التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم....

32
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا م الس ب ر ي ث ك ن ب ر ا سي ف ت ب ي هذ ت ي ف ر ي ث م لح ا ا ب ص م ل ا( ه ي1 الآ ن م عارح م ل ا ورة س19 ورة س ل ر ا خ1 ى ا لD ا) ت ب س ل ا مان ث ع ن ب الذ خ ي س ل ا عذ. ت ه، و ب ح ص له و1 ي ا عل له، و ال ول س ي ر عل لآم س ل وا لآة ص ل له، وا مذ ل ح ل ا ى: ل عا ت وله ق ر سي ف ت ي ف- ى ل عا ت له مه ال حر- ر ي ث ك ن بل ا ا ق يَ لَ عْ مُ هَ ن بِ ذ َ ّ الَ ن يِ ّ لَ صُ مْ ل آ اَ ّ لِ D ا ا ً وعُ نَ مُ ر ْ يَ خْ ل اُ هَ ّ سَ م اَ ذِ D اَ و ا ً وعُ رَ خُ ّ رَ ّ ش ل اُ هَ ّ سَ م اَ ذِ D ا ا ً وعُ لَ هَ ق ِ لُ خَ انَ سْ بِ D آْ الَ ّ نِ D ا{ * * * * ِ ن بِ ّ ذ الِ مْ و َ نِ x بَ ونُ قِ ّ ذَ صُ يَ ن بِ ذ َ ّ الَ وِ ومُ رْ حَ مْ ل اَ وِ لِ ~ اَ ّ س لِ لٌ وم ُ لْ عَ مٌ ّ قَ حْ مِ هِ ل اَ وْ مَ ~ ا يِ فَ ن بِ ذ َ ّ الَ وَ ون ُ مِ ~ اَ ذْ مِ هِ ت آَ لَ ص* * * * آَ ّ لِ D اَ ونُ ظِ ف ا َ خْ مِ هِ ج وُ رُ فِ لْ مُ هَ ن بِ ذَ ّ الَ وٍ ونُ مْ ~ َ مُ رْ يَ غْ مِ هِ ّ تَ رَ ابَ ذَ عَ ّ نِ D اَ ونُ قِ قْ سُ مْ مِ هِ ّ تَ رِ ابَ ذَ عْ نِ مْ مُ هَ ن بِ ذَ ّ الَ و* * * ْ مُ هَ ن بِ ذ َ ّ الَ وَ ونُ اذ َ عْ ل اُ مُ هَ كِ ~ بَ ل وُ ~ اَ قَ كِ لَ ذَ اءَ رَ ي وَ غَ تْ ب اِ نَ مَ فَ ن يِ م وُ لَ مُ رْ يَ غْ مُ هَ ّ تِ D اَ قْ مُ هُ ت اَ مْ َ ~ اْ بَ كَ لَ م َ مْ وَ ~ اْ مِ هِ ج اَ وْ رَ ~ ي اَ لَ ع* * يِ فَ كِ ~ بَ ل وُ ~ اَ ونُ ظِ ف ا َ حُ يْ مِ هِ ت آَ لَ ص يَ لَ عْ مُ هَ ن بِ ذ َ ّ الَ وَ ونُ مِ ~ ا َ قْ مِ هِ ت اَ اذَ هَ شِ بْ مُ هَ ن بِ ذ َ ّ الَ وَ ونُ ع اَ رْ مِ هِ ذْ هَ عَ وْ مِ هِ ت َ ن َ مَ ~ آِ ل* * * } َ ونُ مَ رْ كُ مٍ ابَ ّ نَ ح: عارح م لا[ 19 - 35 ] . عذ: ت م~ له، ا ال ول س ي ر عل لآم س ل وا لآة ص ل له، وا مذ ل ح ل ا:- ى ل عا ت و ارك ب ب- وله ق ف{ } اً وعُ لَ هَ قِ لُ خَ انَ س بِ D آْ الَ ّ نِ D ا، اب ذ ع ل ا ن ما ه ي ف ار، وم ب ل ا- ى لا ع ت و ارك ب ب- ه ل ر ال ك ما ذ ل ها ت~ وا{ } ىَ ّ لَ وَ تَ وَ رَ بْ ذَ ~ اْ نَ م وُ عْ ذَ ن ر خ1 الآ وم ن ل ها، ون ت ن ي كذ م ل لآء ا~ و ه وعذ ت و} ٍ ع ِ ف اَ وٍ ابَ ذ َ عِ تٌ لِ ~ اَ سَ لَ ~ اَ س{ : ارح ع م لا[ 1 ] :- ه ل ه ال م حر- ر ب ر خ ن ب ا م ك عل لل ا ه~ ا ض ع ت ول ق ي عل ر، ف ا الك ب ذ ك م ل ا ان س بD ا الآ ذ ال هر خ ك ذ{ } َ انَ س بِ D آْ الَ ّ نِ D ا ه: ول ق ن~ ا ي ن ع ت، ان م D الآ ل ه~ ي ا نˆ ث ب س ر، وا ف ا ك ال ه ف ة ص ذ ه ن~ ر، ا ف ا الك ي ن ع ت ول: ق ت{ } َ ن يِ ّ لَ صُ مْ ل آ اَ ّ لِ D ا رة خ1 ى ا لD ا. لآ~ وصاف ة ا هذ ت ون ق ص ت م م ه ف، مان D الآ ل ه~ ا ي عن ت ول: ق تك ل ذ ن~ : ا- م عل~ ه ا لوال- رب ف~ و الآ ه، و- ه ل ه ال م حر- ر ي ث ك ن ب ا ظ حاف لرة ا ا ن ح ا ي ذ و ال ه ر، و خ1 الآ ول ق ل ي ا عل و ال ا ق م ك،- ى لا ع ت و ارك ب ب- ه ل ال ه طاغ ي ب ذ ه ي ب ، و ان م D لآ ه ن س ف ت روض ي ي م لو، م ه ت ب ح ن م ان س بD الآ ف ص و1

Transcript of التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم....

Page 1: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

بسم الله الرحمن الرحيمالمصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

( إلى آخر السورة19سورة المعارج من اآلية ) الشيخ /خالد بن

عثمان السبتالحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد.

قال ابن كثير -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: ه الخير منوع55ا ر جزوعا * وإ=ذا مس ه الش }إ=ن اإل=نسان خل=ق هلوعا * إ=ذا مسم م دائ=م55ون * والذ=ين ف=ي أم55وال=ه= الت=ه= لين * الذ=ين هم على ص55 * إ=ال المص55دقون ب=ي55وم= ال55دين= * والذ=ين ائ=ل= والمحروم= * والذ=ين يص55 حق معلوم * ل=لسم غير م55أمون * والذ=ين هم قون * إ=ن عذاب ربه= م مشف= ن عذاب= ربه= هم م==نهم غي5ر إ م أو م5ا ملكت أيم5انهم ف5 ه= م حاف=ظون * إ=ال على أزواج= ه= ل=فروج=ين * فمن= ابتغى وراء ذل=5555ك فأولئ=ك هم الع5555ادون * والذ=ين هم مل5555وم=م ق55ائ=مون * والذ=ين هم م راعون * والذ=ين هم ب=شهادات=ه= م وعهد=ه= مانات=ه= أل=

م يحاف=ظون * أولئ=ك ف=ي جنات مكرمون{ .[35-19]المعارج:على صالت=ه=الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، أما بعد:

لم..ا ذك..ر الل..ه -تب..ارك وتع..الى- إ=ن اإل=نسان خل=ق هلوعا{}فقوله -تبارك وتعالى-: وتوع..د ه..ؤالء المك..ذبين تدعو من أدبر وتولى{}النار، وما فيها من العذاب، وأنها

ذكر ح..ال ه..ذا اإلنس..ان [1]المع..ارج: }سأل سائ=ل ب=عذاب واق=ع{بها، وباليوم اآلخر إ=ن اإل=نسان{}المكذب الكافر، على قول بعض أهل العلم كابن جرير -رحمه الل...ه-:

إ=ال}يقول: يعني الكافر، أن هذه صفة الكافر، واستثنى أهل اإليم..ان، يع..ني أن قول..ه: إلى آخره يقول: يعني أهل اإليمان، فهم متصفون بهذه األوصاف. المصلين{

وعلى القول اآلخر، وهو الذي اختاره الحافظ ابن كثير -رحمه الله-، وهو األقرب -والله أعلم-: أن ذلك وصف اإلنسان من حيث ه..و، م..ا لم ت..تروض نفس..ه باإليم..ان، وتته..ذب

}والعصر= * إ=ن اإل=نسان لف=يبطاعة الله -تبارك وتعالى-، كما قال الله -عز وجل-: آه استغنى{وكما قال: ، [2-1]العصر: خسر{ ]العلق: }إ=ن اإل=نسان ليطغى * أن ر

6 –7]. وكل ذلك في اإلنسان من حيث هو، هكذا طبيعته الغالبة، فتحتاج إلى ترويض وته..ذيب،

ان إ=ذا م55ا ابتاله ربه فأكرم55ه ونعم55ه}فيتخلص من هذه األوص..اف: ا اإل=نس55 فأما إ=ذا م55ا ابتاله فق55در علي55ه= ر=زق55ه فيق55ول ربي فيقول ربي أك55رمن= * وأم

} .[16-15]الفجر: أهانن=ر جزوعا *هنا فسر الهلوع بما بعده: }إ=ن اإل=نسان خل=ق هلوعا{ ه الش }إ=ذا مس

ه الخير منوعا{ . وإ=ذا مس هذا تفسير له بأوصاف وأحوال قد اتصف بها، لكن ما أص..ل المع..نى؟ يع..ني م..ا مع..نى

الهلوع في كالم العرب؟ الهلوع، الهلع، يقال: فالن فيه هلع، صاحب هلع، موصوف بالهلع: فس..ر بأش..د الح..رص، حريص، مع أسوأ الجزع، الذي في يده ال يخرج، وهو حريص على زيادته غاية الح..رص،

وهو أيضا يتصف بأسوأ الجزع، وأفحشه. وعبارات السلف -رضي الله عنهم- متقاربة، يعني كما يقول عكرمة: هو الضجور، كثير الضجر، ولكن هذا تفسير له ببعض معناه -والل..ه تع..الى أعلم- ك..ون اإلنس..ان إذا مس..ه

الشر جزوعا، فهو يتضجر ويتسخط، قليل الصبر. وذكر الواحدي عن المفسرين: أنهم يقولون: إن الهلع مفسر بما بعده، وهذا ال إش..كال فيه، لكن الكالم على أصل معناه، بمعنى أنه إذا أصابه الش..دة، الفق..ر، الم..رض، ونح..و ذلك فهو كثير الجزع، وإذا أصابه الغنى والخصب فهو كثير المنع، والح..رص، يمن..ع ح..ق

1

Page 2: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

الله، وحق المخلوقين، وال يش.كر ه.ذه النعم.ة، فه.و قلي..ل ص.بره، وقلي..ل ش.كره، في حالتيه، الش..دة والرخ..اء، ويظه..ر أش..د الج..زع في الش..دة، ويظه..ر من..ه البخ..ل، ومن..ع

الحقوق في حال الرخاء.ه الخير منوعا{ } أي: إذا حصلت له نعمة من الل55ه بخ55ل به55ا علىوإ=ذا مس

غيره، ومنع حق الله -تعالى- فيها. وروى اإلمام أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله علي55ه

ورواه أب55و داود عن))شر ما في رجل: شح ه55الع، وجبن خ55الع((وسلم-: عبد الله بن الجراح عن أبي عبد الرحمن المقرئ ب55ه، وليس لعب55د العزي55ز

.(1)عنده سواه ابن جرير -رحمه الله- فسر الهلع بشدة الجزع مع شدة الحرص والض..جر، ه..ذا تفس..ير له ال يعارض قول من قال: إنه مفسر بما بعده، بمعنى أن الل..ه ذك..ر أب..رز خص..ال ه..ذا

اإلنسان الهلوع. وهؤالء فسروه في أصل معناه، يقول: إذا حصل له، إذا مسه الضر فزع وج..زع وانخل..ع قلبه من شدة الرعب، وأيس أن يحصل له بعد ذلك خير، هذا الهلوع، ه..ذا اإلنس..ان إذا قل توكله على الله -عز وجل-، وقل يقينه فإنه يقل صبره وش.كره في حالتي.ه، فيص..ير هذا اإلنسان في حال من االضطراب والقلق الدائم، والضعف أم..ام م..ا يع..رض ل..ه من الس..راء والض..راء، فيك..ون بين ج..زع وبط..ر، ويك..ون بين ض..عف وانكس..ار ت..ارة، ومن..ع للحقوق وحرص على هذا الحطام ت.ارة أخ.رى، ينس.ى س..ريعا، إذا حص.لت ل.ه العافي.ة والغنى صار في حال من التيه، ونسي شكر الله -عز وجل- على ه..ذه النعم، وأن..ه ق..د يسلب ذلك في أي لحظة، وإذا ترحل عنه ش..يء من ه..ذا ف..إن ال..دنيا تظلم في عين..ه، ويظن أن هذا نهاي..ة المط..اف، فيظن أن ه..ذا ه..و الم..رض، ه..و النهاي..ة، هي القاض..ية، فييأس، ويبتئس، ويحصل له الجزع والضعف، فيتالشى ذل..ك التع..اظم وال..ترفع والق..وة التي كان يتوهمها، ثم بعد ذلك أفضى الحال إلى قل..ق وض.عف وعج..ز ومس..كنة، وتج..د الواحد من هؤالء بعدما كان في حال يرى نفسه فيها أن..ه غ..ير مس..بوق وال م..دفوع عن هذه النعم التي حصلت له، يصير -نسأل الل.ه العافي.ة- إلى ح.ال من االنهي.ار النفس.ي،

))شر ما في رجل:فيبكي كما يبكي الصغير، يقول: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: .(2 )شح هالع، وجبن خالع((

الشح الهالع، هالع أي موصوف بأشد الجزع والضجر. والجبن الخالع يعني الشديد، كأنه يخلع فؤاده من شدته، يعني كم..ا يق..ال: ينقط..ع قلب..ه

من شدة الخوف. هنا قال: رواه أبو داود عن عبد الله بن الجراح عن أبي عبد الرحمن المقرئ به، وليس لعبد العزيز عنده سواه، عبد العزيز المقصود به ابن مروان بن الحكم، هو ال..راوي عن

أبي هريرة -رضي الله عنه. الحافظ ابن القيم له كالم على هذا، يقول -رحمه الله تعالى- في تفسير قول..ه تع..الى:

ر جزوعا{} ه الش اآلي..ات: "ف..أخبر تع..الى أن إ=ن اإل=نسان خل=ق هلوعا * إ=ذا مس اإلنسان خلق على هذه الصفة، وأن من كان على غيرها، فألجل م..ا زك..اه الل..ه ب..ه من

.(3)فضله وإحسانه"

(، وقال محققو8009(، وأحمد )2511 - رواه أبو داود، كتاب الجهاد، باب في الجرأة والجبن، رقم )1 المسند: "إسناده صحيح"، وقال األلباني: "إس..ناده ص..حيح، وص..ححه ابن حب..ان" كم..ا في ص..حيح أبي

(.2268داود، رقم ) - المصدر السابق.2(.107 - طريق الهجرتين، ص )3

2

Page 3: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

..ع ..ع أفحش الج..زع، وق..د هل وقال -رحمه الله-: "وتفسير الهل..وع: ق..ال الج..وهري: الهل.(4 )))شر ما في العبد: شح هالع، وجبن خالع((بالكسر فهو هلع وهلوع، وفى الحديث:

قلت: هنا أمران: أمر لفظي، وأمر معنوي. فأما اللفظي: فإنه وصف الشح بكونه هالعا، والهالع صاحبه، وأك..ثر م..ا يس..مى هلوع..ا،

وال يقال: هالع له، فإنه ال يتعدى، ففيه وجهان: أحدهما: أنه على النسب كقولهم: ليل نائم، وسر كاتم، ونهار صائم، ويوم عاصف، كل..ه

عند سيبويه على النسب، أي ذو كذا، كما قالوا: تامر، والبن.والثاني: أن اللفظة غيرت عن بابها لالزدواج مع "خالع" وله نظير.

وأما المعنوي: فإن الشح والجبن أردى صفتين في العبد، والسيما اذا ك..ان ش..حه هالع..ا أي: ملق له في الهلع، وجبنه خالعا أي قد خلع قلبه من مكانه، فال سماحة وال ش..جاعة، وال نفع بماله وال ببدنه، كم..ا يق..ال: ال طعن..ة وال جفن..ة -ال طعن..ة وال جفن..ة يع..ني ال ه..و شجاع وال هو بكريم- وال يطرد وال يشرد، بل قد قمع..ه وص..غره وحق..ره ودس..اه الش..ح

والخوف والطمع والفزع. وإذا أردت معرفة الهلوع فهو الذي إذا أصابه الجوع مثال أظهر االس..تجاعة وأس..رع به..ا، وإذا أصابه األلم أسرع الشكاية وأظهرها، وإذا أص.ابه القه.ر أظه.ر االس.تكانة وب.اء به.ا سريعا، وإذا أصابه الجوع أسرع االنطراح على جنبه وأظهر الشكاية، وإذا بدا ل..ه مأخ..ذ طمع طار إليه سريعا، وإذا ظفر به أحله من نفسه محل الروح، فال احتمال وال إفضال، وهذا كله من صغر النفس ودناءته..ا وتدسيس..ها في الب..دن، وإخفائه..ا وتحقيره..ا، والل..ه

.(5)المستعان"اها{}يشير إلى قوله تعالى: .[10]الشمس: وقد خاب من دس

أي: اإلنسان من حيث هو متص55ف بص55فات إ=ال المصلين{}ثم قال تعالى: الذم، إال من عصمه الله ووفقه وهداه إلى الخير، ويسر ل55ه أس55بابه، وهم

المصلون. هنا كما أشرت قبل قليل: أن من أهل العلم من فسر المصلين بأهل اإليمان والتوحي..د، يعني إال الموحد، ونظروا إلى أن طبيعة اإلنسان إنما تكون مغالبته..ا وتحويله..ا عم..ا هي عليه باإليمان، فأهل اإليمان ليسوا كذلك، يعني هم قالوا: إن هذه طبيعة اإلنسان، ه..ذا ابن جرير يقول: هذا وصف اإلنسان الكافر، قال: إال المص..لين، يع..ني إال أه..ل اإليم..ان، ولكن القول بأن ذلك على ظاهره يعني أن الله استثنى المصلين، فهذا في ضمنه ذك..ر اإليمان؛ ألن هؤالء المص..لين هم على ح..ال من اإليم..ان، فاتص..فوا به..ذه األوص..اف من مالزمة الصالة، والمداومة عليه..ا، إلى غ..ير ذل..ك من األوص..اف الم..ذكورة، فه..ؤالء من

}إ=نالمؤم..نين الكم..ل، وكلم..ا ك..ان اإليم..ان أتم ك..انت ه..ذه الص..فة أض..عف وأق..ل: ه الخي55ر منوع55ا{ ر جزوع55ا * وإ=ذا مس55 ه الش55 اإل=نسان خل=ق هلوعا * إ=ذا مس تضعف، فطبائع اإلنسان مما جبل عليه من الغرائز وحب التملك والطم..ع والش..ح، كم..ا

ح{قال الله -عز وجل-: رت= األنفس الش فهو شيء حاضر في [128]النساء: }وأحض=النفوس.

ه={وقال: فأضاف الشح إليها، لشدة مالزمت..ه له..ا، [9]الحشر: }ومن يوق شح نفس=ه={}هو مالزم له..ا: فه..ذه إنم..ا يك..ون الخالص منه..ا ب..ترويض النفس على شح نفس55=

اإليمان وشرائعه، فإذا صار متحقق..ا ب..التقوى والتوك..ل على الل..ه -ع..ز وج..ل-، واليقين، وحسن الظن بربه -تبارك وتعالى-، وأن عوائد الله عليه غادية ورائحة، وأن الل..ه حينم..ا يبتليه فإن ذلك ليس لهوانه عليه، أو ليضيعه، أو ليكسره، وإنما فع..ل ذل..ك ب..ه ليرفع..ه،

(، وقال محققو8009(، وأحمد )2511 - رواه أبو داود، كتاب الجهاد، باب في الجرأة والجبن، رقم )4 المسند: "إسناده صحيح"، وقال األلباني: "إس..ناده ص..حيح، وص..ححه ابن حب..ان" كم..ا في ص..حيح أبي

(.2268داود، رقم )(.275- 274 - عدة الصابرين، ص )5

3

Page 4: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

فإذا تحقق من هذه األمور، وأن الله أرحم به من أمه وأبيه، ومن أرفق الناس ب..ه فإن..ه يطمئن إلى قضاء الله -عز وجل-، وإذا حصلت بيده النعم فإنه يذكر تحوله..ا عن غ..يره، وأن ذلك أيضا عم..ا ق..ريب س..تتحول عن..ه النعم المادي..ة، فإن..ه إن لم تفارق..ه في ه..ذه الحياة الدنيا، في أيام حياته، فإنه سيفارقها بعد موته، فهو ال يبطر بالنعمة، وي..ذكر أنه..ا عارية في يده، وأن ذلك إفض..ال من الل..ه وابتالء، لينظ..ر عمل..ه، فال يحص..ل ل..ه البط..ربحال من األحوال، وأنه يتعاطى النعمة وهو وجل من الله، قد امتأل قلبه حياء من ربه - تبارك وتعالى-، حيث ال يؤدي شكر هذه النعم، وأن الله ساقها إليه من غ..ير ح..ول من..ه وال قوة، وأنه قد حرم منها الكثيرون، والله -تب..ارك وتع..الى- ن..اظر إلى ش..كره وعمل..ه وحاله، فهو بين وجل وحياء، فمثل هذا ال يصلح له التعاظم وأن ينس..ى نفس..ه، ويبط..ر،ا على ح..ال ويكون في حال من الغفلة بسبب هذه النعمة، وإذا جاء المكروه فه..و أيض.. من الرضا، أو الشكر، أو الصبر، فه..و يتقلب بين ه..ذه الم..راتب الثالث، لكن..ه ال يج..زع؛ ألنه يعلم أن الله اختار له ذلك، وأن الله عليم حكيم، فهو يرضى بما اخت..اره الل..ه -ع..ز وجل- له، ويعلم أن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه، هكذا تتروض النفس، فقال:

وهذا ي..دل على أن ه..ذه األوص..اف الم..ذكورة هي المخ..رج، وأن له..ا }إ=ال المصلين{ تأثيرا بليغا لعالج هذه الجوانب في نفس اإلنسان، بعيدا عن كثير من الفلسفة، وما ق..د يقوله القائلون في هذا الباب في معالجة طبائع اإلنسان، وما يحصل ل..ه في حيات..ه من مخاوف وقلق يفتك بكثير من النفوس، ويح..ول عافيته..ا وس..عادتها إلى عل..ل وأوص..اب موهمة، أو يتوقعها ويتخوفه..ا في المس..تقبل، أو أن ذل..ك يك..ون في ح..ال من التخ..وف والقلق على مستقبله، وماله وما يصير إليه في األمور المادية الدنيوية، فهذا عام..ة م..ا يعصف بالنفوس، ويورثها القلق، فتج..د ال..ذي ال زال في أي..ام دراس..ته، ومقتب..ل العم..ر يفكر كثيرا أين سيذهب، وأين سيعمل، وإذا تخرج هل س..يجد م..ا يكفي..ه أو يغني..ه، ومنا فه..و يعمل فهو أيضا يتوقع أمورا، ومن كان في عافية يتوقع المرض، ومن كان مريض.. يتوقع العطب، وهكذا تجد هذه المخاوف تنتاب اإلنس..ان، وتت..وارد على نفس..ه، فيك..ون ذلك على حساب عافيته وراحته، وطمأنينته وسكينته، فإذا كان اإلنسان بهذه األوص..افا يك..ون من أه..ل اإلنف..اق الس..يما من أهل الصالة ال..ذين ي..داومون عليه..ا، وك..ذلك أيض.. الزكاة، ومع يقينه باآلخرة، وخوفه من عذاب الله -عز وجل-، مع صيانة وعفاف وحف.ظ للفرج، فإن هؤالء مع ما ذكر من األوصاف التي تدل على كمال التقوى واإليمان، فمثل هذا ال مكان للقلق في نفسه، وال للجزع وال للطمع، والشح والحرص والمنع، ك..ل ذل..ك يزول ويذهب بحسب إيمان العبد، ف..إذا رأى العب..د من نفس..ه اتص..افا بش..يء من ه..ذه األوص..اف المذموم..ة فليعلم أن ذل..ك لنقص في تحقي..ق ه.ذه األوص..اف الم..ذكورة من أحوال أهل اإليمان، هي هكذا، وال يحتاج اإلنسان إلى كالم كث..ير يق..ال ل..ه من توص..يف.ا، فلربم.ا تض..ع من قوت.ه لربما يفتقد العالج الحقيقي، ولربما أدوية قد ال تزي.ده إال وهن ونشاطه وعافيته، فيصير في حال من الخمول والض..عف الب..دني، بس.بب تع.اطي ه.ذها ته..دم ج..وانب أخ..رى، األدوية التي تعالج جانبا -إن عالجته- أو تسكن ذلك، ولكنها أيض.. يرفع العبد رأسه عاليا، ويتوكل على الله -ع..ز وج..ل-، ويقب..ل علي..ه بكليت..ه، وإذا ذك..ره..ا، وتك..ون ي..ده بقلبه قبل أن يذكره بلسانه، ويكون قلبه منكسرا لله -ع..ز وج..ل-، مخبت تجود بالنفقة فمثل هذا ال مكان لهذه المخاوف والقلق واألوصاب والعلل النفسية بحال من األحوال إلى نفسه، وإال فما نقص من هذه األوصاف -أوصاف أهل اإليمان- البد أن يك..ون في المقاب..ل ه..ذه المخ..اوف والقل..ق والض..يق والض..جر، ويك..ون في ح..ال من االضطراب في أيام العافية وفي أيام البالء، هو يكون هكذا -نسأل الله العافي..ة-، وه..ذا حال كثير من الخلق وإن لم يفصح الكثيرون عنه، يعتري هذه النفوس م..ا يعتريه..ا مم..ا يدرى سببه أو ال يدرى سببه، والسبب هو يرج..ع إلى ه..ذا، الس..بب الحقيقي يرج..ع إلى هذا، مما علم سببه يقول: عندي صفقة خسرت، عن.دي ك.ذا، انخف.اض ك.ذا، األس.واق، كساد، أمراض، في كذا، أو مما ال يعرف س..ببه، س..واء ع.رف أو لم يع.رف، هي قض..ية

4

Page 5: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

اليقين ه..ذا، واإليم..ان ض..عف فق..ويت الج..وانب األخ..رى، وإذا ق..وي تالش..ت الج..وانباألخرى، حتى يكون العبد في جنة قبل جنة اآلخرة.

م دائ=م55ون{ } قي55ل: معن55اه يح55افظون على أوقاته55االذ=ين هم على صالت=ه=وواجباتها، قاله ابن مسعود ومسروق وإبراهيم النخعي.

}ق55د أفلحوقيل: المراد بالدوام هاهنا السكون والخشوع، كقوله تع55الى: عون{ م خاش55= نون* الذ=ين هم ف=ي صالت=ه= قال55ه عقب55ة[2-1]المؤمن55ون: المؤم=

بن عامر، ومنه الماء الدائم، وهو الساكن الراكد، وه55ذا ي55دل على وج55وب الطمأنين55ة في الص55الة، ف55إن ال55ذي ال يطمئن في ركوع55ه وس55جوده ليس بدائم على صالته؛ ألنه لم يسكن فيها ولم يدم، بل ينقره55ا نق55ر الغ55راب،

فال يفلح في صالته. وقيل: المراد بذلك الذين إذا عملوا عمال داوم55وا علي55ه وأثبت55وه، كم55ا ج55اء في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه

.(6)))أحب األعمال إلى الله أدومها وإن قل((وسلم- أنه قال: م دائ=م55ون{}قوله -تبارك وتع..الى-: الت=ه= هن..ا إ=ال المصلين * الذ=ين هم على ص55

ما قال: "إال الذين يصلون" فإن ذكر هذا الوصف بهذه الصيغة:إ=ال المصلين{ }قال: "فالن من المص..لين" ه..ذا ي..دل على ل..زوم ه..ذه الص..فة، وج..اء م..اإ=ال المصلين{ }

م دائ=مون{}يكشف عن ذلك ويبينه، بقوله: .الذ=ين هم على صالت=ه= وأقوال السلف هنا افترقت على هذه المناحي الثالث، باعتبار: أن بعضهم نظ..ر إلى أن

م دائ=م55ون{}هذا الوص..ف ه..و في ح..ال الص..الة: ففس..ره الذ=ين هم على صالت=ه= أي س..اكنون،{دائ=م55ون}بالسكون، يعني هو حينما يصلي يكون متصفا بهذا الوصف:

بال حركة، يعني من السكون، ففسر بالخشوع، فإن الحركة تنافي الخشوع.م}ومن نظ..ر إلى مع..نى أعم من ه..ذا، لكن..ه يتص..ل بالص..الة نفس..ها: الت=ه= على ص55

قال: "يح..افظون" يح..افظون على أوقاته..ا وأركانه..ا وش..روطها، فه.ؤالء هم{دائ=موناء والمنك55ر={ال..ذين يقيمونه..ا: الة تنهى عن= الفحش55 الة إ=ن الص55 }وأق=م= الص55

.[45]العنكبوت: هل ه..و دائم في نفس الص..الة حينم..ا يك..بر؟ أو المقص..ود دائم على ه..ذه{دائ=مون}

لين *}الصلوات بمعنى أنه يحافظ عليها غاي..ة المحافظ..ة، ال يض..يعها: فوي5ل للمص5م ساهون{ .[5-4]الماعون: الذ=ين هم عن صالت=ه=

ومنهم من نظر إلى معنى أوسع، باعتبار: أن المقصود بالصالة العبادة، فقالوا: إنهم إذاعملوا عمال داوموا عليه.

واألقرب -والله تعالى أعلم- أن ذلك يتعلق بالصالة. ولو قيل: إنه يشمل المعنيين األولين باعتبار: أنهم في حال من السكون، والدوام فيها،

ا هم مح..افظون عليه..ا: مفهم أه..ل خش..وع، وك..ذلك أيض.. الت=ه= }الذ=ين هم على ص55 لكنه -والله تعالى أعلم- أعلق بالمداومة، بمعنى المحافظة عليها؛ ألنه عبر دائ=مون{،

م{ }ب."على" ما قال: "الذين هم في صالتهم دائمون" وإنما قال: الت=ه= فه..ذاعلى ص55يشعر بمعنى المحافظة على أوقاتها، وعدم تضييع شيء منها.

ابن جرير يقول: وهم على أداء ذلك مقيمون، ال يضيعون منها شيئا. وهذا هو المعنى نفسه الذي أش..رت إلي..ه آنف..ا ق..ول من ق..ال: يح..افظون على أوقاته..ا

وواجبتها، قاله ابن مسعود ومسروق وإبراهيم النخعي. لكن األولين الذين قالوا: بمعنى السكون في الصالة، القرينة ال..تي لربم..ا نظ..روا إليه..ا فحملتهم على هذا القول، يعني نحن أحيانا نستغرب لربما يك..ون الق..ول في نظرن..ا أن غيره أوضح منه، وأكثر تبادرا إلى األذهان، لكن انظر لما ذكر ه..ذه األوص..اف، ذك..ر في

(، ومس.لم، كت..اب6464 - رواه البخاري، كتاب الرقاق، ب..اب القص..د والمداوم..ة على العم..ل، رقم )6(.2818صفات المنافقين وأحكامهم، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، رقم )

5

Page 6: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

م يحاف=ظون{}أواخر األوصاف المذكورة: المحافظة هنا والذ=ين هم على صالت=ه=المحافظة على أوقاتها وشرائطها وواجباتها وأركانها، أليس كذلك؟

مفمن أجل أن ال يكون ذلك من قبيل التكرار، هذه صفة وه..ذه ص..فة: }على صالت=ه= يقال: س..اكنون، األول في الخش..وع، والث..اني في المحافظ..ة على األوق..ات دائ=مون{

والشرائط واألركان.فهذا له وجه قوي، وقد يكون ذلك من المرجحات.

..ا ألول وهل..ة، فنق..ول: إن غ..يره أوض..ح، من في كثير من األحيان ننظر إلى القول أحيان جهة اللفظ، أو السياق، أو التبادر إلى ال..ذهن، ولكن إذا نظ..رت إلى التعلي..ل فإن..ك ق..د تقول: إن الراجح هو غير هذا، وهذا كثير في مسائل الفقه، ب..ل ح..تى في أم..ور الن..اس وقضاياهم، لربما تستهجن التصرف، أو الرأي، وإذا سمعت علته عند صاحبه، تقول: ل..ه وجه، فال يستعجل اإلنسان في تهجين األقوال، أو في رمي أصحابها بالغفلة، أو الجهل،

وإنما يتأنى ويسمع، فقد يكون لهم من النظر ما يحوله إلى قولهم ورأيهم.م}قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: الذ=ين هم على صالت=ه=

السكون في الصالة هو الدوام، قال عبد الل..ه بن المب..ارك عن ابن لهيع..ة: "دائ=مون{ حدثني يزيد بن حبيب أن أبا الخير أخبره قال: سألنا عقب..ة بن ع..امر عن قول..ه تع..الى:

م دائ=مون{} أهم الذين يص..لون دائم..ا؟ ق..ال: ال، ولكن..ه إذا الذ=ين هم على صالت=ه=صلى لم يلتفت عن يمينه وال عن شماله وال خلفه.

قلت: هما أمران: الدوام عليها، والمداومة عليها.

م يحاف=ظون{}فهذا الدوام، والمداومة في قوله تعالى: ،والذ=ين هم على صالت=ه=.(7)وفسر الدوام بسكون األطراف والطمأنينة"

تأم..ل ه..ذا التعلي..ق في الطبع..ة الجدي..دة "ثالث مجل..دات" غ..ير موج..ود في ه..ذه ذات المجلدات الخمس، والفرق بين النسختين من بدائع التفسير ال..ذي جم..ع البن القيم أن الطبعة الجديدة حذف فيها أشياء ال تعلق لها بالتفس.ير، اس..تطرادات وأش..ياء، ه..ذا من

جهة. من جهة أخ..رى في الطبع..ة ه..ذه ذات المجل..دات الخمس أش..ياء مبت..ورة، يب..دأ الكالم

مبتورا، أو يترك في آخره مبتورا، فروجعت هذه المواضع. األمر الثالث: هو أنه توج..د نق..والت عن ابن القيم، ومواض..ع لم ت..ذكر في الطبع..ة ذاتا أش..ياء، لكن على ك..ل ح..ال المجلدات الخمس، فأضيف ما أض..يف، وربم..ا بقيت أيض.. الشامي -حفظه الل..ه- أدرى بكتب ابن القيم، وأع..رف، وأك..ثر ممارس..ة، فالمقص..ود أال يهولنك أن ه..ذه ذات خمس.ة مجل..دات، فتق..ول: ذهب اثن..ان، فص..ارت ثالث..ة مجل..دات، فتحرص على الطبعة القديمة، الطبعة الجديدة أفضل وأكمل، فيها مواض..ع ليس..ت في

القديمة مثل هذا.علوم}في قوله -تبارك وتعالى-: م حق م هذا الحق ما هو؟. { ف=ي أموال=ه=

نصيب مقرر لذوي الحاجات.يقول: هذا الحق المعلوم ذهب جماعة من السلف كقتادة وابن سيرين إلى أنه: الزك..اة، وه..و الذي اختاره ابن جرير -رحم.ه الل.ه-، وي..دل على ذل.ك أم..ران، يع.ني ي..دل على ذل.ك

قرينتان في هذا الموضع:علوم}األول: أنه وصفه بقوله: فه..ذا الح..ق المعل..وم ه..و الزك..اة،ح55ق{} وأن..ه: {م

وليس مطلق النفقات أو الصدقات هي الحق المعلوم. والقرين..ة الثاني..ة: ه..و أن..ه قرن..ه بالص..الة، والغ..الب في الق..رآن أن يق..رن بين الص..الة

كاة{والزكاة: الة ويؤتون الز يمون الص .[55]المائدة: }يق=

(.2/365 - مدارج السالكين )76

Page 7: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

وق..د مض..ى الكالم على تعلي..ل ذل..ك -يع..ني االق..تران بين الص..الة والزك..اة كث..يرا في القرآن-، فهذا كله يدل على أن هذا الحق المعلوم: ه.و الزك.اة، خالف.ا لمجاه.د -رحم.ه

الله.وهذا الحق المعلوم "للسائل والمحروم" هنا قال: "لذوي الحاجات".

السائل: ابن جرير يقول: السائل الذي يسأل المال، والمحروم، يقول: من حرم الغنى،فهو فقير.

وبعضهم يفسر المحروم بغير هذا، وقد مضى الكالم على ذلك. وبعضهم يقول: المحروم هو الذي يعمل ويذهب ويتسبب، ولكنه ال يع..ود بطائ..ل، يع..ني

ليس بعاجز عن العمل، ولكنه يذهب وال يرجع بشيء. وبعضهم يقول: إن المحروم هو الذي ال يسأل، فقير وال يس..أل، وال يتفطن ل..ه الن..اس، فيتصدقون عليه، أما األول فهو الذي يسأل، وهذا الثاني يتعفف، مع أنه نق..ل عن بعض السلف كعمر بن عبد العزيز -رحمه الل..ه- أن المح..روم ه..و الكلب، لكن ه..ذا التفس..ير المقصود به التنبيه على معنى قد يغفل عنه بعض الناس، أو يغفل عنه الكثيرون، هو ال يفسر المحروم بالكلب، هو يعرف المقص..ود ب..المحروم، ولكن..ه ذك..ر ص..ورة من ص..ور الحرمان، أو فردا من أفراد المحرومين، وإال فإن المح..روم ه..و اإلنس..ان ال..ذي يتص..ف

الة وأنتم سكارى{}بهذه الصفة، لكن هذا مثل: ما جاء [43]النساء: ال تقربوا الص عن ابن عباس: أي في حال النعاس، هو يعرف معنى السكر، وأنه ليس النعاس، ولكنه ذكر حاال قد يغفل الناس عنها، وهو أن اإلنس..ان في ح..ال مغالب..ة النع..اس يك..ون مث..ل السكران، يريد أن يدعو لنفسه فيدعو عليها، يقرأ الفاتحة في التشهد، أو في السجود، فهذا يخلط كما يخلط السكران، فأشار إلى هذا المعنى الذي قد يغف..ل عن..ه، وإال فه..و يعرف معنى السكر، وهو من علماء الص..حابة، وأئم..ة التفس..ير، ومن أه..ل اللغ..ة، فهن..ا المحروم حينما فسره بالكلب قصد بذلك أن الكلب يزجر ع..ادة ويط..رد، وه..و مش..هور

ل عليه={}بهذا: [176]األع..راف: يلهث أو تتركه يلهث{}يع..ني تط..ارده: إ=ن تحم= فمثل هذا إطعامه ال يستهان به، امرأة -كما ه..و معل..وم- غف..ر له..ا -بغي من بغاي..ا ب..ني

إسرائيل- بسبب شربة سقتها ذلك الكلب. ليس هذا هو تفسير اآلية، لكن المقصود أنك قد تسمع ق..وال يك..ون في غاي..ة االس..تبعاد

بالنسبة إليك، لكن هو معلل بهذا، موجه بهذا.{وقول55ه تع55الى: دقون ب=ي55وم= ال55دين= أي: يوقن55ون بالمع55اد }والذ=ين يص55

والحساب والجزاء، فهم يعملون عمل من يرجو الثواب، ويخ55اف العق55اب،قون{ولهذا قال تعالى: ف= م مش55 ن عذاب= ربه= أي: خ55ائفون }والذ=ين هم م

وجلون.{تأم..ل هن..ا في تفس..يره: فجع..ل ه..ذا التص..ديق ب..القلوب }يصدقون ب=يوم= ال55دين=

واألعمال.قد تقول: كيف يكون التصديق باألعمال؟

} هن..ا: يعمل..ون عم..ل من يرج..و الث..واب، ويخ..اف العق..اب، }يصدقون ب=يوم= الدين= فحالهم وعملهم وواقعهم واقع المصدقين، لكن اإلنسان ق..د يص..دق بلس..انه، ويعلم أن اآلخرة حق، ولكنه في عمله يك.ون على ح.ال من ال ي.ؤمن ب.اآلخرة، وال يرج.و حس.ابا، فيقع في ما حرم الل..ه علي..ه، ويأخ..ذ م..ا ال يح..ل، ويتخ..وض في م..ال الل..ه وفي أم..والب، فه..ذا في واقع..ه وعمل..ه على ح..ال بعي..دة عم..ا الناس، وما إلى ذلك، كأنه ال يحاس..

يكون عليه أهل اإليمان والتصديق.قون{ م مشف= ن عذاب= ربه= أي: خائفون وجلون. }والذ=ين هم م

سبق أن بينا أن اإلش.فاق خ.وف خ.اص، اإلش..فاق، والخش.ية، الخش.ية خ.وف م..ع علمبالمخوف منه، بخالف الخوف المطلق، واإلشفاق خوف مع رقة.

7

Page 8: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

م غير مأمون{ أي: ال يأمنه أحد ممن عق55ل عن الل55ه أم55ره}إ=ن عذاب ربه=إال بأمان من الله -تبارك وتعالى.

يع..ني ال يكون..ون في ح..ال من األمن، بحيث إن الواح..د منهم يك..ون ق..د اعتق..د النج..اة والسالمة، وأنه عند الله -تبارك وتعالى- بمكان، فضمن الثواب والجزاء الحسن والجنة، بل المؤمن في خوف دائم، ولهذا ذكر الله -عز وجل- عن أهل الجنة ق..ولهم إذا دخل..وا

.[34]فاطر: الحمد ل=له= الذ=ي أذهب عنا الحزن{}الجنة: وفسر الحزن في هذا الموضع بالخوف؛ ألن الحزن في األصل هو من جراء أمر ف..ائت،

أما الخوف فهو في أمر مستقبل.فهذا الحزن الذي ذكروه في الدنيا فسر بالخوف، واإلشفاق من اآلخرة.

م حاف=ظون{وقوله تعالى: ه= أي: يكفونها عن الح55رام }والذ=ين هم ل=فروج= }إ=ال علىويمنعونها أن توضع في غير ما أذن الله فيه، ولهذا قال تعالى:

م أو ما ملكت أيمانهم ه= ين * فمن=} أي من اإلماء {أزواج= =نهم غير ملوم= فإ.ابتغى وراء ذل=ك فأولئ=ك هم العادون{

نون{}وقد تقدم تفسير هذا في أول سورة: [1]المؤمن55ون: قد أفلح المؤم=بما أغنى عن إعادته هاهنا.

وهذا استدل به على أن كل استفراغ للشهوة في غير هذين السبيلين: األزواج واإلم..اء،فإن ذلك مما حرمه الله -تبارك وتعالى.

كل استفراغ للش..هوة ب..أي ش..يء ك..ان، فإن..ه يح..رم إذا ك.ان في غ..ير ه.ذين األم..رين:مالزوجة واألم..ة؛ ألن..ه هن..ا وص..فهم به..ذا الوص..ف وأطلق..ه: ه= }والذ=ين هم ل=فروج=

وجاء باالسم هنا الدال على الثب..وت، فه..ذا وص..ف ث..ابت لهم، ثم اس..تثنى حاف=ظون{=نهم غي55ر مل55وم=ين{وقال: م أو ما ملكت أيمانهم ف55إ ه= ف..دل }إ=ال على أزواج=

على أن من استفرغ شهوته في غير هذا فهو من الملومين، يلحق..ه الل..وم والمؤاخ..ذة، يعني الذين تجاوزوا حد الله فمن= ابتغى وراء ذل=ك فأولئ=ك هم العادون{}قال:

-تبارك وتعالى.م راعون{وقوله تعالى: م وعهد=ه= مانات=ه= أي: إذا اؤتمنوا لم }والذ=ين هم أل=

يخونوا، وإذا عاهدوا لم يغدروا، وهذه ص55فات المؤم55نين، وض55دها ص55فات ))آي55ة المن55افق ثالث: إذا ح55دثالمنافقين، كما ورد في الحديث الصحيح:

.(8)كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان((.(9)))إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر((وفي رواية:

م{ قوله -تبارك وتعالى-: مانات=ه= هكذا قراءة الجمهور بالجمع.}والذ=ين هم أل=. وعهدهم راعون{ألمانتهم}وعلى قراءة ابن كثير باإلفراد:

م راعون{ م وعهد=ه= مانات=ه= هنا يشمل األمانات التي ائتمنهم الله -}والذ=ين هم أل=عز وجل- عليها، فهي داخلة في هذا، والدين كله بهذا االعتب..ار داخ..ل في..ه، ف..إن الل..ه -

ب5ال=}تبارك وتع..الى- يق..ول: موات= واألرض= والج= نا األمان5ة على الس5 =نا عرض55 إ=نه كان ظلوما جهوال{ نها وحملها اإل=نسان إ لنها وأشفقن م= فأبين أن يحم=

.[72]األحزاب: وقد مضى الكالم على هذا، وأن ذلك يشمل الدين ابت..داء من االعتق..اد، وك.ذلك ش..رائع اإليمان، وهذا ال ينافي ما يذكره بعض أهل العلم من تقس..يم للبي..ان والتوض..يح، من أن الدين منه ما هو شعائر، ومنه ما هو أمانات، الشعائر األشياء الظاهرة كاألذان، وإطالق اللحية، والحجاب للمرأة، وصالة الجماعة، وما إلى ذلك، واألمانات هي األش..ياء ال..تي ال

(، ومس..لم، كت..اب اإليم..ان، ب..اب بي..ان33 - رواه البخاري، كتاب اإليمان، باب عالم..ة المن..افق رقم )8(.59خصال المنافق، رقم )

(، ومس..لم، كت..اب اإليم..ان، ب..اب بي..ان34 - رواه البخاري، كتاب اإليمان، باب عالم..ة المن..افق رقم )9(.58خصال المنافق، رقم )

8

Page 9: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

يطلع الناس عليها مثل الطهارة، كون اإلنسان يصلي بطهارة، الناس ال يعرف..ون، فه..ذا مما يؤتمن عليه اإلنسان، وكذلك أيضا الصيام من األمانات، ونحو هذا، فهذا كل..ه داخ..ل في األمانات، فحقوق الله -عز وجل- ما ائتمن الله العبد علي..ه، وي..دخل في ذل..ك ه..ذه النفس، وهذا الجسد، فإن الله ائتمنه على ذل..ك، فليس ل..ه أن يتص..رف في..ه تص..رفا ال يحل، ومن ثم فإنه ليس له أن يقتل نفسه، أو أن يعرض..ها للتل..ف، أو أن يت..برع بش..يء من أبعاضه وأجزائه -التبرع باألعض..اء-، فإن..ه ال يملكه..ا ح..تى يت..برع به..ا، فض..ال عن أن يبيعها، فإن الذي يبيع هو الذي يملك، والذي يت..برع ه..و ال..ذي يمل..ك، وإنم..ا يمل..ك ه..ذهها -تبارك وتعالى-، فأما اإلنسان فه..و م..ؤتمن عليه..ا، يجب علي..ه أن يحاف..ظ األجساد رب عليها، لذلك هؤالء الذين يغرر بهم، ويعطون هذه األوراق يملئونها، وهم لربم..ا طالب..ات أو طالب يأتيهم من يستدر عواطفهم في المدرسة، ويقول لهم: هذا بعد موتك، ويكون لك ذخرا إلخ، فيمأل هذه الورق..ة وتبقى، ف..إذا حص..ل ل..ه ش..يء أو جيء ب..ه منق..وال في حادث أو نحو ذلك -هو لم يمت أحيانا، وإنما قد يك..ون مم..ا يس..مى ب..الموت ال..دماغي، يعني ال زال في حكم الحياة شرعا- جزروه، فقطعوه أوص..اال، وس..لخوا جل..ده، وأخ..ذوا منه كل عضو، حتى العظام وهو حي، يجزر وه..و حي، يقط..ع وه..و حي، تؤخ.ذ أعض..اؤه وهو حي، هذه جريمة، وقتل لنفس -والله المستعان-، فليس لإلنس..ان أن يت..برع ال في حياته وال بعد موته؛ ألنه ال يملك هذا، لكن الشيء الذي ال يتضرر به وينتفع به غيره، بل قد ينتفع هو ببذله، مثل الدم، إن كان ال يض..ره، ف..إن ذل..ك يحص..ل ب..ه فائ..دة للمت..برع، ويحصل ب..ه فائ..دة لغ..يره، لكن ال يج..وز بيع..ه، وال أخ..ذ المكاف..أة علي..ه، يق..ال: نعطي..ك

خمسمائة ريال، ليس له هذا. هذا ما يتعلق باألمانات التي ائتمنهم الل..ه عليه..ا، بقي األمان..ات المتعلق..ة ب..المخلوقين، مثل الودائع، فإنه يردها على أص.حابها، وهك..ذا ال..ديون، وحف..ظ الحق..وق، حف..ظ األوالد هؤالء أمانة، الزوجة إذا تزوج امرأة -عقد عليها- فهذه أمانة في يده انتقلت إلي..ه، يجب عليه صيانة هذه المرأة، والمحافظة عليها، والقيام عليها، بما يجب، فيأمرها بالحج..اب، والعفاف، والستر، ويحملها على الفض..ائل، وت..رك الرذائ..ل، ك..ل ه..ذا من القي..ام به..ذه األمانة، فال يكون مضيعا لها، فكل هذا داخل فيه، كذلك العهود والعقود التي تك..ون بين العبد وربه وبين العبد والمخلوقين، النذر أمانة، الكفارات أمانة بأنواعها، كذلك ما يعاهد به العبد ربه، وقل مثل ذلك في عقود وعه.ود المخل..وقين، عه..ود الح..رب والس..لم، م..اا في العق..ود بين الن..اس في المبايع..ات يحصل من حل..ف، وم..ا إلى ذل..ك، وك..ذلك أيض.. والشركات واألعمال مما يكون من قبيل الصناعات، وغيره..ا، فحينم..ا يل..تزم لهم بم..دة معينة، أو بصفة معينة، يؤديها له..ذا العم..ل، أو ب..وقت يقض..يه في عمل..ه، أو في أح..وال وأمور شارطوه عليها، فيجب عليه أن ي..ؤدي ذل..ك، وال يحت..اج إلى من يتابع..ه ويراقب..ه، وينقب في أحواله، هل قام بذلك أو ال، هذه صفات أهل اإليمان، وما عدا ذلك فه..و من

.(10)))إذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر((صفات المنافقين: م قائ=مون{}وقوله تعالى: أي: مح55افظون عليه55ا ال والذ=ين هم ب=شهادات=ه=

=نه آث=ميزي55دون فيه55ا وال ينقص55ون منه55ا، وال يكتمونه55ا: }ومن يكتمه55ا فإ.[283]البقرة: قلبه{

م ق55ائ=مون{ ق..راءة الجمه..ور في ه..ذا الموض..ع ب..اإلفراد:}والذ=ين هم ب=شهادات=ه= "بش..هادتهم"، والق..راءة ال..تي نق..رأ به..ا هي ق..راءة حفص، وهي رواي..ة عن ابن كث..ير

م{}بالجمع: .ب=شهادات=ه= الحافظ ابن القيم -رحمه الله- له تعليق في هذا، يقول -رحمه الله تع..الى- معلق..ا على

م ق55ائ=مون{قول..ه تع..الى: هادات=ه= فيك..ون قائم..ا بش..هادته في: "}والذ=ين هم ب=ش55 باطنه وظاهره وفي قلبه وقالبه، ف..إن من الن..اس من تك..ون ش..هادته ميت..ة، ومنهم من تكون نائمة، إذا نبهت انتبهت، ومنهم من تكون مضطجعة، ومنهم من تكون إلى القي..ام

- المصدر السابق.109

Page 10: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

أقرب، وهي في القلب بمنزلة الروح في البدن، فروح ميتة، وروح مريضة إلى الم..وتأقرب، وروح إلى الحياة أقرب، وروح صحيحة قائمة بمصالح البدن.

))إني ألعلم كلمة ال يقولها عبد عندوفي الحديث الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم-: .(11)الموت إال وجدت روحه لها روحا((

فحياة هذه الروح بهذه الكلمة، فكما أن حي..اة الب..دن بوج..ود ال..روح في..ه، وكم..ا أن من..ة يتقلب فيه..ا، فمن ع..اش على تحقيقه..ا، والقي..ام مات على هذه الكلمة فهو في الجن

ا من}به..ا، فروح..ه تتقلب في جن..ة الم..أوى، وعيش..ها أطيب عيش، ق..ال تع..الى: وأمام ربه= ونهى النفس عن= اله55وى * ي الم55أوى{خ55اف مق55 ف55إ=ن الجنة ه=

.[41-40:]النازعات فالجنة مأواه يوم اللق..اء، وجن..ة المعرف..ة والمحب..ة واألنس بالل..ه، والش..وق إلى لقائ..ه،

.(12)والفرح والرضا به وعنه مأوى روحه في هذه الدار"ا في كالم ابن القيم غ..ير موج..ود في ه..ذه الطبع..ة ذات المجل..دات ه..ذا الموض..ع أيض.. الخمس، وإنما موجود في الطبعة الجديدة في ثالثة مجلدات، مما يبين لك فض..ل ه..ذه الطبعة المختصرة، وهي ليست مختصرة، لكن -كما سبق- ح.ذف منه.ا م..ا ال تعل..ق ل.ه

بالتفسير.م يحاف=ظون{}ثم قال تعالى: أي: على مواقيته55ا والذ=ين هم على صالت=ه=

وأركانها وواجباته55ا ومس55تحباتها، ف55افتتح الكالم ب55ذكر الص55الة، واختتم55ه بذكرها، ف55دل على االعتن55اء به55ا، والتنوي55ه بش55رفها، كم55ا تق55دم في أول

ن55ون{س55ورة: س55واء، وله55ذا ق55ال هن55اك: [1]المؤمن55ون: }ق55د أفلح المؤم= أولئ=ك هم الوار=ث555ون * الذ=ين ير=ث555ون الف=555ردوس هم ف=يه555ا خال=555دون{}

أي: مكرمون أولئ=ك ف=ي جنات مكرمون{}وقال هاهنا: ،5 [11-10]المؤمنون:بأنواع المالذ والمسار.

يع..ني على{يحاف=ظون}هنا الحافظ ابن كثير -رحم..ه الل..ه- فس..ر ذل..ك بم..ا س..بق: مواقيتها وأركانها وواجباتها، وبنحو هذا قال ابن جرير -رحمه الله-، فيكون ذلك التك..رار

هو بمع..نى دائ=مون{}من أجل االعتناء، إذا قلنا: إن األول بمعنى الثاني، أي أن قوله: يعني في المحافظة دائ=مون{} ،يحاف=ظون{}ما ذكر بعده في آخر هذه األوصاف:

على أوقاتها وشروطها، على هذا القول، فيكون ذل..ك لمزي..د من االعتن..اء، وه..ذا ترج..ع إليه عبارات السلف، كقول قتادة: على وضوئها وركوعه.ا وس..جودها... إلى آخ.ره، ك..ل هذا داخل فيه، إال أن بعضهم حمله على التطوع في هذا الموضع، وال دليل عليه، إال أن يكون أراد التفريق بين الموضعين، يعني أن األول في الف..رائض، والث..اني في التط..وع، كما جاء عن ابن جريج -رحمه الله-، ولكن ال.ذي يظه.ر -والل..ه أعلم- أن ذل.ك ال يختص

بالتطوع. وبعضهم يقول: إن الدوام هو أن ال يشتغل عنها بش..يء من الش..واغل، ال يش..تغل عنه..ا بشيء، وأن المحافظة أن يراعي األمور التي ال تكون الصالة إال بها، شرائطها وأركانه..ا

وواجباتها، ونحو ذلك. وبعضهم حمل المحافظة على حال تكون بعدها، بمعنى أن..ه ال ي..أتي بع..دها بم..ا يبطله..اا طلب ويحبطها، ويحبط ثوابها، وهذا كأنهم نظروا إلى لفظ المحافظة من جه..ة، وأيض..

}الذ=ين هم علىالمفارقة في المع..نى بين األول والث..اني، فهن..ا في الموض..ع األول: م دائ=مون{ .صالت=ه=

م يحاف=ظون{وفي الموضع األخير: فكأن ه..ؤالء نظ..روا }والذ=ين هم على صالت=ه=إلى هذا، فقالوا: يحافظون عليها، فال يذهب أجرها وثوابها بما يبطلها بعد أدائها.

وهذا -والله أعلم- ال حاجة إليه.(، وقال محققو المسند: "حديث صحيح بطرقه".187 - رواه أحمد، رقم )11(.197- 196 - الجواب الكافي )12

10

Page 11: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

اف=ظون{}فكما سبق أن هذه األخيرة: أن قوله: م يح5 قرين..ة احتج به..ا على صالت=ه= من قال: إن الموضع األول الذي وصفوا فيه بالمداومة: أن ذلك المقصود ب..ه الس..كون

في حال الصالة، يعني الخشوع، ففرقوا بين الموضعين بهذا...ا، ..ا، وي..ترك أحيان ويمكن التفريق بينهما: بأن المداومة تعني المحافظ..ة، ال يص..لي أحيان

وقد يتضمن ذلك السكون فيها، الدوام بمعنى: السكون.م يحاف=ظون{}وأما الموضع اآلخر: آخر هذه األوصاف: المحافظة هم على صالت=ه=

عليها أن يأتي بما ال تكون الصالة إال به، ويدخل في ذل..ك ال..وقت والش..رائط واألرك..انوالواجبات، مع عدم تركها، والسهو عنها، ال يشتغل عنها بشاغل، فهو محافظ عليها.

فالمقصود أنهم وصفوا بوصفين فيما يتصل بالصالة: الدوام، والمحافظة، فالن متص..فبالدوام على هذه الصالة، أو في هذه الصالة، وكذلك المحافظة.

م{ }وقلنا: إن "على" في الموض..ع األول: الت=ه= يش..عر بالمداوم..ة على ه..ذهعلى ص55 الصالة، أن يحفظ الوقت، ويداوم عليها بأن ال ينقطع وال يترك فرضا منها، وأن ذلك ل..و كان المراد به السكون في نفس الصالة لقي..ل: في ص..التهم، ولكن ه..ذه قرين..ة، وتل..ك قرينة، وال شك أن التأسيس مقدم على التوكيد، كون اآلية الثانية تؤسس معنى جدي..دا أولى من القول بأنها تؤكد المعنى السابق، ألهمية الصالة، وكون الصالة تذكر بوص..فين لحال المصلين، في أول أوصاف أه..ل اإليم..ان وفي آخره..ا، ال ش..ك أن ه..ذا ي..دل على أهمية هذه الصالة، وأنها ذات أثر بليغ في ترويض النفوس، ومداواة عللها، فيحصل له..ا السكون والطمأنينة، فال تذهب بها المخاوف والعل..ل النفس..ية، فيك..ون العب..د في ح..ال

لقد خلقنا اإل=نسان ف=ي كبد{}من القلق والضيق والكآبة، بسبب هذه المكابدات: وال يحصل له طغيان حينما تحصل له النعمة. [4]البلد:

م دائ=م55ونوهذه الموصوالت مكررة لهذه األوصاف، قال: }الذ=ين هم على صالت=ه=دقون ائ=ل= والمحروم= * والذ=ين يص55 م حق معلوم * ل=لس * والذ=ين ف=ي أموال=ه=م غي55ر قون * إ=ن عذاب ربه= م مشف= ن عذاب= ربه= ب=يوم= الدين= * والذ=ين هم م=م أو م55ا ملكت ه= م ح55اف=ظون * إ=ال على أزواج= ه= مأمون * والذ=ين هم ل=فروج=ين * فمن= ابتغى وراء ذل=ك فأولئ=ك هم العادون * =نهم غير ملوم= أيمانهم فإم ق55ائ=مون * م راعون * والذ=ين هم ب=شهادات=ه= م وعهد=ه= مانات=ه= والذ=ين هم أل=

م يحاف=ظون{ .والذ=ين هم على صالت=ه= كرر ه..ذه الموص..والت، فه..ذا ي..دل على أن ك..ل وص..ف من ه..ذه األوص..اف الم..ذكورة بمنزلة، وأنه لجاللته يستحق أن يوصف، أو أن يستقل بموصوف منفرد، يعني كان يصح

لين * }الكالم من جه...ة اللغ...ة أن يق...ال: مإ=ال المص555 الت=ه= الذ=ين هم على ص555 ، وفي أموالهم حق معلوم للس..ائل والمح..روم، وهم يص..دقون بي..وم ال..دين،دائ=مون{

وهم من ع..ذاب ربهم مش..فقون، وهم لف..روجهم ح..افظون، وهم ألمان..اتهم وعه..دهم راعون، وهم بشهاداتهم قائمون، وهم على صالتهم يحافظون، لكن في كل وص..ف من هذه األوصاف جاء بالموصول: "والذين هم" "والذين" "وال..ذين" "وال..ذين" ك..ل وص..ف جعله بهذه المثابة، أبرزه، كل وصف من هذه األوصاف ه..و بمنزل..ة، بحيث يس..تحق أن

يستقل بموصوف على سبيل االنفراد.مال= ع=55ز=ين * بل55ك مهط=ع=ين * عن= اليم=ين= وعن= الش55 }فمال= الذ=ين كفروا ق=ا يعلم55ون م =نا خلقناهم م= نهم أن يدخل جنة نع=يم * كال إ أيطمع كل امر=ئ م=اد=رون * على أن نب55دل خي55را =نا لق55 م ب=رب المشار=ق= والمغ55ار=ب= إ * فال أقس=ين * فذرهم يخوضوا ويلعب5وا حتى يالق5وا ي5ومهم نهم وما نحن ب=مسبوق= م=ب راعا ك55أنهم إ=لى نص55 ن األج55داث= س55= الذ=ي يوع55دون * ي55وم يخرج55ون م=عة أبصارهم ترهقهم ذ=لة ذل=ك اليوم الذ=ي كانوا يوعدون{ يوف=ضون * خاش=

.[44-36]المعارج:

11

Page 12: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

يقول تعالى منكرا على الكفار ال55ذين ك55انوا في زمن الن55بي -ص55لى الل55ه عليه وسلم-، وهم مشاهدون له، ول=ما أرسله الله به من الهدى، وما أي55ده الله به من المعجزات الباهرات، ثم هم مع هذا كله فارون منه، متفرقون عنه، شاردون يمينا وشماال، فرقا فرقا، وشيعا ش55يعا، كم55ا ق55ال تع55الى:ت م=ن رة * ف55ر تنف= ين * ك55أنهم حم55ر مس55 }فم55ا لهم عن= التذك=رة= معر=ض55=

اآلية.[51-49]المدثر: قسورة{بل55ك مهط=ع=ين{وهذه مثلها، فإنه قال تعالى: أي: }فمال= الذ=ين كف55روا ق=

أي مسرعين ن55افرين{مهط=ع=ين}فما لهؤالء الكفار الذين عندك يا محمد أي: منطلقين. {مهط=ع=ين}منك، كما قال الحسن البصري:

يعني هنا اإلهطاع هو اإلسراع، "مهطعين" يعني: مسرعين، هذا استفهام أي شيء لهمبل55ك مهط=ع=ين{حوالي..ك مس..رعين؟ يع..ني مس..رعين، }فم55ال= الذ=ين كف55روا ق=

يسرعون إليك، بماذا؟ ماذا يريدون بهذا اإلسراع؟ ما المراد بهذا اإلسراع؟ م..ا الغ..رض.من هذا اإلسراع؟

بعضهم يقول: م.ا ب.الهم يس.رعون إلي.ك فيجلس.ون حوالي.ك عن اليمين والش.مال، واليعلمون بما تطالبهم به، أو بما تأمرهم به.

بل55كوبعض..هم يق..ول: ه..ذا اإلس..راع الم..راد ب..ه التك..ذيب }فم55ال= الذ=ين كف55روا ق= يعني يسارعون في تكذيبك، ويجلسون عن..ك يمن..ة ويس..رة، في جماع..ات مهط=ع=ين{

متفرقين في صحن الكعبة، وهم في أسوأ حال. وبعضهم يقول: يسرعون إلى السماع منك، ي..أتون، ت..دعوهم ويته..افتون على المجيء،

}فمال= الذ=ين كفرواليس..تمعوا، ثم بع..د ذل..ك يحص..ل منهم االس..تهزاء والتك..ذيب: بلك مهط=ع=ين{ يسرعون إليك ثم يكذبونك. ق=

وبعضهم فسر ذلك باإلسراع بالنظر، ينظرون إليك، ه..ذا قال..ه بعض الس..لف ك..الكلبي،ولكن يبدو أنه ليس من قبيل المعنى الظاهر المتبادر، والله تعالى أعلم.

أي: عام..دين،{مهط=ع=ين}وفسره بعضهم بما يقرب من معناه، فقال كق..ول قت..ادة: يعني يقصدونك، لكن ليس هذا بمعنى اإلسراع من حيث هو، وهكذا ق..ول من ق..ال: إن ذلك بمعنى مد األعناق إليك، وهذا بمعنى قول من قال -كالكلبي-: إنهم ينظ..رون إلي..ك

أي: بأنظارهم.{مهط=ع=ين}مال=}فما لهؤالء الكفار يسرعون إليك: بل55ك مهط=ع=ين * عن= اليم=ين= وعن= الش55 ق=

ز=ين{ ما لهؤالء الكفار في حال من اإلسراع إليك إما بالتكذيب وإم..ا ب..أنهم يبادرون..ه ع=ويقبلون عليه، ولكن من غير جدوى، يعني من غير إيمان، وقبول لما تدعوهم إليه؟.

مال= ع=55ز=ين{} يع..ني جماع..ات متفرق..ة، فه..ذا جم..ع ع..زة، عن= اليم=ين= وعن= الشوالمقصود بها المجموعة أو العصبة من الناس، يجلسون جماعات متفرقة.

وبعضهم يقول: أصله من العزوة، يعني العزو، ك..ل مجموع..ة -ك..ل طائف..ة- تع..تزي إلىغير ما تعتزي إليه األخرى.

ولكن المشهور هو األول، يعني جماعات متفرقة، لهذا قال صاحب الص..حاح: إن الع..زةهي الفرقة من الناس، وتجمع على "عزون" و"عزي".

مال= ع=ز=ين{ زة، أي متفرقين، وه55و ح55ال }عن= اليم=ين= وعن= الش واحدها ع=واختالفهم. أي في حال تفرقهممهط=ع=ين{ }من

بلك مهط=ع=ين{}وقال العوفي عن ابن عباس: قال: فمال= الذ=ين كفروا ق="قبلك ينظرون".

ز=ين{ مال= ع= عن=}قال: "العزين العصب من الن55اس }عن= اليم=ين= وعن= الش } مال= معرضين يستهزئون به.اليم=ين= وعن= الش

وبنحو هذا قال كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله-، أي أن هؤالء يجلسون عن يمينوشمال مع حال من اإلعراض واالستهزاء.

12

Page 13: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

وعن جابر بن سمرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خ55رج عليهملق، فقال: رواه أحم55د ومس55لم وأب55و داود))ما لي أراكم عزين؟(( وهم ح=

.(13)والنسائي وابن جرير{وقول55ه تع55الى: نهم أن ي55دخل جنة نع=يم * كال أي: }أيطم55ع ك55ل ام55ر=ئ م

أيطمع هؤالء والحالة هذه من فرارهم عن رسول الل55ه -ص55لى الل55ه علي55ه{ }وسلم-، ونفارهم عن الحق أن ي55دخلوا جن55ات النعيم؟ ب55ل م55أواهمكال

جهنم. ثم ق55ال تع55الى مق55ررا لوق55وع المع55اد والع55ذاب بهم ال55ذي أنك55روا كون55ه، واستبعدوا وجوده، مستدال عليهم بالبداءة التي اإلعادة أهون منه55ا، وهم

ا يعلم5ون}معترفون بها، فق5ال تع55الى: م =نا خلقن5اهم م أي من الم5ني{إين{الضعيف، كما قال تعالى: اء مه= .[20]المرسالت: }ألم نخلقكم من م

ن بين=وقال: ن م55اء داف=55ق * يخ55رج م= }فلينظر= اإل=نسان م=م خل=ق * خل=55ق م=رائ=ر * فما ل55ه م=ن =نه على رجع=ه= لقاد=ر * يوم تبلى الس لب= والترائ=ب= * إ الص

ر{ ة وال ناص= .[10-5]الطارق: قو{ثم قال تع55الى: ار=ق= والمغ55ار=ب= م ب=55رب المش55 أي: ال55ذي خل55ق }فال أقس55=

الس55موات واألرض وجع55ل مش55رقا ومغرب55ا، وس55خر الك55واكب تب55دو منمشارقها وتغيب في مغاربها.

وتقرير الكالم: ليس األمر كما تزعمون أن ال معاد وال حساب وال بعث وال نشور، بل ك55ل ذل5ك واق5ع وك55ائن ال محال5ة، وله5ذا أتى ب55"ال" في ابت5داء القسم ليدل على أن المقسم عليه نفي، وهو مضمون الكالم، وهو ال55رد

على زعمهم الفاسد في نفي يوم القيامة. وقد شاهدوا من عظيم قدرة الله -تعالى- ما هو أبلغ من إقام55ة القيام55ة، وه55و خل55ق الس55موات واألرض، وتس55خير م55ا فيهم55ا من المخلوق55ات من الحيوان55ات والجم55ادات، وس55ائر ص55نوف الموج5ودات، وله55ذا ق55ال تع55الى:

ن خل55ق= الناس= ولك=ن أكث55ر الناس= ال} موات= واألرض= أكب55ر م= لخل55ق الس55.[57]غافر: يعلمون{

موات= واألرض ولم يعي}وقال تعالى: أولم ي55روا أن الله الذ=ي خل55ق الس55يء ق55د=ير{ =نه على ك55ل ش55 اد=ر على أن يحي=ي الم55وتى بلى إ ن ب=ق55 ه= ب=خلق=

.[33]األحقاف: موات= واألرض}وق55ال تع55الى في اآلي55ة األخ55رى: أوليس الذ=ي خل55ق الس55

=نم55ا أم55ره إ=ذا أراد ق العل=يم * إ ثلهم بلى وه55و الخال ب=قاد=ر على أن يخل55ق م=.[82-81]يس: شيئا أن يقول له كن فيكون{

اد=رون * على أنوقال هاهنا: =نا لق55 م ب=رب المشار=ق= والمغار=ب= إ }فال أقس=نهم{ أي: ي55وم القيام55ة نعي55دهم بأب55دان خ55ير من ه55ذه، ف55إن نبدل خيرا م

أي بعاجزين؛ كما قال تع55الى:{وما نحن ب=مسبوق=ين}قدرته صالحة لذلك }أيحسب اإل=نسان ألن نجمع ع=ظامه * بلى قاد=ر=ين على أن نسوي بنان55ه{

.[4-3]القيامة:ين * على أنوقال تعالى: بوق= }نحن ق55درنا بينكم الم55وت وم55ا نحن ب=مس55

ئكم ف=ي ما ال تعلمون{ .[61–60]الواقعة: نبدل أمثالكم وننش=نهم{واختار ابن جرير: أي: أمة تطيعنا وال تعصينا، }على أن نبدل خيرا م

}وإ=ن تتولوا يستبد=ل قوما غيركم ثم ال يكون55وا أمث55الكم{وجعلها كقوله: - رواه مسلم، كتاب الصالة، باب األمر بالسكون في الصالة والنهي عن اإلشارة باليد، ورفعها عن..د13

(، وأب..و داود، كت..اب األدب،430السالم، وإتمام الصفوف األول والتراص فيها واألمر باالجتم..اع، رقم )(.20964(، وأحمد، رقم )4823باب في التحلق، رقم )

13

Page 14: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

والمعنى األول أظهر لداللة اآليات األخر علي5ه، والل5ه س5بحانه [38]محمد:وتعالى أعلم.

ا يعلمون{قوله -تبارك وتعالى- هنا: م =نا خلقناهم م يعني: من ماء مهين. }كال إم{ الحافظ ابن كثير -رحمه الله- هنا فسر قول..ه: ق..ال: "ليس األم..ر كم..ا}فال أقس=

تزعمون أن ال معاد وال حساب وال بعث وال نشور، بل كل ذل..ك واق..ع وك..ائن ال محال..ة، ولهذا أتي ب.."ال" في ابت..داء القس..م لي..دل على أن المقس.م علي..ه نفي، وه.و مض..مون

م{ الكالم"، يعني أن "ال" في ه..ذا الموض..ع: نفي لمض..مون كالم لهم من}فال أقس55= إنكار البعث واإلعادة، وهذا قد مض..ى الكالم علي..ه في مواض..ع من كت..اب الل..ه -تب..ارك وتعالى-، فيما يتصل بدخول "ال" في القسم، هل هي متعلقة بمق..در، يع..ني أنه..ا للنفي

على بابها، "ال" لما تقولون، "ال" لما تزعمون، ثم أقسم. أو أنها كما يقول بعضهم: زائدة إعرابا لتأكيد القس..م، أو أنه..ا للنفي على بابه..ا، بمع..نى

أن هذا األمر ال يحتاج إلى قسم لوضوحه وظهوره.{}وقول..ه -تب..ارك وتع..الى- هن..ا: ار=ق= والمغ55ار=ب= م ب=55رب المش55 جم..ع فال أقس55=

المشارق والمغارب، هنا الحافظ ابن كثير ذكر أن ذلك -يع.ني الجم.ع- باعتب.ار مش.ارق الكواكب ومغاربها، وقد مضى الكالم على مثل هذا، وأنه يمكن أن يك..ون المقص..ود ب..ه مشارق الشمس أيضا ومغاربها، باعتبار أنها تتحول في سائر العام، فيكون لها في ك..ل يوم مشرق ومغرب، فهي تنحرف في درجة الميل، ص..يفا وش..تاء، ف..ذات اليمين وذات الشمال، يعني إلى أقصى نقطة من تحولها في الجنوب إلى أقص..ى نقط..ة في تحوله..ا في الشمال، ولذلك نشاهد تحول الظل صيفا وشتاء، فهي في طلوعها وغروبه..ا يك..ون فيها درجة من الميل، كما هو معروف، تتحول ه..ذه الدرج..ة هك..ذا في ك..ل حين، ح..تى تكون إلى منتهى ذلك في الشتاء، ثم بعد ذلك تبدأ ترجع إلى منتهى ه..ذا المي..ل ص..يفا، فهذه كلها مشارق ومغارب باعتبار هذه ال..درجات في ميله..ا، فبعض أه..ل العلم يفس..ر

المشارق والمغارب: مشارق الشمس ومغاربها، بهذا االعتبار.وبعضهم يقول: مشارق الشمس والقمر، والنجوم والكواكب، فهي تشرق وتغرب.

نهم{}وقوله -تب..ارك وتع..الى-: أي: ي55وم القيام55ةق..ال: على أن نبدل خي55را م إلى آخره.نعيدهم بأبدان خير من هذه..

نهم{}ويحتمل أن يكون المعنى: أن يكون التبديل: يعني أن الل..ه - أن نبدل خيرا م تبارك وتعالى- قادر القدرة المطلقة على إنشاء الخلق، وعلى تبديلهم أيضا، فهو يخل..ق ما يشاء، إما أن يكون ذلك بإعادة هذه األجس..اد إع..ادة ثاني..ة، ب..أتم وأكم..ل مم..ا ك..انت عليه، أو أن يكون المراد بذلك أن يبدل الله -تب..ارك وتع..الى- ه..ؤالء المخل..وقين بخل..ق

يخلقهم وينشئهم أتم وأكمل من هؤالء، فهو على كل شيء قدير.قال: أي: بعاجزين.}وما نحن ب=مسبوق=ين{

وكذا قول من قال: بمغلوبين، يعني إذا أردنا ذلك، بل نفعل م..ا أردن..ا، ال يفوتن..ا ش..يء،وال يعجزنا أمر.

رحم..ه الل..ه-الحافظ ابن القيم -رحمه الله- له تعلي..ق على بعض ه..ذه المواض..ع، ق..ال نهم أن ي55دخل جنة نع=يم *تعالى- معلقا على قوله تعالى: }أيطمع كل ام55ر=ئ م

ا يعلمون{ م =نا خلقناهم م وأنت إذا تأملت ارتباط إحدى الجمل..تين ب..األخرى: "كال إ وجدت تحتها كنزا عظيما من كنوز المعرف..ة والعلم، فأش..ار س..بحانه بمب..دأ خلق..ه مم..ا يعلمون من النطفة، وما بعدها إلى موضع الحجة، واآلية الدالة على وجوده ووحدانيت..ه، وكماله وتفرده بالربوبية واإللهية، وأنه ال يحسن به مع ذلك أن يتركهم سدى، ال يرس..ل إليهم رسوال، وال ينزل عليهم كتابا، وأنه ال يعجز مع ذلك أن يخلقهم بعدما أم.اتهم خلق.ا جديدا، ويبعثهم إلى دار يوفيهم فيها أعم..الهم من الخ..ير والش..ر، فكي..ف يطمع..ون في دخول الجنة وهم يكذبونني ويكذبون رسلي، ويع..دلون بي خلقي، وهم يعلم..ون من أي

شيء خلقتهم؟.14

Page 15: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

دقون{}ويش..به ه..ذا قول..ه: وهم ك..انوا [57]الواقع..ة: نحن خلقن55اكم فل55وال تص55 مصدقين بأن..ه خ..القهم، ولكن احتج عليهم بخلق..ه لهم على توحي..ده ومعرفت..ه، وص..دق رس..له، ف..دعاهم إلى اإلق..رار بأس..مائه وص..فاته وتوحي..ده، وص..دق رس..له، واإليم..ان

.(14)بالمعاد"نهم أن}ابن القيم -رحمه الله- يبين وجه االرتباط بين قوله: أيطم55ع ك55ل ام55ر=ئ م

ا يعلمون{}مع قوله: يدخل جنة نع=يم{ م =نا خلقناهم م م..ا وج..ه االرتب..اط كال إ بين هذين األمرين؟، هو يذكر أن اإلشارة إلى مبدأ الخلق مما يعلمون من النطفة، وم..ا بعدها إلى موضع الحجة، واآلية الدالة على وجوده ووحدانيته، يشير إلى هذا، إلى كماله وتفرده بالربوبية واإللهية، وأنه ال يحسن به م..ع ذل.ك أن ي..تركهم س..دى، فال..ذي خلقهم..ا من..ه، وإنم..ا هن..اك أح..وال وأط..وار هذا الخلق وأنشأهم بهذه األطوار لم يكن ذلك عبث أخرى تعقبها، وأنهم يصيرون إليها، فيجازيهم على أعمالهم، فكيف يطمعون في دخ..ول

الجنة مع التكذيب؟!.م ب=رب المشار=ق= والمغ55ار=ب=وقال -رحمه الله تعالى-: في قوله تعالى: }فال أقس=

=نا لقاد=رون{ أقسم سبحانه برب المشارق والمغ.ارب، وهي إم.ا مش.ارق النج.وم: "إ ومغاربها، أو مشارق الشمس ومغاربه.ا، وأن ك.ل موض..ع من الجه.ة مش..رق ومغ.رب،

رب}فك..ذلك جم..ع في موض..ع، وأف..رد في موض..ع، وث..نى في موض..ع آخ..ر، فق..ال: } فقيل: هما مشرقا الصيف والشتاء، وجاء [17]الرحمن: المشر=قين= ورب المغر=بين=

ر=قين= وربفي ك..ل موض..ع م..ا يناس..به، فج..اء في س..ورة ال..رحمن: }رب المش55} ألنها سورة ذكرت فيها المزدوجات، فذكر فيها الخلق والتعليم، والشمسالمغر=بين=

والقمر، والنجوم والشجر، والسماء واألرض، والحب والثمر، والجن واإلنس، ومادة أبي.(15)البشر، وأبي الجن، والبحرين، والجنة والنار"

يعني اآلن "المش..رقين" مش..رق الص..يف والش..تاء، يقص..د أقص..ى نقط..ة في الص..يف،ر=قين= وربوأقص..ى نقط..ة في الش..تاء، ف..اعتبر الط..رفين، فق..ال: }رب المش55

} أو الشمس والقمر.المغر=بين= وقال -رحمه الله-: "وقسم الجنة إلى جنتين عاليتين، وجنتين دونهما، وأخبر أن في كل

جنة عينين، فناسب كل المناسبة أن يذكر المشرقين والمغربين. فإنه أقسم سبحانه على عم..وم قدرت..ه وكماله..ا، وص..حة}سأل سائ=ل{وأما سورة:

تعلقها بإعادتها بعد الع..دم، ف..ذكر المش..ارق والمغ..ارب بلف..ظ الجم..ع، إذ ه..و أدل على المقسم عليه، سواء أريد مشارق النجوم ومغاربها، أو مش..ارق الش..مس ومغاربه..ا، أو كل جزء من جهتي المشرق والمغرب، فكل ذلك آية وداللة على قدرته تع..الى على أن يبدل أمثال هؤالء المكذبين، وينشئهم فيما ال يعلمون، فيأتي بهم في نشأة أخ..رى، كم..ا

يأتي بالشمس كل يوم من مطلع، ويذهب بها في مغرب. وأما في سورة المزمل فذكر المشرق والمغرب بلفظ اإلفراد، لما كان المقص..ود ذك..ر ربوبيته ووحدانيته، وكما أنه تفرد بربوبي..ة المش..رق والمغ..رب وح..ده، فك..ذلك يحب أن يتفرد بالربوبي..ة والتوك..ل علي..ه وح.ده، فليس للمش..رق والمغ.رب رب س..واه، فك..ذلك

وم55ا}ينبغي أن ال يتخذ إله، وال وكيل سواه، وكذلك قال موسى لفرع..ون حين س..أله: رب المشر=ق= والمغ55ر=ب= وم55ا بينهم55ا إ=ن}فقال: [23]الش..عراء: رب العالم=ين{لون{ وفي ربوبيته س..بحانه للمش..ارق والمغ..ارب تنبي..ه على [28]الش..عراء: كنتم تعق=

(.36 - شفاء العليل، ص )14(.195- 194 - التبيان في أقسام القرآن، ص )15

15

Page 16: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

ربوبيته السموات، وما حوته من الشمس والقمر والنج..وم، وربوبيت..ه م..ا بين الجه..تين، الليل والنهار وم..ا تض..مناه، ثم ق..ال: وربوبيته =نا لقاد=رون على أن نب55دل خي55را }إ

نهم وما نحن ب=مسبوق=ين{ أي لق..ادرون على أن ن..ذهب بهم، ون..أتي ب..أطوع لن..ام=بكم أيها الناس وي55أت= ب=55آخر=ين}منهم، وخيرا منهم، كما قال تعالى: إ=ن يشأ يذه=

.[133]النساء: وكان الله على ذل=ك قد=يرا{ أي ال يفوتني ذلك إذا أردت..ه، وال يمتن..ع م..ني، وع..بر}وما نحن ب=مسبوق=ين{وقوله:

؛ ألن المغلوب يسبقه الغالب إلى ما}وما نحن ب=مسبوق=ين{عن هذا المعنى بقوله: وما نحن}يري..ده، فيف..وت علي..ه، وله..ذا ع..دى ب..."على" دون "إلى" كم..ا في قول..ه:

ين * على أن نبدل أمث55الكم{ فإن..ه لم..ا ض..منه مع..نى [61-60]الواقع..ة: ب=مسبوق= مغلوبين ومقه..ورين، ع..داه ب..."على" بخالف س..بقه إلي..ه، فإن..ه ف..رق بين س..بقته إلي..ه،

.(16)وسبقته عليه، فاألول: بمعنى غلبته، وقهرته عليه، والثاني: بمعنى وصلت إليه قبله"نهم{تأمل هنا: يق..ول: أي: لق..ادرون على أن }لقاد=رون * على أن نبدل خيرا م

نذهب بهم، ونأتي بأطوع لنا منهم، يعني خلقا آخر.والذي مشى عليه ابن كثير أن نفس الخلق يعاد بأتم مما كان.

نهم{وابن القيم يذهب إلى أنه خلق آخر أطوع لله -عز وجل- منهم: .}نبدل خيرا م وهذا هو المتبادر أي الذي ذكره ابن القيم -رحمه الله-، هذا غير المعنى الذي ذكره ابن كثير، لكن ك..أن ابن كث..ير نظ..ر إلى أن الكالم في االحتج..اج عليهم بقدرت..ه على بعثهم، فيقول: قادر على إع..ادتهم بح..ال أتم، حيث تس..تبعدون إع..ادة األجس..اد، فالل..ه يعي..دها بحال أتم مما كانت عليه، وليس فقط بحالها التي كانت عليه، أو دون ذلك، يع.ني نظ..ر

إلى أن هذا من باب الرد عليهم. لكن أيضا هذا المعنى: أن الله قادر على أن ينشئ أيضا خلقا أكمل من هؤالء، وأحس..ن

حاال، وأطوع لله منهم. قال ابن القيم: "وق.د وق.ع اإلخب.ار عن قدرت.ه س.بحانه على تب.ديلهم بخ..ير منهم، وفي بعضها تبديل أمثالهم، وفي بعضها استبداله قوم..ا غ..يرهم، ثم ال يكون..وا أمث..الهم، فه..ذه ثالثة أمور يجب معرفة ما بينها من الجمع والفرق، فحيث وقع التبديل بخ..ير منهم فه..و إخبار عن قدرته على أن ي..ذهب بهم، وي..أتي ب..أطوع وأتقى ل..ه منهم في ال..دنيا، وذل..ك

يع..ني ب..ل}وإ=ن تتولوا يستبد=ل قوم55ا غي55ركم ثم ال يكون55وا أمث55الكم{قوله: يكونوا خيرا منكم.

قال مجاه..د: يس..تبدل بهم من ش..اء من عب..اده، فيجعلهم خ..يرا من ه..ؤالء، فلم يتول..وا بحمد الله، فلم يستبدل بهم، وأم.ا ذك.ره تب..ديل أمث.الهم ففي س..ورة الواقع.ة وس..ورة

بوق=ين *}اإلنسان، فقال في الواقعة: نحن قدرنا بينكم الموت وم55ا نحن ب=مس55ئكم ف=ي ما ال تعلمون{ .[61-60]الواقعة: على أن نبدل أمثالكم وننش=

ئنا ب55دلنا}وقال في س..ورة اإلنس..ان: رهم وإ=ذا ش55= ددنا أس55 نحن خلقناهم وش55.[28]اإلنسان: أمثالهم تبد=يال{

قال كثير من المفسرين: المعنى: أنا إذا أردنا أن نخلق خلقا غيركم لم يس..بقنا س..ابق،ولم يفتنا ذلك.

ئنا بدلنا أمثالهم تبد=يالوفي قوله: إذا شئنا أهلكن..اهم وأتين..ا بأش..باههم،{ }وإ=ذا ش=فجعلناهم بدال منهم.

قال المهدوي: قوما موافقين لهم في الخلق، مخالفين لهم في العمل. ولم يذكر الواحدي وال ابن الجوزي غير هذا القول، وعلى هذا فتكون هذه اآلي.ات نظ.ير

بكم أيها الناس ويأت= ب=آخر=ين{}قوله تعالى: فيك..ون [133]النس..اء: إ=ن يشأ يذه=.(17)استدالال بقدرته على إذهابهم، واإلتيان بأمثالهم على إتيانه بهم أنفسهم إذا ماتوا"

(.196-195 - المصدر السابق )16(. 197-196 - المصدر السابق )17

16

Page 17: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

يعني هذا كأنه من باب اللزوم، إذا كان قادرا على أن يأتي بأمثالهم فه..و ق..ادر على أنيأتي بهم، وهكذا إذا كان قادرا على أن يخلق خيرا منهم فهو قادر أيضا على إعادتهم.

وا ويلعب55وا{}أي: يا محمد }فذرهم{ثم قال تعالى: أي دعهم في يخوض55 أي: حتى يالق55وا ي55ومهم الذ=ي يوع55دون{}تك55ذيبهم وكف55رهم وعن55ادهم

فسيعلمون غ=ب ذلك، ويذوقون وباله.أي: دعهم في تكذيبهم وكفرهم وعنادهم. }فذرهم{

وقيل: في خوضهم في باطلهم، ولعبهم في دنياهم.الخوض بالباطل، واللعب في دنياهم. يخوضوا ويلعبوا{}ذرهم

وهنا قال: دعهم في تكذيبهم وكفرهم وعنادهم.وا ويلعب55واقال ابن القيم -رحمه الل..ه- معلق..ا على قول..ه تع..الى: }فذرهم يخوض55

: "وهذا تهديد شديد يتضمن ترك ه..ؤالء ال..ذينحتى يالقوا يومهم الذ=ي يوعدون{ قامت عليهم حجتي، فلم يقبلوها، ولم يخافوا بأسي، وال صدقوا رس..االتي في خوض..هم بالباطل ولعبهم، فالخوض في الباط..ل ض..د التكلم ب..الحق، واللعب ض..د الس..عي ال..ذي يعود نفعه على ساعيه، فاألول ضد العلم النافع، والثاني ض..د العم..ل الص..الح، فال تكلم بالحق، وال عمل بالصواب، وهذا شأن كل من أعرض عما جاء به الرسول، البد ل..ه من

.(18)هذين األمرين"ون{ } ب يوف=ض55 راعا ك55أنهم إ=لى نص55 ن األج55داث= س55= أي:ي55وم يخرج55ون م=

يقومون من القبور، إذا دعاهم ال55رب -تب55ارك وتع55الى- لموق55ف الحس55ابراعا كأنهم إ=لى نصب يوف=ضون{}ينهضون .س=

قال ابن عباس ومجاهد والضحاك: إلى علم يسعون.وقال أبو العالية ويحيى بن أبي كثير: إلى غاية يسعون إليها.

وقد قرأ الجمهور: "إلى نصب" بفتح النون وإس55كان الص55اد، وه55و مص55دربمعنى المنصوب.

ب}وقرأ الحس55ن البص55ري: بض55م الن55ون والص55اد، وه55و الص55نم، أي{نص55 ك55أنهم في إس55راعهم إلى الموق55ف كم55ا ك55انوا في ال55دنيا يهرول55ون إلى

النصب إذا عاينوه. يبتدرون أيهم يستلمه أول، وه5ذا م5روي عن مجاه5د ويح5يى{يوف=ضون}

بن أبي كث55ير ومس55لم البطين وقت55ادة والض55حاك والربي55ع بن أنس وأبيصالح وعاصم بن بهدلة وابن زيد، وغيرهم.

{}هن..ا قول..ه -تب..ارك وتع..الى-: ن األج55داث= يع..ني{}األج55داث=، يوم يخرج55ون م=القبور.

راعا كأنهم إ=لى نصب يوف=ضون{ يعني يسرعون إلى موضع الحساب.}س=ون{لموقف الحساب ينهضون، هنا قال: ب يوف=ض55 راعا ك55أنهم إ=لى نص55 }س=

قال ابن عباس ومجاهد والضحاك: إلى علم يسعون. وهذا الذي اختاره ابن جرير -رحمه الل..ه-، يع..ني ك..أنهم يس..رعون إلى ش..يء منص..وب لهم، هذا معنى علم، شيء منصوب، نصب لهم، فهم يسرعون إلي..ه، فق..راءة الجمه..ور

بفتح النون وسكون الصاد: "نصب".وقراءة ابن عامر وحفص بضم النون والصاد: "نصب".

صب: يقال: لما نصب فعبد من دون الل..ه -تب..ارك وتع..الى-،}كأنهم إ=لى نصب{ والنصب، والجمع األنصاب، فمثل هذا يختل..ف العلم..اء في محمل..ه، صب، وكذلك الن فهذا الن فيما يتصل بكونه جمع نصب، يقول: األنصاب جمع نصب، وهو جمع الجمع، نصب جمع،

وأنصاب جمع الجمع.

(.200 - المصدر السابق ص )1817

Page 18: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

صب جمع نصاب، وهو الحجر، أو الص..نم ال..ذي ي..ذبح علي..ه، ومن..ه وبعضهم يقول: إن الن{قول الله -تبارك وتعالى-: .[3]المائدة: }وما ذب=ح على النصب=

ب، كم..ا يق..ول ب، ونص.. وبعضهم يقول: كل ذلك بمعنى واح..د، بحركات..ه المتنوع..ة: نص.. إلى غاية، وما ينص..ب اإلنس..ان}كأنهم إ=لى نصب يوف=ضون{ النحاس -رحمه الله.

إليه بصره يقال له ذلك أيضا، فما نصب لإلنس..ان من راي..ة، أو موض..ع، أي علم، ش..يء..دعون إلي..ه، كعلم، ونح..وه، أو راي..ة تنص..ب لهم، منص..وب إلى ش..يء وض..ع لهم، ي

.}كأنهم إ=لى نصب يوف=ضون{فيسرعون إليها، فهذا: بعض الس..لف كالحس...ن يق..ول: ك..انوا إذا طلعت الش..مس ابت...دروا إلى أص..نامهم،

يتمسحون بها، يعبدونها من دون الله -تبارك وتعالى-، ال يلوي آخرهم على أولهم. اإليف..اض ه..و اإلس..راع،{ يوف=ضون}والمقصود: أن هؤالء يس..رعون غاي..ة اإلس..راع،

يخرج..ون من قب..ورهم في ح..ال من اإلس..راع إلى موض..ع الحس..اب، به..ذه الص..فة:عة أبصارهم ترهقهم ذ=لة{ .}خاش=

ارهم{وقوله تع55الى: عة أبص55 أي: في{ت55رهقهم ذ=لة}أي خاض55عة }خاش55= ذل=55ك الي55وم الذ=ي ك55انوا}مقابل55ة م55ا اس55تكبروا في ال55دنيا عن الطاع55ة:

.يوعدون{ولله الحمد والمنة. }سأل سائ=ل{آخر تفسير سورة:

عة أبصارهم{يقول هنا: أي: في مقابل..ة م..ا {ت55رهقهم ذ=لة} أي: خاض..عة }خاش= {ترهقهم ذ=لة}اس..تكبروا في ال..دنيا عن الطاع..ة، يع..ني الج..زاء من جنس العم..ل،

يعني تغشاهم ذلة، وهذا بمعنى قول قتادة: أي سواد في الوجه، فالرهق يعود إلى هذا،.}ترهقهم ذ=لة ذل=ك اليوم الذ=ي كانوا يوعدون{يعني ما يغشى اإلنسان:

الحافظ ابن القيم -رحم..ه الل..ه- ل..ه كالم في ه..ذا، يق..ول -رحم..ه الل..ه تع..الى-: "قول..هارهم ت55رهقهم ذ=لة{تعالى: عة أبص55 فوص..فهم ب..ذل الظ..اهر، وه..و خش..وع}خاش=

األبصار، وذل الباطن وهو ما يرهقهم من الذل خشعت عنه أبصارهم، وق..ريب من ه..ذارة * تظن أن يفع5ل ب=ه55ا ف5اق=رة{}قوله: ،[25-24]القيام..ة: ووجوه يومئ=ذ باس5=

يت}ونظ..يره قول..ه: م كأنم55ا أغش55= ن عاص55= ن الل55ه= م= ا لهم م وت55رهقهم ذ=لة من الليل= مظل=ما{ .[27]يونس: وجوههم ق=طعا م

فنفى عن..ه [118]ط..ه: إ=ن لك أال تجوع ف=يه55ا وال تع55رى{}وضد هذا قوله تعالى: اهم}الجوع الذي هو ذل الباطن، والعري الذي هو ذل الظاهر، وضده أيضا قوله: ولق

فالنضرة عز الظ..اهر وجمال..ه، والس..رور ع..ز الب..اطن [11]اإلنسان: نضرة وسرورا{ عال=يهم ث=ياب سندس خضر وإ=ستبرق وحلوا أساو=ر}وجماله، ومثله أيضا قوله:

رابا طه55ورا{ قاهم ربهم ش55 ة وس55 فجم..ع لهم بين زين..ة [21]اإلنس..ان: م=ن ف=ض55ا ي55وار=ي}الظ..اهر والب..اطن، ومثل..ه قول..ه: ي55ا بن=ي آدم ق55د أنزلن55ا عليكم ل=باس55

فجم..ع لهم بين زين..ة [26]األع..راف: سوءات=كم ور=يشا ول=باس التقوى ذل=ك خير{فظ55ا}الظاهر والباطن، ومثله قوله: ماء الدنيا ب=ز=ينة الكواك=ب= * وح= =نا زينا الس إ

ار=د{ فزين ظاهرها بالنجوم وباطنه..ا بالحف..ظ من [7-6]الصافات: من كل شيطان موركم ورزقكم من}كل شيطان رجيم، ومثله قوله أيضا: ن ص55 ركم فأحس55 و وص55

} اد= التق5وى{}وقريب منه قوله تعالى: [64]غافر: الطيبات= ]البق..رة: فإ=ن خير الز=يمان=كم فذوقوا}ومنه قوله: [197 ا الذ=ين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إ فأم

ي رحم55ة= الله=العذاب ب=ما كنتم تكفرون * ت وج55وههم فف= ا الذ=ين ابيض وأميها خال=دون{ فجمع له..ؤالء بين جم..ال الظ..اهر والب..اطن،[107-106]آل عمران: هم ف=

ف55ذل=كن الذ=ي}وألولئ..ك بين تس..ويد الظ..اهر والب..اطن، ومن..ه ق..ول ام..رأة العزي..ز: ه= فاستعصم{ يه= ولقد راودته عن نفس= فوص..فت ظ..اهره [32]يوسف: لمتنن=ي ف=

بالجمال، وباطنه بالعفة، فوصفته بجمال الظاهر والب.اطن، فكأنه.ا ق.الت: ه.ذا ظ.اهره

18

Page 19: التاريــخ - files.zadapps.info file · Web viewبسم الله الرحمن الرحيم. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. سورة

وباطنه أحسن من ظاهره، وهذا كله يدلك على ارتباط الظاهر بالباطن، قدرا وش..رعا،.(19)والله أعلم بالصواب"

}يوموقال -رحمه الله-: "ثم ذكر س..بحانه ح..الهم عن..د خ..روجهم من القب..ور، فق..ال: ون{ ب يوف=ض55 راعا ك55أنهم إ=لى نص55 ن األج55داث= س55= أي يس..رعون،يخرج55ون م=

والنصب العلم والغاية التي تنصب فيؤمونها، وهذا من ألطف التش..بيه وأبين..ه وأحس..نه،جون عن..ه فإن الناس يقومون من قبورهم مهطعين إلى الداعي، يؤمون الصوت، ال يعر

ي ال ع=55وج ل55ه{}يمنة وال يسرة، كما ق..ال: أي: [108]ط...ه: يومئ=ذ يتب=عون ال55داع= يقبلون من كل أوب إلى صوته وناحيته، ال يعرجون عنه، قال الفراء: "وهذا كم.ا تق.ول:

دعوتك دعوة ال عوج لك عنها"..(20)وقال الزجاج: المعنى ال عوج لهم عن دعائه، أي ال يقدرون إال على اتباعه وقصده"

(.203 - 201 - المصدر السابق، ص )19(.200 - المصدر السابق، ص )20

19