archive.org · 2017. 7. 1. · ! Abstract !"#$%&'%"($%)"*+,% :" study of grammatical citations in...

454
٠ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺇﺷﺮﺍﻑ ١٤٣٠ ﻫـ/ ٢٠٠٩ م ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮ ﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺃﻡ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻗﺴﻢ

Transcript of archive.org · 2017. 7. 1. · ! Abstract !"#$%&'%"($%)"*+,% :" study of grammatical citations in...

  • ٠

    إعداد الطالبة

    إشراف األستاذ الدكتور

    م٢٠٠٩/ هـ ١٤٣٠

    يةدالسعو العربية المملكة وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى

    كلية اللغة العربية قسم النحو والصرف

  • د

    دراسة الشواهد النحوية يف إعراب القرآن أليب جعفر النحاس من أول سورة البقـرة ":موضوع الرسالة "إىل آخر سورة النمل

    .التيسري عىل الدارسني ملقرر إعراب القرآن يف خمتلف املراحل اجلامعية: دف منهااهلابتدأت بمقدمة أوضحت فيها أمهية املوضوع ،وأسباب اختياره،وفروضه العلمية،والدراسات السابقة املتصلة به ، ثم عرضت يف التمهيـد كلمـة مـوجزة عـن أيب جعفـر النحـاس،ومعنى كلمـة شـاهد يف اللغـة

    ًطالح النحاة،والدراسات التي قامت حول الشواهد قديام وحديثاواص والتدليل عـىل اسـمية أو فعليـة مـا . ً .اختلف يف اسميته أو فعليته

    : شواهد قضايا اإلعراب،حيث اشـتمل هـذا الفـصل عـىل ثالثـة مباحـث:ثم تناولت يف الفصل الثاين شواهد إعراب اجلمل ومواقعهامبحث شواهد إعراب األسامء،ومبحث شواهد إعراب الفعل،ومبحث

    :هذا وقد تناولت هذه الدراسة الشواهد النحوية يف اجلزء املقرر عىل النحو اآليت .نسبة الشواهد إىل أصحاهبا • .حتديد موضع الشاهد،ووجه االستشهاد به • .،واختيار الراجح منها"موطن االستشهاد"عرض آراء النحاة يف القضية النحوية • .ات املختلفة للشاهدالتنبيه عىل الرواي • .توضيح ما إن كان الشاهد حجة لرأي برصي أو كويف • .االستفادة من الشواهد يف ترجيح بعض أقوال املعربني ،واملفرسين لآلية الكريمة • .ذكر خترجيات النحاة للشاهد إن وجدت • .ذكر الشواهد املامثلة للشاهد • َّة ، أو تعزيز رأي ضعفوه؟توضيح ما للشاهد من دور يف نقض رأي ارتآه بعض النحا • .ًتوضيح ما إن كان النحاس منفردا يف االحتجاج هبذا الشاهد أو ال • .التنبيه عىل الشواهد املوضوعة،والنادرة ،وشواهد اللغات واللهجات العربية،وشواهد الرضورات الشعرية •

    :وقد أفادت هذه الدراسة مما ييل .النحو بشواهد انفرد النحاس يف االحتجاج هباإثراء بعض القضايا النحوية يف خمتلف أبواب

    .ًترجيح بعض آراء النحاة بناء عىل احتجاج النحاس بشواهد تؤيد ما ذهبوا إليه .ًإثبات بعض لغات وهلجات العرب بناء عىل ما أورده النحاس من شواهد

    واهللا املوفق

  • ـه

    Abstract Title of the study :" study of grammatical citations in the Holly Quran analysis (syntax), by Abu Gafar Al Nahas, from beginning of Surat Al-Baqra till the End of Surat Al Naml". Aim of the study: facilitaitng of course the Holly Quran analysis (syntax) for the ones who study it at the different university stages. I have begun with an introduction which clarifies the importance of the issue, the reason of its choice, its scientific assumptions & the previous connectd about Abu Gafar Al -Nahas, is given the meaning of the word of(citation) in the language, the terminology of grammarian, the previous & recent studies which were held of concerning citations & proving the nominal or verbal of what disaccord in its nominal or verbal. As for second chapter ,it is about the citations of analysis issues (syntax).this chapter has three searches, the first one is citations of analysis of nouns. the second one is citations of analysis of verb. the third chapter is about the witness the sentence & its location.

    This study has dealt with the grammatical evidences in the study course as follow:

    • Tracing the evidence back to its owner. • Determining the position of the evidence & its citation side. • Showing the grammarians' opinions in the grammatical issue "places of

    citations "* choosing the more correct.

    • Paying attention to the different versions of citation. • To mention the interpretation of the grammarians if existed. • Mention the citation that are similar to each others. • Clarifying the role of citation in criticizing the opinion of the grammarians, or in

    enhancing an opinion weaken by the grammarians.

    • Clarifying if Al- Nahas is solely in protest with this citation or not. • Paying attention to the subjective & rare citation, languages &Arabic accent

    citations & the poetic licenses citations.

    This study has been used for the following ; ١-Enrichment of some grammatical issues in the different chapters of grammar with citation with which Al-Nahas performed singlehandedly. ٢- Giving preponderance to some grammarians" opinions according to Al-Nahas protest with citations which support what they went to. ٣-Proofing some of Arab's languages & accents according to what Al-Nahas has provided with citations.

  • ١

    4 5 6 7 8 9 : ; > = < ? @ ﴿ : احلمد هللا القائـلF E D C B A﴾ . ــواهد ــن ش ــسامء واألرض م ــا يف ال ــدد م ع

    الوحدانية، وعدد ما درج عىل األرض من ورى، وعدد ما يف بطوهنـا حتـت الثـرى، اللهـم ، نردده فوق األرض، وعند العرض، ويف جنة املأوى عند سدرة املنتهى اًمحد .آمني

    َّمـن خـص ،ملسو هيلع هللا ىلص وأصيل وأسلم عـىل رساج شـهدائه، وصـفوة أوليائـه حممـد ُ أما بعد. بالشفاعة وعىل األمم مجيعها بالشهادة

    "ٍرشوح وحـواش وتـذييالت"فه أهل النحو مـن مؤلفـات ّفإن املطالع ملا خل وميزة غري متوارية، اصطبغت هبا تلك املؤلفات، ومل ، ليست بخافيةُ له ظاهرةلتتبني. "االستـشهاد"ف يف هذا الفن ممن سبق وفات، تلـك ظـاهرة ّ من ألُّ عنها كلُيغفل

    فال عجب أن تكون متصدر احلديث عن أدلة السامع، ومعيار الرتجيح عند اختالف ْهـا مهمـة تـضُاآلراء، وتعدد املذاهب، وأن يكـون رشح َ ً َّ ُع هلـا جهابـذة النحـو، ِّلطََ

    ويكون ، بيد أن أمهيتها تزداد ،"الشواهدرشح "فوا لنا العديد من املصنفات يف ّفخليف مـصنفات إعـراب القـرآن؛ إذ اإلعـراب مفتـاح من وراء دراستها عظيم املفاد ،

    ٍاملعاين، وهو لكتاب اهللا خري خدمة، يـسعى هلـا أهـل الـرشف واملعـايل؛ لـذا أردنـا أليب إعـراب القـرآن " من بعدهم، فوقع اختيارنا عىل اًاللحاق بركبهم وإن كنَّا خلف

    .١٨: سورة آل عمران آية )١(

  • ٢

    ٍ ومتحر االستشهاد ،؛ إذ هو كثري الرواية"النَّحاسجعفر أمحد بن حممد بن إسامعيل يف معظم ما يورده من وجوه اإلعراب، خاصة أن الدراسات الـسابقة التـي قامـت َّحول هذا املصنف ركزت عىل توجيهاته النحوية دون رشح الشواهد، وبعد عرض

    ّأيدين ،ووافقني ،واستقرعبد الكريم عويف . الفكرة عىل مرشيف د الرأي بـأن يكـون َّ، "النَّحاسالشواهد الشعرية النحوية يف إعراب القرآن أليب جعفر " :عنوان البحث

    ِ لكثرهتا فقد حددت الدراسة بحيث تكون اًونظر مـن أول سـورة البقـرة إىل آخـر "ُ اًحويـ ناًشـاهد مائة وعرشين إسقاط املكرر بعد-إذ يشمل البحث ؛"سورة النَّمل

    مئتـني وأربعـني إسـقاط املكـرر بعـد-من جمموع شواهده النحوية البالغ عـددها فـيمكن أن ،اً شـاهدٌمائـة وعـرشونأما الشواهد املتبقية والبـالغ عـددها ،اًشاهد

    يشملها بحث مستقل يف رسالة أخرى،كام رأيـت أن يكـون اعـتامدي عـىل الطبعـة زهـري غـازي . الكتـاب،حتقيق د ميالدي من طبعـات١٩٦٨ هجريه،١٤٠٩الثالثة

    ًجهدا واسعازاهد؛ إذ بذل فيها املحقق يف تنقية الكتـاب ممـا وقـع فيـه مـن أخطـاء ً .عىل الرغم من عناية القائمني عىل طبعه طباعية يف سابقتيها،

    من األمهيـة بمكـان؛ النَّحاسإن دارسة الشواهد يف إعراب القرآن أليب جعفر

    : ب اآلتيةوذلك لألسباأهنا دراسة متصلة بكتاب اهللا عز وجل، وهبا سينرصف كل جهد وعنـاء يف -١

    .أثناء الدراسة إىل خدمة كتاب اهللا العزيز

  • ٣

    هذه الدراسة ستمكنني مـن االطـالع عـىل علـوم خمتلفـة متـصلة بـالقرآن -٢ ، فالبحث يف هذا املوضوع يتطلب الرجوع إىل علوم خمتلفـة ؛اً مبارشًالكريم اتصاال

    . التفسري وعلم القراءات، وعلم االحتجاج هلاك سـيبويه، شـواهد من الشواهد كانـت مـن ه كتابالنَّحاسأن أكثر ما أودعه -٣

    ألقوال من عني هبا ورشحها، أضف إىل ذلك شواهد ٌفكان يف دراستها استخالصٌختلف فيها رواية، فتارةُا ًُ تقام هبا احلجة عـىل قاعـدة معينـة وتـارة ال حجـة فيهـا، ْ

    َّوشواهد رد االستشهاد هبا لكوهنا حتمل رضورات شعرية، وال حيمل كتاب اهللا عىل َّتلكم الرضورات، وإنام حيمل كتاب اهللا عىل األفـصح واألشـهر، كـام نـص بـذلك

    .يرمحه اهللا من القضايا النحوية يف خمتلف األبـواب، ففـي دراسـتها اًأهنا تناولت كثري -٤

    . إثراء لتلك األبواب باملسموع من هذه الشواهد جاءت يف ثنايا آراء كثري من العلامء الـذين روى اًن كثريأ -٥لقي الضوء عىل آرائهم مع ما اعتمدوا عليه مـن نقـول؛ أ، فبدراستها النَّحاسعنهم

    ). برصية وكوفية وبغدادية(السيام أن هؤالء العلامء من خمتلف املدارس النحوية رسـني ملقـرر إعـراب القـرآن يف من هذه الـشواهد تـستوقف الدااًأن كثري -٦

    املرحلة اجلامعيـة، فيـصعب علـيهم حتديـد موضـع الـشاهد ، ووجـه االستـشهاد رشح ابـن عقيـل، [ منها مل تتـضمنه مقـررات الدراسـة أقـصد اًالسيام أن كثري به ؛

    ].وأوضح املسالك البن هشام

  • ٤

    هذه الدراسـة أهنـا ستيـرس بحـول اهللا الوقـوف عـىل شـواهد أهدافلذا فمن ما يكون اً كثريالنَّحاس أن حاس، بل وغريه من كتب اإلعراب إذعراب القرآن للنإ

    . لتلك الشواهد عن كتب اإلعراب التي سبقتهًناقال ألهل التفسري اً مرام-بحول اهللا- هذه الدراسة أهنا ستكون أهداف فإن اًوأخري

    . واللغة والنحو عىل حد سواء والقراءات ،

    َّ الدراسات السابقة التي قامت حول هـذا املـصنف ركـزت عـىل توجيهاتـه إن :النحوية دون رشح الشواهد أو ذكرها، منها

    يف ضــوء الــسياق القــرآين النَّحــاستعــدد التوجيــه النحــوي أليب جعفــر " -أة املاجـستري أعـدها األسـتاذ أمحـد وهي رسالة جامعيـة لنيـل درجـ، "والقواعد النحوية

    . م ٢٠٠١ بالرياض عام ة اإلمام حممد بن سعود اإلسالميةامع جيف السنويساالحتجاجات النحوية للقراءات القرآنيـة بـني أيب جعفـر ": مقالة بعنوان -بضـمن ، للدكتور إبراهيم بن صالح احلنـدود " وأيب عبيد القاسم بن سالمالنَّحاس

    رابـع والثالثـون مقاالت جملة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية يف عـددها ال . هـ١٤٢٢عام

    بحمـد -وقد أجبـت عنهـا تساؤالت متثل مشكلة البحث الرئيسة ،وهي مجلة يف ضوء املادة العلمية التي مجعتها،فأرجو من اهللا أن أكون قد وفقت يف ذلك، -اهللا : منهاو

  • ٥

    فلة؛لكوهنا مشهورة أو ًأكانت الشواهد معزوة ألصحاهبا أم كانت نسبتها مغ - جمهولة القائل؟

    ممن خالف وا، أم كانم أكان أصحاهبا ممن أمجع النحاة عىل االحتجاج بشعره - إمجاعهم ،فاحتج بشعر من ال حيتج بشعره؟

    بشواهد مل يذكرها النحاة؟ النَّحاسهل انفرد - أمتسك يف شواهده بقياس شيوخ البرصيني الذين بنوا أقيستهم عىل األغلب - روايات األشعار توسع الكوفيني؟ شهر، وطرحوا الشاذ، أم توسع يف واأل

    ؛ فـإن كـان اً كوفيـاً أو مما يـرجح مـذهب ،اً برصياًأكانت شواهده مما يؤيد رأي - األول فبم أجاب الكوفيون؟، وإن كان الثاين فبم أجاب البرصيون؟

    ا دون ُهل من شواهده ما يروى عىل أوجه خمتلفة، فيكون الـشاهد يف بعـضه - بعض؟

    ًغالبا ما تكون شواهده مما أنشده سيبويه، فهل توافقت روايته هلا مـع روايـة - غريه من النحاة الذين عنوا برشح شواهد الكتاب؟

    هل جاءت تلك الشواهد عىل لغات القبائـل وهلجاهتـا؟ وهـل كانـت هـذه - اللغات نادرة أو شاذة ال يقاس عليها؟

    ِّا رصح بأهنـا حـاة رضورة شـعرية، أو ممـه النّهل كانت تلك الشواهد مما عد - ُ موضوعة؟

  • ٦

    َّ ضعفه غريه؟ وهل اً أرتآه غريه من النحاة؟ وهل عززت رأيرآههل نقض هبا - هلا شواهد مماثلة منثورة يف كتب النحاة؟

    يف استشهاده، أم كانت هناك شواهد بديلة هي أوىل وأصح بـأن اً أكان موفق - ها؟ يستشهد هبا عىل املسألة التي أورد

    ِّهل خرج الشاهد عىل نحو ينتقض به وجه استشهاده به؟ - ُ ماذا أضافت تلك الشواهد ألقوال املفرسين ؛خاصة حني تعـدد أقـواهلم يف -

    . لتعدد األوجه اإلعرابية التي يتحملها اللفظاًتفسري اآلية الواحدة ،تبعهلـا ثم ماذا أضافت لتوجيهات النحاة للقراءات املختلفة، وهل يمكن من خال ترجيح أحد تلك التوجيهات؟ وهل دفعت حتامل بعض النحاة عىل القراء؟

    مئتـني النَّحـاسبلغ عدد الشواهد النحويـة يف إعـراب القـرآن أليب جعفـر ً، وبناء عىل ًاثنني وست مئة شاهدا من جمموع شواهده البالغ عددها اً شاهدوأربعني

    ،يه يف هذه الدراسة هو املنهج الوصفي التحلييلتأملها فإن املنهج الذي أعتمدت عل : اخلطوات اآلتيةأما طريقة عريض الشواهد الشعرية فراعيت فيها

    . وجودهأماكنأنسب الشاهد إىل قائله مع ذكر عرصه ،وأشري إىل -١ .حتديد موضع الشاهد، ووجه االستشهاد به -٢األقوال العربية توثيق القراءات القرآنية ،واألحاديث الرشيفة،واألمثال و -٣

    .املأثورة التي وردت يف البحث

  • ٧

    ألحد األوجه اإلعرابية املتعددة التي حيتملهـا اًحني يكون الشاهد ترجيح -٤اللفظ يف اآلية، فإين أذكر تلك األوجه كام وردت يف نص أيب جعفر، وهذه األوجـه

    ِّيمهـدوإن مل تكن ذات عالقة بدراسة الشاهد إال أن ذكرها يح بعـد ملرحلـة الرتجـَُ . عرض آراء النحاة

    أعــرض آراء النحــاة يف القــضية النحويــة التــي هــي منــاط االستــشهاد، -٥ والزخمـرشي ،وأيب حيـان ، والطـربي، كسيبويه، والفراء ،واألخفـش ،والزجـاج ،

    ًثم اختار الراجح منها بناء عىل ما يظهره يل البحث من أدلة ما استطعت والقرطبي ، . ًإىل ذلك سبيال

    ًاُر الشاهد الشعري يف مسائل خمتلفة، فإين أفرد لكل مـسألة بحثـحني يتكر -٦ . ًيدرس فيه الشاهد بناء عىل ما تقتضيه كل مسألة من وجه االستشهاد ،ًمستقالحني تتعدد شواهد املسألة الواحدة، فإين أذكرها مكتملة، ويـضمها بحـث -٧ .واحد، أو ممـا ]ويفبرصي أو ك[حني يكون الشاهد النحوي حجة ألحد الفريقني -٨

    إىل ذلك ،مع ذكر ما استدل به كل فريق،و بيان الراجح احتج به عامل عىل آخر أشري . ما أمكن لـه يف اً للـشاهد عـن غـريه، ومـوردً نـاقالالنَّحـاس جعفر وحني يكون أب -٩

    ً سواء أكان تأييـدالنَّحاسً عن رأيه، أشري إىل ذلك موضحة رأي همعرض حديث أم اً . معارضة

  • ٨

    شواهد مماثلـة نثريـة أو شـعرية اهتـديت إليهـا النَّحاسشاهد إن كان ل -١٠ نــه ملــن املفيــد أن يقــف الباحــث عــىل شــواهد إمــن خــالل البحــث، أوردهــا إذ

    عتمدت عليه مـن أدلـة يف الرتجـيح بـني آراء امتعددة للمسألة الواحدة، كام أهنا مما .العلامء

    والتساؤالت املطروحة ،ويف كل هذه املراحل حاولت الربط بني عنارص اخلطة .وأرجو أن أكون قد وفقت يف ذلك يف إشكالية البحث،

    واهللا املوفق

  • ٩

    وثالثــة فــصول بــني مقدمــة لقــد جــاءت دراســتي للموضــوع يف متهيــد،

    : وخامتة،وذلك عىل النحو اآليتوالدراسـات فكرة املوضوع،وأمهيته،وفروضه العلمية،ا أوضحت فيه:املقدمة

    .املتصلة بهالسابقة : ويشمل ما يأيتالتمهيد . "إعراب القرآن" ومؤلفه النَّحاسكلمة موجزة عن أيب جعفر -١ . معنى كلمة شاهد يف اللغة ويف اصطالح النحويني -٢ . اً وحديثًالدراسات التي قامت حول الشواهد قديام -٣

    ) األفعـال– األسـامء –روف احل(وتناولت فيه األحكام النحوية للمفردات بعض، والتدليل عىل ء احلروف واألسامء بمعنى بعضها التي ليست بإعراب،كمجي

    ُختلف يف اسميته أو فعليتهُااسمية أو فعلية ما ْ . : ويندرج حتت هذا الفصل املباحث اآلتية .احلروفشواهد : املبحث األول . احلروف العاملة: ًأوال .لزيادة الالم يف لع -

  • ١٠

    .إن بمعنى نعمجميء - .لتقاء الساكننيحذف نون لكن ال - . ال تليها اجلملة االسمية إال يف رضورة الشعر) ما(رب املكفوفة بـ -

    . احلروف املهملة: اًثاني .جميء إال بمعنى غري - . حذف نون التوكيد مع إرادهتا - . حذف نون الوقاية للتخفيف- . الستفهامحذف مهزة االستفهام لوجود دليل عىل ا -

    : األسامء شواهد :املبحث الثاين . اإلشارة بأولئك إىل اجلمع غري العاقل - . اإلظهار يف موضع اإلضامر - .حذف الضمة من هاء الضمري لثقلها - . جميء اسم اإلشارة بمعنى االسم املوصول -

  • ١١

    : األفعال: املبحث الثالث . حذف النايف مع فتىء- . األصح يف حاشا أهنا فعل-

    واجلمـل مـن حيـث ، واألفعـال ، وفيه تناولـت األحكـام النحويـة لألسـامء اإلعراب ،وشواهد هذا الفصل قد طرقت أبواب النحو املختلفة، لذا آثرت ترتيبها

    . حسب األبواب النحوية املعروفة : ويندرج حتت هذا الفصل املباحث اآلتية

    . إعراب األسامءواهد ش:املبحث األول : املعرب واملبنى: ًأوال .إعراب املنقوص -ٍمجع سالمة) ٍأب ( مجع - ُ. . مع إرادة التثنية"كلتا"إفراد - .إعراب سنني إعراب املفرد -

    : واخلرباملبتدأ: اًثاني .الرفع باالبتداء بإضامر خرب - .حذف املبتدأ -

  • ١٢

    . االستفهامية"من"خرب - : النواسخ: اًثالث . بعد استكامل اخلرب) إن(عىل اسم العطف - . إضامر اسم إن دون أن يسبق له ذكر لداللة الكالم عليه - .العطف عىل اسم ال النافية للجنس إذا تكررت - .العامل يف خرب ما العاملة عمل ليس - .إعامل ال عمل ليس - . من خرب كاد"أن"حذف - . "ًاضمري الشأن حمذوف"اسم كان - . املخففة"أن"إعامل - .التامةكان - .اًجميء اسم كان نكرة وخربها معرفة شذوذ - . ًزيادة كان وسطا -

    : الفاعل: اًرابع . حذف الفاعل لداللة الفعل عليه- . مجع الفعل والفاعل جمموع -

  • ١٣

    .الرفع عىل الفاعلية بإضامر فعل - : عوالتاملف: اًخامس

    .محل مصدر فعل عىل مصدر فعل آخر يوافقه يف املعنى -ِفعلية بصيغة النصب عىل املفعول - َ. .املصدر املؤكد لفعله - ."االشتغال"النصب عىل إضامر الفعل - . النصب عىل املفعولية بإضامر فعل بعد إما التخيريية - .النصب عىل نزع اخلافض - . َّالنصب عىل املفعولية بفعل مضمر دل عليه ما قبله - .النصب عىل القطع - . حلسب وقوع إن وصلتها مفعولني -

    : من الرصفاملمنوع: ًسادسا . إعراب مجع املؤنث السامل املسمى به إعراب ما ال ينرصف - .ما جيوز رصفه وعدم رصفه من األسامء -

    .احلال: اًسابع . ًجميء املصدر حاال -

  • ١٤

    : التمييز: اثامنً .تقديم التمييز عىل عامله الفعل املترصف - : االستثناء: اًعستا .االستثناء بغري - .االستثناء املنقطع -

    : إلضافةا:ًعارشا . حذف املضاف وإقامة املضاف إليه مقامه - . يف أحكام املضاف إىل ياء املتكلم - .إضافة اسم الفاعل إىل مفعوله عن سبيل املجاز - .حذف التنوين من اسم الفاعل لغري اإلضافة - . اجلر عىل اجلوار -

    :التوابع: احلادي عرش .األسامء املالزمة للنعت - .امه حذف املوصوف وإقامة الصفة مق - .التقديم والتأخري بني املتعاطفني يف اجلملة االسمية - .ًالعطف محال عىل املعنى -

  • ١٥

    .العطف عىل الضمري املجرور دون إعادة اخلافض - .بدل االشتامل - .إبدال الفعل من الفعل -

    :النداء:الثاين عرش .نداء املضاف إىل ياء املتكلم - .حذف املنادى -

    : إعراب الفعلشواهد : املبحث الثاين .إسكان حرف اإلعراب من الفعل لغري اجلزم - .اجلزم بإذا - .العطف عىل جواب الرشط - . جزم الفعل املضارع بالم األمر املحذوفة - .حذف الم الفعل الناقص لغري اجلزم يف الوصل والوقف - .رفع الفعل املضارع املسبوق بمضارع جمزوم - . نصب الفعل املضارع بعد واو املعية -

  • ١٦

    : إعراب اجلمل ومواقعهاواهد ش: املبحث الثالث .اجلملة االستئنافية بعد حتى - . حذف الفاء من جواب الرشط - .جميء واو العطف يف جواب إذا - .حذف جواب لو -

    .النَّحاساخلصائص التي متيز هبا الشاهد النحوي عند :اخلامتة: اًرابع

    .ثذكرت فيها النتائج التي توصلت إليها من خالل هذا البح

    واهللا املوفق

  • ١٧

    لعــامدة كليــة اللغــة العربيــة ،وأختــتم هــذه املقدمــة بتقــديم جزيــل الــشكر واملـرشف عـىل هـذه الرسـالة ، عـويف ،عبـدالكريم : ذي الفاضل الدكتور ألستاو

    إذ كانـت توجيهاتـه لـواله،-بعـد اهللا-فام كـان هلـذا البحـث أن يرقـى بمـستواه ــ ــة رساج ــه القيم ــسديدة ،ومالحظات ــسبيل،ودليال للمجــد ًال ــة ال ًا أضــاء يل عتم

    .خري دليلًعونـا ومـشورة مـن ؛ والشكر موصول لكل مـن أدىل بـدلوه يف هـذا البحـث

    ة الرشـود ،ّحـص:األساتذة الكرام ،وأخص بالـذكر أسـتاذيت الفاضـلة الـدكتورة .ّوصديقتي الفاضلتني مريم عابد اهلذيل ،ومريم شامس القريش

    بنقص املخلوقني عن الكامل ،وعدم العصمة عن الزلل ًوأخريا فمن االعرتافأن أضع هذا البحث بني يدي أعضاء جلنة املناقشة املوقرة للنظر فيه،وتوجيهه نحـو األفضل، فسبحان من تنزه عن النقص ،واخـتص لعظمتـه بـالكامل واجلالل،ومـن

    عني،واحلمـد خللقه أمجً نافعا لوجهه الكريم،اًأرجو بمنِّه أن يكون هذا العمل خالص .هللا رب العاملني

    الباحثة

  • ١٨

    "" النَّحـاس، والنَّحاسهو أبو جعفر أمحد بن حممد بن إسامعيل بن يونس املرادي

    ، ولد يف مرص ،ونشأ هبا ،وتعلم عىل يد علامئها يف تلك النَّحاسنسبة إىل من يعمل ب ،وعىل من نفر إليهـا مـن –خالل النصف الثاين من القرن الثالث اهلجري –الفرتة

    ، وعيل بـن )هـ٢٨٩ت (، وأيب عيل الدينوري)هـ٢٢٧-٢٢٥ت (يديِزَالعلامء كالي، فتلقـى عـنهم صـنوف املعرفـة يف الـشعر والنثـر )هــ٣١٥ت (سليامن األخفـش

    ج إىل بغداد فأخـذ واحلديث والتفسري وعلوم اللغة، ومل يكتف بام أخذ منهم ،إذ خرِّعن كثـري مـن علامئهـا كـاملرب ويـهَطْفَون، )هــ٣١٠ت (جـاجَّوالز ،)هــ٢٧٦ت(د َ

    يف مؤلفـه إعـراب اً ثم عاد إىل مرص، وقد ترددت هذه األسامء كثـري،)هـ٣٢٣ت( .القرآن

    وكـان واسـع العلـم غزيـر ":قال الزبيدي يف طبقات النحويني واللغويني عنه

    ."الرواية كثري التأليف ً فضال"إعراب القرآن"إن شهادة الزبيدي هذه لواضحة كل الوضوح يف كتابه

    ًمن غريه من مؤلفاته، إذ ضمنه كثري من صنوف املعرفة يف القراءات واللغـة والتفـسري ممـا اَّلـوم يدل عىل سعة علمه ،وتنوع ثقافاته، وفيه يروي عـن كثـري مـن العلـامء يف خمتلـف الع

    . ومفرسين وحمدثني، وقراء، وشعراء، ولغويني،والفنون نحاة

    .١٠١، ص١إنباه الرواه للقفطي ج) ١( . ٢٢١-٢٢٠طبقات النحويني واللغويني للزبيدي، ص) ٢(

  • ١٩

    أما كثرة التأليف فتتضح لنا جلية فيام خلفه من مؤلفـات نـسبت إليـه يف كتـب : الرتاجم ومن أمهها

    مـا تـضمن األخـري اً فكثـري،معاين القرآن وكان قد ألفه قبل إعراب القرآن -١ .إحاالت إىل األول

    . مطبوع ، وهو رشح أبيات سيبويه -٢ .، وهو مطبوع الناسخ واملنسوخ -٣ . وهو مفقود،املقنع يف اختالف البرصيني والكوفيني -٤ .، وهو مفقود كتاب التفاحة يف النحو -٥ .، وهو مفقود القطع واالئتناف -٦

    هــ ٣٣٨ تويف رمحه اهللا يوم السبت خلمس خلـون مـن ذي احلجـة سـنة :وفاته . هـ٣٣٧وقيل سنة

    من مكانـة علميـة، ومعـارف متنوعـة بـني ) إعراب القرآن( ينكر ما لكتاب ال

    ، وفيـه ألهـل التفـسري ٌدفتيه؛ ففيه ألهل القراءات مبتغى، وألهل النحو زاد منـوعُ، وألهل األدب أبيات تىُلطائف تصطف ، غري أن غايته ألهل النحـو تزيـد ؛ إذ ىقَتنٌْ

    ، ففيه حشد آراء زبيدي يف الطبقاتفيه جلب األقاويل وحشد الوجوه ،كام قال ال

    .٢٣٩طبقات الزبيدي ص) ١(

  • ٢٠

    ً يعللها ويناقشها وخيرج أحيانا منها بآراء ،"برصيني وكوفيني وبغداديني"النحويني ملـن صـنف يف إعـراب اً هامـاًواستنتاجات مفيدة، لذا فال عجب أن يكون مـصدر

    ،وأيب "إعـراب القـرآن" يف )هــ٤٣٧ت ( بـن أيب طالـبمكـيالقرآن وتفـسريه، ،وممـن "البيان يف غريب إعـراب القـرآن" يف كتابه )هـ٥٧٧ت (ألنباريالربكات ا

    اجلامع ألحكام " يف تفسريه )هـ٦٧١ت (أفاد منه من املفرسين أبو عبد اهللا القرطبي وبـدر الـدين "البحـر املحـيط" يف )هــ٧٤٥ت (، وأبـو حيـان األندلـيس"القرآن

    . "الربهان يف علوم القرآن"يف ) هـ٧٩٤ت(الزركيش

    . الشاهد العامل الذي يبني ما علمه: يف حمكم ابن سيدة ورد الدليل القاطع ثم نقل صاحب اللسان عـن أيب عبيـده : الشهادة ويف اللسان

    َّشهد اهللا قىض اهللا أنه ال إال هو وحقيقته علم اهللا وبني اهللا، ألن الشاهد عنـد ": قوله َ ِ َ . " ما يعلمهَّاحلاكم بني

    مجلة من كالم العرب ، أو ما جـرى جمـراه ، كـالقرآن :ويف االصطالح اللغوي ًالكريم ، تتسم بمواصفات معينة ، وتقوم دليال عىل استخدام العرب لفظا ملعناه ، أو ًًنسقا يف نظم أو كالم ، أو عىل وقوع يشء إذا اقرتن بغريه ، أو عىل عالقـة بـني لفـظ

    وغريه ، وتقـديم وتـأخري ، أو اشـتقاق أو بنـاء ، ونحـو ذلـك ممـا وآخر ، أو معنى

    .٩٥ / ٤) شهد ( املحكم ) ١( .١٥٢ / ٨) شهد ( العربلسان) ٢(

  • ٢١

    .يصعب حرصه ، ومما هو حمسوب يف مناحي كالم العرب الفصحاءومن هذا التعريف اللغوي نستطيع أن نحدد املراد بكلمـة شـاهد يف اصـطالح

    .النحاةهو قـول عـريب لقائـل موثـوق بعربيتـه يـورد لالحتجـاج :فالشاهد النحوي

    .ستدالل به عىل رأي أو قولواال أو شـعر أو -ملسو هيلع هللا ىلص -هو كل ما أورده النحاة من كالم اهللا، أو كالم نبيـه حممـد ف

    .ها أو يظهر صحة رأي ذهبوا إليهودتعنثر، يبني قاعدة يف أسـطر النحـاة، ممـا "استـشهد" عـن كلمـة "احـتج" ما تنوب كلمة اًوكثري

    مرتادفـني يف عـرف ا لنا ما إن كانتـيوجب علينا أن نكشف عن معناها، حتى يتبنيًالنحاة أم أن ثمة اختالف . بينهاماَّ

    . الربهان: ، ويف اللسان احلجةالدليل: احلجة: جاء يف املصباح كل ما يسوقه النحوي من أدلـة وبـراهني ؛: هيفعىل هذا احلجة يف االصطالح

    . للداللة عىل صحة رأي أو قاعدة

    م ، حييـى عبـد الـرؤوف جـرب ١٩٩٢الشاهد اللغـوي يف جملـة النجـاح لألبحـاث ، العـدد الـسادس ) ١(

    .٢٦٥ص .١١٩معجم املصطلحات النحوية والرصفية لسمري اللبدي ) ٢( .٤٧املصباح ص) ٣( .٣٨ / ٤) حجج ( اللسان) ٤(

  • ٢٢

    بني احلجة والشاهد من خالل توظيف النحاة هلـذين ونستطيع أن نلمح الفرق ،استشهد بكذا عن األدلة النقلية : ما يعربون بقوهلم اًاملصطلحني يف مؤلفاهتم، فغالب

    البيـت ال يـصح؛ إذ ال يعـرف هذا ال يستشهد بشعره، واالستـشهاد هبـذا:كقوهلم ن هبـا عـام وما إىل ذلك من قرآن وحديث وشـعر ونثـر، أمـا احلجـة فيعـربو ،قائله

    يف اإلنـصاف وقياسية، كام يظهر ذلك عند ابـن األنبـاريةيوردونه من أدلة نقلي . فهي لذلك أعم

    هذا واهللا أعلم

    .٦٠ / ١اإلنصاف ) ١(

  • ٢٣

    : الشواهد القرآنية - ١

    ُويقصد هبا كل ما احتج به النحاة من كتاب اهللا العظـيم بكـل آياتـه ، وقراءاتـه .ختلفة امل

    ، فمـن » البـرصيني والكـوفيني« وقد اختلف االستـشهاد هبـا عنـد الفـريقني ق ِّيَضُموسع حيتج بكل القراءات املتواتر منها والـشاذ ، وهـم الكوفيـون ، ومـن مـ

    ًمتحفظ يقف عن االحتجـاج هبـا خاصـة حـني ختـالف قاعـدة قعـدوها ، أو رأيـ اَّ .هم البرصيون ذهبوا إليه ، ويذكر هلا خترجيات عدة ، و

    : احلديث النبوي - ٢وللنحاة يف االحتجاج باحلديث ، ثالثة ملسو هيلع هللا ىلص ُوهو كل ما روي من أقوال الرسول

    :مذاهبقـد ملسو هيلع هللا ىلص يرفض االحتجاج بـه ، بحجـة أن أحاديـث الرسـول : األول املذهب

    ومن هؤالء ،ملسو هيلع هللا ىلص باملعنى ، فام وصل إلينا منه هو من كالم الرواة ال من كالمه تُروي . الضائع ، وأبو حيان األندليس ابن

    . السيوطي: ومن هؤالء ، قاله عىل اللفظ املروي ه حيتج بام ثبت أن: الثاين املذهب ، وناقلــه ، ملسو هيلع هللا ىلص االحتجـاج بــه لفـصاحة قائلــه وهـو النبــي : الثالــث املـذهب

    .١٧ ، واالقرتاح ١٠٥ / ١ ، ومهع اهلوامع ٨ ، ٤ ، ٥ / ١نة األدب ُينظر خزا) ١(

  • ٢٤

    ألن تــدوين احلــديث قــد تــم قبــل هنايــة عــرص االحتجــاج ، فرواتــه مــن عــرص . االحتجاج

    .ِّاملربد ، وابن األنباري ، وابن مالك ب هذا الرأي ومن أصحا : األشعار واألرجاز - ٣

    ال خيفى عىل املطالع لكتب النحو غزارة الشواهد الشعرية واألرجاز التي كانت حجة للنحاة عىل قضايا النحو املختلفة ، والتي بنوا عليها قواعد العربية وأسـسها ؛

    معـايري لقبـول هـذا النحـاة َّة ، فقد حدد ولكي تكون تلك القواعد سليمة صحيح :الشعر والرجز املحتج به ، وهي

    ًفام كان جاهليا حيتج به اتفاقا ، وما كان إسالميا فهو مقيـد بزمـان : العرص -أ ًًَختم الشعر بإبراهيم بن ه« : ألصمعي اومكان ، يتضح ذلك من قول ِ ة ، وهـو مـْرُ

    . »آخر احلججًلو أدرك األخطل يوما واحـدا مـن اجلاهليـة مـا « : العالء وقول أيب عمرو بن ً

    ًفضلت عليه أحدا َّ« . عن التحرض واللني، ٌشعار أهل البادية ، ومن هم بعيدفيحتج بأ: البداوة -ب

    َّيتضح ذلك من قول األصمعي يف ذي الرمة َّذو الرمة طاملا أكل املالح والبقل يف « : ُّ ُّ

    .٣٧ ، االقرتاح ٦ / ١ ، اخلزانة ٥ / ٢ُينظر اخلصائص ) ١( .١٠٢االقرتاح ) ٢( .٢٣ / ٣األغاين ) ٣(

  • ٢٥

    كناية عن حترضه ، بل إن هذا املعيار ممـا يفتخـر بـه أصـحاب »حوانيت البقالنيً أخرى حيث يقول الريايش مفتخراوية عىلْ نحَمدرسة أخـذنا إنـام« : وهو من نحاة البرصة ، ِّ

    َاللغة عن حرشة الضباب ، وأكلة الريابيع ، وهؤالء ََ َ َِّ يأخـذوهنا - يعني الكـوفيني -َ .كناية عن التحرض »من أكلة الشوازير ، وباعة الكواميخ

    : األمثال واألقوال - ٤ُوهي كل ما روي عن العرب من أمثال وأقوال ، ويشرتط فيهـا مـا يـشرتط يف

    .ها من عصور االحتجاج والشعر بأن يكون قائل

    .٣٧٦ / ٢املزهر ) ١(مـن : شـرياز والكـواميخ حيوانـات صـحراوية ، الـشوازير مجـع : ِّ ، والضباب والريابيع ٨٤االقرتاح ) ٢(

    .أطعمة الفرس ، وأهل احلوارض

  • ٢٦

    َّ قـد جتلـت يف ًشواهد قـديامن الدراسات التي قامـت حـول الـإ: يمكننا القول : مظهرين

    والفـارايب، وهــي وإن مل تكــن ، عنــد علـامء اللغــة كاألصــمعي:املظهـر األولدراسات مبارشة حول الشواهد، إال أهنـا أشـارت إىل معـايري القبـول والـرفض يف

    والـذين ": الكالم الذي حيتج به، والتي منها العرص والبداوة ،حيث يقول الفـارايبقيس ومتيم وأسد وباجلملـة مل يؤخـذ :العربية ،وهبم اقتدي هم اللغةعنهم نقلت

    ُ، ونقل عـن األصـمعي يف االقـرتاح أنـه "عن حرضي قط، وال عن سكان الرباري ." وهو آخر احلجج،ختم الشعر بإبراهيم بن هرمة": قال

    ، "اإلغــراب وجــدل اإلعــراب"كاألنبــاري يف كتابــه كــام أتاحــت للنحــاة املتــأخرين .بسط القول وبشكل منظم عن االستشهاد ومصادره "االقرتاح"والسيوطي يف

    عند علامء النحو اً الشواهد نفسها، ويتضح هذا املظهر جليعىلدراسات قامت يف مؤلفاهتم التي تناولت الشواهد النحوية بالرشح والتحليـل، وهـي دراسـة كـان

    والقصد مـن التـأليف؛ إذا القـصد توظيـف التحليل منهجها، وهو منهج يتناسب

    .١٠٢االقرتاح، ص ) ١( .١٤٨املرجع السابق، ص ) ٢(

  • ٢٧

    ذلك القدر املطمئن عىل صحته، واالستدالل به عىل صحة القاعـدة أو الـرأي؛ لـذا رشح مفصل ملؤلفات النحـو التقعيديـة، والتـي ما تكون هذه الدراسة عقيباًغالب

    من اً وقد بلغت رشوح أبياته ما يقارب أربعة عرش رشح"كتاب سيبويه"عىل رأسها : اأمهه .، وهو مطبوع هـ٣٣٨ ت النَّحاسرشح أبيات سيبويه أليب جعفر -١ .، وهو مطبوع هـ٤٧٦ سيبويه لألعلم الشنتمري ت رشح أبيات -٢ .، وهو مطبوع هـ٦١٦بويه أليب البقاء العكربي ترشح أبيات سي -٣

    : أما املؤلفات التي اهتمت برشح الشواهد النحوية يف غري كتاب سيبويه فمنها .، وهو مطبوع هـ٨٥٥للعيني رشح الشواهد -١ .، وهو مطبوع هـ٩١١١غني جلالل الدين السيوطي رشح شواهد امل -٢ .، وهو مطبوع رشح شواهد الشافية البن احلاجب -٣ .، وهو مطبوع انة األدب ،لعبد القادر البغداديخز -٤ .، وهو مطبوع هد شذور الذهب ملحمد عيل الفيوميرشح شوا -٥

    . وغريها كثري

    الشواهد، كان هنـاك عىلن املظهرين يف الدراسات القائمة ًونتيجة لوجود هذيمن مجع بني هذين املظهـرين مـن النحـاة املتـأخرين يف دراسـتهم ، كالـسيوطي يف

    حتدث فيه عـن وإن كانت دراسته عن أصول الصناعة النحوية، إال أنه ،)االقرتاح(ج بـشعرهم، النقل ومصادره، وعن إمجاع أئمة النحو والرصف واللغة عىل من حيـت

  • ٢٨

    ُومن ال حيتج بشعرهم ،والقول يف الشعر والنثر الذي ال يعـرف قائلـه، والـشواهد املصنوعة والشواهد املروية بأوجه متعددة، واختالف اللغـات وحكـم االسـتدالل بالدليل الذي يدخله االحتامل، فعرض لنا كل ما يتعلق بقضية االستـشهاد بطريقـة

    نتائج مـا وصـلوا إليـه يف اً، ومستخلص كاألنباري بأقوال من تقدمهاًمنظمة مستنري . احلديث عن االستشهاد

    غري أنه انفرد عن غريه ببيان موقف النحاة من االستشهاد بالقراءات القرآنيـة ، صحة االحتجاج بالقراءات متواترها وأحادها اًواحلديث النبوي الرشيف، موضح

    عليهم بأبلغ اًا إىل اللحن وراد من طعن يف بعضها، ونسب أصحاهباًوشاذها، وخمطئ . رد

    ، بعـد أن عـرض آراء الفـريقني اًوقف موقفا وسـط:ويف االستشهاد باحلديث ً املروي ،وذلك نادر جدا قاله عىل اللفظه بام ثبت أن-ملسو هيلع هللا ىلص -أما كالمه « : حيث قال

    . »إنام يوجد يف األحاديث القصارملظهرين يف مؤلف واحد البغـدادي يف وممن تابع السيوطي يف اجلمع بني هذين ا

    .خزانة األدب

    القائمة حول الشواهد مل خترج عـن هـذين املظهـرين، احلديثةإن الدراسات

    .١٠٢ينظر االقرتاح ) ١( .ينظر املرجع السابق ) ٢(

  • ٢٩

    غري أن معظمها قد اتسم بطابع التخصيص من حيث مصادر االستشهاد، فمنها مـا رية، ومـن احتفى بجانب الشواهد القرآنية، ومنها ما احتفى بجانب الشواهد الـشع

    : تلك الدراسات عىل سبيل املثال . لشنقيطيأمحد بن األمني ا ،رشح الشواهد النحوية يف مهع اهلوامع -١ لرضـا مجيـل سـليم عبـد اهللا ،شواهد النحو الشعرية منهجها ومصادرها -٢

    . م١٩٧٥جامعة عني شمس ، وهـو للمؤلـف عبـد العـال سـامل مكـرم،شواهد سيبويه من املعلقـات -٣

    .مطبوع ســة، ودرااًاهد النحويــة مــن غــري القــرآن يف تفــسري الطــربي مجعــالــشو -٤

    هــ ، جامعـة اإلمـام حممـد بـن سـعود ١٤١٩ ماجـستري–بندر محـدان الـشمري .اإلسالمية شاهد النحوي الـشعري لتوجيـه املعنـى يف تفـسريه ، التوظيف الشوكاين -٥

    ــال ــسلمي، رس ــرسحيي ال ــن ال ــيل زاب ــالح ع ــرىص ــة أم الق ــستري ، جامع ة ماج . هـ ١٤٢٤عام .، وهو مطبوع خدجية احلديثي/ لشاهد النحوي ، دا -٦ .، وهو مطبوع محاسة أيب متام، حممد أبو الروس شواهد النحو يف- ١٠

    واهللا أعلم

  • المفرداتشواهد : ويشتمل عىل املباحث التالية

    .احلروف شواهد :املبحث األول .األسامء هد شوا :املبحث الثاين

    .األفعال شواهد :املبحث الثالث

  • المبحث األول الحروفشواهد

  • ٣٣

    :توطئة .ما أوجب كون آخر الكلمة عىل وجه خمصوص من اإلعراب: العامل

    هي احلروف التي إذا دخلت عىل االسم ، أو الفعـل أثـرت: احلروف العاملة وَّيف إعرابه ، وغريته من حالة إعرابية إىل حالة أخرى مغايرة ملا كـان عليـه االسـم أو

    . عليه االفعل قبل دخوهل :وهلا أربعة أقسام

    : حروف تعمل اجلر ، وهي - ١الباء ، الالم ، الكاف ، الواو ، من ، عن ، يف ، مـذ ، إىل ، عـىل ، منـذ ، حاشـا ،

    .خال ، عدا .كي ، لعل ، متى : ، واألشموينوأضاف ابن مالكْمع ( بضم امليم ، ) ُمن : ( أضاف إليها املالقي .بسكون العني ، ولوال ) َ

    : حروف تعمل النصب يف األسامء ، وحروف تعمل النصب يف األفعال - ٢َّإن ، أن: النوع األول يشمل َّيت ، لعل ، وال النافية للجنس ، غن عندَّ ، لكن ، لَّ

    .املالقي

    .٢٣٩التعريفات للجرجاين : ُينظر ) ١( .١٨٨ / ٣رشح ابن عقيل : ينظر ) ٢( .١٥٢ / ٢ن مالك رشح األشموين عىل ألفية اب: ينظر ) ٣( .٣٩١رصف املباين : ينظر ) ٤( .٤٣٨املرجع السابق : ينظر ) ٥(

  • ٣٤

    ْأن املصدرية ، لـن ، إذن ، كـيام ، كـي ، فـاء الـسببية ، واو : النوع الثاين يشمل النـصب بـاحلروف الـسابقةعمل أاملعية، الم اجلحود ، الم التعليل ، حتى عند من

    .املصدرية » ْأن« دون إضامر املــشبهاتْ ، ال ، الت وإن تعمــل الرفــع يف األســامء ، وهــي مــا حــروف- ٣ .بليس .مل ، ملا ، إن ، إذما ، ال الناهية : حروف تعمل اجلزم يف األفعال ، وهي - ٤

  • ٣٥

    :قال الشاعر

    َيا أبتا علك أو عساكا ََ َ ْ َ ََ َ َّ َّالبيت للشاعر األموي رؤبة بن العجاج َ َِ َ ْ وهـو مـن شـواهد سـيبويه، موضـع ، ُ

    عىل زيادة الالم يف لعل ؛ حيث جاء النَّحاسشهد به است"َّ علك ": الشاهد فيه قوله ، وسقوطها يدل عىل أن هذه الـالم زائـدة ، ساقط الالم األوىل الكلمة هالشاعر هبذ

    : حديثه عـن قولـه تعـاىل عندفقال ، النَّحاسرأي البرصيني وتابعهم يف ذلك وهو﴿ ~ } | { z y﴾ : " الــــالم يف لعــــل زائــــدة كــــام

    : قال َأبتا علك أو عساكيا َ ْ َ ََ َّ "ا َ

    احلكم عىل الم لعل األوىل باألصالة أو الزيادة مـسألة خالفيـة بـني البـرصيني .والكوفيني ذهب البرصيون إىل أن الالم يف لعل زائدة ؛ وحجتهم يف ذلك سقوط هذه - ١

    معنا الذي والشاهد ، لنَّحاساوتابعهم يف ذلك ، ت الكلمة الالم يف بعض استعامال

    .٣٦٢ / ٥ ، واخلزانة ٣٨٨ / ١ ، والكتاب ٧٣ من الرجز يف ديوانه ) ١( ) .١( سورة يوسف آية ) ٢( .٩٣ / ٢اإلعراب ) ٣( .٢١٨ / ١ُينظر اإلنصاف ) ٤(

  • ٣٦

    : قول نافع الغنويمنها، عىل ذلك هبا هو واحد من شواهد عدة استشهدوا ــَو ــِ بُتْسَل ــىل األٍامَّوَل ــَ ع ــَ بِرْم ماَدْع

    اَمَّدَقــَتَ أْنَ أَّلَ عــْنِ ولكــُوتُفــَي :وقول األضبط بن قريع

    ِال هتـــ ْ تــــرْنَ أَكَّلـــَ عَريِقـــَ الفَنيُ

    ْهَعــَفَ رْدَ قــُرْهَّا والــدًمــْوَ يَعَكــ :ومثله

    ـــ ُ رصَّلَع ـــدَوفُ ـــَوُ دْوَهر أَّ ال َالهت ــــ اِ ــــّا اللَنَنْلِدُي ــــن ملَةَّم ــــَّ م اِاهت .وغريها من الشواهد املتعددة التي وردت فيها لعل ساقطة الالم األوىل

    ،ىل أن الـالم األوىل يف لعـل أصـلية ؛ ألن لعـل حـرف إ ذهب الكوفيون - ٢، وحروف الزيادة إنـام ختـتص باألسـامء واألفعـال ، وحروف احلروف كلها أصلية

    إنام حذفت الالم مـن ": لبرصيني بقوله ا ند األنباري رأي الكوفيني وأجاب عَّيوأ، وهلذا تالعبت العرب هبذه الكلمة ؛لكثرهتا يف استعامهلم ؛ لعل كثريا يف أشعارهم

    وإن كـان أبعـد مـن ، حذف الالم أوىل من العني انكو، لعل ولعن ولعلن : فقالوا الطرف ؛ ألنه لو حـذف العـني ألدى ذلـك إىل اجـتامع ثـالث المـات فيـؤدي إىل

    ولـيس العـني ، االستثقال ؛ وألن الالم يف موضع مـا تكـون مـن حـروف الزيـادة . "كذلك

    .٢٥٩ / ١٠ )ع ل ل( نوي يف اللسان بن سعدالغلنافعمن الطويل ) ١( .٤٥٠/ ١١واخلزانة ، ٦٨/ ٨ضبط بن قريع يف األغاين من املنرسح لأل) ٢( .٢٥٩ / ١٠) ع ل ل ( واللسان ، ٣١٦/ ١يف اخلصائص بال نسبة من الرجز) ٣( .٢١٨/ ١اإلنصاف ) ٤(

  • ٣٧

    حـذفت وإنـام، ن الالم يف لعل أصلية ذهب إليه هو رأي الكوفيني ؛ ألأوالذي فهـي إنـام ، ا بالفعـل ًا مـشبهًلكوهنـا حرفـ، يف بعض استعامالهتا إضافة ملا ذكره األنباري

    ؛ معهـود يف كـالم العـرب هومحل اليشء عىل مـشاهب، عملت النصب والرفع لشبه الفعل ال سيام وأن حذف هذه الالم مما يزيد من أوجه املشاهبة بينها وبـني الفعـل، إذ تكـون بعـد

    َّرد وشد" عىل وزن حذف الالم َّ ". لمواهللا أع

  • ٣٨

    َّقال عبيد اهللاِ بن قيس الرقيات ََ ُّ ْ ْ َ ُ:

    ُبكــــــر العــــــواذل يف الــــــصبو َّ َ َ َِ ُ ِ َ ــــــــه َ ــــــــي وألومهن ِْح يلمنن ََّ َُ ُ ْ َُ ِ ُ َويقلـــــن شـــــيب قـــــد عـــــال َ ٌ َ َْ َ َ ُْ ــــه َْ ــــت إن ــــربت فقل ــــد ك ْك وق ََّ ِ ُ َ َ ْْ ُ َ َْ ِ َ

    :وقال اآلخرــ ْلي ُت شــعري هــل للمحــب شــفاءَ َ ِ ِ ِ ِِ ُ ْ َ ِْ َّمـــن جـــوى حـــبهن إن َ ِ َّ ِّ ُ َ َ َ ْ ُ اللقـــاءِ َ ِ

    :وقال اآلخرّقـــالوا غـــدرت فقلـــت إن وربـــ َُ َّْ ِ ُ َ َْ ُُ َ ُنال العـىل وشـفى الغليـل الغـادر َامََ ِ َِ َ ََ ََ َ َ ُ َ

    ،األول بمعنى نعم باألبيات الثالثة الـسابقة) َّإن( عىل جميء النَّحاساستشهد َشاعر املعروف عبيداهللاِ بن قمنها لل ِ ْ َ َّيس الرقيات شـاعر اجلاهليـة ُ َْ وأمـا اإلسـالم،وُّومل ينسبهام يف االستشهاد هبام،النَّحاسوالثالث فمجهوال القائل،وقد انفرد ، الثاين وابـن يعـيش، ثم استشهد هبام من جاء بعـده مـن النحـاة كـابن الـشجري، ألحد،

    .والبغدادي

    À ﴿ قراءة من قرأ قوله تعـاىلالنَّحاس فيها بمعنى نعم،وعليه محل "َّإن"جميء

    .١١/٢١٣،واخلزانة٣/١٥١،والكتاب٦٦من جمزوء الكامل يف ديوانه) ١( .١١/٢١٣زانة ،واخل٢/٦٣مايل الشجريةمن بحر اخلفيف ،ومل أقف عىل قائله يف األ) ٢(وجـواهر ،٣/١٣٠ورشح املفـصل ،٢/٦٣األمـايل الـشجرية ومل أقف عىل قائله،يف من بحر الكامل ،) ٣(

    .٣٤٨األدب

  • ٣٩

    Â Á ﴾ وهـذا مـن ":النَّحـاسبـاأللف ،قـال ) هـذان(و) َّإن( بتشديدأحسن ما محلت عليه اآلية الكريمة؛ إذ حكى هذه اللغة من يرتىض بعلمـه وأمانتـه

    إذا قال سـيبويه حـدثني مـن أثـق بـه فـإنام ": وهو الذي يقول ، صاري األن زيد منهم أبو . " إنكار هذه اللغة إذا كان األئمة قد رووهاينبغيوال ، يعنيني

    هنـا بمعنـى "َّإن"أن : منهـا ، للنحاة يف القراءة السابقة توجيهـات متعـددة، جـاجَّزوال، األخفـش، و أبـو عبيـدة معمـر بـن املثنـىوهو توجيه، نعم

    والشاهد األول هو الذي توارد االستشهاد به يف كتبهم ، النَّحاس ذلك يفووافقهام، تـدخل عـىل خـرب املبتـدأ الُ وحني اعرتض عىل هذا القول بـأن الـالم ، ذلك عىل

    ،والتقدير هلام ساحران، ف دأ حمذوأجاب الزجاج عن ذلك بأن الالم داخلة عىل مبت عند "َّإنه"اتَّيَقُّفاهلاء يف قول قيس الر ، ّ القاسم بن سالموخالفهم يف ذلك أبو عبيد

    ، ضمري الشأن وعند أيب عبيد، قي أبيات القصيدةاملثبتني للسكت كام هو احلال يف بايف كـالم العـرب يكتفـى منـه ختـصار ا وهـذا " : حيـث قـال، وخربه حمـذوف

    .٣/٥٢٣وهي قراءة ابن عامر ونافع ومحزة والكسائي ،ينظر احلجة ، )١٨(سورة طه آية ) ١( .٣/٣١٦اإلعراب) ٢( .٦/٣١٦،والبحر املحيط٦/٧٨،ورشح املفصل٢/١٨٤معاين القرآن للفراء: ُينظر ) ٣( . ومل أجده يف كتبه . ٣٩٨اجلنى الداين: ينظر رأي األخفش يف ) ٤( .٢٢ / ٢جماز القرآن : ينظر ) ٥( .٣/٣٦٢معاين القرآن للزجاج ) ٦( . ٦٢ / ٢ُينظر أمايل الشجري ) ٧(

  • ٤٠

    جاء يف احلـديث واستشهد عىل ذلك بام، "ُألنه قد علم ما أراد به قائله ، مريبالضَإن األنصار قد فضلونا ، َ يارسول اهللا ": حني قال املهاجرون ُ َ َ َ ََّ َ َ َوإهنم آوونا ، ِ ُ ُوفعلوا ، َّ َ َ

    ُفقال رسول اهللاِ ، ِبنَا َ قـال . بىل يا رسول اهللا : ُألستم تعرفون ذلك هلم ؟ قالوا : ملسو هيلع هللا ىلص َ، للعلم بـه ) َّإن( إذ قد حذف خرب "َّ فإن ذلك": والشاهد فيه قوله " فإن ذلك "

    . فإن ذلك مكافأة هلم : والتقديربـل جيـب التـرصيح ، هذا القول بأن ضمري الـشأن الجيـوز حـذف خـربهَّدُرَو

    . بجزأي اجلملة من خربه قـيس ابـنوآكد من بيتأدق ، معنا اللذينواالستشهاد بالبيتني الثاين والثالث

    يف البيت الثالث الحيتمل أن تكون هي التي تنصب االسـم "َّ أن"إذا إن ، الرقيات ، فهي لتأكيد الكـالم ، اًوترفع اخلرب ؛ ألن الناصبة الجيوز حذف اسمها وخربها مع

    وإنـام هـي ، فال جيوز حذفهام لئال يبطـل الغـرض منهـا ، به جيء هبا ملزيد االعتناء ف جواب بمعنى نعم،وحذف الكالم مطرد بعد حرف اجلواب لداللة ما هاهنا حر

    ً اهللا ناقـةَنَعـَل":ري ريض اهللا عنه حني قيـل لـهَبُّقبله عليه،ومثل هذا الشاهد قول الزَإن وراكب": عليهاً فقال رد"َليكِي إِنْتَلََمح ."هاَّ

    نـى،فمن ناحيـة وكذا يزول هذا االحتامل يف البيت الثاين من ناحية اللفظ واملع

    .٢/٢٧١غريب احلديث ) ١( .ُينظر املرجع السابق) ٢( . ١/٨٥املغني ، و٣/١٣٠رشح املفصلُينظر ) ٣(

  • ٤١

    ،وال جيوز أن يكون اسمها ضـمري الـشأن اً بعدها مرفوع"اللقاء"اللفظ جاء االسم التـي هـي ألن ضمري الشأن جيب الترصيح بجزأي اجلملة ؛خربه "اللقاء"،واًحمذوف .خربه

    : ، حيث قال يف جواب استفهام ابتدأ هبل"َّإن"أما من ناحية املعنى فقد جاءت .ن اجلواب إن هل للمحب شفاء ؟ فكا

    إذ كانت حرف جواب بعـد مـا فيـه طلـب،"َّإن"ٌويف البيت رد عىل منع جميء .كاالستفهام واألمر

    :ومثل هذا البيت ما أنشده ابن هشام يف املغنيــي ــت إن وخيفت ــت فقل ــالوا أخف ِق ِ َِ ْْ َ َّ ُ َْ ُُ َ ـــز ََ َمـــا إن ت َ ْ ِ منوطـــة برجـــائيُلاَ َ َْ َِ ً َ ُ

    :عىل رضبني) نعم( حرف جواب بمعنى "َّإن" ويمكننا القول إن جميءًأن تأيت بعد اخلرب؛وذلك لتصديق اخلرب سواء كان مثبت :األول كام يف بيت قيس اً

    اً،أو منفيـالنَّحـاسوالشاهد األول مـن شـواهد ري،َبُّالزعبد اهللا بن ات،وقول َّقيُّالر :دة اهلذيلِاعَكقول س

    ــــذل إن و ــــدار ال ــــيم ب َوال أق ََّ ِ ِ ُّ ِ َ ِ ُ ْ ِ ُ َآيت إىل الغدر أخشى دونه اخلمجا َالَ ُ ْ َُ َ َ َ َْ َْ ِ ِ أن تقع موضع نعم،فتكون حرف جواب بعـد اسـتفهام،وذلك كـشاهد :الثاين . األخريالنَّحاس

    ُمنع الريض جميء إن بمعنى نعم بعد الطلب،ينظر رشح الكافية) ١( َّ٤/٤٣. .٢/٦٨٤من الكامل،بال نسبة يف املغني ) ٢( .سوء الذكر :واخلمج ،١١/٢١٥واخلزانة ،٢٩من البسيط يف رشح أشعار اهلذليني) ٣(

  • ٤٢

    ِّ نـرجح قـول النَّحـاسوعىل ضوء شواهد ) َّإن( جمـيء األخفـش والزجـاج يفُ،وهـو قـول اً ونثراًر؛ لورود ذلك يف كالم العـرب شـع أليب عبيداًبمعنى نعم،خالف

    .أغلب النحاةوإن مل يعـرف هلـام قائـل إال أهنـام أثريـا والبيتان الثاين واألخري مـن شـواهده،

    بمعنى نعم،ولو من بـاب االسـتئناس "َّإن"الشواهد النحوية املحتج هبا عىل جميء ً ثقة فيام يرويـه، ولـوال ذلـك مـا استـشهد هبـام النحـاة مـن النَّحاسهبام ؛فقد كان

    واهللا أعلم.دهبع

  • ٤٣

    ُفلـــــست بآتيـــــه وال اســـــتطيعه َِ َِ ُْ ِْ ُوالك اسقني إن كان مـاؤ َ َ َْ ْ ِ ِ ِ ِك ذا فـضلَ ْ َ َ َ

    .البيت للشاعر اإلسالمي عمرو بن مالك النجايش احلارثيَوال":موضع الشاهد يف البيـت ِك اسـقنيَ ِ اللتقـاء ْ حيـث حـذف نـون لكـن"ِْ

    وكـان األصـل يف الـتخلص مـن هـذين ،"ْاسـقني" وسني " لكن"نني ،نونالساك2 3 4 5 ﴿ : ،كـام يف قـول اهللا تعـاىلْ نـون لكـنِرسْكـَالساكنني، أن ي

    E D C B A @ ? > = < ; :9 8 7 6I H G F ﴾، لكـن الـشاعر حـذفها حـني اضـطر إىل إقامـة

    . وال جيوز يف سعة الكالم،ورةفهو من باب الرض الوزن،ِكـرست النـون ":قال أبو جعفر يف معرض حديثه عن اآليـة الكريمـة الـسابقة ُ

    :اللتقاء الساكنني ،وجيوز حذفها اللتقاء الساكنني يف غري القرآن،وأنشد سيبويهُفلـــــست بآتيـــــه وال اســـــتطيعه َِ َِ ُْ ِْ ــقني َ ِوالك اس ِ ِْ ــت..........َ "البي

    عند مالقاة ساكن بعدها يف كلمة أخرى ْ عىل أن حذف نون لكننحاةأمجع ال

    .١٠/٤١٨،واخلزانة١/٩،الكتاب١١١من الطويل يف ديوانه ) ١( .)٢٥٣(سورة البقرة آية ) ٢( .٢١٦ ، ٩٩ُينظر رضورة الشعر ) ٣( .١/٣٢٩اإلعراب )٤( .٧٢٣ / ٢ ، واالرتشاف ٤٣٨ / ٢ ، ورس الصناعة ٩ / ١ينظر الكتاب ) ٥(

  • ٤٤

    ال يكون إال يف رضورة الشعر،ووجه الرضورة يف ذلك هو أن نون لكن أصلية ؛فال َرسْكُ أن ياً وإنام األصل يف التخلص من الساكنني إن كان احلرف أصلي،جيوز حذفها

    جيز النحاة ذلك يف سـعة الكـالم وخـصوه بالشعر،واستـشهدوا عـىل احلرف،لذا مل وهـو خـاص ، وقد أورده سيبويه يف بـاب رضورة الـشعر،النَّحاسذلك بشاهد

    بالنون لشبهها بحروف اللني ،وقد أوضـح ابـن جنـي وجـه املـشاهبة بيـنهام يف رس : بأمور منهاصناعة اإلعراب

    . الذي يف حروف اللنيأن الغنة التي يف النون كاللني - ١ومنها اجتامعهام يف الزيادة معهن،ومعاقبتها هلـن يف املوضـع الواحـد مـن - ٢

    .املثال الواحد، نحو رشنبث ورشابث ،وهو الغليظ الكفني والرجلني عنـد مالقـاة الـساكن،من بـاب حـذف ْ أن حذف نون لكنينِِّويرى ابن ج

    : النون األصلية يف قولهالعرب لألصل لشبهه عندهم بالفرع،فحذفواِوالك اسقني ِ البيت..........ِْ

    :كام حذفوا الزائدة يف قول الشاعر

    .١/٩الكتاب )١( .٤٣٩ ، ٢/٤٣٨اب رس صناعة اإلعر) ٢( . ، وهو الغليظ الكفني والرجلني ٨/٤٧) رشبث ( اللسان ) ٣( .١/٣١٤اخلصائص) ٤(

  • ٤٥

    َوحاتم الطائي وهاب املئى ِ ُ َّ ُ ."ٌحاتم"فحذف النون الزائدة واألصل

    ٌ من إيراد الشاهد، وإن مل يكن لوجـه استـشهاده صـلة باآليـة النَّحاسوغرض عليه يرمحـه ا هللا يف غـري ذا املوضـع َّا ،هو تأكيد ما نصالكريمة أو بقراءة معينة رويت فيه

    .وجل ل عليه كتاب اهللا عزَمُ ال حيًحاة رضورةمن أن ما يعده النُّ وجاء حذفها إذ ذاك يف الشعر ":قالإذ ما أنشده أبو حيان النَّحاسومثل شاهد

    :يِدْبَكقول العَالك الـــشقاء والك احلـــني ســـاق َ َ ِ َِ ْمــن ُهامَّ ــِا إىل تَكانــ ُحيــثِ "ِ املقــاديرَكْل

    . حذف النون من لكن يف املوضعني للرضورة :والشاهد فيه واهللا أعلم

    : ُمن بحر الرجز نسب المرأة من عقيل تفتخر بأخواهلا من اليمن ،وقبله) ١(

    ٌحيدة خايل ولقيط وعيل ٌ .٣/٣٠٤، اخلزانة ١٦٣/ ٢ينظر األمايل الشجرية

    .١/٣٠٧إعراب القرآن : ينظر) ٢( .ونسبه للعبدي ، ومل أعثر عليه عند غريه٢/٧٢٣من بحر البسيط يف اإلرتشاف ) ٣(

  • ٤٦

    : قال الشاعر

    ِصــددت ْ ــتََ ِ فأطول ْ َ ْ ــامَ ــصدود وقل َ ال َّ َ َ َ ُوصال عىل طـول الـصدود يـدوم َُّ َُ ُِ ّ َِ ُ ٌ ِ .ةَيعِبَ عمر بن أيب راألموي وهو للشاعر ،البيت من شواهد سيبويه

    ِقلام و":موضع الشاهد فيه فكفتـه "قل" عىل الفعل "ما"،حيث دخلت "ٌصالَّ سـيبويه؛ألن عنـدوجاء بعدها اسم مرفوع ،وهو مـن بـاب الـرضورة عن العمل،

    كـشاهد نظـري النَّحـاسحتج ال يليها اال اجلملة الفعلية،وبه ا"ما"اذا كفت بـ"َّلَق"ال يف رضورة الشعر، فقال إ ال تليها اجلملة االسمية "ما" اذا كفت بـ"َّبُر"عىل أن

    !" # $ % & ' ) ﴿ :معرض حديثـه عـن قولـه تعـاىليف / . - , + * ) ﴾.

    ؛ ال موضع هلا من اإلعراب عند أكثر النحويني ؛ ألهنا كافة جـيء هبـا )ما(" : ال يليها الفعل ،فلام جئت بـام وليهـا الفعـل عنـد سـيبويه ال غـري إال يف )َّرب ( ألن

    : الشعر فإنه يليها االبتداء واخلرب،وأنشدِصددت ْ ِ فأطولتََ ْ َ ْ َدود وقلام َّ الصَ َّ َ َ َ البيت ......ُ

    وحكى عيل بن سليامن عن حممـد بـن والذي حكيناه هو قول سيبويه واخلليل،

    ونـسبه األعلـم يف ، ١/٣١ يف الكتـاب ومل أجـده يف ديوانـه وهـومن بحر الطويل لعمـر بـن ربيعـة) ١( .٤٠٨ إىل املرار الفقسعي ،وهو يف ديوانه ٢/١٥١النكت

    ).٢-١(سورة احلجر آية ) ٢(

  • ٤٧

    يكون بعدها الفعل واالبتـداء )امَّإن( كام أن ، جائز يف الكالم والشعر أن هذا: يزيد ."واخلرب

    َقلام وطاملا" وما شاهبها من األفعال نحو "َّبُر"إذا اتصلت ما بـ فللنحـاة يف "ََّ :ذلك مذاهب

    وز أن تليها اجلملة االسمية أنه ال تليها إال اجلملة الفعلية ،وال جي:املذهب األول .إال يف رضورة الشعر،وهذا مذهب سيبويه

    جـاز أن تليهـا اجلملتـان "مـا" خاصة إذا كفـت بــ "َّبُر"أن : املذهب الثاين ــامل ــاة ك ــب النح ــمية،وهو رأي أغل ــة واالس ُِّربالفعلي ــرشي ،دَ ــن والزخم ،واب

    َّ إنـام ؛ذلك القيـاس عـىل ووجه جوازهم لـ،،وأبو حيان،وابن مالكيعيش :َّب تشبهها من وجهنيُلكون ر

    .حرف) َّإن(حرف كام أن ) َّبُر(أن :الوجه األول

    .٢/٣٧٥القرآن إعراب ) ١( .١/١١٥ُينظر الكتاب )٢( .٤٥٦واجلنى الداين ،٢/٥٥املقتضب )٣( .٨/٢٩ورشح املفصل ،١/٣٨٣املفصل) ٤( .٨/٢٩رشح املفصل ) ٥( .٤٥٦،و اجلنى الداين ١٤٧التسهيل )٦( .١٧٤٩ /٤االرتشاف) ٧(

  • ٤٨

    عامل من عوامل األسامء ،ومعناها يصح يف الفعـل ) ّإن( أهنا مثل:الوجه الثاين) ّإن( "مـا" كام تكـف ، كفتها عن العمل"ما"واجلملة االسمية، فإذا دخلت عليها

    ام ذهب َّإن: نحو قولنا ،واجلملة من املبتدأ واخلرب، دها الفعليذكر بععن العمل، ثم ُزيد،وإنام زيد ذاهب،وكذلك ر ٌ الكافة عن العمـل صـارت "ما " إذا اتصلت هبا َّبٌ

    . واملبتدأ واخلرب،كحرف االبتداء يقع بعدها اجلملة من الفعل والفاعلية إال يف رضورة الـشعر؛ولذا فهم ال جييزون أن تليها اجلملة االسـم"امَّلَق"أما

    مرفـوع بفعـل )ال َصـِو (َّوأن هذا الشاهد عىل أنه رضورة شعرية،ورد إمجاعهم يف أفعـال وحقهـا أن تـدخل عـىل "اَاملـَط"و"ام َّ قلـ"َّ وذلك ألن،)يدوم(مقدر يفرسه

    كفتهام عـن اقتـضائهام الفعـل وأحلقـتهام بـاحلروف، ) ما( فلام دخلت عليها ،أسامءه موضـع َّ باالبتداء ؛ألنـاًللدخول عىل الفعل ،فال يقع االسم بعدها مرفوعوهيأهتام

    التـي للتحـضيض "ّ هـال"وارتفاع االسم بعدها عىل حد ارتفاع االسم بعـد فعل، . التي للجزاء"ْإن"و

    . رأي الفريقني دون أن يرجح أحدمهاالنَّحاسوقد أورد املكفوفة ) َّبُر( لة االسمية بعدواملذهب الثاين هو األوىل بالصواب لورود اجلم

    :يف قول الشاعر) ما(بـ ــــُر ــــَام اجلَّب ــــيهمِام ــــل ف ُل املؤب َُّ ـــــَوع ُ ـــــنِاجَن َيج بي ِن املُهُ ـــــَّ ُارَه

    .بترصف ٨/٢٩ينظر رشح املفصل )١( ، ١/٥٠٦رشح اجلمل البن عـصفور وبال نسبة يف . ٣٤٢ ديوانه ص من اخلفيف أليب داود اإليادي يف )٢(

    .٩/٥٨٦اخلزانة .اجلامعة من اإلبل ، وهو اسم مجع ال واحد له من لفظه : واجلامل

    =

  • ٤٩

    :وقولهـــ ـــِالَس َكات س ـــرةٌ َبيل قف ْ ـــَو َ ــــُر ىَدْب ــــام ظ َب ــــِاعَّ َن هب ِ ــــُا ومٌ ُيمِق

    اجلملة فهو نص يف إيالء ؛ النَّحاسولعل البيتني السابقني أوىل وأدق من شاهد لسيبويه يف االستشهاد به ،لكـون ٌ تابعالنَّحاس، لكن "ما"ـَّب املكفوفة بُاالسمية لر

    ء واألفعال املحمولة عليها يف حكم واحد عند سيبويه، كام أوضـحنا يف أثنـا) َّرب( احلـروف التـي ال يليهـا إال "قال سـيبويه يف بـاب :ملسألة عرضنا آلراء النحاة يف ا

    "مـا"ّب مـع ُ وأشـباههام، جعلـوا ر"َّقلـام" و"َّبامُر" ومن تلك احلروف " :"الفعلَّب ُر"الفعل بعدها ؛ألهنم مل يكن هلم سبيل إىل ها ليذكروّبمنزلة كلمة واحدة وهيؤ

    ."وأخلصومها للفعل ) ما(فأحلقومها ، " يقولَّلَق"وال إىل "يقول :وهي ، أيب حممد األعرايب وللبيت رواية أخرى نقلها البغدادي عن

    ِصــددت ْ ــتََ ِ فأطول َ ْ ــصدود وال أرىَ َ ال َ َ ًوصــاال ُُّ َ ــصدود يــدومِ ُ عــىل طــول ال َُ ِ ُّ ِ ُ روايـة مـشهورة عنـد النَّحـاسوعىل هذه الرواية ال شاهد فيـه،غري أن روايـة

    ًحاة الثقات ،وعليه يستشهد هبا مع ما أوردناه سـلفالنَّ مـن شـواهد مماثلـةعىل مـا اُ واهللا أعلم. ذكرنا

    =

    مجع عنجوج ، وهي اخليل : اختذ اإلبل واقتناها ، وعناجيج : َّاسم مفعول من أبل الرجل ، أي : واملؤبل .الطوال األعناق

    ْمجع مهر ، وهو ولد الفرس : هار وامل ُ. ْ، وبدى عىل وزن فعىل ٩/٥٨٧، واخلزانة ٣١٦يف ديوانه ص اًمن اخلفيف أليب داود اإليادي أيض) ١( َ

    .موضع بالبادية . ٣/١١٥الكتاب ) ٢( .١/٢٤٥ُينظر اخلزانة ) ٣(

  • ٥١

    هي األحرف التي إذا سبقت االسم ، أو الفعل مل تعمـل فيـه ، وال تـؤثر عليـه ًإعرابيا ، كحروف النداء قبل االسم ، وحروف االستفتاح ، ومنها ماال يسبق االسم

    .وال الفعل ، وهي األحرف اجلوابية :ملة يف اللغة العربية فمن احلروف امله

    األلـف ، اهلمـزة ، املــيم ، والنـون ، الفــاء ، الـسني ، اهلــاء ، اليـاء ، أجــل ، إذ ّالفجائيـة، أال ، أال ، إال ، أم ، أمــا ، أو ، إي ، أيــا ، أيــا ، بجــل ، بــل ، بــىل ، ثــم ، ّ ّ ّ

    ْ، جري ، إذ ، كال ، لكن ، لو ، لوما ، نعم ، قد سوف ، ها ، هيا ، جلل ّل ، هـال ، هـّ .وإياوي ، يا

  • ٥٢

    : قال الشاعر

    ِ ٍ مفارٍخَ أُّلُكـــــَو َ ُقـــــهُ ُ أخــــــوهُ ــــك إال ُ ــــر أبي َّلعم َ ِ َ ُ ْ َ ــــدانَ َ الفرق َ ْ َ ِ ألحد،و نسبه سيبويه للشاعر املخرضم عمرو بن معدالنَّحاسالبيت مل ينسبه ْ َ ْ يَ

    َّار بن املرضب وهوّوِونسبه األعلم لس ِرب ،َك ًونـسب أيـض ،إسالمي شاعر ُ َ ِ إىل اُِحرضم َ ْ ومجيـع هـؤالء ،شـاعر خمـرضم أدرك اجلاهليـة واإلسـالم، ي بن عـامر َ

    ِالشعراء الذين نس . ُب هلم البيت حيتج بشعرهمُ بمعنى غري، "إال" حيث جاءت "ِرقدان َِ الفَّإال"وموضع الشاهد يف البيت قوله

    ِوكل أخ غري الفرقدين:واملعنى ُ ٍ َّ مفارقه أخوه يف الـدنيا،وعىل هـذا خـرج ُّ ُ النَّحـاسُ! " # $ % & ' ﴿ : يف قول اهللا تعاىلقراءة من قرأ بالرفع

    ) ( ﴾، فــإال يف اآليــة بمعنــى غري،وهــي ومــا بعــدها صــفة ألهــلِفلوال كان أهل قرية غري قـوم يـ: ،فاملعنى عىل هذه القراءة واهللا أعلماملحذوفة ُ ٍ َونس ُ

    فـإال " أعرب االسم الذي بعدها إعراب غـري"ّإال"ـفلام جاء ب ،آمنت فنفعها إيامهنا

    .٢/٣٣٤والكتاب ، ١٧٨ديوانه ص يف من بحر الوافر، ) ١( .٦٣٧/ ٢النكت ) ٢( .١٥١محاسة البحرتي ص ) ٣( . ٢٥٠ / ٥ ، والبحر املحيط ٢٥٤ / ٢وهي قراءة احلرمي والكسائي يف الكشاف ) ٤(

    .٣/٣٥ ، املعاين "ًوال أعلم أحدا قرأ بالرفع": كام أن عبارة الزجاج نص يف ذلك قال ).٩٨(سورة يونس آية ) ٥(

  • ٥٣

    ُقوم يونس ومـن أحـسن مـا قيـل يف الرفـع مـا قالـه أبـو ": النَّحاس قال، صفة"ُُ غري قوم يونس فلام جاء بإال أعرب االسم الذي بعدها :عنىيكون امل: إسحاق، قال

    :بإعراب غري، كام قالُ مفارقه أخوهوكل أٍخ َ ُ ِ َ "البيت.…………ُ

    ذ قوم يـونس منقطعـني إ ،اء من باب االستثناء املنقطع املنفيَّرَجعله الف - ١عن قوم غريه من األنبياء،وجاز الرفع فيه كام أن املختلف يف اجلنس قد يتبع فيـه مـا

    :عربعد إال ما قبلها،كقول الشاـــــيس ـــــيس هبـــــا أن ُوبلـــــدة ل َِ ِ ٍِ ــــــيس ْ ــــــافري وإال الع ُإال اليع ُ

    للقراءة ،وسيأيت احلديث عنه يف املبحـث الثـاين يف النَّحاسوهو أحد توجيهي . معرض احلديث عن االستثناء املنقطع

    ً عـىل البـدل، وذلـك عـىل أن يكـون االسـتثناء متـصالاًأن يكون مرفوعـ - ٢ُما آمنَت قرية من القرى اهلالكة إال قـوم يـونس، : كأنه قال واجلملة يف معنى النفي، ٌ ْ

    .١/٣٥٤مشكل إعراب القرآن : نظرُي) ١( .٢/٢٦٩باإلعرا) ٢( .١/٤٧٩معاين القرآن للفراء ) ٣(وابـن ،١/١٣٣لعامر بن احلارث ، املعروف بجران العود ، وهو مـن شـواهد سـيبويه الرجز من بحر ) ٤(

    .٢/٨٩يعيش

  • ٥٤

    ْخمَ الزتبعه يف ذلكو، جاج للقراءةَّوهو أحد توجيهي الز .يَرشَ أعرب االسم الذي بعـدها "إال"ـ بمعنى غري، ،فلام جاء ب"إال"أن تكون - ٣

    ُفإال قوم يـونس "بإعراب غري النَّحـاس جـاج ،واختـارهَّوهـو توجيـه الز صـفة،"ُ . كام مر

    َّوليس بني النحاة خالف يف جميء إال بمعنى غري ،وقد نص عىل ذلك سيبويه يف وذلـك ": حيـث قـال) بمنزلـة مثـل وغـرياًوما بعده وصف ّباب ما يكون فيه إال(

    َ إال زيد لٌ كان معنا رجللو: قولك لـو :والدليل عىل أنه وصف أنك لو قلـت ا،نَْبِلُغٌَد لتهلكنْا ، وأنتكان معنا إال زي َ واستشهد له ، " تريد االستثناء لكنت قد أحلتٌ

    . معنا الذيبالشاهدولكن اخلالف بني النحاة يف املوضع الذي تكون فيه إال بمعنى غري،فذهب أكثر

    ــه "ّإال"النحــاة إىل أن ــذي جيــوز أن تكــون في ال تكــون صــفة إال يف املوضــع الأو ما فيه منفية ، ٍكنكرة ، أو واحد يف معنى اجلمع،استثناء،وذلك بأن تكون بعد مجع

    ذي جتتمـع هـي وغـري فيـه األلف والالم لتعريف اجلنس؛ألن هذا هـو املوضـع الـَفتقارض َ ٍمررت برجل إال زيد"فال جيوز عىل رأهيم ا،تََ ٍ ٍعىل معنى غري زيد"ُ حيث إن "ِ

    ملـا اً بعـدها بعـضفإال موضوعة ألن يكون ما إال وغري ال جتتمعان يف هذا املوضع؛

    .٣/٥٣معاين القرآن) ١( .٢/٥٣٣الكشاف) ٢( .٢/٣٣١الكتاب ) ٣(

  • ٥٥

    ًقبلها،وليس زيد بعض . لرجل فامتنع ذلكاٌ فاشــرتط يف وقــوع إال صــفة تعــذر ،بِاجــَوخــالفهم يف ذلــك ابــن احل

    :،وجعل من الشاذ قولهاالستثناءُوكل أٍخ مفارقه أخ ُ ُ .البيت ..............ُوهُ

    صـحة وهم هبذا خيالفون سيبويه إذ أن مقتىض كـالم سـيبويه، أنـه ال يـشرتطٌ رجـل إال زيـد لـو كـان معنـا"بــ أو �