journal st1

االزدواجية اللغوية بين العربية الفصحى واللهجات الحديثة

األستاذ الدكتور أمحد هاشم السامرائي

جامعة نزوى ـ كلية العلوم واآلداب ـ قسم اللغة العربية

)سلطنة عمان(

البحث ملخص

احلصن احلامي ألبنائها من التشتت العلمي والفكري، إذ إن ثنائية التالزم بني اللغة واملتكلم واجبة التحقق، فضال عن أن تعد اللغة األم ثقافة اللغة ترتقي بثقافة أبنائها، والعكس صحيح، حىت صار من بديهيات الدرس اللغوي أن اللغة الراقية تدل على رقي أبنائها، واللغة

ى بداوة أبنائها. وملا كانت عالقة اللغة باملتكلم متالزمة إىل هذا احلد، فال بد للمتكلم من احلفاظ على لغته من آفات البدائية تدل عل، ةالزمن، ومنها االزدواجية، إذ حياول الكثري من املتكلمني، حني تعجز عقوهلم عن مواكبة تطور لغتهم، إىل العدول عنها إىل اللغة احمللي

لهجة العامية، ومن خالل دراسة واقع اللغات العاملية يف العصر احلديث جند أن اللغة العربية من أكثر اللغات اليت تتعرض أو ما يسمى بالإىل مثل هذه الظاهرة، وهي ظاهرة شغلت الكثري من الدارسني، بعدما رأينا الفصحى أصبحت تتفلت من صدور أبنائها، حىت أضحت

م هذه اهلجمات، ومن منطلق احلفاظ على سالمة اللغة العربية أعرض هذه املشكلة يف حبثي املوسوم: حباجة إىل وقفة موحدة وجادة أماى النحو اقتضت طبيعة البحث أن يكون على متهيد ودراسة وخامتة، وعل االزدواجية اللغوية العربية الفصحى مع اللهجات الحديثة"."

جااها يف العصر اسإسالمي الذه،ي، من خالل والدة اللهجات وتوحدها. الدراسة: اآليت: التمهيد: تناولت فيه واقع اللغة العربية وهل ىلتناولت فيها واقع اللغة العربية يف العصر احلديث، ولكي يكون البحث مركزا على اجلوانب املهمة، بدأت الدراسة من القرن املاضي إ

ي هذا، وأن يلهمه اهلل العلي القدير أن يوفقين يف عمل أدعوليها. ويف اخلتام يومنا هذا. اخلامتة: وذكرت فيها أهم النتائج اليت توصلت إلى سيدنا عالقبول يف مشاركته ، وأن يوفق العاملني على املؤمتر ملا حيبه ويرضاه . وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم

حممد وعلى آله وصحبه أمجعني.

مدخل الم على ســيدنا حممد، ســيد األولني واآلخرين، وعلى آله وصــحبه أمجعني . يرمي هذا البحث إىل احلمد هلل رب ا الة والســ لعاملني، والصــ

، اليت أتت على جماالت (االزدواجية اللغوية دراسة ظاهرة مهمة من الظواهر اليت تواجه اللغة العربية يف العصر احلديث، وهي ظاهرة ) الفرق بينه وبني و اللغة كافة، أدبا وثقافة وإعالما وعلما وغريها، فتناولت فيه مصــــــــــــطلح ) االزدواجية اللغوية ( مفهوما ونشــــــــــــ ة وتطورا،

ـــــــــــــــ االزدواجية (، وهي : ) )مصطلح ) الثنائية اللغوية (، ورجحت بينهما األسلم يف االستعمال، مث تناولت أبرز اجملاالت اليت ت ثرت بـ لغة اسإعالم، ولغة األدب (، وبينت فيها ما يثبت الت ثر الكبري باللهجات احمللية الشائعة .

مشكلة البحثالزدواجيــة (، ا ملــا كــانــت عالقــة اللغــة بــاملتكلم متالزمــة إىل حــدم كبري، فال بــد للمتكلم من احلفــاظ على لغتــه من آفــات الزمن، ومنهــا )

ة، فيحاول الكثري من املتكلمني، حني يعجز معجمهم اللغوي عن رفدهم مبا حيتاجونه من ألفاظ، العدول عن الفصـــــــحى إىل اللغة احمللي الكثري من الدارســـني، تأو ما يســـمى باللهجة العامية، واللغة العربية من اللغات اليت تعرضـــت إىل مثل هذه الظاهرة، وهي ظاهرة شـــغل

بعدما رأينا الفصحى أصبحت تتفلت من صدور أبنائها، حىت أضحت حباجة إىل وقفة موحدة وجادة أمام هذه اهلجمات . أسئلة البحث

يريد البحث اسإجابة عن األسئلة اآلتية : والت ثري ؟ما مدى العالقة بني الفصحى احلديثة وهلجااها من ناحييت الت ثر .1

ما اجملاالت اليت ت ثرت بـ ) االزدواجية ( كثريا ؟ .2

هل حافظ املتكلم العريب على فصاحته جتاه االنفتاح احلضاري والثقايف ؟ .3

أهداف البحث حياول البحث الوصول إىل ما ي يت :

الكشف عن جانب مهمم من واقع اللغة العربية يف العصر احلديث . .1

از أمهية العربية الفصحى يف اجملاالت العلمية والثقافية .إبر .2

معاجلة ظاهرة ) االزدواجية اللغوية ( ووضع احللول املالئمة هلا . .3

منهج البحث لتطور اللغوي . ا اعتمدت يف حبثي هذا املنهج الوصفي يف عرض الظواهر اللغوية مع االستعانة باملنهج التارخيي يف مواضع لرصد

اهلل العلي القدير أن يوفقين يف عملي هذا، وأن يلهمه القبول، وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني" والصالة والسالم أدعوويف اخلتام على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني.

مصطلح ) االزدواجية اللغوية ( ر موانكب العلماء على تســـــهيلها وتيســـــريها، فوضـــــعوا املعاج العربية اللغةاعتىن املســـــلمون ب عاين مفردااها، وقعدوا م اليت تفســـــيء العربيةالقواعد اليت تبني معىن اجلملة حيح فيها، وفعل البالغيون الشــــ اته، إذ بينوا الفرق بني ذ، وطريقة تركيبها والتعبري الفصــــيح والصــــ

، ويكتبون ويؤلفون هبا،يةالعرباألســــــــــــــلوبني اجلميل وغري اجلميل، فتوالت العلوم املتلفة، من نظرية وعملية، وتكلم املســــــــــــــلمون مجيعا ب

أخرى لي : )) إن لســـان العرب فوق كل لســـان، وال تدانيها لســـانيف أغلب البلدان، فقال األب أنســـتاس الكرم العربية اللغةوانتشـــرت . (1)من ألسنة العامل مجاال، وال تركيبا، وال أصوال ((

اجم لتى آالف العلماء من غري العرب يف نســـــــــــــــبهم، ولكنهم كانوا مســـــــــــــــلمني يف عقيداهم، خلفوا لنا تراثا وتفتح كتب التنيالعربيةشىت العلوم والفنون ضما رائعا وخالدا يف ا، ، ولعل ما رواه اجلاحظ عن موسى بن سيار األسواري، )) وكان من أعاجيب الد

س عن يسـاره، فيقرأ كان جيلس يف جملسـه املشـهور به، فيقعد العرب عن نينه والفر كانت فصـاحته بالفارسـية يف وزن فصـاحته بالعربية، و . (2)ني ((باآلية من كتاب اهلل ويفسرها للعرب بالعربية، مث حيول وجهه إىل الفرس فيفسرها هلم بالفارسية، فال يدري ب ي لسان هو أ

حاضـــــرة يف يف نزار مســـــتمرم مع اللهجات احمللية، لتكون ) االزدواجية اللغوية (ويف ظل شـــــيور العربية الفصـــــحى لغوي ا جندها كل زمان ومكان .

مل حيظ مصــــــطلح ) االزدواجية اللغوية ( بدراســــــات حديثة كافية لوضــــــع معامله وحدوده وأســــــســــــه و اته، فضــــــال عن ديد ح اللســـانيني القالئل الذين تناولوه حبثا، وزاد من هذا االضـــطراب أن اقتن مبصـــطلمفهومه، وهو ما أدى إىل حدوث اضـــطراب كبري بني

الثنائية )) الثنائية اللغوية (، فتبادل املصطلحان أدوار االستعمال، فتارة جند من يستعمل ) االزدواجية (، وتارة أخرى جند من يستعمل املصطلح األسلم استعماال س تناوهلما بشيء من االجياز . (، ولكشف معامل هذين املصطلحني و ديد

( تعريفا لــــــــــــ ) االزدواجية (، فقال : )) هي التنافس بني لغة William Marcaisوضع اللغوي الفرنسي وليم مارسيه ) . (3)أدبية مكتوبة ولغة عامية شائعة للحديث ((

اجية ( متحققة بوجود جمموعة من األسس، وهي :نلحظ من هذا التعريف أن ) االزدو

املنافسة بني مستويني لغويني . .أ

التفاوت بني املستويني من ناحية الفصاحة . .ب

التفاوت بني املستويني من ناحية االستعمال . .ت

ولعرض هذه األسس وتطبيقها على الشائع اللغوي يف االستعمال جند ما ي يت :

، ويطرح هذا أمامنا سؤالني مها : األساس األول : صرح مارسيه أن ) االزدواجية ( بني اللغة األدبية واالستعمال العامي

هل يشتط يف التنافس انتماء املستويني اللغويني إىل عائلة لغوية واحدة ؟ -

ما حكم التنافس بني أكثر من مستويني لغويني ؟ -

. 1الكرملي: أنستاس ماري، نشوء اللغة العربية ومنوها واكتهاهلا (1) . 193/ 1اجلاحظ : أبو عثمان عمرو بن حبر، البيان والتبيني (2) . 120اللغة الزغلول، حممد راجي : ازدواجية (3)

ابق عد اشــــتاط انتماء املســــتويني إىل لغة واحدة، وبناء عليه يعد التنافس بني العربية وهلجااها، أو بالواضــــح من الن ا ني لســــعريب، لالعربية وهلجات اللغات األخرى يف املناطق غري العربية اخلاضــــعة للحكم العريب، كمنطقة كردســــتان العراق أو األمازيب يف املغرب ا

رى واللهجات العربية يف املناطق العربية اخلاضعة حلكم غري العرب، كاألحواز يف إيران ولواء االسكندرونة يف تركيا، أو بني أو بني لغة أخواجية ن ) االزدم العربية وهلجات غري العرب الذين ينتمون إىل البالد العربية، كاملسيحيني واليهود واسإيزيديني والصابئة واألفارقة وغريهم،

اللغوية (، بعبارة أدق نكن ديد التنافس بوجود مستويني لغويني عند متكلم واحد .

مل تقتصر ) االزدواجية ( على وجود مستويني لغويني، إذ تتعرض لغة املتكلم إىل أكثر من مستويني، فمثال :

مستوى اللغة األم الفصيح . -

يف احلياة اليومية . املستوى العامي املستعمل -

لغة البلد األم . -

املستوى العامي املتولد من لغة البلد األم . -

فعلى ســــــــــبيل املثال جند املتكلم العراقي من القومية الكردية يتعرض ألكثر من مســــــــــتوى لغويم، وهي : املســــــــــتويان الفصــــــــــيح ية، أو العرب ويان الفصـــــــيح والعامي يف لغة البلد األم ) العربية ( وغريه من القوميات غري العربوالعامي يف لغته األم ) الكردية (، واملســـــــت

رار بني املســـــــــتويات اللغوية على أشـــــــــده، وبناء عليه يبدو ي ن ) أ الذين يعيشـــــــــون يف بالد غري عربية، ففي ظل هذا التنافس جند الصـــــــــر على مســــتويني لغويني، كما صــــرح به مارســــيه، وإذا أردنا أن نلتمس رجا ملا ذهب إليه جنعل أقل ) االزدواجية االزدواجية ( ال تقتصــــ

اللغوية ( التنافس بني مستويني لغويني .

.. ولغة عامية (، .: نلحظ من ن مارســــــيه أنه حدد املســــــتويني من ناحية الفصــــــاحة، بقوله : ) لغة أدبية األساااااس الثا وهنا يظهر السؤاالن اآلتيان :

هل يشتط يف املستوى األول أن يكون لغة أدبية؟ وما مواصفات هذا املستوى ؟ -

هل يشتط يف املستوى الثاين أن يكون لغة عامية ؟ -

الواضح من نصه أنه اشتط اللغة األدبية، ولكن ما مدى صحة هذا الشرط؟

قبل احلكم على صحة هذا الشرط أو عدمها البد ي أن أحدد مواصفات اللغة األدبية، فمصطلح ) اللغة األدبية ( يستعمل هو أعلى فللداللة على املســـــتوى اللغوي املســـــتعمل يف النصـــــوف األدبية املتلفة، شـــــعرية أم نثرية، وهذا يســـــتدعي رقي هذا املســـــتوى،

ا جندها يف تويات الفصحى، فإذا كان هذا ما أراده مارسيه ف نا أخالفه فيه، ألن ) االزدواجية ( ال تتقيد باملستوى األديب الراقي، وإمن مسما يب، ومما يؤيد، وليس حمصورا يف مستوى الن األد(4)املستوى اللغوي املستعمل يف لغة الكتابة، وهو ما يسمى بــــــ ) املستوى البليب (

تتحدد مستويات األداء يف أي لغة بثالثة مستويات هي : (4)

م املســـــــــــتويات اللغوية بنمطني : من 1959( حدد يف العام Ferguson charlesذهبت إليه أن اللغوي شـــــــــــارل فرجســـــــــــون ) ، لكنه ال يةملعظم األغراض الكتابية واحملادثات الر اللهجات، ومن عاي التصــــــــــــنيف، ويســــــــــــمى الثاين بفوقي املكانة، )) ويســــــــــــتعمل

. (5)يستـعمل من قبل ] كذا [ أي قطار من قطاعات اجلماعات احمللية للماطبة أو احملادثة العادية ((

وهنا قد يقول القائل : إن اســــــــــــتعمال التكيب ) لغة أدبية ( قد يدل على ما ذكرته، ألنه قال : ) مكتوبة (، وهي تدل على مكتوب، فضال عن أن ترمجة الن بـ ) أدبية ( قد ال يـقصد هبا لغة الن األديب .كل

أقول : قد يكون هذا الكالم صـــــحيحا، ولكننا نعمد إىل وضـــــع مفهوم واضـــــح ملصـــــطلح ) االزدواجية (، نتل به من كل غموض يتعرض له القارئ .

ا يكون مســــتوى يتلف عن إذا بعد أن اتضــــحت لنا ال ورة نقول : ال يشــــتط يف املســــتوى األول أن يكون لغة أدبية، وإمن صــــ املستوى الثاين يف املميزات اللغوية .

ابق على املســـــــــتوى اللغوي الثاين الذي حدده بقوله : ) لغة عامية (، إذ ال يشـــــــــتط يف ) االزدواجية أن (جيري الكالم الســـــــــ يكون التنافس بني لغة وهلجتها، فقد يكون بني لغتني منفصلتني، وهبذا ال يكون شرط املستوى العامي متحققا .

خنل مما سبق ذكره يف األساس الثاين أن ) االزدواجية ( تكون بني املستويات اللغوية اآلتية :

( 2اللغة ) ( 1اللغة )

املستوى العامي املستوى الفصيح ستوى العاميامل املستوى الفصيح

ث ت ب أ

وحبسب اآليت :

مستوى لغوي فصيح = مستوى لغوي فصيح ) أ، ت ( . -

مستوى لغوي فصيح = مستوى لغوي عامي شائع ) أ، ب ( و) أ، ث ( و) ت، ث ( و) ت، ب ( . -

مستوى لغوي عامي شائع = مستوى لغوي عامي شائع ) ب، ث ( . -

: نلحظ من ن مارســــيه أنه حدد املســــتويني من ناحية االســــتعمال، فقال : ) مكتوبة ... شــــائعة (، وإذا األسااااس الثالثا شـــائعة، فال أوافقه يف اشـــتاط الكتابة يف املســـتوى األول، ألن التنافس اللغوي عتمد على مكنت أوافقه يف وصـــف املســـتوى الثاين ب ئ

املستوى البليب الفصيح : ومتثله لغة النصوف األدبية املتلفة . - املستوى البليب : ومتثله لغة اسإعالم واحملاضرات واخلطب الر ية وغريها . - املتكلمني . املستوى الفصيح : ومتثله اخلطاب اليومي الذي يستعمله مجيع -

وذكر فرجسون جمموعة من األمثلة على النمطني، ال جمال لذكرها . ،121ـ 120الزغلول : املصدر السابق (5)

كثر استعماال لغوي ا، وهذا ال يتحقق إال بوجود االستعمال املنطوق، حبسب ما نصت عليه الدراسات اللسانية استعمال املستويني أو أالوصفية، وهو االعتماد على اللغة املنطوقة، فضال عن ذلك فإن ما يستوقفين يف كالمه قوله : ) شائعة للحديث (، وهذا يوحي بوجود

ق يف املستوى الثاين، فلماذا نفتقده يف املستوى األول ؟شرط االستعمال املنطو

ا رابعا مل يذكره، وهو ديد البيئة اللغوية، بعد هذا العرض املوجز ملا تضــمنه تعريف مارســيه نكن ي أن أســتدر عليه أســاســا صل يف عشوائيات ج غرافية .فـ ) االزدواجية ( صل يف بيئة لغوية حمددة ال أئ

إذا صار واضحا لنا حدود هذا املصطلح وأسسه اليت يقوم عليها، فيكون ديد مفهوم ) االزدواجية ( ب نه : تنافس مستويني لغويني أو أكثر يف بيئة لغوية واحدة .

، الذي حنته اللغوي ( الالتيين LaDiglossiaاســــــــــتعملت الدراســــــــــات اللســــــــــانية هذا املصــــــــــطلح، وهو ترمجة ملصــــــــــطلح ) ( معناها : مثىن أو ثنائي أو Di( وهو متكون )) من ســـابقة يونانية ) Diglossia، مث انتقل إىل اللغة االنكليزية بلفظ ) (6)مارســـيه

. (7)( للحالة(( ia ( ومعناها : لغة، والحقة ) glossمضاعف، و)

اضــــطربت أقوال اللســــانيني الغربيني والعرب يف اســــتعمال مصــــطلحي ) االزدواجية اللغوية ( و) الثنائية اللغوية (، وســــبب هذا، وجر هذا االضــــــــــطراب إىل عدم االتفاق على ميدان ( Diglossia ( )Bilingualismاالضــــــــــطراب هو ترمجة املصــــــــــطلحني )

ن جعل ميدان ) االزدواجية اللغوية ( اللغة وهلجااها وميدان ) الثنائية اللغوية ( لغتان تلفتان، ومنهم من دراسة كل مصطلح، فمنهم م عكس هذين امليدانني .

واب ما ذهب إليه الدكتور ئاد املوســـــى من أن ميدان ) االزدواجية اللغوية ( شـــــكالن أو مظهران أ ووالذي يبدو ي أن الصـــــا م خوذة من اجلذر اللغوي ) زو ( الدال على االقتان واملشـــاكلة، وهذا ال يت قق إال يف حمســـتويان لغويان يف إطار اللغة الواحدة، ألئ

ذر ) ثىن ( الدال على جلاللغة الواحدة، يف حني يكون ميدان ) الثنائية اللغوية ( املســـــــــــتويات اللغوية يف لغات متباينة، ألنه م خوذ من ا . (8)مطلق العدد، فيستعمل يف التضاد كاخلري والشر والنور والظالم

) االزدواجية ( والعربية التراثية

اثيــة، وإن اختلف للغويون يف ــديــد امل تكن ) االزدواجيــة اللغويــة ( حــديثــة عهــدل بــاللغــة العربيــة، إذ هلــا جــذور يف العربيــة الت بـدايتهـا، فـذهـب الـدكتور إنيـل بـديع يعقوب إىل أن ظهور ) االزدواجيـة ( بعـد الفتح اسإســـــــــــــــالمي واختالط األمم بـالعرب، فـ دى إىل

. 120الزغلول : املصدر السابق (6) . 55حممود : إبراهيم كايد، العربية الفصحى بني االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية (7) . 84االزدواجية يف العربية املوسى : ئاد، (8)

ـــــــــــــــــ ) االزدواجية اللغو (9)حدوث صـــرار لغويم بني لغة الوافدين األعاجم ولغة العرب ، وهذا (10)ية (، وذهب غريه إىل أن اللحن صـــورة لـ الف لواقع التاريخ اللغوي العريب .

والذي يبدو ي أن ) االزدواجية اللغوية ( موجودة يف العربية منذ عصر ما قبل اسإسالم، وقبل أن أذكر األدلة على ذلك البد الزدواجية ( اه يف ديد مفهوم هذا املصطلح، والتفريق بني ) النا من وقفة لتحديد ما نريده بـــ ) االزدواجية (، إذ ذكرت قبل قليل ما أر

ني مستويني ب و) الثنائية (، فمن يرى أن اللحن صورة لـ ) االزدواجية ( فقد جانب الصواب، ألنين لو اتفقت معه على أنه نتيجة صرار تنافس بني مع هذا فال نكن عده من ) الثنائية (، على ما يبدو ي، ألن أي لغويني للغتني منفصـــــــــــــــلني فهو ) ثنائية لغوية (، ولكن املستويات اللغوية ال بد أن خيضع ألحد حكمني مها :

أن يكون موافقا ألصول اللغة األم، أي : لغة املتكلم األصلية . .أ

أن خيالف أصول اللغة األم، وهو اللحن . .ب

حلكمني فإن ) االزدواجية ( و) الثنائية ( تكونان موافقتني للحكم األول، ألن اللحن ترفضــــــــــــــه قواعد اللغة وبناء على هذين ا وأصوهلا، فال نكن تسويغه حبجة ) االزدواجية ( أو ) الثنائية ( .

ها املســــتوى ، فتكون املميزات اللغوية اليت حيملإذا صــــار واضــــحا لدينا أن شــــرط ) االزدواجية ( موافقتها قواعد اللغة وأصــــوهلا اللهجي مقبولة لغوي ا، ألن املستوى اللهجي مستوى مقبول على وفق معايري اللهجة، وهو تلف متاما عن اللحن .

اث جند أن جا ، القرآن نصـــــــوف االحت بقي لدينا ما يثبت أن ) االزدواجية اللغوية ( قدنة، فمن خالل مراجعة مصـــــــادر التعر العريب والنثر، مليئة باالستعمال اللهجي الذي اقتحم اللغة ا ريف واألثر والش دبية العالية الراقية، ألالكرمي وقراءاته واحلديث النبوي الش

وهو ما مل ينكره أحد، وس ذكر أمثلة عليه.

القرآن الكريم

ا مقتصــــرة على شــــار يف القرآن الكرمي اســــ تعمال اللغات، ســــواء العربية منها أم األعجمية، وملا كان رأينا يف ) االزدواجية ( أئ اللغة الواحدة فس ورد نصوصا تضمنت لغات القبائل العربية، ومنها :

قال : (11)[، فـ ) السفيه ( : اجلاهل بلغة كنانة ١٣] سورة البقرة، من اآلية : چ ۓ ۓ ے ے ھ ھچ .

. 146ينظر : يعقوب : إنيل بديع، فقه اللغة العربية وخصائصها (9) . 68ـ 65حممود : إبراهيم كايد، املصدر السابق ينظر : (10)، وابن حسنون : أبو أمحد عبد اهلل بن احلسني، اللغات يف القرآن 45ينظر : ابن سالم : أبو عبيد القاسم بن سالم، لغات القبائل الواردة يف القرآن الكرمي (11)

. 36 املروية عن ابن عباس لغات القرآنحممد بن علي املظفر، ، والوزان احلنفي : 20

قال : (12): اخلصب بلغة طيئل [، فـ ) الرغد ( ٣٥] سورة البقرة، من اآلية : چ ۋ ۋ ٴۇ ۈ ۈچ .

قال :(13)[، فـ ) خاسئني ( : صاغرين بلغة كنانة ٦٥] سورة البقرة، من اآلية : چ ک ک گ گ گ چ .

قال : (14)[، فـ ) اشتـروا ( : باعوا بلغة هذيل ٩٠] سورة البقرة، من اآلية : چ ڦ ڦ ڦچ ڤ .

قال : (15)[، فـ ) باءوا ( : استوجبوا بلغة جرهم ٩٠] سورة البقرة، من اآلية : چ ڎ ڌ ڌ ڍ ڍچ .

قال : [، فـ ) الرفث ( : اجلمار بلغة ١٩٧] سورة البقرة، من اآلية : چ ٺ ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ پ پ پ پ ٻچ . (16)مذحج

قال : ـــــــــــــــ ) تعضلوهن ( : بسوهن بلغة أزد ٢٣٢] سورة البقرة، من اآلية : چ ڑ ڑ ژ ژ ڈ ڈ ڎ ڎ ڌ ڌچ [، فـ . (17)شنوءة

وغريها من النصوف .

القراءات القرآ ية

اذة، القرآنية مبا يوافق هلجات العرب، وال فرق يف ذلك بني القراءات السبعية املتواترة والثالثة املكملة والش شار ورود القراءات وس ذكر من كل نور من هذه القراءات قراءتني .

القراءات السبعية املتواترة : .أ

املروية عن ابن عباس ، والوزان احلنفي : لغات القرآن20، وابن حسنون : اللغات يف القرآن 46قبائل الواردة يف القرآن الكرمي ينظر : ابن سالم : لغات ال (12)

36 . وية عن ابن عباساملر ، والوزان احلنفي : لغات القرآن20، وابن حسنون : اللغات يف القرآن 48ينظر : ابن سالم : لغات القبائل الواردة يف القرآن الكرمي (13)

37 . املروية عن ابن ، والوزان احلنفي : لغات القرآن20، وابن حسنون : اللغات يف القرآن 50ـ 49ينظر : ابن سالم : لغات القبائل الواردة يف القرآن الكرمي (14)

. 38 عباس املروية عن ابن عباس ، والوزان احلنفي : لغات القرآن20: اللغات يف القرآن ، وابن حسنون51ينظر : ابن سالم : لغات القبائل الواردة يف القرآن الكرمي (15)

37 . املروية عن ابن عباس ، والوزان احلنفي : لغات القرآن21، وابن حسنون : اللغات يف القرآن 57ينظر : ابن سالم : لغات القبائل الواردة يف القرآن الكرمي (16)

41 . املروية عن ابن عباس ، والوزان احلنفي : لغات القرآن22، وابن حسنون : اللغات يف القرآن 60لغات القبائل الواردة يف القرآن الكرمي ينظر : ابن سالم : (17)

43 .

[ : بكسر احلاء يف ٩٧مران، من اآلية : ] سورة آل ع چ ۓ ے ے ھ ھچ : قرأ محزة والكسائي وحف قوله - . (18)) حج (، وهي لغة أهل احلجاز وبين أسد، وقرأ الباقون بفتحها : ) حج (، وهي لغة أهل جند

. (19)[ : ) عربا (، بتسكني الراء، وهي لغة بين متيم ٣٧] سورة الواقعة، من اآلية : چ ہ ہچ : قرأ محزة قوله -

املشهورة :القراءات .ب

[ : ) مرجئون (، هبمزة مضــــــــمومة ممدودة ١٠٦] ســــــــورة التوبة، من اآلية : چ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئچ : قرأ يعقوب قوله - . (20)وهي لغة متيم وسفلى قيس

ني ٧٣] ســـــورة الكهف، من اآلية : چ يئ ىئ مئ حئ جئچ : قرأ أبو جعفر قوله - را (، بضـــــم الســـــ [ : ) عســـــ . (21)وهي لغة أهل احلجاز

القراءات الشاذة .ت

[ : ) احلمد لله (، بضم الالم على االتبار، وهي ٢] سورة الفا ة، اآلية : چ پ پ پ پ چ: قرأ ابن أيب عبلة قوله - . (22)لغة بعض ربيعة

[ : ) التابوه (، ٢٤٨] ســورة البقرة، من اآلية : چ ې ې ۉ ۉ ۅ ۅچ : قرأ زيد بن ثابت وأيب بن كعب قوله - . (23)باهلاء، وهي لغة األنصار

الحديث النبوي الشريف

جرة، يريد الثوم، فال يـغشانا يف مسجدنا (: قال رسول اهلل - ، فجزم مع بقاء األلف يف ) (24)) من أكل من هذه الش . (25)يـغشانا (، وهي لغة جذام

. 170أبو زرعة : عبد الرمحن بن حممد بن زجنلة، حجة القراءات (18) . 622 القراءات ينظر : ابن جماهد : أبو بكر أمحد بن موسى بن العباس، السبعة يف (19) . 71ينظر : حميسن : الدكتور حممد سامل، املقتبس من اللهجات العربية والقرآنية (20) . 104مد سامل، املصدر نفسه كتور محينظر : حميسن : الد (21) . 202نزهة األلباء ،عبد الرمحن بن حممد بن أيب سعيداألنباري : أبو الربكات ( ينظر :22) . 15 تصر يف شواذ القراءات ابن خالويه : أبو عبد اهلل احلسني بن أمحد، ( 23) ( . 816، رقم احلديث ) 292/ 1، صحيح الباري أبو عبد اهلل حممد بن إ اعيل( جزء من حديث طويل ورد يف : الباري : 24) . 39ـ 38شرح أبيات سيبويه ،أمحد بن حممد بن إ اعيل ( ينظر : النحاس : أبو جعفر25)

. (27)و) مكنون ( لغة قيس ،(26): ) ك نـهم بـيض مكنون أو لؤلؤ منثور ( قال رسول اهلل -

الشعر العرب

لعريب جيد هذا واضحا، فضال امل يستطع الشاعر العريب أن يستغين عن اللهجات العربية يف شعره، فاملطلع على ديوان الشعر عما ذكرته مصادر اللغة، ونكن تقسيم هذا االستعمال على صورتني شائعتني مها :

: (28)قول علقمة الفحلاستعمال الشاعر لغة قومه، وس ذكر شاهدين من عصر ما قبل اسإسالم، ك -

رإف ى ااااااااااااااإ لااااإ باااام ااااإ مم ااااإ هاااا قااااإ ر يااااام إن ي باااام كااااااإ

ا بااااااإ د ب اااااااااااااااااإ فااااااإ و ماااااا ثاااااا لاااااام ان مااااااإ تاااااا الااااااكااااااإ

: (31)، وقول عبيد بن األبرف(30)، وعلقمة متيمي (29)فقال : ) ملثوم (، من الفعل ) لثم (، وهي لغة بين متيم

لاااااا رإ أإهااااام رإزإ الاااااو اااااام ى أإاااااام تااااا ر ااااااإ ن الاااااو ااااام اااااإ

ا كااااااإ الاااااا هااااااإ تاااااااإ رإ ماااااا كاااااا ي ثااااااام بااااااإ إإ ااااااا إ اااااام فااااااإ . (33)، وعبيد أسدي (32)فقال : ) الوتر (، بكسر الواو، وهي لغة بين أسد

: (34)املستوغر بن ربيعةاستعمال غري لغة قومه، وس ذكر شاهدين من عصر ما قبل اسإسالم، كقول -

ا نااااااإ ا اااإ دم فااااااإ ا ااااااإ ى ي ال كااإ ااااااإ قااإ ا باااإ لم مااااااإ هااااااإ

ا د و ااااااااااإ حاااااااااام ة ااااااااااإ لااااااااااإ يااااااااااام ر وإلااااااااااإ و يااااااااااإ اااااااااا يااااااااااإ : (37)طرفة بن العبد، وقول (36)، واملستوغر متيمي من بين سعد بن زيد مناة(35)(، وهي لغة طيئفقال : ) بـقى

مخااااااإ هاااااا ا ي ااااااا ماااااا دم فاااااام اااااا تاااااا وإالاااااانااااااا الااااااإ

طاا رم و الشااااااااااااا ونإ فاا الااقااإ ا اا مإ ال اااااااااااااااا اا عاا

( . 52، رقم احلديث ) 110أبو حممد عبد اهلل بن عبد الرمحن، سنن الدارمي جزء من حديث ورد يف : الدارمي : (26) . 280ـ 279/ 2معاين القرآن األخفش : أبو احلسن سعيد بن مسعدة، (27) . 59ديوانه أبو احلجا يوسف بن سليمان بن عيسى، األعلمالشنتمري، (28) . 367/ 15، اهذيب اللغة ) لفم ( حممد بن أمحدينظر : األزهري : أبو منصور (29) . 130ينظر : ابن قتيبة : أبو حممد عبد اهلل بن مسلم، الشعر والشعراء (30) . 94( نصار : دكتور حسني، ديوانه 31) . 13/ 1، أماي القاي أبو علي إ اعيل بن القاسم( ينظر : القاي : 32) . 166( ينظر : ابن قتيبة : املصدر السابق 33) . 88/ 2، ألف با أبو احلجا يوسف بن حممدالبيت له يف : البلوي : (34) .، الصحاح ) قال ( إ اعيل بن محادينظر : اجلوهري : أبو نصر (35) . 23، معجم الشعراء أبو عبيد اهلل حممد بن عمران( ينظر : املرزباين : 36) . 79أبو احلجا يوسف بن سليمان بن عيسى، ديوانه األعلمالشنتمري، (37)

.(39)، وطرفة بكري من بين ضبيعة بن قيس(38)فقال : ) نعم (، وهي لغة هذيل

اثية من زمن بعيد، وليســـــت حادثة كما يظ واهد وغريها على أن ) االزدواجية اللغوية ( موجودة يف العربية الت ن تدل هذه الشـــــ بعضهم .

) االزدواجية ( ولغة اإل ال

ات اجملتمعات اجتماعي ا وسياسي ا واقتصاد ا تواكب تغري ا وغريها، ي تعد لغة اسإعالم من أكثر اللغات ت ثـرا بالتطور اللغوي، ألئحف ووســــائل اسإعالم األخرى إىل اقتناف األســــاليب واأللفاظ ملتداولة اوتتداخل حينئذل املســــتويات اللغوية، فيعمد حمررو األخبار والصــــ

م حياكون شــــــــــرائح اجملتمع كا ة، ف لدى الناس، بعبارة أدق اســــــــــتعمال أيســــــــــر املســــــــــتويات اللغوية وأقرهبا فهما للمواطن، واحلق معهم ألئا موج عراء أو املثقفني أو األســــاتذة وغريهم، وإمن ة إىل املتعلم هفليســــت وســــائل اسإعالم موجهة إىل شــــرحية دون أخرى، كاألدباء أو الشــــ

وغريه .

ياســـــة عليها، ا تتعداه إىل ســـــيطرة الســـــ ات، وإمن مل تقتصـــــر التحوالت اللغوية يف لغة اسإعالم على ما يطرأ على اجملتمع من تغريينية الوهذا ما نشاهده ونسمعه ونقرأه يف أغلب وسائل اسإعالم العربية، فاللغة الغالبة عليه توافق توجهات احلاكم ياسية والد فكرية والس

يف األلفاظ واألساليب واملستويات، حىت يلمح املتابع تغري لغة اسإعالم بتغري نظام الدولة السياسي .

أكثر ت ثـرا بـ ( اتسعت وسائل اسإعالم وتنوعت بني املقروءة واملسموعة واملرئية، فكانت املرئية واملسموعة ) التلفزيون واسإذاعةت واجلرائد أقل ت ثـرا . ) االزدواجية اللغوية ( يف حني كانت املقروءة ) الصحف واجملال

ا حدث قبل أكثر من قرن، ونستطيع أن حندد أوىل الوسائل مل يكن ت ثر وسائل اسإعالم بـــــــــــــ ) االزدواجية اللغوية ( قريبا، وإمنت، فكان ظهورها األول يف مصر، إذ سبقت الدول العربية يف استعمال اللهجة العامية إعالمي ا، وشار مبرور ت ثـرا، وهي ا لصحف واجملال

الزمن حىت يومنا هذا، وأستطيع أن أقول : إن ت ثر الصحف بـ ) االزدواجية ( اليوم أكثر من السابق .

األديب عبد اهلل الندمي جريدة ) التنكيت والتبكيت (، وهي جريدة نقدية ســـــــاخرة من الوضـــــــع م أصـــــــدر 1881ففي العام ، وليست غالبة على ل تها، غالسياسي يف مصر، واملطلع على هذه اجلريدة جيد استعمال اللهجة املصرية يف مواضع يستدعيها مقام الن

م، وأكمل مســـرياها عبد اهلل أمحد 1934ريدة هزلية أصـــدرها حممود عزة املفيت يف العام وظهرت بعدها صـــحيفة ) البعكوكة (، وهي ج عبد اهلل الشهري بـ ) ميكي ماوس ( .

( اثنيت عشرة صحيفة ساخرة، 12كان لشيور هذا النور من الصحف أن وصل احلال هبا إىل قيام يعقوب صنور بإصدار ) نظارة زرقاء، وأبو صفارة، وأبو زمارة ( وغريها . ومنها : ) أبو نظارة، وأبو

حف العراقية، فمن ذلك حافة الســـ وظهر هذا النور من الت ثر يف الصـــ اخرة يف جريدة ) مرقعة اهلندي (، وهي فا ة عهد الصـــاحبها أمحد محدي املشــــرايف ومديرها م، وكان صــــ 1909العراق فلم تســــبقها أي صــــحيفة عراقية أخرى، وصــــدرت يف البصــــرة يف العام

. 440ـ 439/ 4( ينظر : سيبويه : أبو بشر عمرو بن عثمان، الكتاب 38) . 216( ينظر : اآلمدي : أبو القاسم حمسن بن بشر، املؤتلف واملتلف 39)

يف بغداد أصدرها نوره جي حممد الوهيب، وجريدة ) جكة باز ( اليت 1911حممد محدي، وصدرت أيضا جريدة ) النوادر ( يف العام م ومسؤوهلا عبد اجمليد خياي وغريها . 1911صدرت يف العام

رية تصــدر يف العراق حىت حفي الفكاهي نوري ثابت يف العام ظلت صــحف الفكاهة والســ م جريدة ) 1931أصــدر الصــحافة لحبزبوز (، ف خذت طابعا فكاهي ا هزلي ا واضــــــــحا، وغلب عليها اســــــــتعمال اللهجة العراقية، فكان ظهورها وال كبريا يف ت ثر ا صــــــــ

العراقية بـ ) االزدواجية اللغوية ( .

ـــــــــــــــ ) االزدواجية اللغوية ( يف لغة الصحافة الي مية و مل ختتلف احلركة اسإعالمية يف بريوت عنها يف بغداد والقاهرة، فظهر الت ثر بـ م. 1932واألسبوعية واضحا، ومن ذلك صحيفة ) الدبور ( اليت صدرت يف العام

حافة العربية عن حدود اجملتمع العر يب لنجدها يف دول شــــــــرق آســــــــيا، فنحى أصــــــــحاهبا منحى من ســــــــبقهم يف خرجت الصــــــــحفي اليمين فر بن طالب الكثريي جريدتني باللغة احلضــــرمية، والمها : أاســــتعمال اللهجات العربية احمللية، ففي ســــنغافورة أصــــدر الصــــ

م . 1934احلضرمي ( يف العام م، والثانية : جريدة ) الشعب 1932جريدة ) القصاف ( يف العام

أقول : نلمح من هذا العرض أن ) االزدواجية اللغوية ( يف لغة اسإعالم املقروء أســـــــــــــــبق من املرئي واملســـــــــــــــمور، ولعل بدايات ــــــــــــــــــــ ) االزد حف املت ثرة بـ رية واجية (اســــــتعماله كانت بدافع حماكاة شــــــرحية جمتمعية حمددة ومعينة، إذ الغالب على الصــــــ التهكم والســــــ

فضال ،والفكاهة واالنتفاضة على الوضع السياسي واالقتصادي القائم، وهذه األمور تالمس حياة الفرد املتضرر هبا، وهو املواطن الفقريدة عن الشعب جبميع نعلم أن الفصحى بعي عن أن انتقاد احلال والسرية من األنظمة يكون باللهجة العامية أبلب منه بالفصحى، ألننا

طبقاته، وبناء عليه يبدو ي أن هذا النور من االســــــــــتعمال اللغوي ال يقدح يف فصــــــــــاحة اللغة أو ينق منها، فإذا ما طالعنا مصــــــــــادر اث جند أن العلماء أنفسهم يعدلون عن الفصحى إىل العامية إذا أرادوا موقفا ساخرا .الت

وهنا يظهر أمامنا سؤال هو : هل اقتصر الت ثر بـ ) االزدواجية ( على الصحافة الساخرة والفكاهية ؟

ياســـية والعلمية، ألن هنا جمم حافة الســـ ا قد جنده يف الصـــ حافة، وإمن عة من و أقول : ال يقتصـــر الت ثر على هذا النور من الصـــمع الفصـــــــــحى، مثل رســـــــــوم الكاريكاتور، وهو باب ال ختلو منه جريدة أو جملة، فضـــــــــال عن أبواب التســـــــــلية اليت األبواب ال تتناســـــــــب

اخرة، وهذا ليس مقتصــــرا على نور واح حف املتلفة، و توي هذه األبواب على الطرائف والدعابات والتعليقات الســــ دتتضــــمنها الصــــا جنده يف أغلب الصحف إن مل تكن مجيعها .من الصحافة، وإمن

ــــــــــــــــ ) االزدواجية اللغوية (، إذ بدأ هذا الت ثر و ضــحا امل خيتلف حال وســائل اسإعالم املســموعة واملرئية عن املقروءة يف ت ثرها بـابقة كانت مســتعملة يف ياســية براجمها كافة، ا مبرور الزمن، فاملتتبع هلا جيد أن العربية الفصــحى يف العقود الســ لعلمية والثقافية والفنـية والســ

اخرة وا علمية والثقافية لوالرياضــــــــية وغريها، فنكاد نفتقد اللهجة العامية متاما، مث بدأ اســــــــتعمال اللهجة تدرجيي ا، فظهرت يف الربامج الســــــــ املعجم اللغوي الذي حيمله الطفل، و ويله إىل معجم هلجيم . وصوال إىل برامج األطفال، وهي حماولة لسلخ

ية بالظهور علنا أول أمرها يف القنوات التلفزيونية والربامج اسإذاعية يف مصـــــــــــــــر، فكانت مواكبة للد وات عبدأت اللهجة العام ف العريب وإلغاء الفصحى وغريها .الكثرية اليت ظهرت يف مصر ضد العربية الفصحى، كتغيري احلر

والذي يبدو ي أن سبب عزوف القنوات التلفزيونية واسإذاعية عن اللغة الفصحى واستعمال العامية جمموعة أمور هي :

ينية . .أ إبعاد العريب عن لغته اليت متثل هويته القومية والد

ربية الفصحى، سواء كانوا مذيعني أم حمرري أخبار وبرامج .جهل العاملني يف هذه القنوات بالع .ب

رت هذه .ت مواكبة التطور العلمي والثقايف الذي يشـــــــــــــــهده العامل، إذ امتحت الكتب باملصـــــــــــــــطلحات غري العربية، فســـــــــــــــ املصطلحات إىل لغة اسإعالم .

تطبيق ما يسمى بـ ) عوملة اسإعالم ( . .ث

ال ني العربية الفصـــــحى ولغة اسإعالم لتتجاوز الكالم املســـــتعمل يف الربامج واألعمال التلفزيونية، فظهر اســـــتعماتســـــعت اهلوة بوغريها، (40)العامية يف أ اء القنوات الفضـــــائية مثل : ) تتح، وأفندينا، وحظو، والفنكور، وفرتكة، ومهبكة، وفتافيت، وســـــت البيت (

اء غري العربية لقنوات أخرى .فضال عن استعمال األ

ا جاء ربطا بني ما تقدمه هذه القناة واالســــم، فال الب غوالذي يبدو ي أن اســــتعمال األلفاظ العامية أ اء لقنوات فضــــائية إمنا قنوات تصة بعرض املسلسالت واألفالم وبعضها خاف بصناعة الطعام، وهذا ال يتوافق إ للغة الفصحى، فضال عالمي ا مع اعليها أئ

عن شد انتباه املشاهد، ألن هذه األ اء الفتة للنظر .

ا يف أ اء الربامج املقدمة، فســــــابقا كنا نســــــمع أ اء الربامج بالعربية الفصــــــحى، أما اآلن فقد وشــــــاعت ) االزدواجية ( أيضــــــياســـــــية، يف حشـــــــاعت العامية حىت ال نكاد جند الفصـــــــحى ينية أو العلمية أو الســـــــ ني إال يف برامج ذات طابع خافم جد ا، كالربامج الد

اخرة وبرامج األطفال وبرامج املطبخ عن الفصــــــــــــحى كثريا، ومن أ اء هذه الربامج : ) ن ســــــــــــنة، فابتعدت الربامج الثقافية والفنـية والســــــــــــ ( وغريها .ـي، وصاية وصرماية، وصوغة چوترا

ـــــــــــــــ ) االزدواجية (، وأقصد اللغة املستعملة يف تقدنها، جند األمر وإذا أردنا أن ندخل إىل الربامج لنكشف عن مدى ت ثرها بـاخرة وما يتعلق ب طبخ فإننا جند ت ثر ملاأكرب مما ســــــبق، فإذا كنا قد وجدنا الت ثر يف أ اء القنوات الفضــــــائية أو أ اء الربامج الفنـية والســــــ

ينية والعلمية واألدبية، كربامج اسإعالمي عمرو خالد وغريه، وأســتطيع القول إننا جن الفصــحى يف داحلوار أكثر وأوســع ليشــمل الربامج الد نشرات األخبار فق ، وإن كانت فصحى مليئة باألخطاء .

ـــ ) االزدواجية اللغوية (، يف حماولة منها لطمس معامل العربي نلحظ مما سبق ذكره أن لغة اسإعالم ت ثرت ة الفصحى ت ثـرا كبريا بـا جســــــم غريب جيب االبتعاد عنه وجتاوزه إىل ما هو ا تصــــــوير العربية الفصــــــحى على أئ وإبعاد املشــــــاهد عنها، وليس هذا فحســــــب وإمن

أيسر وأسهل وأقرب إىل الفهم .

االزدواجية ( ولغة األدب

ا قنوات مصرية، وهذا ما يؤيد ما ذكرته من أن اسإعالم املصري كان رائدا يف استعمال اللهجة امل (40) صرية .نلحظ من هذه األ اء وغريها أئ

ورة، فتتعدد صـــــور اســـــتعماهلا وختتلف مراميها، في خذ تعد اللغة املادة الرئيســـــة لحدب، فهي كالفرشـــــاة للرســـــام واأللوان للصـــــعر )) اســـتعمال وحاألديب ما يوافق مراده ويعرب عن عواطفه وأحاســـيســـه، ســـواء كان الن األديب شـــعرا أم نثرا، فهي مبثابة الر له، والشـــ

ياق الذي يبلب فيه ما يريد من دالالت، وال (41)خاف للغة (( عر لغة يدخل يف تراكيب معينة فيعطي كل لفظ موضــــــعه يف الســــــ ، فالشــــــ نكن أن يبلغها لو تغري هذا املوضع .

عون يف اســـتعماهلا، والســـي عر خرو عنأحس األدباء بقيمة اللغة فراحوا يتوســـ م يرون أن لغة الشـــ عراء، ألئ امل لوف )) ما الشـــعر من فضـــــاء ما أ اه البالغيون والنقاد املمكن إىل فضـــــاءي املمتنع واملســـــتحيل، هو يف الواقع انزياح عن معيار انون قوانتقال لغة الشـــــ

يود اليت فرضــــتها، حبســــب رأيهم، اللغة الفصــــحى وخرجوا إىل فضــــاء ، فحاولوا كســــر الق(42)اللغة، وخرق لقواعدها وقوانينها وســــننها (( رحب وواسع .

عر اجلاهلي الذي ت ثر ت ثر األدباء، شـــــــــــــــعراء وروائيون، باللهجات قدنا وحديثا، وذكرت قبل قليل جمموعة من أبيات الشـــــــــــــــهذا االسـتعمال بقوله توفيق احلكيم لنفسـه سـو والسـيما الرواية، فقد باللهجات، أما األدب احلديث فكان الت ثر واضـحا على نتاجه،

ي اللغة ه: )) يف روايايت ومســـرحيايت ال أســـتطيع أن أجعل العتال أو الفرار أو ســـائق التاكســـي يتكلمون الفصـــحى، ألن اللغة العامية . (43)لفصحى، س خلق جو ا مصطنعا ((الطبيعية بالنسبة هلم، فإذا جعلتهم يتكلمون ا

ولكي حندد معامل هذا الت ثر س ذكر األسباب اليت دعت األديب إىل االستعانة باللهجة والعدول عن الفصحى، وهي :

بناء يفحيظى املقام مبكانة متميزة يف ديد من الكالم وصـــــناعة األســـــلوب، إذ ي خذه املتكلم باالهتمام مراعاة املقام : .1هي غيب بالت أو باجلملة وتركيبها، وبناء عليه جند تفاوتا واضــــــحا يف األســــــلوب اللغوي بني مقام ومقام، فال نكن أن نســــــاوي مقام الت

ا ســــمقام الفرح باحلزن وغريها، فيعمد القارئ إىل اختيار ألفاظه وتراكيبه بناء على ما يقتضــــيه املقام الذي هو فيه، وليس هذا فح ب وإمنوت اللغوي وبنية الكلمة، فتتفاوت طبيعة األصـــــوات جمهورها ومهموســـــها أو شـــــديدها ورخوها، لتناســـــب يلقي املقام بظالله على الصـــــرفية للكلمة من جترد وزيادة أو ختفيف وتشــــــــديد وغريها، ولما كانت للمقام هذه املكا ة نمقام الكالم، فضــــــــال عن اختالف البنية الصــــــــ

العالية يف أسلوب الكالم قالت العرب : ) لكل مقام مقال، ولكل مقال مقام ( .

: (44)بدر شاكر السيابشار استعمال اللهجة يف األدب احلديث لضرورة يفرضها املقام على الشاعر، فمن ذلك قول

، ف الدر وب عإثإ مإا ز لمإ أإضمر ب مإتمر بإ القإدإمإيمن أإ منإب ي م إحمإإ الش وس األإجم

ا إد ي م ط ب ال ؤإال يإد م تإخإاف قإ األإطم إار ، أإبم صإفإرإاءإ م ن ذ ل وإا ى : ذ ل إحاذ غإر يمب

. 125درو : اليزابيث، الشعر كيف نفهمه ونتذوقه (41) . 269سليمان : خالد، لغة الشعر بني املمكن واملمتنع واملستحيل (42) بني الفصحى والعامية، جريدة اال اد . الكتاب السوريون يدعون إىل اعتماد لغة سلسة؛ مت رجحةالسرد بني الفصحى والعامية : ( 43) . 12السياب : بدر شاكر، أنشودة املطر (44)

نإب ي م باإيمنإ الع ي ون األإجمت قإار ، وإا مت هإار ، وازمو رإار .. أإو "خإط ي م "باإيمنإ اام

وإن م ن "خإط ي م وإال إ "وت أإهمنإب ي م فإاق اإعمص ر الع ي ون األإجم م ن ذإل كإ اإل م

حم والعطف، وأقرب ما يرادفها يف فاســـــــــتعمل كلمة ) خطية (، وهي كلمة شـــــــــائعة يف اللهجة العراقية تســـــــــتعمل يف مقام التكني (، إال أن كلمة ) خطي ياب )) أن ينقل للقارئ تالفصــحى كلمة ) مســ حم والعطف، ف راد الســ لك احلالة ة ( أبلب يف التعبري عن الت

. (45)امل ساوية اليت يقال له فيها: ) خطية (، وهنا تصري املفردة قادرة على احتواء املوقف برمته واسإناء به ((

: (46)مجال جاسم أمني يت ثر بالعامية يف قوله وقريبا من هذا االستعمال جند الشاعر العراقي

تإاج يلإى ك لميإة فاإتإباإرعإ لإ ب تإط يمع الكإالإ إ، أل وإجإدإ مإر يمض ا ذإاتإ مإرة يإحم حإنمجإرإة .) اإ إد ( اآلنإ الإ يإ م

ر ود .گم) اإ إد ( مإا

) اإ إد ( الإ ياإعمر ف الرااإة .

ـــــــــفاستعمل حم، ولكن الفرق بينها وبني گالشاعر كلمة ) مـ رود (، وهي كلمة شائعة يف اللهجة العراقية تستعمل للعطف والتياب أن كلمة ) مـــــــــــــــــ تعمل رود ( تسـتعمل على سـبيل إنكار احلال الذي هو فيه، يف حني تسـگكلمة ) خطية ( املسـتعملة يف شـعر السـ

اعر مل جيد كلمة يف املعجم العريب نكن أن تناســـب املقام الذي عليه كلمة ) خطية ( فقة، وعليه جند أن الشـــ على ســـبيل العطف والشـــ بطل الن ) محد ( كما هو احلال مع السياب .

اعر حســـــني مردان، فال )) تكاد ختلو قصـــــيدة واحدة من تلك املفرد ا الشـــــ ا ات اليت تت وســـــار على هذا النهج أيضـــــ صـــــف ب ئ، فجعل أحد الباحثني (47)موغلة يف الشعبية، أي : ليس هلا أصل فصيح، األمر الذي أضفى على لغة الشاعر ركاكة وشعبية واضحة ((

، فقال يف قصيدة ) طابوحة ( :(48)هذا االستعمال متردا على البناء الشعري الفصيح

وإأإ مإ

اإفمن وفك األ يمقف

طإاب واإة .. اإر ش ف و ج وه نإا البإر يمق

....

. 176دير املال اطميش : الدكتور حمسن، (45) . 17ـ 16أمني : مجال جاسم، حبرية الصمب (46) . 178ش : املصدر السابق ( اطمي47) . 40القصريي : الدكتور فيصل صاحل، شعرية االختالف والتمرد يف الشعر العراقي احلديث حسني مردان منوذجا (48)

وإم ن اإرإا يمم الع ي ون ال ود وإالدم وع

سإال وف ة لإيم إ لإهإا مإث يمل

...

وإم ن اإزإاكإة الحإد يمث

ف راد بـ ) ( وكلها كلمات م خوذة من اللهجة العراقية،ففي هذا املقطع جند كلمات : ) نـفنوف، وطابوحة، وسالوفة، ونـزاكة ه الفتاة يف بيتها ال ينـفنوف ( : الثوب اخلاف بالنســـــــــاء، وال تســـــــــتعمله النســـــــــاء إال يف احلفالت والزيارات الر ية، إذ الثوب الذي ترتد

ا يسمى ) دشداشة ( أو ) اعر هذه الكلمة، ألن قيد املقام فرض عليه هذا، فلم جييسمى ) نـفنوفا (، وإمن ا استعمل الش د ثوب (، وإمن يف فصيح اللغة ما يؤدي هذا املعىن على الرغم من كثرة الكلمات الدالة على أنوار الثياب .

ســـياق كالمه، ي : اليـراعة، جاء موافقا لفضـــال عن ذلك فإن اســـتعماله كلمة ) طابوحة ( مبعىن : احلشـــرة اليت تضـــيء ليال، أدل إىل استعمال عألنه على ما يبدو ي أيقن أن استعمال كلمة ) اليـراعة ( بعيد عن املتلقي، واتصاهلا باجملتمع الذي حياكيه ليس قوي ا، ف

اللفظة القريبة منه .

ع،ي افة يف التعامل وت يت من رفاهية العيش ودالل احلياة، فهو اســــــــتعمال شــــــــأما اســــــــتعماله لفظة ) نـزاكة ( وهي : الرقة واللط، ومنه تســـمى البنت ) (50)، وقيل : أصـــله فارســـي من ) ناز (، مبعىن : الرقة والنعومة واللطف(49)عراقي ليس له أصـــل يف كالم العرب

اعر هذه اللفظة مناســـبا للمقا ن م الذي يريده يف القصـــيدة، إذ اجلو العام هلا غزل صـــريح تضـــمن جمموعة مناز (، فجاء اســـتعمال الشـــظالال لأ اء أعضاء جسم املرأة كقوله : ) نـهد، وفذ، وساق، وخصر ( وغريها، فهذا اجلو العام ال يناسبه إال استعمال كلمات م

داللية كثرية .

اعر عبد الرز ـــــــــــــــــ ) االزدواجية (، إذ فرض عليه مقام احلرب أن يســـتعمل ويطالعنا الشـــ اق عبد الواحد بنم جديد من الت ثر بـ األهازيج املشـــــهورة يف حياة املواطن العراقي كما هي، ألنه يرى أن لو أعيدت صـــــياغتها بالفصـــــحى لفقدت ميزاها اجلمالية، فجماهلا يف

: (51)قافة قائلها واجلو النفسي الذي يعيشه، فقال مثال يف قصيدة ) مصادرة منشور سري (تركيبها الشع،ي الذي يدل على ث

وإ دإفإا ر يإا وإلإد ي الحإام لإ إن زإهم

يح ك نمإ أإدمفإع دإبابإت ف و ج و الت إاس

مإلمغ ومإة ب الهإالإه ل

. 38ينظر : منق : علي بن الي باي بن حممد القسطنطيين، خري الكالم يف التقصي عن أغالط العوام (49) . 201/ 10تكملة املعاجم العربية ينظر : دوزي : رينهارت، (50) . 318ـ 317/ 2عبد الرزاق عبد الواحد األعمال الشعرية عبد الواحد : عبد الرزاق، (51)

مإلمغ ومإة ب األإهإازميج

ب الشعمر

مإلمغ ومإة ب الت طإواإإم ب عإبإاءإ هإا وإه إ اإرمد س

ا " " هإزيمإم وإل ول يمإ لمهإذإ

فاستعمل يف هذا املقطع أهزوجة عراقية شعبية يصاحبها رقصة خاصة باملرأة العراقية يف جنوب العراق، ويسمى هذا النور من باب، ففرض مقام الرق ) الردس (، إذ تقوم املرأة بالتلويح بعباءاها وهي تنشــــد هذه األهازيج، وهو نور من احلماســــة واســــتنهاض الشــــ

، ألنه ال يستطيع أن يعرب عما يريد إذا أعاد صياغة هذا املقطع بالف حى .صالن على الشاعر أن ي يت هبذا التكيب العامي

عرية وقيد .2 رورة الشـــــ عرية من املصـــــطلحات اليت اختلف فيها النحويون والنـقاد كثريا، )) الوزن :الضـــــ رورة الشـــــ فذهب الضـــــاعر إليه ا ما يضـــــطر الشـــــ اعر عنه مندوحة أم ال، ومنهم من رأى أئ عر ســـــواء أكان للشـــــ بعضـــــهم إىل إطالقها على كل ما جاء يف الشـــــ

ه مندوحة، وفيهم من انتهى إىل أن ما يســـــــــــميه النحاة ضـــــــــــرورة ما هو إال خط ، وحماولة االعتذار عنه اضـــــــــــطرارا، حبيث ال تكون له عنا شذوذ أو رخصة، وغاىل بعضهم فزعم أن الشعر نفسه ضرورة، واهتدى قليل منهم إىل أن هذا تكلف ال داعي له، وبينهم من رأى أئ

. (52)قد ألفت ذلك ودرجت عليه ((من لغة الشعراء، ألن ألسنتهم

ورد هذا االستعمال يف الشعر احلديث، ومنه قول السياب :

وإى ل صإب م بمتإل ع الشكم أإ مك و ي لإيمك أإذإى الف ؤإاد وإي ن إك نم الإ اإرمج

افية منعه فجنح يد اســم املفعول ) مبتـلى (، ولكن قيد القفقال : ) مبتلي ( اليت جاءت على وزن اســم الفاعل يف حني أنه ير إىل التحرر منه إىل استعمال الشائع يف اللهجة العراقية .

عوب، إذ لوالها النعدمت احلياة، وتتوطد التفاهم ومراعاة اآلخر : .3 تعد اللغة وســـــيلة مهمة من وســـــائل التفاهم بني الشـــــعب إىل قومية واحدة كمهم لغة واحدة، وهبذا ت خذ اللغة دورها الكامل يف التفاهم العالقة بني الشـــــ عب واللغة حني ينتمي أفراد الشـــــ

عب يســتطيعون أن يســتعملوا اللغة بتصــريفااها البنائية واالشــتقاقية كلها، فيؤدي إىل طور وســيلة ت إىل أبعد نقطة، فضــال عن أن أفراد الشــ تفاهم شيئا فشيئا.ال

: (53)ومن أمثلة هذا الت ثر ما جنده عند الشاعر أمحد مطر يف قصيدة ) مكسب شع،ي ( إذ قال

وإى الشعمب اإ إلمإ إكم

. 5لغة الشعر دراسة يف الضرورة الشعرية عبد اللطيف : الدكتور حممد محاسة، ( 52)

. 63( مطر : أمحد، اجملموعة الشعرية 53)

يمدإ ف إص

ل حإار س العإق يمدإ م

ب الجإالإلإة األإك يمدإ م وإصإاا

ا لمإ لإ :

إعمب كإ يإا سإيدإ إا

صإارإ " إلإى الحإد يمدإ م"

ا فرضـــــت وســـــيلة اعر عبارة ) على احلديدة (، وهو تركيب يدل على الفقر املدقع الذي يعيشـــــه اسإنســـــان، وإمن فاســـــتعمل الشـــــاعر هذا االســتعمال، فلو اســتعمل ما أتاحته له اللغة من ألفاظ لما أعطت الدالالت اليت يعطيها الســتعمال العامي، االتفاهم على الشــ

وهلذا كان هذا االستعمال أسرر إىل فهم املتلقي لما يريده املبدر .

ين بوجاه استعمال العامية يف روايته ) سبع صبايا (، فيقول : (54)وفرضت وسيلة التفاهم على األديب صالح الد

بإايإا ف بإايإاگإسإبمع صم صم

و إاك لمه مم … ي ط يمح الليملم

ه مم يمد ي وإصا مل يام س

يامه مم گوإاهلل مإا مذ و

عبية، ألن قيد التفاهم أوجب عليه هذا االســــــــــــتعمال، فلو فاســــــــــــتعمل األديب بوجاه يف هذا املقطع من الرواية اللهجة الشــــــــــــ استعمل الفصحى لما أعطت الواقع احلقيقي للمشهد الذي يريد تصويره .

الخا ة و تائج البحث

ريعة مع قضــية مهمة من قضــايا اللغة العربية احلديثة واملعاصــرة، وهي قضــية ) االزدواجية اللغوية (، خنر بعد هذه املســرية الســ مبجموعة من النتائج وهي :

ا هلا جذور يف العربية التاثية .1 . مل تكن ) االزدواجية اللغوية ( حديثة، وإمن

. 17رواية سبع صبايا ( بو جاه : صالح الدين، 54) يهم (، أي : تذوقيهم .گ، أي : قصبايا، وهو بيت القش، و) يطيح الليل ( : ي يت الليل، و) تذوصبايا (گ قوله : )

ليس وجود ) االزدواجية اللغوية ( يف أي لغة، والسيما العربية، عيبا أو نقيصة، ففي مواضع تكون احلاجة ملحة هلا . .2

ز ما ر تعددت جماالت ت ثر اللغة العربية احلديثة بــــــــــــــــــــ ) االزدواجية اللغوية (، وتفاوت هذا الت ثر حبســـــب أمهية اجملال، وأب .3 جدته يف : ) لغة اسإعالم، ولغة األدب ( .و

رية والتهكم .4 ــــــــــــــــ ) االزدواجية اللغوية (، فكانت النصــوف واملوضــوعات اليت تتناول الســ تفاوتت لغة اسإعالم يف الت ثر بـ وانتقاد الواقع االجتماعي والسياسي أكثرها وبعدها الفنـية .

ــــــــــــــــــــــــ ) االزدواجية اللغوية ( بعد زمن من ت ثر لغة اسإعالم املقروء، وبدأ هذا الت ثر ت ثرت لغة اسإعالم امل .5 رئي واملســــــــــمور بـ بالتطور تدرجيي ا حىت صار غالبا على ما نراه ونسمعه .

ة .وجد األدباء يف استعمال اللهجة العامية مالذا للهروب من بعض القيود، ومنها قيد الوزن والقافي .6

فرض املقام على األديب استعمال اللهجة يف الن األديب . .7

يعد التفاهم وسيلة مهمة من وسائل التواصل، وهلذا ت ثرت لغة األدب بـ ) االزدواجية اللغوية ( بسبب التفاهم . .8

ائ ة ال صادر وال راجع

ــــــــــــــــ (، كتاب اللغات يف القرآن، 386ابن حســنون : أبو أمحد عبد اهلل بن احلســني ) .1 رواية ابن حســنون املقرئ بإســناده اىل ابن هـ م .1972هـ ـ 1392/ 2عباس، قيق : الدكتور صالح الدين املنجد، دار الكتاب اجلديد، بريوت، ط

(، تصر يف شواذ القراءات، نشره : براجستاشر، دار اهلجرة .هـ 370ابن خالويه : أبو عبد اهلل احلسني بن أمحد ) .2

، قيق : الدكتور عبد احلميد السيدهـــــــــ (، لغات القبائل الواردة يف القرآن الكرمي 224ابن سالم : أبو عبيد القاسم بن سالم ) .3 م .1984هـ ـ 1404طلب، مطبوعات ذات السالسل، الكويت،

ـــــــــ ( 276) اهلل بن مسلم ابن قتيبة : أبو حممد عبد .4 تقدمي الشيخ : حسن متيم، دار إحياء العلوم، بريوت، ط ، الشعر والشعراء، هـ م .1986هـ ـ 1406/ 2

هـ (، السبعة يف القراءات، قيق الدكتور : شوقي ضيف، دار املعارف، 324ابن جماهد : أبو بكر أمحد بن موسى بن العباس ) .5 م .1972مصر،

ـــــــ (، حجة القراءات، قيق : سعيد األفغاين، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط 4الرمحن بن حممد بن زجنلة ) ق أبو زرعة : عبد .6 5هـ م .2000هـ ـ 1420/

ــــــــــــــــ (، 215األخفش : أبو احلســن ســعيد بن مســعدة اجملاشــعي ) .7 قيق : الدكتور فائز فارس، الشــركة الكويتية، معاين القرآن، هـ م .1981هـ ـ 1401/ 2الكويت، ط

قيق خنبة من األساتذة، مطابع سجل العرب، مصر .، اهذيب اللغة، هـ ( 370حممد بن أمحد ) األزهري : أبو منصور .8

دير املال دراســة نقدية للظواهر الفنية يف الشــعر العراقي املعاصــر، منشــورات وزارة الثقافة واسإعالم دار اطميش : الدكتور حمســن، .9 م . 1982الرشيد، بغداد،

هـــــــــــــــــــــ (، املؤتلف واملتلف يف أ اء الشـــــعراء وكناهم وألقاهبم وأنســـــاهبم وبعض 370اآلمدي : أبو القاســـــم حمســـــن بن بشـــــر ) .10 أشعارهم، مكتبة املقدسي، القاهرة . مطبور مع كتاب ) معجم الشعراء ( .

م . 2011العراق، أمني : مجال جاسم، حبرية الصمب، منظمة الصحفيني واملثقفني الشباب املستقلة، ميسان، .11

هــــــــــــــــــــــــ (، نزهة األلباء يف طبقات األدباء، قيق : الدكتور 577األنباري : أبو الربكات عبد الرمحن بن حممد بن أيب ســــــــعيد ) .12 م . 1959إبراهيم السامرائي، مطبعة املعارف، بغداد،

ـــــ ( 256أبو عبد اهلل حممد بن إ اعيل ) الباري : .13 صحيح الباري املسمى ) اجلامع الصحيح املتصر ، صحيح الباريهـ م .1987هـ ـ 1407/ 3(، قيق الدكتور : مصطفى ديب البغا، دار ابن كثري، واليمامة، بريوت، ط

هـ . 1287املطبعة الوهبية، ، ألف با، هـ ( 604أبو احلجا يوسف بن حممد ) البلوي : .14

م .2005ر اجلنوب، تونس، ، دابو جاه : صالح الدين، رواية سبع صبايا .15

اجلاحظ : أبو عثمان عمرو بن حبر، البيان والتبيني، قيق : فوزي عطوي، دار صعب، بريوت . .16

طبعة : ندمي مرعشلي، وأسامة مرعشلي، دار ، الصحاح يف اللغة والعلوم،هــــــــــــــــ ( 393إ اعيل بن محاد ) اجلوهري : أبو نصر .17 احلضارة العربية، بريوت .

ــــــــــــ (، سنن الدارمي املسمى ) كتاب املسند اجلامع (، خدمه واعتىن به : 255و حممد عبد اهلل بن عبد الرمحن ) أبالدارمي : .18 هـ م . 2013هـ ـ 1434/ 1نبيل بن هاشم بن عبد اهلل الغمري آل باعلوي، دار البشائر اسإسالمية، بريوت، ط

م .1961راهيم الشور، منشورات مكتبة منيمنة، درو : اليزابيث، الشعر كيف نفهمه ونتذوقه، ترمجة : حممد اب .19

دوزي : رينهارت، تكملة املعاجم العربية، نقله إىل العربية وعلق عليه: جالل اخلياط وشـــــــــــــــركااه، دار الشـــــــــــــــؤون الثقافية العامة، .20 م . 2000/ 1بغداد، ط

3(، الســــنة ) 10، 9ألردين، العدد املزدو ) الزغلول، حممد راجي : ازدواجية اللغة، حبث منشــــور يف جملة جممع اللغة العربية ا .21 م . 1980هـ، 1401ـ 1400(،

بني الفصحى والعامية، جريدة اال اد الكتاب السوريون يدعون إىل اعتماد لغة سلسة؛ مت رجحةالسرد بني الفصحى والعامية : .22

غويات، جملة أحباث الريمو ، ســلســلة اآلداب واللســليمان : خالد، لغة الشــعر بني املمكن واملمتنع واملســتحيل، حبث منشــور يف .23 م .1995(، 1(، العدد ) 13اجمللد )

م . 1969السياب : بدر شاكر، أنشودة املطر، دار ومكتبة احلياة، بريوت، .24

ــــــــــــ (، الكتاب، قيق : عبد السالم حممد هارون، عامل الكتب، بريوت، ط 180سيبويه : أبو بشر عمرو بن عثمان ) .25 / 1هـ م .1963

ــــــــــــــــ (، ديوان علقمة الفحل، قيق : لطفي الصــقال، 476أبو احلجا يوســف بن ســليمان بن عيســى ) األعلمالشــنتمري، .26 هـ م .1969هـ ـ 1389/ 1ودرية اخلطيب، دار الكتاب العريب، حلب، ط

ــــــــــــــــ (، ديوان طرفة بن العبد، قيق : لطفي الصــقال، ودرية اخلطيب 476) األعلمالشــنتمري، .27 ســات ، املؤســســة العربية للدراهـ م . 2000/ 2والنشر، بريوت، ودار الثقافة والفنون، البحرين، ط

م . 1996هـ ـ 1416/ 1، دار الشروق، القاهرة، ط لغة الشعر دراسة يف الضرورة الشعريةعبد اللطيف : الدكتور حممد محاسة، .28

م . 2000/ 2ال الشعرية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط عبد الرزاق عبد الواحد األعمعبد الواحد : عبد الرزاق، .29

م .1954هـ ـ 1373، مطبعة السعادة، مصر، ، أماي القايهـ ( 356أبو علي إ اعيل بن القاسم ) القاي : .30

ث منشـــور يف حب القصـــريي : الدكتور فيصـــل صـــاحل، شـــعرية االختالف والتمرد يف الشـــعر العراقي احلديث حســـني مردان منوذجا، .31 م .2010(، السنة 254جملة افكار، األردن، العدد )

م .1938الكرملي: أنستاس ماري، نشوء اللغة العربية ومنوها واكتهاهلا، املطبعة العصرية، القاهرة، .32

علمية جلامعة امللك فيصل لحممود : إبراهيم كايد، العربية الفصحى بني االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية، حبث منشور يف اجمللة ا .33 م . 2002هـ ـ مارس / 1422(، ذو احلجة / 1(، العدد ) 3) العلوم اسإنسانية واسإدارية (، اجمللد )

حميسن : الدكتور حممد سامل، املقتبس من اللهجات العربية والقرآنية، دار األنوار للطباعة، القاهرة. .34

ـــــــــــــــــــــــــ ( 384) أبو عبيد اهلل حممد بن عمران املرزباين : .35 تصـــــــــــحيح وتعليق الدكتور : ف . كرنكو، مكتبة ، معجم الشـــــــــــعراء، هـ املقدسي، القاهرة .

م . 2011/ 1مطر : أمحد، اجملموعة الشعرية، دار العروبة، بريوت، ط .36

ــــــــ (، خري الكالم يف التقصي عن أغالط العوام قيق : الدكتور 992منق : علي بن الي باي بن حممد القسطنطيين ) .37 امت ح هـ م . 1987هـ ـ 1407/ 1صاحل الضامن، عامل الكتب، بريوت، ط

املوســـــــــى : ئاد، االزدواجية يف العربية ما كان وما هو كائن وما ينبغي أن يكون، حبث منشـــــــــور يف أعمال ندوة ) االزدواجية يف .38 م . 1988هـ ـ 1409اللغة العربية (، مطبعة اجلامعة األردنية،

قيق الدكتور : زهري غازي زاهد، مطبعة هـــــــــــــ (، شرح أبيات سيبويه، 338) أمحد بن حممد بن إ اعيل النحاس : أبو جعفر .39 م .1974الغري احلديثة، النجف،

م .1957هـ ـ 1377/ 1مطبعة مصطفى البايب احلل،ي، القاهرة، ط نصار : دكتور حسني، ديوان عبيد بن األبرف .40

ه وعلق عليه : األســـــــــــتاذ الدكتور لغات القرآنر، حممد بن علي املظفالوزان احلنفي : .41 املروية عن ابن عباس، قدم له وحقق نصـــــــــــ م . 2010هـ ـ 1430/ 1عبد الرمحن مطلك اجلبوري، والدكتور إبراهيم عبود السامرائي، دار املسرية، عمان، ط

م.1982/ 1ت، ط يعقوب : إنيل بديع، فقه اللغة العربية وخصائصها، دار العلم للماليني، بريو .42