أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن...

177
م أ ات ن ي ز ل أ ت ح تال ل ظ روت خ ل أ مد ح م عد س ألا ة روأي1

Transcript of أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن...

Page 1: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الخروب ظالل تحت الزينات أم

االسعد محمد

رواية

1

Page 2: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

دار النفي في بنا دارت يكشفها األفالك مع شردت

الغبار ويحجبهاهنا شجر هناك حجر

صغار أوالد الدار حول ونحنبحبهم يتعثرون

فراشة ويالحقونالدوار أثملها الروح في من يرتجفون الصبح فيإسار يحضنهم الظلماء وفي برد

؟ النهار ينخطف كيف الحبيبة أيتها أرأيت

فلسطين غزال، عين مصطفى، علي خالد

إفتتاحية

عن الشTTفافية. حTTدثيني غاية في نكن ودعينا بجTTواري، إجلسي ياجدتي، اقتربينت التي الخطوط هذه TTدك غضTTوني، جلTTركت الزيتTTار وراءها وتTTرة ألف آثTTحس

على المواسTTية األلفة سTTوى فيه تTTبزغ لم الTTذي المفقTTود العالم عن لها، النهاية باتجTTاه الغTTروب إلى ومTTالت الرسTTول، أراضي باتجTTاه الشTTرقية الشمس حافة

فيها كTTان الTTتي األيTTام تلك عن الصTTليبيون، أنهم لك قيل الTTذين اولئك أراضي

2

Page 3: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

بأسTTماء تسمى حياتك أحداث فيها وكانت أصدقاءك، الخروب وأشجار السريس الحصTTاد، بأيTTام علمتها الTTتي المواسم عن بالحيTTاة، المفعمة الحTTوادث وأيTTام

بTك اسTTتبدت الTتي المشTTاعر عن أطفالTك. ومTTاذا ميالد بها علمت التي الحصاد وكرومك؟ بساتينك في تجولت حين

حب الذي الزمن ذلك عن حدثيني TTدميك تحت من سTTدتي، قTTك ياجTTطافية وترك العTTام فيه أغتصب الذي األسود اليوم ذلك عن األبدية. ماذا الخسارة هاوية فوق ياجTTدتي، حTTدثيني وجTTودك؟ خTTارج تطردين فيه نفسك وجدت الذي العالم كله، األسTTود اليTTوم عالمة هي األعالي في قريتنا التهمت التي اللهب أدخنة كانت هل رجت الTTتي الرصTTاص أصTTوات على الليل عتمة في اليقظة هي أم األبTTد؟ إلى

المشTTؤومة الغريبة الظلمة ابتلعتها الTTتي األليفة الطTTرق على وانهTTالت السماء، صراخ فيه كان الذي الليل للضباع، فريسة كله العالم فيه وقع الذي الليل فجأة،

غريTTزة فيه دفعتTTك الTTذي نفسه النTTدى. الليل بقطTTرات يطفأ العطاش األطفال ان إلى قريTTة، إلى قرية من الطرقات تلك على هذا، من ثقة على وأنا األمومة،

وحدها. السماء غطاؤك أخرى، لوز أشجار تحت تنامين نفسك وجدت العيTنين هTاتين في وأنظر ياجTدتي، الشTمس سTفعته الذي جلدك ألمس دعيني

تحت بTTالنفي عليهن محكوم مجهول، عالم في قرن نصف عاشتا اللتين البنيتين وكرامتك الصTTامتة، المعانTTاة تلك عن القاسTTية. مTTاذا الشرقية الصحراء شمس

جئت الTTذي التمر حالوة وجTTدت هل تتسTTاقط؟ أن الالجئة لدموع تسمح أن تأبى في تخلفت الحالوة أن أم ياجTTدتي؟ للعيش كسTTبا النخيل أشجار تحت تلتقطينه

عن ومTTاذا بنTTا؟ أحTاطت الTتي البهيج الخضTTار ألTوان كل مع أيضTTا، الوطن أرض الجبTTال تتخلله مشTTهد حكايTTTات على عيTTTونهم فتحTTTوا أن ما الTTذين أطفالTTك

نهاية؟. بال رمالها تمتد أرض في أنفسهم وجدوا حتى الحجرية، والسناسل أراضي أنTTاس النTTاس، اولئك إلى فقTTط، الTTوراء إلى بTTالنظر عTTدت هل آنTTذاك،

قريتنا أطTTراف إلى وصTTلوا أنهم اعتقدت الذين اولئك المألوفين، غير الصليبيين تلك أصTTTوات أذنيك في رنت حين إال شTTTيء كل يتضح ولم بجوارنTTTا؟ ليعيشTTTوا حTTدثت الTTذين النTTاس اولئك عن كاديما..كاديما؟. ومTTاذا المألوفة، غير الكلمات الذين الغرباء اليهود من حذروك الذين اولئك ياجدتي، بالدنا يهود عنهم، أطفالك

ياجTTدتي، الحقTTول في صTTادفتهم الTTذي اولئك معنTTا، يعيشوا أن لمجرد يصلوا لم وطننا أرض وعTTورة عن غTTربتهم تشTTبه الTTذين اولئك معهم، تحدثت الذين اولئكأبدا. التغرب التي والشمس الشرق صحراء وسط مابعد في غربتنا تاما شبها أزال ما وأجTTدني معي، أحملها الTTتي روايTTتي مطلع عن ماذا حفيدتك؟ عن وماذا

كل من خاويا سيصTTبح الTTذي الحلم بداية بدايتها، زيارة إلى أعود قرن نصف بعد الذي المحرق والظلم األسود، اليوم سر حل يمكنني زمن. كيف كل ومن معنى عيTTني فتحت ألنني ياجدتي، وحسابه تحديده يمكنني ظلم روحي؟ أعماق يعذب على قراءتهTTا، التستطيعين التي والكلمات الكتب على واإلسمنت، المدينة على الزيتTTون، وأشTTجار الصTTخور وطن في تقTTرأ أن إلى بحاجة تكن لم وكلمات كتب حافة على الوجTTود إلى ظهTTرت الTTتي الخفية واللفTTائف المطمورة األلواح وطن

أن وجTTودك؛ عليك ينكTTرون ألنTTاس ياجدتي ضياعنا تفسير يمكنني عالمك. كيفحال؟. أية على حزنك من هذا كل سيطفيء وكم أجادل، أن أتلفظ،

3

Page 4: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

بأصTTابعي، األبيض شTTعرك أتخلTTل وأنا أخTTرى بلغة تحدثت إذا ياجدتي لي اغفري الTTتي األماكن تلك إلى وأتوق له، اتنكر عالم عالمك، ظل في عيني فتحت ألنني

دمTTروا قريتنا. لقد من تبقى ما كل هي المتناثرة بيتك صخور أن عالمة وصفتها، مTTازلت ألجدادنا. وأنا ألمواتنا، األخيرة الراحة مكان دمروا ياجدتي، مقبرتنا حتى أسالفنا، ومن وطن من محرومة طافية، ريشة مثل جذور بال وأشعر أتنفس هنا، يستبد المفقود، العالم ذلك على منادية األخيرة أيامك تمضين ياجدتي أنت بينما

نومتك في يسجوك أن قبل األسود، اليوم في عليك طغى الذي ذاته اإلرتباك بكالقاسية. الشرقية الشمس رمل صحراء تحت ما مكان في األخيرة،

أناهيد

صـــــــــورةلا

4

Page 5: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الحكايات وجوه والطرق، تعددت تعددت واختفت ظهرت تغيرت وجوه، النوافذ،الشجر أوراق الكلمات وفوق بين يلتمع ظل الندى ولكن واألغاني، اإليقاعات

أم في هناك بيتنا وظل النظر، امتداد وعلى والهاربين العابرين أهداب وعلى . الصيافيرالعالية بين الريح وتناوح الخروب أوراق بين للعتمة يصغي الزينات

: : قليل بعد ستجيب أنا؟ ما نفسها الجديدة حكايتي تسأل حينهذا" تفاصيلي في يتغلغل ذاك، أو الغريب هذا يدخلني أيضا، ندى حكاية أنا

حكاية وأظل أخرى، حكايات إلى مني الجميع يخرج وقد ذاك، أو الفلسطيني". الندى متواصلة عن

والذين منحدر، أو تلة وراء غابوا الذين تالئم ألنها ، جميلة بداية هذه ستكون . إنها يوم ذات بعضها إلى طريقي أجد وقد بعضها، أعرف حكايات من جاؤا

به أشعر ما هو هذا أو وستحدث، وتحدث حدثت حقيقية قصة أي مالئمة مثل : أربعة قريب وقت منذ وصلتني التي الصورة إلى أنظر وأنا األقل على اآلن

الزينات؛ أم في بيتنا بقايا وبين فوق التصويرواقفين عدسة يواجهون أشخاصتحف أشجار وظالل وفوقها، وتحتها بينها طالعة داكنة وخضرة أحجار بضعة

. النهار أوائل شمس تحت الصغيرة البقعة بهذه : اإلبتسام حافة على وهم أصحابها يقول مرتبكة، وجوه أربعة

" الزينات " ... أم في بيتا لك أن إلثبات هنا نحن نعم: أو

" اآلن " معنا لست أنك يؤسفنا. ويشير ينطق أن حولهم لما تاركين عنهم، البعيد أنا إلي، صوت بال يتطلعون

: . يقولوا أن يريدون لعلهم أو ربما رمزية وقفة ".. " أخيرا وصلنا نحن ها

الوادي هذا إلى العنيد المسلح وخالي غرود ودوروثي حمزة الشيخ آثار متتبعينحياتهم، مسار ترافق ظلت أنظارهم عن الغائبة قريتي أن وليكتشفوا المنسي،أذهانهم في زرعها أخرى رواية أو أشجار، أو جدار وراء وإن حياتها تواصل

مخيلة من وأهلها الزينات أم بها فمحا وارسو، غيتو من قادم الهوت مدرس. األبرياء التالميذ وبصر

الكثيف التركي وشاربه الضخم بجسده الصورة يتوسط الذي الغازي، يوسف. هناك هو لماذا يعرف تلة، أو قريب جبل رأس إلى كأنما والتفاتته يده وإشارة

معاكسة جهة إلى مشيرا جانبه إلى الواقف الفحماوي سليم من طلب من فهوالبيت إلى وناشرها، العبرية إلى الندى أطفال روايتي ومترجم هو يقوده، أن

التي الوعرة الطرق ومن وحوله، منه نسجت الذي البيت أو فيه، ولدت الذيكان الذي العالم هذا وأمي أنا دخلت وبها أمي، حكايات من أطرافا إليه، تقود

. الكائنات وتحدثت وتحدث، كبرالطفل حين إلى أي حين، إلى يجهلنا . الذي ناشرالرواية إقناع يده بإشارة يحاول ربما يحاوله الذي ما بالضبط الأدريربما أو حقيقية، رواية هذه بأن مرة، ألول مسرحا يدخل كأنما حوله يتطلع. فعال هناك ولدت وأنني الطيبة، نواياه يخن لم خيالي أن من ذاته هو ليتأكد

أن نفسه وبين بينه قرر الذي الناشرالشاب غوتسمان ديفيد يقف يساره إلى وألمانا وأكرادا عربا اإلسرائيليون، يقرأها أن ويجب مؤثرة حكاية هذه ... ستعود مستقبل بغوامض مفكرا إلخ، وأمريكيين وفرنسيين وروسا وبولنديين

5

Page 6: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

أطفال ويظهر القراءة، عادات وتتغير يوم، ذات الغائبة الحكايات هذه فيهولم قراهم، وظالل أسماء أباؤهم طمس الذين األرض أصحاب عن يسألون

جنتهم ينسوا لن هؤالء الحجارة سكان بأن دائما لتذكرهم بأشباحهم إال يحتفظوا . منها طردوا التي

العربية اللغة أستاذ ميرون، يورام للقصر، المائل الممتلئ الثالث الرجل هاهووكروم وأهالي صيافير عن يتحدث أنه النص يقرأ بدأ حين فوجئ العجوزالذي

. عليها وتعرف مدرسته، أطفال مع طفال زارها أنه مذهوال وتذكر مألوفة قريةاألعجوبة هي الضخم حجرها يدير الذي والحصان الزيتون معصرة كانت حين

. . أو قبانيته، وكانت فيه الشك هذا ذاتها الزينات أم إنها نظره؛ جذبت التيألمانيا، من القادمين سكانها خيال في الطائرة هي تجاورها، بتعبيره، الكيبوتزاليسبر أزل منذ القائمة الزينات أم بجوار الخرافية الحكايات في كما لتحط

غوره. حكايات انبعثت ربما ذاكرته، من انبعث ماذا أو الناشرتحديدا قال ماذا الأعرفالمترجم ولكن قريتي، يقرأعن وهو أسواركراكوف خارج صغير شتيتل عن أمه

متمهال : لندنية صحيفة صفحات على فقال بالفعل، بي فكر يورام " زرت حين التقينا النظرات لعلنا تبادلنا ولعلنا طفولتي، في الزينات أم

. حب يثيرون ال الكوكب هذا سكان الفالحون كان الالمباالة نظرات أو المتوجسةبنصائحه زودنا الذي األلماني األستاذ ولعنات سخط يثيرون ما بقدر اإلستطالع

." الوادي هذا إلى نهبط أن قبلأماكن من القادمين الغريبين أسميهما أن إال يورام، أو ديفيد فيه فكر ما كان أيا

اليديش بلغة قصصا وقرأنا العمر، بنا امتد حين إال النور يلمسها لم مظلمةوشاهدنا صوفيا، في النهضة وحي والقرم كييف فقراء عن والروسية واأللمانية

اتخذ غروسمان، وقصص برلين شوارع في السوداء القبعات اصورالبسي . بهما تحيط بيتي، بقايا يرافقان وهما ودودين اإلسمان وبدا مألوفتين هيئتين

. عن يتخليان الصورة، يدخالن وهما أنهما، لي وبدا وصخورجبلنا كرومنا ظاللالدخول هذا أبارك أن الالجئ، أنا مني، ينتظران وأنهما اسميهما، غرابة

للمولودين أسماء المعمودية راهب يمنح كما وحميمة أليفة أسماء وامنحهما : أنا. الظل؟ هذا في العماد بطقس يقوم أن ينتظران الذي من وأتساءل حديثا

قبل استضافهما حيث القريبة الكرمل دالية في أيضا الالجئ الفحماوي أمقريتي؟ أنقاض إلى بهما الهبوط

بعصبية حوله لمن يقول أسمعه ومازلت الصورة، في الرابع الفحماوي، هو هاأم أهالي من صورجموع بالتقاط مشغولة الفضائية مصوري وعدسات ظاهرة،

وشبانا وعجائز وأطفاال نساء بيوتها، بقايا إلى السنوي حجها في الزينات: بالحدث مستثارين

" فيها ".. تعلمت التي مدرستي كانت وهناشجرة قاعه تشق بئر فوهة على يمينه إلى المسن وزوجها إمرأة تطل بينما

ببناطيل شابتان وتتطلع عريضة، أوراق ببضعة غصن سوى منها اليظهر تينطريق، جانب أشجارالصبرعلى من صف ماوراء إلى الصورة خلفية في جينز

أو حجرا كان ربما شيئا، وتلتقط إحداهما وتميل المتشابك، والزيتون العتمة إلى . يابسا صنوبر كوز

6

Page 7: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

السرومغمورين ظالل تحت الجلوس فضلوا الكثيرين ألن ظهرا، الوقت كان. أخرى مرة هنا أنهم واحساس الشمس، ضوء من وشذرات بالظالل

: الثالثة لضيوفه الفحماوي يقول .. غابة"... عليه عرشت لو حتى وسأعرفه مكانه، أعرف أنا محمد بيت هو وهذا

" البالن وغطاه صبر: يوسف إلشارة معاكس إتجاه إلى ويشير يلتفت ثم

. فوقفوا " فيها، ندفنه أن وأوصى والدي توفي يارجل، مقبرتنا األعلى في هناك "! الدالية في البيت ساحة في ودفناه وجهنا، في

: سيسمعني أو سمعني البد أنه واثقا وأقول . " كوابيس جيدا يذكرون إنهم الذاكرة صدى أو الموتى، عودة يخشون إنهمواوكرانيا والعراق المغرب من بهم جاؤا حين الخالية قرانا في األولى أيامهمأسالفهم، من سلف قدم تطأها لم وأرضا يبنوها لم بيوتا ليسكنوا وايرانمضافاتهم في جنودهم قتلهم الذين الفالحين كوابيس الكوابيس؛ بهم فأحاطتالسناسل صخورالوعروخلف وبين قراهم طرقات وفي بيوتهم أبواب وعلى

على بالحجارة يلقون أو يصرخون، أو ليال، ينتحبون يسمعونهم وهم الحجرية،".. " : بسالم يتركونا لن هم مذعورين الظالم في فيتهامسون والنوافذ، السقوف

والسرو الخروب ظالل في الصورة، خلفية في أحدق وأنا وأضيف،: التراب وعتمة الحجر استدارة يلتقط الذي ونورالشمس

يبتعدون " تجعلهم التي هي اليوم، حتى تالحقهم التي الكوابيس هذه أن أعتقدنجوم مثل وحيدة قرانا حجارة ويتركون الصغار، وإخوتنا وأجدادنا آبائنا قبور عن

الشيطان يهبط أو واألمطار، الزوابع تمحوها أن آملين وبعيدة، نائية السماء،." الغريبة األرض هذه في ينشدون الذي السالم ويمنحهم منها ويريحهم ويأخذها

* * *

...... . حين ال ولكن األولى السطور منذ واحدة دفعة كلها الحكايات أقول أكاد أنا هاوظلت أصحابها، منها خرج وإن حتى أبدا، تغلقها ولن أبوابها، تفتح الحكايات تبدأ

سناسلها وتتسلق العصافير، وأصوات الشجر وظالل الريح أرجائها في تترددتمنحها وال الصمت، أصوات زواياها في وتتلبث والخرفيش، الخبيزة أزهار

. الدموع سوى الغائمة الصباحات . واثق أنا باآلالف آخرين قادمين وسأنتظر جدد، زوار الصورة في الزائرون هؤالء عجيبا سرا الفالحين من أسالفنا وحياة حياتنا أودعتها الظليلة البقعة هذه أن من . النداء هذا لي يفسر أن يستطيع من وإال اليعلمون الناس كان وإن حتى

أهلي آثار يتتبع أن نفسه وبين بينه يقرر وجعلته الغازي شغلت أخرى ونداءاتعليه واقترحت مصرية، قبطية ترجمتها رواية من الخيط بطرف أمسك أن بعد

االسكندرية طرقات في يصادفه لم إنسان كاتبها رواية فرنسية؟ ناشرة قراءتها

7

Page 8: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

هجرته بعد إليه أخذوه الكيبوتزالذي في وال والده، دكان على يتردد كان حينإنسان حيفا؟ في الشيوعيين رفاقه مظاهرات في وال وحيدا، فلسطين إلى

أحدا اليكره أنه أهمية واألكثر خالص، شعر مايقرأه أن سطوره يقرأ وهو فوجئعلى بناء فالحيها جنوده وقتل قريته بيوت نسف الذي الهاغاناه ضابط حتى

: وحدها واألوامر األوامر، " .. حجر " على الحجرا العربي

: الغازي قال بعد، ما في التقينا حين !" روايتك " في الكراهية

في العصفوري الوجه ذو لوك بيت في سجال طاولة حول ونحن وسألني: " الفالندر" غابات قلب في الريفية جنت

" الزينات؟" أم زرت أن سبق هلالوصول يستطيع ال الفلسطيني الالجئ أن تماما يعرف ألنه سؤاله، أدهشني

العام في المدمرة قريته بين 1948إلى أكواخ إلى اآلن حتى الجئا كان سواء ، وأبناء أحفاد اآلن يتطلع مثلما قريته في يحلون الغرباء إلى يتطلع صخورالكرمل

العراقي الجيش شاحنات في محموال كان أو حوض، عين من الهيجاء أبو محمدنصف بيوت في جانبا وترميه والعيون األيدي آالف تتداوله جنين من المنسحب

. النخيل وغابات والنهر الشناشيل ذات البصرة أحياء أحد في خربة " .. أزورها؟" أن يمكنني كيف بالطبع ال

: بعمق وهويتنفس فردلو " كما البيوت بقايا بين والصبر والسناسل والوديان الشجر تصف أنك العجيب

"! فعال هناك كنتقفزا والستين الخامسة سن تجاوزت التي محاورتنا فرانسواز، إلى والتفت

لوك : بيت عتبة عند واستراحتبالضبط" !" تخيلها كما إنها

: نفسي وبين بيني وأقولتخيلت " وكما ميالدي، قبل غرود دوروثي فيها نقبت التي الكهوف تخيلت وكماالصباح في مدرسته إلى ينطلق وهو أخي شعر بلل الذي ذلك أيضا، الندى منتشرا السريس، أطراف على نقيا كان، كما رطبا اآلن يصلني والذي الباكر،

يلقيها التي اإللتماعة وفي الصورة، في بالواقفين المحيطة الخروب ظالل بينتحت الصخورالظاهرة وأطراف مالبسهم وثنايا وجوههم على الشمس ضوءبرية، أزهار وبضعة األعشاب أوراق تلتمع حيث التراب عتمة وفوق أقدامهم،

سنة، خمسين منذ غيابنا في الظهور إلى تعود زالت ما تعرف حتى أزهار ال وهيفي نراها حين حكاياتنا إلى ويتسلل أرواحنا يمأل الذي الغامر الفرح عن شيئا

" الكلمات وبين الصور

* * *

8

Page 9: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

فيها فقدت ثالث أو سنتين بعد أمي، أعني حكايتي، راوية الراوية، توفيتذات اليهودية الرصاصات أصابته الذي ذلك الثالثة؛ أبنائها ذكرى من إال ذاكرتهاروما إلى صغيرا خرج الذي وذلك الخالية، الزينات أم إلى عودته طريق في ليلة

أن بعد أنا، هو الذي وذلك آثاره، وضاعت ليبيا إلى ارتحل ثم دراسته إلستكمالجائع، نصف مهلهل بجيش حسين صدام اصطادها وقد الكويت، من عابرا بها مر

. تدري ال حيث إلى الشاسع، العالم إلىبيوت الصغيرمن البيت ذلك في مابعد، في لي قيل كما أحيانا، تستيقظ كانت

منا األحياء التستثني عنا، فتسأل الصحراء، أطراف على القديمة البصرةوأحالمها، خيالها في طائرات وهدير رصاص أصوات من مرتعبة واألموات،

الذي أسعد وكذلك وموسى، بخير، محمد، روعها؛ من حولها الجالسون فيهدئ . وتظل التعرف، أن األفضل من سنة خمسين قبل توفي أنه نسيت أنها يعتقدون

وجه على أحياء مازالوا أسماءها تجهل أماكن في المنتشرين أبناءها أن مؤمنةفضائها إلى ليال تطلعت كلما تراها التي ذاتها السماء هذه وتحت األرض،

الشاسع .كانت كما حكاية صارت أو الحكاية، دخلت أنها تعرف أن قبل إذن الراوية توفيت

شهدت التي األماكن وأسماء مالمحها وعرفوا كلماتها، الناس آالف وقرأ تتمنى،العابر للنسيم تصغي أو نفسها تحدث الصيافير بين وشاهدوها وصباها، طفولتها

في اآلن تظهرأمامي بيتها أحجار أن تعرف أن وقبل الزيتون، أشجار بينالصبر ويظهر عنها، حدثتني طالما التي أشجارالخروب تظهر ومعها الصورة،

اإلنجليز، وشاهده العتيقة بندقيته محمود العم فيها ألقى التي والحاكورة . حيفا سجن إلى وأبي وأخذوه وأخذوها المرتفعات من فهبطوا

شي كل ألتقط لم ألنني باألسف أماكن ءوأشعر عني وغابت به، تهذي أو تقولهوالعربي واإلنجليزي الفرنسي القارئ يعرفها أن يمكن كان ووجوه كثيرة

فيهم بما الندى، أطفال حكاية يتصفحون بدأوا الذين وكل والبرتغالي، واليونانيمنهم، والواضح الشرقية، أوروبا غيتوات من القادم منهم الغامض العبرية؛ قراء

: تسميه كانت الذي البلد، ابن " بالدنا " يهود من

كتبت، مما فصوال لها فأقرأ أرغب، كنت كما إليها أجلس لم ألنني أكثر وآسفيمكن ما تصحح أن فرصة لها وأترك الحيرة، تتوالها أو تعبس أو تبتسم وألراها

هنا لونا فتضيف تعلق، أن وفرصة متخيال، أو غائما ذكرياتي إلى انضم يكون أنكثيرة حكايات تصل أن وفرصة الكلمات، بين موحيا فراغا تترك أو هناك، وصوتا

من اختفت تكون ربما كروم مصائر بداياتها؛ إال ألتقط لم حكايات بالزمان،لو كما مالمحهم عرفت رجال أو كافيا، تقديما إليهن تقدمني لم نساء أو الوجود،

اسرابا تطير عصافير أو بحر، شاطئ على بعيدة لطيور جانبية صورة في إنهم. منها واحد لعصفور خاصة مالمح بال

. تدري أن دون من راوية إلى حولتني غيرتني، ذاكرتها، تفقد أن قبل أمي، ولكنفي وتجلس الصورة، في األربعة الرجال وراء تتراءى أراها وأنا اآلن، وأتساءل

أتخيل ال الذي أنا رأسي، على يدها وتضع المشهد، عمق في شجرة تحت الظلالدالية إلى الطريق وفي الزيتون أشجار وبين البيت في لها، مجاورا إال نفسي

9

Page 10: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

ذلك وفي السوداء، السماء في تتوالى حمراء جمرات الرصاص كان حين ليال : جنين في اللوز أشجار تحت أعشابه افترشنا الذي البستان

" أحفادها؟" يعود أو أعود حين معي تكون لن أنها المعقول من هلإلى تتحول لم نفسها وبين بينها وأحاديثها حكاياتها مادامت اآلن سعيدة ستكونوما قارورة، في سجينة نحلة ظلت وال حطب، بال موقدها ظل وال موقد، دخانعن أوالدي يسألني حين أقص أن أستطيع أيضا، راوية أصبحت نفسي أنا دمتوأنا عيني في تترقرق كانت كما أناهيد عيني في الدموع فتترقرق األيام، تلك

أفعل كنت كما تماما جانبا، عينيه ويدير صامتا غسان ينفعل أو ألمي، أصغيأو أمي، حكايات في الراحلين األبطال أحد بأنني غامض شعور يتوالني حين

تظللنا بدأت بغيمة وتستظل وتقترب بغداد في المولودة وصال زوجتي تنتبهجميعا.

. بين متنقال إال الحديث أستطيع أعد لم فأنا بالفعل راوية أصبحت أنني يبدو . أصواتا تعد لم الكلمات أن ويثيرني أروي ما وبين وبيني وروايتها، الراوية مصير

وبالدهم وأفراحهم وحسراتهم أناس شرود بل النهار، طلوع مع تتالشى . أسأل أن لي خطر ولربما أرواحنا في دموعهم حفرتها التي واألثالم وحقولهم،

: يوم ذاتأم" هذه؟ األحجار كومة أنا هل أمي؟ أنا هل الزينات؟ أم أنا هل أكون؟ من ترى

والمقابرالتي المهدمة البيوت هذه وصوت أشجارالزيتون، بين تمر نسمات أنا " قرانا؟ كانت التي واألشجارالمهملة والقباب الخربة والمآذن حجارتها نثروا

* * *

: باريس من االنجليزية مدرس بيتيت ميشيل صوت يجيئني الهاتف عبر... ... مشهد" وصخور وخضرة شجر هاهي ولكن صحراء بالدكم أن أعتقد كنت

"! أوروربا في عندنا ما يماثلوسروها الزينات أم حجارة لصورة مشاهدته من قليلة أيام بعد هذا حدث

في يلوح غائم ببحر تنتهي ومرتفعات سهول على غربا تطل وهي وأعشابهااألفق .فأقول:

" حوض بلدان من إنها ياصديقي، األيام من يوم في صحراء بالدنا تكن لم" الكرمل؟. تعرف أال المتوسط

إرسال باريس في عرفه صديق طلب حين مني باقتراح يديه بين الصورة كانت : إليه الرواية

... دعه" يوم ذات الناس وكان األحداث كانت حيث أيضا الصورة هذه ارسليشاهدها"

: أسمعه أن قبل ميشيل ويتردد" .. ... قريتكم؟" موقع لي قلت أين هذا أعرف أكن لم آسف

10

Page 11: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

" حيفا" على المطل الكرمل الكرمل، قمة على .. ... لوحة" الصورة هذه معلوماتي، سأستكمل الخرائط إلى العودة على إذن

" جدارغرفتي.. على سأضعها رائعةالساحل على يطل الزينات أم سرو صورة الصورتين؛ إلى أعود وأنا وتساءلت

: الظالل بين األربعة الرجال وصورة الغائم،ضيوف " وشعراؤنا، كتابنا يفعل كان ماذا إذن الحد؟ هذا إلى مجهولون نحن هليأخذوا ألم الغربية؟ العواصم في والسهرات، والمؤتمرات الباذخة المهرجانات

قبل الظالم في بنا ألقوا أنهم أم مالمحنا؟ يحملوا ألم معهم؟ وصورقرانا صورنا . لما هذا يفعلوا لم لو أنهم المؤكد من الغربية الحدائق بوابات من دخولهم

مجهولة هي كما مجهولين ولظلوا الصحف، وأعمدة التصوير عدسات التقطتهم ." الصحراء فيافي

فرانسواز : صوت المرة هذه وجاءنيفي " عنه حدثتنا ما كل وتذكرت الشمس، بوابة فيلم بروكسل في شاهدت

" الريفي بيتنابقتل البيوت، بتدمير قراهم، من اقتلعوا الذين بالفلسطينيين الفيلم ذكرها

األسواق، وفي الطرقات وعلى بيوتهم في الفالحين ورجال واألطفال النساء : بانفعال وهتفت مستثارة، كانت

" ! صادقا " كنت كمإلى جنت من اإلنتقال عليها كان عنه، تحدتث الذي اليوم ذلك مساء في

الذين الفالمش مع هناك ومشاغله الصغيرة وسيارته لوك بصحبة بروكسلمرة سجالنا إلى الطريق استغرقها التي الساعة هذه وأعادتها كثيرا، اليحبهمزيارة إلى والغازي، أنا عودتي، سجال السجال، فاتحة الرواية تلك وإلى أخرى،

. عبر إطاللته من يبدأ هو مترافقين وأحيانا حدة على كال أحيانا الماضية، حياتناعلى ينهال اإلنجليز ورصاص الشارع على اإلسكندرية في أسرته بيت نافذةتحت بي وانطلق كتفه على حملني ما أحدا أن شعوري من وأنا المتظاهرين،

أم سناسل على الهجوم ليلة الليلة؛ تلك في الكرمل صيافير بين الفجر غطيطةواحتاللها . الزينات

قبل به أفكر لم ضائع منسي شيء إلى وأعود الحديث، عن فرانسواز تتوقف : اللحظة هذه

من" قرية صورة فلسطيني يرسل أن دون من عاما خمسين من أكثر مر إذن . صاحب خوري للياس إذن ممتن أنا كم أوروبا في هناك يعيش إنسان إلى قرانا

! تنظر وهي قال ما قال وفلسطيني أوروبية بين صلة أقام لقد الشمس بوابة " ومكذبة مصدقة بين إليه

وفي األوروبية، القرى حقول في أيضا؛ الدروب هذه فوق نرحل أن علينا كانمن شارع ناصية على نقف أو ميادينها، ضجيج إلى ونستمع عواصمها، شوارع

.. . فقط، اآلن واآلن يبدو، كما الحكاية هذه قال الأحد حكايتنا ونقول شوارعهاوزوجها، إمرأة عجوزين، ضيافة في أمسية، ذات هبطت كما أهبط أن يمكن

المجهولين نحن عنا، حديث ويدور الغابة، في الندى قطر حكاية بأقزام يذكران ... .. وشوارعهم أمسياتهم في سيعرفون فقط اآلن واآلن السنوات، هذه كل طيلة

11

Page 12: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

" " أمـي عند األثيرة جبينة حكاية سيعرفون نحن، من ومطاعمهم ومكتباتهم . الحكاية أواصل أن علي أن وسأعرف وأخواتي،

ترجمات

البقعة بهذه تحيط التي الظالل أو حكايتي، األربعة المجهولون دخل أن بعدبين يحدث بدأ أمرا أن أدركت الطفولة، منذ المألوف الوادي في الصغيرة

12

Page 13: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

لم وما منه عرفت ما أكتب، لم وما عنه ماكتبت الواسع، العالم السطوروفي . بعد أعرف

وتنتهي مجهول بقدر تبدأ أوراق مجرد الحكاية أصبحت وال متناهيا، العالم يعد لم . أمكنة ويتوالد يتفتح الذي العالم هذا غرار على الحكاية بدت معلوم بقدر

مختلفة، وأعراق وديانات جنسيات من أناس حياكته في يشارك نسيجا وبشرا،أكثر المتناهية حكاية بعد؛ يولد لم ومن منهم ولد من واألموات، منهم األحياءطرق طارق من بورخيس األرجنتيني األعمى اشتراه الذي الرمل بكتاب شبهايتصفح وهو اكتشف أن بعد صحته، في مشكوك وانجيل دوالرات حفنة لقاء بابه

فيه يكون أن عالم يمكن أنه وأثاره األبدية، مثلما نهاية وال بداية بال أنه أوراقهمركز، بال عالم ذاك؛ أو المكان هذا في أو تلك أو اللحظة هذه في اإلنسان . التنتهي نهاية في إليها يعودون ولكنهم يخرجون، الناس، يدخلها حكاية

المستقبل، من القادمة المترجمة واصف، سارة سيكون النساجين هؤالء أوليديها بين وقعت حين قرن، نصف يقارب بما وتدميرها قريتنا اجتياح بعد أعني

. الندى أطفال روايةوراء باريس في العربي العالم معهد في مكتبها وراء اآلن جالسة هاهي

الرواية تأخذ وهاهي بالمتاهة، الشبيهة والممرات المتعددة الزجاجية الواجهات : أن الصلة هذه غرابة ثم العنوان، في األطفال لفظة إلى ربما منجذبة يديها بين

. . الصلة؟ هذه بها أوحت خياالت أية ندى من األطفال يولدقطرة كانت أمي أن أو ندى، قطرة كان أبي أن أفكر لم العنوان كتبت حيننتجمع ونحن أمي قالت حين أعماقي في غاص بحدث أفكر كنت بل أخرى،

المهجور الجنود مهجع غرف من ضيقة غرفة في شتائية ليلة ذات في حولهاالشعيبة :معسكر

" ونسقيكم ".. الشجر أوراق من بأكفنا الندى فنجمع تعطشون وكنتمفوق تلتمع الفجروحدها طرقات ففي فجرا، كان أنه البد الوقت؛ وتخيلت

. قد تموجات حساب أحسب ولم بالفعل، حدث هذا كل الندى قطرات األوراقالشواطيء حساب وال القاريء، ذهن في الواضحة البسيطة أمي كلمات تثيرها

. إليها تندفع قد التيالمدرسية بلهجتها كيمبرج في المقيمة الجيوسي سلمى قالت الماضي في

: مالعق عن تتحدث كأنها طويل زمن منذ الجامعي التعليم قاعات مغادرتها رغم " األطفال" هؤالء مشهد جدا مؤثر

اآلن المستقبل ، أما من قادمة امرأة هي تؤخذ فها بل المالعق عن التتحدث. السريس وأشجار الصخور بين أو اللوز، أشجار تحت أطفال بمشهد

الالمبالية، والوجوه الزجاجية الردهات عشرات اجتياز بعد لرؤيتها، ذهبت حينضياء أن لي يقول التعرفه كاتب رواية إلى انجذابها ولكن مكتبها، في تكن لمجذب مثلما نظرها جذب أنه البد الكوكب هذا على موقعها كان مهما بعيد نجمأنظار ذلك بعد وليجذب األرض، سطح على قامته انتصبت إنسان أول نظر

. واألمكنة األزمنة عبر مشتركة أحالم إضاءة ويواصل األيام، مقبل في الماليينقلبه أن بجوارغرناطة الزيتون أحراش في قتيال سقط الذي ذلك لوركا يقل ألمتلك أكون ال ولماذا األشواك؟ بين سقطت وحيدة حمامة تنهدات إلى يصغي

13

Page 14: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

أكداس بين الجالسة المرأة هذه إليها أصغت التي األشواك بين الحمامةأوراقها؟ .

. ما نوع من عالقة معها تنسج بدأت بالغة وبعفوية إذن، يديها بين روايتي هاهيكتاب بين الصداقة أن أعرف فأنا العالقة، هذه نوع تحديد النستعجل دعنا

. وحكايات حكايات عنها تتولد قد كائنين بين صداقة الحقيقة في هي وإنسانمطلع في سنوات بعد تظهر بها فإذا أناهيد مسامع على كررتها فكرة هذه

. بلقاء الحكاية بدأت جامعية محاضرات قاعة في وهي ذهنها في ولدت حكايةأو فأخذته هايجيت، في المهمل ضريحه أمام ماركس بكارل جمعها خيالي

طفلته ومقبرة والمكتبات الحانات إلى عشر، التاسع القرن لندن إلى أخذهاطرد الذي والبيت المقبرة اختفت حيث إلى المعاصرة، لندن إلى ثم الصغيرة،

في الناس فيه يغوص عالم هذا كل محل وحل إيجاره، دفع يستطع لم ألنه منه. المجاور المقعد في جاره جار يكلم أن دون من األنفاق من ويخرجون األنفاق

لقائها حكاية ذهنها في وولدت الندى، بأطفال التقت حين حدث مثلما تماماطرقات في ورافقتها اللحظة، هذه حتى طفولتها تغادر لم التي الراوية بجدتها

مع وسهراتها المحاضرات وقاعات الجامعي سكنها إلى معها وأخذتها الرواية،صوفيا وصقيع الهندية المعابد وظالل المسيسبي شواطيء من قادمات طالبات

حدائقها ومصاطب البرونزية تماثيلها أطراف على البيضاء الثلوج تذوب حيثالحجرية.

تصيبني فال تحديدا، وقبطية مصرية، أصول من تنحدر سارة أن لي سيقالأن أدهشني لما المايا، أو األزتك شعب إلى تنتمي أنها قيل لو فحتى الدهشة،في فأنا النسيج، باستكمال وتبدأ الخيال، بها ويمتد األشواك بين من تلتقطني . العالم هذا زوايا من زاوية أي في إنسان أي عن غريبا شيئا أكتب لم النهاية

* * *

شال : الهادي عبد الفنان للصديق قلت " يغمرها سنة خمسين منذ المتناثرة بيتنا أحجار هذه الصورة؟ هذه إلى أترى

. هذه أو الحجر هذا مشهد خذ الخروب أشجار وتظللها هناك أو هنا العشب ".. تكوينا واخلق عليها المتساقط الشمس وضوء الخضراء المرجة

أحدنا أن اكتشافي في الناس من عدد أكبر معي أشرك أن وأود مستثارا، كنت . ويرافقه معه ينشأ الطريقة وبهذه اآلخر، ذاكرة يزور أن يمكن

وتابعت: ..." ساكنة الماضي، من مشاهد نستعيد أن مجرد ليست صديقي يا الذاكرةامتالء يماثل بامتالء المشاهد نحيا أن بل صامت، شريط من منتزعة كأنها

. هذا لسنا نحن طويلة غفوة من نستيقظ أن وعلينا دائما، متحركة إنها وجودنا،

14

Page 15: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

في نتخيل وما والحاضر الماضي نحن نتخيله، الذي القادم هذا وال فقط، الحاضر " الراهنة اللحظة هذه

سنة أربعين أكثرمن قضى فنان انشغاالت على أبررتطفلي الحقيقة في كنتقماش على أمامه تمثل وهي وخطوطه بألوانه مفكرا مرسمه جدران بين

بدأوا حقيقين وأناس حقيقي بيت بقايا عن هذه، مثل ظليلة بقعة بعيداعن لوحته: هويتها عن اآلن تتساءل التي حكايتي حكايتي، إلى مختلفة طرق من يتوافدون

شظايا ليجمع عاد الذي أخي حكاية أم أطفالها، تتفقد جاءت أم حكاية هي هلالوعر إلى يعود الذي أخيهن عن الباحثات األخوات حكاية أم المدرسية، أوراقهيتجاوز لم وحيدا شابا دفنه وقد المفجوع أبي حكاية أم يرجع، وال ليلة كل

. العراق؟ جنوبي في منسية مقبرة في عمره من العشرين: الصورة متفحصا ذاتها لوحاته يستعيرخطوط ووجهه شال قال

. .. لقطات " عدة سآخذ أيضا وهذه وهذه الحجارة، تلتمع حيث الزاوية هذه سآخذ ." مايعجبك منها تختار أن ولك

: .. ثم لحظات مرت . الصورة" هذه في زاوية كل صديقي يا يعجبني ال أو يعجبني ما ليس األمر

. ولكن تلك، أو الشظية هذه مصدر الكثيرون اليعرف قد تروى حكاية لها ستكون : نسفه فلسطيني بيت بقايا التكوين لهذا المصور اختيار أمام المباليا أحد يمر لن

بين مهجوروأشجارساكنة ومرج سنة، خمسين قبل يكنعام ومستعمرو يهودا . فلسطينية امرأة تلمح أال الغياب هذا بفناء حلوا الذين الضيوف وهؤالء الظالل،

" ... أمي إنها الظالل؟ تحتالحجرالالمع باستدارة التقني يتجاوزاإلحساس أثر عن باحثا وجهه إلى وتطلعت

لتحيط االمتداد عن تتوقف لم حكاية في شريكا منه ألتخذ أو الطاغية، والخضرةأنا الظهيرة، هذه ضيوف وبين بينه األقل على صلة ألقيم أو المجهولين، بكل

والناس . المكان بروح صلة ذلك وراء ومن هذا، بكل المعني : فيه أفكر ما شرحت

وتركيز" به، واإلحساس المشهد التقاط على اللفظية ثقافتنا في نعتد لم . كلنا وفينا معنا يولد ما هو المشهد أن رغم المكان، وأناس المكان النظرعلى

. اللغة وتحفظه اللغة تقيمه شيئا البدء، منذ لغة المكان أن نألف جعلونا أو ألفنا، . واللمس بالبصر يتعامل لمن كيف ولكن تخلق أن ذلك فمعنى تسمي أن

النوع هذا إلى يطمئن أن ويتنفسها الموجودات يعيش بري كائن مثل والحسيبدو والمعنى؟ المشهد خارج األبدي المتشرد يكون ألن فيه؟ ويقيم الخلق من . نعود أن علينا األلفاظ في سكنت أن بعد األمكنة نسيان لنا سوغ اللغة اعتياد أن

وعلينا الطفولة، منذ ورأينا سمعنا التي واأللوان األصوات أول إلى المشهد، إلى " بها اإليمان

: متمتما رأسه هز أن على شال يزد لم ." بالضبط "

الثقيل بمعطفه وهويسير مصقولة بعربية يقول أحدهم صوت سمعي في ورن : الداكنة اوسلو سماء تحت

" غيره" أملك ال الذي وطني هي اللغة : نفسي وبين بيني وتساءلت

15

Page 16: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

؟" ترافقنا التي والسماء نعرف التي األرض عن بعيدا اللغة في حياة هناك هلمايجب لي تحدد اللغة الموجودات، فوق تطفو رغوة تبتكر األصل، تمحو اللغة

"! .. وطنا السعيد هذا ويدعوها به الأشعر أو به أشعر أنوجاسوا قرانا احتلوا الذين هؤالء أصاب ما ذاته هو أنه البد الوسواس هذا مثل

يصادفون، ما كل على أسماء ويطلقون المشهد يمحون فبدأوا حقولنا، خاللمحفوظاتهم تسعفهم لم وحين والينابيع، والقرى والتالل والجبال الوديان على

في ليسكنوا أمكنتنا أصوات على تحريفا أدخلوا المستعصية األسماء بعض أمامالقدس و ، حي تل طلحة و هود، آين الجميلة حوض عين فصارت التحريف،

و سفسوفا، الصفصاف قرية وصارت !. المجدلاورشاليم، هؤالء أشكلونلهم يجدوا أن يستطيعون وال األمكنة، يكرهون مكان بال لغة من المولودون

معصرة وحتى بل والوديان، السهول وانتحال اغتصاب في األلفاظ، في إال مكاناالشجر بعروق أمهاتنا طرزته الذي والثوب الرحى وحجر الفلسطينية الزيتون

. أناس فيقف أيضا، حكايتي فيه ينتحلون يوم يأتي هل األزهار وأوراق واألعنابالذين: واالالف العنيد والخال والقطروز وأخي وأبي حمزة الشيخ الحكاية

أخرى؟ مرة الرصاص عليهم فيطلقون بوجههم، طرقاتها في يتجولون . وتجول األمكنة استعاد الذي ذلك سعيد، إدوارد أتذكر صامتا الصورة إلى أعودذاكرته يزحم بدأ الذي التنوع هذا حنانه وأثار وأدهشه األخيرة، أيامه في فيها

. . : الحجرية الجدران فيه ولد الذي المقدسي البيت المرض فراش على وهو . . وهو هاديء حي في القاهري البيت األمامية باحته في التينة تلك القديمة البئر

جامعة في الخافت مكتبه ضوء وأخيرا اإلنجليزية، مدرسته من إليه يعودمن طلبة وجوه أمام محاضرات قاعة في أو الكتب أكداس بين كولومبيا : إليه رسالتي حاسوبه شاشة على يقرأ وهو أو واللغات، األعراق مختلف

" الندى؟" أطفال رواية وصلتك هل : ويجيب الحروف، مفاتيح على بعصبية فيضرب

" شيء" يصلني لم ؟ رواية أي . ذلك ومع الكائن هوية تحديد في أهمية ذا يعد لم المكان أن في يفكر كانظالل إلى هناك، إلى يؤخذ أن مرتجفا يوصي صمته، في يغرق أن قبل شاهدته . ملتقى في أو الهواء في ادفنوني يقل لم فيه يدفن محدد مكان إلى لبنان، أرز

. اتجاه كل في والذاهبة اتجاه كل من المتدافعة األلفاظ تيارات

* * *

. تؤمن هي مترددة كومب سونيا كانت الهاتف من اآلخر الطرف علىأرض إلى ويصل المصادفات يتجاوز سارة صديقتها ترويه ما أن إال بالمصادفات،

وأزمنة شاسعة كونية مسافات بينهم فصلت وإن حتى الناس عليها يتعارفمترامية.

16

Page 17: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

من يأتيها ذاته االسم وهاهو غرود، دوروثي اسم بها مر فقط قليلة أيام منذ . فلسطينية رواية عن تحدثها صديقتها لسان على غابة من كأنما مصدرمجهول

إلى تصل ثم الكرمل، شعاب بين وتختفي تظهر شابة، دوروثي فيها تتراءىقريب وقت حتى كانت أماكن الحياة إلى معها وتعود فيها، نقبت التي المغارات

نهر يعني مثلما الكثير لها التعني أسماء األسماء، سوى منها تصل لم مجهولة . الباستيه عمود أو الشيز، األب مقبرة أو مثال، السين

وما ميشيل، دارآلبن في واآلثارية التاريخية الكتب تحرير عن مسؤولة سونيااكتشفت أن بعد البريطانية اآلثار عالمة عن سمث باميال مخطوطة أمامها تزال

في األنظار عن بعيدة زاوية في مهملة صناديق في وملحوظاتها يومياتها أوراقباريس . في الوطنية المكتبة

النظارة ذات الجسد الضئيلة العالمة هذه أن قرن نصف طيلة المعتقد من كانالماضي القرن ثالثينات في وتتنقل تعود هاهي ولكن أوراقها، أحرقت قد الطبيةوأدواته األول اإلنسان وراء ساعية طارق وجبل وكردستان فلسطين بينالمسننة، والشظايا الملونة األحجار من بالقليل فرحة موتاه وجماجم الحجريةالساعي إنسانها مالحقة من يبدو كما تعبت أن بعد فرنسا في تستقر وهاهي

على ونشطة حية تقفز هي وها أخرى، بعد سنة التطورمليون سلم على . المجهول من جاءت رواية صفحات

: نافذتها زجاج وراء األشجار برؤوس معلقتان وعيناها سونيا، ردت" . الرواية؟" هذه صاحب يعيش أين غريبة مصادفة هذه

.. العام" في لندن في مطبوعة الرواية وراء 1990الأدري من الناشر ويقول ، . منذ مرت كثيرة غيوم اآلن كاتبها يقيم أين اليعرف أنه أظن، كما الكث شاربه

" اللندني مخزنه في كاتبها مع وتركها نشرها أن .. ومع" مجهول، كاتب ومن مجهول، مكان من جاءته هل أيضا غريب أمر وهذا

" نشرها؟ ذلكهذا" سطح على ما مكان في يكون أن والبد فلسطيني، أنه عرفته ما كل

العام في تدميرها تم وكيف وأناسها، قريته عن مؤثرة حكاية يروي الكوكب،1948 .. صمت أصوات تسمعين الرواية هذه في أهلها من نجا من تفرق وكيف ،

" الزيتون وأحراج والصبار الحجارة " .. نفعل" أن يمكن ما نرى ودعينا فصلين أو فصال لنا ترجمي حال أي علىبكامل األشجاراآلن رأت النافذة، إلى نهضت الهاتف، سماعة سونيا وضعت

. على مطعم واجهة األشجار تحت أوراقها بين بالنسائم وأحست خضرتها،مشغول الشعر أبيض وحيد رجل يشغله مقعد من إال خالية بمقاعد الرصيف

أكثر حوله ما يتأمل كان الرجل ألن يبدو، كما باريس في له إفطار أول بتناول . يديه بين ما يتأمل مما

وحيد رجل على أمامها المفتوح الفضاء بين ما بصلة التفكير تحاول وبدأتمكتبها، على الراقدة واألوراق سمعته ما وبين األشجار، ظالل تحت وعابرين

أوراق من أكثر إلى اآلن تتحول والكهوف الصخور بين تبددت حياة سيرة أوراقتبدأ حياة إلى باريس، سماء تحت قبر عتمة في اآلن ترقد وإمرأة وصورعتيقة . األوروبي وغير بل البريطاني، غير المجهول هذا سطوررواية بين بالنهوض

17

Page 18: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

المعلومات سالمة في تدقق أن منها طلبوا المخطوطة، جاءتها حين البداية، فيهاتف ولكن الفلسطينيين، الالجئين والحكايات المدمرة الالقرى والمراجع،

في نائية ببقعة طويل زمن منذ أحاطا وركاما سياجا تدريجيا يزيل بدأ سارةالبلجيكية،. جنت غابات في الحرب محتها التي الطفولة قرية ذاكرة ذاكرتها

على صورة تتالشى كما صورتها وتالشت أنقاضها، على األلمانية الدبابات ومرتغادرها أن بعد زمنا وحيدة فيها تجلس ظلت قاعة في سينمائية عرض شاشة

يتردد اسمه وظل العرض بداية منذ غاب الذي واألخ واألم، األب المشاهدون؛ . هذا؟ كل حدث أين طويال الشفاه على

وتلة السين وانعطافة باريس كنائس أبراج وراء البعيدة الغامضة، المنطقة هذهيمتد حقل وأمام غابة، أطراف على الفالندر، سهول في هناك تقع مونمارتر،

هنا من نداءات وتتصاعد النهار، أوائل شمس ترتفع حين له الحدود باتساعتتباعد زرقاء وسماء عالية أعشاب بين تتحرك بيضاء أبقار بضعة وتظهر وهناك،

. النظر امتد كلماتلك في نتجول ونحن مابعد، في لسونيا سأقول يوما، هناك يكن لم الذي انا

الغابة: والظالل" الغابات هذه الجمال، هذا كل يمتلك فمن هنا، حرب تحدث أن غريب

الفجر سكون في غمغمتها تبدأ الطيورالتي واصوات القمح وحقول والبحيراتوحدهم الحمقى بالحرب، يفكر أن اليمكن النهار، ضوء انتشار مع تتصاعد ثم

" المكان هذا في بحرب يفكرون من : جافا عشبا تدوس وهي فتقول

ذات" أو ليال الظليلة الممرات هذه الدبابات واخترقت الحرب، كانت ذلك ومعالري قنوات وسحقت القرويين، بيوت على مدافعها وأطلقت غائم، نهار

من ستار إلى تراه الذي األفق وحولت بنيرانها، سقطوا الذين الشبان وأجساد " محترقة وأشجار ونار دخان

من قريته اختفت هل هذه؟ مثل مشاهد عن الرواية صاحب تحدث هل ترىأو موسوعة أو كتاب في ألفاظ إلى شيء كل وعاد قريتها، اختفت كما الوجود

نقطة إلى باصبعه ويشير العجوزنشرها األب يعيد خريطة في سوداء نقطة إلىالقرميد وسطوح والنبيذ والطرقات بالناس يضج عالم خياله في اآلن هي

والغيوم؟ الحمراء

* * *

يفاجيء مثلما بكائناته المنسي العالم هذا يفاجئها نافذتها أمام الساهمة سونيايوسف ولكن تراها، تكن لم أرض ببقعة يحيط واهيا جدارا أو المطرسياجا رذاذ

. عمقا أشد شيء فاجأه يافا، حافة على غان رامات في المقيم الغازي،أشجار فوقها عرشت التي الحجرية األساسات الرواية سطور بين سيكتشف

18

Page 19: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

غابة، في حريق إشعال إلى حاجة دون من حواكيرها الصبار والتهم الخروبالقرويين وجوه في أحيانا يلمحه كان وإن بوضوح، فيه يفكر لم عالم خياله ويثير

أن ما يلمح، ظل مثلما القدس، إلى طريقه في يصادفهم حين الفلسطينيينفي عيون وبريق ريفية مجاعات الخمسينات، منذ االسكندرية من قادما وصل

اللحظة تلك حتى يعرف يكن لم حجرية وسناسل متداعية، خالية بيوت ظلماتبيضاء حجارة مجرد والسفوح؛ األرض من نبتت وكأنها تبدو ولماذا أقامها، من

حينا الخضرة فتطمرها والمرتفعات، الحقول بين تتلوى ساذج بانتظام مركومة . جاءت أين من أحد له يقول وال أخرى، أحيان في والتراب

العام في احتاللها بعد غزة من الجنود بعض عاد أناس 1956حين عن حدثه ، هم : أين من سألهم حين يقولون بدأوا عجيبين

المجدل" " من نحنعسقالن " " من نحن أو

الكرمل" " من نحن او . . بدت وحوله قدميه تحت ما إلى كالهما نظر الجندي تبلبل مثلما يوسف وتبلبل . خفية ومدن قرى آخرون، أناس المشهد هذا في إذن هناك مختلفة األرض لهما

. أن مع فجأة نبتوا أين من الناس؟ هؤالء جاء أين من عنها أحد يحدثهم لمبهم؟ يتصل الحرفا أسمائهم، من اسما يحمل الطريقا اليهم، تشير العالمة

. مثلما ليوسف وبدا الطرق واتجاهات واإلشارات باألسماء تحتشد المخطوطة . يجد وال مألوف مكان في يحط أن يود عابرة غيمة أنه للجندي بدا

"!.. خالص" شعر هذا . األولى للوهلة عبارته هذه كانت

: مكتبها وراء من باريس، في دراسته أيام منذ القديمة الصديقة سونيا، وسمعته " ... ... ... ... .." تاريخا لها مقدمة سأكتب النشر تستحق رائعة رائعة رواية هذه

في الستيرماكنتوش االسكتلندي كان بأيام قبلها أو نفسها اللحظة تلك فيأطالل متذكرا ويكتب وتراب، روح كتابه على األخيرة اللمسات يضع إبردين

وراء ما إلى سكانها ويطردون يغزونها واإلنكليز االسكوتلندية المرتفعات قرىالبحار:

. والمكان" بنفسها وعالقاتها حياتها الجماعة تستعيد حين الشعر هو هذا بالطبع،وأنها نفسها، وتكتشف بالروح عالقاتها تستعيد وحين فيه، وتعيش عاشت الذي

عالقات، شبكة تخلق الطرق، واتجاهات واألشكال تغييراأللوان على قادرة " خالصا شعرا مستوياته أعمق في هذا كل وسيكون

: التساؤل إلى يوسف وعادليست" الحشد وسط يغنيها كان التي األغنية أن الفلسطيني هذا اكتشف هل

وجذوره أغصانه إلى وتاق المفتوحة، روحه بوابات عن التصدر وأنها أغنيته، " الكرمل؟ مرتفعات فوق الجبلية قريته في هنا الشخصية،

أمام توقف بسنوات، عالمنا عن القيسي الشاعرمحمد الصديق يرحل أن قبلمن يجيء نداء سمع كأنما صحيفة صفحات على تتوالى وهي الرواية من فصول

لم التي تلك بعد، يغنها لم التي أغنيته على فيه تعرف صافيا صوتا الحشد، خارج . أو متعرجا األغنية إلى طريقه يتخذ كان اللحظة تلك حتى يغنيها أن يستطع

أطراف على صحراوية رياح وجهه تلفح ساهما أو عمان، شوارع في منحدرا

19

Page 20: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

فيدور وأناسها، وصخورها ظاللها حول حولها، تدور طرقات عنها فتبعده الدمام،كان شيء كل معا؛ والبعيد القريب الصوت مصدر عن طريق، عن ويدورباحثا

. ونحن لي قال شهوركما ستة طيلة الكتابة عن القيسي ويتوقف إذن هنا : منفعال فيواجهني شعري، مهرجان زحمة في نتصادف

!" ... كتابته" أود كنت ما بالضبط هو هذا بي؟ فعلت ماذا يارجل . مرة ألول يصادفها عربية قراءة القراءة، يواصل فيوسف اآلن، أما

يوم ذات طفال زاره أو يعرفه، شخصي مكان إلى هذا الفالحين عالم يرجعه لم . التي تلك الخاصة، اسكندريته إلى خياله به انتقل ربما المترجم مع حدث كماأغنية هاهنا جيدا؛ يصغي بدأ أنه إال ووقائع، خياالت من يوم كل يصنعها زال ماغزة، من العائد الجندي حديث في منها طرفا لمح التي الحكاية هي أو خاصة،أناس أسماع وعلى مختلف، شارع ناصية وعلى مختلفة، بطريقة تروى هي وها

مختلفين.

20

Page 21: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الخروب ظالل تحت يسرى

واحتضنت شنتيانها، الفراشات تسلقت ، الطويلة الفلسطينية الفالحة ضحكت . وبدت صخرة، على جلستها في حتى الطول فارعة واضح بشغف طفلها

االوربية ومالبسها الجعد بشعرها ضئيلة منخفض مقعد على المجاورة المرأة . طفلها وإلى اليها تنظر وهي

جذال وراءها تاركة صورة، في ارتسمت ظهيرة، ذاكرة في مرت كائنات هذهاليمنى ها بيد فتحيطه أمه، حضن في يقف طفال تداعبان امرأتين على واضحا . حائط بجوار كلتاهما اسمها عن تسأله كأنها بيسراها األخرى المرأة إلى وتشيريتطلع وطاقيته المطرز األبيض بثوبه والطفل األشجار، أشباح وخلفهما طيني

وتدعوه يدها تبسط ولكنها أمه التشبه التي العجيبة المرأة هذه إلى صامتا اليها.

الظل لهذا اليمكن ذلك ومع ذاتها، الشمس ضوء من وشذرات نفسها، الظاللهذه على أو ذاته المشهد على واحدة مرة من أكثر يتساقطا أن والضوء

. سنة وسبعين ثالث قبل التقت التي ذاتها الكائنات : باالنجليزية المكتوب التعليق يقول

في" الكرمل كهوف في نقبن اللواتي النساء إحدى يسرى، مع غرود دوروثي" 1934العام

عن فيها تتحدث أخرى لمحة أجد هذه اآلثار عالمة يوميات من آخر مكان وفيالجبل، كهوف بين قادتهن اللواتي الفلسطينيات الفالحات من النسائي الفريق

. جزء يكن لم الذي هذا أتذكر لماذا بأكمله الحفريات من المهم الجزء ونفذننسيجها؟ . في خيطا فجأة أصبح ثم حكايتي من

وجود، وطفلها ليسرى يكن لم الندى، أطفال رواية كتبت حين البداية، فيكانت كما ظال غرود أيضا، وكانت قريب وقت حتى الغربية الثقافة ذاكرة في

يعبثون مغارة في أنفسهم وجدوا الذين األطفال مشهد ذهني في غائما وظلوفجأة وحك، كشط آثار عليها جدران إلى ويتطلعون ماهي، اليدرون بعظام

اآلثار وعالمة األطفال على كله، المشهد على ضوء سقط كأنما شيء كل تغير . : يسرى المألوف واالسم المغارة وهذه

غرود وأوراق يوميات اكتشاف مع الوطنية باريس مكتبة في شيء كل بدأ . االشاعة كانت المكتبة زوايا من زاوية في منسي صندوق في الصور ومئات

. ومذهال مثيرا االكتشاف بدا ولذا وصورت ، دونت ما كل أحرقت أنها المتداولة . على لتعرفني حكايتي إلى مجددا دخلت أخرى مرة الحياة إلى غرود عادتوجه الظاهرعلى االنتشاء هذا كل واتخذ الظالل، وهذه الطفل، وهذا يسرى

21

Page 22: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الكرمل إلى طريقه الصامت وحضورالطفل اآلثار وعالمة الضاحكة الفالحة . حكايتي وإلى

الفالحة وهذه الجدران، وهذه الغامضة، المغارة تلك إذن، حقيقيا كان شيء كلطريق من أنقذها أن ضارعة إلي تتطلع أنها لو كما علي يلح اسمها بدأ التي

. الطفل؟ ذلك كان ومن االن؟ هي أين وطفلها وشنتيانها ضحكتها ومحا اتخذتهالنظرة هذه ولي نفسها، والضحكة ذاتها، والمالبس ذاتها، المالمح ألمي

العجوز حمزة، الشيخ يؤكد التي القرية هذه ولنا الغريبة، الوجوه في الساهمةولنا أعشابها، بفضل فيها بالمرض يصاب الأحد أن البقعة، مخيم في الالجيء

واقعة في االنجليز برصاص قتيال بوحيدها إليها جاؤا حين أصرت التي األم تلكله، تغني وأن دخلته ليلة في العريس يصمد كما البيت في تصمده أن الدرج أم

. الشمس طلوع حتى وتغني

* * *

: الملحوظة هذه أجد غرود دوروثي أوراق فيمفاجئة" أمطارغزيرة سقوط عن تحدثت نبوءات بسبب آنذاك كبير انتشررعب

".. للعالم قريبة ونهاية وزالزلمدرس كان عمره، من التسعين بلغ أن بعد حدثني كما جنين، في مكانه ومن

أن إال الساعة، اقتراب عن تحدثه جارته إلى يستمع زيادة نيقوال الشاب التاريخسيرتديه ومن الجديد، فستانها مصير هو النهاية اقتراب مع يقلقها كان ما أكثر

بعدها!. غاباتها، في أوغل كلما عذوبة تزداد أياما متذكرا التسعيني الشيخ وضحك

طريق على خريف ذات سائرا أو نهر أو منحدر عند واقفا هناك بنفسه والتقى . العصافير حوله تتطاير ترابي

هذا أمي؛ من عرفت كما أخرى بنبوءات آنذاك يفكر كان حمزة الشيخ ولكنأما برحمته، الله سيتوالهم الصغار وهؤالء غيابنا، في بالشجر سيمتليء الوادي

الخربة، االيطالية بنادقنا على والقابضين السناسل، بأطراف اآلخذين نحنفي والمشرقين سقوطها، بخبر حيفا من والعائدين الجوز، حبات في والرابضينبيد يدهم العرب وضع إذا إال نعود فلن الله، إال اليعلم حيث إلى مابعد

. .. ... ... أعلم. والله الكتب في جاء هكذا سبع أو أوسبع سبع بعد متى؟ المسكوفمغارة إلى أطفالهن الفالحات فيها تأخذ التي اللحظات هذه نهار النهار، ذلك فيالتبن، قالع المسماة والخيام الطينية األكواخ هذه جدران إلى يفئن أو الطابون،

ولز، اآلنسة العريضة، القبعة صاحبة الزائرة ينتظر النسائي الفريق كانالفريق ستهدي والتي والثرية، في 25الفضولية منها مساهمة استرلينيا جنيها

طعامه يتناول الحجرية العصور إنسان كان كيف كيف... اكتشاف واألهم ويحلم

22

Page 23: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

ما. إلى المندهشة القبعة بنظرة غيرعابئة الستقبالها غرود وتهرع يتزاوجتحولت أن بعد التبن قالع إحدى إلى أو كوخها، إلى مبتسمة وتقودها حولها،

. أوراق إلى التسمية هذه وستنتقل االنجليزية اللغة في تبن إلى طابون كلمةالطابون أن يفهمن أن دون من غرود، رفيقات وأحاديث ورسائل ويوميات

بالتبن له الصلة بالزيت، المغموس الساخن خبزه عن نتحدث الذي الفلسطيني . هنا يدور الحديث أن بعد ما في وسأعرف قالعهن به وبنين بالطين خلطنه الذي

حتى الزمن في غائرا جبال تجاور منبسطة أرض أو 600عن تارة، عام ألفبجواره تمر أن ما أخرى تارة العشرين القرن أواسط حتى منه طالعا

. مهدد شبح إلى يتطلع كمن جنودها إليه ويتطلع االنجليزية الشاحناتطائر ونظرة مستكشف، إحساس عاجلة بلمحة القبعة السيدة يمنحن الفالحات

. إلى تصل لم كائنات أنهن يبدو إذ بالطبع، إليهن تتحدث لن سمائه في يحلق . المغطاة الرؤوس هذه في يدور ما غرود صديقتها تعرف ربما بعد عصراألبجديةالنقوش من بأشرطة المطرزة الثياب هذه إليه تشير وما ثقيلة، بيضاء بمناديلالشابات خصور حول الملتف الزنار وهذا وأوراقه، النبات وعروق والفراشات

الجباه ذات القبائل هذه أخبار أهمية األكثر ولكن سواء، حد على والمكتهالتعاشت أنها غرود تقول التي تلك الصلبة، واألفخاذ البارزة، والفكوك المنخفضة

عاقل ببال يخطر ولن مداها، الشيطان إال اليعرف أزمان في الكهوف هذه فيالمطمئنة االبتسامات أوهذه استحياء، على بها المحدقة الشابة العيون لهذه أن

عالقة أمه، أقدام تحت الالهي الطفل وهذا المطلقة، البالهة هذه أو والساخرة، . الثمينة والعظام الفخار وكسر المتناثرة الفؤوس بهذه

... ... يمسك" ألم هذا؟ كل على عثرت أين مدهشة أنت غرود عزيزتي ياللهولعظامه؟ " عن تنقبين وأنت أحدهم بك

تتفحص كأنها تتمتم خجول، فرح يتألق الطبية نظارتها وراء ومن غرود، تبتسم : غائبة رؤيا

في" أنفسنا نجد فيها، ندخل حكاية، إلى نذهب نحن يبدو، كما علي عثر الذي هوألطفالهم، يغنون أو الجلود، يكشطون أو نار، حول يتدفأون غرباء أناس ضيافة

. غرباء يعودون ال وعندها فقط، نصغي نحن للنوم أسرة ألنفسهم يحفرون أو " . أيضا حكايتنا تصبح الحكاية، تمتد وأحياؤهم، أمواتهم بي يرحب حين أبدا

.. أنت" حتى، انجلترا مرتفعات في وال فرنسا في وال اليونان في لست أنت أوه . كيف هؤالء؟ لغة تعلمت هل الجغرافية خارج أناس بين الزمن، خارج أزمان في "! بالتهامي يهمون أنهم لحظة كل في أشعر البدائيين؟ هؤالء مع تتفاهمين

أو بالثرثرة المشغوالت الفالحات إلى المفتوح، الباب إلى بيدها القبعة وأشارتالبط نداءات من يصل ما إال منها إليها اليصل أصوات الظالل، تحت الصياح

وضحكت : الريفي، بيتها بركة في الضفادع نقيق أو رتشموند غابات فوق البري. .. فقط أمزح أنا العليك TTTT

* * *

23

Page 24: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

اتخذت إذا االن، اختفت التي التبنيات وقالع المنبسطة األرض من مقربة علىسكونها إلى عادت التي الكهوف وخلفت الجبلية، األحراش بين صاعدا طريقك

أنفسهم، على أطلقوا هكذا أو صعاليك، أربعة هناك ستجد بعيد، زمن منذ . في األرض األربعة هؤالء جاب غزير بمطر منذرة سماء تحت األرض يفترشونإلى سهل ومن سهل إلى واد من وتنقلوا األسدي، سعود روى كما آذار شهر

الزينات أم أحراش إلى وصلوا وحين جاهليين، صعاليك أرواح متقمصين واد،نبات من وبعض واحدة، لطبخة تكفي الالذع اللوف نبات أوراق من كمية جمعوا

. السماء أبرقت وفجأة أيتام أربعة إلطعام تكفي كبيرة هليون وإضمامة الفطر،الجلطة تصيبه أن قبل عبد نواف كبيراالربعة فقال غزير، مطر وزخ وأرعدت،

: بسنوات الدماغية .. ابن" محمد لكاتبنا نفسي على قطعته لنذر وفاء حافيا الحرش سأذرع دعوني

" الزينات أمعن غاب أن والمطرإلى بالوحول متخبطا األشجار بين القدمين حافي وانطلق

النظر. قيل كما الدالية حدود إلى نواف وصل فقد الحد، هذا عند الحكاية تتوقف لم

البيض بقلي وبدأ نارا، وأوقد حطبا ولم ومبتهجا، وممطرا الهثا وعاد لي،وجوه وبدت عظيمة، صخرة تحت تجويف في الزيتون بزيت المحيوس بالهليون

في يوم ذات غرود صادفتهم الذين الرعاة بوجوه الشبه قريبة النار حول األربعةهي هذه كبيرهم، فقال المكان، هذا اسم عن لتسألهم وتوقفت جوالتها،

. الشقاق بالطات فهي البالطات هذه أما الباكية، األرملة أشجار وهناك الروحة،غرود أخرجت قالعها، إلى وصلت أن وما ربما، المشهد هذا وبتأثير السبب لهذا : كهوفها في زحفت التي األمكنة شتات تجمع وهي وكتبت يومياتها دفتر

بعد".. تخلف لبني ضوء يلفها غامضة برية مشاهد أمام نفسك تجدين أيضا هناإلى صخرة من تنقلت تكوني أن وبعد آخرها، في لك ويتراءى األمطار، سقوط

وأسماء، نقوش عليها وبالطات ربما، كاهن بيضاء، لحية ذو رجل أخرى،يتحفك تسألين، وحين منظور، غير مكان من تجيء موسيقى صوت وتسمعين .. يتركوا لم هنا الناس أن يبدو ومنعطف وشجرة بالطة كل عن بحكاية الرعاة

" .. أبناءهم يربون كما الحجارة حتى يربون إنهم تسمية بال شيئاللكهوف استكشافها بعد كتبتها أخرى ملحوظة إلى العبارات هذه وأعادتني

الفرنسية: خطرة".. حافات على وتشرفين أخرى، بعد ساعة بطنك على تزحفين هناوتضرب متدلية، بارزة صخور رأسك وتضرب األستلين، مصباح سوى اليضيئها

من كتلة متنوعة؛ عجائب إلى أخيرا وتصلين األرض، من ناتئة صخور قدميكوآثار جدار، على راقصين مقنعين سحرة وصور البيزون، ثور هيئة على الطين

" .. لتوه غادر أنه اليك يخيل المجدليني العصر من إنسان أقدام: السكون يسبق الذي المطر قطرات صوت خفوت الحظ أن بعد نواف، وقال

24

Page 25: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

أبنائها" أسماء الزينات أم أشجار ذاكرة إلى نضيف أن قبل النغادر أن علينا . زيتونة وتلك محمد، صديقي سروة هذه الواسعة الله سماء تحت الضائعين " كنفاني غسان إسم الصبار أجمة تحمل أن والبد برانسي، صالح أستاذي

جانبا، والجمال الخيول فتترك بالمكان تحل فاردة كأن أسماعهم األربعة وأرهفبين أمكنتها تتخذ عازفين جوقة تتوافد و دائرة، في أصحابها ويتوزعأزهار أطرافها وتسلقت البالن غطاها وقد المهدمة البيوت األشجاروحجارة

الخرفيش .

* * *

المتذكر ويتبعها إال التذكر األحراش، هذه أو عائلتي، إلى نسبة الحرادنة، كرومابنة ولكن مداه، وال أعداده التدرك بما اتساعها تمثيل محاوال اندهاش برنةباب من اللحظة تلك في تتطلع أنها أشك وال الهاتف، عبر لي تقول خالد عمي

: كرومنا إلى جنوبا الدالية في بيتها" الدالية" مشارف حتى االتجاهات، كل في بنا تمتد كانت تذكرها؟ هل

وأسال: " كانت؟" كما تحمل زالت أما االن؟ يجدها من

" الزينات" أم أهل من ألحد زيتونها اليضمنون لنا، اليسمحون اليهود ولكن وأكثر،" زيتونها؟" يأخذ من

" بلدنا" أهل من ليسوا لغرباء، يضمنونهالحظة بين عابر جناح رفة هي مما أكثر صوتها أوتار تثلم أنها نهدة يبدو هذا وتتبع

. أشجارالزعرور من شجيرة أوراق بين أو وأخرى،من رصيدي إلى أخرى حكاية إضافة على مصمما أو ربما، مواسيا وأقول

الحكايات:الوسطاني" التل على أكواخ في يقيمون هم الهيجاء؟ أبو محمد عائلة أتعرفين

العام طرف 1948منذ على إصبع وضع اليستطيعون ذلك ومع منكم، بالقرب ، . هذه اسمعي العين رؤيا ذاك مكانهم من يرونها التي حوض عين قريتهم

وجعلوها بيوتها، احتلوا الذين هؤالء الشيطان أبناء طرائف من الطرفةموقف إلى والمقبرة ومطعم، مشرب إلى مسجدها وحولوا فنانين، مستعمرة

عمل من فهو الطويلة، العشرة بحق راجيا الهيجاء أبو أبناء أحد جاءهم سيارات؛فقط له يسمحوا أن الغرباء، احتلها التي بيوتهم وتجديد ترميم على إخوته مع

ورفضوا نفوسهم، في الخوف فثار أسالفه، قبور من تبقى ما حول سياج بوضع . كما الغائبين أو المرئيين، غير الناس بهؤالء محتشدين كانوا وعصبية بشدة

يسمونهم".

25

Page 26: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

حين هناك تكن لم فهي الحكاية، بقية بالطبع التعرف وهي الكتب، التقرأ فاطمةعين تحف من معمارية تحفة على منهم واحد كل واستولى الفنانون تجمع

الروائي غروسمان ديفيد ولكن أهلي، من أحد وال هناك أنا أكن ولم حوض،تجعدت العينين جاحظ نحيال فنانا وسأل هناك، كان بالقلق المصاب الصهيوني

: مكتهلة دجاجة كرقبة عادت حتى رقبتهيخرجكم" هل العظيمة؟ فنونكم من مقبرة سياج ينتقص هل رفضتم؟ لماذا

أشباح تخشون زلتم ما هل منه؟ جئتم الذين المكان إلى المكان هذا منموتاهم؟"

: الهزاز بكرسيه المتشبث الفنان فرد .. بصمة".. أعطيتهم إذا أنك من المرة هذه خوفنا ولكن األشباح نخشى نعد لم ال

من نوعا ماهو، أدري ال نوعا، هناك بأن فورا تعترف أنك ذلك فمعنى هنا، إصبع . أخذوا إذا أرضهم من اقتلعوا الحظ سييء أناس إلى وحولهم هنا، حدث الظلم

" امتالكه في المكان، في حقنا هذا سيقوض جدارا، أو سياجا موقعا، هنالقب الخوف هذا على أطلق الحادثة، هذه روى أن بعد بنفنستي، ميرون

القدس، بلدية في ووظيفته خوفه من شيئا تجاوز الذي هو العقالني، الخوف: فات فات وما صار، صار ما اسمها، بأعمدة الخوف ليواجه أبحاث مركز وأسس

أن" بيننا يؤمن من تجد لن إجزم، في ماضي آل مضافة وحتى المشهد، تغير . رقعة العقلية اليهود خريطة في وأهلها األرض هذه فيها أقام أو بناها فلسطينيا . ولكن وجميلة، أنيقة العربية البيوت هذه أن صحيح مستعار إسمها بيضاء

ال الحجرية ومصاطبها عتباتها على لعابهم وسال فيها حلوا الذين الغرباءهذا، مثل المستوى رفيع ذوقا امتلكوا السابقين سكانها أن تصديق يستطيعونبناها وقالع بيوت بالتأكيد هي ؛ أصلها عن قصصا تتلصص وعيونهم وسيخترعون

هذا من بيوتا هؤالء والغائبين المرئيين غير يبني أن يمكن هل وإال الصليبيون،النوع؟"

صندوق زيتونها يأكل أن البأس ولكن لها، الوجود إذن، الحرادنة كروم حتىهذه أما الملموسة، الوحيدة الواقعية الحقيقة هو فالمحصول الدولة، أراضيإلى هاجر سياحي مرشد بلسان يوم ذات لفرانسواز قيل كما السناسل،

: الثمانينات في اوكرانيا من فلسطينناالله" وخلقها الخالية، األرض هذه في والوديان الصخور تناسلت مثلما تناسلت

" االيام مقبل في سيتهود من وكل اليهود أجل من شيء كل خلق كما : لفرانسواز قلت يومها و

وجوههم" رؤية من الخائفين هؤالء لدى يعمل عقارات وكيل الله أن تظنين هلولكن عقال، مخاوفهم وأعطوا فيها، وعاشوا أوهاما صنعوا هم المرآة؟ في

".. تعرفين كما هنا تتوقف لن الحكايةوسيتعرف عددهم، أدهشني الذين وأبناؤها وبناتها هي تتناسل، حقيقة فاطمة

معه آخذا لغزا، يوم ذات له بدا ما حل إلى سعيه في الغازي وعليهم عليهاالحكاية، أناس ويعرف يعرفني من عن ليسأل الكرمل جبل صاعدا روايتي،

من يخرجهم الفهم ألن فهمهم، الصحيفة في زمالؤه يخشى الذين هؤالء . يجدوا أن يخشون هل جابوتنسكي وشارع غان ورامات الفنانين مستعمرةعرس مشهد على متطفلين مجرد نواف ذرعه الذي الحرش في أنفسهم

26

Page 27: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

تعج وهي حوض عين مشارف أوعلى بولندا، أو بلغاريا في أعراسهم اليشبه . الغريب؟ البحر هذا في محدقين صامتين أو بأهلها؟

* * *

حكايتي، إلى وطفلها يسرى فيها دخلت التي اللحظة هذه إلى وصلت حينباميال موقع في المنشورة الوحيدة الصورة من مالمحها استرجاع حاولت

المنتشر الخيالي الكون أو االنترنت، فضاء المسمى الفضاء هذا من سمث،وصحاريه، وغاباته وأحجاره بأناسه الملموس عالمنا في أو حول أو تحت أو فوق

أينما فيه والدخول بقراءته فنكتفي به، نسمع كنا وإن عيانا النراه ذلك ومعبين يجمع اليرى غامض لمتصل بل واألزمنة، لألمكنة ملمس ال حيث اتجهنا،

. والشمال يمين وال والتحت فيه الفوق فضاء في وآت وحاضر ماضالتي الطفولة مثلما تغادر، لم أنها لو كما التفت، أينما أعني يسرى، صورة هناتلتمع فورأن إليها طريقي إيجاد أستطيع ما فضاء في ماثلة أنها أثق مازلت

ليلة بعد سريس رائحة أو خروب مذاق أو صوت أو صورة أو كلمة عالمة؛ممطرة.

وتبدأ باإلختفاء يبدأ صورواقع أمامها تتراجع النهائية بعوالم تصلنا بوابات هذهفيه يجيء أن اآلتي للزمن يمكن أبدي حلم في باإلمتداد الروح قوة بعدها

. تتعلم بدأت حين موجودا أكن لم الذي أنا هذا، لي تقول يسرى صورة لنا ويكونكل لهم ألقول بعد يوجدوا لم لمن اكتب أنا وها وتجميعها، الشظايا اكتشاف

. شيء كل خلق وأعيد شيء،وهنا ذاته، الفضاء هذا من ما مكان في الساهرة باميال أيضا، باميال صورة هناغرفة في تقيم أنها لو كما لحظة أية في بها يصلك أن يمكنه الذي بريدها عنوان

. المجاور المطبخ في قهوتها فنجان تعد أو بجوارك، أوراقها تقلب أو مجاورة: الحاسوب مفاتيح على أضرب وأنا وأقول لباميال، نفسي أقدم

... رواية" في دخلت غرود أن شيئا لك يعني ربما المفاجأة؛ هذه إليك سيدتيلك يعني ربما بسنوات، يولد أن قبل الكرمل صيافير بين تتنقل وهي فلسطينيإلى ورفيقتها الظالل، تحت بجوارها الجالسة يسرى رفيقتها أن تعرفي أن شيئا

" قريتنا أهالي من هي الحجرية، عصورنا: التخفى دهشة مع ولكن مألوفا حديثا تواصل أنها لو كما فتلتفت

! .. لي" قيل ولكن يسرى أقرباء عن أبحث وأنا أكثر أو سنوات عشر مرت عزيزي . كيف ؟ عرفتها ربما أنك متأكد أنت هل تشتتم وأنكم تدميرها تم القرى كل أن

" .. لإلهتمام مثير تقوله ما حال أية على ؟ تعرفها أن لك تسنىالزينات" أم من أنا أمي، ذاكرة من آخرين التقطت كما التقطتها بل أعرفها، لم

" الواد مغارة فوق تماما للكرمل، الجنوبي السفح على

27

Page 28: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

في" ودمرت كذلك؟ أليس إجزم، من قريبة كانت بالطبع، قريتك عن سمعتعلى 1948العام الدالئل إلخفاء والسرو الصنوبر أشجار فوقها وزرعت ،

وجودها" " ... واحدة" منطقة في القرى هذه صحيح

عليك" ليس أرجوك الصور، من المزيد فيها ألن فقط الجامعية، رسالتي إليكالليلة هذه متعبة أنا غرود، عن كتبته الذي الفصل تقرأ أن يكفي كلها، تقرأها أن

من ضيوف وإلستقبال لزوجي، وفيا صديقا كان شهير آثار عالم لجنازة نعد ألننا" الليلة هذه في طويال الكتابة مواصلة أستطيع ولن أفريقيا،

.. أعني" للذاكرة، ترميم أتوقعها، لم مفاجأة الجامعية رسالتك أيضا مفاجأة وهذهتفاصيل اآلن لدي ميالدي، قبل المشهد هو هذا نعم، الفلسطينيين، نحن لذاكرتنا

" الحياة إلى إعادتهم يمكنني وأناس حية وصور أكثر: ينتظر جمهور إلى بل وحدها باميال إلى أتحدث ال أنني لو كما الكتابة، وأواصل

بمستقبلنا" صلة على لنبق الذكريات من كبير قدر إلى بحاجة تعرفين كما نحنأنت. بسيطة، هفوة الحظت ولكنني إليه، أشرت الذي الفصل قرأت وماضينا

" " " " " السخول " كلمة بينما ، الصغار األطفال مغارة إلى السخول مغارة ترجمت ! يقارب لما حديثة صورا رأيت هل العربية اللغة في الماعز قرية 500تعنيأراضيهم؟ ملكية من وحرموا اقتلعوا بل الحقيقة في سكانها يتشتت لم مدمرة

يزال وما الزينات، أم من ميل بعد على يعيشون مازالوا أقرباء لدي " .. غائبين يسمونهم إليها، العودة من يمنعونهم اإلسرائيليون

: الكلمات بهذه صورتين وألحقهي" بينما فضاء، رائد القمر من بها جاء صخورا تبدو لما األولى صورتان، هنا

العصر آثار علماء من ليسا إثنان أشخاص، لثالثة والثانية مدمر، بيت صورةناشر جانبه وإلى المترجم معاصر؛ حجري عصر من إلسرائيليين بل الحجري

ميالدي، مكان إلى يقودهما لي قريب الثالث الشخص العبرية، في روايتييدعي وحيث شيء، كل حدث حيث الحقيقي المكان رؤية على أصراإلثنان

" الصمت أصوات يسمع زال ما أنه الكاتب: الكتابة إلى باميال وتعود

الصور" هذه في سأنظر الليل، منتصف تجاوز والوقت أعمل مازلت أخرى، مرة" " " " ، الماعز صغار أيضا اإلنجليزية في تعني صغار أطفال كلمة ولكن مابعد، في

أين انجلترا، إلى المجيء يمكنك ربما الصور، من المزيد لدي بالمعنى؟ تفي أال .. رأيت.. أنا ويعيشون، اإلبادة يتجاوزون الناس فلسطين، ستبقى وأيضا أنت؟

" . مدهش هذا تصدق ال وتجاوزاآلم البقاء من الناس يتمكن كيف

* * *

28

Page 29: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

عن يسرى مع هوكس، جاكيتا التنقيب بعثة في زميلتها تقول كما غرود، تحدثت . أكوام بين جولة أوخالل الظهيرة، تلك في حدث هذا أن البد كيمبرج إلى أخذها

يسرى تحمله سراج ضياء تحت أو الفالحات، مناخل من المتبقي الترابحدث ولكنه الكهف، أرضية في طبيعي غير تجويف على غرود بجانب المنحنية

. السنوات تلك يوميات تقلب وهي باميال تقول كما بالتأكيدعلى التعرف وفي العظام، تمييز في خبيرة يسرى أصبحت مواسم عدة بعد

. اكتشاف إلى قاد سن على تعرفت الحجرية واألدوات اإلنسانية والبقايا الثمارإنسان أنثى هيكل اكتشفت أنها يذكر الأحد أن ورغم مهشمة، جمجمة

مغارة في اكتشفه من هي أنها إال غرود، كشوفات جوهرة الشهير، النياندرتالأن قبل المواد التقاط عن مسؤولة إلى وتحولت االولى، الطبقة في الطابون

. التراب نخل إلى يصارستصبح التي الحجم الضئيلة المرأة مع كيمبرج إلى بالذهاب يسرى حلمت هل

عن هذه حدثتها وهل الجامعة؟ في اآلثار علم لكرسي استاذة أول مابعد فيهوكس حسب سحرية؟ مدينة إلى كيمبرج يحول الذي الذهبي الخريف موسم

اوروبا من طلبة تراقب اوكسفورد أطراف على الصغير بيتها في االن القابعةالضاحكة الفالحة هذه امتلكت بيتها، غرف من غرفتين استأجروا الشرقية

في زميلة تصبح أن يمكن وكان حلما، وامتلكت بالفعل، عادية غير قدرات . نيوهام جامعة

الفالحة أن أو يبدو، كما مغريا يكن لم المجهول الذهبي غرود خريف ولكنخريطة على موقع لها يكن لم ببالد حلمها على اإلنطواء فضلت الفلسطينية

. غادر الذي النسائي الفريق يحتفظ ولم الجبل أطراف على المعزولة قريتهاتحتضن مودعة، واقفة، يسرى، بصورة إال مواسم سبعة بعد الحفريات مواقع

والنظارات القبعات وتلوح والفؤوس، والخيام الصناديق تحمل والعربات طفلها، . حيفا طريق على تنحدر وهي الطبية

: اآلن أتساءل؟" " يسرى ذهبت أين

هذا وال الجوز، حبات سكان اجتاح الذي الطوفان أخبار الأعرف أنني لو كماإلى هابطا عاد حين الليلة تلك في أهله آثار أخي فيه فقد الذي المحتوم الشتات

يكنعام مستعمرة من يهودا الضابط فيه دخل والذي خاليا، البيت فوجد الواديفقال ؟ هنا تفعل ماذا فسألوه تفضلوا، لهم، فقال الغني، عبد الحاج بيت بجنوده

.. وكأنني وقتلوه، قهوة وشربوا فتفضلوا قهوة، واشربوا تفضلوا بيتي هذاففتشوه شابا، فوجدوا يوسف الشيخ بيت ودخلوا خرجوا أنهم الأعرف

. كل بالسكين ذبحوه أنهم ويقال قتلوه، وهناك الزيتون إلى البيت من وأخرجوهفيها تناثر التي الليلة تلك في زوجاتهم، مع رجال خمسة أن وأعرف أعرفه، هذا

الفحم، وأم وعارة الدالية بين الكون خلق أن منذ مرة ألول الزينات أم أهلورقة ألف المختار بنت زنار من وانتزعوا خبيزة، بيادر عند يكنعام جنود طوقهم

الرصاص . عليهم واطلقوا واحدا صفا وأوقفوهم فلسطينية، : لها ماقيل تعرف هي ربما هذا، كل من شيئا التعرف باميال

"! تشتتم" أنكم لي قيل

29

Page 30: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

في الهندي أو بغداد في العربي أو مومباسا في األفريقي ماعرفه هو وهذاويأس وذعر االنسانية الحسرات مالمح منها سحبت غائمة صورة كراتشي،

وأنشبت المسلحة الضباع هذه فاجأتهم الذين الفلسطينيين الفالحين عيون . مخالبها فيهم

قاعة في ترددت وال غادرت، أن بعد يومياتها بأوراق حتى تهتم تعد لم غرودفترات في غنين اللواتي الفلسطينيات الفالحات أصوات يبدو كما محاضراتها

سواهن، اليفهمها الروح في وغوامض الفخار وكسر المنخول للتراب االستراحة . كيمبرج إلى بالرحيل يسرى حلم بها ألم وال

خيال في تتساقط ظلت مثلما خيالها في تتساقط الكرمل أنداء تعد لم بالتأكيدالقتيل إبنها صمدت التي الفلسطينية األم عن تحدث حين البقعة مخيم عجوز

. الشمس طلوع حتى له تغني وظلت العريس يصمد مثلما البيت في . ذاتها، يسرى هي هل أيضا يسرى األم هذه اسم كان حمزة، الشيخ رواية وفق

العريس نفسه هو غرود داعبته الذي ذاك طفلها وهل الحجري؟ العصر يسرىالعابرة والنسائم الصامتة الظالل هذه اللهم إال أحد يدر ولن أدري، ال القتيل؟

. الزيتون أشجار فوق

جبـينة

ببيت الشبيه الصغير الفندق في الفرنسية، ستراسبورغ في شتائية ليلة ذاتهذه أمامي ظهرت المنتظر، الغامض بجمهوره اإللياد مسرح في ثم دمية،

العبارة: " إليها " طريقنا نجد أن علينا ولكن موجودة، الحكايات

االستقبال موظفة أوراق من ورقة على نقلها من وال كتبها، أو قالها من أدري ال باكرا االستيقاظ يود أحدهم بأن تذكيرها أو هاتف رقم أو موعد بتسجيل الخاصة . زالت وما ليلتين، سوى الفندق هذا إلى وصولي على يمض لم بالطائرة ليلحقومعها الذاكرة، ماء على تترجرج استقبلتني التي الحجم الصغيرة روث مالمح

أي نلتقي، حين يتضاءل الذي العالم هذا في مختلفة أماكن من القادمين وجوهمن تخيلت كما المنتزعة العبارة هذه وهدوء استقرار يماثل بعد شيء يستقر لم

كتاب نساك أحد قال كما بتمهل مسرعة أو القلق، من شيء على مطمئنة روحتحت الصيني التغيرات يائس جوالن بعد كالفينو اإليطالي المتنسك عنه ونقل

السماوات.

30

Page 31: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

عبارة تكون عابر أقد أبدأ لقاها وأنا ذهني إلى وتسللت قصيدة أو رواية فيمدرسة من وصبية نبيذ كأس أمام الفندق مطعم في وحيدا األولى أمسيتي

بظالل آنذاك مفكرا فسجلتها قليل، بعد تغادر ثم معدودة لساعات تعمل ثانويةلو وددت وليال ارتيادها، تمنيت بأماكن وتحيط توقف بال تنبسط كلمات

. ومألوفة نابضة أبقيها أن أحببت ووجوه سهرتها،الحافلة، من أهبط وأنا ثم ستراسبورغ، حافة على وأنا اختلقتها عبارة تكون قد

تعبيرا فكتبتها أخيرا، نلتقي نحن ها لي، تقول كأنها مبتسمة بوجوه التقي وأنا ثممدينة أي في أو إليها، نمضي غابة أي في مألوفا سيكون العالم بأن ثقتي عن

: . لو ماذا وفكرت المشمسة شوارعها إلى قطارها محطة من وحيدين نهبطمن أكثر فعل مثلما حكايتي إلى أيضا طريقه المنتظر المسرح جمهور اتخذأمي عند األثيرة جبينة بحكاية يفاجئه فلسطيني أول كنت لو وماذا قاريء؟

وأخواتي؟. إلى أوأنا التغلغل صل تواصل وذاكرتي الورق، األخيرعلى التساؤل هذا كتابة

لوحة من كالخارج طاولته أحتل الذي الزميل يدخل الفرنسي، الفضاء ذلك فييديه بين المتناثرة أوراقي بجمع ويبدأ يشاهدني، حين فيتضاحك جدار، في

.".. .. " : مكتبي على تستولي دائما أنت ياأخي بعيدا ويحملها . تتردد سمعي وفي الكتابة أواصل هناك كنت كلمة أقل لم شيئا، أفعل لم

. الصامت ذهني في والتمعت المسرح ذلك في اليهودية المغربية سافو أغنياتثم صحاريهم، في يقبعون الذين البداة هؤالء الحضارات، مخربي عن فكرتيثم عثمانية، أو عباسية أو فارسية أو بابلية قافلة وآخرعلى قرن بين ينقضون

. مثلهم، مخربا كان هذا زميلي فقط والغنائم بالغنائم، فيافيهم إلى يعودوناألمكنة فيه تتناثر الذي الجميل الفضاء ولهذا المرة، هذه للمخيلة ولكن

بل الغد، وال اليوم وال فيها الاألمس بالغة، بحرية شئت كما فتقرأها واألزمنة، . كلها العازفين وفرقة كلها، األصوات

تماما الطريق، عليها ويقطعون المخيلة يفاجئون الذين العابرين البداة أحد هذاقطع حين منه، أقترب كنت الذي اإللياد مسرح في العابر ذلك فعل مثلما . كنت إن تساؤلي يكن لم قليل بعد سنرى كما العائدة جبينة على الطريق

سيتخذها التي الطرقات عن كان بل ال، أم الفرنسي الجمهور إلى بجبينة سآتي . حكايتها إلى الجمهور هذا

أيضا، ونسينا تكبر، أن نسيت والموت، الذبول خارج أي الزمن، خارج جبينةأول في تتحرك أراها زلت وما القصص، في اليكبرون األوطان مثلما فاألطفال

معي آخذها أنا وها حولها، المتجمعين الصغار نحن لنا أمي منحته أبدي حلماللواتي بين حتى العميق، غيابها من يأخذها أحدا تجد لم التي يسرى متذكراوفرحة اندهشن، مثلما مندهشة أجدادها عصور إلى وقادتهن معها، ضحكن

. ترحل لم ولذا طقس أو أسطورة إلى تتحول لم يسرى فرحن مثلما باالكتشافكما كيمبرج، جمهور أمام ظهرت لو وحتى أطفالنا، من طفل حياة في طويال

وسيتحول االنجليزية، ولغتها البلدة تلك عتمة في ظل مثل لذابت أتخيل،لها، الاسم شجرة ظل إلى تأخذها ظهيرات إلى جاء كلما الذهبي الخريفإلى العائدة الحمائم إلى تنظر وهي أغنيتها نفسها وبين بينها تغني وهناك

أعشاشها.

31

Page 32: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

* * *

أن ظننت المتوسط، بلدان مهرجان المهرجان، هذا إلى الدعوة جاءتني حينمهرجان تجاور التي الوحيدة فهي النمساوية، سالسبورغ سيكون مكانه

فرقة يقود وهو لكارايان الباذخ المشهد وذلك مخيلتي، في السنوي الموسيقىالفالسات فيها تعزف قاعات تجاور التي الوحيدة وهي عازف، ستمائة من

هذه زوايا من زاوية كل في تعزف أنها اإلنسان ليظن حتى قرون، منذ الساحرةوصولنا يشبه غامضا قدريا أمرا هذا كل في ووجدت اسمها، ذكر كلما المدينةعشناه أو أحالمنا، في رأيناه إننا فنكتشف حديقة أو منعطف أو قصر إلى

. إليه السبيل كان وإن ما بطريقة. فرنسية أنها ويقال ، ستراسبورغ هو المقصود أن عرفت حين تبدد هذا كل

النهار الشارع، محدد، شيء منه اليبرز مبهم اسم الفالس قاعات محل وحل . االنسان بدأ مثلما إذن أبدأ أن علي موسيقى وال سماء، ال المبنى مألوف،

. هناك شظية أو هنا وشظية أحجار، كومة من األول، جيدا يعرفان اللذان فرانسواز وستكون هناك، سيكون الغازي يوسف أن صحيحجنت في الطويل حوارنا كتاب ومعها حاضرة، روايتي وستكون الندى، أطفال

من وأصدقائي، بأهلي أشاء كما مأهوال أكون أن بامكاني وسيكون البلجيكية،أن يضمن من ولكن ذاتها، السماء هذه تحت ضائعا مازال ومن عالمنا غادر

تؤدي غامضة قتلة مجموعة فيه بي تنفرد مكان إلى استدراجا األمر في ليسبهدوء؟ . وترحل بسهولة مهمتها

من يوسف حذرني المشترك، كتابنا أجل من باريس إلى سنة قبل وصلت حينيعرقل ما يحدث أن خشية ربما كان، أحد أي إلى وجودنا بمكان البوح

يستجوبنا المطار في تحقيق غرفة في أنفسنا نجد أن خشية أو مشروعنا،: واحدا شيئا يعرف أن يريد بليد، خلند ووجه قصيرة أردان ذي بقميص ضابط

. عن يسألني أن المعقول غير ومن مضحكا، يكون قد بالطبع هنا نحن لماذاخرجوا إذا بالناس بل بالحكايات، اليهتمون أعرف كما فهم الندى، أطفال حكايةالذين بأحفاده أو الرصاص، بأحزمة يتوشح الزال الذي العنيد بخالي منها،

في سيحدث فهذا بالطبع، ليفجروها ال االسرائيلية، الدبابات وراء االن يركضونشده الذي آبائهم وخوف خوفهم معها ويرموا بالحجارة، ليرموها بل آخر، زمنالنهر شرقي قصره في قابع بطين ملك ثقيلة تراب أكياس مثل ظهورهم على

. طويلة سنوات منذغير ببراءة المدينة هذه إلى يجيء أول، إنسان أي حجري، إنسان أنني لي يخيل

. كثيرا العالم في تجولت طيبة، نيات أحمل أنا حتما براءتي وستنقذني معهودة،االيطالية بيروجيا مقاهي أحد في ليلة ذات فوجئت أنني حتى أدري، أن دون من

البد أنني والتركيز، الصفاء من له المثيل حدا السكر به بلغ رجل لي أكد حين

32

Page 33: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

دفعة البشر من عديدة أجيال سنوات عاش كمن الحياة واختبرت الكثير، جربتيدي. وضعت يوم جاء أن إلى الرؤيا، هذه رأيت وال هذا أعرف أكن لم واحدة . مني طلب مرة ألول يراها كأنه أمامه، ماثلة نفسه على استيقظ كمن عليهاإلى فذهبت منها، شيء لدي كان إن روايات، مجموعة الصحيفة في زميل

أسلمه أن وقبل هناك، من ورواية هنا من رواية التقط وبدأت البيتية، مكتبتيمن انتبهت ذلك ومع العشرة، السطور التتجاوز بعناوينها، قائمة وضعت أياهاالتي بالبالد شبيهة واسعة بالد إلى تحولت العشرة العناوين أن إلى توقع دون

أي في وال محددا، مكانا لها السامع يعرف فال وليلة، ليلة الف في عادة تذكرمدن ؛ باإلتساع تأخذ بالد أنها طاغيا شعورا يشعر ذلك ومع يسيرإليها، اتجاه

. فيها أوغل كلما تتنوع ولغات وسماوات وأنهار وجبال وأناس وقرىحافة على الصامتة الروسية البتوال أشجار وهنا الالتينية، أميركا غابات هناوهنا الحجرية، واآللهة النخيل ومعبد الهندية كيراال وهنا النهرالمتجمد،

إيدو في الكرز أزهار عيد وهنا المعتمة، والمستنقعات االنجليزية المرتفعاتالفرنسيون أعطاه منهم عجوز جندي مع الساهرين األفارقة وهنا اليابانية،

وساما. ذلك لمسه ما هو هذا وهل أدري؟ أن دون من هذا كل في أرحل كنت هل

. . نهر براءة هذه حجري إنسان من براءة أكثر أنني يبدو االيطالي؟ السكيراخترقها التي والصحاري بها مر التي بالبالد أحد ذكره وإن ذاكرة، بال يتدفق

التلبث دهشة ولكنها الدهشة، أصابته أمطارها، عليه تساقطت التي والسهول. انعطافة أول عند تتالشى أن

الستينات، أمريكا من زوهارالهاربة دونا روت كما أيضا، أغنيتنا هي أغنية، هناكغنى حين الجورجي المغني ذلك فعل مثلما تماما يغنيها، أن منا واحد كل على

. من بل حنجرته من يصدر الصوت يكن لم حيا المسرح فأصبح مسرح، فيوعينا تحت بحيرة في ما مكان من نفسه، جورجيا ماضي من أبعد بعيد، مكانأناس وأحالم وساحات شوارع إلى ويصل يتصاعد مشتركة، بحيرة اإلنساني،وإلى المحبطة الموسيقية الفرقة إلى الحياة فتعود الراهنة، ومآسيها جورجيا

. الصوت ذلك كان العتمة تتخللها المسرح زوايا من زاوية كل وإلى الجمهورأوسع سياق إلى الحاضر وتأخذ األعماق، من وتنبعث تعمل وهي بالروح مفعما

بأغنيتنا. هناك من ونصعد أنفسنا من األعمق الطبقة نكتشف أن علينا وأغنىالفريدة.

وأتردد حقيبتي، أعد وأنا تحذيره وأتذكر البراءة، هذه من علي يوسف يخشى . بدقائق أغادر أن قبل أهاتفه أن إلى مفتوحة أبقيها ثم

تتخللها ستراسبورغ، إلى فرانكفورت من تمتد أخرى، وغابات سهول هذهأشجار امتدت وما الحافلة، أمام الطريق امتد ما تمتد كابية سماء تحت العتمة

. يرفعون وأناس إلى، تقود فيه العالمة جغرافي مشهد الجانبين الصنوبرعلىحتى أو وجودي، عن مطلق غياب في حديثا حصدوه سهل في القش أكوام

إلى أو إلي، يشير هنا اسم أي غياب بل المسافات عنهم التفصلني مروري، . سأكون أو هنا يوما كنت أنني

33

Page 34: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

* * *

تحت ومرة وحيدها، أمام بيتها في مرة تغني، يسرى الرائي يرى ما في رأيت تلك في الدالية تحت األغنام، راعية أيضا، جبينة ورأيت انجليزية، شجرة ظالل

أم أحراش في طريقا لي أجد ورأيتني الذاكرة، من التزول التي الظهيرة متوقعا بعيدا وأنظر النار، حول المتجمعين األربعة الصعاليك وأراقب الزينات

بيته إلى العائد التركي الجندي ذلك األشجار بين مندفعا يظهر أن لحظة كل فيالشيخ - حذرة بخطا يتقدم أو الروسية، التركية الحرب انتهت أن بعد المحطم

. ؟ المشهد في المرئيون أناس هؤالء هل النار حول بالجالسين ويختلط حمزةالنصب الصبارالعنيد، أجمات سوى الشيء المدمرة، قرانا مئات مثل مثلهم

. ذاكرات؟ موقع صاحب برونشتاين إيتان يقول كما الوحيدة الصامتةالحبشي حسن المغربي والمترجم اإللياد، مسرح في المنتظر للجمهور أقول

الفرنسية، أجيد أنني لو أتمنى كنت الأفهمها، لغة إلى كلماتي ينقل جانبي إلىجميلة أيضا عربيتي ولكن اللغات، كل في حكايتي ألقول العالم لغات وكل بل

. إال صامتة صبار أجمات وال غائبين لسنا نحن أصواتا ولو تسمع أن وتستحق . الصمت فاجأه حين االثار في باحثا حير ما لكم سأروي العربية اليعرف لمن

. في ورد مما شيئا التقول صامتة آثار هذه مندهشا، قال أجدادنا توابيت أمام . صامتة اآلثار تكن لم اغنياتنا إلى والتوميء ملوكنا، عن تتحدث هي فال توراتنا،

. مع نفسه األمر وسيحدث اليفهمها بلغة تنطق ألنها كذلك كانت بل بالطبع،لها تفسيرا اليعرف بمصادفة روايته في أدخل كينان، آموس يدعى آخر صهيوني

اللحظات، من لحظة وفي متخيلة، رحلة في ليرافقه محمود يدعى فلسطينيا. بالغناء محمود بدأ الكرمل، أعالي من عامر بن مرج على االثنان أطل حين ربما

أغنية في له ذكرا يجد لم أنه هو كينان حير ما ولكن جميلة، األغنية كانتالبولندية. جدته أغاني إلى النجذابه تفسيرا يجد لم كما تفسيرا، يجد ولم محمود

. وبرامز شوبان لموسيقى وحبهشابة عن اآلثار وعالم الروائي حيرة تبدد شعبية فلسطينية قصة لكم سأروي

. لماذا قليل بعد وستعرفون البياض، البالغة الشابة أي جبينة، اسمها . يساري وإلى المنصة طرف على كنت إشارة أو حركة الجمهور عن تصدر لم

إلى قدمنا ملتح فرنسي وأستاذ ليل جامعة من الحجار ونبيل وفرانسواز الغازيالمشترك، كتابنا عن للحديث نستعد ونحن يديه، بين أوتارا ينظم كمن الجمهور

من مثل الحديث فواصلت البلجيكية، جنت غابة حوارات وليد الجدران، من أبعدخريطة على وجبال وأماكن مدن أسماء يلصق أو طريق على عالمات يضع

بيضاء .القصة تروى وحين قصتنا، روى الأحد ألن قلت، المشهد، عن غائبون نحن

أهلنا إلى وسنعود نحن، من الناس سيعرف قصتها، جبينة روت كما كاملة . القصة اليكم واالن جبينة، عادت كما بالطبع

34

Page 35: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

* * *

أو بيسان أو الجليل قرى من تكون قد الزمن، في غارقة قرانا من قرية في. للزواج أمير ابن طلبها البياض، شديدة أي جبينة، اسمها جميلة فتاة يافا،عاشت

. يجب فالخال فالعم فالجدة فالجد فاألب األم استشارة الموافقة واستغرقتآخر، بلد إلى سترحل القرية جميلة أن هو الموافقة معنى ألن الجميع يوافق أناعتاد الذي اليمام أو البري الزعرور شجر مثل أشياء معها تغيب وربما ستغيب،

الذاكرة، من جزء ينفصل الناس يفترق فحين السناسل، حافة على الهديلخالية أصبحت لماذا النعرف نهارات أو عزيزة أمسيات صفاء حتى معهم ويذهب

. يدري؟. من فجأةللرحيل، واستعدوا كبيرة، بفاردة جبينة وطلبوا األمير أهل جاء أمي، تقول

بزمام العبيد وأخذ وتحميها، عنها لتدافع زرقاء خرزة وأعطتها أمها، فجهزتها . لجبينة العبدة قالت الطريق، منتصف وفي جبينة العروس ركبته الذي الجمل

ال فنطقت انزلي، " آمرة بنت ياعبدة قودي مهدد بصوت وصاحت خرزةقودي ... ". سيدك

خوفها، جبينة أم تشارك كأنها الحروف مقاطع على تشدد وهي أمي قالتها هكذا . شخصيات تتقمص بل فقط تروي تكن لم أيضا وتحميها ابنتها ترافق كأنها أو

تأخذ فمرة المتضاربة، المشاعر علينا فتهيمن الصغار، نحن ونشاركها روايتها،مفازاتها بالفزع تصيبنا أو القلب، يفرح مما كانت إن المشاهد بهجة بألبابنا

. مجاهلها في يقذفنا مما كانت إن الشاسعةالصوت يأتي أين من حتى التدرك وهي العبدة فترتعب حديثها، أمي وتواصل . اشرب، أن أريد وقالت جبينة، عطشت الطريق وفي المسير اآلمروتواصل

له تنتبه لم ما حدث وهنا الطريق، جانب على ماء بركة إلى هودجها من ونزلت . انتصف أن بعد العبدة وعادت البركة مياه في الخرزة سقطت الماء؛ تعب وهيألصعد انزلي لجبينة، وقالت الفاردة، عن بعيدا خلسة الجمل وقادت الليل،

. العبدة .. وأنت العروس أنا مكانكالفاردة كانت جدوى، دون من البركة أعماق من مخنوق بصوت الخرزة صاحت . أجبرت وهكذا أحد أسماع إلى المخنوق الصوت يصل ولم نائية، أصبحت قد

. تأخذ لم النزول على بالسواد جبينة وجهها لطخت بل فقط، مكانها العبدةصبغت ثم الرثة، مالبسها جبينة والبست وارتدتها، الزاهية مالبسها عنها وخلعت

. الفاردة، عروس هي العبدة صارت وهكذا سواده لتخفي بالبياض وجهها . الجمل تقود التي العبدة هي جبينة وصارت

وهي البريئة جبينة على االشفاق من شيء أمي صوت تخلل الذروة هذه عند . استعاد ثم العبدة لها قررته الذي مصيرها إلى نفسها وتقود بصمت باكية تسير

35

Page 36: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

بلغته إليه نصل ونحن وألمي لي يصغي اإللياد مسرح وجمهور حيويته، صوتهاتسبقها . أن وتحاذر تجاورها أخرى وبلغة فشيئا، شيئا

والمزامير، بالطبول واستقبلوها األمير، بيت إلى الفاردة وصلت قليل بعدلترعى العبدة جبينة وأرسلو االمير، إلبن وزفوها العبدة العروس ونزلت

تلجأ وهناك المرعى، إلى والماعز األغنام تأخذ ظهيرة كل في فكانت الماشية،الطيور فيها تخاطب أغنية التنسى، التي أغنيتها وتغني عنب، كرمة ظل إلى

ترعى راعية، صارت جبينة أن أهلها تخبر أن منها وتطلب والينابيع، واألشجار . وتصغي، الرعي عن الماشية فتتوقف الدالية ظل إلى وتفيء والماعز األغنامالكائنات البكاء وتشاركها جبينة، دموع وتسيل الدالية، وأوراق الطيور وتصغي

. حولها الصاغيةالتي الحسرة من شعرت كما سنين، وربما أياما المنوال هذا على الحال ومضىكأننا أو ذاتها، جبينة هي كأنما أيضا تغني وهي أمي صوت في جبينة أغنية رافقت

لبكائها . وتبكي تصغي التي والماعز والطيور األغنام نحنحين طبعا، أمي، فتقول البنتهم؟ حدث ما يعرفوا ألم أهلها؟ عن وماذا وأسأل،دالية وأعشاب تنشف، بدأت الناطف بئر مياه أن أهلها الحظ جبينة، غابت

بل الوعر، إلى الذهاب يخشون أمثالكم من والصغار الذبول، يصيبها الروحةكان وبالكاد الحصاد، موسم في كانت مثلما تحمل تعد لم القمح سنابل وحتىرسال فأرسلوا البنتهم، حدث شيئا أن فأحسوا أحد، مروره يلحظ أو الربيع يمرغريبا، أمرا الماشية صاحب األمير الحظ أن إلى عنها، يسألون اتجاه كل فيويعود المرعى إلى يوم كل القطيع يذهب يوم؛ بعد يوما قطيعه هزال تزايد وهو . فقرر السر، معرفة الى نفسه وتاقت األمر، وحيره ذهب مما ضعفا أشد

يوم، ذات بها فلحق تفسيرا، يعرف لعله سرا الراعية جبينة ومراقبة متابعةبها، وتحيط الماشية إليها فتجيء العنب، كرمة تحت بنفسها تنفرد رآها وهناكفي الجميع ينخرط ثم أغنيتها، بغناء جبينة تبدأ أن ما الحركة عن الطيور وتتوقف

البنت. هذه أن أنتم، ستعرفون كما نحن، ونعرف األمير، يعرف وهنا البكاءأهلها، وعن اسمها عن ونسألها حولها، ونتجمع عليها، يبدو كما عبدة ليست

الزرقاء، خرزتها ضاعت أن إلى الفاردة من خرجت أن منذ قصتها، علينا فتقص . شخصيتها وانتحلت وثيابها جملها على العبدة واستولت

* * *

كان حقيبتي، أحمل وأنا أو ستراسبورغ، إلى الطريق في أو الدمى، فندق فيالخيالي المسرح ذلك وأقيم نفسي، وبين بيني الحكاية هذه سرد يمكنني

مكان في هنا ولكنني الجمهور، بين سيدور لغط من أشاء ما وأتخيل المعتاد،أنظارهم فتتجه بالتأكيد، حوار طاولة إلى ليستمعوا جاؤا أناس مع حقيقي،

. ما مكان من قادم فلسطيني يقيمه راوية مسرح خشبة إلى وأسماعهم

36

Page 37: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

التنوير لحظة إلى ثم جبينة، أغنية إلى أصل وأنا اللحظة تلك في الأعرف : ماذا وتساءلوا الحيرة، أو الدهشة أصابتهم الذين عدد كم الموقف، وإنقالب

يرددون بدأوا الذين عدد وكم ؟ المسرحية صاحب الرجل هذا يقول ان أرادتحت المشتركة البحيرة تلك من ويصعدون نفسها، األغنية أنفسهم وبين بينهم

الحاضر . إلى وعينا،النقاش، باب فتح أن ما القاعة أقصى في وقف الحاضرين بين شخصا أن إال

أهلي ألسنة وعلى الطفولة، طرقات في سمعتها مألوفة بلهجة وخاطبنيفلسطينية، لهجة أنها أعني فلسطينيان، فيه يجتمع مكان كل وفي وأصدقائي،

يحتج كان صاحبها أن غرابة واألشد البعيد، المكان هذا في غريبة لي بدت ولكنهاوانتهى، زمن ذلك الماضي؟ إلى تعيدنا لماذا ويقول، حكايتي، على 1948بشدة

أن نريد نحن جنيف، واتفاقية اوسلو اتفاقيات يدينا بين اليوم نحن والجئون، . الكالم هذا ينقل أن المترجم من طلبت الماضي إلى ال المستقبل إلى نتطلع

الفلسطيني على يعترض من هناك أن للجمهور يقول أن الفرنسية، اللغة إلى. الراهنة اللحظة لوح على يصلبه أن يريد ومن ألمه، حكاية روى أو تذكر، إذا

. أهلها إلى العائدة جبينة على الطريق يقطع فلسطيني هناكقلت:

".. ياسيد" مهالعن أتخلى حين أستعمله أنني البلجيكية جنت أيام منذ الغازي يعرف لقب

. أخاطبه الذي باإلنسان الحميمة العالقة . تنكر".. لماذا نعيش مازلنا بعد، إبادتنا يستكملوا لم حمربعد، هنود إلى نتحول لم

اتفاقيات هذه جنيف؟ وأية تتحدث؟ اوسلو أية عن آالمنا؟ حتى نتذكر أن عليناالتي المستعمرات إزالة عن تتحدث لم أحد، فيها أهلي يذكر ولم تذكرني لم

الحاضر كان متى ثم قدسنا، عن تتحدث لم الشرقية، فلسطين أراضي التهمتإلى تتطلع أن لك كيف المستقبل؟ على وشرفة وحاضر ماض غير آخر شيئا

سرقت الجئون الصورة؛ هذه ياسيد إليك الحاضر؟ صورة تجهل وأنت المستقبلوجنين والقدس والناصرة حيفا مشارف على الخريطة، على ينتشرون أرضهم

ومستعمرات بالدهم، زيتون من أميال بعد على الشتات وفي وغزة، ونابلسيقتحم مستعمرين وجيش األرض، من المزيد وينهب يتلوى وجدار تقام،

أن يمكنك كيف حسابك في كلها الصورة هذه تأخذ لم إذا بدباباته، مخيماتنانتذكر أن الحق لنا إذن موجودون، نحن بسرور؟ وتبتسم مقعدك في تجلس

وفي الطرق، منعطفات وعلى األشجار ظالل تحت حكايتنا ونقص أغنيتنا، ونغني" . تمحوني؟ أن تريد هل إليه نصل مكان أي

الراوية، أمي إياه أورثتني الذي األبدي الحلم هذا جبينة، تجد أن أتوقع أكن لمأن ويحاول جانبا يأخذها أيضا، فلسطينيا ويكون اإللياد، مسرح في طريق قاطع

الحكاية، في العبدة فعلت كما بالسواد وجهها ويلطخ وحليها ثيابها يسلبها . أن اتوقع أكن لم النائية الفرنسية المدينة هذه في نفايات مقلب في ويرميها

. ولكنني كتابنا عن سؤالي حتى ويتجاهل الفلسطيني، ليل جامعة أستاذ يصمت : ويقول الملتحي الفرنسي يصافحني أن فعال، حدث كما أتوقع، كنت

" .. شجاعتك" على أشكرك : اليهودية المغربية سافو لي وتقول

37

Page 38: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

.. .. لشعراء" قصائد أغني أنا قصيدة؟ لديك هل شعرا تكتب أنك لي قالوا : " تقول.. بقصتي ماخوذة جزائرية عائلة حولي وتتجمع وغيره رامبو كثيرين

" أمهاتنا" من سمعناها مشابهة بحكاية ذكرتنا أنتالمسرح بوابة من خارجا يمر الطريق قاطع ألمح الحشد، هذا كل وراء ومن

. الليلة تلك من إال الغائم ستراسبورغ ليل في وحيدا ويتوارى

38

Page 39: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الجبل يصعد يوسف

والخروب الصنوبر أشجار بين وينتشرون يعودون الزينات أم أهل رأيت ذاتها الظهيرة تلك بظالل وشعرت األعشاب، بين المتناثرة بيوتهم وحجارةتحت الجائلين أو الواقفين أو الجالسين وجوه تلمس رأيتها مثلما تلمسني

آيار،. أيام من يوم نهار في ذلك كان أن أي األشجار اكتشافي من شهرين بعدحتى أستطيع وال الأجيدها، التي بالفرنسية صدرت الندى أطفال رواية من طبعة

. أخطاء بال كاملة منها واحدة جملة ترديد اليومأن فبعد بي، يتعلق شيء أي عن االنترنت شبكة في بالبحث أتسلى كنت

وفصل قصائد وفيها كولومبيا، جامعة عن الفلسطيني االدب موسوعة صدرتاالنجليزية، الثقافة ذاكرة في سيحدث البد ما أمرا أن قدرت الرواية، هذه من

قال الموسوعة، في قصائدي إحدى على عجيبا تعليقا علق كولم جاك فاالستاذآثار بين المسافة كتاب وفي التوراتي، االنشاد بنشيد وذكرته نظره، لفتت أنهاالتي األشياء عن لي قديمة أغنية إليها تأخذ شهاب بنعومي فوجئت خطواتنا

. االوتار كل على وحدها تعزف التي المرأة وعن نتذكرها، حين واحد وتر يرن . الحاسوب شاشة على فرنسية سطور وسط لغز يظهرمثل اسمي وهاهو

بي صعد ثم الفرنسية، في األطفال هؤالء قصة قرأ من أنا لست النهار، ذلك فيالخمسينات، وبها في فلسطين إلى هاجر يهودي مصري بل الكرمل، جبل إلى

ونؤخذ البصرة، جنوب العراقي الشعيبة معسكر فيه نغادر كنا وقت في أيالمخرمة الخشبية وشرفاتها ذاتها البصرة بيوت إلى أيضا بعد بالشاحنات

الشائكة، باالسالك المسور المعسكر ذلك في سنوات ثالث من أكثر دام احتجازالعراقية الشرطة أن لنا قيل الذي اليهودي بخبر فيه نتهامس كنا وقت وفي

. المعسكر في الوحيد المياه خزان بتسميم يهم وهو عليه القبض ألقتجوازه ختم المصري المطار ضابط أن مابعد في لي سيقول الذي المهاجر هذا

" " من وصلته الذي هو اليوم، حتى يرجع ولم فراح ، رجعة بال روحة بعبارةإلى مترجمة رواية مخطوطة هناك، دراسته خالل عرفها صديقة من باريس،

. الرواية في رأي عن تبحث أن يمكنها وأين العربية الطبعة ومعها الفرنسيةالمؤلف زينات أم فيه تعد لم بلد إلى القادم المهاجر لدى يكن لم إن وصاحبها

الداثرة؟ . برسومها يوميا يمرون الذين أحد كان وربما قائمة،العنوان يقول التي القرية صاحب أنا وكنت الغازي، يوسف هو هذا كان

. صديق من استفساري على رد يأتيني أن وقبل موجودة تعد لم أنها بالفرنسيةهذا بأصابعه عن الغازي ضرب لها، وقدم الترجمة راجع الذي الطائرالغريب

: بدائية بانجليزية وكتب حاسوبه حروف مفاتيح علىيعطنا" لم ولكن وغزة، الله رام في وسألنا طويال، عنك بحثنا يارجل؟ أنت أينيعرف الأحد االن، هو أين النعرف ولكننا نعرفه، قالوا كلهم الخيط، طرف أحد

" الكوكب هذا في مكانك

".. نفسي" أنا

39

Page 40: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

عليه أرد كتبتإلى" فأرسلتني أمي، حكايات إلى انتقلت منذ محددا مكانا لي أعرف أعد لم

قطرات علي تتساقط فجرغائم، حافة على ووضعتني التنساه، الوعرالذي . مازلنا ربما أو حكايات، إلى تحولنا ربما الحكايات هواجس وتتجاذبني الندى،

" يدري؟ من إليها، نسير

* * *

مثلما حكايتي، إلى طريقه سيتخذ الغازي أن اللحظة تلك حتى أعرف أكن لممن تستيقظ أن يمكن الغامضة سارة القبطية المصرية تلك أن أعرف لمدار في المسؤولة سونيا اسم وصلني وال كلماتي، إيقاع على الباريسي سباتها

سهول في قريتها مشهد فيها فيستيقظ وتقرأ المخطوطة تأخذ وهي النشرأحدنا يعرف أن دون من متتابعة أوقات في ماحدث هو هذا ولكن الفالندر،

خيطا . أو حرفا اليها اضفنا كلما تتناسج التي الشبكة هذه في اآلخر،تعمل حيث باريس في العربي العالم معهد في مكتبة رفوف أمام شيء كل بدأفتأخذ. ندى، من مولودين أطفال عن مألوفة بعربية عنوان نظرها يلفت سارةتقدم و الزيتون، أشجار بين الوادي إلى وتنحدر الحكاية، وعر إلى طريقها

ذلك بجوار وتقف الجرار، وشظايا العظام بفرز المشغولة غرود الى نفسهامن عائدة البيت إلى تهرع وهي أمي وتراقب بيته، حطام امام الصامت الجندي

الصغار نحن أخيرا إلينا وتصل والحرائق، المترليوز بهدير المشتعلة الزينات أم . جنين في اللوز أشجار تحت المنتشرين

العجيبة رحلتها وأنباء صديقتها إلى بانتباه وتصغي الهاتف، سماعة سونيا وترفعوهاهو األسماء، آالف بين اسم مجرد لها بالنسبة طويل زمن منذ ظل بلد في

الذي نفسه الزمن الزمن، نهر في مجهولين غرقى بانتشال تبدأ ذكريات اآلن وبيتا صافية زرقاء وسماء وطرقا غابات معهم وأغرق وأبيها، وأمها أخيها أغرق

. تأتيه أين من التعرف دمية بيت مثل أمامها ماثال سيظلهي، حكايتها إلى الطريق سوى أمامها ينفتح ما يكن لم اللحظة هذه حتى

فيه سأجلس الذي الرصيف ومقهى األشجار على وتطل النافذة إلى فتذهب. العابرين وجوه إلى والتطلع االفطار طعام بتناول مشغوال األيام مقبل في

يديه وبين غان رامات في يوسف يجلس حيث إلى معا ننتقل نحن وهافيتخذ القراءة، على يحثه سونيا وصوت األصلية، بلغتها والرواية المخطوطة

. صمته أصوات إلى ينتبه أن دون من كثيرا به مر مألوف مكان إلى طريقهيرو لم تغيبوا، أو غابوا ألناس بيوت بقايا الفلسطينيين، قرى وكل القرية، هذه

وهذه المتكاثف، الصبار هذا سوى غيابهم إلى دليل من يعد ولم قصتهم، أحدالتي الطرائف وبعض الطرقات، جوانب على يصادفها التي المنتظرة الوجوه

. هذا ولكن االتحاد صحيفة في مكتبه في يلتقيان حين حبيبي إميل صديقه يرويها

40

Page 41: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

تطوق نواح بقافلة اشبه كلماته ويجعل يتألم إنه كلماته، في الكراهية الكاتب . على محمولون أطفال ذاكرة، نبوءة، خالص، شعر وجود لها يعد لم قرية

مجهولة، أماكن في تتهامس الجئين جماعات له، النهاية وعر في ليال األكتافكراهية . بال ولكن اليهود، عن البالد، أيام عن تتحدث

* * *

يوسف :للقاريء" تشرح بمقدمة لها وسأقدم تنشر، أن يجب مهمة رواية هذه لها قلت

" أيضا معك سأكون أنني أي أصحابها، الحكاية، هذه أرضية الفرنسيطاولة حول معا أصبحنا أن بعد البلجيكية جنت في آخر، نهار في هذا حدثحديقة على يطل شباك وأمامنا فرانسواز، وزوجته لوك مطبخ ووراءنا السجال،

. بروكسل شوارع في ونحن ثم الجهات كل من غابة وسط الريفي البيت هذاهذه في المشرد العاري الطفل ذلك تمثال عن باحثين المطر علينا يتساقط

حصانا يمتطي الذي الفارس ذلك تمثال بعيد من ألمح وأنا وأخيرا أوتلك، الزاوية . المارة رؤوس فوق حصانه قوائم وترتفع وراية، رمحا بيمناه ويسند

"! " معا سنكونمن أهلي بانقاذ عاما عشر ستة من أكثر قبل بدأت حين ببالي تخطر لم فكرة

كانت أخرى حكايات إلى تقودني الحكاية هاهي ولكن فيه، ذهبوا الذي الظالمتلك إلى بالعودة بل المرة هذه الحروف على بالضغط ليس يبدو كما تنتظر

. قرأها من أعماق وفي أعماقي في المسيجة المناطقحين تتوقف لحم بيت إلى الالتينية أميركا من العائدة ناتالي الشابة الشاعرة

: وتسأله فلسطينيا رجال تشاهد " جدي؟" قصص في رأيت من أنت ألست

: مندهشة وتسأل فتتبعه، سيره، ويواصل إليها فينظر " التتوقف؟" لماذا

: . يردد جدها أو حلمها صوت تسمع وعندها يجيب فال " خطواته" آثار بين أسرارا لك يترك إنه

من سرا يحمل الزينات أم أهالي وبين بيني يفصل ما يكن لم النهار ذلك فيبين الفاصلة والمسافة والصغارواآلباء، واألمهات حاضرون، فاألجداد نوع، أي

41

Page 42: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

ويتجول يديه بين الرواية يحمل ويوسف تتضاءل، وأسمائهم ووجوههم خطواتهمالفضائية الشاشة على هذا كل أشاهد وأنا صاحبها، يعرف عمن ويسأل بينهم

هذه أشجاره بين حقيقية تمر وهي الكرمل نسائم بين يجري بحدث مستثارااألنقاض بين المتناثر الحشد أمام صخرة على يقف الفحماوي وسليم المرة،

بصوت كلماتي ويقرأ صغار، شبان يحملها المفقودة القرى وأسماء والراياتيتناثر النهاروخلفه منتصف شمس وجهه نصف تضيء مبحوح ستيني رجل

الحطام:تغطي " التي األشجار من الغابة هذه أمام مناسبة غير كلمة المسافة، الذكرى،وقفة مجددا نحيا وإنما النتذكر نحن وحطامها، بيوتنا أساسات وتحجب اآلنكرملنا صيافير بين آبائنا ومسير الروحة في ونزهاتنا الهرامس بئر على أمهاتنا

الحصاد وأيام حوض عين إلى العروس تنقل وهي الفاردة ومشهد العالي " الزيتون وجد والدراسة

: بكلماتي ويضيفتستيقظ" زالت ما عاما وخمسين ثمانية بعد الزينات أم ألن مجددا، نحيا نحنالصمت أصوات واسألوا وأحفادنا، أوالدنا في حياتها وتواصل األبناء نحن فينا

والسناسل المدمرة قرانا بين تتردد األصوات كل تغيب أن بعد وحدها تبقى التيبين يسري نذكره الذي النسيم اسألوا والسريس، الصبر عليها عرش التي

. عليين أعلى إلى الجئا المالئكة أخذت كلما الزيتون أشجارنرجس أكاليل والتضعون وإخوة، وأخوات وأمهات آباء ذكرى التستعيدون أنتم

أم أهل حضرة في أنتم بل حجر، من قبور شواهد على بنفسج أو حنون أواقتلعوه ومن فلسطين، وطنه في الجئا ظل من واألحياء، منهم األموات الزينات

. الحدود وراء ورموهالدالية إلى صعودا الشيخ وبلد وجبع غزال وعين إجزم وحولها قريتي، هي هذه . ليست هذه الساحل على حيفا تمتد الكرمل، أقدام تحت وتحتكم، وعسفيا،

بساتينها من اقتلعت إنسانية مجتمعات هي بل مسمياتها، اندثرت أسماءتتطلع ماثلة مجتمعات وجودها، معنى إلى العودة من وتحرم وحرمت وبيوتها،

وراء عنها بعيدا زال ما وبعضها منها، حجر مرمى على بعضها قراها، أنقاض إلى . الحدود أسالك

وطن يموت وكيف واألسطورة، الواقع التموت، التي فلسطين حضرة في أنتموتعيش فيها نعيش األرض، هذه أبناء نحن الروح؟ في ويسرى النبض في يعيش

في السوداء الهوة هذه رغم أيضا المستقبل لنا وسيكون الماضي لنا كان فينا،" ومستقبلنا ماضينا بين الحاضر

ذات إجزم قريته إلى صعوده قصة يروي امريكي سفر بجواز العائد الحسن يزنمن. المعالم يتبين يعد لم أن بعد النافذة من وأطل السيارة سائق توقف صيفرآها التي من فلسطينية مالبس ترتدي المكان من عجوز ظهرت وفجأة حوله،

: فسألها الصور، في جدته على " ؟" ياجدتي نحن أين

: تردد بال وقالت مباشرة عينيه في فنظرت " إجزم" في أنت

42

Page 43: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

على تعرف الناصرة، في المقيم البريطاني كوك جوناثان كان إن الأعرفأنه مابعد في سأعرف أنني إال الحاضرين، بين صاغيا يقف وهو العربية كلماتي

: آخر بعضا ويجهل منهم بعضا يعرف أناس إلى ينقلها أيضا، قصة يعد كان " أي شأن ذلك في شأنه العالم، نسيه بما تحتفظ ذاكرة الفحماوي لسليمحد على واألموات األحياء من الخائفين األنقاض بحرس يصطدم فلسطيني

ثمانية من أكثر منذ شجرة كل وتحت مرتفع كل وفوق منعطف كل عند سواء . بعد سنة ستتكرر التي المسيرة إلى طريقنا في اآلن نحن عاما وخمسين

تسمع حالما تستدعيه والمقبرة الصنوبر وغابة األنقاض حرس وشرطة أخرى،فيرد المسيرة؟ هذه تنظيم تريد لماذا وتسأله، الزينات أم إلى بالمسيرةتفوق عمري سنوات وألن وطني، أرض على دولتكم بنيتم ألنكم ببساطة،

" دولتكم عمر سنوات : سليم يتابع أو البريطاني ويتابع

العام" في والدي توفي من 1998حين يوما تجد لن أنت أيضا، بهم اصطدمت ، بيوتنا، وهدموا وأطفالنا، ونسائنا رجالنا وقتلوا أرضنا في تغلغلوا أن منذ أيامنا،

وبين وجرافة، زيتون شجرة بين مواجهة وفيه إال باألسالك، مقابرنا وسيجوا . وحين التقاطها من األطفال ليمنع الفرص يتحين أنقاض وحارس ندى قطرات

الجراد مثل بها يحيطون وجدتهم والدي تابوت حاملين المقبرة إلى وصلنا . األوكراني الحرس لزعيم قلت أرضه تراب إلى يعود ميت لمواجهة مسلحين

وعد هذا الياقيم، مستعمرة من بندقية يحمل نسناس بوجه الشبيه الوجه ذيوالدك دفن أردت إذا النسناس، فرد قريته، تراب في أدفنه أن لوالدي قطعته

: تماما يعنيه ما وفهمت أوال، تدفنني أن عليك هنا،"! العودة" من ممنوعون األموات حتى إذن، هكذا

" واحدة؟" بجنازة أم جنازة بمئتي الدالية إلى تعود أن أتريدأن وعلي لنا، العالم ونسيان السالح بقوة هنا موجودة الهمجية القبائل هذه

تطلب أن إلى وسيحصل، حصل، ما وهذا الدالية، في والدي ألدفن أعود " أصحابها األوطان

من مجموعة على الغازي يوسف قص بقصته، يفكر وجوناثان اإلثناء، هذه فيأحداث بعض فيه، الماء بئر فوهة من تخرج تينة أوراق إلى يتطلعن الشابات

أو الرواية صاحب يعرف أحد هنا كان إن وسأل الفرنسية، الطبعة من روايتي : أهله من أحدا

أشجار" بين عائلته بيت وكان الحرادنة، كروم أهله كروم ويسمي محمد، اسمهبهذا بعائلة سمعتن هل الزينات، أم بيوت عن بعيدا الوادي، في الخروب

االسم؟" األعشاب بإزالة مشغوالت فتيات مجموعة إلى وأشارت رأسها، شابة فهزت

: مضافة في مشكاة كان أنه يبدو مجوف حجرعريض عن " الزينات" أم من وأهلها الصغيرة، تلك الدالية، من واحدة هناك

أمها إلى يوسف ستقود التي الصغيرة هذه تعيدني الحكاية، إلى أعود إذن أنا هافي وهم باألعالم يلوحون الذين الصغار الشبان هؤالء ويعيدني أخواتها، وتحت تشتتوا الذين المنسيين كل معي ويعود الخروب، أشجار تحت مسيرتهم

وأنزلتهم عانين، من بالقرب خيامهم الرياح واقتلعت جنين، في اللوز أشجار

43

Page 44: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

بائعوالمياه بينهم وتنقل بغداد، في الخالية اليهودية المدارس أمام الشاحناتالمصري الجيش واستقبلهم اللبناني، الجنوب تالل بين يتعثرون وهم والخبز

. معي يعودون هؤالء كل الرمال بين الخيام لهم وأقام غزة أطراف علىإبنة إلى يوسف فيه جلس الذي الوقت في الدالية أطراف على ويتوزعون . الجهات كل من تدعوها بدأت وخياالت وأوالدها بناتها وحوله فاطمة عمي

* * *

أو منعطف، أو تلة إلى نصل أن ما تتوقف أنها تخيلنا لو حتى القصص، التنتهيالناس يظل الواسع العالم هذا ففي الكالم، عن ترافقنا التي الطيور تتوقف

. هم الينا يتحدثوا أن ما نألفها أناس أصوات إلينا وتصل غابوا، وإن حتى أحياءأطراف بوصل نبدأ ما وسرعان طرفا، نعرف ونحن حكاية، من طرفا يعرفون

كانوا. سواء بعد، يصلوا لم أنهم بل الينا، يتحدثون أنهم اليفاجئنا الحكاياتحفرياتها في غرود شريكة الفلسطينية يسرى خبر كيمبرج في االن يتبادلون

في اإللياد مسرح رواد من كانوا أو سطوري، بين صمتها من تخرج وهيحول االن الجالسين من كانوا أو وأمي، جبينة برفقة دخلته الذي ستراسبورغ

يتذكرون الفالندر غابات من غابة وسط األبيض القصر ذلك في موقد حطب . بالحرب الجنة هذه في أناس يفكر أن واستغرب بهم مر الذي الكاتب

. هيلين لندن، من االنترنت فضاء عبر إلي العابرة هذه ومنهم االن يتحدثون كلهموالسك:

.. قريتكم،" من وانها ليسرى، واكتشافك اليها، برسالتك باميال أخبرتني عزيزيوالنساء يسرى عن المزيد معرفة أحاول أنا لي، بالنسبة مثير خبر هذا

. ليسرى ماحدث بخاصة أعرف أن أريد غرود مع عملن اللواتي الفلسطينياتالعام بعد .1948وعائلتها مابعد في أو آنذاك حية تزال ما كانت أنها أفترض ،

اآلثار، علم تاريخ في فريد حدث غرود مع الفلسطينيات والنساء يسرى قصةمتميزة .." شخصية كانت أنها البد تروى، أن تستحق قصة

. . سمعت أن فمنذ االسئلة من الكثير هناك المزيد لمعرفة تتلهف والسك هيلينكثيرا، تأثرت صورتها ورأت االثار حول محاضرة في مرة ألول يسرى عن

من أنهم لها قيل أناس آثار متتبعة الكرمل الى ثم القدس الى طريقها واتخذتأول ولكن الزينات، وأم وجبع إجزم النسائي، الفريق منها جاء التي القرى

اليمكنك العائلة اسم دون فمن يسرى، عائلة اسم عن هو يسألون كانوا سؤال . سنة سبعين من أكثر عمرها متاهة في يقودك خيط إمساك

44

Page 45: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

هل" إجزم، في متزوجة كانت ولكنها قريتنا، من أنها صحيح بالفعل، متاهة هيظلت الصهيونية الطائرات المتاهة؟ بدأت وكيف هناك؟ حدث ماذا تعرفينشعاب بين مرغمين أهلها وتشتت أسابيع، ثالثة طيلة العنيدة القرية هذه تقصفيدري؟ من جنين، الى أطفالها مع طريقها اتخذت ربما يسرى، نجت ربما الجبل،

. " ياعزيزتي السبل بهم تقطعت الذين االالف مئات مصائر نسيج في خيط هذافي مصادفة ربما دخلت التي الفالحة بهذه العجيب االهتمام هذا يدهشني

اإلنترنت، عبر أخرى رسالة مع دهشتي وتزداد البريطاني، اآلثار علم صفحاتاالذي ربما الوحيد أنا مني، تطلب االسترالية بالك الكساندرا من المرة وهذه

البترول وأنابيب الطائرات بحامالت المائج العالم هذا في يسرى على تعرفجديد، كتاب في وصورتها وسيرتها يسرى اسم لتستخدم إذنا أمنحها أن والغاز،

: الكرمل نهارات ضباب في الغارقة الحفريات تلك عن وأيضاقريبتك" صورة بنشر لي السماح منك وأطلب بك اتصل أن باميال علي اقترحت

. الحجري، العصر في الناطوفيين عن كتابا اآلن أعد أنا غرود دوروثي مع يسرى . يصدرها سلسلة من جزءا الكتاب سيكون غرود تنقيبات عن صفحة وفيه

. يسرى عرفت كيف أسأل أن لي هل القديمة الحضارات عن دوليون ناشرونالحفريات؟ " في تساعدها كانت هل ؟ البريطانية اآلثار عالمة

العام" في الندى أطفال روايتي نشرت المتخيلة 1990حين غرود صورة وفيها ، معها، نقبن اللواتي النساء عن فكرة لدي تكن لم الكرمل، جبل شعاب في

في عملت يسرى اسمها لنا قريبة عن دائما تروي كانت أمي أن أتذكر ولكنني . البداية في مابعد في عرفت كما غرود أي انجليزية، امرأة مع الواد مغارة

حصلت االنترنت، لشبكة صديقا أصبحت حين ولكن مبهمة، فكرة لدي كانت . البريطانية كيمبرج من سمث باميال وجدت المعلومات من المزيد على

تعد وهي كرومنا في هناك وصورها باريسية مكتبة في غرود أوراق تكتشفمن المزيد أسألها بها فاتصلت الحجري، العصر حفريات عن أطروحة

وطفلها. يسرى صورة وأمامي الجديدة، روايتي منتصف في كنت المعلومات . الجواب وجاءني البعيد النهار ذلك في الخروب ظالل تحت بجوارهما وغرود

تراب ينخلن فلسطينيات لشابات الصور من والمزيد األطروحة ومعه فورا،روايتي؛ في كامال المشهد فدخل السالل، رؤوسهن على يحملن أو الحفريات،

وأنت أيضا، باميال ودخلت جديد، ضوء تحت غرود ومعها وطفلها يسرى دخلت " اآلن عنا يتحدثون الذي والكثيرين

: الكتابة إلى والسك هيلين وتعودإلى" القادم الشهر في سأذهب إلي، أرسلتها التي المهمة النصوص قرأت : هل أتساءل هناك، أكون حين وجبع وإجزم الكرمل جبل زيارة وأود القدس،

لديهم سأجد هل وعائلته؟ الفحماوي سليم هناك، أقربائك إلى الحديث يمكننييسرى؟ " عن شيئا

نفسها جبينة تكون ربما أنها اآلن أتأكد ولكنني أخرى، جبينة يسرى تكون قداالن حتى نتبين لم كما نتبينها لم ولكننا دخلت أنها أو حكاياتنا، في تدخل لم التيليل عن إال شيء كل عن وتتحدث تتكاثر وهي الكلمات تمحوها التي وجوهنا

الطويل . الالجئين

45

Page 46: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

السبعة اإلخوة

أناس لزيارة الغروب عند البلجيكية جنت غابة طرقات في طريقنا نتخذ ونحنأبيض قصرا بدا ما الح أن وما علينا، التعرف يودون أنهم فرانسواز عتيقاقالت

أن تمنوا الذين السبعة اإلخوة عن أمهاتنا ترويها قصة تذكرت حتى األشجار، بين: قائلين خرجوا الوالدة، ساعة واقتربت المخاض جاءها وحين لهم، أختا أمهم تلد

الباب،" على عالمة المكحلة فضعي بنتا المولود جاء إذا الصيد، إلى ذاهبون نحنإلى سنعود وعندها بندقية، فضعي ولدا، ولدت إذا أما فندخل، بنت، أنها فنعرف

" أبدا نرجع ولن الغابةعلى علقت تأثرها، شدة أو ارتباكها بسبب الداية ولكن بنتا، المرأة وولدت

. وقرروا غضبوا حتى بعيد، من البندقية لمحوا أن وما السبعة، وجاء بندقية البابذا هذا مثل أبيض فيه، وعاشوا قصرا لهم ابتنوا وهناك الغابة، إلى العودة

. فيه نسير الذي هذا مثل بالحصى مرصوفا طريقا اليه يتخذون شرفات،وخالل أيام، بضعة سوى المجاور الريفي لوك بيت في وجودنا على مر يكن لم

من بالبيت يحيط ما إال الغابة من أعرف لم السجال في معظمها قضينا أيامفي والسير المتشابكة وأوراقها الملتوية جذوعها بين الدخول لي بدا أحراش

الشمس مغيب عند بمراقبتها فاكتفيت خطرا، الممهدة غير المعتمة طرقاتها . الفجر انبالج وعند

يوقظ صوت إصدار محاذرا الخشبي السلم وأهبط مبكرا، استيقظ كنتزجاج وراء تتصاعد الطيور لسمفونية صاغيا صامتا الشاي وأتناول النائمين، . كانت مهملة خلفية أعشاب حديقة على المطلة األرضي المطبخ نافذة

تتصاعد ثم غيمة، مثل الغابة أرجاء كل من تجيء بغمغمات تبدأ السمفونيةأخرى، تارة ومجتمعة تارة منفردة فتغريد، فصفير زقزقة وتتميز، األصوات

وينحدرإلى الشجر أوراق بين يتغلغل وبدأ الضياء انتشر كلما وتعلو تشفواألصوات، فشيئا شيئا الحركة تخف أن إلى الممرات، فوق المتلبثة الظالل

. الحديقة سور بمحاذاة زهرتين أو زهرة من إال صمته إلى شيء كل ويعودبيت أو األبيض، القصر من نقترب ونحن ذهني في عالقة الصباحات هذه كانتلهم ولدت أمهم أن اليعرفون مغاضبين، الغابة في عاشوا الذين السبعة اإلخوة

تعرفهم لم فهي ذهنها، في غائمة إخوتها ذكرى وظلت كبرت، وأنها بالفعل، أختا . فقدانهم على وحسرتها أمها أحاديث في إال

متوقعة، غير سمفونية عزف تبدأ معا تحضر حين األصوات، شأن شأنها األماكنيعيش ظل من جانبك، إلى يسير ومن عاش ومن مات من الناس، وجوه وكذلك

46

Page 47: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. يخاطبك، الكل الحكاية لدخول اآلن يتهيأ ومن غادر، ومن الحكايات وعر في . تصغي أن وعليك

دليل عن فجأة تنبلج الكثيفة األشجار بين الضائعة المتشابكة الطرقات هذهأصوات من سمفونية إلى تضاف بشرية نغمة عن منعزلين، سكان وجود على

: . مصادفة هنا تأت لم الحكاية في الصغيرة األخت لعل وأماكن ووجوهفتدحرج،" وراءه، فركضت وتدحرج، يدها من رغيف سقط تخبز كانت بينما

الغابة، في الرغيف تغلغل وهكذا بالتقاطه، وهمت أسرعت كلما يسرع وكانتدخل وعندها القصر، بوابة عند يتوقف أن إلى األخت، وتالحقه اآلن، نتغلغل كما

. تجد الداخل وفي حياتها طيلة تلحظه لم الذي المنفرد البناء بهذا مستثارة " مقاعد سبعة أطباق، سبعة أكواب، سبعة أسرة، سبعة

كان ما بقدر أمره يعنهن لم أو الخبز، رغيف مصير عن شيئا أمهاتنا تقل لمالجميع؛ شمل ويجتمع العجيبة، الطريقة بهذه إخوتها إلى األخت تصل أن يعنيهن

إخوة . لها أن اكتشفت التي واألخت أختا، لهم أن اكتشفوا الذي اإلخوة . ذهني في مادار الغازي، وال لوك، وال فرانسواز، تعرف لم

العيون تعلقت بالحصى، المرصوف الطريق على نسير ونحن الساعة، تلك فيانتظارنا في يقفان غابة في منفردين قزمين مثل عجوزين ضئيلين بشخصينالمتأنقة المسنة آن والسيدة وواسع، بال بمعطف ايف السيد البوابة؛ أمام

. فاقعة شفاه بحمرةيتدحرج وهو رغيفها وراء تجري وهي الطفلة دخلت أن منذ مر القرون من كم

إخوتها؟ بين آمنة تعيش وهي مر السنين من وكم أمامها،قبل ولكن المحلى، الكعك من والقليل شاي أكواب إلى متواضعة الدعوة كانتإلى يشيران وهما المبنى حول جولة إلى اللطيفان القزمان أخذنا الدخولهذا في األعشاب ألن أسفها السيدة وأبدت يمتلكان، التي الغابة هذه اتساع

. الماضية المواسم في عادتها هي كما خضراء ليست الموسم: معزيا قلت

" .. ؟" صحراءنا رأيت لو تقولين فماذا كافية خضرة هنا ها ولكن . . بنظري، متجوال سكت بالضبط أعني ما تفهم لم فضولها الستثارة وضحكت

األزهار من الحوض هذا على تطلقها وهي اليها تشير التي األسماء تتبع أحاول . على جدا واسعة بأشجارها األرض هذه لي وبدت المعتمة األجمة تلك أو

إلى يصال فلن الصغيرة، بعربتهما فيها يجوالن كامال نهارا قضيا لو فحتى قزمين،أطرافها.

. وحيدة وتظل الصيد، إلى إخوتها يخرج وصلت أن بعد الطفلة مع حدث ما هذا . الواسع العالم الغابة في التتجول ألحد، الباب التفتح بأن توصية مع القصر في

. يدق حين اإلنقالب يحدث بل هنا، التتوقف الحكاية ولكن اليه يذهب من اليؤوبمنها يطلب الباب تفتح أن ترفض وحين الجوار، في يعيش غول يوم ذات الباب

. خوفها، شدة ومن والتهمها ودخل الباب حطم وإال ليمصه فقط اصبعها تمد أن . اإلصبع مص ويتكرر يوم، بعد يوما الزيارة ويكررالغول لتنجو إصبعها تمد

سوى يجري، ما يعرف العالم في أحد وال مايجري، اليعرفون وإخوتها والخوف، . شحوبا يزداد بدأ الذي وجهها

47

Page 48: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الحجم، الضئيلة آن السيدة مقعد يواجه عريض مقعد في يجلس إيف السيد . . أكواب تناولنا وهي تتحدث حضنه في مضمومتان يداه بها معلقتان وعيناه

كلمة. كل متمتما صوت، بال كلماتها إيقاع على شفتيه يحرك أنه وأالحظ الشاي . رأسه يدير الكالم، عن تتوقف وحين إلينا ينظر أن دون من يبدو كما تقولها . يصغي بالكالم، يطالبنا كأنه الحركة، عن شفتاه تتوقف وجوهنا إلى وينظر

. التمتمة إلى يعود ثم بانتباه،حكاية من قفز أنه لو كما الجلسة، تلك في القصر أعجوبة كان إيف السيد

طريقها وواصلت وراءها، الحكاية فخلفته الطريق، جانب على زهرة ليلتقط . وتلتقطه إليه تلتفت أن دون من

: نفسي وحدثتالعته" من نوع وأصابه العمر، به امتد السبعة، اإلخوة أحد هذا يكون أن أيمكنخائفا صامتا، المسنة زوجه شفاه حركة محاكاة في األخيرة أيامه يقضي جعله

." زهرته؟ على مضمومتان ويداه إشارة، أو كلمة تفوته أن من حذرا أيضا،

* * *

نقيم" أن باريس، في أصدقاء على عرضتها فكرة لدي ؟ نلتقي لو رأيك ماوسترعى تجربتي، عن أتحدث وانا اللجوء، تجربة عن تتحدث أنت بيننا، حوارا

. " محترمة؟ نشر دار الحوارأنه بالطبع أدركت أنني إال سيتحدث، تجربة أي عن يهاتفني وهو الغازي يقل لم

فلسطين، من اقتالعي عن وسأتحدث فلسطين، إلى هجرته عن سيتحدثالبعض . بعضهما بجوار الروايتين وسنضع

يعرف".. أن دون من حتى مهمة، منعطفات وعند تقاطعت، طرقنا أن لهم قلت " اآلخر أحدنا

صيافير بين يجري جدول بساطة أيضا وبسيطا ومهما، مثيرا األمر سيكون . يحتفظ النهرالذي أنا األزل منذ األمر كان كما البحر في يصب ثم الكرمل،زيتوننا، أحراش بين اآلن ويتجول حكايته، من يهبط الذي العابر وهو بحكاياته،

للذكرى، جيبه في يضعه صنوبر كوز أو يابسا غصنا يلتقط األرض، على ويميلربما : متسائال مذهوال ويحدق يتوقف، النهر يفاجئه وحين

" طريقي؟" في ألقاه الذي وما ؟ هذا جاء أين منأن" تستحق ذاتها بحد قصة وهذه تقول، كما بالفعل تقاطعت طرقنا البأس،

تروى " فيها كتبت التي بالعفوية حدث، ما كل فيها سأروي التي بالسهولة وفكرت . . ولن واألوراق والسجالت الجدل من الكثير إلى بحاجة أكون لن الندى أطفال

الجبل إلى صعد أن بعد الصهاينة أساطير من أسطورة إلى بحاجة الغازي يكون

48

Page 49: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

طعامه وتناول الكرمل، دالية في عليها ضيفا ونزل وبناتها، بفاطمة والتقىالزينات . أم من القريبة القرية تلك في الريح وحفيف العصافير ألصوات صاغيا

المطبخ في الحوار طاولة حول سجالنا خالل حديثه في ملحوظة مرت حين: معقبا قلت محتلة، غزة وعن محتلة، غربية ضفة عن األرضي

المدن" وبقية وعكا ويافا محتلة أيضا حيفا ولكن محتلة، أرض هذه صحيحالفلسطينية"

أنه إال المتوقعة، غير اإلنعطافة هذه من فرانسواز ودهشت الغازي، فوجيءفلسطين أن لتأكيد يدري أن دون من ربما آخر بسبب ومدني المفاجأة استدرك

: محتلة أرض كلها" لهم؟" الحقوق هناك الفلسطينيين ألن هذا هل

" وأراضيهم" بيوتهم منهم أنتزعت لقد آخر، شيئا وأعني أعنيه، ما هذابتصفح يتشاغل منفرد مقعد على لوك كان بينما فرانسواز، عيون بي وتعلقت

: الكرمل ومنحدرات الخروب ظالل متخيال فقلت صحيفة،من" القريبة الدالية في المقيم فاطمة زوج الفحماوي سليم بالطبع تعرف أنت

خطر هل الزينات؟ أم مقبرة في والده دفن من حتى يمنعوه ألم الزينات، أمعين وأمامهم الهيجاء أبو أبناء يقيم مازال الوسطاني التل على هناك أن ببالك . لماذا أستغرب أنا الالجئين وبيوت أراضي هناك ثم الغرباء؟ احتلها التي حوض

" أمتار بضعة عنها يبعد الذي ذلك حتى أرضه، إلى العودة لالجيء اليمكن: وتساءل تفكير بعد إلي عاد ثم الفرنسية، إلى قلتها كلمة كل الغازي وترجم

هناك" يكون لن ما، بطريقة األمور لهذه ما تسوية تمت إذا أنه هذا معنىاحتالل؟"

دولة" هناك ستكون زال، اإلحتالل أن ذلك فمعنى حقوقي استرد حين طبعا، " قومية الدين جعل الذي الخبل وهذا العنصرية، ثياب عنها خلعت

الحق" ارتضوه، الذي طابعهم تغيير اإلسرائيليين على تفرض أن التستطيع أنت " هذا في لك

في " قابعين وشعوريا، فكريا الواقعي المشهد خارج يعيشوا أن لهم الحق هم . أليس ثم الخالية األرض عن خلقوها التي األسطورة من الخروج من خوفهم

تقوم حين العنصرية النظم ويقاوم بل يرفض أن العالم في انسان أي حق منأن العالم حق من يكن ألم أراضيهم، وسرقة األصليين السكان إبادة على

" النازية؟ ويقاوم يرفض" مثاليا" حال ال واآلن، واقعيا، حال نريد ولكننا

جادا" ويكون المتخيل، المشهد على المختلق، الواقع على يبني الأحد ؟ الواقعومن الطاولة، على والمستقبل والحاضر الماضي لدينا السالم، عن بحثه في

. أنا الصراع أمد إطالة إلى إال يؤدي لن هذا وحده، بالحاضر التمسك العبثزجاجات كل محوي التستطيع أيضا، حاضر أنا بل فقط ماضيا لست أمامك

أنتم اوسلو، اتفاقيات على بصم حين ووفدكم قريع السيد كرعها التي الويسكي . أن يبدو شيء هنالك ثم، األرض صاحب أنا، معي ال سمسار مع اتفقتم

ومقاعد بطون تحللت لو حتى يفهموه؛ لم الصليبيين شأن شأنهم الصهاينة،التحلل ألن المقاومة، تتوقف لن وخمجت، والعربية الفلسطينية القيادات

49

Page 50: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

شأن العربي إيمان عربي، كل ضمير في راسخة عقيدة ماهو اليصيب والخمج" كأل منتجع أو سمسار اليقرره تماما فردي

وعيناها للتو قلته ما لها يترجم أن قلقة فرانسواز وسألته متوترا، الغازي صمت . . ربما السجال جو في تتجمع بدأت كثيفة غيوما بأن شعرت بيننا تتنقالن

. إال مهم بكتاب لتخرج عدوان فيه يتفاهم حوارا أرادته الذي هذا إخفاق خشيتالخمج معنى له أشرح وأنا يترجم، الغازي بدأ حين اطمئنانها إلى عادت أنها

. عليه استعصى الذي والكأل: فسألتني هادئا، كنت أنني والحظت

لكل" تأجيال هذا في أليس ؟ معا ومستقبل وحاضر ماض يجتمع أن يمكن كيفحل؟

".. كيف" لك سأقول: الطيور سمفونية سمعي وفي مناسبة، صور عن أبحث وأنا تابعت

المستقبل،".. وآلة الحاضر وآلة الماضي آلة مختلفة، موسيقية آالت ثالث تخيليعلى آلة كل صوت بسماع اكتفينا إذا يكتمل أن واليمكن الحق، وجودنا هو هذا

الوجود. وسيكتمل معا، الثالث اآلالت على إذن لنعزف ؟ حال تريدين انفراد" مسرات شجرة إلى ويتحول

" جميل" .. هذا أوهواجتاحت عمرها، سنوات في استيقظت غافية أوتارا كأن مندهشة، قالتهاباإلنجليزية ومازحته لوك إلى فالتفت العين، التخطئها وردية تأثر موجة وجهها

: يجيدها التيإلى " بك ورموا الريفي، البيت هذا منك انتزعوا والدانش الفالمش أن لو تخيل

وال أجدادك وال الأنت فيها، لك الحق فالمدنشية دولة هذه لك وقالوا الشيطان،على وتوقع الثمالة حتى وتشرب اوسلو إلى تذهب هل ؟ تقول فماذا أحفادك،

. بروكسل في برلمانهم عليهم ستهدم أنك المؤكد من الفالمش؟ بلغة اتفاقياتإلى تنتمي أنها يشعرني مدينتكم وسط صليبي لملك التمثال هذا وبالمناسبة،كل في ضاحكا يبول الذي العاري السمين الطفل هذا ثم الوسطى، القرون

؟ " قصته ماهي زاوية،برلمان : قاعة في بخطيب تذكر بلهجة هتف ثم لوك، ضحك

أي" في العنصرية ضد أنا أنا، صنعي من ال الفالمش صنع من التمثال هذاالطفل، هذا أما الليبرالي، الحزب من طردوني أن بعد حتى أتوقف ولم مكان،

كان ودكان زاوية كل في تمثاال له أقام الذي الثري الفالمشي والده أن بد فال . أنا عنه خباال اليقلون ألنهم جاورها وما لبروكسل رمزا التمثال فجعلوا مخبوال،

" التاريخي البول من الخيط بهذا اإلحتفاء أشاركهم ال: بالعربية وتحدث الغازي قهقه هنا

" موضوعنا" ! إلى نرجع دعنا سنة، عشرين منذ يكررها مازال الحكاية تلكأنه مع بحكايتنا، التحق أنه احسست بيننا، جسر مد ومحاولته الغازي، تردد من

سيناء إلى ذاهبة عسكرية وفرقة هنا، كيبوتز التقطه طريقه؛ في كثيرا تخلفشاحنة في العريش دخل أن وبعد مابعد، في سيخبرني كما قرر، حيث

. أحدا اليقتل أن بقسمه؛ يبر حتى اليسرى كفه على رصاصة يطلق أن عسكرية، . في هو طويل زمن منذ بعضنا عرفنا كأننا طبيعيا، شيء كل سيبدو وهكذا

50

Page 51: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

بسره ويبوح يهذي أن يخشى الخلفية، الخطوط إلى نقلوه أن بعد المستشفىمخيرا بنا، يخطب والعميد الكلية، فناء في الطلبة مع وأنا المخدر، تأثير تحت

وهو مؤكدا ثم امتحاناتهم، يؤجلوا أو اإلمتحان قاعة إلى يدخلوا أن بين الجميع . أحد يذلهم لن العرب ولكن العرب، إذالل يريدون أنهم على دموعه يغالب

. والنوافذ األبواب فتحت أنا والملموس الحقيقي إلى حكايتي، الحكاية، أخذتناالستين، سنواته تخطى وهو أهلي، وقبور قريتي وحجارة الوعر مسارب على

والندبة وطرقاتها، اسكندريته مستعيدا معي يتجول وبدأ للقصص، هاو أي مثلحياته . في مرة ألول ربما حقيقيا مشهدا يدخل أنه واثقا اليسرى، كفه في

" ناشرا" وسنجد متسع، العمر في يعد لم التؤجل، معها، نم الفكرة، خذمرة وألول للروايات، وهاو راوية يجتمع مرة فألول ناشرا، سنجد أننا واثق أنافي جرت مياه أي وسيعرف الطرقات، مفترق عند األجنبي القاريء سيقف

يهرعون وهم الفالحين أقدام تحت تدحرج الصخور من نوع وأي األنهار،الكمائن على ظالمها في صحوا التي تلك ليلة وأي االنجليز، جنود لمواجهة

التي الزيتون أشجار بين يتردد زال ما نسيم وأي قراهم، تطوق وهي اليهوديةوأشجار الصخور بين يختبئون وأطفالهم تتناوشها، والغيالن قتالهم شهدت

السريس. وسمعت،" رأيت ما سأقول ولكنني نختلف، قد روايتي، ولدي روايتك لديك

أنت .. " وستقول" معها".. ونم الفكرة خذ كثيرا، نختلف لن

* * *

في بيساره ورايته رمحه يسند وهو حصانه على التمثال صورة تفارقني لم . المطر تحت بروكسل ساحة

مندهشا : هتفتاألخيولي؟" " الفارس هذا من

مدرعا حصانا يمتطي مازال صليبي فارس تمثال أنه يوحي كان شيء كل . وبالفعل، وأسلحة دروع من حياته في امتلك ما بكل له إحتفظوا سيفا، ويتقلد

بفعل المخضرة النحاسية قاعدته على كتبوا انهم تبينت حتى اقتربنا، أن وما " حامي للقدس، ملك أول مولون، دي جودفروا بارزة التينية بحروف القدم

.!" المقدس القبربسبب ربما القليلين، المارة من أحد إليه اليلتفت معتما، وحيدا الفارس لي بدا

أشار البرلمان، مبنى أنه مابعد في سأعرف مبنى أمام مشهده أن إال اإلعتياد،وقوائم وسيفه خوذته وترميم ولقبه اسمه حروف تلميع على يحرصون أنهم إلى

51

Page 52: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

أن بعد حتى القدس ملك أنه يعتقدون مازالوا أنهم أي وأخرى، فترة بين حصانهعجنه وربما األرض، بطين اختلط تراب إلى وتحول مكاحل، عظامه صارتتماما خرب، جدار في خرقا به وسد تراب من عجن ما مع فلسطيني بناء عامل

اآلخرين؛ الفرنجة للمنافسين تحد في أيضا يوم ذات األحمق هذا اعتقد مثلما . النورماندي وروبرت الفالندري، وروبرت التوليزي، ريمون

تمثاله يلمعون الفالمش يجعل الذي ما المداخن، وسناج المطر وتحت واآلنخائبا عاد الذي البريطاني لريتشارد تحديهم بهذا يعلنون هل حصانه؟ ويعلفون

اإليطالية، األراضي عبر جزيرته إلى المملكة تلك شظايا من شيئا ينقذ ولماللحية أشعث ضخمة، فدية بعد إال سراحه يطلقون وال الفرنسيون، وليعتقله

إلى متمهال ويتقدمهم رمحه، ويهز يتحرك، أن ينتظرون أم العينين؟ زائغ تائهاالقدس؟

تتغلغل بها احسست ثقيلة رائحة ماهي بقدر تمثال، يرويها معلومات ليست هذهرؤوس فوق وتنتشر الهائلة، كاتدرائيتها إلى وتدخل بروكسل، زواريب فيالفارس بهذا اعتزازهم ليست أخرى إلسباب لوك يكرههم الذين الفالمش

ألنه ربما به؛ الخاصة الطويلة حربه مصدرها أسباب ماهي بقدر الخيال، الجامحنومه غرفة جدار على المعلق المطاطي ديغول وجه بقناع اإلحتفاظ على يصر

بهم . نكايةودوقاتها وفالحيها اإلقطاعيات رائحة أو الوسطى، القرون رائحة إنها

وأباطرتهم هم رطبة، قالع في اللحم يهبرون كانوا اللذين المتعجرفينموائد إلى يجلسون وهم حتى دائما بسيوفهم المتمنطقين باإلتباع المحاطون

بإقطاعيات حالمين جواريهم، أجساد يتلمسون أو كؤوسهم، يتناولون الطعامالغامض . الشرق ذلك في العبيد فيها يكثر خضراء شاسعة

. جامحة أخيولة يعيش فارس بالفعل إنه دهشتي وزاد ظننت، كما الجواب وجاءالبرلمان أعضاء أنظار أمام الساحة هذه في قرون تسعة من أكثر منذ

سواء . حد على والالمبالين الفضوليين والمارة المتأنقين: مرة ساخرة بلهجة لوك قال

. " أظن" كما العالم إلى األوروبي البرلمان تحفة هذه . شيئا يقل لم شهيته اآلثار حديث أثار ما قليال الذي الغازي

وعلقت : .. في".. يتدلى نصفا العيش على يصرالناس لماذا آخر بزمن يوحي هنا شيء كل

الملوثة الطينية األنهار ضفاف فوق يتدلى ونصفا الجامحة، الماضي أخيوالت " الطافية؟ وقشوراألسماك البواخر بزيت

مجاورة قرية إلى أخذنا على لوك أصر الممطر، اليوم هذا من يومين قبلالحياة إعتزلن راهبات قائمة، زالت ما راهبات مدن عن متحدثا بحماس، لقريته

. اآلن الخرساء العمائر بين التجوال على وأصر األسوار وراء وأقمن تماما، . األلواح بقراءة اهتماما أبديت وحين العجيبة الطوائف هذه طبيعة وشرح تماما،

. كان أنه الواضح من طفل مثل اغتبط الملحوظات، بعض وتسجيل التذكارية . مرة التساؤل علي وألح السحيقة وذاكرته نفسه من عزيزة أجزاء إلى يأخذنا

أخرى:

52

Page 53: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

قرون" منذ تعفنوا الذين وفرسانهم بأخيوالتهم هنا الناس يتمسك لماذافي وتصرخ الخربة، قالعهم فيها ترتفع التي األرض عن بعيدا الرمال وطوتهم

" الشمالية؟ البحار نوارس أرجائها

* * *

: تقولها كلمة كل ويتلقط زوجه شفتي يراقب وهو طفل مثل يتمتم إيف السيديقاوم" من ارهابيا يكون كيف إرهابيا، الفلسطيني يسموا أن الخطأ من أعتقد

.. ما ولكن أخيرا حل السالم أن نظن كنا اوسلو اتفاقيات وقعوا حين احتالال؟ " واالحتالل القتل من المزيد رأيناه

: مؤدبة بلهجة وأسألها" الصهيوني؟" المشروع طبيعة عن شيئا تعرفون تكونوا ألم

" شيئا" .. عنه نعرف لم المتواصال،" زال وما سكانها، وإبادة أرض اغتصاب على أساسا قام مشروع هذا

" المحتل؟ سالم يتحدثون؟ سالم أي عنما بتفحص فانشغل لوك أما فرانسواز، وكذلك الذهن، شارد غائبا، الغازي ظل

في نابليون تركهم الذين الغابرين أجداده عن ورثه بما ذكره أثاث من حولهفالمش بهما ليصارع والخيال اللغة وأورثوه فيها فأقاموا الفالندر، قرى

. بها يخاطبوه حين حتى لهجتهم ويتجاهل بروكسل،نظرة عينيه وفي إيف السيد إلي فالتفت قوية، ريح هبة النافذة خارج ومرت

قصرهم أحوال سوء عن اعتذار نظرة أنها خمنت وإن لها، سببا الأعرف ضارعةالمشروع على وأركز العابرة، الريح هذه أتجاوز أن طلب أو العتيق، الخشبي

ال. أن رجاء عينيه وفي وتوق، رغبة فيه بصمت تتحركان شفتاه كانت الصهيونيالحديث . عن أتوقف

منهم من أبنائهما، عن تسأل وهي فرانسواز إلى وأنصت الريح، مع أذهب لم . سكان تعرف أنها الواضح من أمريكا في مازال منهم ومن الفلبين في مازال

: جيدة معرفة هؤالء الغابة " لزيارتكم؟" فرانسسكو سان من سيجيء برونو أن علمت

.. .. األرض،" أرجاء كل في توزعوا لقد المقام يطيل لن ولكنه هنا، هو المسكين " .. البيت وهذا وإيف سواي أحد يبق ولم

".. العائلة" بيت هذا .. إلي كالمه موجها لوك علق

الشاسعة".. " غابته مع به يتشبثون زالوا وما ".. الغابات" أقزام

.. نفسي وبين بيني قلت

53

Page 54: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

يبدو".. األيام، من يوم في عليهم ضيفا الندى قطر تحل أن ينتظرون أنهم البد. ولوك لفرنسواز وداعا ويقولوا بها ليلتحقوا بهم تمر أن ينتظرون حكاية لهم أن " غابة في بقزمين االهتمام في رغبة الغازي يجد ولن يومذاك، حاضرا أكون لن

: وأقول المضمومة يده على فأربت إلي، النظر يطيل إيف السيدبقية" " للحديث سيكون تقول، أن ماتريد فهمت

ما إلى ينظر طفل نظرة عينيه وفي راضية ابتسامة طيف شفتيه على وألمحيديه . بين

هو أنه البد خشبيين، لوحين بين واضح ثقب منه دخلنا الذي الباب يمين علىيوم، بعد يوما شحوبا فتزداد الغول، ليمصه اصبعها تمد أن الطفلة اعتادت الذي

مخيف شيء يحدث أو وعيده، الغول ينفذ أن خشية تجيب فال إخوتها ويسألهاحتى البداية منذ بالحكاية النهاية في تخبرهم أنها إال التفهمه، ولكنها به تشعر

: التالي اليوم في معها للبقاء األصغر األخ فيتطوع النهاية،ما" إفعل له وقولي التمديه، إصبعك، مد منك ويطلب الغول، يجيء حين غدا

" الباب وراء انتظاره في سأكون شئت، . الباب، واقتحم الغول فزمجر إصبعها، مد الطفلة رفضت حدث ما هذا وبالفعل

. وقطعه رأسه على بسيفه األصغر األخ هوى وهناالغول، رأس فيها يتدحرج التي اللحظة هذه إلى بالحكاية أمهاتنا تصل حين

كان الذي الشحوب من أيضا أنقذنا األصغر األخ ونشعرأن فرحين، نضحك . هذه لنا تاركا الراوية، صوت ويرتاح اإلصبع مص موعد جاء كلما إلينا يتسرب

الترقب إلى فنعود الحديث، تواصل أن قبل اإلبتهاج، من المفاجئة المساحة. الحسبان في تكن لم مفاجأة منتظرين والتوجس،

* * *

. الصغيرة سيارتها فرانسواز أوقفت الباستيه عمود عندأن سألتها الريفي، والبيت جنت إلى الرحيل قبل لي، باريسي نهار أول في

باريس، من ما مكان في يقوم أنه الأشك الذي الكومونة نصب إلى تأخذني . الطلب هذا أن أعرف لم االيطالي اوتريلو فيه انتحر الذي مونمارتر حي وإلى

الجدران مابعد لكتاب مقدمتها في قرأت أن بعد إال لديها زهو مصدر سيكونسجالنا : فيه سجلت الذي

. إلى".. نصل نحن وها دائما كانت كما االهتمام تجتذب الثورات باريس هاهي . من فريق مع حوارا األسعد يدير للنظر الفت أمر فيحدث الكومونة، نصب

األيام، تلك اختصرت التي الوحيدة اللوحة تحت الجدار عند متجمعين الطلبة " " تعتقدون " هل ثم فيكم تثيرها ذكرى أي ؟ اللوحة هذه في ترون ماذا فيسأل

" أن فكرة إلى منجذبا األسعد كان لوحة؟ مجرد تكفيها البطوالت تلك ذكرى أن

54

Page 55: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

من وتحيا تزول، وال الذاكرة وتتلبث المقبرة، من الجزء هذا إلى بطلبة يؤتى" جيل إلى جيل

. انها أدرك ولم اليه تشير الذي الباستيه عمود معنى األولى للوهلة أفهم لم: مستغربة أضافت أن بعد إال الباستيل عن تتحدث " .. الباستيه" الثورة حطمته الذي السجن السجن،

. والناس المبالية، بالعمود تمر السيارات عليه مايدل أو سجن هناك يكن لم . الغائبة المعتمة الجدران بتلك اللحظة تلك في الوحيد المبالي وغادية رائحة

التي العنيد الشيوعي إبنة وفرانسواز أنا ثالثة، الهائجة الباريسية الجموع ومعها. صغارا أخبارسقوطه فيها قرأنا التي وكتبنا رفاقه، صحيفة في اآلن تعمل

اإلسم فتلفظ جزر، من الأدري ما إلى نفيت التي الحمراء بالعذراء وأذكرهامنها. خرج وتدفقوا، المتاريس الجنود حطم أن بعد التي بالحانة وأذكرها فورا

العتيقة وبنادقهم وقبعاتهم بثيابهم الثائرين الشبان صف في ووقف ذاهل شاعر " " مشهد " هذا فتهتف حصد، من مع الرصاص يحصده أن قبل الثورة تحيا وهتف

. " البؤساء رواية منالعائدة الملكية سحقتهم ثم الباستيل، حطموا من هم البؤساء البؤساء، نعم

! . ما كل أهذا عمود للباستيل أثرا تبق ولم الكومونة، وبددت األرداف الثقيلةالثورات؟ من يبقى

! بيني أتمتم وانا خيبتي آنذاك تدرك لم فرانسواز أن البد وعمود جدار على لوحة : نفسي وبين

العمر" في مرة ولو الذاكرة في لتثبت قرون من الشعوب هذه تحتاج كم " معركة؟ وتخوض سجنا تحطم وهي صورها

بل فقط، والصارخة الثائرة البشر سيول اليمحو الحاضرة باريس في ما كلعن مضى، الذي المكان عن إليه أذهب مكان أي في الباحث أنا أيضا، ويمحوني

. نفسها األشجار هذه وتحت ماتوا قاتلوا، أحبوا، الناس، عاش هاهنا أن يقول أثر . ذاتها السماء إلى وتطلعوا وجلسوا تجولوا

الفندق من وتأخذني تأتي أن قبل حذرا خرجت لي، باريسي نهار أول في . . مكانا اتخذت كثيرا أبتعد لم الشارع مستوى تحت سرداب مثل الغائص الضيق . اسم قراءة أحاول فطوري ألتناول مطعم رصيف على الخالية الموائد بين لي

أشجاره، أسماء على وأتعرف المقابل، الرصيف على الكنيسة واسم الشارع،بفنانيه الشهير الحي ذلك عني يبعد وكم أنا، نقطة أي في معرفة احاول كأننيليقول مبكرا بريفير جاك منه خرج الذي المصنع وذلك وشعرائه، وبؤسائه

." بطين؟ " عمل لرب الرائع النهار هذا نمنح أن خسارة اليس لرفاقهبلون عيون ذوو موظفون اآلن يتمطى ففيها العليا، الطوابق نظري تلفت لمتصدر منشاة وقمصان دبس، براميل في غطسوها كأنما ملساء وشعور التبن،

. القمامة جمع عمال هم نظري لفت ما اآلخر إلى أحدهم التفت كلما طقطقةالحاويات يالحقون وهم سيرك، في مهرجين بأردية الشبيهة بأرديتهم المرحون

. والبراميل باألكياس البطيئةولكن موجودين، زالوا ما العالم في كومونة وأي الكومونة، عمال باريس، عمالوغاب بالمطارق، الشبيهة الحديدية والقبضات المكفهرة الوجوه تلك غابت

الودودة ونظراتهم الرثة بمعاطفهم األرياف من القادمون المثقفون اولئك

55

Page 56: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. اآلن ينحني عجوز إال القديم الغناء يتذكر أحد يعد لم ربما المبحوحة وأصواتهمشعره تتخلل ماضيه من رخية ونسمات العابرين، في ويحدق بار عتمة في

. كتفيه على المتهدل األبيضطيور وصرخات غرناطة سماء وزرقة الحمراء بقصر فكرت مونمارتر تلة على

. وفكرت البيازين حي هذا كل وتحت بقليل، الشمس غياب قبل تمزقها السنونوبرج لرؤية السائحون يتجمع حيث إلى بصعوبة التلة نصعد ونحن عال بصوت

إيفل: ويقفون" المتاريس ويقيمون يغضبون التلة هذه سكان كان لماذا أتعرفين

ألنهم جيل؟ إلى جيل من االمبراطورية جيش على الرصاص ويطلقون وراءهاالنهمة، باريس أعماقهم أعمق حتى تستفزهم كانت هذا المرتفع مكانهم من

. الفاخرة والعربات بالريش الملتمعات والنساء العالية القبعات ذوي باريسفالوضع هنا أما األعلى، إلى ينظرون حين أيضا يغضبون كانوا البيازين سكان

" األسفل إلى األرض، إلى نظروا ألنهم غضبوا لقد مختلف،باستيه، بال تعنيه ما أنا عرفت مثلما بالبيازين أعنيه ما فهمت كانت إن الأعرف

: سألت أنها إال " ؟" الشبه وجه وما

أقدامكم" تحت ما إلى نظرتم فأنتم التماثل، في وليس المفارقة في الشبهحي البيازين، حي في القاع، في نتعفن زلنا فما نحن أما بالثورات، لتقوموا

مونمارتر سكان مصير من خوفا التلة نتسلق أن نخشى المغمورين، الفقراء. " سياحي مرفق إلى تلتهم وحولت المدافع أبادتهم الذين

حقولهم من مطرودين كانوا إذا إال عادة المرتفعات فوق الفقراء اليقيمالمياه، وبيوتهم، مثل متواضعين ينحدرون فهم المألوفة األحوال في أما

ويذهب الصحراء، أطراف على أو المدن قيعان أو الوديان قعر في ويقيمونالمقربة بالمناظير األسفل إلى ناظرين المرتفعات ويعتلون أحيانا األثرياء إليهمأرداف برهافة الشرفات على يجلسون وهم مبتهجين التصوير، وعدسات

. واألرز الصنوبر أشجار عبق إليهم تجلب التي الرطبة النسائم وخفة نسائهمالشجاعة يجد لم الذي أنا العصور، تلك من الناجي أنا بنفسي، أفكر كنت ربما

رماة عليهم ينهال كان حين السفلية والحارات البيازين سكان صف في ليقفإلى فرانسواز تأخذنا حين سأقول بما أفكر كنت ربما بالسهام، الحمراء قصرفي وموحشا مساء الوقت ويكون الخشبية، بجدرانه المتصدع الريفي لوك بيت

وتزدحم واألضواء، بالمطر باريس شوارع تلتمع بينما العالم، من الزاوية هذهعلى حتى سكانه يجرؤ وال البيازين، حي في شحيحة أضواء وتشع بالمارة،

. األعلى إلى النظر

* * *

56

Page 57: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

كلمة بكل مأخوذا الصامتة تمتمته إيف ويواصل حديثها، آن السيدة تواصل . الساكن الهواء في تهبط ريشة مثل خفيفة أو متناثرة تتساقط،

. ال القصص سرد في رغبة بي كانت منتظرة مفاجأة بال ساعة من أكثر وتمضي . الصغيرة األخت سأترك وفكرت؛ الهائجة البشرية األمواج بين اإلندساس في

. قصة السبعة، اإلخوة بحكاية شبيهة قصة البالد هذه في هنا إخوتها مع اآلن . بها؟ أحدكم سمع هل السبع البجعات

لوك وعاد التمتمة، عادة إيف السيد حتى وترك الحاضرين، عيون إلي انتبهت : حديثي فواصلت النابوليونية، تأمالته من

" كانت بجعات سبع تطير قليلة، بأميال سمائكم بعد البعيد، الشمال بالد فيحول البجعات وتحوم األب، زوجة الساحرة لعنة تصيبهم أن قبل شبان سبعةبينما الغابة، إلى عائدة وتحلق باليأس تصاب أن قبل الوقت من بعضا القصر . سماء في المحلقة الحكاية تقول األخير الثوب نسج في الصغيرة أختهم تنهمك

أعشابا تجمع أن فعليها وصبرها، صمتها على يعتمد شيء كل دائما؛ األطفالتستطيع فقط وعندئذ أحدا، تكلم أن دون من إلخوتها أثواب سبعة وتنسج كافية

. قرآننا في مريم حال كان مثلما تماما البشرية حالتهم إلى وإعادتهم إنقاذهمإنسيا . تكلم ولم صوما للرحمن نذرت حين

بالخالص تهنأ لم فهي الرغيف، صاحبة الصغيرة األخت لتلك حدث نفسه األمرتدحرج الذي الغول أخت بظهور أخبرننا ما سرعان أمهاتنا ألن الدم، ضريبة من

تستقصي. الغابة في واسعة جولة وبدأت غيابه، طال أن بعد افتقدته رأسه . الصغيرة. مع ورد أخذ وبعد اإلخوة بيت إلى محتوم بقدر وكأنما وتصل، أخباره

تقرر أمرا؛ الغولة فتسر حدث، بما تخبرها المتملقة، العجوز هذه إلى المطمئنةفي أقدامهم اإلخوة يضع أن وما بالصيادين، جديرة أحذية سبعة تهديها أن

دموعا إال التملك عجماء، ثيران إلى ويتحولون حالهم، ينقلب حتى األحذية . الصغيرة أختهم سوى سببها أحد اليفهم عيونها من تتساقط

السماء في تحلق أن مصيرها ولكن أيضا، العجماوات من نوع السبع البجعاتاألرضية الثيران أما ثوب، آخر حتى األثواب نسج األخت تكمل أن انتظار في

إلى الصامتة الصغيرة األخت تهتدي أن قبل كثيرا البالد في تتجول أن فمصيرها". ينقذها من

تلك حتى متوقعا يكن لم شيء حدث األخيرة، العبارة هذه إلى وصلت عندماالسقف ألواح على مكتومة وأصوات مطر قطرات تساقط نسمع بدأنا اللحظة،

تنهدة. عنها فندت زوجه، إلى ونظر واضح سبب بال إيف السيد ابتهج الخشبية: ساخرا. وعلق شروده من الغازي وخرج قصيرة

مغزى" أفهم لم األرض، وعلى السماء في المطر، يبللها اآلن عجماواتك أن البد "! هذا كل

قلت: . قصص" أنها إلي يخيل الغابات من نقترب حين إال التتحرك أخيلة هذه أنا، وال

والسحرة الغيالن تأثير لمقاومة واالسكندنافيات الفلسطينيات األمهات نسجتها " شئت إن تعاويذ هي األطفال، على

" هذا" على كبرنا لقد تعاويذ؟ إلى بحاجة نحن وهل" وصبر" صمت إلى نذور، إلى بحاجة نحن

57

Page 58: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. كانوا وإيف ولوك فرنسواز إلى التعليقات، تابعوا الذين بقية إلى ونظرت . تحدثنا أننا رغم فهم أنه يبدو الذي هوالوحيد إيف تفسيرا ينتظر كمن يحدقونمتذكرا برفق يده على التربيت إلى وعدت الضارعة، نظرته إلى فعاد بالعربية،

طبيعتهم إلى عادوا الذي اإلخوة مشهد السبع، البجعات قصة في األخير المشهد . إكمال لها يتسنى أن قبل ثوبه أخته عليه ألقت حين صغيرهم ماعدا البشريةظلت ذراع واحدة، ذراع باستثناء البشرية حالته إلى جسده عاد ردنه، نسج

. . اآلن حتى أفهمه لم الذي األخير اللغز هو هذا طائر جناح ؛ هيئتها على . لوك صامتا الجميع ظل يقترب الليل ومنتصف البيت إلى عودتنا طريق فيوقد حزبه أعضاء مع الحامية مناقشاته عن الحديث إلى ويعود السيارة يقودوهي األشجار أشباح يراقب والغازي والبجعات، الثيران عن شيء كل نسي

وتربت المعتم الطريق في تحدق بيننا وفرنسواز السيارة، أضواء أمام تتراجع . كلما الوراء إلى عائدة تتطاير الغابة وأشجار حالك، الليل لوك كتف على

تقدمنا. الصغير، الفناء في توقفت ثم السيارة ودارت الخشبية، البوابة تجاوزنا عندما

في المسنة وزوجه إيف السيد سنجد أننا أحسست الداخل، إلى ومضيناعلى ظلت التي بذراعه منفردا الحكاية تركته الذي الصغير وذلك انتظارنا،

. الطرقات على ثيرانها مع الراحلة الصغيرة األخت وتلك طائر، جناح شكلفي بها شعرت التي األلفة مثل منتظرة غير ألفة تخلقه ربما طاريء إحساس

. ذاك األقزام قصر

58

Page 59: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الزينات أم آبار

خاضها التي المضحكة الحرب عن بشيء أتمتم وأنا دهشتها سونيا تخف لم: الغابات هذه في الحمقى

بكل" الفظاعة تنكشف أن فبعد الحقيقة، أردنا إذا مضحكة، الحروب كلسوى التظل واألشواك، األعشاب بين علقت التي العظام وتبلى صورها،

الريح " خفقات اليابسة األوراق بين: جافة أغصانا ساحقة التقدم وتواصل نظارتها تتناول وهي فعلقت

أصوات" النافذة، وراء أقف وأنا أحيانا، أسمع إنني أيضا، الحسرات تبقى" فقدنا التي األماكن

. ساعات في تشارك لم الريفي البيت إلى وصولها من قليلة أيام بعد هذا حدثالضيقة، الغابة طرقات في أحيانا وحيدة تنطلق أن وفضلت الطويلة، السجال

أو شجرة بأوراق واآلخر الحين بين والعودة تلك، أو األجمة هذه واستكشاف . األيام تلك في ينمو كان مما أنها زاعمة غريبة زهرة

أنت" عدت مثلما تماما المكان، هذا إلى فيها أعود التي األولى المرة هي هذه " . رويت؟ لو اآلن يسمعني من حكايتي عن مثلك أفتش كأنني الزينات، أم إلى

يتمتم" إيف السيد مثل شخص دائما هنالك سيكون الفراغ، سمعك لو حتىعليه ستتعرفين فيها، تقال التي اللغة كانت مهما يسمعها التي الكلمات صامتا

" المظالت وتحت والمقاهي المطاعم في الثرثارين هؤالء كل غير هو قريبا،: بالطبع مصدقة غير نظارتها، وأعادت رأسها، هزت

كمن" العواصم بين أوالدها وزعت التي المسنة زوجه أم ؟ ذاك المعتوه نصفحد إلى خرافي أنك كم يحدثني هذا األقزام لبيت وصفك اللعب؟ أوراق يوزع

." وكماله بتمامه شرقي بالغ، . يعد لم خالله طريقنا نواصل لنا منفذا تستطلع كأنها بنظرها جالت وتوقفت،

. بدهور ذلك قبل أو اللعينة، الحرب تلك زمن منذ ربما واضحا، أمامنا الطريق

59

Page 60: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

وتسلقتها الطريق، وسدت الوبرية أغصانها تحطمت أشجارهنا، جذوع تساقطتمهملة صيادين شبكة مثل عنكبوتية األوراق، لزجة عتمة نباتات على تقبض

. منخورة وجذوع . المرة آخر سياق في وإن شرقي، كلمة فيها أسمع التي الثانية المرة هي هذهحديقة إلى ثالثتنا وخرجنا التسجيل جهاز فرانسواز أغلقت حين جاءت األولى

الصحف اكوام يتصفح خيزران من مقعد على لوك كان حيث المهملة األعشابمقاطعة بفكرة خرج أن فبعد االوربي، البرلمان غادر أن منذ التفارقه التي

حزبه زعيم أخرجه الغربية، الضفة في الصهيونية المستعمرات منتجات . المفضلين قائمة من الليبرالي

في أو صحيفة مكاتب في دار حديثا تستكمل كأنها فرانسواز، قالت آنذاكفي الوجود إلى العابرة إشارتي على ردا وليس النساء، فيه تكثر أثري مقهى

الماضي هي موسيقية آالت ثالث على العزف عن أتحدث وأنا الشرقي نظر : مسرات شجرة إلى الوجود فيتحول والمستقبل والحاضر

" نساء" أربع يتزوج إنه واحدة، بامرأة اإلكتفاء اليستطيع مازال الشرقي ولكن. والمداعبة الخبث بين جمعت لمعة إلى تنظر وهي النائمتين عينيها في وومضت

: . جاد غير الخفة وشاركتهما بالعدوى الغازي وأصيبإيمانها" ماملكت أو تستطيع، ما قدر األزواج من تمتلك هنا المرأة أن ويقال

" فقهائنا تعبير حسب. دائما نساء بأربع قصره أو خبائه في يحتفظ خرافات، صانع أو خرافي، الشرقي

بتهوفن يعنيه من أمامه وجد وإن حتى الغربي، الذهن إلى يتبادر ما كل هو أهذاباريس، متاريس من المنبعث والدخان صممه، في حتى اإلصغاء على الحريص

العجوزالشهواني الفالمش فنان لوحات في الداخل من الملتمع والنوراألحمق للملك المعتم البرونز من تمثاال يقيم من هو الخرافي أن أم رمبرانت؟رمحه، على رايته رافعا بروكسل في البرلمان ساحة شمس تحت جودفروا

بالغزوات مفكرا للقدس، ملك أول المخضرة، النحاسية قاعدته على ويكتبالمقبلة؟

المعتمة،" الباردة النهارات وتلك الغابات هذه واقعية من أقلل أن الأريد سونيا،كل أمام نرفع أن البد ولكن ألماني، جندي لحذاء أثرا خطوة كل مع ألمح وأكاد

ناظرا أثينا جبل سفح عند الميدوزا رأس قطع الذي برسيوس صاحبنا مرآة هذا . مثلما الماضي، عن كالمنا البرونزي درعه صفحة في المرعبة صورتها إلى

. مواربة إليه ننظر لم إن ميدوزا، نظرة الحجر، شرك في يقع قد كالفينو، حدثناالدرع في تتجلى كما صورته عبر أراه انا مباشرة، الماضي الأواجه أنا

. على والعزف السخرية على قادرا كنت الندى أطفال كتبت هكذا المصقول،ليال العالم معنا فيبكي العويل، في الننخرط حتى معا واحد وقت في آالت عدة

" التالي اليوم نهار في شؤونه إلى ينصرف ثموهمست : الطريق، استطالع تواصل وهي بحذائها غصنا سونيا حركت

في" كأنما السائلة الشفافة الصور من أريد العكس، معي يحدث أتذكر، حينتماثيل إلى وتحولت تحجرت لو حتى العزاء فيها سيكون تتصلب، أن هائل قدح

استنقاذ في الرغبة هذه ورثنا كلنا بلى، ؟ اليونانية التماثيل تعجبك أال رخامية،صورة على القبض الأستطيع أنني تعني الشفافية تجرحني، الشفافية الماضي،

60

Page 61: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

أو أنا صورتي على وال التنوب، أشجار تظلله الذي البيت ذلك وال الغائمة، أخيصورتك "

تعلن متباعدة كنائس أجراس دقات إلينا تتناهى بدأت األخيرة، العبارة هذه عند . . وقبل الغابة سكون في وترن المكان، من تجيء كانت وقت إلى عودة أو وقتا

: تستدير وهي فجأة سونيا أعلنت بكلمة، أنطق أن . السجال" من مللت أنك يظنون قد اآلن بنا يفكرون أنهم البد نرجع، هيا

في يحدث كان كما بغداد، إلى بها والعودة فرنجية اختطاف وقررت والنقاش، " العربية الليالي

* * *

محانيه شارع في بقالة من مشتريات بسلة شريل يوسف الصحفي عاد أن بعدالقدس، جنوبي الصغيرين وأخيه وأخته أمه مع له أعطوه الذي العربي بيت إلى . عروض شاهدت كانت إن وسألها قهوة، شربا الوقت من بعضا أمه مع جلس

. ثم رأتها أنها فقالت التلفاز، في العرس، رقصة وبخاصة اليمنية، الرقص فرقة: صمتها من تخرج أن قبل للحظات هادئة وظلت صمتت،

" األكذوبة؟" هذه ستستمر متى إلى لي، قلتعنين؟" " ماذا

. الصائغ صبي وصول فمنذ نوع أي من أكذوبة وجود من تماما الذهن خالي كانرأس مخيم في وإخوته أمه مع زجوه أن منذ أي فلسطين، إلى هذا اليمني

العسكري الزي ارتدائه وحتى الغامض، الموت أو االختطاف من ونجاتهم العين،ما بأسرع البلد أبناء من ليصبح الزمن يسابق كان المستعمرات، إلى وذهابه

. اهتماما اليمنيين أطفال اختفاء عن المخيم سكان تداوله ما يعر ولم يمكن،لهجته، غير اليمنية، لكنته عن بعيدا طريقه في تعثر جدائله، ضفر شعره، أطلق

: . عينيه تفتح أمه وهاهي والعين الحاء بحرفي والهاء الخاء استبدل " عمتك؟" قصة تعرف أال

. عشرة مسافة عنهما تبعد كانت تعنيها التي العمة الهواء في السؤال وتعلق . : يعرف كان التطريز القديمة صنعتها على منكبة المجاورة الغرفة في أمتار

. ولم بالضبط لها ماحدث يعرف لم انه إال المعتمة، حياتها عن أشياء، بضعة عنهافيه تقبع الذي السجن بقصة وتحدثه باكية، فيه تنفجر يوم سيأتي أن بباله يخطر

المظلمة الزوايا في يغوص أن ويقرر راوية، إلى فتحوله سنة، خمسين منذ . آخرين مقتلعين محل ليحلوا أرضهم من المقتلعين اليمنيين لحياة

61

Page 62: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

وجبة يتناول جلعادي نعيم اليهودي العراقي كان تقريبا، ذاته الوقت هذا فيعن بعيدا النيويوركي بيته في له أصدقاء مع راشيل زوجه أعدتها عربية غداء

: مزهوا ويتباهى األميال، بآالف وفلسطين العراقية الحلة مدينة ." العربية" ثقافتنا من جزء هذا

" بين وذيله العجوز والده تنبأ كما أبدا النخيل بين غادرها التي الحلة إلى يعد لمالجليل" في الزراعي الكيبوتز إلى وأخذوه فلسطين، إلى هاجر حين ساقيه

. ولكن النخيل بين المياه سواقي غيرحفر شيئا واليجيد مزارع ابن ألنه األعلى: حق على كان أبيه

مرات" هناك إلى بالرحلة يقوم ظل قلبي ولكن جسديا، أرجع لم أنني صحيحومرات"

: األصدقاء أحد سألهعربيا" تكون كيف اخترعتها، أنك لقلت جيدا أعرفك لم ولو عجيبة، قصتك

" معا؟ واحد وقت في وإسرائيليا . ساخر فيلسوف سمة اتخذ ثم للحظات، الطاولة على بيده ربت جلعادي ضحك

: ممتليء بوجه ولكناسرائيليا" تكون أن أما تتذكر، أن واحد، شيء إلى تحتاج عربيا تكون لكي

بالكذب تبدأ ثم تقتنع، أن إلى نفسك على تكذب األكذوبة، في تنغمر أن فعليكألن تفكيرك عن وتبعدها الصهيونية الجرائم ترى أن أعني تلقاه، من كل على . من تضحية هذه تقول أن عليك الضحية، أنت تكون حين وحتى غيرك ضحاياها

.. . الكرمل في الفلسطينيين نقتل أن علينا ولذا ألمانيا في قتلونا آه الرب أجلأ آبار في الجراثيم . موننثر الصهيوني الضبع هذا الكائنات من نوع أي الزينات

المنصات فوق من يصرخ وهو الضبع هذا استوردنا لماذا أتعرف ضبعنا؟ الذيالمزارع ألن بغداد؟ في والمعابد المقاهي في علينا القنابل ويلقي األوروبية،

المهاجرين إلطعام رخيصة يهودية يد تحرثها أن يجب أصحابها منها اقتلع التيإلى يحتاج المسروقة األراضي عن الدفاع وألن وصوب، حدب كل من القادمين

. . أنا. رأسك شعر لها يقف أشياء لك سأروي كلها الحكاية هي هذه مجندينمحراث قبضة مثل تراها التي اليد وهذه اليوم، بعد يقف ولن تساقط شعري

." الجرائم هذه قصة يوم ذات ستكتبأو هنا منعطف وفي حكايتي، إلى وعفوية بتلقائية طريقها تتخذ قصص هذه

القهوة، تشرب وهي اليمنية العجوز وتراقب الظل في تقف أمي سأجد هناك " متى إلى الصحفي ابنها فتهز الكيل، طفح وكأنما جانبا، فنجانها تضع ثم . ." تنقل ولم أحد، على تكذب لم فهي وتتنهد أمي وتبتسم األكذوبة هذه ستستمروهي الزينات أم ومشهد الصيافير، بين المشتتين الفالحين نداءات سوى إلينا

األحمر، الرصاص من وابل يخترقها فوقنا السوداء السماء ومشهد تحترق، . جنين في اللوز أشجار تحت والكبرياء الحسرة وساعات

الصورالشمسية عشرات أقلب منحنيا صغيرا، سأجدني آخر، منعطف فيمن زاوية في مهملة كتب بين ألهو وأنا عليها عثرت الرؤوس حليقي لشبانفيها أعطوا التي المدرسة القديمة، البصرة في اليهودية المدرسة تلك زوايا

. الوراء إلى يلتفتوا دون من وغادروا واحدة، خشبية غرفة وأبنائه الجيء لكلالجامدة نظراتهم أصابتني الذين الشبان هؤالء أحد كان جلعادي نعيم أن البد

62

Page 63: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. معاملة في شديدا كان رجل لي وقال والحيرة بالخوف الحليقة ورؤوسهموألقيها الحروف الغريبة الكتب أتناول علي عثر حين الصالة من ويكثر الصغار

: مباالة بال " حرام" بها، التعبث

قلت: " يهودية" كتب ولكنها

: وكرر وآخر، يدي من كتابا فانتزع " . الله" اسم ففيها بالعبرية، مكتوبة كانت لو حتى حرام

* * *

قبضته إلى ويشير لضيوفه يروي جلعادي نعيم فيه كان الذي الوقت هذا فيغزة شاطيء على صغيرة عسكرية سيارة انطلقت محراث، بقبضة الشبيهة

دعاهما الذي والضابط وصديقتها، برسيفال يونيت الصهيونية المجندة تحملومازال شفاههم، على أمهاتهم حليب زال ما الذين الجنود من وعدد لزيارته،

. الواسع الضخم العسكري حذائه في يتخبط بعضهم " العالم " حكام أننا لو كما األمر بدا

تغضنت أن بعد المشهد هذا تستعيد لندني مقهى في يونيت بدأت العبارة بهذهإال جمراته خمدت موقدا طويال حركت كأنها وبدا عينيها، زوايا واحمرت جبهتها

: الرماد بين ضئيلة لمعات مناألمر" بدا الصحراء إلى انعطفنا وحين لنا، وغزة ساحلنا، الجميل الساحل هذا

" الصغيرة. سيارتنا في الكون سادة كنا رائعا. الكثبان أحد على يجلس فلسطيني عجوز متوقع، غير شيء المشهد يدخل ثم

أي عليها، اعتادت التي بالصفة إال اللحظة هذه حتى اليه تشر لم هي بالطبع . قدوم منذ فيه ونشأت عاشته الذي المشهد في العرب يكن لم عربيا كونه

من اسرائيل في هنا العيش اعتادوا أناس سوى باريس من البولندية عائلتهاهامشيا. أمرا كان ألنه هنا، هؤالء عاش وأن حدث كيف أبدا نفسها تسأل لم قبل

بالكامل: " وجودهم" إلى التنتبه أنك درجة إلى المهمشين بالغجر اإلنجليزي تفكير يشبه

: عليه تبدو مما عمقا أكثر وجهها غضون وبدت " والعاطفي" الفكري مشهدك من جزءا ليسوا هم

: مصححا قلت " الوعي" من جزءا ليسوا

نطاق" اليدخل ولكنه موجود، أنه تعرف شيء الوعي، من جزءا ليسوا بالضبط،" شيء. كل هذا وعيك

" كصور؟ " حتى يحضرون يكونوا ألم

63

Page 64: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

أنظر" كنت أحيانا العربية المناطق في أتجول كنت حين انني أذكر بلى، بلى،هؤالء معرفة في رغبة بي يثير سرا تفسير، بال لي بدا هؤالء وجود أن إال وأفكر،

. في سجلتها التي المتخيلة الصور من المتشابكة أغصانها أتجاوز ال رغبة الناس، . لم الشتاء موسم في نسكن حيث إلى المجيء اعتادوا الذين البدو صور ذهني،

إلى النظر مشابهة؛ وضعية تخيل استطيع أنني إال أفريقيا، جنوب إلى أذهبتجربه أن تخشى شيء منه، االقتراب لك مسموح غير شيء ممنوع، شيء

. تفهم أن وتود بالفضول تشعر ذلك ومع جماعتك، خارج سيأخذك ألنه وتفهمهأحد، هناك يكن لم خالية، أرضا كانت إسرائيل أن تعلمت طفلة من تتوقع ماذا

جورج،وجاء لويد السمج البريطاني قال كما الله خلقها أن منذ ومهملة خاليةإلى الصحراء وتحويل األرض في العمل وبدأوا الصهاينة، المستعمرون الرواد، . في متناثرون أناس هناك كان حرثوها ألنهم لهم ملكا صارت وهكذا حديقة،

" للرواد األرض باعوا أنهم لنا وقيل البداية، ".. عرب" هناك كان أي

والمنتديات" والصحيفة المدرسة في لنا قيلت التي القصة هي هذه نعم،" الجنود ومهاجع

تتذكر نفسها، اللحظة هذه في ربما أخرى، مجندة كانت لندن، من ما مكان فيوتكتب :

. كان" بوحشية الفلسطينية اإلنتفاضة سحقت كيف واعية أكن لم الثالثينات فيفي له المكان ما، حد إلى وشبحيا نائيا يبدو لي بالنسبة العرب السكان وجود

البلدان. في البيض أطفال أتخيل شبيها؛ أمرا أتخيل أن اآلن واستطيع وعينايلحظون وال يكبرون وهم أخرى، افريقية وبلدان الهند في األخرى، المستعمرة

نوافذ من يلمحونهم غرباء أو يدويين عماال أو خدما إال األصليين، السكان وجود" نوافذها. من الغرباء نلمح وكنا وحافالتنا، العسكرية عرباتنا لنا كانت عرباتهم

. الخريطة عن بنفنستي ميرون تحدث وقبلها براون حنة األلمانية هي هذه كانتتغيرت الذي المشهد يتملى وهو الغرباء اليهود أذهان في فلسطين عن البيضاء،شعره ولمة بصلعته االولى اللحظة منذ غوريون بن يجلس وأسماؤه؛ تضاريسهفريقا ويستدعى نفسه، الشيطان قرني مثل جمجمته جانبي على منتصبة

إلى ويرسله ياقاته، يتسلق أوروبا جيتوات وعطن قبعاته البحريبلل رذاذ مازال . وتاللها وآبارها ووديانها حجارتها أسماء ليمحو النقب صحراء

. الرماد تقلب وهي ويديها يونيت عيني حركات الصور بهذه أقاطع لم " بفلسطيني؟" التقيت هل السيرك، هذا عليها ركبوا أرض في هناك وأنت ، .. .. هذه" الستة، األيام حرب بعد إال الفلسطينيين بوجود أعرف لم أبدا ال

. ليسوا ولكنهم اسرائيل، عرب هناك كان ذلك قبل أحد بها يتلفظ لم الكلمة . بعد. األولى الصدمة وجاءت تساؤل بال سجلته النوع هذا من إدراك اسرائيليين

هناك. كان غان، رامات إلى أبيب تل من المعتاد طريقي في الحربفطر نباتات للعمل، يلتقطهم من الطريق جانبي على ينتظرون فلسطينيون . هؤالء بمصائر أفكر بهم، أمر كنت أنني وأتذكر ممطرة ليلة بعد تظهر مبللةأمنحها أن دون من صور بمجرد أفكر بحياتنا، اختلطت وكيف بحياتهم، الناس،

. طيلة علي يلح كان شيئا أن أدرك الوراء إلى أعود حين اآلن كافيا اهتماماخيار، لدينا ليس لهجوم، نتعرض إننا البقاء، أجل من حرب في إننا الوقت؛

64

Page 65: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. . مختلفة بطريقة يفكر من للنظر أخرى طريقة هناك أن أعرف لم آخر الخيار . أعرف، أن أريد أكن لم باختصار وكفى اليعرف، أنه أو جاهل أنه إما يعتبر كانالحدود أقصى إلى يساريا كان الجيش في لي صديق مع تشاجرت ما وكثيرا

من فجأة تنبت فطر نباتات ليسوا البشر أن على يلح كان حادة؛ شجاراتالمكان"

تتحرك، أشياء إلى ناظرا ذهنها، في الحاضر صورة استجالء مستعجال قلتيهبطون األرضية، القطارات محطات إلى يهرعون لندنيون تتوالى؛ ومشاهد

المقاعد، على يتوزعون األرض، تحت تغوص حديدية األمتارساللم مئاتأنهم اليعنيهم أو الثعالب، جراء أو القطط فصيلة من جيرانهم كان إن اليعنيهم: األنفاق ظلمات في المتراكضة الخلندات من نوعا يكونون قد أنفسهم هم

".. السيرك" هذا خارج اآلن أنت وها . جليدي" نهر مثل الطريق في ما تزيح التي هي التجربة أعرف أن أريد أكن لم

" يصادفه ما كل ويجرف ينحدر" الماضي؟" حتى

. حسابنا،" لتصفية نحكي أننا أعتقد الحكايات؟ نحكي لماذا وإال الماضي حتى . خشيت التي التجربة دخلت وقد التجارب، مثل السلوك اليغير مجددا لننبعث

نجوب ونحن العسكرية السيارة تلك في وأنا بوجودها أفكر لم أو دخولهاالصحراء"

الكتابة : حنة وتواصلتبعا" وحيفا والقدس أبيب تل بين كثيرا تنقلنا أن بعد أخيرا حيفا في أقمنا حين

الفلسطينون أصبح للبريطانيين، الهواتف شبكة مهندس والدي، عمل ألماكن . عالقة بناتهم كبرى وبين بيني ونشأت لنا، جيرانا كانوا لي بالنسبة واقعيين

الكلمات قلة رغم بود أعامل كنت ودائما بيتهم، على كثيرا وترددت صداقة،. . حيفا من القريبة الطيرة قرية من قادمين كانوا تبادلها نستطيع كنا التي

عليه سأحصل تعليمي منصب أول أن هي نسيانها الأستطيع التي المفارقةعلى أصر من وذبحوا سكانها اقتلعوا أن بعد ذاتها القرية هذه في كان الحقا،

. أدهشني وتركيا بلغاريا من بمهاجرين النفايات تلقى كما فيها وألقوا البقاء، . القادمين اليهود غالبية لدى الشائع كان الفالحون هجرها التي المدرسة جمال

"! قليلة استثناءات مع جهلة أميون العربية القرى سكان أن السفن ظهور على . بفكرها التعود كأنها تتغير مالمحها وبدأت أصابعها تحريك عن يونيت توقفتكائنات تتبين عينيها، تضيق جسديا؛ إليها تنتقل بل فقط، الصحراء تلك إلى

تباعد تهب، رياحا تواجه رأسها، تحني شفتيها، تزم األفق، عند تتحرك ضئيلة: تهمس الرمادية، شعرها خصالت بين

فهتف" الرملية، الكثبان أحد على وشاهدناه العجوز، العربي هذا هناك، كان " .. به، " وأمسكوا الكثيب، نحو وتسابقوا ، نصطاده دعونا نصطاده دعونا الجنود

أرضية على بالكيس ألقوا ثم وربطوه، الخيش من كيس في وحشروه به، وجاؤامن. بقدمي، وتمسك الكيس في فتحة من تمتد العجوز يد وشاهدت السيارة

. مرة ألول أسمعها بعربية مايقول أفهم لم أنني إال يستعطفني، كان أنه الواضح . يعيدون كانوا انهم التنس تاما تبلدا متبلدة أجلس وأنا يستعطفني، كانواألشجع باألخالق، تمسكا الجيوش أكثر جيشنا أن ونهارا ليال علينا ويكررون

65

Page 66: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

قذرون، مخيفون، جبناء، فهم العرب، عن ونوادر قصص هناك وكانت واألصدق، . متحجرة. وكنت بصمت، ينشج العجوز كان مداركنا محتوى هو هذا أغبياء

. . وصلنا. أننا ذلك بعد أذكر فحسب راضية أكن لم أفعل ماذا أعرف لم بالمطلقووجهه مربوطا السلم تحت وشاهدته العشاء، إلى ذهبنا ثم الجنود، مهاجع إلى

. اليتجاوز جنديا وجدت خرجت، حين متأخر، وقت في ذلك بعد الجدار إلى " . بعنف يضربه كان مني مرأى على بالضرب عليه ينهال عمره من العشرين

وجهها وأدارت عينيها، بين تتأرجح شعرها من خصلة تركت يدها، يونيت وأنزلتالجهة إلى الشارع بعبور يهمان واحدة مظلة تحت عابرين فشاهدت جانبا،

: بهما نظرتها تعلقت المقابلة، . أفهم،" أال ممكنا يعد لم ذلك بعد لي بالنسبة المطاف نهاية هي هذه وكانت . أحتمل. أعد لم تجنيدي، مدة انتهاء قبل هربت البداية هي هذه كانت المجال

األمر" الضوء، مع يتكيف قد بعضها ولكن يقال، كما النهار ضوء يعميها الخلندات

أو القهوة يتناول أنه نظرك يلفت وقد مطمئنا، آمنا اللندنية الحدائق في ويتجولواقفا مياهها تجمدت بركة في أسماكا يتأمل أو الرصيف، على جالسا يضحك

. مرفوعة معطفه وياقة : وأومأت الرفيعتين شفتيها يونيت وزمت

حدا" وضعت فقد أنا أما الكذب، لهم ماشاء ليكذبوا األمر، يهمني يعد لمألكذوبتي".

ذكرياتها : مقال على األخيرة لمستها حنة وتضعالعام" جمح 1956في مهما لها التفسير بحرب مبتهجا اإلسرائيليين معظم كان ،

. البهجة هذه انتقاد أن وزوجي أنا ووجدت صريحا، عدوانا كانت الخيال بك . مبكرا بابنا طرق صباح وذات األلمانية األيام إلى ويعيدنا يعزلنا، بدأ الحمقاء

بخوف، وهمس مدراس، جامعة خريج الهندي، بريدنا ساعي عادته غير علىقاع في رمل حبة آخر سقطت وهنا ويراقبها، البريدية رسائلنا يفتح من هناك

." الهجرة سوى أمامنا يعد لم الرملية، ساعتنا

* * *

المكتظة الصالة في زاوية افترشوا أن بعد ضيوفه مع الحديث إلى يعود جلعادي: المعتادة الشاي حفلة وبدأوا بالمقاعد،

في" اليهود العراقيين أصدقائي من الكثير قتل حين عاما عشر اثني عمري كانالعام في بغداد أن. 1941فرهود آنذاك أعرفه لم ما ولكن واضطربت، غضبت

. بل آنذاك العراقية الحكومة مع بالتعاون الفرهود أثاروا الذي هم البريطانيين

66

Page 67: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

بعضهم جاءه أرمني ممرض لي روى ما حسب الرصاص إطالق في وشاركواعالمات ورؤية تخديرهم بعد إال هويتهم يكتشف ولم المستشفى، إلى جرحى . النيباليين جنودهم أطلقوا ذلك قبل أجسادهم على موشومة العسكرية كتائبهم

في التجاري العشار سوق ،على الكركة والذيول، العمودية العمائم ذويوضربوا ونهبوا والعربات المتاجر واجهات وحطموا الشغب فأثاروا البصرة،

لندن. إلى الهند من ممدود سفود على العراق فيها شدوا أياما كانت المارةالذي ومن يشوي الذي من تفهم أن وعليك ومالطا، وقبرص بفلسطين مرورا

" اللعنة.. يأكلالشاي أكواب تنظم النافذة تحت الموقد أمام ركبيتها على تركع راشيل زوجته

. وتبدأ الجمر، فوق من اإلبريق فتتناول إليها، يشير نحاسية صينية على الصغيرةمتمهلة . الشاي بصب

: لينون جون مظهر له واللحية الشعر مسترسل شابا وكان الضيوف، احد سألوكولونيالت" الذهبي المعبد وسيخ نيبال كركة وجود مع بالطبع، آنذاك تفهم لم

. متى واحدة طبخة في العثماني الجيش من والهاربين وبيفن وتشرشل بلفور " تفهم؟ بدأت

يتيسر" حتى غيرته الذي عائلتي اسم من رحلتي، بطول طويلة حكاية هذهاستخدمتها التي البربرية الطرق أكتشف بدأت أن إلى وظيفة، على حصولي

من ممكن عدد أكبر على للقضاء إسرائيل المسماة الوحوش بقالة" " خلصجي. من باإلنجليزية، اسمي حروف أوهمتهم البداية، في الفلسطينيين

" اكتشفوا " ثم للمقابالت، فاستدعوني أشكنازي، أي بولندي، أنني ، كالسكي إلى : فسألوا اليشرفه، أو إسمي، اليناسب وجهي أن

" اليديش؟" أو البولونية تتكلم هلال".. "

" البولندي؟" اإلسم على حصلت كيف: أكبر بولنديا جدا اخترعت ثم ترددت، هنا

" الفولغا" خزر أحفاد من أنه لي وقيل بولنديا، كان األكبر جدي: ثم الريبة، نظرات وتبادلوا أتحايل، أنني شكوا أو النسب، هذا ينفع لم

" .. مابعد" في بك سنتصل طيب . يعد ولم جلعادي، إلى اسمه غير وأخيرا سنوات بعد الما هذه وامتدت

خلصجي: . صعب" اصدقائي أحد والد أن أذكر الخبز على للحصول منفذا لي أجد حتىبجلطة فأصيب الموعودة، األرض في حراثة أداة مجرد إلى التحول عليه

أبواب على يتسول أن ورفض فبها ولد التي قبرص إلى وآخرذهب دماغية،اليماني. تعرفون هل القادمين، كل جنسيات صادروا برابرة، كانوا األشكنازوإخواته أمه مع أبقوه أنهم األولى أيامه يتذكر وهو لي قال ؟ شريل يوسفعلمهم، دون من إسرائيليين إلى وحولوهم العين، رأس مخيم في عنهم رغما

أو النادرة بسمرتهم إعجابا ربما موافقتهم، طلب أو باستشارتهم حتى والالحبشية بلقيس أحفاد من أنهم سرا يقال كان كما بوصفهم بهم ليتبركوا

عجوز. على عينيه يوسف وفتح األصلية، جنسياتهم فقدوا وهكذا المقدسةمن كل سائال المخيم أرجاء في يتجول بالية وقبعة طويل أسود بمعطف روماني

67

Page 68: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

إمرأة ليال يشاهد كان أخرى أيام وفي أنا؟ من فضلك من لي قل يصادفه، " النائية األرض هذه إلى بها جاء الذي االله وتشتم عارية تجري بلغارية

: الشاب قاطعهصهيوني" إلى األوصاف كامل صهيوني من األول، تحولك هو هذا كان إذن

. " سروال بنصفالنصف ذو ورفع الموقد، أمام زاويتها من راشيل وابتسمت الضيوف، ضحك

: يده سروالحتى" النهار ينقضي أن وما الدولة، من مستعارأ كان السروال نصف حتى

. حال في غيره اليترك الفلسطيني، يسرق من عاريا الليل في فأتجول تسترده،الجرثومية. الحرب شن من أول هي هذه الوحوش بقالة أن تعرفون هل سبيله

يصدقهم لم ولكن الفلسطينيون، وعرفه ماعرفته، هذا األوسط؟ الشرق فيالعام. في بالتهديد، 1948أحد سكانها من العربية القرى تفرغ عصاباتنا كانت ،

. لغيرهم عبرة ليكونوا العزل من المئات بل العشرات بقتل ينفع، لم إذا ثمنثروا قراهم، إلى يعودوا لن العرب أن إلى العصابات رجال يطمئن وحتى

. في مشاركين من اليقين علم وأعلم اآلبار مياه في والزحار التيفوس جراثيمجراثيم وضعت الهاغاناه عصابة أن بالضباع، إال التليق التي الحرب هذه

. سكانها بين المرض فانتشر بالمياه، عكا يمد الذي العين رأس نبع في التيفوسبل الخرافية أبواقهم الكهنة ينفخ لم عكا، على االستيالء طريقة هي هذه كانت . إلى فنقلوها باهرا، نجاحا الجهنمية الحرب هذه ونجحت المياه في السم نثروا

. وكانت غزة، إلى عربية بثياب نفسها العصابة من فصيال أرسلوا آخر ميدانخزانات في التيفوس علب يفرغون وهم أفراده فاعتقلت مصرية، قوات هناك

المياه"

* * *

الذكرى هي بحياتهم، نجوا الذي اولئك وراءهم، العرب خلفها التي الرائحة تلك . مجرد ليس المقدسي البيت شريل يوسف وحواس ذهن من التزول التيبالقبر. الوحيدة، بالتينة حواسه، يخاطب البيت بدأ األولى اللحظة منذ جدران

. فنائه في القديمة بالبئر الغامض،أن وما إلي، وانتقلت أمي ذاكرة في عاشت التي تلك أيضا، آبارنا لنا كانت

لسان على رنينها تذكرت حتى فلسطينية، موسوعة في محرفة تكتب وجدتهاحواسي في وتردد الرنين، ذلك أحببت وشمهورش، والناطف الهرامس أمي،

في وبساتيننا وآبارنا أسماؤنا فيها ستتردد التي بالطريقة ليس ولكن كلها،سواء حد على وعيه أو الوعيه ساللم على يعود وهو وإخوته وأمه يوسف حواس

. األولى اللحظة منذ غرابتها أظهرت أرض نحو هابطا

68

Page 69: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الفلسطيني، البيت هذا في لتحل اليمن من المقتلعة العائلة دخلت حينمغطاة النوم غرف أرضية بياضها، يتساقط متآكلة الردهة جدران أن الحظت

. تزال ما المدخل عند األرض على ملقاة النوافذ قضبان ملونة، بفسفساءثقب األمامي الباب خشب وفي الطريق، تسد تكاد والجص الرمل أكوام

. وبخاصة. مهدد، حضور هذا كل فيه لإلقامة وقتا البيت أصحاب يجد لم رصاصةالصالة في جلسوا أو النوم غرف إلى لجأوا سواء المخيلة، يغادر لم القبرالذي . أصحاب أن يقول هذا كل بالتطريز والعمة األم انشغلت أو القهوة، يشربون

ويشق هائال ينتصب الذي النصب هذا في هذا، كل في فهم يغادروا، لم البيتالروح.

. األخيرة روايته صدور بمناسبة حاوره صحفي فضول بتأثير العودة هذه جاءتعما متسائال تداعياته تيار أوقف الصحفي أن الحظت الهبوط يواصل أن وقبل

العقلية مخلفات من يراوده الذي العقالني غير الهاجس هذا يكن لم إذا: متأمال ويبتسم رأسه سيهز يوسف أن فأيقنت الخرافية، الشرقية

ذاتي " مع أكون ال أنني شيء في الخرافة من هل ولكن تشاء، ما تقول أن لكعنب؟ كرمة أوراق تظللها شرفة على الخليل من عربي مع أجلس حين إال

إلى أعود أنني عميقا شعورا أشعر الناقصة، حياتي دائرة أكمل أنني أشعر هناك " السليم عقلي

: ثم للحظات، صمتبعرسها" حلمت أي باليمام، حلمت فتاة عن سأتحدث هذا، كل عن ساتحدث

" الخرافي. التفكير من نوعا وليست شعبية يمنية أغنية هذه المستحيلمتى ".. إلى القهوة يتناوالن وهما فيه تحدق وهي وقالت عينيه، أمه فتحت حين

" بقع اليغير األثيوبي، النمر مثل اليمني، أن قصدت ربما األكذوبة؟ هذه ستستمراتجاه في العبارة هذه أخذ يوسف أن إال األلوان، بكل اصطبغ لو حتى جلده

التي النغمات تتغير لم العربي، بيت فيها دخلوا التي االولى الوهلة منذ مختلف؛التستطيع تراب، إلى وحولته هدمته لو فحتى الموسيقي، يتغيرالسلم لم يبثها،

عن بحثا إال هنا اليأتي لنسيم وتتعرض لك، ليست أرض على تقيم انك تنسى أن . تلتمع إنها عليك، تتعرف أنها اليبدو تظهر، حين النجوم، حتى البيت أصحاب

. ألف وال حكاية، التشفيه قد الروح في الشق هذا إذن؟ أنت من تراك ال ولكنهاكما األبد إلى اليه الرجوع وعدم فرصة، أول عند البيت مغادرة حتى وال حكاية،

. سنوات منذ فعلمنذ مكتهلة وعاشت اكتهلت طفلة إلى تحولها وجهها وغضون تنشج العمة كانت

نوح : طوفان .. .. بلغت".. أكن لم ليال أهلي بيت إلى هربت القدمين حافية النافذة من قفزت

. طرقت، الباب، وطرقت مفترس عجوز أحضان في ألقوني حين حتى الحلم " .. إلى عودي مهددا أبي وصرخ وأبي وأخواتي أمي النوافذ، من ينظرون وهم

.. ثانية،". بامرأة زوجوه المهان، شرفهم اإلهانة، يغفروا لم ولكنهم عدت زوجك" أخرى .. مرة أتزوج أن بإمكاني يعد لم علي وحجروا

أن إلى عمرها، طيلة كذلك وستظل معتمة، زاوية في كلبة مثل ربطوهاالبقاء على قادرا يعد لم أنه معها ويكتشف عروقها، جفت ذابلة يوسف يكتشفها

: األشباح تزرعها زالت ما وحديقته حية، حجارته بيت في

69

Page 70: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. جارحة" كل بي البيت هذا خاطب بعيدة مسافة من إال اليه النظر الأستطيعاألرواح، أناشيد سماع فيها ألفنا وديان من ألننا ربما االولى، اللحظة منذلشيطان أضحية الظالم في الصخور بين تترك التي العروس استغاثة وسماع

. في بالسالم ذهنه ويحظى اآلخرين يسرق أحد ال داكنة غيمة في يجيء إله أو . بعيد جرح إلى المقدسي البيت هذا تحول كيف اآلن لك سأروي العالم هذا

مسروقة، خضراوات وجبات عذبته من أول أنني عني تسجل وقد الغور،. األبد إلى وستعذبه

. . عمري من عشرة السادسة في كنت البيت دخولنا من سنة بعد شيء كل بدأ . . صفافا بيت من جاء أنيقة مالبس يرتدي كان الفناء في عربي ظهر يوم وذات

رجل عن سأل لدي، أب ال أن قلت وحين أبي، مع يتحدث أن وطلب المجاورة، . .. ألحد ملكا كان البيت هذا أن لي قال وهنا الذكور أكبر أنا أنا له، فقلت البيت،

ويزرع يحرث أن فقط يريد وأنه فيه، العيش في الحظ يسعده ولم أقربائه ." .. " . ماتريد إفعل طيب له وقلت أمي، أسأل لم البيت أمام أرض قطعةالبيت؟ صاحب كان أم لسكانه قريب مجرد كان هل ؟ الرجل هذا كان من

. هو كان ربما عائدا، شبحا كان ربما أعرف أن ساعتها أريد أكن ولم الأدري، . أعرف أن أريد أكن لم انني إال مهدد، آخر شيء أي ربما القبر، صاحب

أمام الصغيرة البقعة في هناك، خضراوات الرجل هذا زرع ثالث، أو سنتين طيلة . الخضراوات. هذه بالباقي ويحتفظ خضراواته من جزءا دائما يعطينا كان البيت

من العائد الشبح أو الحظ، السيئة العائلة هذه ملك هي والتي تناولناها، التيجرحا بي تركت ، صامتا إلينا يقدمها الذي نفسه البيت صاحب أو القبر، وراء

. محوه إلى السبيل " بعيدة مسافة من إال البيت إلى النظر الأستطيع اليوم، حتى

* * *

الندى أطفال قرأ ممن الظهيرة تلك في جلعادي بيت في الحاضرين أحد كان لو : مندهشا لهتف

الشعيبة" معسكر في الشائكة باألسالك أحيطوا الذين الالجئين بين ماشاع هذاالالجئين. مالحقة حد الكراهية وتبلغ الحقد يصل أن تصور يمكن هل العراقي

" بالسموم؟ األرض أقصى إلىيكن لم األمر أن األولى للوهلة معتقدا وكتبه ماشاع سمع الذي الوحيد ولكننيلتوه خارج شيطان ذهن عنها تفتق خططا ال الخوف، في ومبالغة إشاعة سوى

. ذيله في تشتعل والنار الجحيم من" هناك" كنت

70

Page 71: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

: الصينية طرف على الخالي كوبه جلعادي ووضع " المزيد".. يريدون كانوا أن اإلخوان اسألي كفى، ال

" " ضيوفه، إلى ويعود للحظات بالشرود يصاب أن قبل هناك كنت وكررعبارةلينون شبيه كان بينما مطرزة، مساند على آخر بعض واتكأ بعضهم، تربع وقد

: بمنديل ويمسحها الطبية نظارته يتناولعليه" استولوا عربية لقرية الجميل الكنعاني اإلسم هذا المجدل، في كنت نعم

. " مزارعين " مدينة إلى لتحويلها وخططوا ، اشكلون اسم لها واخترعوا وعليها،المسروقة، األراضي توزيع وكالة في نصحوني الكيبوتزالخانق، تركت أن بعد

. كتابة أستطيع ألنني ؟ لماذا المجدل إلى بالذهاب اليهودية، الوكالة أعنيمكتب في مجز بأجر عمال أجد أن أستطيع وهناك والعبرية، العربية وقراءة

. . التسلط وظيفتهم كانت العسكريون الحكام فهؤالء وفهمت العسكري الحاكم . البقالية على كان بقليل وصولي بعد سأعرف كما تنته لم والمهمة العرب، على

. المجدل سكان من تتخلص أن الجنسيات كل من بالوحوش تكتظ بدأت االتي . التماسات مطبوعة ورقية استمارات حزمة الكاتب وسلمني إذن، هناك كنت

. قرأت غزة إلى اسرائيل من اإلنتقال تطلب المتحدة األمم مفتش إلى موجهةووعيه، العقلية قواه بكامل أنه الفلسطيني سيقول عليه وبالتوقيع اإللتماس،

. أن الممكن من يكن لم بالطبع إكراه أو ضغط دون من الطلب هذا يقدم وأنه . وحرفيين مزارعين السنين، مئات منذ هنا كانوا وضغط إكراه دون من يغادروا

أن إلى يومهم، قوت تحصيل من ومنعهم العسكري الحاكم حرمهم ونساجين، . فيها وقع التي اللحظة هي هذه اليومية حياتهم إلى العودة في األمل فقدوافقد التراب، استفوا ولو رفضوا الذين أما المغادرة، التماس على بعضهم

. غزة في بهم وألقوا الشاحنات، إلى بالقوة سحبوهم : تحسرهم وسمعت هناك، كنت

نرجوكم،" بأيدينا، زرعناها التي البرتقال أشجار إلى ننظر ونحن تتألم قلوبنااألشجار تركنا إذا الله يسامحنا لن األقل، األشجارعلى ونسقي نذهب دعونا

عطشى" . وأعرف مزارع ابن أنا الفرصة هذه يمنحهم أن العسكري الحاكم من طلبت

. . على وصر أصر ولكنه عينيك أمام ويموت يجف نخيلك إلى تنظر أن معنىأسنانه:

" .. .. يرحلوا" أن نريدهم ال ال

71

Page 72: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الحكايات وعر

إليها وأخذتنا أمهاتنا، إليها أخذتنا التي الحكايات معه تذكر الوعر، يذكر حينيهمس الذي الشجر أصوات إلى التوق بعد ما في إليها وأخذنا الليالي، انصاص . الشبيه اليتيم الشاب ذلك مثل وغادرها الحكايات من عاد بعضنا بأسمائنا دائما

الشعيبة معسكر إلى وصولنا بعد طفولتنا من اختفى حين ذرة، بعرنوس رأسهأمريكية عائلة أن لنا قيل الذي البيانو عازف أخيه إلى وسافر بقليل، العراقي

. واآلخر الحين بين مزهوا صورته يرينا وكان تبنته،دخل غولة عليه أشفقت الذي العينين الساهم ذلك مثل يرجع ولم ذهب بعضنا

غرستها إبرة إلى فحولته ثديها، من ورضع كوزها من وشرب الوعر في مغارتهاحالة من فتخرجه األمان، ويعطوه أوالدها يؤاخيه أن قبل الكثيف شعرها في

البشرية حالته إلى وتعيده . اإلبرة رحيله ليواصل

72

Page 73: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

ويرقد أغنيتها، تغني وهي اآلن جبينة فيها تبكي أخرى أماكن الوعر في أن البدوطوقهم اإلنجليزية الطائرات فاجأتهم لنا وآباء إخوة البطم أشجار بين فيها

الذين زوجاتهم مع الخمسة الموتى فيها ويسهر الدرج، أم نبع عند جندي ألفعند الموت من هاربين فاجاؤهم حين يكنعام مستعمرو رصاص قتلى أرداهم

. خبيزة مربطأبيض الوجه، مشقق بعجوز لقائه إثر الكرمل دالية الناطورمن سلمان يروي

: زعرور شجيرة تحت الوعر هذا في اليه جلس اللحية،كروم" من شاسعة مساحة إلى شرقا الدالية من المنفلت الطريق يأخذك

أم كانت هاهنا أن تتخيل أن عليك يصعب يسارا انسربت إذا وهناك الزيتون،سوى فيها التتبين متاهة إلى األرض حولت الصنوبر فأشجار والريحانية، الزينات

" عام بعد عاما أطرافها وتتغضن الخضار يغمرها وهناك هنا ثقيلة أحجار: األربعة الوادي زوار مع جولته من عودته بعد الفحماوي سليم جاره ويكتب

الرواية" ناشر بدأ الصنوبر، أشجار متاهة بين الزينات أم حجارة إلى وصلنا حيناألول الخليقة يوم بمشهد الشبيه المشهد هذا كان إن يتساءالن والمترجم

. الخليقة بيوم اليؤمن الذي الغازي وظل بيوت أو بشر وجود على يدل أن يمكن " الظلمات ببحر غطوها ولو عنها اليتوه مثلي ولكن صامتا، القيامة يوم وال

: أصابعه بين المسبحة حبات يدير وهو يتحسر عجوزالناطور وأسمع . . خفا" سنوات عشر العمر تطيل الناطف بير من حفنة كانت نشفوه الماء حتى

" البير راح الله

* * *

من أقصر جندي عليه دخل حين بيته في العيسى يوسف البلد مختار كانالمتغضن، وبنطلونه الواسع قميصه من ضآلة وأكثر الحادة، ومرتينتها بندقيته

. الزينات أم ليسلم قائده أمام ويمثل يخرج أن منه وطلبوطرف، جنب كل المطرمن مثل علينا الرصاص فيها زخ ليلة بعد هذا حدث

منهم مجموعة وطافت البيادر، عند قيادة مقر لهم وأقاموا دخلوا، ليلتين وبعد: وتنبح تصرخ البيوت بين المعة رصاص وأحزمة كالحة بأردان

" البيادر" على ويطلع يسلم، واحد كل : صوته في أسف رنة التخفى العجوزبروية ويتذكر

الحوامل" النساء بطون ويبعجون األطفال يقتلون أنهم اليهود عن نسمع كنامن يتنقل منهم قادم أول شاهدنا حين عقل رؤوسنا في يبق ولم بالسكاكين،

. . عاشوا يكنعام، ومن حيفا من نعرفهم، كنا أعيننا نصدق لم شارع إلى شارع " . بأعيننا رأينا أن إلى نصدق لم بيوم يوما معنا

عقاله، على بيده ويربت قمبازه أطراف حوله يجمع وهو بيته من المختار خرجمن ببسطارعتيق الشبيه ورأسه يهودا الضابط ليقابل البيادر إلى الطريق وقطع

: الحوار هذا ودار زائغتان، عينان فيه تتقلب بساطيراألتراكالبلد: عن المسؤول أنا المختار، أنا المختار

؟: البلد أهل أين البسطار

73

Page 74: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

مني؟: تريد ماذا البلد، أهل أنا المختارواجمعهم: رح البيادر، على أريدهم البسطار : ينادي منهم جنود ثالثة بين المختار وسار

" البيادر" على سلموا اطلعوا، البلد، أهل ياالدرج . أم عند يقتلوه أن قبل هذا كان

: المختار البسطار وسألالناس؟" بقية أين كبيرة، البلد

" الليالي" انصاص في هربت الرصاص، زخ من خافت الناس ".. .. وإال" واحدا واحدا هاتهم

في" خليهم والملح، الخبز بحق القديمة، والمعرفة الجيرة بحق يهودا، ياخواجة " يظلوا ظلوا الذين خل بلدهم،

. المعرفة" أجل من أنت هنا أحد اليظل أن أوامر عندي أحدا، أبق أن اليمكن " تختار طريق أي في تذهب أن يمكن القديمة

بوزه . سوى منه يبصر المختار يعد ولم وعينيه، شفتيه البسطار وأغلقكثيرا، يبتعد لم ولكنه الدرج، أم نحو طريقه واتخذ العيسى، يوسف واستدار . تركوه أم النبع في دحرجوه هل الرصاص طلقات صوت سمعنا دقائق فبعد

. أحد يخبرنا ولم نعرف لم العمق؟ إلى الذاهبة الزلقة الحجرية الدرجات علىالذي الرجل العرف، اسماعيل فيه سقط الذي المكان تعرف أن يمكنك ولكن

. مسلحة ضباعا السريس بين يختبيء شاب سمع مرتين بيته اإلنجليز هدم : وتهمهم توقفه

" أين؟" إلى" عزبتي" إلى

بجوار باألرض العرف جسد ارتطام صوت سمع و الرصاصات، الشاب وسمعالسنسلة .

. عاما ثمانين العمر من البالغ الغني عبد الحاج بيت الضباع من فصيلة ودخلت " : الميتة أوالد يفعل أن يمكن ماذا سني، مثل في رجل مع نفسه يحدث كان

هؤالء؟" قال:

" تفضلوا" " هنا؟" تفعل ماذا

" .. قهوة" اشربوا تفضلوا بيتي هذاتتبادل وعيونهم القهوة، شربوا دائرة، نصف في أمامه تربعوا وتفضلوا،بنادقهم ووجهوا وقفوا، ثم المتقاطعة، بعقوده السقف إلى وتتطلع النظرات،

يرتد جعلته عاصفة فجأة، الرصاص انطلق األرض، على متربعا زال ما وهو اليه . كثيف دم سال أطرافه، تراخت مكتوم بصوت متأوها الجدار إلى وظهره بعنف

الممزق . صدره على قليال رأسه وانحنى دمايته، علىحيفا، مصفاة في يعمل شابا وجدوا وهناك يوسف، الشيخ بيت ودخلوا تركوه،

. بالسكين ذبحا قتلوه وهناك الزيتون، إلى به وخرجوا ففتشوه،

74

Page 75: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

عليه فينهال الرصاص، عليهم ويطلق النافذة من يطل الحردان السليم محمد . ويتخذون قليل، بمتاع الفرار استطاع ويفرمن الجهات كل من الرصاص

: بهم يلحقون وهناك الدالية، إلى طريقهم .. نحن" وأغراضه، اسمه يسجل العرب حي إلى الرحيل يريد من كل يال

" جنين إلى سنوصلكم . مفرق وعند القليلة أغراضهم مع عراة حفاة إليها ودفعوهم بالشاحنات، وجاؤا

. أن واحد كل أمروا وهناك حيفا طريق وأخذت الشاحنات انحرفت المنصورة . . لم عثليث سجن إلى والرجال اللجون، إلى النساء أخذوا فقط بثيابه ينزل

منهم ثالثين كل السجن، في الجميع معهم، تآمر ومن قاومهم من بين يفرقوا . . الحدود عند ورموهم أخذوهم ذلك بعد أشهر ثمانية طيلة واحدة غرفة في

* * *

منسية قرية من فلسطين إلى المهاجرين أحد إبن شموئيلوف، متي قرأ حين : هكذا حبكتها تخيل روايتي، بولتافا، من بالقرب

لتؤلف" جديد من بعض إلى بعضها ضم ثم طاولة، فوق نثرت نرد مكعباتمتعاقبة، أشكال ذات حكاية إلى الجديد أشكالها ترتيب ويؤدي جديدة، أشكاال

" أيضا مختلفة ودالالت مختلفا سردا جانبها من هذه وتخلق . حكايات يؤلف بركانية حمما يشبه كثيفا دما الحظ هذا كل وتحت

بولندية غابة أية من أجهل الذي هاآرتس، صحيفة في الكاتب بارإيل زفي وذهبقرائه، إلى خطابه فوجه مباشرة، قلقه إلى صحيفة، في مكتب على وجثم جاء

رقم المتحدة األمم قرار في الثابت العودة حق غضبهم يثير من ومن 194إلى ، ليسوا الفلسطينيين أن يظنون ومن الذكريات، ستطرد التعويضات أن يعتقدون

الغربية الضفة في والثاني اسرائيل في أحدها شعوب ثالثة بل واحدا، شعبا : وكتب الشتات، في الذاكرة يحرس والثالث

." ومرات" مرات قراءتها على تحثكم الرواية هذهحذرا أكون أن مني طلب المقالتين، هاتين لي أرسل أن وبعد الغازي، يوسف

: هذين مع تحدثت إذا" حذر" على فكن تقول، أو تكتب ما يستغلون وقد مثلي، ليسوا هؤالء

. البولندي" وذاك البولتافي هذا يقعي صخرة أية على وأعرف تماما، هذا أفهم . بالبساطة دائما سأتحدث أنفسنا نقول أن نخشى أو نحذر أن لنا ليس إطمئن،

عن الكرمل، صيافير بين الجيء آخر تنهدات عن بهما تحدثت الذين والوضوحأنظر، لك ويقول الظالل بين بيتنا حجارة إلى وهويأخذك الفحماوي صديقك

" أحجاره سوى الوادي في ليس: هاتفيا جنيف في جريفاس سان مسرح في الحاضرين بعض وسألني

" االسرائيليين؟" مع الحوار تؤيد هلالذي الصمت أن إال الحاضرين، بقية وجوه وال بالطبع، السائل وجه أتبين لم

: فقلت واسعة، قاعة في جوابي ينتظرون كثيرين أن لي أوحى السؤال بعد ساد

75

Page 76: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. هو" فمن وملتبسة غامضة فهي اإلسرائيلي، لفظة أوال نحدد أن علينابابه؟ وإيالن أمامكم الجالس الغازي هو أم وموفاز، شارون هو هل اإلسرائيلي؟

فال وموفاز شارون أما فقط، محاورتهم وليس معهم أعيش أن يمكنني هؤالء " بيتك؟ سرق لصا تحاور كيف وبينهم، بيني ينشأ أن يمكن حوارا أن أعتقد

أن وأحسست الرقيق، بصوتها الفرنسية إلى كلماتي المغربية المترجمة ونقلتغير ونقاء صفاء الجو على أضفى القاعة فضاء في بالعربية يتردد وهو صوتي

" : . ترددت هل نفسي وبين بيني وتساءلت البعيد المكان ذلك في معهودين " ذاكرتها؟ مواجهة إلى اآلخر دعت هل الوضوح؟ بهذا هناك عربية أصوات

.. .. يوم في تكن لم الحكاية ولكن نعم، بركانية بحمم وأشبه نعم، كثيفا الدم كان . والقادمين واألحياء الذاهبين ذاكرة كانت طاولة على نرد أحجار لعبة األيام من

. في كاملة ليلة طيلة أرغوله يفارقه لم الذي ذلك معزوفة كانت المستقبل منبين من وتندلع أمريكية قرية في بيانو وراء اآلن يجلس الذي وذلك أمي، ذاكرةقلبه من قريبا بعوده احتفظ الذي وذلك الزينات، أم نسائم تموجات أصابعهوذلك العراق، جنوب أعماق في الشعيبة معسكر طرقات في يتنقل وهو دائماالهمج وجه في الشباب ليقود غاضبا قصيرا جنين إلى طريقه يأخذ الذي

. الالجئين مخيم حول وجرافاتهم ودباباتهم بطائراتهم يحتشدون وهم الصهاينةفيها منهم واحد كل وسيدخل مصائرهم، عن حكايتي سيسألون هؤالء كل

. وتعرفه يعرفها أحجار كومة أو أجمة أو طريق عن مفتشا

* * *

كان كم خالي أدرك الدرج، أم سماء في اإلنجليزية الطائرات ظهرت حينللمبيت، اليتوقفوا وأن طريقهم، الجميع يواصل أن درة أبو على ألح حين مصيبا

: أنفه وراء من درة أبو فأجابه " . مكاننا".. اكتشاف األبالسة وال اإلنجليز اليستطيع الوعر هذا في هنا سنبيت ال

بيت في الزينات أم في تعشوا أن وبعد الماضية، الليلة منتصف في هذا كانبخيولهم وتحركوا حيفا، من اآلتي والشارع البلد عن البعيد الوادي في أخته،

. فوق باالنتشار يبدأ الشمس وضوء اآلن، أما طريقهم متلمسين صعوداصيدها، عن باحثة الطائرات وتئز اإلنجليز، خوذات معه وتظهر العالية، الصيافير

. الطوق هذا من النجاة كيف يعرف وحده فالشيطانذهب أن منذ يتوقف لم الذي حيفا ميناء من العنيد العتال هذا درة، أبو وابتسمعودة وال الله، على توكل بأنه مرافقيه تذكير عن القسام مع يعبد أحراش إلىويلبد ويتوزعون، ينهضون الرجال إلى ونظر والقاطرات، السفن تحميل إلى

. الطائرات وسترمي للتغطية، كافية األشجار صخرة وراء منهم واحد كل. بسهولة وسنصطادهم تحتنا فهم الجنود هؤالء أما أفضل، هذا عشوائيا، قذائفها

لم ولكنها الموسوعات، تقول كما طائرة عشرة وثالث جندي بألف االنجليز جاءكما قتالهم، عدد عادة يخفون فاإلنجليز المعركة، تلك في منهم تدحرج كم تذكرإلى بهم ويعودون أصابعهم، وترتجف تتغضن حين ضباطهم وجوه يخفون

76

Page 77: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. االرستقراطية النوادي العجائزفي الغولف العبي إلى لينضموا البعيدة جزرهمبين تناثروا الذين الفالحين عشرات عن شيئا الموسوعات تقل ولم

في شمسها سقوط من قليلة سنوات قبل االمبراطورية جنود الصخورليواجهوا. رجعة غير إلى البحر

أمامه، وضعتها التي معلوماتي أزاح المعركة، هذه عن خالي حدثني حين: المتعب صوته في الحيوية ودبت النهارالطويل، ذلك مستعيدا وابتسميستطيعوا " لم عشر، سبعة سوى منا يستشهد ولم والتطويق، الضرب هذا كل

مثل وتقافزوا فترجلوا سيارة، وال مصفحة فيه التسير وعر هذا الينا، الصعود . ربما، ألفا، كانوا تقول ولعناتهم صراخهم ونسمع ونسدد، نراهم، كنا الحراذين،

رؤوس فوق طائراتهم وزعيق النهار، طيلة ضربنا أننا أعرفه ما الأعرف،صعودا طريقنا واصلنا حتى الطائرات وابتعدت الشمس، غابت أن وما الشجر،

. من تكون قد رصاصات، كتفي والغباراخترقت األصوات دوي بين الجبل فيمن جريحا حملت ذلك ومع العظام، من يخلوا كتفي أن أحسست الطائرات،

" الشوف أم حتى ظهري على االن اسمه اليحضرني رجالنا: الحكاية أمي وتكمل

. حزم" مثل بهم وجاؤا وانصرفوا رجالكم، واحملوا إذهبوا اإلنجليز، وقال" الجمال فوق الحطب

* * *

من ثالثة مع جنين مخيم من عائدا ليال طريقه أخي تسلق ذاته، الوعر هذا في . على أحداثها وتناثرت كاملة، العودة هذه قصة أحد يرو لم الزينات أم أهالي

. في متأخرا إلينا وصل رجل حدثني مختلفة أماكن وفي مختلفين أناس شفاهاليتوقعون حيث من الرصاص وفاجأهم كمين، في وقعوا أنهم الشعيبة، معسكر

. وجه المسلحين الدالية دروز من شاب شاهد أن وما الكرمل دالية من بالقرباليه إندفع حتى خاصرته، رصاصة اخترقت أن بعد األرض على ملقى وهو أخيك

منتحبا:"! .. .. أسعد " أسعد

كان ألنه بل فقط، والملح والخبز الجيرة بحق ليس المعرفة، حق يعرفه كان. الحميم أبيه صديق علي أبو خاله وألن حيفا، قطار محطة في معه يعمل

. ربما رفاقه، وتراجع فاحتضنه الزينات، أم من المتألم بالوجه الشاب فوجيءوطرية نضرة زالت فما وجوههم، تنكشف أن خشية أو المصادفة، أمام دهشة

ينحدرون وهم أو الكرمل، شعاب في ببعض يمر وبعضهم أظلتهم التي الشمس. عرس هناك يكون حين الدالية مشارف على يسهرون وهم أو معا، حيفا إلى

. أخيك حياة لتنقذ كافية كانت خجل من بقيةإخراجها" يستطع ولم هناك، استقرت الرصاصة ولكن الخاصرة، في الجرح كانالدرزي الشاب ألن باإلحرى، وقتا يجد لم أو الدالية، إلى به جاؤا الذي الطبيب

77

Page 78: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. يوقف سريعا عالجا له يجد أن يريد كان أخيك هوية وأخفى سرا، األمر رتب " يمكن ما بأسرع العرب حي إلى يعيده ثم النزيف،

عليه أطلت ما وكثيرا يؤلمه، ظل الجرح هذا أن جنين مخيم من عجوز وحدثتني : وتغطيه ببطانية له تجيء فكانت خيمته، في واأللم البرد من يتلوى وشاهدته

" وحيدا" كان أحد، بجواره يكن لم مسكين،سائق برفقة معسكرنا إلى أخي وصل حين الوحدة بهذه شعرت صغري وفي

ساربجواري حين ثم الرجال، من جمع بين به وسار أبي واحتضنه األردن، مناألكتاف على المحمول التابوت إلى يشير وهو أشهر ببضعة ذلك بعد باكيا

." .. " : أخوك هذا أخوك هذا لي ويقولمهاجع خارج الغاربة الشمس إلى متطلعا الغروب عند دائما الوقوف أخي اعتاد . الباقية الوحيدة الذكرى هذه لالجئين مساكن إلى تحولت التي الخالية الجنودبمنامته يصعد وهو تبارحه، لم التي الوحدة تلك غور روحي في اآلن تعمق

وقد به تعود وهي ثم البصرة، مستشفى إلى به الذاهبة السيارة إلى المخططة . أن علينا ربما سبب بال ميتا غليظة، بخيوط صدره في طويال شقا خاطوا . معنى كل منه انتزع عالم في حياته أو الالجيء لموت سبب عن النتساءل

* * *

معلقة الغازي يوسف جيب في اآلن تدورعقاربها اللون فضية ساعة هناك

قلت كما لحظة، كل في لتذكره أمامه طاولة على وضعها يكون قد أو بسلسلة، : حسابه يحسب أن وعليه يتوالى، الزمن بأن له،

فأنتم" أنتم، أما لنا، كله فالزمن الزمن، احتساب إلى النحتاج البالد أصحاب نحن " فلسطين في لكم الباقية األيام لتعدوا إليه بحاجة

لوك بيت مغادرتنا من قليل وقت قبل الساعة أناوله وأنا ممازحا هذا قلتالرصاص أحزمة حامل وخالي درة وأبو والقسام يعبد بأحراش مفكرا الريفي،

: ظهره على ورفيقه . العام" في القسام قتلوا اإلنجليز مثل الدقائق، أبناء األشجار، 1935أنتم بين

. ألم باآلالف يعود القسام هاهو ولكن القدس، في مشنقة على درة أبو وعلقواوهي الصهاينة ضباع تفعله ما عبثا أليس اإلنجليز؟ فعله الذي هذا كل عبثا يكن

فالزمن هدية، خذها الساعة، إلى النحتاج نحن الفلسطيني؟ بالساحل تتشبث " نهايته وحتى دبيبه بدأ أن منذ لنا

: ضاحكا انفجر ثم قليال، الغازي فكر" أيضا" وأيامك أيامي وأعد سآخذها

الضحلة" .. الشواطيء هذه من غورا أبعد زمني زمني، على سيطرة لك ليس ال " يافا شاطيء على المهاجرون وأصحابك أنت ترتادها التي"! واألحفاد" األوالد من العدد هذا كل بعد مهاجرا، وتسميني

78

Page 79: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الوقت،" ذلك يحين وحتى الكاملة، المواطنة أمنحك أن إلى مهاجرا، ستظل . رملية، ساعة أعطيك أن األفضل من كان والدقائق الثواني في جيدا حدق

" الدقائق اسمها غيمة من ومعنى أثرا أوقع الرمل حبات سقوطشعر كتفيه، على المتهدل األبيض شعره ومسد المباالة، حركة كتفيه عن ندت

وارتسمت ممتلئا، وجها أطرافه تلمس خفيفا عمره من الستين تخطى رجلفرانسواز، نحو وجهه وأدار خفيفة، ابتسامة األصفر الكثيف التركي شاربه تحت

عالمة شفتيها وعلى مستطلعة إلي فالتفتت بالفرنسية، كلمات بضع وقال: متأنية. بانجليزية قلت استفهام

هدية" " أفضل الرملية الساعة أن له أقول كنت" لماذا؟"

من" شيء إلى سويسرية ساعة تحتاج بينما تفكير، بال يفهمها البدائي ألنوجغرافية رياضيات خارج هذا، كل خارج هؤالء والتاريخ، والجغرافية الرياضيات

" فلسطين وتاريخ. كلماتي يتابع وهو الغازي ذهن في تتضارب بدأت أنها أحسست لحظات ومرت

سيارته بين ويجيء يروح مبال غير ولوك للرحيل، نتهيأ البوابة عند نقف كنا. محدد أحد إلى موجهة غير ساخطة بعبارات مدمدما الخشبي البيت وباب

: باستياء الغازي وعلقمرونة،" إلى بحاجة نحن ياأخي التزمت، وهذا الحدة بهذه أنك أتصور أكن لم

" والمعلومات التواريخ من أكداس إلى ال الواقعية من شيء إلىأمامك" .." أنا ها

: باإلنجليزية حديثي مواصال قلت" . يتذكر".. شريد حالة أنا مستندات وال تواريخ وال كتب أكداس ال

تترك".. لم تحمله؟ الذي الدماغ هذا أيام؟ طيلة اشتغل الذي الحاسوب وهذا " به وجئت إال شيئا

هذه" أما بسيطة، قضيتي أن مثلما بسيط أنا الخاطر، عفو جاء شيء كلأن هي الواقعية حماما، وال سالما لك تجلب فلن عنها، تتحدث التي الواقعية

كلمة على وأصر والمستقبل، والحاضر الماضي الطاولة، على شيء كل نضع .. من. القادمين هؤالء دع ال بالتأكيد االسكندراني، ماضيك تخشى هل الماضيكل احتضنت العالم من المنطقة هذه شيئا، والتخش جانبا، اوروبا جيتوات

جئتني لو أنك أتعرف الهنود، إلى الشيشان إلى األرمن من العالم، بؤساءبيتي؟ " نصف ألعطيتك شريدا،

: قميصه جيب من يبرز قلم إلى وسارع الغازي، ضحك" التعهد" هذا على ووقع اكتبه، هذا، اكتب

" بيتي" إلى ترجعني حين سأكتبه،كتف على يدي أضع وأنا فقلت فرانسواز، وابتسمت جيبه، إلى القلم أعاد

الغازي :اآلن،" حتى قلنا مما أهمية أكثر ستكون ربما األخيرة، الملحوظات هذه اكتبي

أن وما معه، الغازي سيأخذها لحوار، جيدة خاتمة ستكون الفضية الساعة هذه " تماما خارجه دولته وضعته أن بعد الزمن إلى عقاربها تعيده حتى بالعمل، تبدأ

79

Page 80: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

ترافق لم ألنها ربما األخيرة، بملحوظتي اقتنعت أنها فرانسواز على يبد لم . بلهجة وتساءلت حاجبيها، وقطبت رأسها فهزت البداية منذ أشجارنا ذاكرة

: الحديث مجرى تغيير تود كأنها صحافية؟" " الكتاب عنوان يكون أن تقترح ماذا

تردد : بال قلتإننا" تقولي ألم ماضيهما، زيارة إلى يعودان اسرائيلي ومهاجر فلسطيني الجيء

الماضية؟ " حياتنا زيارة إلى سوية عدناسمعني أن وما األشجار، رؤوس إلى بعيدا وعينيه بأفكاره شاردا الغازي كان

: أسنانه بين من وتمتم إلينا التفت حتى" ! مهاجر" .. .. أنني تقول ثم العمر، هذا كل بعد الأوافق أنا ال

.. هذا" سطح على مهاجرون كلنا أننا تعرف أال مهاجرا، لست ياسيدي طيبالكوكب؟"

: سيارته مقود وراء من لوك صاح وهنا " الدول" كل ولتسقط الفالمش، دولة ولتسقط الرفاق، أيها هيا

: الحظ حتى السيارة محرك أدار أن ومافال" الفالمش مع مشكلتي أما أخرى، أحيان في ومختلفان أحيانا متفقان انتما

." لها حل

الفالسفة حجر

الفسيفسائية القديسين صور مثل أشياء معلنة، غير خفية أشياء واصف لسارةاألودية ومثل قرون، منذ الشاحبة المستطيلة بوجوههم الجدران على الملونة

كما يتالمحون الذين ونساكها الغامضة بأديرتها الصعيد أقاصي في النائية الجبلية

80

Page 81: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. هذه في نفسه عن اليعلن يتالمح، شيء كل الصخور على وتمحى الصور تتالمحدائم . قمري ضوء تحت الهادئة الباريسية األيام المتواصلة، األيام

في ماثلة تبقى تجيء، وال تجيء تحدث، وال األشياء تحدث القمري الضوء في . هو أو األبد إلى المومياءات أذهان في ممتدا يعيش الذي ذلك يشبه حلمي عالم

. الحية المومياء هي أو المومياءات، هذه من نوعا كانت سارة ذاته األبد لونأوظهرت كهف، في األنظار عن واختفت نقلت سواء التجاويف في تسكن التي

. باريسي مقهى أو مكتبة أو متحف في العيان إلىمن األطفال يولد أن لغز اللغز، مايشبه بحل وفكرت الندى، بأطفال التقت حينوعر إلى طريقها واتخذت األشجار، تظلله غائم نهار فجر الصخورفي بين ندى

أعماق في نائية أماكن إلى يتسلل الخفية، أشياءها يلمس النور بدأ الحكاية،وتراتيلها حجارة، اآلن سكانها قرية مشارف على ويتوقف الطفولي، ريفها

. طويال غابت شمس من يجيء يغمرها الذي والضوء وجميز، دوم أشجار حفيف "! قريته" إلى إنسان كل تعيد روايتك

. فلسطيني بها تمتم لغة من وبأكثر لسان من أكثر على العبارة هذه ترددتيتناولون آخرون مجهولون أناس بها وسيتمتم وبلجيكي، وفرنسي وجزائرييسمعون أو حاسوب، شاشة على يتصفحونها أو مكتبة رف على من الرواية

. نفسها وبين بينها العبارة هذه كررت أيضا سارة مسرح قاعة في منها طرفا . تقودها ألفاظ بال تائهة مشاعر اليها تحمل وسطورا وتعابير ألفاظا تقرأ وهي

بالغة" جديدة مشاعر هواتف بنا هتفت وإن تسميته، نستطيع بما إال النشعر نحن . ونفضل نكبتها، أن نفضل أحيانا نسميها ماذا بها، نفعل ماذا نعرف لن القوة،

من ونجردها خاطئة، تسمية عليها فنطلق مألوف، شعور إلى نحيلها أن أحيانا" الفريدة داللتها

أجل من كتبت أنها لو كما اآلن تتذكرها أنها إال السطور، هذه قرأت أين التعرف . صاحبها، أعرف أنا التسمية على عصية تنتابها عواطف مع حالتها وصف

يتوقف ولكنه اإلنسانية، المشاعر محدودية يرثي إسرائيلي كاتب أنه وأعرفبين الالجئين أصحابها لمشاعر يمنحها تسمية واليجد حوض، عين بيوت بين

استولى التي بيوتهم وأبواب نوافذ أضواء إلى ظالمهم من يتطلعون الصخورقرية إلى السوداء، الفكاهة هي وهذه وحولوها، سنة، خمسين منذ الغرباء عليها

.! عمياء خلندات دبيب طرقاتها في يدبون فنانين: روايتي يديها وبين مكتبها إلى تعود أن قبل نفسها وبين بينها سارة والحظت

يطلقون" ولكنهم وفريدة، القوة بالغة مشاعر بهم تهتف هؤالء الندى أطفالأي مثل تسميته اليمكن ما تسمية على تدرب كمن تردد بال التسميات عليها

" بالدنا فالحي من بسيط فالحهي؟ مشاعرها عن ماذا ولكن

متاهة إلى الزجاجية النافذة وراء من وتطلعت إبتسمت، الخاطرة، هذه عند . وأحست له، أزهارالاسم حوض مرة ألول رأت بها المحيطة الممرات .. . السنوات من كم ترى وتساءلت لها ضفاف ال الدم في دبيبا تشبه بتموجات

الدائم؟ القمري الليل هذا في ترقد وهي مرتالبيضاء الكتان بقطع المومياءات لفت أن منذ مرت قرون بضعة أن البد

هذا إلى أرسلت ثم أقدامها، تحت البردي أوراق لفائف ووضعت اآلن، المهترئة

81

Page 82: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. النائية قريتها ويعرف يعرفها، كان الرواية هذه صاحب أن البد العميق الغياب . ذلك لوال القديمة األزمان منذ النحيب وطوقها حجارة، إلى أهلها تحول التي

وبهذه وجهها، على تتساقط الكرمل ندى بقطرات تشعر أن المحال من لكانإلى وتنحدر المندثرة، قريته وعر إلى طريقها تتخذ وهي المضطربة العاطفة

الظالل وتغمرها الحطام، بين من إليها تتناهى الترنيمة بهذه مأخوذة الوادي . والعظام الجرار شظايا بفرز المشغوالت الفالحات وجه غمرت التي ذاتها

" " كلمة تقال أن األسهل ومن بالفرنسية، ندى كلمة تقال أن السهل من " تظل" وهل أخرى؟ لغة إلى ننتقل حين ذاتنا نحن نظل هل ولكن أيضا، أطفال

ويصيب القلب في يضطرب ما ما وكل ذاتها، الظالل وتظل ذاتها، سماؤناحين عميق؟ قرار من آتية نغمات مثل الصور هذه تصدر حين بالغبش العيون

بقراءة يبدأ ما بقدر مكتوبة سطور بقراءة اليبدأ بكتاب حساس إنسان يلتقيناقصة،. ولمسات سريعة، بخطوط رسمت ماضيه من لوحات يستعيد نفسه

. على القاريء يقع أن وما أسماء وال لها المالمح الضباب في تالل مشهد مثلأسماء على ويتعرف بالظهور، مالمحه تبدأ حتى السطور بين أوهناك هنا كلمة

. منسية مألوفةنواقيس أصوات النفس، في صدى لرنينها كان رنت إذا أوتار أي عربية، لغة هذهوصمت جبلية، منحدرات على غروب ودخان أضواء تدرجات البعيدة، القرى في

في يتردد ظهيرة ذات آذان صوت ولفحة اتساعها، على مفتوحة قديسين عيونالفوانيس يحملون أطفال مشهد وأخيرا األفاريز، في هاجع يمام هديل جنباته

. المتربة الطرقات في ليال . على يتراءى ما في سونيا وتحدق الخفاء من تخرج نفسها، عن تعلن أشياء هنا

. بين فأعمق أعمق تنحدر تحدق، المألوفة أشياؤها فيه تتالمح غريب وعر أنهاستولت. التي هي أم الرواية عالم عليها استولى هل تعرف تعد لم األحراش . إليه؟ طريقها ضلت ولكنها واحدا عالما األصل في كانا أنهما أم عليه،

* * *

تتلمس بدأت التي الفرنسية ولغتها سونيا مكتب عن بعيدا آخر، مكان فيقرية في للعيش واالنتقال السياج، عن النزول ناثان سوزان قررت أسماءنا، . أشباح تجوبه ولكن آخر، قمري ليل هنا عكا أطراف على الفلسطينية طمرة

. الغجرالذين من أفريقيا، جنوب في السود معازل من مختلف ماض من قادمة . منسية مدن أطالل من قادمة كائنات مثل المدن بأطراف يلمون

آخرتسعى لغز النحيل، وجسدها القصير األشقر شعرها إلى باإلضافة لديها،واألكثر مجتمعهم، ثقافتهم، لهم، التفسير الذين هؤالء أو الالمرئيين، لغز وراءه؛

82

Page 83: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. لها النجد التي المشاعر هي مثلما تماما نحن، ،هو غامض لغز حكاياتهم أهمية . تسميتها نتعلم لم ألننا فقط تسمية

أخرى، قارة في ولدت فلسطين، إلى يهودي مهاجر أي شأن شأنها سوزان،في ووضعت صنعها اكتمل جرة تجيء مثلما وجاءت أخرى، سماوات وتحت

: بيت زاوية في أو مقعد أو رف على وضعت ثم وأخرجت، الفرنغالبية" ومثل فحسب، موجودين غير هم اليهم، وانظر أذهب أن ببالي يخطر لم

" السطح ماتحت إلى والنظر بالهبوط نفسي أزعج لم الصهاينة،جنوب ويمبلدون في بيتها من القادمة لهذه بالنسبة المرئيين إلى تحولنا هكذا

. المدمرة وقرانا وأهلي وأبي وأمي أنا أرضنا بقدميها تطأ أن قبل حتى لندنهذه تتقاسم منا مليون من أكثر أن مع المكتملة، الجرار عقلية في لنا الوجود

الشمس علينا وتشرق والشواطيء، والسماء األرض معهم الجرارالمغلقةذاتها.

في وأدخل وتشكل عجن طينها الجرارأن وبقية الجرة هذه بين الوحيد الفارقإال فيه يلتمع يكن لم الغابات أطراف على بلد في أي أفريقيا، جنوب في الفرن

حين األبيض إال طرقاته في يتحرك يكن ولم الظالم، يهبط حين األبيض اللون . أن إال آخر، نوع من جرار النهار سكونها ينتشر تقرع كانت السوداء الحجارة

التفسير الذين السود معازل أكواخ ومن الغابات عمق من ما، مكان من آتية . أيضا . لهم الحجارة هذه تتساقط أين من معرفة من البد وكان

من" اثنين بين معركة قصة صحيفة في قرأت حين دوربان فندق في كنتمرورسيارة. رغم الموت حتى ونزف األرض على ملقى ظل أحدهما السود

اللتقاط مخصصة ألنها إللتقاطه التوقف السيارة تستطع لم بجواره؛ اسعاف " . وسخيفا غبيا األمر لي وبدا فقط البيض

: معا يسيران وهما القصص عن الباحث كوك جوناثان الصحفي وسألهاالفلسطينيين" من االالف مئات تقتلع أن ؟ وغباء سخفا أكثر هنا األمر يبدو أال

" بساطة؟ بكل األمر تنسى أن تقرر ثم وطنهم منإيمانا" لي ماقيل بكل آمنت هكذا خطرين، وإما بدائيين إما أراهم أن تعلمت

موظفو ويخضعني الطائرة، من أهبط أن قبل حتى قلبي، كل ومن أعمى،خمسة طيلة سجن زنزانة مستوى من أدنى غرفة في للتجربة اليهودية الوكالة

. أناسا هنا أن حتى له يقولون وال لإلختبار، يخضع مهاجر كل أبيب تل قرب أشهر".. المختارة الله جرار غير األرض هذه على آخرين

يرتفع بدأ أن ما الكلمات أواخر تضمحل بدأت ثم هامس، رفيع بصوت هذا قالت. . بوضوح كلماتها التقاط في صعوبة الصحفي ووجد الظهر لصالة المؤذن صوت

: ابتعدا أن ما وضوحه صوتها استعاد ثم المسجد، بجوار متمهلين يسيران كانانظر" في تتحول أن أيضا ويعني متفرجا، التظل أن يعني السياج عن النزولأضاع عابر إلى الفلسطينيين نظر وفي عقليا، مختل إلى اليهود أصدقائك . أناس وهؤالء فيها، السير إلى أحتاج شوارع هذه هو أين يعرف يعد ولم طريقه

. أن ما ولكن لغزا، األمر كان بالمكان أشعر أن أود إليهم، الحديث إلى أحتاجورأيت شعرت حتى جرارنا، جدران تضرب الفلسطينيين أطفال حجارة بدأت . إعطاء من البد أيضا، الفلسطينيين حكايات من البد كلها الحكاية أعرف لم أنني

83

Page 84: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. أو انجليزيتي في وعواطفهم لمشاعرهم الأسماء هم أسماء الجديدة مشاعري." الأسماء عبريتي،

وعاد قصير وقت قبل الكرمل جبل إلى صعد الذي كوك لجوناثان بالنسبةأكثر، تقدم كلما ثراء تزداد اإلنجليزية لغته كانت الزينات، أم أهالي بحكاياتفتحوا الذين البسطاء الناس األقل، على الناس مشاعر تسمية على قادرا وكان

أو فطر نبات ليسوا أنهم ليرى المدمرة قراهم إلى وقادوه وبيوتهم قلوبهم له . للذكرى صبار أشجار مجرد

* * *

. بال" فستظل السطح، على أما نفسك اكتشفت األعمق، إلى هبطت كلما " مرآتنا. األعماق مالمح

بئر إلى تشيرالحكاية، حيث إلى ذاهبين سارة بجوار أسير وأنا نفسي حدثت بهذا " " مغارة إلى ثم ، البير راح الله خفا العجوز ويتأوه ماؤه ينشف أن قبل الناطف

العظام مشهد أمام ومذهولين حائرين األطفال منها يخرج أن قبل الطابونفي المشهورة المغارة تلك فإلى المشروخة، الصخرية والجدران المتناثرة

. وجهه األخضر المنديل غطى وقد المجاهد سيدي مغارة أنها على األساطير . لن أنها من حذرتها المنديل نزع محاولة أو اليه، التقدم سارةعلى تجرؤ لم

: انتزاعه حاولوا الذين الفالحين كل ينجح لم كما تنجح، . ربما" نعود، حين الجبلية الصخور وبين الحكاية في لغزا يظل أن األفضل

" وجهه رأى أحد ال أن حكمة الحكمة، سندرك: حولها ونظرت سارة توجست

" وعرضناها بل المومياءات، أربطة وحللنا أجدادنا، وجوه عن كشفنا ولكننايظل لماذا النور، إلى هذا كل أخذنا المتحف، صاالت في المشدوهة بعيونها

" وجه؟ بال مجاهدكمقد" كلهم الناس وجهك، فيه ترين وقد وجهي، فيه أرى قد العمق، في مرآة ألنه

" . مرآتنا إنه التحديد على عصيا يظل أن يجب لهذا وجوههم، فيه يرونتظللها منحدرات إلى هابطين وابتعدنا بيدها، والخروب، أوأخذت الصنوبر شجار

بيضاء حجارة معها توالت وتظلل التي الشموس فيها وحفرت المطر، خددها . . تعد لم تصغي وسارة بأسمائنا، ويهمس يتحدث شيء كل سوداء شروخا

تستوقف أن وتود عابر، طيف أكثرمن تلمح كانت البقايا هذه فبين تسألني، . بها تهتف كانت التي هي روايتي من سطورا أن إال وتسألهم، العابرين أطياف

. الممرات هذه مؤثرة هي كم بغموض وأدرك تصيبني كما الدهشة تصيبهاإلى يتحول الذي الحفيف هذا المكان، من اآلتية النداءات وهذه المتشابكة،وهذا التالل، وراء من قادم ناي أنين إلى يتحول الذي النرجس وهذا خضرة،وفي البطم وأشجار السناسل تحت الساهرين موتانا الصادرعن النحيب

. العالية الصيافير فجوات

84

Page 85: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

يلمسه: " ما كل يحول الحجرالذي عنه؟ حدثونا الذي الحجر هو أهذا وتساءلت " ذهب؟ إلى

" : بين عشنا وأهلي كأنني هنا، كنت كأنني غريب، شيء نفسها سارة وحدثتوأدنيتها الشجرالندية أوراق أطراف بيدي أخذت كأنني األشجاروالكهوف، هذهيتحدث التي المرآة هي هل الحكاية؟ هذه بي تفعله ماالذي الصغار، شفاه من

" الكاتب؟ هذا عنها

* * *

زالت ما النهاية، في غاضبا ثم البداية، في مبتهجا الغازي أخذها التي الساعةرسائله باسمها يذيل التي غان رامات في هناك طاولته على أو جيبه في تتك

. أشك. لم بانتظام وتعمل تعمل، أنها ليبشرني فرحا هاتفني أنه الغريب دائماالعالم، أنحاء كل في تعمل كلها فالساعات ستعمل، أنها إياها أعطيته حين

إلى شيخوخته في لجأ لجواب تسنى ولو مختلفة، أوقات إلى دائما تشير ولكنهاتوقيت على موقوتة ساعات واحدة غرفة في يجمع أن المرتفعات، بين بيت

ساعات دقات تتوالى حين عجبا لسمع القارات، بين موزعة مختلفة بلدان . الليل منتصف

أخرى بعد واحدة وتصدر األمكنة، كل ساعات تجمع الرواية هذه جعلت لو وددت ! . ممتعا األمر سيكون كم النهار منتصف أو الليل منتصف دقات

" ؟" هذا كل مغزى ما ولكن: طمرة في بيت شرفة على وحيدة تجلس وهي سوزان تساءلت

واحدة" ساعة إلى بحاجة نحن والتشويش؟ االرتباك في زيادة األمر يكون ألن " هذا زمننا في تعمل األقل على صالحة

شاهدت الذي وجسرها األرض تحت المنطلقة لندن قطارات ذهني في كانتوصفهم كما تماما الظهيرة، عند مكاتبهم من الخارجون فوقه يتدفق كيف

نخيل عزيف ذهني في كان العدد، هذا كل أخذ الموت أن الأصدق إليوت؛من العائدين ونداءات ساعات، بال أناس إيقاعه على يتحرك الذي البصرةفي كان يعرفون، التي الوحيدة الساعة مع الغروب، مع الزينات أم إلى حقولهم

العائدين اإللياد مسرح ورواد الوحيدة، ساعته بوذا، أمام الصامت الهندي ذهنيتلك ذهني في كانت الزمن، إليهم تخطت التي جبينة قصة مع بيوتهم إلى

فوقها انتشر وقد ماكنتوش سطور بين الغائمة االسكوتلندية المرتفعات . البحر ساحل إلى طريقهم في موسيقية قربا يتأبطون مشردون فالحونتحت عزفها الخفية الفرقة هذه وبدأت هذا، كل اجتمع لو األمرممتعا سيكون كم

شرفات على يقفون الذين البشر ماليين عليها يطل أو عليها، فتطلين الشرفة،والردهات واألعمدة الجدران حنايا في حجرية تماثيل مثل غارقين مماثلة،

المعتمة. تمثال" بأن تفكري ألم جداتنا؟ صدور على الملونة النقوش هذه تشغلك ألم

الطويل بثوبها المتشبث وطفلها الدامون من القادمة الحجرية المرأة هذه

85

Page 86: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

التفسير الذين ساعة يكون أن يمكن طمرة إلى الداخل يمين على الملتصقلهم؟"

المرأة" هذه عن منفية أنني كم غريبة، أنني كم أشعر بالنقوش فكرت كلما . السطح، على أطفو تجعلني حكاياتكم المرتعبة طفلها وعيون الصلبة بمالمحها

" لي أعماق ال أنا . حيث" ألغاز عن األرض هذه في تبحثين جئت ربما هنا لها التفسير من أنت

" ومفهومون؟. واضحون نحن كم ترين أال الألغازيتوقفون النهاية وفي يدورون، شارع إلى شارع ومن العابرون، يمر الشارع في

. في يحتشدون كثيرا، يصلون الهوة سوى ليس ذلك بعد ما البلدة، أطراف عندهذه ولكن وحجر، طين من تماثيل وينحتون يرسمون، يسهرون، البيوت، أفنية

ببيوتها طمرة وبدت خرافي، غول األرض امتص كأنما غامضة ماثلة، الهوةكل من الهوة عليها تطغى يوم، بعد يوما أطرافها تتآكل طافية جزيرة وأناسها

. وتحت المنعطفات وبين وحجر تلة كل فوق الضباع أنفاسها وتخنق الجهاتاألشجار.

: كوك جوناثان نظر الفتة سوزان وتتنهد " هذا؟" كل يكن لم إن العرقي التطهير يكون ماذا

ساعة ولكن مختلفة، أوقات إلى تشير العواصم، ميادين في الساعات وتدق . لها أن لو األفضل ربما محدد زمن إلى عقاربها التشير صامتة معزولة طمرةبدل نهار، أو ليل منتصف إلى فيه تشير وقتا لها حددت أنها لو محددا، توقيتاكل على فزعه يسحب الذي وطفلها القاسي بوجهها الماثلة المرأة هذه

الظهيرة. تلك عند تتوقف ولم الزمن، في تحركت لو األفضل ربما الساعات . ولكن، الزمن إلى يشير ما كل واقتلعت قرانا إلى الضباع فيها تسللت التي

لو.. حتى الساعات بدقات اليقاس فلسطين في الزمن األفضل، هو هذا ليس الالتي وآبارها البيضاء الحجرية وسناسلها بزيتونها بل العالم، ساعات كل كانتانتباه جذبت التي الملونة النسائية النقوش بهذه الهاغاناه، عصابات سممتها . ساعة هناك تظل الساعات، كل تحطيم بعد الغرباء اليهود حنق واثارت اإلنجليز

. األعماق في بعيدا هناك ودقاتها، القلبولكن اللحظة، هذه في محدد وقت إيقاع على بالخفقان سوزان قلب يبدأ هنا

في أيضا يخفق كاسلز روي األفريقي قلب كان كلها األزمان تجتمع حيث هناكطويل، زمن منذ سوزان ودعتها التي جوهانسبرغ في هناك ذاتها، اللحظة

بالنسبة يظل الذي ليلها البهيم، ليلها في البيضاء األشباح واضمحلت . المشاعل ماليين أضاءته وإن حتى تفسير بال البيض للمستعمرين

: روي األفريقي يكتبقضية" مع قضيتنا بتماثل وعيت التحرري، نضالنا في انهمكت حين

حقك ينتزع األرض، منك ينتزع االستيطاني التوسعي اإلستعمار الفلسطينيين؛ . من منقوصة ستظل حريتنا إن مانديال قال وحين ميالدك أرض على الوجود في

عانينا الذي نحن جميعا، إلينا يتحدث كان أنه عرفت الفلسطينيين، حرية دون" والعنصري االستعماري القهر

على الموقوتة الساعات كل مع مكتبه في وتخيلته كلها، األزمان قلب من يكتب: قرانا أنقاض من قادم حفيف إلى يصغي والسوداء، البيضاء العواصم ساعات

86

Page 87: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

عيان" شاهد شهادة بي وعصفت األعماق، حتى الفلسطينيين مصاب هزني. إسرائيل دولة قيام إعالن من شهر قبل الفلسطينيين القرويين ذبح عن يروي

. يفوق التي شارفيل، مذبحة كانت إذا وتساءلت؛ ياسين دير في ذلك كانالمؤتمر حزب صفوف إلى بي دفعت ياسين، دير في حدث ما فظاعتها

" الفلسطينيين؟ مصاب تجاه المباليا أكون أن يمكنني فهل األفريقي، . نحن" فلسطين في لك تبقى ما أو الباقية، أيامك عليها لتعد لك الساعة هذه

" تفسير بال سيظل الذي زمننا لنا الزمن، حساب إلى النحتاجيتأمل ساهما هزاز، مسند إلى بظهره مستندا أمامه، ساقيه الغازي يوسف ومد

بعد واحدة تكاتها اللون الفضية ساعته واصلت بينما الغامض، بحريافا ساحلأخرى.

جنين في اللوز أشجار

87

Page 88: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

فوق طبقة مخيمها، في لتلتقي اإلتجاهات وتعود اتجاهات، عدة في جنين تمتدحباتها فنجد صباحا نصحو التي اللوز أشجار ؛ مشهدا يجاور ومشهدا طبقة،

تنظر أن دون من وتأخذها البستان صاحبة وتأتي أمي، فتجمعها حولنا، متناثرةصخوره بين يسير الذي الوعر أشجارها، تحت البشرالمتناثرين أشباه إلىالدبابات وعرعرة، عارة إلى الطريق في المدمرة قرانا شتات وعتمته

صواريخها، الطائرات تطلق بينما الالجئين بيوت وتسحق تهدم وهي والجرافاتمن كل على الرصاص ويطلقون التالل رؤوس على أماكنهم القتلة قناصة ويتخذ

. نافذة أو باب من يطل أو جريح من يقترببيوت من بيت زوايا من زاوية روايتها في السجينة يسرى تحتل هذا وبجواركل

من الكثير على واألحفاد واألوالد الزمن منه ويطل الساحة، يجاور المخيممعصوب يسير القصير األسمر جندل أبو وعلى الجنود، والكثيرمن الدبابات

أصابهم وقد ويصرخون البنادق بأعقاب يضربونه والجنود اليدين، مقيد العينين، . مفهومة غير بلغات السعار

فيها تدق التي جنين أيضا ولكنها والمستقبل، والحاضر الماضي جنين هي هذه . أمي وقت اللوز أشجار تحت األطفال ساعة فتعلن سوية األزمنة هذه ساعات

شرقا الممعنة الشاحنات وتأخذنا القليل متاعنا نحمل ونحن وإخوتي وأبيوجبع غزال وعين إجزم أهالي مسيرة ساعة وتعلن والنخيل، البلح بلد باتجاه

واقتنصتهم الطائرات طاردتهم أن منذ الروح في انطبع الذي البكاء وقتالذي الوقت المقاومة شباب ساعة وتعلن الجبل، شعاب في اليهودية الكمائن

في واألطفال الرجال ويقتلون البيوت يقتحمون وهم الصهاينة للهمج فيه تصدوا . المخيم طرق امتداد وعلى والشرفات الغرف

األخرى؛ الساعات بأصداء ويختلط صداها يتردد األخيرة الساعة هذه دقاتعشر الثانية صباحا، السادسة فجرا، الخامسة الليل، منتصف بعد الواحدة . تصلني هذا، كل ووسط دائما الليل الليل، منتصف دقات مساء، التاسعة ظهرا،

أو يسرى، أعرف أنني بخبر مستثارة االنترنت، فضاء عبر قادمة والسك هيلين . الكرمل شمس تحت البعيدة النهارات تلك إلى ينتمون الذين من أنني

وعن: يسرى، عن المزيد معرفة زمن منذ تحاول التي هذه هي من أتساءلويجيء الكرمل؟ مغارات في غرود دوروثي مع عملن اللواتي الفلسطينيات

: ذاته الفضاء عبر الجواب،والشيوخ".. العربات، تجر الخيول مازالت حيث البلقان أصقاع من باحثة هياألشجار رؤوس فوق تحلق والنسور بيوتهم، أبواب أمام األحاديث يتبادلون

الجيء بين تتجول عمرها من الخمسينات في شقراء الجبال، اتجاه في وتبتعدالقتل حروب مزقتها ذاكرات شتات وتلم وكوسوفا، وكرواتيا وصربيا البوسنة

والرجال النساء وجثث المدن وحرائق واللهجة والجنس واللون الهوية على " الطرق ومفارق الرطبة الغابات طرقات في واألطفال

هيلين:في" اآلثار علم عن محاضرة في صورتها ورأيت مرة، ألول عنها سمعت حين

. ما الخصوص وجه على أعرف أن أريد له تفسيرا الأجد انفعال هزني فلسطين،العام في وعائلتها ليسرى أو 1948حدث آنذاك، حية تزال ما كانت أنها أفترض ،

88

Page 89: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. اآلثار علم تاريخ في نوعه من فريد حدث غرود مع عملها قصة مابعد في " تروى أن تستحق قصة الفلسطينيات، والنساء

باميال:إلخفاء" قراكم حطام فوق الصنوبر أشجار وزرعوا تشتتم، أنكم لي قيل

رأيت. لقد اإلبادة، على يتغلبون الناس أيضا، ستحيا فلسطين ولكن معالمهامدهشون، البشر نحن التصدق، آالم على والتغلب البقاء الناس يستطيع كيف

" مدهشون نعممحمد:

ظلت" أشجارنا، وظالل وحقولنا بيوتنا من اقتلعنا بل لكم، قيل كما نتشتت لمإجزم حول العتيقة ببنادقهم ينتشرون والقرويون وأياما، أياما تحوس الطائرات

. وال أحدا اليحمي الشجر العالم أنظار عن بعيدا غزال وعين وجبع الزينات وأم . أين أحد مع أحد يبق لم يمضي، أين أحدهم اليعرف تائهون والناس الحجر،

الطائرات رصاص قتله بعضهم ليال، الوعر في تشتتوا أهلنا؟ وبقية يسرى ذهبت . وروايتها يسرى استقرت ربما جنين إلى وصل وبعضهم اليهودية، والكمائن

فذة؛ بطريقة نقاوم الفلسطينيين نحن أحفادا، أو لها أوالدا سنجد وربما هناك، . والدبابات الطائرات قذائف تمزقنا جيل بعد جيال لألجيال الحياة نمنح نحن

منذ الساعات كل دقات مع ننتشر أننا مدهشا أليس شتاتنا، ونجمع نعود ولكننا " والنموت؟ عاما ستين

هيلين:أناس" عن أسأل وبدأت الماضي، العام في القدس، في فلسطين، في كنت

- بها التقت أنها زئيف بن إيفرات تقول عائلة أثر وتتبعت القرى، هذه من " قصتها وسمعت

الغازي:من" خضرة اسمها أخت لها هل ؟ الحردان مسعود يدعى والد ليسرى هل

. الفريديس في تعيش تزال ما أنها المحتمل من ثانية؟ أم من ولكن نفسه الوالدبنتائج نعود أن وآمل وأخيها، فاطمة إلى القادم األحد يوم هيلين مع سأذهب

يبنين. كن إجزم أو الزينات أم من نساء أن أمه من سمع الفحماوي سليم طيبة " .. تظن؟ ماذا جدا محافظات ألنهن بأيديهن بيوتهن

هيلين:كثيرا،" وساعدني لي قلت كما جدا متعاونا وكان الغازي، بيوسف اتصلت

" قليلة أيام بعد أقربائك لزيارة أيضا إيفرات ومعنا سنذهب. ينقطع أن حديث ألي وال يغيب، أن مشهد ألي التترك معا تدق التي الساعات

من وصل من األسئلة، األخبارأو أو النحيب أو البكاء أو الهمس يتبادل الكلوأصابتها بأكملها، ليلة ظهره على حملها التي ابنته عن وحدث داميا الوعر

او يلتصق صخرة بأي اليعرف شبحا الينا وجاء فدفنها لحيته دمها فبلل رصاصةالدبابات ظلت ومن يحتمي، شجرة جنين بأي مخيم ساحة في جسده على تمر

بعيدة حفرة إلى الجثث مئات تغادربين وهي الشاحنة في به وألقوا تقطع حتىعين في الشمس وهج تحت ينزف جريحا شابا شهد ومن األردن، وادي فيتحت ويعيدونه يسحبونه المسعورون والجنود المخيم، ساحة في ثم حوض،

التراب عمق من اآلن يهمس ومن الظل، إلى زحف كلما الحارقة الشمس

89

Page 90: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

بين وحيدة تنتحب ومن عليه، انهارت التي والجدران الغبار عن جاره محدثاإلى ويصغي مكتبه وراء يجلس ومن أطفالها، عن باحثة النظرات تائهة الحطاموهو واحد، شيء على إال اليتحسر نسيم، موشيه الكردي الدب الجرافة، قائد

: ساكنيه رؤوس على كله المخيم يهدم لم أنهماتوا" أناسا أن متأكد أنا هدمناها، التي البيوت داخل الناس من الكثير ماتالليل، وظلمة الكثيف الغبار وسط رؤيتهم الصعب من كان ولكن البيوت، داخل . البيت، عليه ينهار أحد من هناك كان لو وحتى الليل في عملنا معظم أنجزنا

. أنهم أعرف ألنني أبتهج، كنت ينهار بيت كل مع اإلطالق على اليهمني أمر فهذا . خمسين أو أربعين معه تدفن فأنت بيتا، هدمت إذا ببيوتهم بل بموتهم، اليهتمون . األشياء من المزيد لفعلت أسابيع ثالثة أعطيت لو أجيال عدة من شخصا

. بماذا تسألني رحمة بال فسأفعل كله المخيم أدمر تركوني لو أعني الرائعة، " فيه ليلعبوا قدم كرة ملعب لهم تركت أنني أشعر أشعر؟

: إبراهيم إيهابالبوابة،" من بالقرب واختبأوا جنين، لمستشفى مجاورا بيتا اإلسرائيليون إحتل

. بالرصاص عليها ينهالوا حتى جريحا لتحمل اسعاف سيارة تخرج أن وما " : إرسال يمكنكم الجنود قائد قال ورجاء إلحاح وبعد اسبوعين، طيلة احتجزونا

." طبي بفريق سيارات ثالث وحملنا معنا التنسيق عليكم ولكن سيارات، ثالثالطريق علينا سدت الزاهرة مدرسة إلى وصلنا حين ولكن المتطوعين، وبعض

: . أقودها. التي السيارة إلى أحدهم وتقدم ودبابات جنود هناك كان دبابة " إنزل"

: . بعبريته قلت مالبسي انزع أن فأمرني نزلت، " جرحى" إلنقاذ ذاهب أنا

" ممنوع"ومتعبون، جوعى ونساء وأطفال رجال الشارع، آخر في إنسان ألف هناك كانيجرونهم والجنود أيديهم، في واألغالل معصوبة، وعيونهم عراة الرجال كل . المشهد وذكرني الطابوق مصنع وراء العيون عن بعيدا اآلخر بعد واحدا

العام في بيوتهم خارج بالقوة دفعوا الذين أن. 1948بالفلسطينيين ما الناسمن هبطت أنني لو كما األمر لهم بدا حتى إسعاف، سيارة سائق أنني أدركوا

" .. .. " : ينزفون أناس هنا هنا تعال أرجوك ويتوسلون ينتحبون فبدأوا السماء، : للجندي قلت

.. الطريقة،" بهذه التذلني طبي، عامل أنا الالإنسانية، حدود يتخطى هذا اسمع " أمضي تدعني أو اآلخرين مع الطابوق معمل وراء وتسحبني تقيدني أن فإما

: قال وأخيرا " وإمش" .. إلبس طيب

على يهدموه حتى المخيم من واألطفال النساء إخراج يحاولون أنهم وأدركت " جميعا قتلهم يريدون كانوا الرجال، رؤوس

محمد : . كانت" ربما الطويل الالجئين ليل في ينقطع أن له كان وما الحديث، الينقطعجنين، مخيم غرف من غرفة في تعيش التي ذاتها هي عنها تبحثون التي يسرى

التخشى الطرقات، في تتجول حولها، عما ذاهلة اسمها، تحمل أخرى واحدة أو

90

Page 91: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. طائرة من صاروخ ضربها نافذتها، من أطلت يسرى الدبابات هدير وال الجنود،ما التعرف الزاوية، في مجهولين اسبوعين طيلة بقاياها وتكومت ومزقها،

سيارة أكياس في الموتى لجيرانها بروايتها ستبدأ قصة أية أحد يعرف وال أصابها . المفقودة أطرافها وتلمس تستيقظ األحمرحين الصليب

ونوافذنا أبوابنا يدقون الحكايات، أبطال مثل ومتوحدون وحيدون الالجئونالموتى أكياس ومن األردن ووادي البيوت أنقاض تحت ومن الوعر من عائدينووجوه واألسرة المقاعد في يحدقون الينا، فينظرون الليل، ندى قصصهم يبلل

من وسما تاركين اآلخر بعد واحدا الليل في يغيبون ثم بانتباه، يصغون الصغار، " النوافذ زجاج على هناك أو هنا ضباب

* * *

قوس تحتها من يسندها ماضي آل بوابة إلى العشرالصاعدة الحجرية الدرجاتبضعة بعد المدخل يواجهك حتى الحديدي الباب ينفتح أن وما صغير، قنطرة

. إذا الجانبين على المرتفعة والجدران المتداخلة، العالية الحجرية بعقوده أمتار،األبيض بلونه احتفظ جبلي صخر من قطعت أنها فستدرك البناء حجارة تلمست

البوكنفيليا أزهار فستجد حولك نظرت وإذا باألمس، قطع كأنه الفاتح والبنيتذكر التي الجدران هذه من هنيهة قبل أطلت كأنها النوافذ من متدلية الحمراء

. القالع بجدرانرأى حين بنفنستي ميرون ذكرها أخرى نفسية وألسباب السبب، لهذا ربما

" " " وظنوا " ، القلعة اسم إجزم احتلوا أن بعد الصهاينة عليها أطلق يتغير، المشهدحتى اليعترفوا حتى فقط اليوم، حتى هذا ظنهم في واختبأوا صليبية، قلعة أنها

حجارا وأن هنا، كانوا المضافة هذه أصحاب الفلسطينيين أن أنفسهم وبين بينهمالدابة ظهر على ونقلها الجبلية أحجارها شذب من هو حسن الشيخ حسن يدعى

أهل بناها مدرسة أول أحجار مع فعل مثلما سنوات، تسع العمر من البالغ إبنه . الثالثينات في إجزم

إجزم أطفال مدرسة فوق ونصبوا متحف، إلى حولوها ماضي آل مضافة . هذه بيوت من تبقى ما بهدم وبدأوا كنيس إلى وحولوها شعب، بسبع شمعدانا

خضرة فوقها لتعرش المسجد جدران من تبقى ما بعض تاركين الجبلية، القريةقصيرة صبار شجرة أمامها وتقف برية، حشائش نوافذها من وتتدلى األشجار، . أشجار وتقف العشب عليها ينمو التي القرية حارات وحول وقاسية ملتوية

من بيهود اليها جاؤا مستعمرة بيوت الفطر نبات مثل انتشرت عتيقة، زيتون ." ماهارال " كيرم اسم عليها وأطلقوا تشيكوسلوفاكيا،

91

Page 92: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

أخرى، " " أماكن في فعلوا مثلما إليه، يعودوا لم يحرفوه، لم إجزم اسم تجنبواوتلجأ الجراد ينتشر مثلما الفلسطينيين كروم بين وانتشروا طمسوه ولكنهم

. الشرقية الحافة إلى صعدت إذا اليوم حتى المهجورة األماكن في الضباعالمساحة هذه وراءك وخلفت طريقك، وواصلت الفوقا، الحارة كانت حيثوزيتونات متناثرة أحجار وبضعة والمسجد القلعة من إال األرض من الخالية

في احتشدت الذي نفسه الوعر في نفسك فستجد وتضخمت، جذوعها التوتالعام صيف األشجارفي تحت أطفالهن مع مرغما. 1948النساء نفسك وستجد

دالية إلى بعضهم وتوزعوا، الظالم في أقدامهم على ساروا مثلما السير علىفي اليهودية الكمائن وتفاجئهم عارة، وادي إلى وبعضهم شماال وعسفيا الكرملحيا ظل ومن سقط من الشتات هذا في يعرف والأحد وقنير، الملح وادي

. جنين إلى طريقه يواصلانسحب أن بعد إجزم بيوت كل مثل وخالية، صامتة كانت ماضي آل مضافةوكذلك البحر، من والمدافع الجو من الطائرات قصف تحت المقاومون

في المتحدة األمم محققي أمام صالح الحاج سيقسم التي الجبلية المنحدراتعصابة جنود آنذاك راقبت ولكنها القتلى، من الكثير فيها تجد أن يمكن أنك جنين

ثم واألواني، واألثاث باإلمتعة فيخرجون القرويين بيوت ينهبون وهم الهاغاناهنهبه . يستطيع ما لينهب وشاحناته بعرباته هرع الذي المستعمرات جراد

: الحسن يزن وأسمع؟" " نحن أين ياجدتي، لي قولي

مباشرة : عيني في تنظر وهي بثقة العجوز فتقول. " إجزم" في أنت

* * *

مختلف مفتاح باب ولكل المغلقة، األبواب بعشرات خزانة اإلنسانية الشخصية . هذا فتح أحاول مفاتيح، رزمة سنة أربعين منذ أحمل وأنا اآلخر المفتاح عن

وبدأت أمي من اقتربت يوم اليوم، ذلك جاء أن إلى جدوى، دون وذاك البابإلى الطريق هو ذلك فتقول، ذاكرتي، في وصورطافية أسماء عن أسألسواد في عاليا يتتابع األحمرالذي الجمر وذلك يسرى، عمتك هي وتلك الروحة،الذي العجوز هذا أما الدالية، إلى طريقنا في ونحن فوقنا الرصاص هو الليل

منه يتصاعد الذي الحساء صحن يناولونه وهم يداه وتهتز بطانية تحت يرتجفجدك . فهو البخار،

إحساسا بي وتوطد باب، بعد بابا األبواب تفتح كانت بل تروي، أمي تكن لموكم. الوقائع، شتات بين واقع إلى األمكنة، بين مكان إلى افتقدت كم بالمكان

. أدافع أن أتأمل أن اتنبأ، أن طريقي، أجد أن البكاء؛ كيفية معرفة أود كنتالماؤري شعب أمثال من مثل يقول كما مرئيا وجهي يكون أن وأتحرك، وأهاجم

. وينظرون يشاهدونني الناس أن إحساس إلي لينقل األرض، أقصى في الغائم

92

Page 93: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

الرزمة فأتحسس المالئمة، مفاتيحي يدي في تضع كانت بل تروي، أمي تكن لمأمسية. : وذات مجددا

: الموسى طالب ساميالبوسنة" في الحرب من عاد أنه التعرف ربما ولكنك بالفعل، جدك ذلك كان

التي القوية جليلة إحداهن نساء، سبع تزوج ثم عمره من الستين بلغ أن بعدأصيبت وبعدها بطنها، وشقت فنطحتها قرونها من هائجة بقرة إمساك حاولتالليالي في الصغار تجمع كانت التي رسمية وإحداهن وهدأت، بالكآبة البقرة

بحة صوتها وفي وتمائم قنديل يديها وبين بحكاياتها الوعر إلى وتقودهم المعتمة "! أهلها إلى البريئة جبينة أعادت أن بعد حتى تفارقها لم حزينة

محمد:االنجليزية" علمتها التي تلك أظن، كما إجزم في المتزوجة يسرى كانت وتلك

مغارة في تنقب وهي يسرى تغني حين تتوقف كانت ولكنها بلغتها، تتحدث كيفوعقود والعظام اآلنية بقايا حولها وتتكدس حولها من يتصاعد والغبار الطابونشفتي على أخرى أزمنة من آتية تهويدات إلى بانتباه وتصغي الملونة، األحجار

الغامضين، الكهف سكان مع بالفعل تتهامس أنها ربما التعرف التي الفالحة هذه " الهمس يبادلونها وأنهم

: الفحماوي رفيق .. تحت" عجائزنا اجتماع تماما أذكر نعم الموسى طالب حمزة، الشيخ يسرى،

الرايات يرفعوا أن يطلب األكراد قبانية مختار لهم أرسل أن بعد الشجرة . كل. من وجاؤا ال قالوا الشباب ولكن ونسلم، نسلم قال بعضهم البيضاءمن مشاتهم وتسلل الجنوب، من البير عند من المصفحات صعدت الجهات،قلت كما السناسل وراء من أطلوا الجنوب ومن الشرق، في الملح وادي جهة . شاب وأول البيادر، على كانوا مرت كيف الله يعلم ليالي ثالثة وبعد روايتك في

. الموسى طالب خالك ان أتعرف حمزة الشيخ إبن صالح أبويه وحيد كان قتلوهالزينات أم في انتشروا أن بعد إال الدار سطح عن يهبط ولم المقاتلين، آخر ظل

اتجه بل الوعر، في الضائعين مع شرقا خبيزة ناحية يذهب لم الدبابير؟ مثل " حيفا إلى هبط هناك ومن شماال،

محمد: حس" وذا أيضا، طبيبا كان بل فقط، قارئا يكن لم حمزة الشيخ أن أمي تتذكر

. قائال أمي تحمله الذي الصغير إلى فيشير ببيتنا، يمر كان ما وكثيرا أيضا جمالي " في" موجودة أنها أعرف هذه وجرماشة هذا؟ جرماشة غزال لكم أين من

. .. رواياتها في إال لها الوجود كثيرة أشياء كما أمي حديث هو فقط واحد مكان . لماذا ولكن ما يوم في غزاال أنا هو الذي الصغير هذا يكون أن ويعجبني

هي التي الروحة في كان ربما الغزالن، فيه تكثر مكان أنها يبدو هذه؟ جرماشةولكن العربية، الجزيرة في مكانا كان وربما يبدو، كما والمنتزه المرعى

" مألوف مكان أنها إلى تشير أمي تنطقها حين جرماشةمنصور : خالد

العام" في بصحبته مرة ألول الزينات أم دخلت حين أبي أطأ 1971أصر أن على. أبناؤه نحن اسماءنا يحفظ كما أسماءها يحفظ كان التي األراضي قطع معظم

والمصرارة وبكار الجاج وخلة حسن والحج والبطيحي البير جورة إلى أخذني

93

Page 94: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

بقدمي .. وطأت نعم والمل الزيتون ووعرة التينة وخلة وجرماشة الملح وواديفقط، روايتها في تكن لم هي أمك، عنها حدثتك التي جرماشة جرماشة، أرض

حطامها، بين يسير وهو أبي عليها تعرف التي البيوت مثل أيضا، األرض على بل " اليوم حتى الباقية والصبر والرمان والتين الزيتون أشجار إليها تقوده

شموئيلوف : متي " ينتصر" سوف الشيوخ أحد ذكره الذي التأكيد ذلك مثير، موضوع روايتك فيرؤوس على الدنيا تنقلب سوف وعندئذ الروس، يد في يدهم وضعوا إذا العرب

ولم" ماكبث رواية في ورد الذي التأكيد بذلك شبيها الTتأكيد هذا ويبدو اليهوديتحقق" محمد :

رواية" في حمزة الشيخ هو اسم، الشيخ لهذا أن تعرف أن التريد أنك يبدوبنبوءات له والشأن شكسبيرية، مسرحية في بطال يكن لم الندى، أطفال

. . هل الزمن غيوم ببصيرته اخترق قارئا كان حمزة الشيخ ماكبث ساحراتأن جورجيا، أو اوكرانيا أعماق في ما مكان من بالدنا إلى القادم أنت تدرك،

وليس المسكوف عن خروب شجرة ظالل تحت تحدث حمزة الشيخ؟ " عاما ستين من أكثر غيبة بعد يعودون الموسكوف هم وها السوفييت؟

فرانسواز : . أم" إلى ذهبنا اليوم وللوك لي بالنسبة رائعا اليوم هذا كان محمد، شكرا . أن أقل دعني الحلم على يتفوق بالواقع فإذا طويل، زمن منذ حلمي الزينات، . ابنة هيام قالت كما باألمس مدهش مكان قائمة، تعد لم وإن حتى قريتك،

نصل نحن وها النكبة، ذكرى في هنا وأوالدها وبناتها عمك إبنة كانت فاطمةاالف مع للعودة مؤثرة مسيرة في شاركنا حيث صفورية من اليوم

. أيضا زرنا وهناك بالعودة حقهم يطلبون صغار شبان غالبيتهم الفلسطينيين . ننفرد أن أسعدني اليوم كثيرين أناس قصص إلى واستمعنا مدمرة قرى

المدرسة موقع إلى هيام وتقودنا والصافي، الصامت الجبل هواء في بقريتك . تحت طويال الوادي في تجولنا وحدنا ولوك أنا تلة رأس القديمةعلى والمقبرةبزهور الصفراء، التين أشجار بزهور بالمشهد، مأخوذين العتيقة، الزيتون أشجار

. حتى لنا مألوفا المكان هذا جعلت التي بروايتك وفكرنا أسماءها أجهل أخرى . ولوالك ترى، كما ورائعة مميزة التجربة واألدب الفن معجزة إنها نأتي، أن قبل

. " . الرائع اليوم هذا لنا إهدائك على شكرا بها قمنا ما

* * *

إليها والتضيف األزرق، بالياقوت يعبد أحراش فوق الزرقاء السماء تذكرنييتموج بحر أنها إليك ليخيل حتى والندى، العمق من المزيد سوى البيضاء الغيومتلتمع وأرض والسرو الزيتون من غابة فوق األولى الخليقة أيام منذ هكذا . وجعله المشهد هذا أهداني بمن اآلن وأفكر النظر امتداد على الصفراء زهورها

94

Page 95: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

تحدثوا. بالذين البالط، جبل سفح عند هنا انتشروا الذين الناس بعشرات مألوفاالطريق في تجمعت التي بالحشود الطرقات، وعلى وجنين نابلس شوارع فيوعمامته البيضاء بلحيته القسام الدين عز الشيخ جثمان تحمل الشيخ بلد إلى

. بالدماء المضرج وقفطانه : زعيتر أكرم

العام" أواخر أين 1935في يعرف أحد يعد ولم حيفا، غادر الشيخ أن علمنا ، . الظن، بعضهم وأساء إختفائه سبب عن األقاويل شتى الناس فتبادل مكانه،

من تحذيره في يرى بدأ وبعضهم يطيقونه، يعودوا لم الناس أن أحس أنه فقال " واختفى فانسحب مزعجا، كابوسا اإلنجليز

: حسن الشيخ بشيرأنه" زاعما أسلحة، لشراء مدة منذ دراهم يجمع ظل عليه، الله سهل هو،

شاهدوا وال إصالحات الناس ير ولم المسجد، في إصالحات إجراء بحجة يجمعها" غريب مذهب كل الظن بهم فذهب أسلحة،

: زعيتر أكرم . القسام" المؤمن صديقي أعرف أنا مذهب كل الظن بك يذهب أن الله معاذ

" وشرفة باب كل من التهم عليه تلقى أن حرام أنت، تعرفه مثلما: حسن الشيخ بشير

" إذن؟" اإلختفاء هذا لماذا ياأخي، ولكن أقدره، وأناأخيه بيت بناء على المشرف وبشير زعيتر الشاب بين مساء الحديث هذا دار

المحشوة اإلسمنت أكياس مشهد مازال أحدهما نابلس، أحياء من حي فيتنقل أن قبل يافا ميناء رصيف على بلجيكا من القادمة والرشاشات بالبنادقالذي الفلسطيني الغليان هذا أن يشعر واآلخر ذهنه، في يضطرب أبيب تل إلىتعلو يراقبها التي البناء بحجارة سيذهب ربما األسلحة مرأى شرارته أطلق . الذي نفسه الشعور وهو البناء فنون عن تعلمه ما كل ومعها حجر، فوق حجرامدن أن علموا حين آنذاك الخمسة الفلسطينية العائالت أحزاب زعماء اجتاح

السامي المندوب بفخامة وثقتهم لتوسالتهم تصغي تعد لم فلسطين وقرىعن يتنحوا أن ونصحهم السراج، سامي الكاتب وجوههم في وبصق البريطاني،

. والجوخ والمكانس الشمنتو معامل بتأسيس ويشرعوا السياسي، العمل : اليهما هرع بناء عامل الظنون حديث عليهما وقطع

" نابلس" إلى به وجاءت جنين، في اليوسف القادر عبد على الحكومة قبضتالهاتف بسماعة فأمسك جيدا، يعرفه الذي اإلسم هذا إلى زعيتر أكرم انتبه وهنا

جنين، بلدية إلى فاستدار عندهم، موجود غير أنه نابلس شرطة فقالت يسأل،: أذهلته بمفاجأة عليه رد حارس سوى فيها يكن لم

بجثث" وجاؤا إنجليز، وقتل منها أفراد قتل عربية، عصبة مع معركة حدثت " . هذا من أكثر أعرف وال قاعدة، قائمة الدنيا المدينة إلى القتلى

فورا . االتصال وقطع: زعيتر أكرم

. اسرع" جنين، إلى اسرع له، وقلت القطب، ماجد الصحفي بالمراسل اتصلتالشيخ استشهد جدا، خطيرة أخبار ويصيح، يلهث ساعات ثالث بعد ماجد وعاد

" إخوانه من وأربعة القسام

95

Page 96: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

* * *

قرر ألفة، سيزداد والذي البيضاء، وغيومه نفسه األزرق الياقوت هذا تحتالرشيدية مخيم في صباه سنوات ستمنحه والذي ريحان، أحمد يوسف الشاب

. . مابعد في جنين مخيم إليه ويضيف جي، بي اآلر أشبال قائد اسم لبنان فيعام من أبريل أوائل في المخيم إلى طريقه يتخذ أن جندل، أبو هذه. 2002لقب

المخيم، الصهيونية الذئاب قطعان دبابات فيها تحاصر التي الثانية المرة هي . ولكن اتخذه، الذي طريقه عن أحد يحدثني لم التالل فوق وينتشرقناصتها

التي نفسها الصاحية السماء تحت كان أنه البد األيام تلك في يعبد من الخروجوالصخور، األشجار بين الجبل سفح عند يتوزعون وهم ورفقته القسام شاهدها

وشرطتهم اإلنجليز قطعان على القليلة بنادقهم رصاص يطلقون وهمفي الهندي والبخور بالطيوب المحاطة ملكتهم بشارات المزينة الفلسطينية

. اللندني قصرهاالنادرة، العصبة هذه أحالم به ومرت نفسها، السفوح بهذه مر جندل أبو أن البد

جرارة امبراطورية جيوش مواجهة في صيد، وبندقية ورشاش بنادق تسعوبورما الهند أدغال في تزحف وهي حرابها رؤوس عن التغيب الشمس مازالت

العراق، في القريبة الحبانية بحيرة شاطيء على ضباطها ويستلقي وأفريقيا . قربا األكثر السويس قناة وساحل

مألوفة مالمحه سيجعل الذي الحديث أعرفه، سيجعلني الذي الحديث ولكنأم به حدثتني ما هو يوم، ذات به التقينا أننا نشعر وجه أو طفولة صديق كألفة

اسبوعين بعد شهدت، التي الساحة المخيم، ساحة على المطل بيتها في علي. البنادق بأعقاب الصهاينة ضباع عليه ينهال جريحا، أبوجندل المعارك، منوثوبها الجميلة البشرة ذات الزينات، أم من الالجئة الخمسينية، علي أم

إلى يتحول وهو واحدة لحظة المخيم تترك لم اليغادرها، الذي الفلسطينيتدوس الطرقات في وجرحى قتلى وأجساد الطائرات، قذائف تحت حطامشركة جرافات الجرافات، أصوات فيه وتصطخب الدبابات، عليها

. الفلسطينية المدن إلبادة خصيصا المصفحة كاتربلراألمريكيةأمي القصص تغادر لم كما تماما أيضا، قصصها تغادرها لم الخمسينية علي أم . وبين بيننا نروي، حين أشيائنا إلى األلفة نعيد نحن عاما أربعين بعد حتى الراويةغبار وبين وبيننا التنسى، التي والينابيع والصخور األشجار وبين وبيننا أنفسنا،

. والزمن تبكي، وأوتار تغني أوتار أطفالنا ونحيب وصرخات المتهاوية البيوت: ساعة بعد ساعة صامتا يمر

قواتهم،" يحشدون وهم أيام خمسة طيلة والبر الجو من القصف واصلوا . حاربت والمالئكة الله أن إال بسيطا، السالح كان الدخول من تمنعهم والمقاومة

. أخيرا يتمكنون األسرائيليين الجنود شاهدت الساحة في بيتي ومن المقاومة مع . الشباب، وعلى أنفسنا على خفنا ارتعبنا، المخيم في لهم طريق شق من

للمقاومين، الطعام ونحمل ونخرج نتجرأ النساء من قلة مع كنت الهجوم فخالل . . كانوا بيتنا إلى وصلوا وأخيرا عديدة الشوارع في أجسادا أرى وكنت

96

Page 97: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

في وجمعونا يصادفون، شخص أي ويرهبون ويركلون يضربون متوحشين،: البيت من نخرج أن أمرونا ثم البيت، غرف من واحدة غرفة

لن" أردتم، إذا رؤوسنا على البيت تهدموا أن يمكنكم بأطفالي؟ أمضي أين إلىالعام في بيوتنا ترك على أجبرتمونا أنكم يكفي مكان، أي إلى ،1948نذهب

" الالجئين مخيم حتى نترك أن تطلبون واآلن : مزمجرا ،لطمني منهم ضبع علي هجم

. " حيوان".. صباحا، العاشرة حوالي التالي، اليوم وفي البيت، في نمنا الليلة تلك فيودخلت ضارية، كانت الخارج في المقاومة أن لنا بدا لها، بدمية تلعب وطفلتي

. ألنني الصعود، رفضت العلوي الطابق إلى نصعد أن منا وطلبت الضباع، علينابطفلتي أحدهم فأمسك لهم، بشرية دروعا استخدامنا يريدون أنهم أدركت

: رأسها إلى بندقيته وصوب ذراعه تحت رقبتها وضغط " جميعا" تصعدوا لم إذا سأقتلها

. البندقية بعقب رأسي على ضربني أنه إال مخالبه، بين من طفلتي انتزاع حاولت . البيت، وغادرت أطفالي أخذت ذلك بعد فصعدنا خيار، من أمامي يكن ولم

. هناك يحتمون كثيرين أناسا وجدت وهناك الساحة، عن قليال يبعد بيتا ودخلتوهم أوالدي، فكلهم الشباب، إلى طعام تهريب إلحاول وخرجت أطفالي، تركت

. فيه وظلوا عسكري، مركز إلى بيتنا حولوا أقول؟ ماذا لحمايتنا دمهم يبذلون . المكان من هناك جدا قريبة كنت نسفوه منه انسحبوا وحين أيام، خمسة لمدة

وهو الرصاص عليه أطلقوا المقاتل، الشاب الصباغ، جمال فيه أعدموا الذيهناك ملقى جسده وظل الشارع، في ورموه بيتنا، من ببطانية لفوه جريح،

. عليه وداست دبابة أقبلت أن إلى أيام، ثالثة طيلةالساحة، في يجري ماذا أعرف أن وددت البيت، ذلك في ونحن أيام عدة بعد

سويت البيوت كل مدمرا، شيء كل فشاهدت ألنظر، مكان أعلى إلى صعدت . . ورأيت كثيرون وجنود دبابات هناك كانت حجر على حجر يبق لم باألرض،الهواء، في يديه يرفع كان يديه، رافعا يسير شاب وأمامها منهم مجموعة . مكاني في وتجمدت جندل أبو أنه فأدركت هو، من ألعرف النظر ودققت

. يديه قيدوا ثم البنادق، بأعقاب بضربه وبدأوا أوقفوه، به سيفعلون ماذا ألعرفماذا أفهم ولم صراخهم، سوى أسمع لم وحشية، بأصوات يصرخون وبدأواعلى الرصاص وأطلقوا أحجار كومة فوق الركوع على أجبروه ثم يقولون، . رأيت وهناك انتحب، البيت إلى راكضة عدت الخلف ومن اإلمام من رأسه

" بعضهم " صاح ، أبوجندل أعدموا صرخت اليدين، مقيد وكلهم الناس، من المزيد. " " " الحقيقة" هي قلت ، النصدق

في وهناك جندل، أبو نتفقد وخرجنا لنا، وجارة ابنتي أخذت أيام، ثالثة بعدعلى أعدموه، حين عليها كان التي نفسها بالطريقة راكعا رأيناه نفسه المكان

. . وجهه يغطي الدم كان إنقاذه ويمكننا جريحا، كان ربما أنه فظننت ركبتيه، . ميتا كان

ثالثة بعد إال والبيوت الشوارع من الجثث بنقل اإلسعاف لرجال الجنود يسمح لم . اإلسعاف. عمال مني وطلب بالغة بوحشية مشوها كان الجثث هذه بعض أيام

. هؤالء كان جندل أبو جثة مكان على أدلهم وأن الجثث، جمع في أساعدهم أن

97

Page 98: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

. الجثث عن لي يكشفون وبدأوا عاما عشرين طيلة رعيتهم الذي الشباب من." " : الجلد من ومعطفا خاكيا بنطلونا يرتدي كان فقلت جندل، أبو على ألتعرف

." " الجنود أن يبدو هو هذا فقلت الجثة على تعرفت األكياس أحد فتحوا وحينكل ورحم الله، رحمه وجهه، وأحرقوا إعدامه بعد اليه عادوا المسعورين

" أجلنا من ماتوا الذين الشبابنظرت بل بها، يحيطون من إلى وال إلي، تنظر لم الجميل، وجهها مالمح تصلبتالسماء تلك إلى وصوال ربما نظرها، يصله أن يمكن مدى أبعد إلى بعيدا،

: يعبد أحراش فوق البيضاء الغيوم وال الزرقة، التغادرها التي نفسها الزرقاءسنواصل" فخورين، وسنبقى دائما كنا آسفين، غير أننا إال شيء، كل فقدنا

المقاومة"

* * *

كل من المنهمر اإلنجليز رصاص أصابه ان بعد القسام جيوب يفتشون الجنود . الوادي أسفل في هناك جنيها عشر وأربعة مصحفا جيبه في فيجدون الجهات،

سعيد سيد والمصري القاسم، أبو ومحمد الذيباوي، يوسف الشيخ أيضا قتلواوعربي جابر أحمد والشيخ الباير حسن وأسروا السعدي، نمر وجرحوا عطية،

من آخرين قلة مع درة أبو يوسف تمكن بينما يوسف، محمد والشيخ البدوي . إلى ورفاقه القسام جثث الجنود ونقل األنظار عن واإلختفاء الجنود طوق كسر

. أشعر لماذا األسماء؟ هذه أذكر لماذا نابلس سجن إلى األسرى ونقلوا جنين،اختزنها التي الحكاية هذه ألن بتفاصيله؟ المكان يحضر أن الضروري من أن

الغناء أوتار ستكون التي هي حيفا، في القسام جيران والعمال، الفالحين فقراءبدأت أن بعد أراضيهم من المطرودين هؤالء إال آنذاك يرددها لم التي والبكاء

. أصحاب أما اآلتية األيام في يرددونها وسيظلون اليهود، مستعمرات تلتهمهاحاول وال األصوات هذه نوافذهم تدق فلم والجوخ، والمكانس الشمنتو مصانع

مصاحفهم مع المعزولين أهلنا اإلنسانية، أهلها مالمح التقاط وشعراؤهم كتبتهم . في القسام خطب من خطبة أحد يتذكر هل قراهم في شهدائهم وأسماء

والرياح باألوحال غارق مخيم إلى الذهاب أحد حاول هل اإلستقالل؟ مسجدأدراجه في الفقراء وقصص بخطب يحتفظ الأحد حكاياتهم؟ عن الناس ويسأل

أحد ال الجيء، أي ذاكرة اليفارق الذي الوعر إلى طريقه يتخذ أحد ال الذهبية،أمهاتنا حكايات تجعل التي هي والخروب الزيتون ظالل أن يعرف أن يريد

. فلسطين حكايات : جريحا نمرالسعدي

98

Page 99: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

والوطن".. الدين نصرة على اتفقنا أن بعد تقريبا، شهر منذ حيفا من خرجنامسلحين كنا بيسان سهل وفي وطننا، يحتلون ألنهم واليهود اإلنجليز وقتلمصارف من وفرناه ما من اشتريناه وكله الرصاص، من والقليل بالبنادق

" اليومي معاشنا : أوراقه مع زعيتر أكرم

ويسعون" البريطانيين، المحتلين مع الصدام يتجنبون األحزاب زعماء كانأن وجالء بوضوح فأدرك القسام، كان هذا على خرج الذي الوحيد السترضائهم،

" مقاومته تجب الذي الرئيس العدو هو البريطاني اإلستعمارالسجناء : لرؤية يذهب المحامي الشقيري أحمد

بيدي،" وأسقط اإلنجليز، مع واشتبكوا السالح بحملهم اعترفوا بأنهم فوجئت إننا قل فقالوا، ؟ نقول وماذا المحكمة في نفعل أن تريدوننا ماذا فسألتهم،

" والوطن الله سبيل في مقاتلونكل أصوات تجتمع الرواية وفي معا، واحد وقت في ويغنون القرويون يروي

او دفوف، حاملي وال طبول قارعي ليسوا بامتياز، شعراء البشري، جنسهم . التي البطولية المالحم أشكال أقدم أصحاب إنهم حزينة إيقاعات منشدي

األصحاب من قليل عدد برفقة حيفا في الفقراء حي من يخرج شيخ قصة تقصأنه يعلم وهو حرابها، أسنة عن بعد الشمس تغب لم إمبراطورية جيش ليواجه

سيولدون شباب وقصة األحراش، بين قتيال سيسقط وأنه الجيش، هذا يهزم لناألحراش في وينتشرون سنة، خمسين أو عشرين أو عشر بعد األيام مقبل في

أنهم يعرفون وهم اصحابه، وأسماء ذاته، اإلسم حاملين المخيمات وفي ذاتها . أيضا البيوت حطام وتحت األشجار بين قتلى سيسقطون

ماليين رافقها، الذي والغناء بحكايتها البسيطة، القسام ملحمة في اجنمعت هلاألغنية، عن الرواية تنفصل لم الملحمة هذه في والكامنة؟ الممكنة األصواتجنودهم أرسلوا الذي اإلنجليز ضباط يصعق أن يمكن كان والذي والمفاجيء،الماضي فيها ينفصل لم ذاتها الملحمة هذه أن أحياء، ظلوا لو يعبد أحراش إلى

. الساعات، على يتوزع الذي الزمن الزمن، األيام به ستأتي وما الحاضر عنينطلق حين للموت وال سيطرة لليل بعدها اليغدو كونية، ساعة في هنا يتالحم

وشعاب الوديان بين ذاتها الزرقاء السماء هذه تحت القرويين وأحفاد أبناءالجبل.

99

Page 100: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

للمؤلف:

الشعرية* : األعمال

بغداد،- 1 الحديث، العربي الشعر ديوان سلسلة عميقة، أقبية في 1974الغناء،الكويت،- 2 الطليعة مطابع البحر، جسد في رسمك 1976حاولتبيروت،- 3 رشد، ابن دار الطيور، تأتي اآلن 1980لساحلكبيروت،- 4 العودة، دار األمثال، 1986مملكة

: الروائية* األعمال

لندن،- 1 للنشر، الريس رياض الندى، 1990أطفالالقاهرة،- 2 الجديدة، العصور مجلة الالجئ، 1999نصالقاهرة، – 3 الجديدة، العصور دار العاشق، 2001حدائقباريس،- ) ( 4 ميشيل، آلبن نشر دار ، الفرنسية باللغة الندى 2002أطفالأثينا،- ) ( 5 الكساندرية، ،دار اليونانية باللغة الندى 2003أطفاللشبونة،- ) ( 6 ليتراس، دي كامبو دار ، البرتغالية باللغة الندى 2005أطفالحيفا،- ) ( 7 بارديس، دار ، العبرية باللغة الندى 2005أطفال8 : للدراسات- العربية المؤسسة السرية، فضالن ابن سيرة المسرات شجرة

بيروت، 2004والنشر،

: النقدية* األبحاث

بيروت،- 1 والنشر، للدراسات، العربية المؤسسة الشعرية، اللغة في مقالة1980

دمشق،- 2 الحوار، دار الفلسطيني، التشكيلي 1985الفنبيروت،- 3 العربية، األبحاث مؤسسة الحداثة، عن 1986بحثا

: الترجمة* أعمال

الوطني- ) ( 1 المجلس العالمي، المسرح من ملر، ،آرثر مسرحية السقوط بعدفبراير، الكويت، واآلداب، والفنون 1998للثقافة

2 : الهايكو- قصيدة جماليات في دراسة البرقوق أزهار تتفتح أخرى بعد واحدةوالفنون للثقافة الوطني المجلس ياسودا، ،كينيث مختارة شواهد مع اليابانية

فبراير، الكويت، 1999واآلداب،والفنون- 3 للثقافة الوطني المجلس كالفينو، ايتالو القادمة، لأللفية وصايا ست

،ديسمبر، الكويت 1999واآلداب،

100

Page 101: أم الزينات تحت ظلال الخروب - Palestine Remembered · Web viewأم أن الحلاوة تخلفت في أرض الوطن أيضا ، مع كل ألوان الخضار

: الذاتية* السيرة

1 : ماضيهما- زيارة إلى يعودان وإسرائيلي فلسطيني الجيء الجدران من أبعد ) أكت) دار جيرمين، فرانسواز تحرير الغازي، ويوسف األسعد محمد ، بالفرنسية

باريس، وسندباد، 2005سود

101