االعيان الثابتة عند الشيخ االكبر محيي الدين بن العربي

احمد محمد علي محمد: اعداد

ولكي نفهما ,يعتبر االعيان الثابتة جزء مهم وأصيل في فكر الشيخ االكبر

بالشكل الصحيح الذي وضحه الشيخ االكبر يجب ان نعرف منزلتها من

وكل المنكرين علي الشيخ االكبر لم , البناء الكلي لفكر الشيخ االكبر

يقدمها ضمن سياقها العام والكلي وبالمعني الحقيقي في البناء الفكري

.للشيخ االكبر قدس هللا سره

يستقي الشيخ االكبر اثبات االعيان الثابتة من مفهوم النص النبوي كما

:ذهبت اليه المعتزلة حيث يذكر الشيخ االكبر

روى غن رسول هللا ضىل هللا ػي وسمل غن هللا س ححاه أ ه كال نيت نزنا مل أ غرف

هيم فؼرفوين ن أ غرف خفلت اخلق وثؼرفت ا فب حدحت ا

منا كويا هيا املؼزتةل ويه كوهل ا زحات ال غيان اثاتخة ايت ذحت ا ففي كوهل نيت نزنا ا

يشء

(2 الجزء 232الفتوحات المكية الطبعة الميمنية الصفحة رقم )

:مراحل تطور االعيان الثابتة عند الشيخ االكبر

:يميز الشيخ االكبر بين مرحلتين في اساس تطور االعيان الثابتة

وهي مرحلة : المرحلة االولي الفيض االقدس وهي الوجود العيني

انتقالها من العدم االزلي الي الوجود العيني

وهي مرحلة : المرحلة الثانية الفيض المقدس وهي الوجود الظاهري

انتقالها من حال الوجود العيني الي الوجود الظاهري

,اذن االعيان الثابتة هي المرحلة الوسطية بين وجود حق ووجود مضاف

Ibn al-Arabi Foundation Document

حين انتقال االعيان الثابتة من العدم المحض الي الوجود في العلم االلهي

وذلك بسبب التجلي االلهي فينعدم عدمها فتوجد اعيانا ثابتة

: يذكر الشيخ االكبر في الفتوحات المكية

اذلد هلل اذلي أ وجد ال ش ياء غن ػدم وػدم وأ وكف وجودا ػىل ثوج لكمة يخحلق

تذكل رس حدوهثا وكدهما من كدم وهلف غيد ذا اخحليق ػىل ما أ ػميا ت من ضدق

.كدم

(1 الجزء2الطبعة الميمنية الصفحة )

وذلكل اوجود , ونذكل يه ل ن ا وجودا مذخيال يف اخليال ,ال غيان اثحوثية يف حال ػدهما ك هنا موجودة

يي وجودا غييا يدرن احلس أ ي ,اخليايل يلول احلق هل هن يف اوجود اؼيين فيىون اسامع ذا ال مر ال

.يخؼق ت يف اوجود احملسوس احلس نام ثؼق ت اخليال يف اوجود اخليايل

(4 الجز211الطبعة الميمنية الصفحة )

و مل حىن نذكل ملا خطص تؼضا ابل جياد وال ش ياء لكا مشودة حق يف حال ػدهما و

ذ اؼدم احملظ اذلي يس في أ غيان اثتخة ل يلع في متيزي شود خبالف ػدم غن تؼظ ا

املمىات فىون اؼمل مزي ال ش ياء تؼضا غن تؼظ وفطي تؼضا غن تؼظ و املؼرب غي

ن اكهت موضوفة ابؼدم مفا يه مؼدومة هلل ايا وثؼيي ا أ ي يه تؼيي يراا وا ثشود ا

.احلق من حير ػم هبا

(1 الجز538الطبعة الميمنية الصفحة )

ل ارثحاط ممىن تواجة ذلاث فاكن يف ملاتةل وجود احلق أ غيان اثتخة موضوفة فال يؼلي ا

ل أ ن وجود أ فاض ػىل ذ ال غيان ابؼدم أ زل وو اىون اذلي ل يشء مع هللا في ا

ػىل حسة ما اكذضخ اس خؼداداهتا فذىوهت ل غياهنا ل هل من غري تيية ثؼلي أ و ثخومه

وكؼت يف ثطورا احلرية من اعريلني من ظريق اىشف ومن ظريق ادليي افىري

ن ال مر غري مذخيي فال يلال ول يضاح مؼيا يخؼذر فا وايعق غام يشد اىشف اب

. يدخي يف كواة ال فاظ تب وحض مما ذهران

Ibn al-Arabi Foundation Document

(2 الجز55الطبعة الميمنية الصفحة ) :االعيان الثابتة اعطت العلم االلهي حقيقتها التي هي عليها

فب غيان اؼامل حمفوظون يف خزائي غيد وخزائي ػم وخمزته حنن فحن أ زحدا هل حمك الاخزتان ل ه ما ػميا

ىل ش يئية وجودان أ مران ػي ذا أ راد أ ن ييليا ا ل ما فاكن ظريلا وسعا تني ش يئية زحوثيا وش يئية وجودان فا ا

ن ػم ػني فاندسيا اوجود م فظران تطورث يف ش يئية وجودان وضورث ما حنن ػي يف ش يئية زحوت فا

منا مسي ػام خؼل ابملؼوم واخؼق حمحة فو اكن اؼدم وسعا تني ش يئية اثحوت وش يئية اوجود اكن ذاث وا

جيادان مر تيا ػىل اؼدم فاندسخا م هفي ش يئية اثحوت فمل هوجد ل يف اثحوت ول يف اوجود ذا أ راد ا ا

ل ػىل وجود احلق س خفيد م اوجود .فذلكل مل يىن يا ظريق ا

(4 الجزء 108الطبعة الميمنية الصفحة )

:االعيان الثابتة استفادت من الحق ظهور حقائقها

منا هنا ما اس خفادت م اوجود وا ذا اكذىض هظر اؼحد اؼارف ظور احلق يف أ غيان املمىات اثاتخة وا ا

اس خفادت م ما ظر مما يه ػي من احللائق غيد ظور فهيا فب غعخ لك وضف وهؼت اثطف ت

(2 الجزء 246الطبعة الميمنية الصفحة )

:االعيان الثابتة ووجود الحق والخلق

انتقد المنكرين علي الشيخ االكبر ان وجود االعيان عين وجود الحق اي

ان وجود المخلوقات نفس وجود الحق وعينه

يذكر ابن تيمية في مجموع الفتاوي الكبري

فذا أ حد أ ضىل اجن غرىب وأ ما ال ضي الآخر فلوهلم ان وجود الاغيان هفس وجود احلق

وغيي وذا اهفردوا ت غن مجيع مثحخة اطاهع من املسمني واهيود وايطارى واجملوس

واملرشنني وامنا و حليلة كول فرغون والرامعة امليىرين وجود اطاهع نام س يخيي ان

شاء هللا

مفن فم ذا فم مجيع الكم اجن غرىب هظم وهرث وما يدغي من أ ن احلق يغخذى ابخلق

ذا يلول ابدلع من حير اوجود ل ن وجود ال غيان مغخذ ابل غيان اثاتخة ىف اؼدم و

وابفرق من حير املاية والاغيان ويزمع أ ن ذا و رس الدر لن املايات ل ثلدي الا

Ibn al-Arabi Foundation Document

ما و اثتت ا ىف اؼدم ىف اهفسا في اىت احست واساءت ومحدت وذمت واحلق مل

يؼعا شيئا الا ما اكهت ػي ىف حال اؼدم

فذدجر الكم هيف اهخظم ش يئني اىاكر وجود احلق واىاكر خل خملوكاث فو مىر رب

ذ اذلى خق فال يلر جرب ول خبق ومىر رب اؼاملني فال رب ول ػاملون مرتوتون ا

يس الا اغيان اثتخة ووجود كامئ هبا فال الاغيان مرتوتة ول اوجود مرتوب ول ال غيان

خموكة ول اوجود خموق

وذا يفرق تني املظار واظار واجملىل واملخجىل ل ن املظار غيد ىه الاغيان اثاتخة

ىف اؼدم وأ ما اظار فو وجود اخلق

(2 الجزء 160مجموع الفتاوي الكبري صفحة )

والذي ذهب اليه ابن تيمية في فهم االعيان الثابتة عند الشيخ االكبر لم

يذكره الشيخ االكبر بل بالعكس لقد وضح الشيخ االكبر بان هللا ليس هو

عين االعيان الثابتة وانها في حال اتصافها بالوجود فهو عين الموصوف

بالوجود ال هي وهو تعالي الظاهر في المظاهر

زحات اخلق أ ي يف ال زل وكع افرق تني هللا واخلق فيس احلق و ػني ال غيان اثاتخة خبالف حال اثطافا ا

ابوجود فو ثؼاىل ػني املوضوف ابوجود ل يه

(2 الجزء 519الفتوحات المكية الطبعة الميمنية صفحة )

فاػمل أ ن اظار يف املظار مظار ال غيان و اوجود احلق وأ ه ما و ملا ظر ت من

ال شاكل وايؼوت ايت أ غيان املمىات ػهيا وجؼي ذ احلرضة اكجلرس تني اشعني

ىل ذا اشط ؼحور ػي من ذا اشط ا

(2 الجزء 379الفتوحات المكية الطبعة الميمنية صفحة )

ذ و اكن منا و ما ظر يف اوجود احلق ا ن اؼامل ما و ػني احلق وا وذا يدكل ػىل ا

آة ييظر اياظر فهيا فو تذكل ػني احلق ما حص هوه تديؼا نام حتدث ضورة املريئ يف املرأ

ايظر ك ه أ تدغا مع هوه ل ثؼمي هل يف أ س حاهبا ول يدري ما حيدث فهيا وىن مبجرد

ل كطدك ايظر آة ظرت ضور ذا أ غعا احلال مفا كل يف ذكل من اخؼمي ا ايظر يف املرأ

ذا أ ردان وو كطدك ايظر أ ن هلول هل هن منا كويا يشء ا آة وهظرك فهيا مثي كوهل ا يف املرأ

Ibn al-Arabi Foundation Document

ن ثكل آة مث ا وو مبزنةل ايظر فيىون وو مبزنةل اطورة ايت ثدروا غيد هظرك يف املرأ

آة فهيا من اىرب واطغر واعول واؼرض ول حمك اطورة ما يه غييم حلمك ضفة املرأ

آة فيم مفا يه غييم ول ػني ما ظر ممن يست أ هت من املوجودات املوازية طورة املرأ

هم رأ يت هم ل جشم ا آة ول ثكل اطورة غريك ملا كل فهيا من احلمك فا يظرك يف املرأ

آة من حير ػني ذكل ل من وهجم ورأ يت لك ما يف وهجم ظر كل تيظرك يف املرأ

آة مفا و املريئ غريك ول غييم نذكل ال مر يف وجود حير ما ظرأ ػي من ضفة املرأ

آة أ غين حرضة ال غيان اثاتخة أ و وجود احلق فب ما أ ن اؼامل واحلق أ ي يشء جؼت مرأ

آة يف ضورة ارايئ فو غيي وو املوضوف حىون ال غيان اثاتخة هلل مظار فو حمك املرأ

آة آة فو اظار يف املظار تطورة املظار أ و يىون اوجود احلق و ػني املرأ حبمك املرأ

آة ويرتاءى فرتى ال غيان اثاتخة من وجود احلق ما يلاتا م فرتى ضورهتا يف ثكل املرأ

منا حرى ما حرى من حير ما آة ػي وا تؼضا حؼظ ول حرى ما حرى من حير ما يه املرأ

ن وهج رأ ى ومبا آة ا يه ػي من غري زايدة ول هلطان نام ل يشم اياظر وهج يف املرأ

آة يف ذكل من احلمك يؼمل أ ن وهج ما رأ ى فىذا ال مر فاوسة تؼد ذكل ما شئت مرأ

هيف شئت

واحلق مدخدع ملا تدا فظر ...فالك مدخدع يف ػني موجدة

تداػ ملا أ ىت فظر ...فاؼني اثتخة واذلات اثتخة وهون ا

ل ا ضور مهنا وم فداجملموع اكن أ ثر...مفا تدت ضور ا

(4 الجزء 316الفتوحات المكية الطبعة الميمنية صفحة )

لقد استطاع الشيخ االكبر قدس هللا سره رغم عنف الحمالت التي وجهت

اليه في حياته وبعد مماته ان يكون محور اهتمام اوساط المفكرين

يتعلموا من نقطة من محيط علومه غير محيطين بها فهو الشيخ االكبر

.والكبريت االحمر امام المحققين ومربي العارفين

وهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل

Ibn al-Arabi Foundation Document