاملخدرات

لقد غدت املخدرات يف هذا العر تش�كل هاجس�ا أمنيا وداء اجتامعيا ا عانت منه األم�م واملجتمعات، وغدت مكافحتها مس�ؤولية وعائق�ا تنموي

وطنية وإقليمية ووطنية ملا تركه من آثار اجتامعية ونفسية واقتصادية.وعرفت املخدرات بأهنا: كل ما غيب العقل واحلواس دون أن يصحب

ذلك نشوة أو رسور.وعرف�ت بأهن�ا: كل ما يغط�ي العق�ل دون حدوث ط�رب أو عربدة أو

نشاط.وأما التعريف القانوين هلا فهو: جمموعة من املواد تسبب اإلدمان وتسمم اجله�از العصب�ي، وحيظر تداوهلا أو زراعته�ا أو صنعها إال ألغراض حيددها

القانون وال تستعمل إال بواسطة من يرخص له بذلك.ويعرفه�ا بعض اخلراء بأهنا: كل مادة يرتب عىل تناوهلا إهناك للجس�م وتأث�ر عكيس عىل العق�ل حتى تكاد تذه�ب به، وتؤدي ع�ادة إىل اإلدمان،

وحترمها القواعد الرشعية والقوانني الوضعية.وتع�رف بع�ض القوان�ني الوضعية املخ�درات بأهنا: املادة التي تش�كل خط�را ع�ىل صحة الف�رد أو عىل املجتمع؛ ول�ذا فإن مجيع املخ�درات توضع

حتت ما هو مصطلح عليه باألدوية اخلطرة.وأما التعريف النف�يس للمخدرات فهو: أهنا كل مادة طبيعية أو مصنعة تفعل يف جس�م اإلنسان وتؤثر فيه فتغر إحساسه وترفاته وبعض وظائفه، وينتج عن تكرار اس�تعامهلا نتائج ذات خطر عىل الصحة اجلس�دية والعقلية

وتأثر مؤذ للبيئة واملجموعة.

144

وهن�اك م�ن عرفها من املتخصص�ني بأهنا: كل مادة خام أو مس�تحرضة حتتوي عىل مواد منبهة أو مس�كنة من ش�أهنا إذا استخدمت يف غر األغراض الطبي�ة والصناعي�ة املوجهة أن تؤدي إىل حالة من التع�ود واإلدمان عليها ما

يرض بالفرد واملجتمع جسميا ونفسيا واجتامعيا.

وهناك كثر من التقسيامت التي تتناول املخدرات بناء عىل تعدد أشكاهلا وآثاره�ا وبن�اء عىل مصادره�ا، فمنها: املثبطات واملنش�طات واملهلوس�ات، ومنه�ا: املخ�درات ذات املص�در الطبيع�ي، واملخ�درات نص�ف املش�يردة)

التصنيعية(، ومنها املخدرات املشيردة)ختليقية أو تركيبية(.

ومل�ا كانت آفة املخدرات تتداخل مع كث�ر من اجلرائم املنظمة التي متتد آثارها إىل كثر من األنش�طة االجتامعية واالقتصادية والسياسية مستفيدة من التق�دم التكنولوجي وثورة املعلومات التي اتس�م هبا هذا العر فقد تنادت األجه�زة األمنية ملواجهة هذه اآلفة التي تس�تهدف ش�باب األمة مس�تقبلهم خاص�ة مع بروز آث�ار العوملة بتجلياهت�ا االجتامعية والثقافية التي تس�عى إىل فت�ح احلدود والفضاءات لألفراد واملعلومات والقيم واملعاير بني الش�عوب

واألمم لتنتقل دون قيود.

وم�ا من ش�ك يف أن املس�ؤولية مش�ركة يف مكافحة هذه اآلف�ة وينبغي أن يضطلع كل إنس�ان بواجبه جتاهها حلامية مكتس�بات الش�عوب ومقدراهتا

واحلفاظ عىل شباهبا وأبنائها من براثن هذه اآلفة املهلكة.

وم�ا تق�وم به إذاع�ة أمن FM من خ�الل براجمها التوعوية وعىل رأس�ها برنامج »ال للمخدرات« هو جهد مشكور ومقدر من هذه املحطة التثقيفية/التوعوي�ة التي حت�رص عىل نرش ثقافة الرشطة املجتمعي�ة يف إطار نرش األمن

بمفهومه الشامل.

145

11 . يف جمال التوعية األمنية

11 . 1 دور املواطن يف التلوث البيئي.

11 . 2 دور التنوير العلمي يف مكافحة اجلريمة.

11 . 3 التفكك األرسي.

146

147

11 . يف جمال التوعية األمنية

11 . 1 دور املواطن يف التلوث البيئيللتلوث يف املجال العلمي معنيان:

األول: التل�وث امل�ادي: وهو اختالط ال�يشء بيشء آخر بعي�د عن مكونات مادته األصلية، كتلوث املاء بالطني أو الكدر، وتلوث اهلواء بام يفسده

ويغر مكوناته وخصائصه.

الثـاين: التل�وث املعنوي: ويعني اختالط األش�خاص والع�ادات بام حيقق هلا نفعا أو رضرا.

ويمكن القول إن التلوث بش�قيه املادي واملعنوي يعني فس�اد اليشء، أو تغير خواصه، إذ يعني يف املفهوم العلمي احلديث أنه: إفساد مكونات البيئة، حي�ث تتحول هذه املكونات م�ن عنارص مفيدة إىل عنارصه ضارة )ملوثات(

بام يفقدها دورها يف صنع احلياة.

ويمكن تعريف التلوث بأنه: »اختالف يف توزيع نسبة وطبيعة مكونات اهلواء واملاء والربة بسبب من األسباب البرشية أو الطبيعية.

وه�ذا يعن�ي أن التل�وث يمكن أن ينتج عن أش�ياء عادية مث�ل الغازات والنفاي�ات والكيامويات إال أنه يمكن أن ينتج � أيضا � عن أش�ياء غر عادية

مثل احلرارة العالية املفاجئة، أو الضوضاء الزائدة عن احلد.

والتل�وث ينتج أساس�ا ع�ن تدخل اإلنس�ان يف قوانني البيئة التي س�نها اخلالق � عز وجل � وإخالله بتوازن عنارصها ومكوناهتا.

148

ولق�د كان للثورة الصناعي�ة والعلمية، والطفرة احلضارية التي عاش�ها الع�امل يف هذا العر آثار مدمرة عىل البيئة؛ حي�ث تلوث اهلواء واملاء والربة الغ�ذاء، وكأن ذلك ما تنبأت به اآلية الكريمة: }ظهر الفس�ادم يف الر والبحر ون }41{{ م يرجعم ذي عملموا لعلهم م بعض ال بام كسبت أيدي الناس ليمذيقهم

)سورة الروم(.

وق�د أك�دت الدراس�ات احلديثة أن مجي�ع ملوثات البيئة ه�ي من صنع اإلنس�ان؛ ب�ل إن�ه جيتهد ويعم�ل ليل هنار ك�ي يل�وث البيئة، وه�و يعلم أنه يلوثها، ورغم ذلك يستمر بالتلوث ألنه وببساطة ليس هو الوحيد املترضر.

وهذا يعني رضورة تعاون املجتمع الدويل بأكمله للتصدي حلل مشكلة التل�وث إذ غ�دا التعاون الب�رشي يف إماطة األذى ودرء املفاس�د املرتبة عن التل�وث البيئي أم�را مطلوبا وواجبا عىل كل فرد من أف�راد املجتمعات مجيعا

ألن ذلك يف صالح البرشية قاطبة.

وملا كان التلوث يطال الربة واهلواء واملاء واملراعي والغابات من خالل التل�وث بالغازات واملواد املش�عة والضوضاء فإن املس�ؤولية تكون أكر عىل اجلهات املختصة والعلمية يف احلفاظ عىل البيئة واحليلولة دون تلوثها؛ ولكن ذلك ال يعفي املواطن العادي من املسؤولية بدءا من تأكيد أن ما يسببه التدخني يف اإلرضار بالبيئة وباهلواء ويف التس�بب بأمراض الرسطان؛ ومرورا برشيد استهالك املواد الكياموية، وانتهاء بالتقليل من الضوضاء يف البيئة املحيطة به، ويؤكد أن الوقاية خر من العالج، مع تأكيد دور البيت واملدرس�ة ووس�ائل

اإلعالم املختلفة يف التوعية للحفاظ عىل البيئة واحليلولة دون تلوثها.

149

11 . 2 دور التنوير العلمي يف مكافحة اجلريمةف مصطل�ح التنوير قدي�ام بأنه: »حمو أمي�ة الفرد، ومعرفت�ه للقراءة �ر عموالكتابة حيث كان املرء يوصف بأنه متنور إذا كان يعرف القراءة والكتابة«.

ولكن هذا املفهوم مل يعد مناسبا يف هذا العر؛ ألن مفهوم األمية جتاوز ع�دم معرف�ة الق�راءة والكتابة، ليتناول ع�دم معرفة املرء ملس�تحدثات العلم

والتقنية، وعدم قدرته عىل فهم أسسها وأساليب التعامل معها.

فوا التنوير العلمي عىل أنه: »ذلك احلد األدنى من اخلرات ويتفق من عرالعلمية )معارف، مهارات، اجتاهات، أس�اليب تفكر( التي ينبغي للمواطن الع�ادي يف املجتمع أن يكتس�بها فتزيد مس�توى وعيه العلم�ي، وقدرته عىل فهم ومس�ايرة احلرك�ة العلمية وتطوراهت�ا؛ األمر الذي ينعكس عىل س�لوك ه�ذا املواط�ن إجيابي�ا جتاه نفس�ه وبيئته وجمتمع�ه؛ فيمكنه م�ن مواجهة ما قد يتع�رض له من قضايا ومش�كالت وعقبات خ�الل مواقف حيات�ه اليومية، واخت�اذ القرارات املناس�بة حياهلا من جانب، واحليلولة دون اس�تغالل جهله فيها لإليقاع به أو االحتيال عليه يف بعض املعامالت أو الصفقات من جانب

آخر.

ويتفرع عن التنوير العلمي عدد من التنويرات التي تتعلق بأنواع التقدم التقني وتفجر املعلومات التي شهدها هذا العر؛ ومن ذلك: التنوير التقني،

والتنوير احلاسويب وما يتفرع عنهام من مهارات ومعارف.

ومل�ا نت�ج عن العالق�ة التفاعلية بني العل�م والتقنية وحاج�ات املجتمع العدي�د من املش�كالت والقضاي�ا االجتامعية الت�ي تأيت يف مقدمته�ا اجلرائم اإللكروني�ة واالحتيال اإللكروين؛ فقد غدا الوع�ي بالعلم التقني والتنوير

150

العلمي الزما لكل فرد يف هذا العر ليزيد من قدرته عىل التعامل مع قضايا العل�م احلديث، ومن قدرته عىل اختاذ القرارات املناس�بة حيال تلك القضايا

واملشكالت.

ويمكن للتنوير العلمي حتقيق عدد من األهداف مثل:� تنمية فهم األفراد لطبيعة العلم والتقنية وتأثرها عىل الفرد واملجتمع.

� تزوي�د األف�راد بمبادئ وأس�س العل�م والتقنية احلديث�ة واقتداره عىل االستفادة من إجيابياهتا والتخلص من سلبياهتا.

� تنمية قدرة األفراد يف التعامل اآلمن مع تطبيقات التقنية احلديثة وحسن ترشيد استخدامها.

� تنمي�ة وع�ي األفراد بمواطن اخلطر يف بعض املنتج�ات التقنية وقواعد التعامل معها.

وه�ذا يعن�ي أمهي�ة اكتس�اب الف�رد ألساس�يات التنوي�ر العلم�ي التي جتعل�ه قادرا عىل االس�تفادة من منتجات التقنية احلديث�ة، وقادرا عىل التخيل عن روح املس�تهلك واملتفرج عىل التقنية فقط، ولئال يكون فريس�ة لفرس�ان اجلرائم اإللكرونية واالحتيال اإللكروين من خالل التزامه بضوابط تطبيق

واستخدام منتجات العلم والتقنية يف هذا العر.

��وإذا مل تق�م املناه�ج الدراس�ية يف دولن�ا العربي�ة بإدخ�ال املج�االت والتطبيقات التقنية احلديثة واملستحدثة ضمن مناهج التعليم؛ فإن باستطاعة الف�رد أن يت�زود بحاجته من تلك املج�االت والتطبيقات من خ�الل التنمية

الذاتية التي غدت سهلة وميرسة يف هذا العر.

151

11 . 3 التفكك األرسيالتف�كك األرسي: مفه�وم توص�ف ب�ه العائلة الت�ي تتناق�ص أطرافها

الثالثة لعدم تكاملها ومتاسكها بصورة إرادية أو غر إرادية.

أم�ا الص�ورة اإلرادي�ة: فتتمثل هبج�ر ال�زوج لزوجته وأبنائ�ه؛ وبذلك يفقدون رعايت�ه ومحايته وتوجيهه ومودته، أو تكون بخروج الزوجة غضبى م�ن بيت الزوجية مصطحبة أوالدها أو تاركة إياهم لوالدهم ليتدبر ش�ؤون

حياهتم وحيدا أو بمساعدة واحدة أخرى غر أمهم.

وق�د تك�ون الص�ورة اإلرادية � أيض�ا � هبروب أو اختف�اء أحد عنارص األرسة دون ت�رك أي أث�ر، أو تك�ون بالط�الق البائ�ن ال�ذي ينه�ي العالقة

الزوجية وهيدم كيان األرسة.

وق�د يضاف إىل هذه الصورة اإلرادية ص�ورة يعتقد بعض الناس تومها أهن�ا مفيدة ويف صال�ح األرسة، وهي عمل أحد الزوجني مل�دة طويلة خارج

البالد وبعيدا عن مكان إقامة بقية أفراد األرسة.

أم�ا الصورة غر اإلرادية التي ال س�يطرة ألحد عليه�ا والتي ينتج عنها تفكك األرسة فهي:

1 � وفاة أحد الزوجني أو كليهام.

2 � سجن أحد الزوجني ملدة طويلة.

3 � التجنيد واملشاركة يف حروب خارج حدود الوطن وملدة طويلة.

4 � التهج�ر املنظ�م بس�بب احل�روب أو الك�وارث واف�راق الزوجني أحدمها عن اآلخر وحرمان األبناء من آبائهم ملدة طويلة.

152

5 � الن�زوح املفاج�ئ خوفا من األعداء املحتلني ما يتس�بب عنه تش�تت العائلة وتفرق أفرادها.

وم�ن أبرز النتائج األمنية للتفكك األرسي س�هولة تأث�ر األبناء ببعض األق�ران الفاس�دين؛ م�ا ي�ؤدي إىل وق�وع بعضهم فريس�ة للجرائ�م وإدمان

املخدرات، ويؤدي إىل فشل األبناء يف الدراسة والتحصيل العلمي.

وه�ذا يدعو إىل رضورة العناية بالش�ؤون العائلية ورعايتها وإصالحها من خالل التكامل األمني.

153

املراجــعأم�ني، أمح�د حلم�ي )1412ه��، 1992م(، الوس�ائل األمنية حلامي�ة اآلثار واألع�امل الفني�ة، »ورقة عمل مقدم�ة ضمن فعاليات ن�دوة محاية اآلث�ار واألع�امل الفني�ة«، الرياض: جامع�ة نايف العربي�ة للعلوم

األمنية.

أم�ني، خدجي�ة عرف�ة حممد)1430ه�/2009م(،األم�ن اإلنس�اين: املفهوم والتطبي�ق يف الواق�ع العريب والدويل ، جامعة ناي�ف العربية للعلوم

األمنية، الرياض.آل س�مر ، فيصل بن معيض)1428ه�/2007م(،اسراتيجيات اإلصالح والتطوي�ر اإلداري ودورها يف تعزيز األمن الوطني ، جامعة نايف

العربية للعلوم األمنية، الرياض.

بره�وم، حممد )1410ه�(، دور الضحايا يف ارت�كاب اجلريمة، »ورقة عمل مقدم�ة ضم�ن فعاليات ن�دوة ضحاي�ا اجلريمة، الري�اض: جامعة

نايف العربية للعلوم األمنية.

ثابت، نارص )1405ه�، 1985م(، التحدي االجتامعي واحد من التحديات احلضاري�ة والغزو الثقايف يف دول اخلليج العريب »ورقة عمل مقدمة ضمن وقائع ندوة التحديات احلضارية والغزو الثقايف لدول اخلليج

العريب«، الرياض: مكتب الربية العريب لدول اخلليج.خضور، أديب حممد)1428ه�/2007م(،محالت التوعية املرورية العربية ،

جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

154

الزهراين، خرضان بن محد؛ صديق الطيب منر)1428ه�/2007م(،األمن الغذائي واملائي يف اململكة العربية الس�عودية ، جامعة نايف العربية

للعلوم األمنية، الرياض.

الرساج، زهر حممد؛ خالد إس�امعيل غنيم )1408ه�، 1988م(، كيف تقي أبناءك من االنحراف، الرياض.

س�عيد، حممود ش�اكر )2007م(، حتديات اللغة العربي�ة وأبعادها األمنية يف عر العوملة، الرياض: جامعة نايف العربية للعلوم األمنية.

الش�اعر، عبد الرمح�ن إبراهيم)1430ه�/2009م(، األس�اليب احلديثة يف التخطي�ط للتدري�ب األمني، جامعة نايف العربي�ة للعلوم األمنية،

الرياض.

الشنواين، مدحت )1412ه�، 1992م(، أمن املنشآت الفندقية، »ورقة عمل مقدمة ضمن فعاليات ندوة محاية اآلثار واألعامل الفنية«، الرياض:

جامعة نايف العربية للعلوم األمنية.صالح ، جالل الدين حممد)1430ه�/2009م(،اإلرهاب الفكري:أشكاله

وممارساته ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

صقر، رش�اد أمحد )1408ه�(، األم�ن الصناعي، »ورقة عمل مقدمة ضمن فعاليات حمارضات الثقافة األمنية، املوسم الثاين«، الرياض: جامعة

نايف العربية للعلوم األمنية.

صوفان، عاكف يوس�ف )1405ه��، 1985م(، التحدي الثقايف اإلعالمي »ورق�ة عم�ل مقدم�ة ضم�ن ن�دوة التحدي�ات احلضاري�ة والغزو

الثقايف«، الرياض: مكتب الربية العريب لدول اخلليج.

155

الطروان�ة، س�ليامن )1426ه��،2005م(، اللغ�ة العربي�ة يف الق�رن احلادي والعرشين يف املؤسسات التعليمية: الواقع والتحديات واسترشاف

املستقبل.الطراونة ، حممد إبراهيم)1429ه�/2008م(،اجتاهات املواطن العريب نحو

رجل األمن ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

عب�د املحمود ، عباس أبو ش�امة )1430ه��/2009م(، مواجهة الكوارث غر التقليدية، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

والعن�ف اإلع�الم زيد)1431ه�/2010م(،وس�ائل أب�و عث�امن عث�امن، األرسي ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

ع�ز الدي�ن، أمح�د ج�الل )1410ه��، 1990م(، إدارة األزم�ة يف احل�دث اإلرهايب، الرياض: جامعة نايف العربية للعلوم األمنية.

عالم، فؤاد )1412ه�، 1992م(، أخطار السياح، »ورقة عمل مقدمة ضمن فعاليات ندوة محاية اآلثار واألعامل الفنية«، الرياض: جامعة نايف

العربية للعلوم األمنية.

عيل، حمم�د عيل )1412ه�، 1992م(، العالق�ات العامة يف الرشطة وأثرها عىل مجهور الس�ياح، »ورقة عمل مقدمة ضمن فعاليات ندوة محاية اآلث�ار واألع�امل الفني�ة«، الرياض: جامع�ة نايف العربي�ة للعلوم

األمنية.

ع�يل، نبي�ل )1414ه��، 1994م(، الع�رب وع�ر املعلوم�ات، الكويت: سلسلة عامل املعرفة.

156

ع�وض، حممد حمي�ي الدين)1425ه�/2010م(،وس�ائل اإلعالم والعنف األرسي ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

غان�م، عبد اهلل عب�د الغني)1430ه�/2009م(،مش�كالت أرس الس�جناء وحم�ددات برامج عالجها ، جامع�ة نايف العربي�ة للعلوم األمنية،

الرياض.فوزي ، نج�اح حممد)1428ه�/2007م(،وعي املواطن العريب جتاه جرائم

االحتيال ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.فهم�ي، س�مر عث�امن )1412ه��، 1992م(، األم�ن الس�ياحي وأثره عىل الدخ�ل الوطني، »ورقة عمل مقدمة ضمن فعاليات ندوة مكافحة

جرائم السياحة«، الرياض: جامعة نايف العربية للعلوم األمنية.قاي�د، هبج�ت عبد اهلل )1410ه��(، مفه�وم القرصنة البحرية وأش�كاهلا يف العصور القديمة واحلدية، »ورقة عمل مقدمة ضمن فعاليات ندوة القرصن�ة البحرية وأمن املالح�ة«، الرياض: جامع�ة نايف العربية

للعلوم األمنية.الكبييس ، عام�ر خضر)1431ه�/2010م(،التدري�ب اإلداري واألمني: رؤي�ة مع�ارصة للقرن احل�ادي والعرشي�ن ، جامعة ناي�ف العربية

للعلوم األمنية، الرياض.املحيمي�د، أمح�د إبراهي�م )1418ه��، 1997م(، التل�وث البيئ�ي: أرضاره

وطرق معاجلته، النادي األديب بأهبا.الفتي�ات: زواج حممد)1430ه�/2009م(،تأخ�ر م�ريس حمم�د م�ريس، العوام�ل االجتامعي�ة واالقتصادي�ة ، جامعة ناي�ف العربية للعلوم

األمنية، الرياض.

157

والس�المة التعلي�م والبحوث)1430ه��/2009م(، الدراس�ات مرك�ز املرورية، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

مرك�ز الدراس�ات والبحوث)1430ه�/2009م(،ظاه�رة النش�ل وآثارها االجتامعية ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

مركز الدراسات والبحوث)1427ه�/2006م(،اإلعالم واألمن ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

مركز الدراسات والبحوث)1427ه�/2006م(،مفهوم الرشطة املجتمعية، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

املس�فر، باكر )1412ه�، 1992م(، األمن يف صناعة السياحة، »ورقة عمل مقدمة ضمن فعاليات ندوة محاية اآلثار واألعامل الفنية«، الرياض:

جامعة نايف العربية للعلوم األمنية.

مط�اوع ، ضي�اء الدي�ن حمم�د عطية)1425ه��/2004م(، املس�تحدثات البيوتكنولوجية وضوابطها األخالقية، مكتب الربية العريب لدول

اخلليج، الرياض.

مط�ر، حمم�د حيي�ى وآخرون)1425ه�/2004م(،جرائ�م غس�ل األموال، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

املقي�د ، صق�ر حممد)1430ه�/2009م(،الرشط�ة النس�ائية وتطبيقاهت�ا يف الدول العربية ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

منر ، هتاين حممد عثامن؛ عزة حممد سليامن)1428ه�/2007م(،العنف لدى الشباب اجلامعي ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض.

158

موس�ى، حمم�د كام�ل )1412ه��، 1992م(، أم�ن املتاح�ف، »ورقة عمل مقدمة ضمن فعاليات ندوة محاية اآلثار واألعامل الفنية«، الرياض:

جامعة نايف العربية للعلوم األمنية.

الدي�ن، عب�د احللي�م )1412ه��، 1992م(، دور وس�ائل اإلع�الم ن�ور واملؤسس�ات التعليمي�ة والثقافي�ة يف تنمية الوعي األث�ري، »ورقة عم�ل مقدم�ة ضمن فعاليات ن�دوة محاية اآلثار واألع�امل الفنية«،

الرياض: جامعة نايف العربية للعلوم األمنية.