التربية من أجل تعزيز الهوية الحضارية والانتماء القومي

37
- ١ - ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﻭﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻭﺘﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﻟﻸﻤﺔ ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﻧﺪﻭﺓ: ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺪﺓ ﻓﻲ ﺭﺣﺎﺏ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺳﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ٢٧ - ٢٨ / ٢ / ١٤٢٥ ﻫـ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ١٧ - ١٨ / ٤ / ٢٠٠٤

Transcript of التربية من أجل تعزيز الهوية الحضارية والانتماء القومي

-١-

دور التربية في مواجهة العولمة وتحديات القرن الحاديوالعشرين وتعزيز الهوية الحضارية واالنتماء لألمة

:بحث مقدم إلى ندوةالعولمة وأولويات التربية

رحاب كلية التربية بجامعة الملك سعود في الفترة من المنعقدة في م١٨/٤/٢٠٠٤- ١٧هـ الموافق ٢٨/٢/١٤٢٥- ٢٧

-٢-

املدخلالتربية وحتديات القرن احلادي والعشرين:أوالً

.االستالب الثقايف واهليمنة األجنبية-١/١.العوملة واهلوية العربية والتعليم-٢/١

جل تعزيز اهلوية واالنتماء القومي والتعددية الثقافيةالتربية من أ:ثانياًسبل مواجهة حتديات العوملة واهليمنة الثقافية: ثالثاً

.تطوير التعليم واملناهج التربوية-١/٣.التركيز على التربية املستقبلية وإعداد املعلمني-٢/٣

خامتة البحث وتوصياتهاملراجع

-٣-

تحدیات القرن الحادي دور التربیة في مواجھة العولمة ووالعشرین وتعزیز الھویة الحضاریة واالنتماء لألمة

:ملخص البحثيهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على التحديات التي تعيق التربية في الوطن العربي، وكيفية مواجهتها لهذه التحديات، وعلى رأسها االستالب الثقافي والهيمنة األجنبية في ظل

ديدة وهيمنة القطب الواحد على الثقافات العالمية، وبيان كيفية التصدي لها من العولمة الجخالل تعزيز الهوية الحضارية واالنتماء القومي، حيث تعد الهوية القومية منبعاً أساسياً لفلسفة المجتمع التي تستمد مقوماتها منها، وهذه الفلسفة هي مصدر النظريات التربوية الساعية إلى

لتعليم بمختلف أشكاله ومراحله، وبناء المناهج الحديثة المتطورة، واإلفادة من معطيات تطوير االتكنولوجيا الحديثة والتقانات التربوية المتعددة في إعداد المعلمين وتأهيلهم وتدريبهم المستمر،

ي وتعزيز القيم األصيلة واالتجاهات اإليجابية في نفوسهم، مستفيدين من تجربة القطر العربالسوري في هذا الميدان لتطوير التعليم وإعداد المعلمين في كليات التربية، وتحديث المناهج

.التربويةويخلص البحث إلى تأكيد الهوية العربية الحضارية األصيلة، ويـدعو إلـى مواجهـة

:التحديات المختلفة، وتعزيز االنتماء القومي ألبناء األمة العربية من خاللثقافية األجنبية، وتعزيز الهوية الثقافية العربية، وذلـك بـدعم اللغـة رفض الهيمنة ال-

.العربية وتعزيز مكانتها وتنشيط التنمية القومية.تطوير المناهج التعليمية ومواكبتها لمعطيات الحضارة العالمية الحديثة-إعداد المعلمين وتدريبهم المستمر لمواجهة التحديات بمختلف أشكالها وغرس القـيم -

العربية والروح الديمقراطية في نفوسهم ونفوس الطالب وتجسيدها سـلوكاً حقيقيـاً فـي .حياتهم اليومية، تحقيقاً لألهداف السامية للتربية العربية

التسلح بمعطيات التكنولوجيا الحديثة والتقانات التربوية المتطورة، وتطويعها لخدمـة -عرفة من خالل شبكات االتصال االلكترونيـة رسالة األمة الحضارية المتسلحة بالعلم والم

.والحاسوبات المتطورة في عصر العلم والتقانة والتفجر المعرفيال بد من التركيز على التربية المستقبلية، وإبراز الهوية الحضارية لألمـة العربيـة :وأخيراً

عطـاء وتنميتها والمحافظة على أصالتها قومياً وإنسانياً، باعتبارها مصـدر إبـداع و .وتفاعل مع مختلف الثقافات العالمية

-٤-

-٥-

The role of Education in Facing Globalization and the Challengesof the Twenty-First Century and the Reinforcement of Civilized Identity

and the Belongingto the Nation.

AbstractThis research aims to throw light on the challenges which hinder

education in the Arab nation and how to face these challenges, on thetop of which is the cultural obliteration and foreign domination underthe new globalization and the domination of the only polar on worldcultures sand how to challenge it through the reinforcement of thecivilization identity and national belonging for the national identity isconsidered a basic resource for the philosophy of society which takesits foundations from it, and this philosophy is the resource of currenteducational theories to develop education with its different forms andstages , and the establishment of developed new curricula , andbenefiting from the data of moderns technology and multi educationaltechnology in preparing teachers and their continuous rehabilitationand training ,and the reinforcement of essential values and positiveattitudes in themselves ,taking advantage from the experiment ofSyrian Arab country in this field to develop education and preparationof teachers in faculties of education ,and the modernization ofeducational curricula .

The research ends with the assurance of the fundamental civilizedArab identity and a call for facing the different challenges and thereinforcement of national belonging to the sons of Arab nationthrough:

- Rejecting the foreign cultural domination ,and reinforcing theArab cultural identity by supporting the Arabic language,reinforcing its position ,and the activation of nationaldevelopment.

- Developing instructional curricula to cope with the new worldcivilization.

- Preparing and training teachers to face the different forms ofchallenges, to instill the Arab values and the democratic spirit inthemselves and students selves and representing it as realbehavior in their daily lives to achieve the supreme aims for theArab education.

-Using modern and developed educational technology to servethe nation message equipped with science and knowledge through

-٦-

electronic communication nets and developed computers in theage of education ,culture, and cognitive explosion.

Finally ,a focus should be on future education , and emphasis oncivilized identity for Arab nation, developing it, and keeping itsessence nationally and humanly since it is the source of creativityand interaction with the different world cultures.

-٧-

-٨-

:المدخلتواجه األمة العربية وهي تخطو نحو القرن الحادي والعشرين العديد من التحديات الدولية، واإلقليمية، والمحلية، هذه التحديات تفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفاعلية لنلحق بركب العالم، فالذي يفقد في هذا السباق العلمي مكانته لن يفقد فحسب صدارته وإنما سيفقد قبل

ك إرادته، وطبيعة هذا التحرك تشير إلى ضرورة االهتمام بتطوير التربية التي أضحت ذلخياراً استراتيجياً ال بديل عنه إذ ليس أمامنا خيار آخر، فإما أن نواجه هذه التحديات وإما أن

.نعيش على الهامشلسـفة وتعاني التربية العربية من اضطرابات الفلسفة التربوية نتيجـة لعـدم تحديـد الف

االجتماعية تحديداً واضحاً مما يلقي االضطراب بدوره على السياسة التربوية واالستراتيجيات التربوية والخطط التربوية، ولم يتحقق الهدف األساسي من التخطيط التربـوي فـي ترجمـة الخطط التربوية إلى مشروعات وبرامج خاصة، إذ إن الهدف األساسي من التخطيط التربوي

حقيقه في الوطن العربي وذلك بجعل التربية توظيفاً مثمراً لألموال التي تنفق بدالً من لم يتم ت.غلبة طابع الخدمة االستهالكية عليها

أما فيما يتعلق بالمناهج التربوية فثمة بطء شديد في مواكبة روح العصر، عصر العلم من جهة ولمقتضيات سوق العمل والمعلوماتية، واالستجابة لمتطلباته » التكنولوجيا « والتقانة

وحاجات التنمية والمجتمع من جهة أخرى، والقصور في بناء الفرد بناء متوازناً ومتكامالً .ومتطوراً من جميع الوجوه، وخاصة في الجوانب العلمية والقومية

واإلدارة التربوية ما تزال في جوهرها وبنيتها محافظة قديمـة ال تسـتجيب لحاجـات يع، وهي إدارة تسيير ال إدارة تطوير، وهي مقصـرة عـن مواجهـة حاجـات التطور السر

المستقبل التربوي ومستلزمات التوسع المتوقع في شتى مراحل التعليم واالسـتجابة للتربيـة المستمرة والتعليم غير النظامي وما قبل التعليم المدرسي، كما أنها مقصرة عن التطور السريع

).١٩٩٧،٥٣٠السيد، ( الحديثة والتقنيات التربوية المعاصرة ألساليب اإلدارة التربوية والتربية بشكل عام تواجه تحديات كثيرة يلزم مواجهتها سواء على المستوى العالمي أم

.المستوى العربيفعلى المستوى العالمي نقرأ الفقرة الثانية من توصيات الـدورة الخامسـة واألربعـين

، تقـول ١٩٩٦) أكتوبر ( يونسكو في جنيف في تشرين األول للمؤتمر الدولي الذي نظمته ال: الفقرة

إن ظاهرة العولمة التي تمس االقتصاد والثقافة والمعلومات وعالمية العالقات وتزايد « حركة األفراد، والتطور الهائل لوسائل االتصاالت وتدخل المعلوماتية فـي حياتنـا اليوميـة

-٩-

حدياً وفرصة أمام النظم التربوية، وفي الوقت نفسه يشهد ومجاالت العمل، كلها ظواهر تمثل تكثير من المجتمعات والنظم التربوية مشكالت خطيرة على صعيد االندماج االجتماعي يجـدر

: »ذكر بعضها كالنـزاعات، وتفاقم البطالة، السيما بطالة الشباب، وتدني القيم األخالقية، وضعف أثر

.الروابط العائلية في تكييف األطفال مع الحياة االجتماعيةالمبادئ التوجيهية، وتغير دورأما على المستوى العربي فتتلخص التحديات التي تواجه الثقافة العربية وهـي تواجـه

: العولمة فيما يليفقدان الخطاب الثقافي العربي ثقته بنفسه، واعتماده على آليات الغير، وفقدانه لفاعليتـه

لتقزم نحو الغير، وفشله في إنتاج تجربة تماثل ظروف الغيـر وتالئـم التاريخية، وإحساسه با.أرض الواقع، وانتقاده للحوار مع الغير

أما على مستوى الثقافة المحلية فتتلخص التحديات التي تواجهها في العناصـر الثالثـة :اآلتية

ضرورة الدخول بقوة في عصر المعلومات، والتدفق المعرفي بحيـث يمكـن -١أسرع ما يمكن بكل منجزات العصر العلمية والتكنولوجية بما تفرضـه مـن اللحاق ب

.أنماط ثقافيةالتأكيد في الوقت ذاته على منظومة القيم التي تشـكل خصوصـية الثقافـة -٢

العربية ومن أهمها القيم الدينية واألخالقية والعادات والتقاليـد والمـوروث الشـعبي .واالمتداد التاريخي عبر آالف السنين

.ضرورة التجاور مع الثقافات األخرى من منطلق الندية ال التبعية-٣كان يمثل ) بل وربما يمثل مركز الثقل األساسي فيه ( فاإلسهام الثقافي العربي واإلسالم

).٣٢، ١٩٩٩طعيمة، . ( أحد الركائز األساسية للثقافة اإلنسانية عموماًن استراتيجية تطوير العلوم والتقانة في وإذا نظرنا إلى واقعنا العربي فإننا نالحظ أ

الوطن العربي قد أوضحت الهوة بين الوطن العربي وامتالكه للقدرة العلمية والتقانية، إذ إن البلدان العربية لم تضع سياسات علمية وتقانية واضحة وشاملة، وما تزال الموارد التي

ومن حيث النوع ) االنفاق(لكم تخصصها ألنظمة العلوم والتقانة محدودة نسبياً من حيث ا).التأهيل والتدريب(

كما أن أنشطة العلم والتقانة العربية نشأت وتوسعت تحت ضغط الطلـب االجتمـاعي والمحاكاة السطحية ألنشطة العلم والتقانة في الدول المتقدمة، ولكنها لم تتطور مع تطور تلـك

ت االقتصادية الفعلية ضعيفاً، ومـا تـزال األخيرة، وكان ارتباط أنشطة العلم والتقانة بالحاجا

-١٠ -

البيئة االجتماعية واالقتصادية غير قادرة على التفاعل الشديد مع العلوم والتقانة، ومـا تـزال .التبعية التقانية متسارعة

أما فيما يتعلق بالتفجر المعرفي فإن المعارف كانت تتضاعف في العقود األخيرة في أقل لذي كانت فيه سابقاً تحتاج إلى مئات من السنين حتى تتضاعف، من أربع سنوات في الوقت ا

وفي المرحلة القادمة يتوقع أن تتضاعف المعارف وتتفجر في أقل من سنة مما يملـي علـى ).٥٣٩، ١٩٩٧السيد، . (التربية مواجهة هذه التحديات

لعصـر، وأمامنا اآلن تحد جديد وهو أال نقع فريسة أية ثقافات غالبة، أو مسيطرة في اوإنما نتبادل التأثير والتأثر من منطلق استقاللية الثقافة العربية، وما تتمتع به من عناصر قوية

.ومؤثرة:وال يمكن للتربية أمام هذه التحديات إال أن تأخذ أحد المواقف التالية

ترسيخ الخصوصية الثقافية العربية اإلسالمية وتحصين أبنائنا، إن استطاعت، -١االتصال الثقافي بالغرب، واإليغال بطالبنا في دراسة التراث والعـيش من كل أشكال

..في الماضي بقيمه وتجاربهأو االنسياق وراء العولمة بمفاهيمها والسير في إجراءتها بالشكل الذي يحقق -٢

طفرة عصرية تنتقل بأبنائنا، بين عشية أو ضحاها، إلى مجتمـع جديـد، مسـتمتعاً !!اً ثمن ذلك كله من قيمه وأخالقه بإيجابيات العولمة، دافع

أو تحقيق التوازن بين المحافظة والتجديد، فال التقوقع في ماضٍ عريق، وال -٣التعولم المطلق غير المشروط، وإنما التقدم المحسوب الذي يحكمه منطق االنتقاء فـي

.ضوء الحاجة إلى العصرنة مع التمسك بالهوية:لذي يحدد للتربية دورها في شقينولعل الموقف الثالث أنسبها، وهو ا

مساعدة أبنائنا على تمثل التراث العربي اإلسالمي واستخالص النماذج التـي -١تستجلي أصالته، وبعث القيم التي تساعد على التقدم في الوقت الذي ندعم فيه انتمـاء

.أبنائنا لهالذي مساعدة أبنائنا على مواكبة العصر، وتوظيف معطياته، واإلسهام بالجهد-٢

يجعل من أبنائنا منتجين للحضارة وليس فقط مستهلكين لها، وال نحسب األمر باليسير، إذ إن تربية الفرد في مثل هذا المجتمع وفي مثل هذا العصر أمر بالغ الصـعوبة إذ تحدث في مناخ مفعم بالصراع بين عوامل متضادة وليست متكاملة، وفي مناخ تسوده

. حول، متعددة االتجاهات متباينة من حيث القوى التي وراءهاقيم غير ثابتة سريعة الت).٣٣، ١٩٩٩طعيمة، (

-١١ -

ولقد أكد تقرير اليونسكو للتربية في القرن الحادي والعشرين أن أحد سبل مواجهة تحديات القرن القادم يكمن في أن يبنى التعليم، ذلك الكنـز الكامن في أعماق كل منا، على

:الدعائم األربع التاليةتعلم الفرد ليكون، بحيث تنمو شخصيته المتكاملة من مختلف جوانبها ويصبح -١

.قادراً على التصرف باستقاللية والحكم الصائب على األمور وتحمل المسؤوليةوتعلمه للمعرفة، بحيث يجمع بين ثقافة واسعة بدرجة كافية، وإمكانية البحث -٢

يتعلم ليتمكن مـن االسـتفادة مـن المعمق في عدد من المواد، وأن يتعلم كذلك كيف .الفرص التي تتيحها التربية مدى الحياة

وتعلمه للعمل، ليس للحصول على تأهيل مهني فحسب، بل الكتساب كفـاءة -٣.تؤهله لمواجهة مواقف مختلفة كلما دعت الحاجة

وتعلمه للعيش مع اآلخرين، وذلك بفهمهم وتحقيق مشروعات مشتركة معهم -٤).٣٣-٢٩، ١٩٩٩، وطعيمة، ٧جاك ديلور، . ( عددية والتفاهمفي ظل احترام الت

ما الدور الذي تلعبه التربية عموماً ويلعبه المثقفون وأعضاء : وأمام كل ذلك نتساءلالهيئة التدريسية في الجامعات العربية وهم النخبة المطلعة على الثقافات العالمية، لمواجهة

ادة منها مع المحافظة على هويتنا القومية وانتمائنا وتراثنا تأثيرات العولمة، ولمعرفة كيفية اإلفالحضاري على وجه الخصوص ؟

:التربية وتحديات القرن الحادي والعشرين: أوالًتحديات هذا القرن كثيرة ومتنوعة، ولو رحنا نعدد هذه التحديات التي يحملها في طياته

ى أن المتخصصين بالدراسات ألعيانا الحصر، ولسهولة الوقوف على بعضها نشير إلالمستقبلية يرون أن مستقبل العالم إذا استمرت األوضاع الحالية على ما هي عليه، سيكون أشد

ملياراً في نهاية القرن ٣٠وإلى ٢٠٣٠ازدحاماً بالسكان إذ سيصل إلى عشرة مليارات عام تعرضاً لالضطرابات الحادي والعشرين، وسيكون أقل استقراراً من الناحية البيئية وأكثر

والنهيار األوضاع الصحية وازدياد الفقر واستمرار التباين بين الدول الغنية والفقيرة وتدهور األرض المزروعة وتزايد حدة أزمات المياه، وازدياد تغير التركيب الغالفي الجوي مما يؤدي

فضالً عن أن هذا إلى تغير المناخ، وازدياد تعرض بعض الحيوانات والنباتات إلى االنقراضالقرن الجديد هو عصر التفجر المعرفي المتسارع والمعلوماتية والتقانة والمواصالت السريعة،

السيد، . ( وهو عصر العنف والمخدرات وانحسار القيم اإلنسانية لصالح االجتياح الماديالنظام ،هذا عدا عما نراه من مأساة وضع الدول العربية مشرقاً ومغرباً في)٥٣٢، ١٩٩٧

الدولي ، سواء على الصعيد السياسي أم على الصعيد االقتصادي ، الحروب األهلية ، وحاالت

-١٢ -

العنف وأوضاع الحصار االقتصادي المفروض على بعض الدول العربية من األمم المتحدة أو ز والعج) مليون نسمة تقريباً ٨٠( الواليات المتحدة ، وانتشار األمية بنسبة عالية تصل إلى

المستمر عن صد الهجوم اإلسرائيلي الشرس المتواصل على الشعب العربي الفلسطيني ، ووضع اقتصادي باهت في زمن العولمة والنهضات الصناعية والخدماتية والعلمية المتواصلة

) . ٢٩ـ٢٤، ٢٠٠٣قرم ، . ( في المناطق األخرى من العالم ية مواجهة التربية لهذه التحديات والحفـاظ وما يهمنا هنا في هذا المجال هو معرفة كيف

على هويتنا الحضارية وانتمائنا ألمتنا العربية في زحمة هذه التحديات، وفي مقدمتها االستالب الثقافي والهيمنة األجنبية في ظل العولمة الجديدة، ومحاوالت القطب الواحـد الهيمنـة علـى

.الثقافات العالمية والتعليم:ثقافي والهيمنة األجنبيةاالستالب ال-١/١

عصرنا الذي نحيا هو عصر االنفتاح والتفجر المعرفي، وإن سرعة التقدم في أنظمة االتصال الدولي والمواصالت وتطوير أنظمة المعلومات واألقمار الصناعية زاد من سرعة

ل في االنفتاح العالمي والتعاون الدولي مما جعل العالم يتجه نحو التوحد والتكتل كما حصأوروبا وألمانيا، وقد أصبح العالم بفضل ثورة االتصاالت والمواصالت قرية صغيرة في خريطة الكون، وأصبحت الهيمنة الثقافية من الدول القوية على البلدان النامية أمراً محققاً، وفي ظل هذا التطور تحولت التربية من شأن مجتمعي محدود إلى قضية كلية أو عالمية أو شأن

البنك الدولي، اليونسكو، اليونيسف، برنامج « ي، وأخذت كبرى منظمات األمم المتحدة دول.على عاتقها تكوين تحالف دولي من أجل التربية للجميع» األمم المتحدة اإلنمائي

وتجدر اإلشارة إلى أن الصناعات الثقافية بأشكالها المختلفة تمثل غزواً اقتصادياً للوطن لغزو الثقافي الفكري، وتنتشر السلع الثقافية األجنبية انتشار النـار فـي العربي، فضالً عن ا

الهشيم في أوساط الشباب بصورة خاصة، وال تمثل الصحف والدوريات والكتـب إال جانبـاً .ضئيالً من هذه السلع

أما كثرتها الكاثرة فتتجلى في األفالم السينمائية وفي أدوات الموسـيقى مـن أشـرطة آالت وغير ذلك من أجهزة الفيديو والتسجيل وأجهزة التصوير المتطورة فضالً وأسطوانات و

عن األلعاب الخاصة باألطفال والشباب وال سيما اإللكترونية منها وسائر مبتكرات الصناعات الثقافية اإللكترونية، ويمثل هذا الغزو للمنتجات الثقافية تهديداً حقيقياً للوطن العربي اقتصـادياً

فضالً عن تأثيره في سائر أنماط السلوك وخاصة عبر القنوات الفضـائية، إذ تسـرب وفكرياً. تمجيد العنف واستثارة الغرائز والشهوات، وما قضية عبدة الشيطان عنا ببعيدة

-١٣ -

ولقد صرنا في اإلعالم نظاماً تابعاً، وبشكل أو بآخر واكب نظام اإلعالم العالمي عقولنا عندما تنقل حـدثاً » C.N.N« ع قرار عربي إال ويجلس أمام الـ واستلبنا إليه، فما من صان

معيناً أو عندما يرغب في تعرف أخبار معينة، ويستمع إلى ما تبثه اإلذاعات العالميـة عـن وطنه أكثر مما يستمع إلى اإلذاعات المحلية، ويثق باإلذاعات الخارجية أكثر مما يثق بإذاعته،

العربية بعقدتي التصاغر والتكابر، التصاغر تجاه الثقافـة ونحن مصابون على نطاق الساحة األجنبية، والتكابر تجاه الثقافة العربية اإلسالمية، مما يشكل خطراً كبيراً على الهوية الثقافيـة

).٥٤١-٥٤٠، ١٩٩٧السيد، . (العربية ويعمل على خلخلة االنتماء:العولمة والهوية العربية والتعليم-٢/١

ة ال يمكن نكرانها، وتيار جارف سيغطي جوانب الحياة كافة، مما يجعلنـا العولمة ظاهرنحن العرب أمام تحد جديد، وهو أال نقع فريسة ثقافات هدامة، أو مسيطرة وإنما نتبادل التأثير والتأثر معها من منطلق استقاللية الثقافة العربية، ولقد جاء في توصـيات اجتمـاع الخبـراء

اسات الثقافية في البالد العربية الذي نظمته المنظمـة العربيـة للتربيـة الحكوميين حول السي:ما يأتي١٩٨١) نوفمبر(تشرين الثاني ٢٣/٢٧والثقافة والعلوم في تونس

يوصي المؤتمر منظمة اليونسكو بالعمل على إيجاد نظام ثقافي عالمي جديد يقوم علـى لكل ثقافة ويهدف إلى تقديم صور أمينة عن أساس من الحوار المتكافئ بين الثقافات واالحترام

.الثقافات المختلفة بما يكفل تحقيق تفاهم أفضل بين الشعوبوعلى المستوى العالمي نقرأ الفقرة الثانية من توصيات الـدورة الخامسـة واألربعـين

، تقـول ١٩٩٦) أكتـوبر (للمؤتمر الدولي الذي نظمته اليونسكو في جنيف في تشرين األول :الفقرة

إن ظاهرة العولمة التي تمس االقتصاد والثقافة والمعلومات وعالمية العالقات وتزايد « حركة األفراد، والتطور الهائل لوسائل االتصاالت وتدخل المعلوماتية فـي حياتنـا اليوميـة ومجاالت العمل كلها ظواهر تمثل تحدياً وفرصة أمام النظم التربوية، وفي الوقت نفسه يشهد

.»المجتمعات والنظم التربوية مشكالت خطيرة على صعيد االندماج االجتماعي كثير منولقد تعددت تعريفات العولمة، وتنوعت حتى أصبح من الصعب تعريفها تعريفاً جامعـاً مانعاً فهناك تعريفات للعولمة من المنظور الثقافي، وتعريفـات أخـرى لهـا مـن الزاويـة

.كحقبة تاريخيةاالقتصادية، وتعريفات تنظر إليهاوالحقيقة إذا تتبعنا وجود العولمة تاريخياً من المنظور الثقافي فال يمكن إنكار أن بغـداد ودمشق والقاهرة كانت عواصم الثقافة العالمية، ومراكز إشعاع حضاري وعلمـي وثقـافي،

ة العلم، كما وكانت الثقافة العربية هي الثقافة العالمية لعدة قرون، وكانت اللغة العربية هي لغ

-١٤ -

كانت العلوم العربية هي أساس النهضة األوروبية بل والحضارة األوروبية أيضـاً، وبالتـالي محاولة التقارب بـين ثقافـات « فالمقصود بالعولمة من المنظور الثقافي أو عولمة الثقافة هو

افة واحـدة ذات شعوب العالم المختلفة بهدف إزالة الفوارق الثقافية بينها، ودمجها جميعاً في ثق.مالمح وخصائص مشتركة واحدة

ولعل هذا التعريف يحمل معنى هيمنة الثقافة األقوى على الثقافات الضعيفة إمـا عـن طريق التفاعل الثقافي أو االمتزاج الثقافي في حالة تالشي الحدود الجغرافية، وفي الحـالتين

القومية والمحلية المتعددة ومحاولة تكون النتيجة هي طغيان ثقافة عالمية واحدة على الثقافات).٨٦، ١٩٩٩المفتي، . ( إذابتها والحلول محلها

والعولمة الثقافية تشير إلى محاولة وضع شعوب العالم في قوالب فكرية موحدة تنبع أساساً من الفكر الثقافي األمريكي، وتسهم في ذلك األقمار الصناعية واالنترنيت والصحافة

.وهي محاولة لسلخ الشعوب عن ثقافتها وموروثها الحضاريوالسينما وغيرها،ومن المهم هنا التفريق بين العولمة الثقافية المرفوضة واالنفتاح المنشود على ثقافات الغرب والشرق بما يتفق مع ديننا ومبادئنا وقيمنا بقصد االستفادة والدرس والبحث وتنمية

).١٩٩٩،٢٤٥الفي، . ( الثقافة العربية وتطويرهاالعولمة إرادة لهيمنة، وبالتالي قمع وإقصاء : ويميز الجابري بين العولمة والعالمية قائالً

فهي طموح إلى االرتفاع بالخصوصية إلى مستوى Universalismللخصوصية، أما العالمية .عالمي، فالعولمة احتواء للعالم، والعالمية تفتح على ما هو عالمي وكوني

ي المجال الثقافي، كما في غيره من المجاالت، طموح مشروع، ورغبة ونجد العالمية فاألنا للتعامل مع اآلخر « في األخذ والعطاء، في التعارف والحوار والتالقح، إنها طريق

، طريقها إلى جعل اإليثار يحل محل األثرة، أما العولمة فهي طموح، بل »بوصفه أنا ثانية العالمية إغناء » العالم « به خصوصيته وبالتالي نفيه من وسل» اآلخر « إرادة الختراق

).٢٧، ١٩٩٩طعيمة، . (للهوية الثقافية، أما العولمة فهي اختراق لها وتمييعوأما الهوية القومية فيقصد بها السمات التي يتمسك بها مجتمع من المجتمعات وتميزه

نتيجة عدة تراكمات متتالية عن غيره من المجتمعات، وهذه الهوية قد تأصلت عبر العصورتعرض لها المجتمع وتتمثل في جانبين هامين هما الجانب المادي يما يتضمن من معارف وعلوم وفنون واكتشافات واختراعات وابتكارات، والجانب المعنوي الذي يتضمن عادات

س أفراد المجتمع وقيمه وأخالقيات أفراده وسلوكياتهم، وكلما تأصلت الهوية القومية في نفو.مجتمع ما ساعد ذلك على التأثير في ثقافات المجتمعات األخرى

وأما المحاوالت التي تقوم بها المجتمعات لتدمير الهوية القومية لمجتمعات أخرى أو النيل منها سواء بالسيطرة أم القهر أم اإلذالل فإنها تؤدي في النهاية إلى فقدان التماسك

-١٥ -

، ١٩٩٩نصر، . (بين البشر واألرض والظروف واإلمكانياتاالجتماعي، والتوحد المعنوي٧١.(

فالهوية القومية تمثل مجموع خصائص وسمات األفراد وبالتالي فهي تمثل خصائص .كل شعب، فهي تعبر عن خصوصية وتمايزات وانتماءات كل شعب عن غيره من الشعوب

ب، فهي تعبر عن ويرى الباحث أن الهوية القومية تمثل سيكولوجية األمم والشعو، وإذا )٢٠٧، ١٩٩٩الفقي، (سمات األمة وخصائصها في تعاملها مع غيرها من األمم،

مفهوم األمة وخصوصية الثقافة، والذاكرة : كانت الهوية القومية تقوم على أسس أربعة هيالوطنية، والحدود الجغرافية، فهل تعني العولمة القضاء على ذلك كله؟ يبدو لنا أن ذلك

).٥، ١٩٩٩أبو حطب، . (مستحيل

إذاً ما العالقة بين العولمة والهوية القومية ؟شكلت فترة السبعينات من القرن العشرين ، بداية الحديث عن عولمة جديدة، ففي تلك

مصطلح القرية الكونية إشارة منه إلى " مارشال ماكلوهن"الفترة أطلق عالم االجتماع الكنديانة الحديثة التي قربت المكان إلى المكان، والتي ألغت كذلك الحدود ثورة االتصاالت والتق

هذا التطور في علوم االتصال جعل الدولة األقوى في . االيدلولوجية بين المجتمعات اإلنسانيةالعالم ونعني الواليات المتحدة األمريكية تفكر حينها في استخدام التقدم العلمي والتقني لصالحها

مستشار الرئيس (على العالم، وهذا يتضح جلياً في فكرة بريجينسكي ولفرض هيمنتها والذي رأى أن على الواليات المتحدة األمريكية أن ) األمريكي السابق كارتر لألمن القومي

تقدم للعالم النموذج الكوني للحداثة، أي أن يعيش العالم بثقافاته المختلفة على منوال الثقافة لحين والدراسات تتكاثر محاولة تحديد مفهوم العولمة من جانب وتأطير ومنذ ذلك ا. األمريكية

.سلبياتها من جانب آخرم أن التجارة العالمية ١٩٩٩ويذكر تقرير األمم المتحدة الصادر عن اليونسكو في عام

٦٧م ثالث مرات إذ ارتفع من ١٩٩٠ـ١٩٨٠ذات المحتوى الثقافي قد تضاعف من عام على أن الجانب الخطير في تضاعف نسبة هذا النوع من . مليار ٢٠٠مليار دوالر إلى

التجارة يتمثل بسيطرة الواليات المتحدة األمريكية على صناعة المواد الثقافية ، ويضيف التقرير إن هذا الهجوم للثقافات األجنبية يهدد التعدد الثقافي العالمي ويعرض مجتمعات العالم

.إلى فقدان الهوية الثقافية كما يذهب بعض المفكرين على الصعيد العالمي إلى أن العولمة تحمل في بنيتها األيديولوجية الرغبة في التوحيد النمطي للثقافة العالمية، وإخراج الصور المحلية أو التقليدية

-١٦ -

والتي تمثل الخصوصية الثقافية ، واستبعادها لتفسح الطريق للتلفزيون األمريكي وللموسيقى .المالبس واألفالم األمريكيةواألطعمة و

" فرنسا"األمر الذي جعل دولة أوروبية لها وزنها على الخريطة السياسية العالمية ونعني ما أسمته االستثناء الثقافي، ) حرية التجارة العالمية(تعلن حين توقيعها على اتفاقية الغات

.Americanizationوهي بذلك تعبر عن توجسها الشديد من األمركة

كما ذهب العديد من المثقفين العرب على أن الذين يسوقون للعولمة الثقافية ويعتبرونها حقبة جديدة لالنتقال إلى ثقافة كونية إنما يتوهمون، ويذهب هؤالء المفكرون إلى أن العولمة الثقافية هي فعل اغتصاب ثقافي وعدوان رمزي على سائر الثقافات، يهدد بشكل أساسي الهوية

وفي الحقيقة بدأنا نالحظ اليوم بعض األفكار والقيم وأنماط من . افية للمجتمعات اإلنسانيةالثقالسلوك جديدة في مجتمعاتنا العربية وبالخصوص في أوساط الشباب، حيث إن هذه المنظومة القيمية الجديدة تمثل في حقيقتها طريقة الحياة التي تسوق لها العولمة األمريكية، بدءاً من

ب الحياة الذي طغى عليه التفكير االستهالكي، إلى ملصقات العلم األمريكي على المالبس أسلو.الخ…والسيارات وأسماء المحالت التجارية وطريقة قص الشعر

مما ال شك فيه أن للعولمة تأثيراً واضحاً على الهوية القومية ويختلف المحللون لظاهرة فالمؤيدون : وية القومية، وذلك على النحو اآلتيالعولمة حول تحديات ذلك األثر على اله

لظاهرة العولمة يرون أنها تسهم في انتشار التكنولوجيا الحديثة من مركزها في العالم المتقدم اقتصادياً إلى باقي أنحاء العالم، ومن ثم زيادة اإلنتاج زيادة واضحة، ويرون أن ذلك في حد

أن ينتج عنها على الهوية القومية، بل يرى بعضهم أن ذاته يغفر للعولمة أي تأثير سلبي يمكن هذا التأثير بسيط، وبعضهم اآلخر أكثر تفاؤالً حيث يرى أن الهوية القومية سوف تفيد من

.العولمة بدالً من أن تضاركما يرى أنصار هذا الرأي أن العولمة تسهم إسهاماً واضحاً في نقل المعلومات وتخزينها

.االنتفاع بها، وفي سبيل ذلك تهون الهوية القوميةوتوفيرها لمن يريد أما الرافضون للعولمة فيرون فيها مزيداً من االستغالل االقتصادي، والمثال المؤيد لذلك ما تفعله االستثمارات األجنبية بالدول األقل نمواً، وكذلك الحال بالنسبة للسلع المستوردة ومنها

.األدوية على سبيل المثال

-١٧ -

ى هؤالء أن حماية الهوية القومية واجبة كوسيلة للتصدي لهذا االستغالل، حيث إن ويرإثارة الحمية الوطنية والحماسة للثقافة الوطنية قد يعطالن هذا االتجاه لدى الرأسمالية العالمية

.لالنتشارلف كما أن فريقاً من الرافضين يكره العولمة لسبب ديني، فهي إما آتية لنا من مراكز تخت

.أديانها أو قد تأتي من دول تنكر األديانبينما يرى فريق ثالث من الرافضين للعولمة أنها ليست غزواً اقتصادياً أو غزواً علمانياً

).٤٦، ١٩٩٨أمين، . (فحسب، بل غزواً قومياً بمعنى تهديد هوية أمة لهوية أمة أخرىعلى األقل من وجهة نظر العالم ونستطيع القول بأن العولمة قد تؤدي إلى تعظيم اإلنتاج،

ككل، كما تمثل تقدماً في زيادة معرفة اإلنسان والسيطرة على الطبيعة وتنمية بعض أنواع اإلنتاج العلمي والفن، ولكنها في الوقت ذاته تمثل اتجاهاً نحو مزيد من االستغالل االقتصادي

اً، وقد تعمل على انتعاش الجانب من جانب الشركات العمالقة بالنسبة ألفراد الدول األقل تقدماالقتصادي للدول المتقدمة، بينما ال تحقق ذات الشيء للدول األقل تقدماً، بل قد يحدث عكس ذلك، وبمعنى آخر فإن نتائج العولمة ستخدم الدول الكبرى أكثر من خدمتها للدول النامية،

اإلعالم الدولية والتي غالباً ما ومما يزيد من خطورة العولمة تلك المعلومات التي تبثها شبكات.تسيطر عليها القيم الغربية التي ال تتناسب مع قيمنا وتقاليدنا الشرقية األصلية

وخالصة القول إن العولمة بقدر ما لها من إيجابيات فإن لها أيضاً سلبيات تؤثر في ). ٧٥- ٧٤، ١٩٩٩نصر، . ( المقام األول بالسلب على الهوية القومية

هل نلجأ إلى عولمة التعليم، أم إلى تعليم : كل ذلك، فنحن المربين نسأل أنفسناوأمام العولمة، أم ماذا ؟

إذا كان لنا أن نحافظ على بقائنا ال يكون باالختيار األول : ولإلجابة عن هذا السؤال نقولكن الذي يعبر عن موقف االندفاع والهرولة للحاق بالركب دون فهم لطبيعة ما يجري وما يم

أن يؤدي إليه عولمة التعليم واألصح أن نتوجه نحو تعليم العولمة، وهذا البديل هو األصوب، لو قورن ببديل آخر ال يقل ضرراً وخطراً عن عولمة التعليم وهو إنكار العولمة أو

.استنكارهاعني إن تعليم العولمة يعني فهمها وتعرف مبادئها وافتراضاتها والنتائج المترتبة عليها، وي

علمي صحيح لها، ويعني تدريب أطفالنا ) فقه ( إنشاء علم غائب من علم شاهد أي بناء وشبابنا على فنيات وآليات التعامل معها، وإدراك ما تتضمنه من تهديدات وفرص، فالعولمة ليست شراً خالصاً، كما أنها ليست خيراً محضاً، وإنما هي شأنها شأن كل التحديات التي

-١٨ -

ان طوال تاريخه، تجمع بين المخاطر واإلمكانيات، درءاً لمخاطرها وسلبياتها واجهت اإلنس.واستثماراً إليجابياتها

إن مواجهة العولمة يجب أن تكون من داخلها، وإثبات الوجود الوطني والهوية القومية ).٧-٦، ١٩٩٩أبو حطب، . (فيها، والخروج منها ال عليها، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

عرفة مدى إدراك طالب الجامعة لمفهوم العولمة وعالقته بالهوية واالنتماء، فقد قام ولمالباحث إسماعيل الفقي بدراسة استطالعية تناولت مفهوم العولمة في إطار من البحث النفسي والتربوي وعالقته بكل من الهوية واالنتماء، وشملت طالب كلية التربية بجامعة عين شمس،

ائج التي توصلت إليها الدراسة أن االستنتاجات األولية تعبر عن مدى إدراك عدد وتبين من النتمن طالب الجامعة لمفهوم العولمة الذي فرض نفسه على كل دول العالم بثقافاتها المختلفة، وكشفت النتائج عن عالقة هذا المفهوم بمتغيرين آخرين مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بهما وهما

.ءالهوية واالنتماورأى الباحث أن مفهوم العولمة لم يخضع للبحث المنهجي كدراسة امبريقية من قبل، بالرغم من تناول كثير من المتخصصين في مجاالت العلوم المختلفة لهذا المفهوم تناوالً نظرياً فلسفياً تنظيرياً، وتطلع إلى دراسات أخرى أكثر عمقاً لمفهوم العولمة في عالقته وتفاعله مع

).٢٣٢، ١٩٩٩الفقي، . (يرات أخرى في مجال التربية وعلم النفسمتغوكم نحن اليوم بحاجة إلى دراسات علمية موضوعية تتناول العولمة من كافة جوانبها ومدى تأثرها وتأثيرها في المجاالت الحياتية المختلفة السياسية واالقتصادية واالجتماعية

لهوية القومية والشخصية العربية في القرن الحادي والثقافية والتعليمية وانعكاساتها على ا.والعشرين

ونظراً للطبيعة الشمولية التي تتصف بها العولمة، ولتأثيراتها الفعالة على المجتمعات المعاصرة، ما كان منها متقدماً وما كان متخلفاً، لم يعد هناك مفر من اتخاذ موقف منها، إما

موقف توفيقي يوائم بين مسايرة العولمة وبين االحتفاظ بتأييدها أو بمعارضتها أو باتخاذ.بالخصوصية الثقافية

قبل البدء بالحديث عن مواقف الباحثين والمفكرين العرب إزاء مفهوم العولمة ، فإنه ومن األهمية بمكان أن نؤسس للموقف من العولمة وذلك من خالل بيان اآلليات التي تحرك

:ر هذه المعمورة ، وهذه اآلليات هي كاآلتيالعولمة وتفعل أثرها على ظهفقد ظهر على أثرها مخاوف سياسية تتعلق بإمكانية : ـ الشركات متعددة القوميات ١

ظهور نوع جديد للقوة الثنائية وهيمنة سلطة هذه الشركات العمالقة المتعالية على القوميات .وتغدو متحكمة في السلطات القومية

-١٩ -

وثورة االتصاالت الحديثة التي جعلت العالم قرية كونية ـ ـ تكنولوجيا المعلومات٢على حد تعبير مارشال ماكلوهان ـ هذه الثورة جعلت من مشكلة مونيكا لوينسكي الشغل الشاغل للرأي العام العالمي في حينها وهو يتابع قصة غرام الرئيس األمريكي بيل كلنتون مع

ة االتصاالت واإلعالم في خدمتها من خالل ويمكن النظر إلى ثور. موظفة البيت األبيضمواقف الدفاع عن األرض والحقوق ، فقضية استشهاد الطفل محمد الدرة على يد الصهاينة

.وبث وسائل اإلعالم العالمية للطريقة التي قتل بها الدرة ليس عنا ببعيد انت شعوب وقد ع: ـ صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي، منظمة التجارة العالمية٣

العالم الثالث كثيراً من ممارسات هذه المنظمات المالية، على أن الحديث اليوم في ظل العولمة يشير إلى أخطار فادحة أكثر من السابق، فالقروض التي تمنح للدول واالستثمارات األجنبية

إفقار ودخول تكنولوجيا المعلومات في تحويل رأس المال، كل ذلك يمكن استخدامه للهيمنة والمجتمعات ، فعلى سبيل المثال يمكن لتحويالت فورية لرأس المال أن تهدد بإشاعة الفقر في أقاليم بأكملها واستنزاف بين عشية وضحاها كل القيم التي تراكمت على مدى سنوات من

).٢٠٠١جيبسون،(العمل الوطني ه تحت حتمية وبفضل هذه اآلليات استطاعت العولمة الحالية أن تضع العالم بأسر

أن العولمة تنتشر وتحقق ) أحد أبرز علماء السياسة األمريكان(الموقف، وفي رأي روزناو :مراميها من خالل أربع طرق متداخله مترابطة وهي كاآلتي

.ـ من خالل تفاعل الحوار الثنائي االتجاه عن طريق تقانة االتصال١.قة المتوسطةـ االتصال المنولوجي أحادي االتجاه من خالل الطب٢.ـ من خالل المنافسة والمحاكاة٣.ـ من خالل تماثل المؤسسات٤

ومن حيث الموقف العربي من العولمة، ينقسم المفكرون إلى ثالثة أقسام على النحو :اآلتي

وهم األقالم العربية التي نمت وترعرعت في ظل الحداثة الغربية :المؤيدون-ألتي تدعو للتعامل مع العولمة واالنبهار بالغرب والتغني بحضارته ا

كظاهرة إنسانية إيجابية، وليس استعمارية، توسعية، ساعية لتهميش .الدول والمجتمعات لصالحها

ويعزي المؤيدون للعولمة مزايا اقتصادية وتكنولوجية وقيمية، من هذه المزايا فتح بكات االتصالية التي الحدود، وتيسير تدفق السلع والخدمات واألفكار بغير قيود، وإنشاء الش

تجعل العالم وحدة واحدة مثل شبكة اإلنترنت، وإنشاء المؤسسات العالمية مثل مؤسسة التجارة .العالمية

-٢٠ -

احترام : ومن حيث النسق القيمي، يعزي المؤيدون للعولمة أن القيم التالية ارتبطت بهاأ التعايش بين الثقافات حقوق اإلنسان، احترام إرادة الشعوب في تقرير مصيرها، اقتران مبد.والعقائد، الدعوة إلى تشكيل حكومة عالمية تمنع الحروب وتوطد السالم

هم مجموعة األقالم لألحزاب األيدلوجية بمختلف تياراتها، والتي : الرافضون-بتعد العولمة نتاجاً تراكمياً لمجموعة التغيرات األوروبية العاصفة

لتحوالت المجتمعية الطبقية في البنى االجتماعية القائمة بفعل اواالقتصادية والكيانية، ويشكك هؤالء بالفوائد المزعومة للعولمة، ويصفونها بأنها استالبية قاتلة للحضارات وثقافات الشعوب، وملغية للدول الوطنية والمجتمعات القومية ومتجاوزة تراث الشعوب

مريكي وحضارتها، ومحاولة تعميم الثقافة الغربية وفق النمط األ.الليبرالي على كل المجتمعات

ويمتد خطر العولمة وقيمها التنافسية داخل الدول نفسها، حيث يسود التغابن االجتماعي وعدم تساوي الفرص وضياع العدالة وخصوصاً في الدول التي تبنت قيم العولمة من غير

ة التي تطورت في تطوير لنظمها االجتماعية والسياسية واإلدارية بما يتفق وقيم العولم.المجتمعات المتطورة أصالً اجتماعياً وسياسياً وإدارياً واقتصادياً

لم نعد نعرف إن كنا « : ولعل من الطريف أن نقتبس ما ذكره أحد الكتاب في هذا السياقفي مصر العربية أم في أمريكا أم في بريطانيا ؟ فالحاج عتريس يسمى شركته عتريسكو بدالً

ونقول دريم الند بدالً من أرض . ، ومتولي كو بدالً من شركة متوليمن شركة عتريساألحالم، وجرين الند بدالً من األرض الخضراء، وهبي الند بدالً من األرض السعيدة، ومحالت البقالة أصبح اسمها ماركت، والعمارات أصبح اسمها سنتر، والجنون نقول عليه

لدى جيل هذه األيام أكالت الفول والطعمية كريزي، والسحري نقول عليه ماجيك، واختفتوغيرها، لكي تنتشر أطعمة أقل منها غذاء ونفعاً وأغلى منها ثمناً مثل الهامبورجر والكنتاكي والبيتزا، وأصبح من المعتاد أن يتخذ محل تجاري أو شركة اسمه باللغة األجنبية ويمارس

هوية هذه األمة، ومع تراجع مستوى التنشئة أعماله باللغة األجنبية في تحد سافر للقانون ولالثقافية كانت النتيجة أن جيل الشباب الحالي فيما عدا قلة أصبحوا في حالة ضياع ثقافي، فال هم ينتمون إلى مصادر الثقافة الغربية التي نهلوا منها، وال هم قادرون على استيعاب منابع

فقط جهلهم بتراث آبائهم بل حبهم وتذوقهم الثقافة العربية، ولعل أبسط دليل على ذلك ليس ).٣٧، ١٩٩٩طعيمة، . (»لموجة الغناء الهابط والتسطيح الثقافي

وهم مجموعة من األقالم التي تدعو إلى العقالنية والواقعية السياسية في :اإلصالحيون-جالتعامل مع مناقب العولمة دون االنبهار بآلياتها ودون االندماج في عمقها،

-٢١ -

لب ذلك الدراسة المعمقة للظاهرة العولمية في المسارات التطورية كلها، ويتطوبالتالي دراسة إمكانيات الوطن العربي وحكوماته البشرية واالقتصادية والفكرية في سياق مقارن مع قدرات العولمة ومحاولة رسم برامج مناسبة

ة المحتملة واقعية التنفيذ في تحديد عوامل القوة والضعف وأساليب المواجه.على أبواب القرن الحادي والعشرين

ينبغي علينا إذن أن نفهم ظاهرة العولمة فهماً صحيحاً بما لها وما عليها بعيداً عن كل تهوين أو تهويل إن من السهل اليسير أن يقف الفرد عند حدود المعارضة للعولمة أو عند

أكثر مما يكسب، ولعل أخطر وأثمن ما قبولها كحتمية تاريخية، ولكنه في كال الحالتين يفقد!يفقده المرء هويته

وينبغي أن تتضافر جهود المفكرين العرب حتى نقف مع هذا الخيار الثالث الذي يرفض إن العولمة تمثل تحدياً كبيراً يلزمنا ) التهوين أو التهويل ( التطرف في كال االتجاهين

مكاسبنا من ورائها، وفي الوقت نفسه تحجيم مواجهته والعمل على تعظيم مصالحنا حيالها و: أضرارها المحتملة، وعلى حد تشبيه أحد الباحثين

إن العولمة تشبه سيالً جارفاً ال بد من االرتماء في لجته ومن المستحيل علينا أن نسبح « في هذا السيل ضد التيار، ولكن من الممكن لنا إذا تعلمنا السباحة بشكل جيد، وتزودنا بنوع من المالبس الجيدة الواقية من البلل أال نغرق في لجة التيار، بل يمكن أن نضمن عدم

.»انجرافنا، دون إرادتنا بمياه النهر وعلى حد تعبير محمد عابد الجابري هناك موقفان سهالن، وهما السائدان، موقف

ن اختراق ثقافي الرفض المطلق وسالحه االنغالق، وموقف القبول التام للعولمة وما تمارسه مإن االنغالق » المراهنة على الحداثة « و » االنفتاح على العصر « واستتباع حضاري شعاره

.موقف سلبي غير فاعل، ومثل االنغالق االغترابإن االرتماء في أحضان العولمة واالندماج فيها ثقافة تنطلق من الفراغ أي من الالهوية،

من الضروري االنفتاح الدائم على « : أحد الكتاب قائالًويعبر عن الموقف اإلصالحي المتعقلكل شعوب األرض وتبادل المعارف والخبرات والسلع أيضاً وإشباع الحاجات المتبادلة تحقيقاً للخير المشترك لجميع الدول خاصة بعد أن أصبح العالم كله مثل قرية صغيرة أو غرفة كبيرة

. الكبغير أسقف وال جدران وال حواجز وال أسولكن الفارق كبير بين االنفتاح واالنصياع بين الفحص والتعرف واالختيار ثم االختيار واالنتقاء والتنقيح والمزج والتفاعل واالبتكار واإلبداع فيه، وبين التلقي واإلذعان واالنقياد

.والتبعيةوالتقليد األعمى والمسخ الشائه واالستنساخ الجاهل المميت، والفارق كبير بين الندية

-٢٢ -

ماذا نصنع مع فقدان الثقة بالنفس وماذا نصنع مع الشخصيات المهزوزة ومركبي النقص واالنبهار األحمق بكل ما هو خارجي وأجنبي حتى ولو كان في الحقيقة من صنعنا ولكن التاجر الخبيث نزع العالمة العربية، ووضع مكانها كذباً وزوراً العالمة األجنبية وهذا

ولقد وصل بنا الحال إلى حد إهمال لغتنا .الً وليس من قبيل المبالغة أو االفتئاتيحدث فعالعربية وقبلها ديننا وحضارتنا وثقافتنا ألننا غارقون في بحر التشبه والتقليد والمسخ والتشويه، غارقون حتى نكاد نهلك وبالتالي فال بد من وقفة تنشلنا من دوامة الهالك وتعيد إلينا هويتنا

).٣٩- ٣٥، ١٩٩٩طعيمة، . (شخصيتنا وكيانناوكم نحن بحاجة إلى دراسات علمية، وعلى كافة المستويات التعليمية والجماهيرية :وأخيراً

.لنقف من خاللها على حقيقة هذه المواقف، ونتلمس طبيعة األمور الكامنة وراءها:ة الثقافيةالتربية من أجل تعزيز الهوية واالنتماء القومي والتعددي: ثانياً

إذا كنا نعاني اليوم من كثير من مظاهر االستالب تجاه الغرب فألننا نأخذ منه النتائج ومن . والثمرات ونعرض عن المبادئ واألسس، نستورد منه لنستهلك وليس لنغرس ونستنبت

البديهي أن عملية الغرس واإلنبات تتوقف على إعداد التربة الصالحة والتربة الصالحة ال .ردتستو

ومن هنا كان على نظام التعليم العربي أن يعمل على تعزيز الهوية العربية واالنتماء القومي تجاه السيل العارم من التيارات الفكرية التي تتصارع على خريطة العالم، وأن تتضافر الجهود على الساحة العربية إليجاد برامج بديلة تبث عبر القنوات الفضائية، برامج تؤكد

ة الثقافية العربية في جميع مناحي العملية التربوية، وتعزز القيم الروحية المستقاة من الهويتراث أمتنا، وإن الحرص على تعزيز القيم الروحية والمثل األخالقية وتمجيد قيم العلم في البرامج البديلة يعمل على التصدي لآلثار السلبية للبرامج المبثوثة الزاخرة بالتيارات المادية والتحديات والتناقضات التي تهدد العافية الروحية لألمة العربية اإلسالمية وللمجتمع اإلنساني

.بأسرهوقد حددت لنا الخطة الشاملة للثقافة العربية التي وضعتها المنظمة العربية للتربية

تربوي والثقافة والعلوم الدور الذي ينبغي أن يضطلع به النظام الثقافي عامة وضمنه النظام ال:في حياتنا المستقبلية بحيث يتضمن بالضرورة

زرع الثقة واألمل في الجماهير العربية من جديد بعدما أصابها من الهزائم -أوالنكبات واإلحباطات، إذ من غير الثقة بالذات واألمل في الغد ال يمكن عمل شيء

.إلخراج هذا الوطن العربي من واقعه الحالي

-٢٣ -

ارية النوعية التي تحتاج إليها هذه األمة دون وضع األسس الفكرية الحض-بالتفريط بالقيم الروحية والقومية واإلنسانية التي تصوغ ذاتها وهويتها وتغني عطاءها

.الحضاريإعادة تأكيد المحاور األساسية واألهداف الكبرى لألمة العربية والتي دار - ج

:حولها نضال جماهيرها منذ عصر النهضة وهي.تحرر في مواجهة الهيمنة األجنبية واالستالباالستقالل وال-.الوحدة العربية في مواجهة التجزئة اإلقليمية الضيقة-.الديمقراطية في مواجهة االستبداد-.العدالة االجتماعية في مواجهة االستغالل-.التنمية الذاتية في مواجهة التخلف أو النمو المشوه-.الثقافيةاألصالة في مواجهة التغريب والتبعية-

وأمام كل ذلك تسعى التربية لتحقيق التفاهم والتعددية الثقافية ضمن الكل الواحد، فما من حضارة حافظت على التعددية الثقافية وصهرت أنماط الثقافة وضروبها في بوتقتها كما هي الحضارة العربية اإلسالمية، فقد احترمت ثقافات األمم من فرس وهند ورومان، وأخذت

هذه األمة وشجعت الترجمة عنها، وأسبغت على ذلك كله الطابع العربي، فجاء الفكر علومعربي الطابع والسمات، وفي حياتنا المعاصرة والقادمة على التربية العربية أن تحترم ثقافات األقليات الموجودة على األرض العربية، وأن تعقد حواراً معها، على أال يكون ذلك على

لموحدة، إذ إن التنوع ضمن الكل الواحد الموحد أمر ال خوف منه، أما الخوف حساب الثقافة ا. فيجيء من أن يكون ذلك على حساب الكل مما يؤدي إلى االنفصال وعدم التناغم الثقافي

:سبل مواجهة تحديات العولمة والهيمنة الثقافية: ثالثاًمدى خطورتها على المواطن من خالل مفهوم العولمة وأنماطها وتحدياتها يمكن تقرير

في العالم العربي واإلسالمي، مما يؤكد على أهمية التصدي آلثارها السلبية، ومن الخطوات :التي يمكن إتباعها في ذلك ما يلي

تطوير المناهج التربوية واشتمالها على قضايا العصر األكثر إلحاحاً خصوصاً تلكرسيخ عقيدة اإليمان باهللا، وتأكيد قيم العلم، التي تتعارض مع قيم المجتمع بما يؤدي إلى ت

.والحرية واإلنتاج، وإقامة مشاعر السالم واألمان في عقول البشر التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسات التنشئة االجتماعية في غرس ودعم

الخصوصية الثقافة لكل شعب في نفوس وعقول النشء، وإيجاد الحصانة الثقافية التي

-٢٤ -

تحول دون تأثير مختلف اآلليات الحديثة التي تستخدمها الدول المهيمنة لمحو الهويات .الثقافية المخالفة للثقافة الغربية

مواجهة الثورة التكنولوجية والتدفق المعرفي المتزايد بانتقاء النافع من المعلومات. والقدرة على استخدام المعارف في إنتاج أفكار جديدة ومواد جديدة

إنتاج البرامج واألفالم الهادفة، وبثها من خالل األقمار الصناعية التي يجب أن نسعى.المتالكها لمقارعة ما يمس حياتنا الثقافية والدينية واالجتماعية

تعزيز مكانة اللغة العربية في نفوس أبناء األمة ، إذ تعد اللغة العربية من العناصر لعربية ألنها مستودع تراث أمتنا العربية اإلسالمية بما تحمله األساسية في استمرارية الثقافة ا

في طياتها من خبرات وفكر ومضامين، عبرت عن العرب في مواضي الحقب نزوعاً وفكراً وتوجهاً وتاريخاً وقيماً وعادات وتقاليد وأعرافاً، ووحدت بينهم وما تزال، وكانت أمينة على

ة أبناء األمة وجامعة كلمتهم ولغة قرآنهم الكريم، الذي حفظ التراث، وهي الطابع المميز لهوي.أنزله اهللا بلسان عربي مبين

فعلى النظام التعليمي العربي أن يعزز مكانة اللغة العربية في المناهج التربوية سيرورة على ألسنة المدرسين كافة وعلى ألسنة المتعلمين في الوقت نفسه، وعدم التساهل في هذا

أن عليه أن يحول دون استخدام العامية في جميع األنشطة الصفية وغيرها ألن المجال، كما .العامية عامل تفريق على حين أن الفصيحة عامل توحيد

وعلى النظام التعليمي أن يسهم مع اإلعالميين في نقل أمهات الكتب والمراجع من جيال عبر وسائل على ما ينتجه اللغات األجنبية إلى العربية إغناء للثقافة العربية وإطالعاً لأل

.الفكر البشري أنى كانويتطلب هذا من النظام التعليمي العمل على تيسير اللغة المستخدمة في أثناء عمليات التواصل، كما يتطلب منه البت في موضوع يتعلق بكيان هذه األمة وهويتها أال وهو موضوع

تستخدم اللغة األجنبية في التدريس التعريب، إذ إن بعض جامعات وطننا العربي ما تزال .خالفاً لبديهيات األمور وتحدياً صارخاً للهوية القومية

كما إن الحفاظ على الهوية ال يعني الجمود في إطار من الموروث القديم، بل هو عملية تتيح ، للمجتمع أن يتغير ويتطور دون أن يفقد هويته األصلية، وأن يتقبل التغيير دون أن يغترب فيه

إنه التفاعل بين األصالة والمعاصرة، وإنه التفاعل بين اإليجابي البناء من الثقافات األخرى ).٥٥٠/٥٥٥، ١٩٩٧السيد، . (وما يتفق مع مناخنا وأرضنا وتربيتنا

ويمكن القول إنه مهما تعددت األساليب والرؤى لمواجهة العولمة فإنها في النهايةسالمية التي تضع إطاراً واضحاً لما ينبغي أن تكون تصب في قالب التربية العربية اإل

-٢٥ -

، وهنا )٢٤٧- ٢٤٦، ١٩٩٩الفي، . ( عليه السلوكيات المرغوبة لدى األفراد والجماعات.ال بد من تطوير التعليم والمناهج التربوية والتركيز على التربية المستقبلية

-٢٦ -

:تطوير التعليم والمناهج التربوية - ١/٣لخبراء والمهتمين والباحثين أن تطوير التعليم يمكن أن يكون أحد يرى العديد من ا

الحلول الهامة في مجتمعنا لمواجهة العولمة، ويقررون أن العالم كله يرى أن التعليم وهو المشكلة، والتعليم هو الحل في الوقت نفسه، ومن ذلك نستنتج أنه ال بد من إعادة النظر في

.لتطويره على مستوى الوطن العربيالتعليم، ووضع األسس الالزمة ويؤكد حامد عمار هذا الرأي مقرراً أن نسبة األمية الهجائية تصل في الوطن العربي

مع تفاوت األقطار، وأنه إذا أخذنا متوسط الحاصلين على التعليم الجامعي في % ٤٥إلى .من قوة العمل% ٥مجمل أقطار الوطن العربي فإنه يصل إلى حوالي

ذي يتضح معه أن تطوير التعليم في الوطن العربي، والذي يعرف على أنه األمر الالوصول بالعملية التعليمية في جميع المراحل التعليمية إلى أفضل صورة ممكنة، أصبح أمراً ضرورياً وحتمياً، على أن يؤخذ في االعتبار ضرورة تحسين كل العناصر التي تشتمل عليها

علم من حيث تطوير إعداده وتدريبه ورعايته، والمتعلم، والمحتوى الم: العلمية التعليمية وهيالدراسي، والكتاب المدرسي، والمرجع العلمي بالجامعة، وإدخال تكنولوجيا التعليم سواء من

وتنمية األنشطة التعليمية، Softwareأم البرامج والمواد التعليمية Hardwareخالل األجهزة مية اإلدارة المدرسية والجامعية وتحديثها، وتنمية ربط كل من وتحسين أساليب التقويم، وتن.، وتفعيل البحث وآلياته)٧٦، ١٩٩٩نصر، . (المدرسة والجامعة بالمجتمع

ستكون الوظيفة الرئيسة للتعليم هي ) العولمة ( وفي إطار النظام العالمي الجديدة بحيث تتم بسرعة وكفاءة، Cope-Abilityتكريس القدرة على التكيف مع التغير المستمر

ومن ثم سيصبح على اإلنسان المتعلم أن يكون لديه رؤية عن الصور المختلفة للمستقبل بما .يحمله من مشكالت وتحديات، وصور التنظيم االجتماعي واالقتصادي المناسبة لمواجهتها

مع وإن وظيفة التعليم أيضاً تكمن في تطوير اإلنسان المبدع القادر على التعامل التكنولوجيا الحديثة لمواجهة مطالب المستقبل، ومن ثم فال بد للتعليم من التأكيد على مفهوم التعليم الشامل بما يتضمنه من تزاوج التخصصات، أو فيما يسمى بالدراسات البينية، حيث أخذ العالم، وخاصة الدول المتقدمة، في ظل عصر المعرفة وانفجار المعلومات ينحو نحو وحدة

لمعرفة، وهذا يتطلب الربط بين العلوم الطبيعية والرياضية واإلنسانية فيما يعرف باسم العلوم ا).١٣٩، ١٩٩٩إبراهيم وعبد المنعم، . (البينية بدالً من اعتبار كل علم أو مجال وحدة منفصلة

لقد انتشرت برامج الدراسات البينية في العديد من دول العالم ألنها تساعد في إيجاد مبدع عن طريق إشباع ميوله ورغباته، وإعطائه حرية اختيار المناهج التي تنمي ملكاته فرد

-٢٧ -

الفطرية واإلبداعية، وتحقق التعاون المثمر والفعال بين الطالب أنفسهم، وبينهم وبين أعضاء .الهيئة التدريسية من خالل حلقات البحث والمناقشة والمحاضرات

ديد للتعليم يمكن تطبيق برامج الدراسات البينية في وفي ظل هذا التغيير والمفهوم الجالمراحل كافة، وما يهمنا في بحثنا هو االقتصار على المرحلة الجامعية، ويكون ذلك من خالل إيجاد األقسام العلمية الموحدة التي تعني إنشاء قسم علمي واحد لكل فرع من فروع المعرفة

ارة الجامعة مباشرة، وإيجاد نظام المراكز العلمية التي داخل الجامعة، وتتبع األقسام العلمية إدتقوم على إنشاء عدد من المراكز العلمية داخل كل جامعة، ويختص كل مركز من هذه المراكز بأحد فروع المعرفة التي تتفق مع ظروف البيئة التي تعيش فيها الجامعة والمزايا

. في الشؤون العلمية والتعليمية والبحثيةاالقتصادية التي تتمتع بها، وينحصر عمل المركز ).١٥٧- ١٥٤، ١٩٩٩إبراهيم وعبد المنعم، (

ومما هو جدير بالذكر أن اليابان وفي ظل العولمة، تأخذ من أنظمة التعليم األجنبية، إال أنها متمسكة بأصالتها الموروثة وفكرها الثقافي الفلسفي ذي الجذور العريقة، وأنها من أكثر

حرصاً على السعي الدائم المدروس وراء جلب أفكار من الخارج لمساعدتها على دول العالمحل ما تراه من مشاكل تعليمية، كما أنها من أقل الدول حساسية في تكيف ومالءمة األفكار التي قد تراها أكثر نفعاً وفائدة، وإنها دائماً تتطلع إلى بث روح االبتكار وحب التطوير بين

أسرهم، وتعمل على تنميته، حيث تسأل األسرة أطفالها يومياً ما هو أبنائها عن طريق.الذي تعلمتموه اليوم، والكايزن تعني باليابانية التطوير المستمر) الكايزن (

وهدف التعليم المستقبلي في اليابان هو االنفتاح على المجتمع الدولي، ومساعدة الدولية، وإن نظام التعليم الجديد يشتمل على تعليم المواطنين على فهم ومالحقة المتغيرات

، ١٩٩٩بخيت، . (اللغة اليابانية واللغة األجنبية، والتربية الوطنية، واألخالق، والتعامالت١٨٠- ١٧٩.(

وكان لوزارة التربية في سورية دور بارز في تطوير المناهج التربوية بدءاً من مرحلة :خمس سنوات مراعية في ذلك المستجدات اآلتيةالتعليم األساسي منذ ما يزيد على

.نماء قدرات الطفل-إدخال المفاهيم التجديدية من تربية سكانية وبيئية وصحية ومهنية وقيمية -

.إضافة إلى المعلوماتيةإدخال حقوق الطفل كما نص عليها ميثاق حقوق الطفل الصادر عن منظمة -

.األمم المتحدة للطفولةير على مفردات المناهج كلها من حيث األهداف والمحتوى وقد أتى هذا التطو

.والطرائق واألساليب والتقانات والخطة الدرسية

-٢٨ -

وكذلك الحال بالنسبة إلعداد المعلمين وتأهيلهم على المستوى الجامعي، فقد تم إلغاء عية دور المعلمين نظام السنتين والمعاهد المتوسطة للمدرسين والتعويض عنها بالدراسة الجام

لمدة أربع سنوات بالنسبة للمعلمين، وخمس سنوات للمدرسين بمختلف اختصاصاتهم، وتم ذلك من خالل إحداث ثالث كليات جديدة للتربية في جامعات القطر إضافة إلى الكلية األم بجامعة دمشق، وذلك إلحكام الربط بين مخرجات كليات التربية وحاجات وزارة التربية من المدرسين

.٢/٧/١٩٩٧تاريخ ١٢٩هلين علمياً وتربوياً كماً وكيفاً بموجب المرسوم رقم المؤومما ال شك فيه أن الجامعات تعد مركز إشعاع ألي مجتمع من المجتمعات، ولها

وهذه الوظائف العامة ال تختلف باختالف ) التعلم والبحث وخدمة المجتمع ( وظائف ثالث هي االرتكاز الذي تدور حوله أهداف الجامعة وسياساتها الزمان والمكان، وهي بمثابة محور

).١١٥، ١٩٩٤السويدي، . (واستراتيجياتها وخطط عملهاوفي هذا المجال تلعب الجامعات دوراً متميزاً وشامالً في التطوير والتغيير من خالل

تواه ممارسة البحث العلمي الذي يعد في هذا الوقت من أهم أركان الجامعات، وهو مقياس لمسالعلمي واألكاديمي، وهي في الوقت نفسه المكان األول والطبيعي إلجراء البحوث، وذلك

وجود عدد كبير من االختصاصيين من أعضاء الهيئة التدريسية، ووجود : ألسباب كثيرة أهمها، وتوافر مستلزمات ..)معيدين، مخبريين، طالب دراسات عليا( عدد من مساعدي البحث

).…ابر، معامل، مكتبات، دورياتمخ(عديدة للبحث فالجامعات هي المكان العلمي المناسب لحل جميع الصعوبات كالصناعية والزراعيـة والطبية واإلدارية واالقتصادية وغيرها على المستوى الوطني، كما أنها مكان التواصل الثقافي

يـاً وتوجيهيـاً، والحضاري على المستوى العالمي، وهكذا يكون دور الجامعات علمياً وريادوهذا يتطلب إعداد األطر العلمية المؤهلة، وتهيئة متطلبات البحث العلمي من أدوات ومخـابر

ألنه من المعـروف حاليـاً أن البحـث .ومعامل ومراجع وأجهزة تقنية متطورة وأموال كافيةالعلمي عمل منتج، لكنه في الوقت نفسه يحتاج إلى أموال كثيرة وإلـى تجهيـزات عصـرية متطورة، ومن هنا ال بد من ربط البحث العلمي مع حاجة المجتمع وتسخيره لتنفيـذ خطـط

للتنسيق بين المؤسسات المختلفة العلمية منها ) مرجعية (التنمية، وهذا يتطلب هيئة عليا واحدة ) ٢٠٠٠،٩فلـوح، (واإلنتاجية، وتعمل على توجيه البحث العلمي لخدمة الـوطن والمجتمـع

ريس في الجامعة هو مركز الدائرة أو الطاقة المحركة لمؤسسـة الجامعـة، وعضو هيئة التدوعلى الرغم من التطور والتعقد في رسالة الجامعة ومهماتها، يظل عضـو هيئـة التـدريس بالجامعة بمنهجه واقتداره العلمي هو محور رسالتها، ومناط ما تقوم به من أنشطة، وإن مهمة

( هو معروف لدى الجميع تحوي ثالثة عناصر أساسية هي عضو هيئة التدريس بالجامعة كماوال يمكن النظر إلى مهام عضو هيئة ) التدريس، والبحث العلمي، وخدمة الجامعة والمجتمع

-٢٩ -

التدريس منفصلة عن مهام القسم األكاديمي والكلية التي يتبعها، ورسالة الجامعة التي تضمهم ). ١١٣، ١٩٩٤يدي، السو(والمجتمع الذي يحتضن هذه الجامعة،

من الالئحة الداخلية لتنظيم الجامعـات، أن / ٩١/ولقد جاء في البند الخامس من المادةأن يسـهم فـي « من واجبات عضو الهيئة التدريسية في جامعات القطر العربي السوري هو

تقدم العلوم واآلداب والفنون، وإغناء المكتبة العربية بـالبحوث والدراسـات، وأن يشـارك شاركة فعالة في تطبيق نتائج البحوث والدراسات في ميادين الحياة االجتماعية واالقتصادية، م

. »وأن يعمل بانتظام على تحسين معارفه وخبراته العلمية، ورفع مستواه في ميادين تخصصه ).١٩٧٥،٢الالئحة الداخلية،(

السـوري الـذين ومن هنا فقد توجه أعضاء الهيئة التدريسية بجامعات القطر العربي العربية ( تعددت مشاربهم العلمية، وتنوعت اختصاصاتهم األكاديمية، وتعددت بلدان تخرجهم

، إلى الوقوف في وجه االستالب الثقـافي والهيمنـة )٢٠٠١كنعان،).(واألوربية واألمريكية إلسهام في األجنبية في ظل العولمة الجديدة التي تستهدف هويتنا الحضارية وانتمائنا القومي، وا

تطوير المناهج وإعداد المعلمين وتأهيلهم بما ينسجم مع متطلبات التطوير والتغيير في القـرن .الحادي والعشرين

ومما هو جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية قد خطت في السـنوات األخيـرة مشروع شامل خطوات رائعة على طريق تطوير المناهج التربوية وتحديثها، وقد تمثل ذلك في

لتطوير مناهج التعليم المعتمد على وثيقة سياسة التعليم في المملكة، وإنشاء مشروع المنـاهج الرقمية للربط بين مستجدات الفكر التربوي وتوظيف التقنية في منـاهج التعلـيم ، وتعزيـز

الذي شرع بتنفيذه فـي المملكـة العربيـة السـعودية ) وطني نت(مشروع البرنامج الوطني ).٣٣-٢٠٠٢،١٠مناهج،(:التركيز على التربية المستقبلية وإعداد المعلمين-٢/٣

صـدمة « ، وفـي كتابـه ١٩٧٠عام » مدارس المستقبل« لقد أكد توفلر في كتابه ،أن دراسـة المسـتقبل ١٩٨١عـام » الموجه الثالثة« ، وفي كتابه ١٩٧٥عام » المستقبل

عا إلى تغيير جذري في أهداف التعلم ومضامينه ليتعلم أساسية لفهم الحاضر وإدارة أزمانه، وداإلنسان كيف يفكر وليس فيما يفكر، ويتعلم كيف يتعامل مع التغير السريع وما يصاحبه مـن

في العالم التقاني الجديد سوف « : وقال. غموض وعدم وضوح بل وفوضى في بعض األحيان.»ان مع المعلومات واألفكار تتعامل اآلالت مع المواد بينما يقتصر تعامل اإلنس

وانطالقاً من ذلك فإن التربية المستقبلية التي ينبغي للنظام التعليمي العربي أن يأخذ بها :لمواجهة التحديات هي

-٣٠ -

.التربية التغيرية ال التدويمية-.التربية اإلبداعية ال تربية الذاكرة-.التربية الحوارية ال التلقينية-.التسلطيةالتربية الديمقراطية ال -.التربية االنفتاحية ال االنغالقية-.التربية التقانية ال اليدوية-.التربية التعاونية ال الفردية-.التربية المستقرة ال الوقتية-.التربية التكاملية المنظومية الشاملة ال الجزئية الضيقة-.التربية العلمية العقالنية الناقدة ال النقل والتسليم-.ال العشوائيةالتربية التوقعية-

:إن التعليم والتعلم في المستقبل يجب أن يقوما على أساس. البحث العلمي-.التفكير الناقد-.عدم التسليم بمورثات الماضي كافة-.احترام اإلنسان-.إحالل التعلم مكان التعليم-.البحث مكان النقل-.الحوار بدالً من االستماع-.بالمعتقدات واألفكار والمعلومات السائدةالقدرة على االختالف بدالً من التسليم-.التركيز على كيفية التعلم-). ١٩٩٧،٥٤٥السيد، .(التركيز على استمرارية التعلم وبقائه-

وهنا ال بد من معرفة بعض المرتكزات المستقبلية إلعداد المعلم في ظل العولمة .)١٩٩٧،٧٧،٨٣نصر،(والهوية القومية ومن بينها المرتكزات التالية

:ويمكن تحديدها على النحو التالي:تحديد فلسفة إعداد معلم المستقبل وأهدافه-١تنمية الوعي الثقافي لدى الطالب المعلمين من خالل تفهمهم التغيـرات العلميـة -أ

االجتماعية والسياسية واالقتصادية على المستوى العالمي واإلقليمـي والقـومي ومـدى نها العولمة، واتفاقية الجات، وأهمية المشروعات الكبرى انعكاسها على المجتمعات ومن بي

-٣١ -

حتى تتكون لديهم خلفية ثقافية بشأنها من جانب، وحتـى . وغيرها…وعالقاتها باالستثمار.يستطيعوا تواصل تفهمهم لتالميذهم وطالبهم من جانب آخر

لعليـا تنمية مهارات التفكير االبتكاري والتفكير العلمي بما يحقق تنمية المراتب ا-ب.للتفكير، وحتى تتكون لديهم القدرة على التمييز بين ما هو صالح وما هو طالح

تحقيق المفهوم الشامل لعلوم المستقبل والتكامل بينها، ومدى إسهامها فـي تقـدم - ج.األمم والشعوب

غرس االهتمام بعمليات العلم من مالحظة وتفسير للظواهر العلمية والتكنولوجيـة -د.والبعد عن التفسيرات الخرافية للقضايا والمشكالتالحسية والمدركة

إدراك أهمية استشراف فعاليات التقدم العلمي والتكنولوجي المستقبلي والعالقة المتبادلة - هـ.أو عالقة التأثير والتأثر بين كل هذا التقدم والمجتمع

أن توجيه وتعديل السلوك البيئي و الصحي لدى الطالب المعلمين وذلك من منطلـق -و.التعليم تعديل في السلوك وليس مجرد تراكم المعارف والمعلومات

حتى –العلمية والتربوية –إدراك أهمية الجانب التطبيقي والعلمي للنظريات المختلفة - ز.يستطيع الطالب المعلمون التكيف مع المواقف الحياتية المختلفة

عدهم على اكتسـاب خلفيـة تزويد الطالب المعلمين بثقافة علمية، وهي تلك التي تسا- ح.ثقافية عملية

تنمية التعلم الذاتي لدى الطالب المعلمين حتى يستطيعوا االعتماد على أنفسـهم فـي - ط.التوصل إلى المعرفة

ممارسة التدريب الطالبي بإتقان، من منظور أن ذلك يسهم في تنمية الجانب المهنـي -ي.لديهم

وفـي الوقـت ذاتـه تنميـة االهتمـام تأكيد وتنمية األصالة لدى الطالب المعلمين، - ك.بالمعاصرة بما ال يتعارض مع قيم المجتمع وسلوكيات أفراده

:ويتمثل ذلك في اآلتي:إعادة النظر في اإلجراءات التنفيذية إلعداد المعلم-٢بحيث تضاف أبعاد أخرى إجراء تعديل قبول الطالب بكليات ومعاهد إعداد المعلم-أ

من بينهـا –لمجموع الكلي الحاصل عليه الطالب بالثانوية العامة باإلضافة إلى ا–للقبول .اختبارات ومقاييس نفسية وتربوية وأكاديمية

بما يحقق مواكبة ومسايرة تعديل اإلعداد التخصصي بكليات ومعاهد إعداد المعلم-ب: ويمكن أن يتحقق ذلك من خالل. تطورات العصر

-٣٢ -

ي برامج اإلعداد واستخدام المدخل الـدمجي االهتمام بإدخال بعض المفاهيم الحديثة ف-العولمة، والهوية القومية، واالستثمار، ووسـائل االتصـال الحديثـة مثـل شـبكة : مثل

.المعلومات واإلنترنت واأللياف الضوئية، وكذلك إدخال بعض المفاهيم البيئيةضـافة تحديث المقررات الدراسية الحالية المتضمنة في البرنامج الحالي لإلعـداد وإ -

مقررات جديدة مستحدثة مثل هندسة الجينات، والبيولوجيا الجزيئية وغيرها بما يواكـب .متطلبات العصر، وفي الوقت ذاته ال تؤثر على أصالة المجتمع

االهتمام بالجانب العملي والتطبيقي بما يسهم في اكتساب المهارات المتنوعة مثل -.وغيرها…والحركية، ومهارات االتصالالمهارات اليدوية، والعقلية، واالجتماعية،

االهتمام بربط المقررات الدراسية بقضايا المجتمع ومشكالته، واإلسهام فـي إيجـاد -.حلول لها

االهتمام بإدخال التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية سواء من خـالل اسـتخدام -.softwareأم البرامج والمواد التعليمية Hardwareاألجهزة التكنولوجية

زيادة الترابط بين المقررات التخصصية في برامج إعداد المعلم من جانب وما سـيتم -.تدريسه بمراحل التعليم من جانب آخر، مع توفير العمق والشمول فيها

استخدام طرائق التدريس الحديثة التي تسهم في تفهم الطالب المعلمين لما يدرسـون، -استخدام الطرائق التقليدية بما يساعدهم على التعامل وليس مجرد استيعابهم لها من خالل.مع بعض قضايا المجتمع ومشكالته

ومن أمثلة تلك الطرائق واألساليب المدخل البيئي، واألسلوب االستقصائي، وأسـلوب .الخ…العصف الذهني، والتعلم الذاتي

كن أن يتحقق ذلك من ويم:إعادة النظر في اإلعداد التربوي بكليات ومعاهد إعداد المعلم-ج:خالل اآلتي

أن تكون نسبة ما يتم تدريسه من مقررات تربوية في برامج إعداد المعلم ككـل فـي -حتى يتحقق التوازن المطلوب وذلك في ضوء ما اصطلح عليه عالمياً في هذا % ٢٥حدود .الشأن

فة حتى ال يمل أن يهتم بإزالة التكرار الذي يحدث أحياناً بين المقررات التربوية المختل-.الطالب المعلمون دراستها

. أن يتم االهتمام بإدخال الجانب التطبيقي والجانب الميداني في المقـررات التربويـة -" ، "التربية ومشـكالت المجتمـع : " ويمكن أن يتحقق ذلك من خالل بعض المقرات مثل

التربية " ، "ماعية للتربية األصول االجت" ، "تعليم الكبار وخدمة البيئة " ، "القياس والتقويم .الخ..…"البيئية

-٣٣ -

أن يهتم بإدخال البعد القيمي واألخالقي والسلوكي والتربوي في برامج إعداد المعلـم، -.بهدف تأصيل األصالة والهوية القومية لديه

أن يهتم بإدخال النظريات التربوية والسيكولوجية الحديثة التي تتواءم مع متطلبات كل -.والمستقبل تحقيقاً لتحقيق المعاصرة بشرط أال تتعارض مع مبادئ األصالةمن الحاضر

:إدخال بعد رابع في إعداد المعلم وهو البعد الثقافي والقيمي-دوهذا البعد أصبح هاماً في الوقت الحاضر لتأكيد وتنمية المواطنة واالنتماء والـوالء

.قيق الهوية القومية وتأصيالً لهالدى الطالب المعلمين التي تؤدي في النهاية إلى تحوذلك من منطلق أنها مؤسسـات : االهتمام بربط كليات ومعاهد إعداد المعلم بالمجتمع-٣

تربوية اجتماعية أنشأها المجتمع لصالح أبنائه، وذلك حتى يكون الطـالب المعلمـون .قريبين من واقع حياتهم اليومية

والتي ال تخرج مين بممارسة األنشطة التربوية الهادفةزيادة االهتمام بقيام الطالب المعل-٤عن اإلطار القيمي للمجتمع من ناحية والتي تسهم في التفاعل مـع عناصـر التغيـرات

.وغيرها من ناحية أخرى…العلمية واالجتماعية واالقتصادية-المختلفةوذلك في تقبلحث الطالب المعلمين على التعامل والتفاعل مع تكنولوجيا الحاضر والمس-٥

إطار قيمي مجتمعي حتى يستطيعوا مواجهة العولمة وما ينجم عنها من آثـار إيجابيـة .وسلبية

وذلك بما يواكب مستحدثات )ثقافية –تربوية -تخصصية( تطوير المقررات الدراسية -٦.ويمكن أن يتحقق ذلك من خالل االهتمام بقضايا المجتمع ومشكالته. العصر القادم

هتمام باستكمال تجهيزات المعامل والورش والمختبرات والمكتبات وإنشاء مكتبـات اال-٧.شاملة ومراكز معلومات متطورة مرتبطة بشبكات االنترنيت

التأكيد على تحقيق التعاون والتنسيق بين كليات ومعاهد إعداد المعلم ووسائط اإلعـالم -٨رامج التعليمية اإلذاعية والتلفزيونيـة وذلك فيما يختص بالب). اإلذاعة والتلفزيون(ومنها

.التي يتم بثها من خالل األقمار الصناعيةالتأكيد على تحقيق التعاون بين كليات ومعاهد إعداد المعلم وغيرها مـن المؤسسـات -٩

ومن تلك المؤسسات األسرة، ووسـائل اإلعـالم المختلفـة، ودور العبـادة، :التربوية.وغيرها…ديوالمكتبات، والجمعيات والنوا

توفير التمويل المالي لمقابلة متطلبات تحقيق األهداف التربوية المرجوة في مواجهة -١٠.العولمة، وتحسين الوضع المادي للمعلمين

ومما هو جدير بالذكر أن كليات التربية في الجمهورية العربية السورية قد باشـرت لية الجديدة التـي أقـرت بموجـب بتنفيذ مضمون الالئحة الداخ٢٠٠٠/٢٠٠١بدءاً من عام

-٣٤ -

في إعداد المعلمين إعداداً تتابعياً وتكامليـاً ١/٨/١٩٩٩تاريخ / ٦١/المرسوم التشريعي رقم وتأهيلهم تربوياً بما ينسجم مع األهداف التربوية في القطر واالستراتيجية التربوية التي أقرتها

العربي، ويتالءم مع معطيات التكنولوجيا المنظمة العربية التربوية والثقافة والعلوم في الوطن الحديثة والتقانات التربوية وأساليب التدريس في القرن الجديد، باإلضـافة إلـى اسـتعدادها

:لتحقيق مجموعة من المهام الجديدة إلى جانب عملية إعداد األطر التدريسية الكفية، ومنهاعداد ومـوجهين تربـويين اإلسهام في تدريب القادة التربويين من مشرفين على اإل-

.ومديرين بالتنسيق والتكامل مع وزارة التربية في إطار التربية المستمرةاإلسهام في وضع المناهج التربوية وتقويمها وتطويرها بالتنسيق والتكامل مع وزارة -

التربيةاللغة العربيـة، الرياضـيات، ( تأهيل المدرسين المساعدين من ذوي االختصاصات -

لمدة سنتين، والمدرسين الذين ال يحملـون ) لغة اإلنكليزية، اللغة الفرنسية العلوم، ال.شهادة دبلوم التأهيل التربوي لمدة سنة واحدة تأهيالً تربوياً

:خاتمة البحث وتوصياته مازالت األمة العربية تواجه تحديات شتّى، تزداد ضراوة بتزايد معطيات الحضـارة

ور التكنولوجيا وانتشار األقمار الصناعية وشبكات االتصاالت الجديدة والتفجر المعرفي وتطاإللكترونية، ويتجلى ذلك من خالل محاوالت القطب الواحد الهيمنة على الثقافات العالمية في ظل العولمة الجديدة، ولذلك كان على التربية العربية أن تواجه هذه التحـديات بكـل وعـي

القيم العربية األصيلة وتأكيد الهوية الحضـارية لهـذه وثبات وجرأة وإقدام من خالل تعزيز األمة المتجذرة في انتمائها القومي، والمتطلعة إلى اإلفادة من معطيات التكنولوجيا الحديثـة والتقانات المتطورة في تطوير مناهجها وإعداد معلميها ورسم استراتيجيتها التربوية المستقبلية

.تالءم مع أصالتها العربية وقيمها وتطلعاتها القوميةفي القرن الحادي والعشرين بما ي:ومن أجل تحقيق ذلك فإن الباحث يوصي بما يلي

اإلفادة من معطيات الحضارة الحديثة والتقدم التكنولـوجي مسـتفيدين مـن ثـورة -.المعلوماتية والتفجر المعرفي العالمي

العربية، وذلك بـدعم اللغـة رفض الهيمنة الثقافية األجنبية، وتعزيز الهوية الثقافية -.العربية وتعزيز مكانتها وتنشيط التنمية القومية

. رفض هيمنة القطب الواحد أو ما يسمى بالعولمة الجديدة على الثقافات العالمية-

-٣٥ -

التسلح بمعطيات التكنولوجيا الحديثة والتقانات التربوية المتطورة، وتطويعها لخدمـة -بالعلم والمعرفة مـن خـالل شـبكات االتصـال رسالة األمة الحضارية المتسلحة

.اإللكترونية والحاسوبات المتطورة في عصر العلم والثقافة والتفجر المعرفي.تطوير المناهج التعليمية ومواكبتها لمعطيات الحضارة العالمية الحديثة-إعداد المعلمين وتدريبهم المستمر لمواجهة التحديات بمختلف أشكالها، وغرس القـيم -

ربية والروح الديمقراطية في نفوسهم ونفوس الطالب وتجسيدها سلوكاً حقيقياً في الع.حياتهم اليومية، تحقيقاً لألهداف السامية للتربية العربية

التركيز على التربية المستقبلية، وإبراز الهوية الحضارية لألمة العربيـة وتنميتهـا -ها مصدر إبداع وعطاء وتفاعل مع والمحافظة على أصالتها قومياً وإنسانياً، باعتبار

.مختلف الثقافات العالمية

-٣٦ -

الدراسات البينيـة فـي مـدخل ) ١٩٩٩(إبراهيم، خالد قدري وعبد المنعم، ناديا .١لتطوير مناهج التعليم المصري في ضوء العولمة، الجمعية المصرية للمنـاهج وطـرق

.التدريس، القاهرة، العولمة والتعليم، بين عولمة التعليم وتعلـيم العولمـة، )١٩٩٩(أبو حطب، فؤاد .٢

.الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.،دار المعارف، القاهرة٦٣٦، العولمة، سلسلة اقرأ، رقم)١٩٩٨(أمين، جالل .٣العولمة وتأثيراتها على مناهج التعلـيم، أهـم ) ١٩٩٩(بخيت، خديجة أحمد السيد .٤

لمية في هذا السياق وكيفية اإلفادة منها فـي تطـوير منـاهج االقتصـاد االتجاهات العا.المنـزلي للقرن الواحد والعشرين، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة

، العولمة والهوية الثقافية، مركز دراسات الوحـدة )١٩٩٨(الجابري، محمد عابد .٥.٢العربية، بيروت، ط

العولمة واالستراتيجية السياسية ، ترجمـة شـوقي ) ٢٠٠١(جيبسون ،فريدريك .٦.١٠٤جالال ، مجلة الثقافة العالمية ،الكويت ، العدد

جابر عبـد الحميـد . ، التعلم ذلك الكنز الكامن، تعريب، د)١٩٩٨( ديلور، جاك .٧.جابر، القاهرة، دار النهضة العربية

مـي، مجلـة الجامعة ودورها في مجال البحـث العل ) ١٩٩٤(السويدي، وضحى.٨.، سبتمبر٢٣السنة ١١٠التربية، قطر العدد

من التحديات التي تواجه التعليم العربي في المرحلة ) ١٩٩٧(السيد، محمود أحمد .٩القادمة، بحث مقدم إلى المؤتمر التربوي الذي عقدته كلية التربية بجامعة دمشق بتـاريخ

.الكليةبمناسبة االحتفال بالعيد الذهبي لتأسيس٥/١٩٩٧/-١٣-١١، العولمة ومناهج التعليم العام، الجمعية المصـرية )١٩٩٩(طعيمة، رشدي أحمد .١٠

.للمناهج وطرق التدريس، القاهرة، إدراك طالب الجامعة لمفهوم العولمة وعالقته بالهويـة )١٩٩٩(الفقي، إسماعيل .١١

.رةالجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاه" دراسة أمبريقية " واالنتماء ، البحث العلمي دليل على رقي األمة ورغبتها فـي التقـدم، )٢٠٠٠(فلوح، فايز .١٢

.كانون الثاني/ ٧٦/نشرة جامعة دمشق، العدد

-٣٧ -

مشكلة الهوية واالنتماء القومي عند العرب ، مجلة العربي ) ٢٠٠٣(قرم ، جورج .١٣. الكويت / أغسطس /، أب ٥٣٧، العدد

ي في كليات التربيـة بالجامعـات العربيـة ، البحث العلم)٢٠٠١(كنعان، أحمد، .١٤مجلة اتحاد الجامعات العربية، العدد الثامن والثالثون، كـانون الثـاني . ووسائل تطويره

.٢٠٠١، )يناير(تقويم محتوى مقررات التربية اإلسالمية بالمرحلـة ) ١٩٩٩(الفي، سعيد عبد اهللا .١٥

.مناهج وطرق التدريس، القاهرةالثانوية في ضوء تحديات العولمة، الجمعية المصرية لل، توجهات مقترحة في تخطـيط المنـاهج لمواجهـة )١٩٩٩(المفتي، محمد أمين.١٦

.العولمة، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرةإعداد المعلم وتدريبه بين العولمة والهويـة القوميـة، ) ١٩٩٩(نصر، محمد علي.١٧

.القاهرةالجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس،الالئحة الداخلية لتنظيم ) ١٩٧٥(وزارة التعليم العلي في الجمهورية العربية السورية.١٨

.الجامعاتالالئحـة الداخليـة ) ١٩٩٩(وزارة التعليم العالي في الجمهورية العربية السورية .١٩

.لكليات التربيةل ، وزارة المعارف بالمملكة العربية السـعودية ، مجلـة المنـاهج، العـدد األو .٢٠

.م ٢٠٠٢/هـ١٤٢٢