(5عمدة الفقه )ادس ) (6الدرس الس

فضيلة الشيخ/ عبد الحكيم العجالن

}بسم الله الرحمن الرحيمالسالم عليكم ورحمة الله وبركاته.

اء في حلق��ة أرحب بكم إخواني وأخواتي المشاهدين األعز جدي��دة من حلق��ات البن��اء العلمي، وأرحب بش��يخنا الفاض��ل فضيلة الش��يخ/ عب��د الحكيم بن محم��د العجالن، ف��أهال= وس��هال=

بكم فضيلة الشيخ{.. اك الله وأهال= وسهال= حي

ك��اح، }في الدرس الماضي أخذنا مقدمة في باب والي��ة الننا في هذه الحلقة -بإذن الله- نقرأ في هذا الباب{. ولعل

كاح، وبدأنا في الفصل. نحن أخذنا والية النل في}ق���ال الموف���ق ابن قدام���ة -رحم���ه الل���ه: )فص���

��ورهم غار، ذك ��زويج أوالده الص�� ك��اح: ولألب ت االستئذان في النتئذان البالغ��ة، وإناثهم، وبناته األبكار بغير إذنهم، ويستحب اس����إذنهم، وليس ب ب إال ي ��ه الث وليس له تزويج البالغ من بنيه وبنات

بإذنها( {.لسائر األولياء تزويج صغير وال صغيرة، وال كبيرة إالبسم الله الرحمن الرحيم.

��ارك على م وب ل لى الل��ه وس�� الحمد لله رب الع��المين، وص�� ا إلى ي��وم م تس��ليم=ا كث��ير= نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وسل

الدين، أما بعد:اكم من عب���اده فأس���أل الل���ه -ج���ل وعال- أن يجعلن���ا وإي العالمين، وأن يعقبنا الفقه في الدين، وأن يجعلنا ممن تعلموا فعمل��وا، وممن عمل��وا فعلم��وا واهت��دوا ودع��وا إلى اله��دى، واس��تعانوا ب��ذلك إلى أن يلق��وا الل��ه -ج��ل وعال- ونس��أله أنيحفظ العباد والبالد، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

كاح، وذكر ما كان الكالم في الدرس الماضي على والية النك��اح، وتفاص��يل كن وهو من أهم أركان الن ق بأصل هذا الر يتعل

الكالم عليه.1

ثم ذكر المؤلف -رحمه الله تع��الى- ت��رتيب األولي��اء، وذك��ر انتقال الوالية من األق��رب إلى األبع��د، واألح��وال ال��تي تنتق��ل فيه��ا، وخض��نا في مس��ائل متنوع��ة إلى أن ولجن��ا إلى ه��ذا

الفصل. وهذا الفصل الذي عقده المؤلف -رحم��ه الل��ه تع��الى- ه��وفي والية اإلجبار، وفي والية األب، وما يتعلق بها من تفاصيل. ابت��دأنا نتف��ة= يس��يرة= في آخ��ر ال��درس الماض��ي في ه��ذا الفص��ل، ف��ذكرنا م��ا يتعل��ق ب��تزويج األب البن��ه الص��غير وابن��هه انتهى إلى ذل��ك =��ا، وأظن أن الكب��ير إذا ك��ان معتوه=��ا أو مجنون

الحديث. ما يتعلق بتزويج اإلناث ه��و مح��ل بحثن��ا، وابت��دائنا في ه��ذا

المجلس -بإذن الله جل وعال.ا، وبين يدي ه��ذا الح��ديث مس��ألة ي��دور الكالم عليه��ا كث��ير=ات مختلف��ة، وال ة، وأديرت عبر منص�� ربما أخذت أصداء= إعالمي��راد به��ا به ي يخل��و الكالم فيه��ا من إرادة للباط��ل، أو من ش��بي - شويه لما جاء في أحك��ام الش��ريعة، ولم��ا ج��اء عن الن الت صلى الله عليه وسلم- وهو ما يسمى ب��"ت��زويج القاص��رات"،

=ا يعبرون عنه ب� " ".تزويج الصغيراتوأحيان هذه مسألة مهمة، وهي مفيدة للطالب من جهة ما يتعل��ق

بتزويج القاصر، فما حكم تزويج القاصر؟ لك مس��الك الفقه��اء -رحمهم الل��ه إذا كنت فقيه=��ا أو تس�� تعالى- في معرفة م��ا يتعل��ق بالفق��ه ومبن��اه؛ فإن��ك ال تق��ول: "ج��ائز" أو "غ��ير ج��ائز"، ولكن تب��دأ بمقدم��ة، فتق��ول: ت��زويجرعية، فم��اذا تري��دون القاص��ر ليس من المص��طلحات الش��

بالقاصر؟ ه��ذا ح��تى ال تلتبس علي��ك األم��ور وال تت��داخل علي��ك؛ ألن القاصر ال يوازي الص��غيرة، فعن��دهم ابن��ة س��تة عش��ر وس��بعةامن��ة عش��ر ن الث ا بأن القاص��ر من دون س�� عشر قاصر، اعتبار=

في القوانين الوضعية. ونحن هنا حينما نتكلم على هذه المسألة نتكلم على مبناهارعي، فنق��ول: أما ت��زويج الص��غيرة فمن حيث األص��ل فال الش

2

يخل��و من كون��ه إما أن يك��ون الم��زوج أبوه��ا، وإما أن يك��ونغيره.

��زوج الص��غيرة،فإن كان المزوج أبوها ه يج��وز ل��ه أن ي : فإنة، وعلى ن وهذا مما تتابعت علي�ه األدل��ة من الكت��اب ومن الس�

ئيذلك إجم��اع س��لف األمة؛ ألن الل��ه -ج��ل وعال- ق��ال: ﴿والالهر سائكم إن ارتبتم فعدتهن ثالثة أش�� يئسن من المحيض من ن

ن ئي لم يحض���� ، فتكلم على ت����زويج البنت من[4]الطالق: ﴾والالها صغيرة، أو أن لها عدة وهي ص��غيرة، ف��إذا ك��ان له��ا حيث أنعدة وهي صغيرة فمعنى ذلك أنها زوجت، فهذا داللة القرآن.

بي -ص��لى الل��ه علي��ه ة في هذا فكثيرة، ف��الن ن أما داللة الس وسلم- تزوج عائشة وهي صغيرة، وتتابعت األحاديث بم��ا ج��اء

عن الصحابة وغيرهم. ، ولكن نقول: إن تزويج غير األب محلفال إشكال في ذلك

��وازي األب في كالم أله��ل العلم، واألص��ل أن غ��ير األب ال يفقة عليه��ا، فألج��ل ذل��ك لم يكن ل��ه الحرص على ابنت��ه والش��ه ال��ذي يق��وم عليها والية إجبار، فكان ذلك خاصا باألب ووص��يه أتم في ��وص إلي��ه بالوالي��ة إال لعلم��ه أن مقام��ه، وال��ذي لم ي

فقة وأكمل في العناية. الشبي -ص��لى الل��ه ئل الن إذن غير األب ال يزوج، ولذلك لما س��

،1»ال ت�زوج اليتيم�ة ح�تى تس�تأمر«عليه وسلم، فقال مؤكد=ا: �زوج إال بع�د أن تس�تأمر فه�ذا يع�ني أن ذل�ك ال وإذا كانت ال ت

يكون إال بعد بلوغها.ره��ا وج��اء في األح��اديث األخ��رى لم��ا زوجت الص��غيرة خي

بي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن بلغت. الن فهنا مسألة تكلمنا على بعضها، ودخلنا على شق منه��ا في��زوج اس يق��ول كي��ف ت المجلس الماض��ي، وقلن��ا: إن بعض الن

ريعة؟! الصغيرة؟! وما هذه الش ويضعون في أذهانهم وقائع في الحال، إما أناس ال يرعون حق الله-جل وعال- فيزوجون على وجه ال تحصل ب��ه مص��لحة،فقة واألب��وة، وإما ينظرون إلى آباء قد ذهبت منهم معاني الش

[، ولفظه: تستأمر اليتيمة في نفسها، فإن سكتت11/461 رواه أبو داوود وغيره ، أنظر جامع األصول ]1فهو إذنها، وإن أبت فال جواز عليها.

3

��زوج ابنت��ه فال يعبؤون ببناتهم، فق��الوا: كي��ف نجع��ل له��ذا أن يكاح؟! ويجبرها على الن

: إن ه��ذا بن��اء للحكم على غ��ير وج��ه ص��حيح؛ ألنفنق��ولنة، وإنما باعتبار الجملة، فاألصل رع لم يأت على حال معي الشا أن األب مشفق على ابنته، وأن األب أعظم م��ا يك��ون حرص��=وى ذل��ك عليها، وأعرف لما يك��ون في��ه مص��لحتها، وأن م��ا س��

خالف األصل.رع أيض=ا م��ا ي��دل على أن األب إذا ظن ب��ه ثم جاء في الش ع��دم القي��ام بالوالي��ة أو إحس��انها أو تم��ام العناي��ة به��ا؛ فإن��ه��ع منه��ا، ويت��دخل في ذل��ك القاض��ي، يحجب عن الوالي��ة ويمنارع -سبحانه- األم�رين جميع=�ا، أن يك�ون ل�ه والي�ة فحفظ الشه ال يتج��اوز في إجبار، وأن إجباره فيه مصلحة لها ظ��اهرة، وأن ذل��ك حقه��ا، وال يك��ون في��ه من��ع له��ا، وق��د يك��ون الخ��ير في تزويجه��ا، وأن من ال يظن ب��ه كم��ال الش��فقة كس��ائر األولي��اء

فإنه ليس له والية إجبار. هذا من حيث الجملة.:نأتي إلى تزويج البنات األبكار بغير إذنهن

=ا: ا أو ثيب وهذا ال يخلو من أمرين، إما أن تكون البنت بكر=- ل العلم��ع أه��د جمي��نوات: عن��ع س��انت دون تس��من ك

افعية والحنابلة- تزوج، لما ذكرنا الحنفية والمالكية والش من اآلي��ة، ف��دل على أن له��ا ع��دة، ف��إذن هي مزوج��ة،

يمكن أن تزوج ويمكن أن تطلق.ل��اهير أه��ول جم��وز في ق��وغ: يج��ع ودون البل��بنت تس

العلم -أو أكثر الفقهاء- لألب تزويجها، ويك��ون ل��ه والي��ةإجبار عليها.

بي -صلى الله عليه وسلم- لما قال: ىالن م حت »ال تنكح األيه وكيف ى تستأذن قالوا يا رسول الل تستأمر وال تنكح البكر حت

كت« ا –2إذنها ق��ال أن تس�� ، ق��الوا: لما جع��ل لل��ثيب اس��تئمار=ا- دل على أن البكر ال أمر لها؛ وألن من دون البلوغ يعني: أمر=ه��ا ص��غيرة لم تكلف، فال ال حقيق��ة إلذنه��ا أو اس��تئمارها؛ ألن تحسن حتى ما قص��دته وم��ا أرادت��ه وم��ا طلبت��ه، فالغ��الب أنه ال يحملها على الزواج في ذلك إال األب أعرف بمصلحتها، وأن

لمصلحة.(4843 رواه البخاري )2

4

هثم نقول = للقيام بذلك فإن ه لو ثبت أن أباها ليس أهال : إنه زوجها على غير وجه صحيح ف��إن يمنع، فلو زوجها ثم ثبت أنبي -صلى الل��ه علي��ه وس��لم- كم��ا ج��اء عن��د لها الخيار؛ ألن الن أه��ل الس��نن أن رجال= زوج ابنت��ه وهي ص��غيرة من ابن أخي��هبي -صلى الله عليه وسلم- بعد رها الن ليرفع بها خسيسته؛ فخي

ذلك. - أما إذا كانت البكر بالغ=ا: فمن أهل العلم من يق��ول: إنه��اك��اح، ولربم��ا تج��بر؛ ألن ليس معرف��ة ب��األزواج، وال ب��أمور النة فتؤخذ بعاطفتها أو برغبته��ا أو نح��و يكون فيه شيء من الغر

ذلك، فكان األب هو الذي يلي ذلك ويجبرها.بي -ص��لى الل��ه علي��هومنهم من يقول : ال إجبار لها؛ ألن الن

ها وإذنه��اوس��لم- ق��ال: تأذنها أبوه��ا في نفس�� ��ر يس�� »والبكا،3صماتها« ، فهذا منطوق ي��دل على أن له��ا حقا، وله��ا اعتب��ار=

ظر وليس ببعيد. وهذا وجيه من حيث النه وحتى من قال من أهل العلم أن لألب إجب��ار البنت، إال أن

اء فيأم��ر باس��تئذانها وأن يطلب رض��اها س�� تأمروا الن »اس��اعهن« بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم-4أبض�� ، كم��ا ج��اء عن الن

فيستحب عند أهل العلم أن تستأذن، ويؤخذ بخاطرها، وينظ��رك��اح، إلى رغبتها، فإن ذلك أح��رى في أن يحص��ل أنس في الن

وطمأنينة فيه.يب تستأمر، وهذا جاء في الحديث =ا: فالث ب أما إذا كانت ثي

بي -صلى الله عليه وسلم- إذا كانت بالغ=ا بإجماع عن الن أهل العلم، وإذا لم تكن بالغ=ا فهو قول ظاهر عن��د جم��ع

الفقهاء أنها تستأمر.��رإذن قول المؤلف -رحمه الله تع��الى: ��ار بغي ��ه األبك )وبنات

، على التفصيل الذي ذكرناه:إذنهن(. دون التسع: باإلجماع يجوز إجبارهنوز��اهير يج��ول الجم��ما بين التسع إلى البلوغ: هذا في ق

. إجبارهن

(3127 رواه مسلم )3(.930( وصححه األلباني في صحيح الجامع برقم )24231( وأحمد )3266 أخرجه النسائي )4

5

ادة��ف على ج��ل خالف، والمؤل�ذا مح��وغ: ه��د البل��ما بع المذهب أن له اإلجبار، وهو ق��ول لبعض الفقه��اء، خالف=��ا

ألبي حنيفة وجماعة من أهل العلم. ، لم��ا ذكرن��ا، ولل��دليل)ويستحب استئذان البالغة(ثم قال:

الذي تقدم إيراده قبل قليل.��الغثم قال المؤلف -رحمه الله تعالى: )وليس له تزويج الب

بإذنهم( ب إال ي .من بنيه وبناته الثبات، والثيب هي من ذهبت بكارتها- فال أما البنات إذا كن ثي

يزوجها إال بإذنها. أما االبن البالغ: فال يزوج إال بإذنه، فإذا كان عاقال= فك��ذلك؛ك��اح إلى الرغب��ة، ألن البالغ له قص��د ول��ه إرادة، وألن م��رد الن

وهو أعرف برغبته.

ارع بين االبن والبنت ق الش ؟لم فر نق��ول: ألن االبن يع��رف مص��لحته، وأما الم��رأة باعتب��ار قراره�ا في بيته�ا وك�ثرة عاطفته�ا ورقته�ا ربم��ا يف�وت عليه�اك�اح، فك�ان لألب الوالي��ة عليه��ا المعرفة باألزواج والخ�برة بالن

تحصيال= لمصلحتها.ا البالغ إذا كان معتوها أو مجنونا : فهو أيض=ا مح��لأم

خالف، وإذا قيل بتزويج الصغير، فتزويج الكبير أيض=ا ل��ه وج��ه،ه س��اء، أو أن خاصة إذا خي��ف علي��ه، إما رؤي أن��ه يمي��ل إلى الن خيف عليه الضياع، كأن ال يكون له أم، أو أن أمه ال تع��نى ب��ه، فيخشى أن يذهب هنا وهناك؛ فإذا رؤي في ام��رأة أنه��ا يمكن أن تقوم عليه وهي عارفة بحاله، وأرادت أن تتحمل ذل��ك فية، أو من حص��ول نفق��ة، أو مقاب��ل م��ا يحص��ل له��ا إما من ذري إعفاف، أو نحو ذلك كله، فرضيت به على هذا الح��ال، فيمكن

القول بتزويجه في مثل هذه الحال.ثم قال: )وليس لسائر األولياء تزويج صغير وال صغيرة، وال

بإذنها( .كبيرة إالبي - ئل الن وهذا مثل ما قلنا كم�ا ج��اء في الح�ديث لم��ا س��

»ال تزوج اليتيمة حتىصلى الله عليه وسلم- عن اليتيمة قال: ا في قص��ة قدام��ة بن مظع��ون لم��ا زوجتستأمر« ، وجاء أيض��=

6

بي -صلى الله عليه وسلم- رد نكاحها، ف��دل ابنة أخيه، فإن النه البد لإلذن إذا كان المزوج غير األب. ذلك على أن

نة في حق األب أن يستأذن، فمن ب��ابفإذا قلنا : إن الس أولى أن يكون غ��ير األب ليس ل��ه ه��ذه الخصيص��ة، وال يص��ل إلى هذه الدرجة من الوالية، ولما ذكرناه من الف��رق بين األب في كمال شفقته وتمام حرص��ه وبين س��ائر األولي��اء ممن ق��د يكون حريص=ا ومشفق=ا، لكن ال تبلغ شفقتهم م��ا يبل��غ األب منه ال يحمله اإلجبار إال على مصلحة متحققة أو متيقنة البنت��ه، أنه ال يمكن أن يس��تجر ألج��ل مص��لحة ل��ه أو لوع��ود ب��أمور وأن��رخص بنات��ه بخالف الدنيا، أو للتخلص من ابنت��ه؛ ألن األب ال ي بعض األولياء، فلربما تكون عليه تبعة فيريد الخالص منها ومن

تبعتها.

ب الكالم، وإذن البكر الصمات،قال -رحمه الله: ي )وإذن الثهالقول رسول الله صلى الله عليه وس��لم م أح��ق بنفس�� »األي

ها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها« .(من وليالله المستعان!

ا ا ودث��ار= ا وش��عار= هذا في األزمنة التي كان فيها الحياء لباس=اس والمسلمين والمسلمات، أما في هذه األوقات لبيوتات الن

فصار هناك جرأة!ب إذنه��ا الكالم، على كل حال، ما قرره الفقهاء هو أن ال��ثي فإذا استئذنت، فالبد أن تقول: "نعم" أو "رض��يت" أو "ال م�انع عندي من أزوج بفالن"، أو نحو هذا مم��ا يك��ون قاطع=��ا لل��نزاع

وموصال= للمعنى المراد.ها ج��رت على االس��تحياء، ف��إن إظه��ار رغبته��ا أما البكر فإن لفظ=ا قد ترى فيه غضاضة أمام أبيها، أو أخيها، أو أمها، أو نحو ذلك؛ فيقول��ون في ه��ذه الحال��ة: إذا ص��متت، أو إذا ض��حكت؛

فمن باب أولى يكون إذنها ظاهر ورضاها بهذا.بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم: م أح��قول��ذلك ق��ال الن »األي

ها، وإذنه���ا تأذن في نفس��� ���ر تس��� ه���ا، والبك ها من ولي بنفس���.5صماتها«

(، وأخرج��ه الط��براني بمعن��اه، ولفظ��ه: عن162 / ص 13( )ج 7229 أخرج��ه به��ذا اللف��ظ أب��و يعلى )5 إذا أراد أن ي��زوج السائب بن يزيد عن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم-

7

ى تستأمر، وال تنكحوفي بعض األحاديث: م حت »ال تنكح األيه وكيف إذنها؟ ق��ال: أن ى تستأذن. قالوا يا رسول الل البكر حت

.6تسكت«

)وليس لولي امرأة تزويجها بغير كفئه��ا}قال -رحمه الله: ��د كفء بغير رضاها، والعرب بعضهم لبعض أكف��اء، وليس العب

ة، وال الفاجر كفء العفيفة( {.الحرك��اح معت��برة عن��د أه��ل العلم في الجمل��ة، الكف��اءة في النن، ومنها صوص منها ما هو ظاهر بي وجاء بها نصوص، وهذه الن ما يمكن أن يعتض��د بالعموم��ات، لكن إذا تق��رر ه��ذا من حيث الجمل���ة فإن���ه ق���د يختل���ف في���ه من جه���ة بعض التفاص���يل

والمسائل، ومن حيث درجة اعتبار الكفاءة.كاح شرط من شروط ص��حته ك��الولي فهل الكفاءة في الن

؟ونحوهه ليس كذلك، لكن الكف��اءة في المشهور عند أهل العلم أن قول الحنابلة كما هو قول جماهير أه��ل العلم أنه��ا م��ؤثرة فيكاح، فإذا لحق ضرر بنكاح امرأة بمن هو دونه��ا؛ ف��إن ذل��ك النكاح، وهذا مستقر موجب الخيار، ويمكن أن يطلب به فسخ الن

ومعروف.

ما هي خصال الكفاءة التي يمكن حصول تفLLاوت؟في الكفاءة أو النقص

: المس��اواة، أي يك��ون الرج��ل مس��اوأوال: الكفاءة هيجل ال في الم��رأة، يع��ني: أن للمرأة، والكفاءة معتبرة في الر=ا للم��رأة، ال أن تك��ون الم��رأة مكافئ��ة يك��ون الرج��ل مكافئ للرج��ل، فللرج��ل أن ي��تزوج ام��رأة ول��و ك��انت وض��يعة، لكن��زوج إال بكفء يماثله��ا أو يقاربه��ا في س��اء ال ت فيع��ة من الن الر

ذلك.

= قد خطب��ك ف��إن كرهتي��ه فق��ولي: ال؛ امرأة من نسائه يأتيها من وراء الحجاب فيقول لها: "يا بنية إن فالنا (،73 / ص 1( )ج 88فإنه ال يستحي أحد أن يقول: ال، وإن أحببت فإن سكوتك إقرار" المعجم الكبير )

(.300وصححه األلباني في صحيح الجامع برقم )(.1419(، ومسلم )5136 رواه البخاري )6

8

ما مناط الكفاءة؟س��ب، ه��ا متعلق��ة بال��دين والن من أه��ل العلم من ق��ال: إنس���ب، ومنهم من جعله���ا خمس خص���ال، هي: ال���دين، والن

والحرية، والصناعة، واليسار.��زوج بعب��د، وه��ذا أم��ر ظ��اهر، ة فال ت : إذا كانت المرأة حر أوال=نة، ب��دليل قص��ة ك��اح ظ��اهر في الس�� فاعتب��ار الحري��ة في الن بريرة، فإن بريرة لما أعتقتها عائشة -رض��ي الل��ه عنه��ا- ك��انره��ا ة، فخي زوجها "مغيث" عبد=ا، فبقي عب��د=ا وص��ارت هي ح��ربي -صلى الله عليه وسلم- قالت: أتأمرني يا رس��ول الل��ه؟ الن

ما أنا شافع«قال: بي -صلى»ال، إن . قالت: ال أريده، ففسخ الن الله عليه وسلم- نكاحها، فاستدل به أهل العلم على أن العبدة ك��اح إذا ك��انت ح��ر ة، ولذا كان لها فسخ الن ليس بكفء للحر

وزوجها عبد.

هوفيها قصة لطيفة ها، ح��تى إن =ا كان يحب : حيث إن مغيثه ك��ان يتتبعه��ا في األس��واق ويبكي، فق��ال ذكر في الحديث أن

اس: م- للعب ل �ه وس�� ه علي لى الل ه -ص�� »أال تعجب منرسول اللاه« ها إي ، رض��ي الل��ه تع��الى عنهمحب مغيث بري��رة وبغض��

وأرضاهم. هذا بالنسبة للحرية. أيض=ا الدين: فالكافر ليس بكفء للمسلمة، وكذلك العفيفةن��ة ليس الف��اجر والفاس��ق بكفء له��ا، فل��و أنه��ا زوجت والديالح بفاجر أو شارب للخمور أو نح��و ذل��ك، وهي من أه��ل الص��كاح؛ ألن الله - والهدى؛ فإن لها الخيار في ذلك، ولها فسخ الن

ق=ا الج���ل وعال- ق���ال: ���ان فاس��� =���ا كمن ك ���ان مؤمن �أفمن ك ﴿ ها ال تزوج به.[18]السجدة: ﴾يستوون ، فأخذ من هذا أهل العلم أن

سب- هذه من الثة األخرى -الصناعة واليسار والن األشياء الث حيث قوة داللتها من عدم��ه متجاذب��ة بين األدل��ة، لكن نورده��ا

على وجه االختصار: : ق��الوا: إن الع��رب بعض��هم أكف��اء لبعض،من جهة النسب

والعجم بعضهم أكفاء لبعض، وهو قول لجمهور أهل العلم عندافعية والحنابل��ة، وأخ��ذ ذل��ك مم��ا ج��اء في بعض الحنفية والش اآلثار أن عم��ر بن الخط��اب -رض��ي الل��ه عن��ه- ق��ال: "ألمنعن

9

فروج ذوات األحساب، إال من األكفاء"، ولما قال س��لمان: "ال نتقدمكم في الصالة، وال نتزوج نسائكم، فإن الل��ه اص��طفاكما بمحمد"، يعني أن هذه الخيرة ليس��ت ألج��ل ش��يء، ولكن عن لما فضل الله هذه األمة بمحمد -صلى الله علي��ه وس��لم- وإن

م فيها. كانت هذه اآلثار فيها ضعف وتكل وبعضهم قال: إن مجموع هذه األدلة يدل على أن ه��ذا ل��ه

أصل.ك�اح؛ ألن س�ب في الكف�اءة في الن وبعضهم قال: ال أث�ر للنة بي -صلى الله عليه وسلم- زوج فاطم��ة بنت قيس الفهري النة من أسامة بن زي��د، وزوج زي��د بن حارث��ة -ال��ذي ه��و القرشيا أب��و حذيف��ة بن عتب��ة بن أب��وه- من زينب بنت جحش، وأيض��= ربيعة زوج س��الم=ا -ال��ذي ه��و م��واله- من ابن��ة أخي��ه هن��د بنتريفة لو ت��زوجت عتبة، فمن هذا أخذ أهل العلم أن المرأة الش

من دونها فإن ذلك جائز وال غضاضة فيه. هذا المبحث فيه شيء ق��د تمي��ل في��ه النف��وس، فق��د يج��دث ويعظم ه��ذه العربي في الكالم على هذه المسألة ما يتش��ب المس��ألة، وق��د يراه��ا س��واه أنه��ا مس��ألة فيه��ا ش��يء من

الغضاضة بهم، أو استنقاصهم او نحو ذلك.مونونحن نقول ل : أوال= ينبغي أن يعلم أن المؤمنين مس��

لما جاء عن الله -جل وعال- وجاء عن رسوله -صلى الله عليهوسلم - وإذا استقر األمر على شيء فنقول: سمعنا وأعنا.

وأما إذا كانت مسألة متجاذب��ة عن��د أه��ل العلم، ف��إن ك��ان مأخذ اإلنسان فيها طلب الحق والهدى فال غضاض��ة علي��ه في هذا وال ذاك، وإن كان مأخ��ذ اإلنس��ان فيه��ا ه��و اله��وى وح��ظ

النفس فإنه يلحقه في ذلك الغضاضة في كل حال! : أنكم والمش���اهدون -على اختالفوهن���ا ملح���ظ لطيف

بل��دانهم- تعرف��ون ه��ذا قطع=��ا؛ أن ك��ل أم��ة وبل��د وجنس مناس لهم أعرافهم، ولهم عوائ��دهم، ولهم أح��والهم، فحينم��ا الن ي��دخل عليهم داخ��ل ال يج�د تم�ام أنس�ه، وال يف��رح ب�ه تمام=��ا،ن���ازع، وربم���ا انتهت األم���ور، فيحص���ل ب���ذلك ش���يء من الترع وانقطعت العالق��ة، فلما ك��ان األم��ر ذل��ك س��ائغ=ا ج��اء الش��ك��اح فتمن��ع باعتب��ار ه��ذه األش��ياء، وهي ليس��ت أص��ال= في النارع فيه��ا فرج��ة صحته؛ ولكن إذا ظهر ضررها فقد جع��ل الش��

10

وفسحة= للتخلص من تبعتها، أو مما يحص��ل في ثناي��ا ذل��ك مناألضرار ونحوها.

ه��ا معت��برة في اليس��ار والص��ناعة ذك��ر بعض أه��ل العلم أن��دخل في ذلك، وعلى كل حال ينبغي من حيث التوجيه أنه ال ي=ا من األخذ والرد والزيادة والنقص م��ا أمر يلحق باإلنسان شيئعة، فالحم��د لل��ه لم يق��ف األم��ر على أن دام اإلنس��ان في س�� تتزوج فالنة أو أن تتزوج أخرى، وإذا فات عليك هذه فس��يفتح

الله لك غيرها كثير، وكذلك المرأة على هذا. وفي الج��انب اآلخ��ر وق��د تق��اربت المجتمع��ات وتت��داخلت،دة واالنتق��اص فنبغي أال تؤخ��ذ ه��ذه األم��ور بش��يء من الش�� والمطالبة وإرادة الفسخ، خاصة وأن القول بعدم اعتب��ار ه��ذهكاح قول وجيه وقوي، ودالئ��ل ذل��ك في الخصال مؤثرة في الننن كث��يرة، وت��زويج القرش��يات الالتي هن أش��رف الع��رب الس

بي -صلى الله عليه وس��لم- ق��ال: »إن الل��هوأرفعهن؛ فإن الن��ة، ا من كنان اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريش=طفاني من بني م، واص��� طفى من ق���ريش بني هاش��� واص���

م« ، فك��انوا هم المص��طفين وغ��يرهم دونهم في ذل��ك7هاش����زوج بكثير، وبينهم درجات؛ ومع ذل�ك لم يكن ذل�ك مانع=�ا أن ت بنات قريش ممن دونهم، فإذا ك��ان األم��ر ك��ذلك فغ��يرهم من

باب أولى أال يكون لهم فضل على من سواهم. هذا كله يحملنا إلى أن نت��داعى إلى ه��ذا األم��ر بش��يء منة في ه��ذا فينبغي أن السهولة واليس��ر، ف��إذا حص��لت إش��كالي يجعل في ميدان��ه، فل��ه جه��ة ترص��ده وتحكم في��ه، وينبغي أن ينتهى فيه إلى المصالحة، وليست المحاققة والمنازع��ة، ف��إن هذا من األمور التي تت��ألب فيه��ا النف��وس، وال فائ��دة من وراء

ذلك. هذا ما يتعلق باعتبار الكفاءة على ما ذكر المؤل��ف -رحم��ه

��د كفءالله تعالى: )والعرب بعضهم لبعض أكف��اء، وليس العبة، وال الف��اجر كفء العفيف��ة( ، على م��ا تق��دم، وقلن��ا: إنالحر

اليسار والصنعة دخلت في هذا، ولذلك لما كان أبا هند حجام=��ابي -صلى الله عليه وسلم: »أنكحوا أبامن بني بياضة، قال الن

بي -صلى الله عليه وسلم .8هند« ، أو كما جاء عن الن(2276 رواه مسلم )7(2102 رواه أبو داود )8

11

��ه}قال -رحمه الله: ها، فل )ومن أراد أن ينكح امرأة= هو ولي{.أن يتزوجها من نفسها بإذنها(

" بأن يك��ونتولي طرفي العقدهذا عند الفقهاء يسمى ب� "كاح وقابال= له، فهذا يجوز في بعض األح��وال =ا للن اإلنسان موجبت��ه، وه��ذا فيم��ا إذا ك��انت إذا تص��ور أن يص��ح من��ه نك��اح مولي=ا أو عما أو أخ=��ا ا، لكن إذا كان أب ته بنت عمه، أو كان وصي موليت��ه ه ال يتزوجها، وهذا جاء عن عبد الرحمن بن عوف لما ول فإن أم حكيم نفس��ها، فطلبت أن يخت��ار، فق��ال: "ق��د تزوجت��ك"،كاح ويقبله بلف��ظ واح��د على م��ا ج��اء عن فيجوز أن يوجب الن

عبد الرحمن -رضي الله عنه وأرضاه.

��ه أن}قال -رحمه الله: غير، فل ��ده الص�� ��ه عب )وإن زوج أمت{.يتولى طرف�ي العقد(

يد ه��و يد، ف��إن الس�� إذا زوج أمته عبده، وهذا بالنس��بة للس�� ولي أمته -كما قلنا سابق=ا- وعبده أيض=ا له والية علي��ه إذا ك��انك��اح، ا فه��و يلي نفس��ه في أم��ر الن ا، أما إذا ك��ان كب��ير= ص��غير= فيجوز أن يتولى طرفي العق��د، فيق��ول: "زوجت��ك ي��ا بالل من خديجة" على سبيل المثال، وال يحت��اج أن يعي��د ويق��ول: قبلتك��اح لخديج��ة من بالل! ف��إذا ق��ال: "زوجت بالال= من ه��ذا الن

خديجة" فيكفيه ذلك، وكان صحيح=ا.

داقك}ق��ال: ��ك وجعلت عتق��ك ص�� ��ه: أعتقت )وإن ق��ال ألمتول الل��ه ص��لى ك��اح؛ ألن رس�� بحضرة شاهدين، ثبت العتق والن

ة وجعل عتقها صداقها( {.الله عليه وسلم أعتق صفي هذا في صورة خاص��ة، وه��و أن يك��ون ت��زوج اإلنس��ان من أمته إذا أراد أن يعتقها، وهذه الصورة مخصوصة عند الحنابلة،ك��اح أن��ه الب��د من فلو ت��ذكرون أنهم ذك��روا في أول كت��اب الن لفظ اإلنكاح والتزويج، فلم يصححوا نكاح=ا إال بلفظ اإلنك��اح أو

التزويج لمن يعرف العربية، وقد تقدم الكالم في ذلك. فهنا استثنوا إذا أراد اإلنسان أن يتزوج من أمت��ه ال��تي أرادبي - أن يعتقها، فك�انهم اس��تثنوا ه�ذا لمجيء الح��ديث، ألن الن

12

صلى الله عليه وس�لم- أعت�ق ص�فية، وجع�ل عتقه�ا ص��داقها،فقالوا: هذه الصورة مستثناة لمجيء النص بها.

: من تزوج أمته بإعتاقه��ا، أو جع��ل مهره��ا عتقه��ا،فنقولبي -ص��لى فإن ذلك صحيح، ويك��ون على نح��و م��ا ج��اء عن الن الله عليه وسلم- أن يقول: "أعتق��ك وجعلت عتق��ك ص��داقك"كاح لما جاء فتكمل بذلك الشروط بوجود الشاهدين، ويصح الن

بي -صلى الله عليه وسلم. عن الن

)فصل في نكاح العبيد واإلماء}قال -رحمه الله: ��ه ��ر إذن، ول غار بغي ، وعبيده الص�� هن د تزويج إمائه كل ي وللس

دتها( يته بإذن سي {.تزويج أمة مول هذا الفصل الذي عقده المؤلف -رحمه الله تعالى- متعل��ق بتزويج اإلماء والعبيد، وهذا -كما قلنا سابق=ا في كت��اب العت��ق- أن العبي��د لهم حق��وق، ولهم اعتب��ار، وأن قي��ام األس��ياد على عبيدهم وإمائهم كقيامهم على أوالدهم وبناتهم، بل ه��و أعظم

وأوجب، وذكرنا لذلك أمثلة ال نحتاج إلى إعادتها.(فيقول المؤلف -رحمه الل��ه: هن ��زويج إمائه كل د ت ي ،)وللس��

يد مال��ك له��ا، ا أو ابنه��ا؛ ألن الس�� ح��تى ل��و ك��ان أبوه��ا حاض��ر= والملك قاض على كل والية، وهو أقوى من الوالية، ألنه يملك المرأة، ويملك االستمتاع ببضعها، ويملك كل شيء فيها، فبناء

كاح فيها. على ذلك كان أولى بوالية النهن(وقوله: ، تشمل ما إذا كانت صغيرة أو كبيرة، كانت)كل

ا، كانت معتوه�ة أو عاقل�ة؛ ففي ك�ل ه�ذه األح�وال =ا أو بكر= ب ثيللسيد تزويجهن.

��ده قال: ��ر إذن()وعبي غار بغي ا،الص�� ، إذا ك��ان العب��د ص��غير= وأراد أن يزوجه ألي سبب من األسباب، إم�ا إكرام=��ا ل�ه، وإم��ا خوف=ا من أال يجد أحد=ا بعد ذلك إذا فاتت هذه األمة التي عن��ده فال يزوجه أحد، فزوجه؛ فيك��ون ذل��ك ص��حيح=ا بغ��ير إذن��ه، ألن

الصغير ال إذن له.ا -كما سياتي- فال يزوجه إال بإذنه، ألن مرد أما لو كان كبير= هذه األم��ور على الرغب��ات، وم��ا دام بالغ=��ا ف��إن ل��ه رغب��ة، فال

يمكن أن يحمل على شيء ال رغبة له فيه.13

دتها(قال: يته بإذن سي ، يعني: لو ك��انت)وله تزويج أمة مول هذه األمة المرأة -يعني مالكتها امرأة- فإن المراة ال تلي أم��ر=��ا =��ا أو أب كاح، فبناء على ذلك مولي هذه األمة سواء ك��ان ابن الن أو نحو ذلك هو الذي يزوجه��ا، ألن عائش��ة -رض��ي الل��ه عنه��ا-ك��اح"، ولم��ا كاح، فإن النساء ال يلين أمر الن قالت: "اعقدوا الن

تقدم من اإلشارة إلى ما يتعلق بذلك.ك��اح بإذنه��ا، ولكن ال��ذي فبن��اء على ه��ذا؛ هي س��يدته، والن

يجري ويمضي العقد هو أحد أوليائها.ك��اح(ق��ال: ��ر على الن ��ده الكبي ��ار عب ، لم��ا)وال يمل��ك إجب

ذكرناه، ألن األص��ل أن م��رد ه��ذا إلى الرغب��ة، والكب��ير عاق��ل يحس��ن مص��لحته ويعرفه��ا، فال يحم��ل على ش��يء ال يواف��ق

طباعه، فإن كان له رغبة فيزوجه سيده، وإال فال يجبره. : أن العبد الكبير ليس له أن ي��تزوج ب��دونوفي المقابل

بي -صلى الله علي��ه وس��لم: ��دإذن سيده، لقول الن م��ا عب »وأييده فه��و ع��اهر« ��ر إذن س�� ��زوج بغي يع��ني زان؛ ألن العب��د9ت

محكوم بالسيد، ومنافعه لس��يده مملوك��ة، وزواج��ه يع��ني أن��ه س��تذهب على س��يده بعض المن��افع، فال يك��ون ذل��ك إال بإذن��هد إذا امتن��ع عن ت��زويج عب��ده إن ك��ان ورض��اه، ويحم��ل الس��ي

ا للنكاح حفظ=ا لحقه ومصلحته. محتاج= ، الكالم هنا في العبد الذي ت��زوج أم��ة=)فإن دخل بها(قال:

كاح لم أو امرأة ولم يأذن له سيده، فمهرها في رقبته، ألن الن يص��ح، فك��ان الجم��اع اإليالج من��ه جناي��ة، ف��األمر دائ��ر بين أن نتركه، أو أن نلزمه بما جنى في استباحة هذا البضع وال��دخول

)فمهره��اعلى هذه المرأة، فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى: ��ه( ، وه��ذه مس��ألة لطيف��ة وق��د تق��دم الكالم علىفي رقبت

مثيالتها، العبد ال يملك، والمرأة ج��ني عليه��ا، ف��األمر دائ��ر بين=ا، أو أن يفوت حق المرأة، فال شيء لها ألن العبد ال يملك شيئ نلزم السيد بالدفع، وهذا إلزام من لم يجن ولم يكن من��ه إثم،، فكان الخيار الثالث وه��و أن تل��زم العب��د ولكن أو تقحم لشر تكون متعلقة برقبته، يعني بذاته، بمعنى أنه يباع ويؤخذ المهر ويعطى له��ذه الم��رأة، وم��ا بقي يك��ون لس��يده، ول��ذلك ق��ال:

(1111رواه الترمذي ) 914

ده باألق��ل من ي ��ه س�� أن يفدي ��ه، إال ��ه كجنايت )فمهره��ا في رقبت.قيمته أو المهر(

ه لو كان مهرها س��تين ألف=��ا -على س��بيل المث��ال- بمعنى أن فنبيع العبد، ف��إذا ص��ارت قيمت��ه ثم��انين ألف=��ا، فنعطي الم��رأة ستين ألف=ا ونرد لسيده عشرين ألف=ا، وإذا كانت قيمت��ه أربعين ألف=��ا، فإنن��ا نعطي الم��رأة أربعين ألف=��ا وانتهى، وليس له��ا إال ذاك، ألن ه��ذا ال يس��اوي أك��ثر من ه��ذا، وال يمكن ان نل��زم

السيد بشيء لم يفعله. : أن��ا أحت��اج عب��دي؛ فقنل��و: يلزم��ك أنفإن قال السLLيد

تفديه باألقل، ف��إن ك��انت قيمت��ه أربعين ألف=��ا فتعطيه��ا أربعين ألف=ا، ويبقى العب��د عن��دك، وإن ك��ان قيمت��ه ثم��اني ألف=��ا ف��أنت

. تعطيها مهرها كامال=

ة= ثم علم}قال -رحمه الل�ه: ه�ا ح��ر )ومن نكح أم��ة= على أن��ل ال��دخول، وإن خ قب ��ه إن فس�� ك��اح وال مه��ر علي فله فسخ الن��ه، ��ه بقيمت ��ده ح��ر يفدي ��دها، فول أصابها، فله��ا مهره��ا، وإن أولق بينهما، إن لم يكن ممن ه، ويفر ويرجع بما غرم على من غري به��ا، يجوز له نكاح اإلماء، وإن كان ممن يجوز له ذلك فرض��

ضا، فهو رقيق( {.فما ولدت بعد الر )ومن نكحهذه مس��ائل دقيق��ة في مس��ائل اإلم��اء ، ق��ال:

ة=( ها حر كاح؛ ألن األمةأمة= على أن ، فبناء على ذلك له فسخ الن إذا ولدت فولدها رقي��ق؛ ألن القاع��دة -كم��ا قلن��ا فيم��ا مض��ى��ع األم في رقه��ا به، ويتب تق��ول: إن االبن يتب��ع األب في نس��=ا، فإن كان مسلم=ا فالول��د مس��لم، يتها، ويتبع أحسنهما دين وحرا، فيتب��ع وإذا كان أحدهما كتابي واآلخر وثني فيكون الولد كتابي

=ا. أرفعهما دينك��اح، وال مه��ر علي��ه إن فس��خ قب��لولذا نقول : له فسخ الن

ن له قبل ال��دخول فال مه��ر علي��ه؛ ألن الفرق��ة الدخول، إذا تبي جاءت من قبلها، فال ش��يء له��ا، وه��و غ��ر على ه��ذا، وهي لم��ذهب بكارته��ا إن يفت عليه��ا ش��يء، يع��ني لم ي��دخل به��ا أو ي

=ا. ب ا، أو يستبح بضعها إن كانت ثي كانت بكر=

15

ا)وإن أصابها، فلها مهرها(قال: ، يع��ني: س��واء ك��انت بك��ر=بأن أزال بكارتها.

هل لها أرش البكارة؟يب، فالغ��الب نقول: ال؛ ألن المهر يختلف من البك��ر إلى الثيب، فيك��ون مش��تمال= على م��ا أن مهر البكر أك��ثر من مه��ر الث

فات عليها من بكارتها.��دهثم يقول المؤلف -رحمه الله تع��الى: ��دها، فول )وإن أول

) ، خالف=ا لألصل؛ ألن األصل أن ول��د األم��ة رقي��ق، لكن ه�ذاحره غر في ه��ذا، وال يف��وت علي��ه ول��ده ب��أن ا؛ ألن ولده يكون حر

يسترق، ولكن نقول: عليه أن يفديه بقيمته. ة ها ح��ر ، وظن نأتي إلى سيده، ونقول: هذا الولد ظلم، وغرا، ويعطى القيم��ة، فبانت أمة؛ فبناء على ذلك الولد يكون ح��ر=��ا ، ك��أن يأتي��ه رج��ل ويق��ول: إن فالن ا غ��ر إذا ك��ان الس��يد أيض��=يد أنهم سيتزوج أمتك ولم يقل له أنه حر أو عبد، ولم يدر الس قد غروا به، فيعطى القيمة عشرين ألف=ان ثالثين ألف=ا؛ ثم بع��ده، سواء ك��ان ذل��ك من قيم��ة ذلك يرجع بما غرم على من غر الولد، أو كان ذلك بما دف��ع من المه��ر، ف��أي ش��يء ق��د دفع��هبي -ص��لى الل��ه ه، وه��ذا حكم أص��حاب الن فيرجع على من غ��ره ه ال يكون الغرم علي��ه؛ ألن عليه وسلم- وهو الحكم العدل؛ ألنا ال يف��وت ح��ق الم��رأة ال��تي لم يجن، وه��و مغ��رور ب��ه، وأيض��= استبيح بضعها، وال السيد الذي ولد له وك��ان ه��ذا الول��د يمكن أن ينتفع منه بكونه رقيق=ا فيبيعه، فنقول من أنه ليس برقي��ق،

ه. وبناء على ذلك يدفع قيمته له، ويرجع على من غرق بينهم��ا، إن لم يكنثم قال المؤلف -رحم��ه الل��ه: )ويف��ر

.ممن يجوز له نكاح اإلماء( إن كان قد أصابها يف��رق بينهم��ا، ألن الح��ر ال يج��وز ل��ه أن

يتزوج األمة إال بشرطين:- أن يخاف العنت.

- وأال يجد طول الحرة، يعني: مهر الحرة.مفال يجوز له نكاح اإلم��اء على م��ا ج��اء في اآلي��ة: ﴿ومن ل

��ات فمن ما نات المؤمن تطع منكم ط��وال= أن ينكح المحص�� يس��16

��ات ��اتكم المؤمن ، وه��ذا أم��ر[25]النس��اء: ﴾ملكت أيم��انكم من فتيظاهر، وربما تأتي اإلشارة إليه الحق=ا.

: إذا ك��ان ممن يج��وز ل��ه نك��اح اإلم��اء لت��وافرإذن نقول الشرطين فيه فيقر علي��ه إن أراد، أما إذا لم يكن ممن يج��وز

كاح مباشرة. له نكاح اإلماء فنفسخ الن إذا كان ممن يجوز له نكاح اإلماء فنقول: هو أيض=ا بالخي��ار، ف��إذا رغب في البق��اء معه��ا واستحس��نها وه��و ممن يق��ر علىه على ذل��ك بحقه، ثم بع��د ذل��ك يك��ون ول��ده نكاح اإلماء فنقر=ا أو رابع=ا عب��د ألن رض��ي بنك��اح األم��ة، ومن رض��ي =ا أو ثالث ثاني بنك��اح األم��ة يعلم أن أوالده منه��ا عبي��د، فيلحق��ون ب��أمهم في

ن. سب، وهذا ظاهر بي العبودية، ويلحقون بأبيهم في الن

كاح(}قال المؤلف -رحمه الله: مات في الن {.)باب المحر؟لم أورد المؤلف هذا الباب هنا

ألنه على حد قول القائل: وبضدها تتبين األشياء.؛ ف��إذا ذك��رت المحرم��ات فلما كانت المحرمات هن األق��ل عرف أن من س��واها يح��ل لإلنس��ان نكاحه��ا، فه��ذا بي��ان ذك��ر

كاح. المحرمات في النكاح: والمحرمات في الن

- محرمات على جهة التأبيد. - ومحرمات على جهة التوقيت، يعني على على غ��ير جه��ة

التأبيد. فالمحرمات على جهة التأبيد ذكرهن الل��ه -ع��ز وج��ل- في اآلية سبع، يوردهن المؤلف واح��دة بع��د واح��دة، ثم بع��د ذل��ك ننتقل إلى المحرمات على جهة التأبي��د بوج��ه آخ��ر، ثم ننتق��ل إلى المحرمات إلى أمد -أو محدد من الوقت- على اختالف ما س��يأتي من األس��باب، إم��ا لكون��ه ال يح��ل الجم��ع، أو النتظ��ار

النتهاء العدة، أو نحو ذلك من األسباب.��ات، واألخ����وات،}قال -رحمه الل��ه: )وهن األمه��ات، والبن

وبن��ات اإلخ��وة، وبن���ات األخ����وات، والعم��ات، والخ��االت،

17

����ائب الم����دخول ب ����اء، والر اء، وحالئل اآلب س���� وأمه����ات الن) {.بأمهاتهن

أبيد: نبدأ بالمحرمات على جهة الت: األمه���ات. ذكر المؤلف أولهن

كل أم ل��ك فهي مح��رم علي��ك نكاحه��ا، س��واء ك��انت أم��كة، أو أم أمك، أو أم أبيك، أو أم أم أبيك، أو أم أم أم��ك، الصلبي أو أم أم أبي أم��ك، أو نحوه��ا؛ فك��ل ه��ؤالء األمه��ات ال يج��وز

، ألن الله -ع��ز وج��ل- ق��ال: مت عليكملإلنسان نكاحهن ﴿ح��ر.[23]النساء: ﴾أمهاتكم

م ذواتهن ؟وهل المحر، فه��ذا من ، ولكن المحرم هو نك��اهن المحرم ليس ذواتهن

العموم الذي أريد به الخصوص.��ات(قال: ،)والبن ا بن��ات اإلنس��ان ال يح��ل ل��ه نك��اهن ، أيض��=

سواء كانت بنته، أو بنت بنته، أو بنت ابنه، أو بنت ابن ابنه، أوبنت ابن بنته، أو بنت بنت بنته، أو نحو ذلك وإن نزلن.

، ف��أخوات اإلنس��ان ال يج��وز ل��ه)واألخ����وات(وك��ذلك: ، س��واء كن أخ��وات ش��قيقات، أو كن أخ��وات ألب، أو نكاحهن؛ كلهن يدخلن في ذل��ك، فال يج��وز لإلنس��ان أن كن أخوات ألم

ينحكهن بوجه من الوجوه. : فبنت أخيك، سواء كان األخ ش��قيق=ا، أوبنات اإلخوة كذلك

. ك عمهن ، ألن ؛ كلهن ال يجوز لك نكاحهن ألب أو ألم : فبنت أخت��ك س��واء ك��انت أخت��كومثل ذلك بنات األخوات

الشقيقة ، أو أختك ألب، أو أختك ألم؛ ف��انت خاله��ا، فال يج��وزلك نكاحها بوجه من الوجوه.

الع����مات: سواء كانت عماتك الالتي هن أخوات أبي��ك، أو عمات أبي��ك الالتي هن أخ��وات ج��دك، أو عمات ج��دك الالتي هن أخواتي أبي جدك، او كن عمات أمك، أو عمات أبي أمك،=��ا أو عمات أم أمك؛ كلهن ي��دخلن في ذل��ك، س��واء ك��انت أخت، فم��ا دامت عمة= فال =��ا ألم =��ا ألب، أو أخت ألبي��ك ش��قيقة، أو أخت

يجوز نكاحها.

18

ومثل ذلك: الخ����االت، فخاالت��ك الالتي هن أخ��وات أم��ك، أو خاالت أبيك، أو خاالت جدك، أو خاالت أبي جدك، أو خاالت

. أمك، أو خاالت أم أمك، كلهن ال يجوز لإلنسان نكاحهن ويمكنكم مراجعة هذا الدرس عبر قن��اة يوتي��وب أو غيره��ا، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والس��داد، وأن يزي��دنا من العلمش��د، وأن يبقين��ا في العلم، والهدى، وأن يدلنا على الخ�ير والر وأن يثظهر بنا ماره، وأن يجعله حجة وذخرصا يوم لقائ��ه، وأال

يكون حجة علينا، إن ربنا جواد كريم. وشكر الله ألخينا المقدم، واإلخوة القائمين على هذا البناءا، وأن العلمي، وشكر الل��ه لكم، أس��أل الل��ه أن يج��زيكم خ��ير= يزي��دكم من العلم واله��دى، وأن ينفعكم ب��ه في ال��دنيا وفي

األخرى.

}أشكركم فضيلة الشيخ على ما تقدمون��ه، أس��أل الل��ه أنيجعل ذلك في موازين حسناتكم.

ة عطرة من فريق البرنامج، وم��ني أن��ا مح��دثكم وهذه تحي عبد الرحمن بن أحمد العمر، إلى أن نلقاكم في حلق��ة ق��ادة، إلى ذلكم الحين نس���تودعكم الل���ه ال���ذي ال تض���يع ودائع���ه.

والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته{.

19