*ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا...

27
ة البشریة /عة التنمیلة جام مج ال مجلد. 3 د العد. 2 حزیران2102 : ص ص023 - 041 DOI: 10.21928/juhd.20170610.05, e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765 123 قانونيةاسة شرعية ومعوقاتها درردية ولة الكوء الدو مقومات بنا* م. باريم الزيمل إبراهي د. أياد كانسانيةعلوم ا الخو / فاكولمعة زا جا/ ميةست اسا قسم الدرالخص ا لبحث يعد إسهاما إن هذا ا وجهة نظر الشرعيةقات ومنعوت واقوماة من حيث الة الكورديء الدوسة بنا درا ضعا متوامية ،س اركانم الدولة وا بيان مفهو تهدف إذه الدراسة الة تأتي هلة الكورديء الدو بناوضوع امهتمر ا إطا ذلك وكمات ومعبيان مقوء الدولة ،وساسية لبنائص انصا وا تثارت اللشبهاء وتفنيد استقصاردية ،ورد والة الكوء الدوقات وهاطر بنا ومةاغتصبوا حق افينية ورهم الشوء من أفكام براسم ،واس ا انتسبوا إد أولئك الذينلكوردية خاصة عنء الدولة ا حول بنا قانونا و روعة شرعاشت حق الكورد اا وجه حق ،وإثباردية دو الكوة على أراضيلة القومين الدولتام وإعل استق ا كوردستان،لقانونيةوص ا النص مستندة إمي وأدلتهسدئ التشريع ا ومبا، امي قدسك أن أهم أهداف التشريع ا ش وفع ودفع انا، هو جلب ا وحديثاالشعوم ومفراد واسد عن ا فا، لنافعم الصاد الفرد ا وإيا وأمته وبلده لنفسه. قدمة ا كنفها، ة ليعيشلماع عن ا ئماطبعه، يرفض العزلة ويبحث دااعي ، مدني بئن اجتم أنه كاه عن غساننيز ا ما إن أهمعة إذالماة داخل اميار دوام اكن تصو ت،وو ذلك حتىد، وسيظل كم ولس يوحاسيعر واشا ال معها ويشاركها يتفاعي تدفعان إراعت والغابا اميوان حيث اسم صورة عاى الضعيف ، لقوى عل التنظيم، وسيطر ال عنهاضى وغا الفو سادتها تسودت القانية والعنسااعد تنظم وثكم الروابط اضع قو و وريا كان ضرذالظفر بالفريسة،وحر من أجل التنال واقتتا ار وطورت صومع ، وقد تت اية ، القواعد الشرعيةالتبعطورت معها ب البشرية ، وتجمعات الت أشكال تنظمها وثكمهانونية اللقا وا، عاصر .مجتمع البشري الثالية لأضحت هي الصورة ا الدولة، وسمت فكرة وت أن ظهرت إمي الدولي العلر الؤ ا * قدم هذا البحث رابععة التنمية البش لاميسان رية/ن2102

Transcript of *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا...

Page 1: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص 2102 حزیران 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

DOI: 10.21928/juhd.20170610.05, e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

123

*مقومات بناء الدولة الكوردية ومعوقاتها دراسة شرعية وقانونية

د. أياد كامل إبراهيم الزيباري.م

قسم الدراسات اإلسالمية /جامعة زاخو / فاكوليت العلوم اإلنسانية

امللخصمتواضعا يف دراسة بناء الدولة الكوردية من حيث املقومات واملعوقات ومن وجهة نظر الشرعية إن هذا البحث يعد إسهاما

وكذلك يف إطار االهتمام مبوضوع بناء الدولة الكوردية تأتي هذه الدراسة اليت تهدف إىل بيان مفهوم الدولة واألركان اإلسالمية ،وقات وخماطر بناء الدولة الكوردية ،ورد واستقصاء وتفنيد الشبهات اليت تثار واخلصائص األساسية لبناء الدولة ،وبيان مقومات ومع

حول بناء الدولة الكوردية خاصة عند أولئك الذين انتسبوا إىل اإلسالم ،واإلسالم براء من أفكارهم الشوفينية واغتصبوا حق األمة يف االستقالل التام وإعالن الدولة القومية على أراضي الكوردية دومنا وجه حق ،وإثبات حق الكورد املشروعة شرعا وقانونا

وال شك أن أهم أهداف التشريع اإلسالمي قدميا ،ومبادئ التشريع اإلسالمي وأدلته مستندة إىل النصوص القانونية كوردستان، .لنفسه وبلده وأمتهوإجياد الفرد الصاحل النافع ،فاسد عن األفراد واألمم والشعو وحديثا، هو جلب املنافع ودفع امل

املقدمة

إن أهم ما مييز اإلنسان عن غريه أنه كائن اجتماعي ، مدني بطبعه، يرفض العزلة ويبحث دائما عن اجلماعة ليعيش يف كنفها، يتفاعل معها ويشاركها املشاعر واألحاسيس يوم ولد، وسيظل كذلك حتى ميوت،وال ميكن تصور دوام احلياة داخل اجلماعة إذا سادتها الفوضى وغا عنها التنظيم، وسيطر القوى على الضعيف ، لرتسم صورة عامل احليوان حيث الغابات واملراعي تدفعان إىل االقتتال والتناحر من أجل الظفر بالفريسة،وهلذا كان ضروريا وضع قواعد تنظم وحتكم الروابط اإلنسانية والعالقات اليت تسود

، والقانونية اليت تنظمها وحتكمها أشكال التجمعات البشرية ، وتطورت معها بالتبعية ، القواعد الشرعيةاجملتمع ، وقد تطورت صور و إىل أن ظهرت وجتسمت فكرة الدولة، وأضحت هي الصورة املثالية للمجتمع البشري املعاصر .

2102رية/نيسان جلامعة التنمية البشرابع * قدم هذا البحث يف املؤمتر العلمي الدولي ال

Page 2: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

124

وكذلك إذا نظرنا إىل قيام الدولة من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية فنجد أن فكرة الدولة نبتت من التشريع اإلسالمي املستمدة قواعده من القرآن والسنة واألدلة التابعة هلما ،واستخدم القرآن الكريم ألفاظا أخرى للتعبري عن الدولة مثل لفظ القرية

لبلدة ،وكذلك مفهوم اإلقليم ومشتمالته موجودة يف الشريعة، وال يوجد تعارض أو اعرتاض من وجهة نظر الشريعة واملدينة وا اإلسالمية إىل قيام دولة كوردية كما يوجد هناك عشرات من الدول العربية وغري العربية .لتكوين الدولة موجودة فيه، وهو يتمتع ولو نظرنا إىل إقليم كوردستان العراق فسنجد جمموعة من املقومات والعناصر

مبجموعة من الناس يعيشون على أرضه بصورة دائمة وله مؤسسات حكومية مستقلة عن املركز ، وله إىل حد كبري القدرة على تنظيم لى سبيل املثال أموره الداخلية واخلارجية ،ويف مقابل املقومات جند أيضا بعض املعوقات اليت تقع أمام قيام دولة كوردية منها ع

االنشقاقات والصراعات الداخلية بني األحزا الكوردية،وليس هناك تفاهمات جدية وأساسية فيما بينهم يف كثري من األمور وتوحيد إضافة إىل العناصر الرئيسية –الصفوف أمام اخلارج ،بسبب انتماءاتهم ووالئهم للخارج ،ومعيار القانون الدولي لالعرتاف بالدولة

السيادة واالستقالل التام وعدم التبعية للخارج. -ب واإلقليم والسلطة السياسيةالشع : أهمية املوضوع

تكمن أهمية هذه الدراسة يف كونها تعاجل قضية تقرير مصري شعب بأكملها ،وهي بناء الدولة الكوردية ، من حيث -1 مستقلة . املقومات واملعوقات ، ونظرة الشريعة اإلسالمية لبناء دولة كوردية

املوضوع عبارة عن حتدي من التحديات اليت تواجه األمة الكوردية بأكمله، لذا جيب على السياسيني واملفكرين والباحثني -2 واألكادمييني والكتا وطلبة العلم الدخول فيه، والبحث يف وضع مالحظات واقرتاحات مالئمة للتعامل مع هذه القضية املصريية

وردي .بالنسبة للشعب الك

كل شعو العامل نالوا حقوقهم القومية والسياسية ،وأصبحت هلم دولة مستقلة وحكومة متثلها ، وبقيت فقط األمة -3 الكوردية إىل اآلن حمرومة من تلك احلقوق الشرعية والقانونية اليت يربو اآلن سكانها عن أربعني مليون نسمة .

قا فحسب ،وإمنا ضرورة من ضروريات ومصدر تلك احلقوق هو اهلل عز مسألة احلقوق يف الشريعة اإلسالمية ليست ح-4 وجل .

الشريعة اإلسالمية السمحة قبل غريها أقرت مببدأ العدل واملساواة بني الناس مهما كانت أعراقهم وقومياتهم ولغاتهم ، -5د والعيش الكريم ،وجعل لكل شعب من ألن ذلك من آيات اهلل عز وجل، وقد جعل اإلسالم لكل أمة من األمم حقها يف الوجو

. الشعو احلق يف التحرر والتمتع باالستقالل ،وجعل معيار املفاضلة عند اهلل هو التقوى وليس القوم أو اجلنس أو العرق : أسبا اختيار املوضوع

أعتقده جزءا ال يتجزأ حيب ورغبيت يف تقديم شيء أخدم به ديين اإلسالم الذي أكرمنا اهلل به، وجمتمعي الكوردي الذي-1 مين، وخاصة أن كوردستان العراق من أكثر البلدان اليت أعطت ومازالت تعطي ضريبة حق تقرير املصري.

Page 3: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

125

أنا على يقني أن اإلسالم شريعة صاحلة لكل زمان ومكان، وفيه حل لكل املعضالت، فأردت أن أحبث يف نصوص الشريعة -2 ، وأفند تلك الشبهات اليت تثار حول بناء الدولة الكوردية . الثابتة حول مسألة حق تقرير املصري

بيان أهم املقومات لبناء الدولة ، وكذلك بيان أهم املخاطر واملعوقات اليت تقف أمام بناء الدولة الكوردية .-3

حيكومون وفق مل حيصل الشعب الكوردي على حقوقه الشرعية والقانونية ، وذلك بسبب ظلم احلكومات املتعاقبة الذين-4 مبدأ القوة الغالبة ،لذا جيب البحث دوما على احلصول للحقوق املشروعة للشعب الكوردي شرعا وقانونا كسائر األمم والشعو .

بيان حقوق الكورد املغتصبة منذ عشرات السنني حتت حجج ومربرات واهية ، وإثباتا ملطالبهم املشروعة يف املساواة -5 ن دولتهم القومية كسائر األمم األخرى .واالستقالل وإعال

: أهداف املوضوع

تهدف هذه الدراسة إىل حتقيق األهداف التالية :

بيان مفهوم الدولة واألركان اخلصائص األساسية لبناء الدولة . -1

بيان مقومات ومعوقات وخماطر بناء الدولة الكوردية .-2

بناء الدولة الكوردية خاصة عند أولئك الذين انتسبوا إىل اإلسالم ،رد واستقصاء وتفنيد الشبهات اليت تثار حول -3 واإلسالم براء من أفكارهم الشوفينية واغتصبوا حق األمة الكوردية دومنا وجه حق .

إثبات حق الكورد شرعا وقانونا يف االستقالل التام وإعالن الدولة القومية على أراضي كردستان،مستندة إىل النصوص -4 نونية ومبادئ التشريع اإلسالمي وأدلته .القا

: خطة البحثوقد اقتضت طبيعة البحث أن يشتمل على مقدمة وثالثة مباحث وخامتة ، حيث أشرت يف املقدمة إىل أهمية املوضوع وسبب

اختياري له وأهداف املوضوع .،ويشتمل على ثالثة األركان واخلصائص إما املبحث األول : يعد مدخال للمبادئ األساسية للدولة من حيث املفهوم و

.مطالب املطلب األول : مفهوم الدولة . املطلب الثاني: أركان الدولة . املطلب الثالث: خصائص الدولة .

أما املبحث الثاني: املقومات واملعوقات لبناء الدولة الكوردية ،ويشتمل على مطلبني . املطلب األول : مقومات بناء الدولة الكوردية . املطلب الثاني معوقات بناء الدولة الكوردية .

Page 4: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

126

أما املبحث الثالث: قيام الدولة الكوردية من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية ،ويشتمل على مطلبني . املطلب األول: حكم إقامة الدولة يف اإلسالم. ة الدولة الكوردية من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية.املطلب الثاني : إقام

أما اخلامتة فقد ذكرت فيها أهم وأبرز النتائج اليت توصلت إليها أثناء كتابة البحث .

املبحث األول املباديء األساسية للدولة من حيث املفهوم واألركان واخلصائص

. املطلب األول : مفهوم الدولة. والدولة والدولة واحدة ، وقيل : الدولة يف املال، والدولة يف احلر (1)يف اللغة : العقبة يف املال واحلر الدولة -1 ، وقيل: الدولة اسم الشيء الذي يتداول بعينه ، والدولة املصدر. وجاءت كلمة دولة )بضم الدال ( يف القرآن الكريم مبعنى واجلاه

ني وابن السبيل ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساك :الفيء أو املال قال تعاىل .(3).وتداول القوم كذا ،أي تناولوه من حيث الدولة (2)كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم

، منهم من يرى بأن الدولة هي: مجاعة الدولة يف االصطالح : مل يتفق فقهاء القانون على تعريف موحد ملفهوم )الدولة(-2،ويرى بعض أخر بأنها جمموعة من (4)مستقلة من األفراد يعيشون بصفة مستمرة على ارض معينة بينهم طبقة حاكمة وأخرى حمكومة

،ويطلق بعض أخر بأن (5)األفراد مستقرة على أقليم معني وهلا من التنظيم ماجيعل للجماعة يف مواجهة األفراد سلطة عليا آمرة وقاهرة ، ومن (6)ودعامتهاالدولة هي التشخيص القانوني لشعب أوألمة ما، أو أنها الشخص القانوني لألمة الذي يعترب مصدر السلطة العامة

خالل تلك التعاريف نستخلص تعريفا خمتصرا للدولة وهي عبارة عن مجاعة معينة تستقر يف إقليم معني وحتكمها سلطة سياسية ،وذلك لضرورة عناصر الدولة يف التعريف ،وهي الشعب واإلقليم والسلطة السياسية.

وليس شيئا مرئيا يرى هة نظر معينة ، وهي فكرة يف أذهان البشرفمفهوم الدولة يعرب عن الزاوية اليت ينظر إليها من وج، ونهج كل عامل يف تعريفه منهجا يتالءم ويتماشى مع فكرته ،وحياول كل واحد أن يربز فكرته من خالل التعريف ، وذلك بالعني

_____________________________________________________________________________________________

. 252، ص 11ابن منظور ، لسان العر ، ج (1) (. 7سورة احلشر : اآلية) ( 2)

. 322الراغب األصفهاني ، مفردات ألفاظ القرآن ، ص (3) 11بنتشلي ، النظرية العامة للدولة ، ص (4) 7، ص 1كارية دي ملبري ،النظرية العامة للدولة ، ج (5)

،21د. حممد كامل ليلة ، النظم السياسية ، ص ( 6)

Page 5: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

127

كرة األساسية هي اليت تؤدي إىل تباين املعاني املعطاة بسبب اختالفهم يف املعايري اليت يضعونها ملفهوم الدولة ، إذا جند ان اختالف الف للدولة .

والوصف والبيان الذي منيل إليه ونراه راجحا للدولة املعاصرة ، وهو وصف عبد الوها الكيالي فقد بين ووصف الدولة :) وموضع السيادة فيه ، حبيث تعلو إرادة الدولة بأنها الكيان السياسي واإلطار التنظيمي الواسع لوحدة اجملتمع والناظم حلياته اجلماعية

شرعا فوق إرادات األفراد واجلماعات األخرى يف اجملتمع ، وذلك من خالل امتالك سلطة إصدار القوانني واحتكار حيازة وسائل لتقدم يف الداخل واألمن اإلكراه وحق استخدامها يف سبيل تطبيق القوانني بهدف ضبط حركة اجملتمع وتأمني السلم والنظام ، وحتقيق ا

من العدوان يف اخلارج، واىل جانب االستخدام العام للمصطلح مبعنى اجلسر السياسي للمجتمع ، هناك استخدام أكثر حتديدا يقتصر . ولعل هذا الوصف يتضمن املعنى الشامل للدولة .(1) فيه املعنى على مؤسسات احلكم (

.(2)املطلب الثاني : أركان الدولة :. (3)انه البد من توافر ثالثة أركان للدولة وهي ما يأتي جمموعة من الناس يطلق عليهم شعب الدولة .-1

قطعة من األرض يعيش عليها هؤالء الناس يطلق عليها إقليم الدولة . -2 .خضوع الشعب لسلطة حاكمة ومنظمة تسمى السلطة السياسية -3

أنه جمموعة من األفراد يرتبط بعضها ببعض بعالقات ،وينظم إشباع حاجات األفراد ،ويعرف )بالركن األول : الشعب .(4) وفقا ملا يسودها من تشريع وقانون(

ولقيام وجود الدولة يلزم وجود عدد من األفراد ،وهذا العدد من األفراد خيتلف من دولة إىل أخرى ، أي أنه ال يشرتط .فإن النسبة العددية (5)د الدولة ،أيا كان عددهم نوع من االنسجام حتقيقا للرتابط والوحدةعدد معني،ولكن يلزم أن يقوم بني أفرا

ال تؤثر من الناحية النظرية يف احتفاء وصف الدولة على جمموع الشعب،ولكن كلما كان عدد السكان كبريا كلما ازدادت دمية كانت تعد باآلالف ،وأما دول اليوم فيعد بعضها شوكة الدولة وقدرتها على حتقيق أغراضها.ولذلك جند أن الدولة الق

بعشرات بل مئات املاليني )كالصني واهلند والواليات املتحدة(،ولكن هناك بعض الدول نسبتها ضئيلة ال تتجاوز عشرات اآلالف

_____________________________________________________________________________________________

.702،ص 2د. عبد الوها الكيالي، موسوعة السياسة، ج (1)الركن : هو ما يتوقف عليه وجود الشئ ويكون جزء من ماهيته أي يكون جزءا أساسيا من الشئ،ويكون داخال من شيء أخر، وذلك كقراءة (2)

.130،ص1ج ،الفقه املنهجي ،خرونوآالفاحتة يف الصالة،وجدار من الغرفة. د.مصطفى اخلن . 21يف ضوء الشريعة اإلسالمية ، ص د. داود الباز ، النظم السياسية الدولة واحلكومة (3) . 22د. إبراهيم عبد الكريم الغازي ، الدولة والنظم السياسية ، ص (4) .25د.ثروت بدوي ،النظم السياسية ، ص (5)

Page 6: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

128

ن للدولة عدد معني يكو.ونستطيع القول أنه ليس من الضروري أن (1)كما هو احلال بالنسبة لدولة قطر والكويت وجزر القمر، ولكنه من الواضح أن كثرة عدد السكان تعترب يف بعض األحيان عامال يف ازدياد قوة الدولة ومنو إنتاجها وثروتها من األفراد

وبسط سلطانها ،وهذا أمر نسيب ،وال يفهم من ذلك أن الزيادة العددية اجملردة هي اليت تكفل للدولة مكانتها العلمية بني الدول. وأيضا ال يشرتط أن يكون الشعب من نوع بشري واحد،وهناك نوع بشري أبيض وأسود ،وهذا ليس شرطا للدولة، وال ممكنا من الناحية العلمية الصحيحة ، وعلى سبيل املثال جند أن هناك العديد من الدول اليت ينتمي أفراد شعوبها إىل أكثر من جنس

تسب سكانها إىل أجناس كثرية ومتباينة هاجرت إليها واستوطنتها ،واالحتاد السوفييت الذي بشري ومنها الواليات املتحدة اليت ين .(2)يضم يف رحابه أكثر من مائة قومية خمتلفة وهكذا

ميثل اإلقليم األرض اليت تقيم عليها مجاعة من الناس)الشعب( بصفة دائمة ومستمرة ،إذ ال وجود الركن الثاني : اإلقليم : هذا الركن. للدولة بدون

واإلقليم: هو )جزء من الكرة األرضية الذي يعيش عليه شعب الدولة ويشكل إطارا جغرافيا الختصاص السلطة يف الدولة (

. فهي أساسا إقليمية يف . إذا فالدولة تتطلب بقعة معينة من إقليم األرض تستطيع أن متارس عليها سلطتها اليت ال ينازعها أحد فيها(3). وال ميكن أن يقال إن شعبا بدويا يكون دولة ،رغم انه قد يكون هلم شكل ما من التنظيم السياسي عن طريق اخلضوع لزعيم هاطابع

.وذلك النعدام اجلزء املكاني الدائم وهي األرض وما يتبعها من مكونات جغرافية أخرى ،وعدم إقامتهم يف (4)أو رئيس أو شيخ القبيلة دوام واالستمرار .مكان معني على وجه ال

إن انتماء الفرد إىل إقليم معني ينشئ رابطة شخصية وطيدة متتد جبذورها إىل أعماق اإلنسان وكيانه ،حبيث يشعر اإلنسان بتلك الرابطة مبوطنه وإقليمه أينما حل وارحتل وهو يرنو ببصره وفؤاده إىل وطنه مهما كان بعيدا عنه ، وما تعبري )احلنني إىل الوطن(

. (5) خري دليل على عمق تلك الرابطة. ولذلك يوصف اإلقليم بأنه )الوطن األم ( لألفراد الذين ينتمون إليهإالوإلقليم الدولة وظائف متعددة ،فهو إضافة إىل كونه اجملال الذي يوفر االستقرار والدميومة للشعب، ومتارس عليه السلطة،

من باطنه من ثروات معدنية ومواد أولية، وما تنتجه أرضه من غلة ،وما تعطيه أنهاره ميثل مصدر قوة الدولة وثرواتها ، مبا يستخرج (1)وشواطئ حباره من ثروات

_____________________________________________________________________________________________

. 14؛ ود.حممد مرغين خريي، الوجيز يف النظم السياسية ، ص23-22د.كمال الغالي ،مبادئ القانون الدستورية والنظم السياسية، ص :ينظر (1) وعدد نفوذ تلك

http://ar.wikipedia.org 711,417 ؛ جزر القمر 3,441,813؛ الكويت 793,341الدول هي:. القطر . 163د.حممد نصر، يف النظام الدستوري والسياسي ، ص (2) .33د. داود الباز ، النظم السياسية ، ص (3) .23د.حممد عبد املعز نصر، يف النظريات والنظم السياسية ، ص( 4) . 21د. إبراهيم عبد الكريم الغازي ، الدولة والنظم السياسية ، ص (5)

Page 7: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

129

وينقسم اإلقليم إىل ثالثة أقسام ، األرضي ، واملائي ،واجلوي .ة دون وجود سلطة عليا تعترب السلطة السياسية الركن الثالث من أركان الدولة،إذ ال دولالركن الثالث: السلطة السياسية:

هلا القدرة على إخضاع األفراد لسلطانها،وخيضع لتلك السلطة مجيع األفراد واجلماعات املكونني للدولة، وبغري السلطة السياسية ال تقوم الدولة وال تكون هناك أنظمة أو حياة سياسية.فالسلطة هي أعلى اهلرم يف اجملتمع

،ولكن يرى بعض أخر انها تستمد (2)تنظيم األمة نفسها ، ويلزم اعرتاف اجلماعة بهاوتستمد السلطة السياسية وجودها من شرعيتها من الشعب ،فال تكون سلطة فعلية وال ترتقي إىل مستوى الركن الالزم لقيام الدولة إال باعرتاف اجلماعة بها ، ولكن مع

ال؟ ذكر فقهاء القانون ان هناك رأيان حول هذا املوضوع :. ذلك هناك سؤال؟ هل يشرتط ويلزم رضا احملكومني لقيام الدولة أمأنه ال يشرتط رضا وقبول احملكومني ، فمتى كانت اهليئة احلاكمة -وهو رأي هوبز ولوك وميكافيلي -يرى بعضهم -1

قادرة على إخضاع احملكومني إلرادتها ولو بالقوة والقهر فإنها تكون صاحلة ملمارسة السلطة . أنه يشرتط ضرورة رضا وقبول احملكومني ، لقيام اهليئة احلاكمة ملمارسة -مثل جان جاك روسو –ويرى بعض أخر -2

.(3)شؤون السلطةسواء القبول به أم عدم القبول -الدميقراطي أو الدكتاتوري -ونستطيع القول بأن وجود الدولة يسري معه يف كلتا احلالتني

ماء السياسة أنه ليس من الضروري أن يكون الشعب راضيا عن اهليئة احلاكمة ، وإال ملا جاز إطالق اسم به، ويفهم من كالم علالدولة على الدول الدكتاتورية . كما قال الدكتور حممد رفعت عبد الوها ) املعيار األصلح هو حتقيق وجود السلطة اآلمرة احلاكمة

اك فارق يف الفقه الدولي بني االعرتاف بالدولة واالعرتاف باحلكومة .واالعرتاف وقدرة هذه السلطة على فرض أوامرها ... وهنالسلطة احلاكمة ( فتنشأ الدولة ويتحقق وجودها القانوني ،ويبقى اعرتاف –اإلقليم –بالدولة ،يلزم توافر األركان الثالثة)الشعب

. ولكن حقيقة السلطة تكمن يف اعتقاد (4)لدول األخرىالدول األخرى بها حتى تدخل يف عالقات خارجية سياسية وجتارية مع ااحملكومني،بأنها هي اليت تقوم على خدمتهم وحتقيق ما حيتاجون إليه من أمن مادي ونفسي،وعندما تنحرف السلطة عن حتقيق الصاحل

ا مثل شجرة خبيثة،جيب العام،ومتارس القهر املادي فقط،فإن هذه املمارسة تكشف عن مرض خبيث وهو الدكتاتورية،اليت مثله . (5)اجتثاثها من فوق األرض حتى ال يبقى هلا قرار

. 26د. عبد الغين بسيوني عبد اهلل، النظم السياسية ، ص (1) .30النظم السياسية ، ص،د. ثروت بدوي (2)د.حممد نصر مهنا ،يف النظام و؛ 22؛ود. حممد رفعت عبد الوها ،األنظمة السياسية، ص14لنظم السياسية، صاينظر: د. حممد كامل ليلة، (3)

. 167-166الدستوري والسياسي، ص .22د. حممد رفعت عبد الوها ، األنظمة السياسية، ص (4) .41د. داود الباز ، النظم السياسية الدولة واحلكومة يف ضؤ الشريعة اإلسالمية ،ص (5)

Page 8: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

130

. املطلب الثالث : خصائص الدولة تتميز الدولة عن غريها من التجمعات ببعض اخلصائص والصفات،أهمها الشخصية القانونية والسيادة.

أوال : الشخصية القانونية املعنوية . القانونية ، القدرة على اكتسا احلقوق وحتمل االلتزامات ، مبعنى أخر ، أهلية الشخص ألن يكون تعين فكرة الشخصية

. (1)طرفا إجيابيا أو سلبياإذا يقصد بالشخصية بصفة عامة يف نظر القانون ،األهلية الكتسا احلقوق وااللتزام بالواجبات .والشخص القانوني قد

ن ،أو شخصا معنويا )اعتبارا ( غري حمسوس يعترب به القانون ، ومبوجب هذا االعرتاف ترتتب له يكون شخصا طبيعيا وهو اإلنسا . (2)وعليه بعض النتائج القانونية واليت يتمتع بها يف األصل اإلنسان الطبيعي

همة أو املؤسسات والشخصية املعنوية صفة مينحها القانون جملموعة جهات كاجلمعيات أو جملموعة أموال كالشركات املسااخلاصة ، حبيث يكون للجمعية أو املؤسسة أو الشركة )شخصية معنوية ( مستقلة عن األشخاص اآلدميني ، ويكون هلا بالتالي أهلية

.(3)ذاتية الكتسا احلقوق وحتمل التزامات ،وإنشاء عالقات مع الغري لتحقيق الغاية اليت أنشئت لتحقيقها شخص معنوي خاص وشخص معنوي عام.وينقسم الشخص املعنوي إىل

فالشخص املعنوي اخلاص حيكمه القانون اخلاص ، مثل الشركات واجلمعيات اخلاصة واألندية الرياضية . وأما الشخص املعنوي العام ، فهو الذي حيكمه القانون العام مثل الدولة واحملافظة واملدينة واحلي واملركز والقرية وهيئة .(4)القطاع العام

.(5)ويرتتب على الدولة بالشخصية املعنوية عدة نتائج ومن أهمها ان املعاهدات واالتفاقيات اليت أبرمتها الدولة تبقى نافذة مهما تغري شكل الدولة أو نظام احلكم فيها . -1 بشكلها أو نظام احلكم فيها حقوق الدولة والتزاماتها تظل قائمة طاملا ظلت الدولة باقية بغض النظر عن أي تغيري يلحق -2

أو أشخاص احلكام .

_____________________________________________________________________________________________

. 32د. عبد الغين بسيوني ، النظم السياسية ، ص (1) . 45د. فيصل شطناوي، النظم السياسية والقانون الدستوري ، ص (2) . 31د. حممد رفعت عبد الوها ، األنظمة السياسية ، ص (3) . 25د. حممد مرغين خريي ، الوجيز يف النظم السياسية ، ص (4)

الوسيط يف النظم السياسية والقانون ،نقال عن د. نعمان امحد اخلطيب 22ينظر : د. خليل محيد عبد احلميد ، القانون الدستوري ، ص (5)النظم د.حممد طه بدوي ود. حممد طلعت الغنيمي ، و؛ 31، ص 1د. حمسن خليل ،والنظم السياسية والقانون الدستوري ، ج و؛ 32الدستوري ص

. 22السياسية واإلدارية ، ص

Page 9: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

131

يلحق شكلها أو ممثليها إن االلتزامات املالية اليت ترتتب على الدولة تظل قائمة واجبة النفاذ وذلك بصرف النظر عما -3 .من تغيرينني أو تعطيل نفاذها ، وإمنا تبقى ال يرتتب على تغيري شكل الدولة أو نظام احلكم فيها أو القائمني عليها ، تغيري القوا -4

التشريعات سارية ما مل تلغ أو تعدل. ثانيا : السيادة . معنى السيادة : -1 منه سيادة الدولة وسيادة ، و(1): مصدر ساد تقول ساد سيادة عظم وشرف وساد قومه : صار سيدهمالسيادة يف اللغة -أ .(2)، وإذا أضيف لفظ السيادة إىل الدولة دل على السلطة السياسية اليت تستمد منها مجيع السلطات األخرى القانونيقصد بها أن الدولة هي صاحبة السلطة العليا داخل إقليمها وهي كذلك املالكة حلرية التصرف يف السيادة اصطالحا: -

. (4)ة السياسية يف الدولة ، وتعين العلو وعدم اخلضوع ألحد، والسيادة صفة للسلط(3)عالقاتها بالدول األخرى والدولة هلا الكلمة األوىل واألخرية على سائر اجلماعات واهليئات واألفراد وكل املوجودين داخل حدود الدولة ، وللدولة

لسياسية يف الدولة وجتعل سلطة أن تصدر القرارات دون رضاهم ألن السيادة تعين جمموعة من االختصاصات تنفرد بها السلطة ا .(5)الدولة آمرة عليها وأهم االختصاصات القدرة على فرض إرادتها على الباقني، دون توقف على قبول احملكومني هلا

:وللسيادة مظهران داخلي وخارجي .أنواع السيادة -2 داخلية ، فالدولة مبوجب هذه السيادة حرة يف فرض : وتعين أن الدولة تتمتع بسلطة عليا يف شؤونها ال السيادة الداخلية -أ

. (6)أرادتها على مجيع األفراد واهليئات داخل حدودها ، ويف تنظيم شؤون إقليمها و للسيادة الداخلية مضمونان : . األول : سليب يتجلى بعدم خضوع الدولة ألية سلطة أخرى يف الداخل . والثاني : اجيابي يتجلى يف متتعها بالسلطة اليت تعلو على مجيع السلطات يف الداخل وقدرتها يف فرض ما ترتأيه من أوامر . (7)وقرارات

_____________________________________________________________________________________________

. 224، ص1الزبيدي،تاج العروس من جواهر القاموس، ج (1) . 231م والنظم العاملية ، ص حقوق اإلنسان السياسية يف اإلسال،د. ساجر ناصر محد اجلبوري (2) .661أمحد عطية اهلل ، القاموس السياسي ، ص (3)

(4) Burdeau:droit constitute io nnel et institutions politiques , 18 eme ad 1977 ,p ,125 .

. 37د. ثروت بدوي ، النظم السياسية ، ص (5) . 113؛ و د. حممد نصر مهنا ،يف النظام الدستوري والسياسي، ص 24ص ،ينظر: ، د. داود الباز ، النظم السياسية (6)و د. حممد مرغين خريي،الوجيز يف النظم ؛44؛ود. عبد الغين بسيوني،النظم السياسية،ص 31ينظر: د. ثروت بدوي،النظم السياسية،ص (7)

. 32السياسية،ص

Page 10: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

132

وهي تعين أنها تتصل بالعالقات اخلارجية بني الدول، وتعين عدم خضوع الدولة ألية دولة السيادة اخلارجية : - هي مستقلة عن أية ضغوط قاهرة أو تدخل من جانب الدول األخرى ..وبالتالي ف(1)أجنبية

ومن ذلك يظهر أن السيادة اخلارجية دورها سليب حمض، ألن استقالل الدولة وعدم خضوعها لغريها من الدول ال يعطيها احلق يف اختاذ أي إجراء إجيابي ميس استقالل دولة أخرى .

يب ال تتنافى مع إمكان تقييد الدولة بالتزامات دولية وارتباطها مبعاهدات مع الدول والسيادة اخلارجية بهذا املعنى السل. وقال بعض الفقهاء أن للسيادة أيضا مضمون إجيابي يتمثل يف قدرتها على إبرام املعاهدات واالتفاقات الدولية واالنضمام (2)األخرى

.(3)تعهداتها إزاء الدول األخرى إىل املواثيق واإلعالنات الدولية والوفاء بالتزاماتها و مصادر السيادة : -3

تعترب الدولة هي من ميلك السلطة ، وهي من يتمتع بالسيادة ، ولكن الدولة شخص معنوي جمرد ، والبد للسلطة من صاحب دولة كما رأينا شخص معنوي . أي الصاحب الفعلي الذي ميلك هذه السيادة وميارسها يف الواقع . وال(4)حمدد ميارسها بصورة فعلية

وليس هلا كيان طبيعي مثل األفراد ،والشخص املعنوي حيتاج إىل شخص طبيعي ميثله ويتصرف بامسه .

_____________________________________________________________________________________________

.35فى أبو زيد فهمي ، مبادئ األنظمة السياسية ، صد.مصط (1) . 31د. ثروت بدوي ، النظم السياسية ، ص (2) .44د. عبد الغين بسيوني ، النظم السياسية، ص (3) . 32د. ثروت بدوي ، النظم السياسية ، ص (4)

Page 11: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

133

املبحث الثاني مقومات ومعوقات بناء الدولة الكوردية

: املطلب األول : مقومات بناء الدولة الكورديةإنسان ينتمي إىل القومية الكوردية كباقي القوميات األخرى،ولن يعود العراق إىل الوراء الشك أن الدولة الكوردية حلم لكل

فالدولة الكوردية باتت أمرا واقعا بصرف النظر عن املقومات واملعوقات، ،ألن إعالن الدولة حق طبيعي ال يتعارض مع القانون ،لة وبنائها ال تزال الدولة الكوردية غائبة عن الواقع السياسي احلالي الدولي ، ولكن رغم وجود تطورات معاصرة يف بناء مفهوم الدو

حتى اآلن ،وأن فكرة االنفصال أو االستقالل اليت كانت مرفوضة يف املاضي باتت اليوم قابلة للطرح والواقعية أكثر من قبل ،ألن تصادية والعسكرية ليصل يف حلظة ما دولة مكتملة أقليم كوردستان العراق ميتلك الكثري من املقومات السياسية والقانونية واالق

املواصفات االعتبارية على الصعيد الدولي، وقد ساعده يف ذلك اعتبارات ذاتية وموضوعية ، أسهمت يف تكريس واقع سعى إليه ردية يف العراق الكورد طويال دون جدوى،ويف هذا الفرع سوف أشري بشكل خمتصر عن أهم املقومات األساسية لبناء الدولة الكو

(1) . نظرا للتاريخ الدموي والقمعي ألكراد من قبل السلطة احلاكمة يف العراق سابقا وحلد اآلن ، يسهل علينا أن نتصور تأييدا -1

كبريا لالنفصال بني أوساط األكراد إذا ما منحوا حرية االختيار لدولة كردية ،ويعد أحد الدوافع واملقومات لإلعالن عن كيان ستقل ،بل إن معظم دول اجلوار مل تعامل مواطنيها من الكورد وفقا للقيم اإلنسانية وحتى اإلسالمية ، بل عاملتهم كمواطنني من م

الدرجة الثانية ولرمبا الثالثة والرابعة يف بعضها، فبعض دول اجلوار اضطهدتهم قوميا فيما اضطهدتهم أخرى طائفيا وبعضها اآلخر والكورد يف خمتلف تلك الدول مل يرضوا بتلك املعاملة الالإنسانية ولذا فقد رفعوا أصواتهم عاليا مطالبني حبقوقهم قوميا وطائفيا ،

وبرفع الظلم والضيم عينهم غري خائفني من تلك األنظمة القمعية يف طريقهم من أجل نيل مطالبهم العادلة .لتقبل الدولة الكوردية يف العراق ، وذلك للمظامل اليت وقعت على ويف الوقت احلالي تظهر أغلب دول العامل استعدادا -2 خاصة بعد الصمود يف وجه التنظيم اإلرهابي داعش،إذ باتوا يشكلون قوة رئيسية يف احلر اجلارية ضد داعش. الكورد ،التعاون معها بشكل ما يسمى تطور العالقات املستمرة مع دول العامل ، وخاصة مع الواليات املتحدة األمريكية ،وضرورة -3

املشاركة اإلسرتاتيجية ،ودعم الواليات املتحدة هلم سواء كانت يف العراق أو يف سوريا ،إىل حد التخلي عن حليف مهم يف املنطقة وهو تركيا ،كل هذه العالقات تدل على أنه يعد من املقومات لبناء الدولة الكوردية .

_____________________________________________________________________________________________

؛ود. 233،ص2013د، جملة كلية الرتبية/واسط، العدد الرابع عشر ،ينظر: د.حممد حمي اهليمص، دولة حتت التشكيل حوار النفي وإثبات الوجو (1)؛وماجد السامرائي،احللم الكوردي وسط الربكاند. جملة middle-east-online.comمقومات الدولة الكردية ومعوقاتها ، ن، خليل حسي املوقع : دولة كردية، ساهر عرييب ، هل ميكن قيام ؛ 22 الثالثاء /11/ 10463 العدد 39 السنة - 2016 العر ،

www.gilgamish.orgحلم الدولة الكردية عوامل الصعود وعوائق التحقق، مروة وحيد؛و، studies.alarabiya.net.

Page 12: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

134

ووجود الكثري من الشركات العاملية على ساحة أقليم كوردستان العراق ،خاصة يف انفتاح اقتصادي مع دول العامل ،-4 جانب الثروة الطبيعية .

وأيضا من املقومات األساسية لقيام الدولة الكوردية وجود العناصر الرئيسية لقيام الدولة كما هو معروف يف القانون -5يع القانونني ، وهي السكان األصليني ،واألرض معينة وحمدودة وذات حدود الدولي ، تكاد تكون تلك العناصر متفق عليها لدى مج

واضحة ،واحلكومة أي سلطة ونظام سياسي ، والسيادة أي سيطرة الدولة وعلو ومسو سلطاتها على مجيع األفراد واملنظمات التابعة هلا يم كوردستان العراق ،بقية فقط االعرتاف الدولي بهذه ،وعليه يوجد كل هذه العناصر يف أقل(1)واستقالهلا النسيب عن سيطرة خارجية

الدولة . يعترب االقتصاد مقومة أساسية من مقومات بناء الدولة، وميتلك األكراد مقومات اقتصادية واعدة، حيث تعترب مناطقهم -6

كركوك وأكثرها غزارة فضال أراض غنية مبختلف املوارد، وخصوصا النفط، ويسيطر األكراد على بعض من أهم حقول النفط يف عن حقول النفط يف احملافظات األخرى يف أربيل والسليمانية ودهوك ،كما أن أراضي كوردستان بأكملها خصبة وقابلة للزراعة

ووفرية املياه .ة وأيضا من املقومات اليوم وبعد التمدد الداعشي وخلق أمر واقع جديد ، سيطرت قوات البشمركة القوة العسكري -7

لألقليم لتضم حمافظة كركوك إليها، مبعنى آخر أخذ اقليم كوردستان قراره باالنفصال عن العراق وتأمينه العامود االقتصادي للدولة املوعودة من نفط كركوك ، والذي له ميزة اقتصادية وسياسية ربطا ووصال بدول اجلوار وخباصة تركيا مثال ال حصرا ، وتعترب مدينة

ة واملتنازع عليها بني بغداد وأربيل حيث كان الوضع القائم هو تقاسم األكراد والعر والرتكمان حكم املدينة حيث كركوك النفطيمبنصب حمافظ املدينة، وكذلك برئاسة جملس احملافظة، وجاء هذا التقدم الكردي امليداني بعد أن 2003احتفظ األكراد منذ عام

ها، وهو ما أظهر جاهزية وكفاءة قوات البيشمركة مقارنه بالقوات العراق.انسحبت قوات األمن العراقية من مواقعوأما على الصعيد اإلقليمي فاألجواء مهيئة أكثر من أي وقت مضى إلعالن الدولة الكردية.فدول اجلوار العراقي اليت -1

ة يف سوريا وصراع إقليمي داخلها لن يعيش فيها الكورد متر بظروف عصبية على خلفية العديد من امللفات ، فهناك ثورة مشتعليتوقف، واما عن إيران فهي تواجه حصارا اقتصاديا فضال عن مشاكل داخلية، واما تركيا فهي األخرى تواجه مشاكل داخلية وضغوطات دولية لتحسني حقوق اإلنسان فضال عن بروز متغريات جديدة لرمبا حتول تركيا إىل رئة لدولة كردستان القادمة بسبب

االصطفافات الطائفية يف املنطقة واليت وضعت تركيا يف طليعة احملور السين الذي تقوده السعودية.وأما العامل اإلقليمي املشجع اآلخر يف املنطقة فهو استقالل جنوبي السودان والذي مت مبباركة دولية وهو األمر الذي -2

، وأما الربيع العربي فهو اآلخر أدخل الشعو يف معادلة تقرير جيعل استقالل كردستان األقر إىل التحقيق من أي وقت مضى مصريها وحكم نفسها بنفسها بصورة مل تعتاد عليها املنطقة من قبل وهو ما يصب يف مصلحة الشعب الكردي.

_____________________________________________________________________________________________

. 22الوسيط يف القانون الدستوري، ص ؛ و زهري شكر، 26م السياسية ، صينظر: راميوند كارفيلد كيتل، العلو (1)

Page 13: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

135

قيق وأما األجواء العاملية ويف هذا العصر وهو عصر الشعو فهي اليوم وأكثر من أي وقت مضى جبانب الشعو يف حت -10مصريها وستكون داعمة لقيام الدولة الكردية اليت هي حق مشروع للشعب الكردي.ولذا فإن فرصة اليوم إلعالن الدولة الكردية لن

تتكرر وينبغي استثمارها.توفر مقومات احلكم الذاتي: ما يتمتع به إقليم كردستان من مقومات قد تصل إىل مستوي الدولة، حيث انه لإلقليم -11وبرملان وجيش أو قوات البيشمركة املستقلة عن اجليش العراقي، وإتباع اإلقليم سياسات براغماتية حتقق مصلحته بعيدا عن حكومة

سيطرة احلكومة املركزية، وسعي اإلقليم على تطوير عالقاته بدول اجلوار اإلقليمي خاصة تركيا من خالل تصدير النفط، وكذلك .حول آليات مكافحة اإلرها يف العراقإيران والتنسيق مع دول اجلوار

: املطلب الثاني : معوقات بناء الدولة الكورديةهناك عقبات كثرية تقف أمام احللم الكوردي ،والعقبات كثرية ويف خمتلف اجملاالت،وال تؤسس الدول على أساس األحالم

يتعلق بالدولة الكوردية املنشودة، فإن الكورد ما زالوا فقط حتى لو كانت هذه بدايات كل املشروعات الكبرية يف التاريخ، وفيما وكثري من املثقفني وطبقة الشبا ال يرون خالصهم بأي حل غري دولة مستقلة جتمع كل الكورد يف املنطقة وحتديدا يف حيلمون ،

ط بالطبيعة واجلغرافيا والبعض الدول األربع، لكن الواقع على األرض يعرتض هذا احللم جبملة مصاعب وعوائق حقيقية بعضها يرتباآلخر يتعلق بالظروف اإلقليمية والدولية واحلقائق اجليوسياسية اليت ال ميكن ختطها بسهولة ، وسوف أشري يف هذا الفرع إىل أهم تلك

.(1)املعوقات اليت تقف أمام بناء الدولة الكوردية ل مستمرة من اجلبال واملرتفعات اليت تبلغ أحيانا حدا مشكلة التضاريس الصعبة، فأرض كوردستان هي عبارة عن سالس-1

شديدا من التعقيد ، هذه التضاريس كانت هيأت الظروف حلماية واستمرار العمل الكوردي املسلح عقودا طويلة، وحفظت ملئات أمام بناء دولة كردية السنني تراث الكورد وثقافتهم، لكنها يف الوقت نفسه وعلى امتداد األزمان مثلت عنصر إعاقة جوهريا

موحدة،بل وحتى توحيد الكورد ومنع تشرذمهم إىل جتمعات متباعدة ومنعزلة من الصعب أن تتفق فكريا وثقافيا وسياسيا،ولقد تسببت تلك التضاريس املعقدة يف تقسيم كوردستان عمليا قبل تقسيمها سياسيا، وهذه التضاريس كانت أحد عوامل حتديد طبيعة

الكورد أنفسهم، فالعالقة بني كرد العراق مثال ال سيما يف السليمانية هي أكثر وضوحا وتواصال مع أكراد إيران من العالقة بني العالقة مع أكراد تركيا ،وكذلك أكراد دهوك تواصلهم مع أكراد تركيا من العالقة مع أكراد إيران .

بناء الدولة وإعالنها ، فاخلالفات الكوردية الداخلية أو عدم ترتيب البيت الداخلي الكردي تعد من أكرب املعوقات يف -2صعوبة التنسيق يف أحسن األحوال مل يكن بالشكل املطلو ، إذ ما زال كرد كل دولة يف املنطقة متميزين عن اآلخرين من بين

_____________________________________________________________________________________________

، وحلم الدولة مروة وحيد؛و22م،ص2006د.لقاء مكي، الكرد درو التاريخ الوعرة ،حترير شبكة اجلزيرة نت البحوث والدراسات ، ينظر: (1)-middle-east مقومات الدولة الكردية ومعوقاتها ،، ؛ ود. خليل حسنيstudies.alarabiya.net الكردية عوامل الصعود وعوائق التحقق،

online.com إعالن دولة كردية يف مشال العراق ) إقليم كردستان حاليا ( مقومات ، حتديات وخماوف،. ،مرعي فرحان ؛و ara.yekiti-media.org

Page 14: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

136

ما اإلقليمية أو مع الواليات جنسهم يف رؤاهم السياسية وأساليب عملهم بني عسكرية وسياسية وكذلك يف حتالفاتهم اخلارجية ال سيوهلذا كثري من الباحثني والكتا يعدون اخلالفات الداخلية خاصة يف إقليم كوردستان العراق يعدون من أكرب العوائق اليت املتحدة،

طة البداية ، تقف أمام إعالن الدولة الكوردية ،وكلما تقر الكورد إىل احللم وإعالن الدولة واالستقالل يرجعون مرة أخرى إىل نق وذلك بسبب اخلالفات والصراعات الداخيلة .

العوائق األقليمية الرافضة ألي توجه كوردي حنو االستقالل حتى ولو كان جزئيا،إن الدول اليت احتضنت األكراد يف -3كوردية بصرف النظر عن أراضيها سواء كان يف تركيا أو يف إيران أو يف أو سوريا ،هلا مصلحة اسرتاتيجية يف عدم قيام الدولة ال

القدرة على مواجهتها عمليا ،فإن هذه الدول ترفض بإصرار أن تشكل دولة كوردية يف العراق مثال ،وهي ميكن أن متارس عليها حصارا خانقا،بل إن أميا منها ميكن أن تقوم بعمل عسكري ضد أكراد العراق إذا ما حصل ذلك ،وليس مستبعدا، علما بأن

العراق هي وحدها املؤهلة اليوم للحصول على مكاسب وحق تقرير املصري . كوردستان وأيضا من العوائق الرئيسية لبناء الدولة الكوردية تتمثل يف ضعف األقتصاد ، ذلك أن قيام الدولة الكوردية لن تكون -4

ة سيكون ضعيفا بسبب قلة املوارد الطبيعية مقارنة قادرة على احلياة حتى لو مل تواجه موانع إقليمية أو دولية، فاقتصاد مثل هذه الدولمع الدول األخرى واجلو اإلقليمي املعادي الذي ميكن أن يقبل بنشوئها لكنه لن يسمح هلا على األرجح بالتنفس خوفا من انتشار

ركوك فإن دولة كوردية عدواها إىل الكورد يف الدول اجملاورة ، وحتى مع النفط املوجود يف إقليم كوردستان ،وحتى مع نفط كمستقلة ال منفذ هلا على البحر لن تتمكن من بيعه أو تصديره إذا ما رفضت دول اجلوار التعاون معها للتواصل مع العامل، ناهيك طبعا

عن توافر أساليب أخرى للحصار جتعل من هذه الدولة معتمدا بالكامل على املعونات الدولية يف حال وجودها أصال .وق الدولي الذي ما زال حتى اليوم يصر على رفض أي إعادة لرسم خريطة املنطقة والسماح بتأسيس دولة كوردية املع-5

سيما تنسف الواقع اجلغرايف ملرحلة ما بعد احلر العاملية األوىل ،إن األمر هنا يتعلق بالقانون الدولي بقدر ما يتعلق باملصاحل الدولية النه فضال عن أن املنطقة حساسة أكثر مما جيب إلثارة اضطرابات شديدة تصاحب تأسيس دولة كوردية، مصاحل الدول الكربى ، إذ إ

فإن إرادات خمتلفة ينبغي أن تتفق قبل الشروع بذلك حتى لو سلمنا بأن اإلرادة األمريكية ستكون حامسة هنا . من األحزا والقوي السياسية الداخلية يف هناك حتفظات حتفظات عراقية وحتى كردية حول بناء الدولة الكوردية ،-6

إقامة الدولة الكردية املستقلة، سواء كانت سنية أو شيعية ،إسالمية أو قومية أو يسارية ،وال يتوقف األمر -العراق من هذا الطرحوجهات نظر فقط على حد حتفظ أو اعرتاض بعض األحزا والقوي السياسية، شيعية أو سنية، بل امتد األمر ليشمل اختالف

األحزا الكردية فيما يتعلق بشأن املناطق املتنازع عليها خاصة يف حمافظة كركوك، يف الوقت الذي يسعي فيه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بالسيطرة على تلك املناطق بعد رفضه االنسحا منها، يفضل االحتاد الوطين الكردستاني بزعامة طالباني بان يكون

هو احلل األمثل بدال من الدخول يف مغامرات سياسية ليس مضمونة العواقب يف تلك املرحلة. 140للدستور لتطبيق املادة االحتكام

Page 15: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

137

املبحث الثالث قيام الدولة الكوردية من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية

. املطلب األول : حكم إقامة الدولة يف اإلسالموتتميز الدولة يف اإلسالم مبميزات ختتلف بها عن الدولة يف الفقه الدستوري املعاصر،فال يكفي لقيام الدولة اإلسالمية

توافر األركان األساسية للدولة يف الفقه الدستوري املعاصر وهي) الشعب واإلقليم والسلطة السياسية احلاكمة ( وإمنا البد من توافر .(1)ا يسمه البعض بالكيان الروحي ،والذي يتمثل يف هيمنة املبادئ اإلسالمية يف الدولة كلهاركن إضايف ،وهو م

أوال : ضرورة الدولة يف اإلسالم . الدولة يف اإلسالم رمز االتصال بني السماء واألرض،واملزج بني الربانية واإلنسانية،واالنسجام بني اعتبارات مادية وروحية ،

.فقد ظهرت (2)املصاحل الدنيوية واملصاحل األخروية ، وبه تتميز الدولة اإلسالمية منذ البداية عن مجيع الدول األرضية واالنسجام بنيرسالة اإلسالم يف جو تسود فيه حضارات قدمية وعريقة مثل حضارة الفرس والرومان،وبقيت أثار الشرائع اليت سبقت اإلسالم ،ومع

ملدينة على أسس الدولة الرومانية أو الفارسية ،ومل يتخذ اخللفاء من بعده أشكال احلكم الروماني ( دولة اذلك فلم يؤسس الرسول)أو الفارسي،ولكنهم أسسوا دولة اإلسالم على أسس خاصة مصدرها الوحي والتوجيه النبوي،قال أحد العلماء )فقد عرف الرومان

اعا دستورية متباينة .فقد عرفوا النظام امللكي والنظام اجلمهوري ،ويف ظل يف تارخيهم السياسي أشكاال خمتلفة للحكم كما عرفوا أوضهذين النظامني قامت حكومات فردية ودميقراطية بأشكال خمتلفة.أما نظام احلكم اإلسالمي فقد قام على ضؤء املبادئ األساسية اليت

.وان اإلسالم قد أبتكر للحكم (3) يد والرسالة واخلالفة(جاء بها القرآن الكريم،واستند فكره السياسي على دعائم ثالث هي: التوحنظما خاصة به مل يعرف عند الرومان أو غريهم مثل نظام الوالية على إمامة الصالة ،ووالية احلج والصدقات ونظام احلسبة) باألمر

وضعي وان كانت متطورة مبا فيها النظام .فهو ميتاز بأصالته وخصوصيته عن غريه من أنظمة احلكم ال(4) باملعروف والنهي عن املنكر(الدميقراطي باعتباره أرقى ما أنتجه الفكر البشري اليوم يف جمال نظام احلكم ، كيف ال؟وهو يستمد افكاره وعناصره من النصوص

الشرعية وقواعدها العامة .للقانون واملعتدين على سلطات الدولة مثل وأما األنظمة الوضعية فغالبا ما تقوم على أسس وقوى مادية ملعاقبة املخالفني

الشرطة واجليش ... ولكن الدولة اإلسالمية تعتمد على القوى املادية والروحية معا ، حيث جتعل الشريعة اإلسالمية من طاعة األمام

_____________________________________________________________________________________________

. 30د. حممد رفعت عبد الوها ، األنظمة السياسية ، ص :ينظر (1) . 260سورمحن هاديات ، التعايش السلمي بني املسلمني ، ص (2) . 12،نظرية الدولة وآدابها يف اإلسالم ، ص د.مسري عالية (3) . 20املصدر نفسه، ص (4)

Page 16: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

138

ثوا ، ولذلك متتاز الدولة ونصرته وحب الوطن واحرتام القانون واالنضمام إىل لواء اجلماعة واجبات دينية يرتتب عليها األجر وال .(1)اإلسالمية عن سائر األنظمة الوضعية بأنها دولة القوى املادية والروحية يف آن واحد

ومن الطبيعي أن من الناس من يستجيب إىل احلق باخلطا العقلي أو األسلو الوعظي ، ولكن من الناس من ال يستجيب ملا ( ) إن ادعة ، تغلب يف نفسه قوى اخلري على قوى الشر . كما قال عثمان بن عفان )فيه صالحه وصالح جمتمعه إال بوجود قوة رتمع من الفئات املنحرفة . وهلذا كان وجود الدولة اإلسالمية ضروريا جدا حلماية اجمل(2) اهلل ليزع بالسلطان ماال يزع بالقرآن (

( يف حقهم يف حديث السفينة املشهورة ، قال ، كما قال ) وأن تلك الفئات واجلماعات يهلكون أنفسهم وجمتمعاتهم ،والضالة أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في ))مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصا بعضهم

ن فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ م أسفلها إذا . (3) (هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا(

وقال العالمة أبو األعلى املودودي إن وجود قوة قاهرة تسمى )احلكومة (أو ) الدولة ( تأخذ على عاتقها إقامة نظم اجملتمع .(4)وبنائه أمر ضروري حتمي مل ينكره أحد حتى اليوم

فهي من البديهيات العقلية وقبل إن ضرورة إقامة الدولة اإلسالمية من اشد األمور وضوحا ملن عنده شيء من فكر منصف ، ذلك حتمية دينية وسنة متبعة ، فإقامة الدولة اليت تقيم اإلسالم ليس من با )ماال يتم الواجب إال به فهو واجب ( فحسب، بل هي

يل منه قائال ( األمة إىل تدرج أعداء اإلسالم املدركني جلوهره يف النعروة من عرى اإلسالم نفسه كالصالة .وهلذا نبه الرسول ). (5) عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة(( ))قال لينقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت

( ، واالختالف الذي حدث يف بداية األمر إمنا اإلسالمية ويف مقدمتهم جيل الصحابة )وعليه أمجعت األمة على وجو إقامة الدولة .فإقامة الدولة اإلسالمية (6)فيمن يستحق تولي اخلالفة ،ومل يوجد من الصحابة من يقول أن هذا األمر يصلح من غري قائم يقوم به

دين . فاإلسالم (7)وما أرسلناك إلا رحمة للعالمني ،قال تعاىلضرورة وذلك إلسعاد الناس مجيعا،فاإلسالم رمحة للناس مجيعا ودولة ،ال شريعة بغري دين وال دين بغري دولة ، فال شريعة بغري دولة ،تقوم على هذا الدين وتقوم به ، ويف مكة قام دين ، ويف املدينة

_____________________________________________________________________________________________

. 66د.حبيبة أبو زيد ، االجتهاد الفقهي ، ص (1) . 74، ص3ابن كثري ،تفسري القرآن العظيم ، ج (2) . 1135هل يتقرع يف القسمة واإلسهام فيه ، رقم احلديث با الشركة، تا صحيح البخاري ،كالبخاري ، اجلامع املسند ال (3) . 26أبو األعلى املودودي ،احلكومة اإلسالمية ، ص (4) . (22160)سند ، رقم احلديث امل ،أمحد (5) . 472نهاية األقدام ،ص عن الشهرستاني ،نقال 257-256التعايش السلمي بني املسلمني ، ص سورمحن هدايات ، (6) (.107سورة األنبياء : اآلية) (7)

Page 17: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

139

دين، فإنه ال يصح يف اإلسالم أن يقوم دين بغري دولة،ألن دين اهلل ال يقبل قامت دولة .وإذا صح يف التأريخ أن تقوم دولة بغري . (1)التجزئة ،وإقامة الدولة جزء منه

ثانيا : اإلسالم كما هو دين فهو دولة . .(2)العبادة والطاعة واخلضوع واالمتثال الدين لغة: -1 : فمن أشهر التعريفات للدين هو ما ذكره صاحب كشاف اصطالحات العلوم والفنون :) أنه وضع وأما اصطالحا -2

.(3) إهلي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم ، إىل الصالح يف احلال ، والفالح يف املآل(علقا بالعقيدة واألميان أو ما وبذلك فإن كلمة دين تتسم بالشمول الذي يضم عامة التكليفات الشرعية سواء منها ما كان مت

كان منها متعلقا بقضايا التشريع يف خمتلف شؤون احلياة االجتماعية ،والنفسية ،واألخالقية ،والسياسية ،واالقتصادية ،والثقافية ،وغري . (4)ذلك مما يتصل حبياة اإلنسان

مل عام ينظم احلياة وموجه للكافة يف سبيل اخلري فاإلسالم عقيدة تقوم على التوحيد ،وشريعة تقوم على العدل ،وهو نظام شاواحلق ويقوم على أصول راسخة جعلته صاحلا لكل زمان ومكان ،أساسها رعاية مصاحل الناس مجيعا ، وحتقيق العدل بينهم وإصالح

له دولة وان اجلمع بني اجملتمع وتطهريه من الرذائل . فاإلسالم ليس دينا فحسب بل هو دين ودولة ويف طبيعة اإلسالم أن تكونمصاحل الدنيا واآلخرة هو أصل من أصول اإلسالم ، إذ ال انفصال فيه بني الدين والدنيا ، بل هما توأمان ،فحراسة الدين واحلفاظ

وم بها يف عليه ال يتم إال بالدولة كما قال املاوردي ) اإلمامة موضوع خلالفة النبوة يف حراسة الدين وسياسة الدنيا وعقدها ملن يق .(5)األمة واجب باإلمجاع (

ومل خيتلف سلف هذه األمة يف أن إلقامة الدولة ونصب األمام من واجبات الدين احملكمة وسنة اهلل املاضية ولذا بادر الصحابة . (6)( يف قيادة األمة وحراسة الدينإىل اختيار إمام يقوم مقام النيب)

والدولة ، فهو ظن خاطئ ، فإن اإلسالم مزج الدين بالدولة، ومزج الدولة بالدين ، حتى ومن ظن أن اإلسالم يفرق بني الدين ال ميكن التفريق بينهما ، وحتى أصبحت الدولة يف اإلسالم هي الدين،وأصبح الدين يف اإلسالم هو الدولة ... والدولة املثالية يف

الذين إن مكناهم خذ رعاياها مبا أمر اهلل ، ومتنعهم عما نهى اهلل قال تعاىلاإلسالم هي الدولة اليت تقيم أمور الدنيا يف أمر الدين،فتأ

_____________________________________________________________________________________________

.207املشروعية اإلسالمية العليا ، ص د. علي جريشة ، (1) . 331،ص 1تاج العروس ، ج الزبيدي ، (2)

. 403ص ،كشاف اصطالحات العلوم والفنون التهانوي ، نقال عن 13د. يوسف القرضاوي ،الدين والسياسة ، ص (3) . 72د. أمري عبد العزيز ، نظام احلكم ، ص (4) .15األحكام السلطانية، ص املاوردي ، (5)

. 26أمحد حمجو حاج نور، مقدمة يف فقه الدولة ، ص (6)

Page 18: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

140

.والدين يف اإلسالم ضروري (1) ة الأمورفي الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقب . (2)للدولة،والدولة ضرورة من ضرورات الدين فال يقام الدين بغري الدولة، وال تقام الدولة بغري الدين

. املطلب الثاني : إقامة الدولة الكوردية من وجهة نظر الشريعة اإلسالميةأو إجبار ،وخدموا الشعب الكوردي شعب مسلم دخلوا يف اإلسالم سواء أفرادا أو مجاعات بصدور رحبة من دون إكراه

اإلسالم بكل إخالص وإتقان والتاريخ شاهد على ذلك ،ومل يفكر علماء الكورد وال قادته يوما يف استغالل اإلسالم أو تشكيل دولة قومية كردية باسم اإلسالم ،ولكن عندما استغلوا من قبل السلطات احلاكمة يف املنطقة أكثر من مرة ،وذاقوا الويالت والنكبات علىأيدي احلكومات املتعاقبة ،فشكلوا دويالت وسلطات قومية على حسا القومية الكوردية وال يزال مستمرا حلد اآلن ،وبروز نعرات قومية شوفينية ،سواء باسم العروبة أو بالرتوكة أو بالفروسة ،هنا مل يبقى للكورد خيار أخر سوى أن ينادى باالستقالل وبناء الدولة

والقوميات ، ألنه مل يبقى ألية أمة يف العامل إال ونالت حقوقها الطبيعية سواء القومية أو السياسية ، وأصبحت هلم مثل باقي الشعو دولة وكيان مستقل حيكمون بأنفسهم ،فقط بقية األمة الكوردية حمرومة من تلك احلقوق الشرعية والقانونية،وال ننسى فقد ذاقت

لعراق أنواع عديدة من الويالت والنكبات باسم بعض املفاهيم الواردة يف القرآن الكريم ،وحتى اجملتمع الكوردي املسلم خاصة يف اسيسوا الدين وتسلطوا عن طريقه على رقا األمة الكوردية شعبا وأرضا ،واإلسالم براء عن تلك التصرفات واألفكار الشوفينية

العنصرية الدكتاتورية كربائة الذئب من دم يوسف . . ع األول : مفهوم احلق شرعا وقانوناالفرواحلق : احلق يف اللغة : واحلق : املال . واحلق : امللك بكسر امليم . واحلق : املوجود الثابت الذي ال يسوغ إنكاره . -1

،وقيل : احلق : نقيض الباطل ، (3)الثابت حقيقةالصدق يف احلديث، وقيل احلق العزم ،وهو اسم من أمساء اهلل تعاىل ،والشيء احلق تقول : حق الشيء يحق حقا معناه : وجب جيب وجوبا . وتقول : حيق عليك أن تفعل كذا وكذا ، وأنت حقيق عليك ذلك،

. (4)وحقيق علي أن أفعله.وقيل هو مصلحة مستحقة شرعا أو أنه اختصاص يقرر (5)احلق يف الشرع :هو اختصاص يقرر به الشرع سلطة أو تكليفا -2

.(6)به الشرع سلطة أو تكليفا .(7)احلق يف القانون: هو كل ما يثبت للشخص من مزيا ومكنات، سواء كان الثابت شيئا ماليا ،أو غري مالي-3

_____________________________________________________________________________________________

( .41سورة احلج : اآلية ) (1) .63د.عبد القادر عودة ، املال واحلكم يف اإلسالم ،ص (2) .64؛ و اجلرجاني ،التعريفات ، ص167، ص25اج العروس من جواهر القاموس، جت الزبيدي، (3) .241ص ، 3جتهذيب اللغة، أبو منصور حممد بن أمحد ،األزهري (4) . 10، ص3د.مصطفى الزرقا ،املدخل الفقهي العام نظرية اإللتزام العامة ، ج (5)

534االجتهاد الفقهي املعاصر يف السياسية الشرعية ، ص د. حبيبة أبو زيد ، (6) . 121؛ و نزيهة محاد، معجم املصطلحات االقتصادية يف لغة الفقهاء ، ص10نظرية احلق، ص ينظر : د.حممد سامي مدكور، (7)

Page 19: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

141

تحقة للفرد واجملتمع ،وهي املنفعة،وال ومن خالل هذه التعاريف سواء الشرعية أو القانونية نستنتج بأن احلق هو مصلحة مسيعترب احلق إال إذا قرره الشرع والدين ،أو القانون والنظام والتشريع والعرف ، وبالتالي يكون معنى احلق مصلحة ومنفعة قررها

،وقد يكون احلق مقررا املشرع ،وذلك لينتفع بها صاحبها ، ويتمتع مبزاياها،وبالتالي تكون واجبا والتزاما على جهة أو آخر يؤديها .(1)وثابتا بنظام ،أو قانون معني، أ و تشريع خاص، أو إعالن دولي، أو اتفاقية ثنائية دولية

وشعو الدول اإلسالمية اجملاورة يعرفون أن حقوق الكورد يف العيش الكريم ويف االستقالل والتحرر قد اغتصبت ،سواء فينبغي على الشعو اإلسالمية الضغط على حكوماتهم من أجل تغيري سياساتهم الظاملة واجملحفة باسم الدين أو املذهب أو القومية ،

جتاه أخوانهم الكورد وقضيتهم العادلة . . الفرع الثاني : حق تقرير املصري

العالقات الدودية لقد أعلن ميثاق األمم املتحدة عن تأكيده حلق تقرير املصري حينما جعل من بني مقاصد األمم املتحدة إمناء .(2)بني األمم على أساس احرتام املبدأ الذي يقضي بالتسوية يف احلقوق بني الشعو وبأن يكون لكل منها تقرير مصريها

وعليه فيحق لشعب كوردستان العراق تقرير مصريهم وإعالن حق األمة الكوردية يف حلوقها بسائر األمم والشعو املستقلة حرر التام أرضا وشعبا ،إداريا وسياسيا واقتصاديا وأمنيا ،داخليا وخارجيا .يف تقرير املصري والت

من املائة على 71،52م والذي حصل على نسبة 2005وهذا احلق أيضا مثبت يف الدستور العراقي املستفيت عليه سنة ات املستقلة يف العراق ،والعملية قد متيزت حبضور أكثر الصعيد الوطين من جمموع آراء الناخبني العراقيني كما أعلنته مفوضية االنتخاب

( فريقا ،وهذا الدستور متت مباركته داخليا وإقليميا ودوليا بعد االعرتاف باحلكومة العراقية 11( مراقبا دوليا ضمن )615من )غريها من اهليئات واملنظمات األممية ،وهذه الدولة الفدرالية اجلديدة يف األمم املتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة املؤمتر اإلسالمي و

.(3)نظامها مجهوري دميقراطي احتادي فدرالي كما جاء يف ديباجة الدستور اجلديد ، وأكد ذلك يف أكثر مواده الدستورية الدميقراطية واستقالل الشعو واألمم ومنها شعب كوردستان العراق ال يتعرض البتة مع نصوص الشريعة اإلسالمية ومبادئ

وحقوق اإلنسان واحلريات األساسية ، بل ويتوافق معها .فشعب إقليم كوردستان ليسوا بالضرورة كلهم مسلمني ،وإمنا يتكون من املسلمني وغري املسلمني ،وتنص قوانينها على أنهم

أمام القانون سواء، وهذا يتفق مع مبادئ العدالة اليت جاء بها اإلسالم .

_____________________________________________________________________________________________

.5د.حممد الزحيلي، حقوق اإلنسان يف اإلسالم ، ص (1)من امليثاق ،واعرتفت اجلمعية العامة حبق الشعو واألمم يف تقرير مصريها ،حق 73واملادة 55امليثاق ينظر املادة الفقرة الثانية من املادة األوىل من (2)

. 1250كانون األول 4( املؤرخ يف 5-دال )د 421أساسي من حقوق اإلنسان يف القرار ية املتعلقة : دستور مجهورية العراق عن موقع مجهورية العراق جملس النوا ينظر يف التفاصيل والتعرف على الديباجة وعلى األبوا واملواد الدستور (3)

www.parliament.iq

Page 20: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

142

ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا آن الكريم إىل اإلقليم باملعنى املتعارف عليه يف قوله تعاىل وقد أشار القريقربها املشركون،فهو إقليم ،فاملسجد احلرام هو مساحة من األرض هلا حدود يتعني أال (1) المسجد الحرام بعد عامهم هذا

واإلقليم اإلداري إذا وجدت فيه سلطة إدارية فإنه يتحول إىل دولة مستقلة ،ألن اإلقليم شرط أساسي الستقالل الدولة ،إداري (.2)وسيادتها فالدولة ال تزاول سيادتها إال إذا كان هلا إقليمها الذي تنفرد باحلكم فيه

واألقوام مشمولني جبملة من الواجبات ، يلزم أن يكونوا مثلهم يف احلقوق أيضا ، إذا لذلك ملا كان الكرد كسائر األممأفضلية لقوم على أخر ، فالشريعة اإلسالمية السمحة قبل غريها أقرت مببدأ العدل واملساواة بني الناس مهما كانت أعراقهم

من آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم و وقومياتهم ولغاتهم ،ألن ذلك من آيات اهلل عزو جل ، قال تعاىل ، وقد جعل اإلسالم لكل أمة من األمم حقها يف الوجود والعيش الكريم ،وجعل لكل شعب من (3)إن في ذلك لآيات للعالمني

الشعو احلق يف التحرر والتمتع باالستقالل ،وجعل معيار املفاضلة عند اهلل هو التقوى وليس القوم أو اجلنس أو العرق ، قال تعاىل ليم خبرير وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عياأيها الناس إنا خلقناكم من ذك (4) ،

ى أعجمي، ولا عل د، ألا لا فضل لعربيواح ( يف حجة الوداع قائال ))يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكموخطب النيب )،فعلى اإلنسان أن يعرف أصله فيتواضع لبين جنسه (5) ، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى((لعجمي على عربي

فكما حيق لألمم األخرى االعتزاز بهويتهم القومية وبلسانهم ، فكذلك للكورد احلق نفسه، حيث من البشر، وال يتكرب عليهم ،إذن ال مانع شرعا.

ويوجد يف القرآن الكريم والسنة النبوية الكثري من النصوص تدعوا إىل العدل واملساواة واحلرية واإلحسان واألخوة فيما موا أنهم مسلمني أن يتعاملوا مع إخوانهم الكورد املسلمني مببدأ العدالة واألخوة بينهم ،لذلك جيب على العر والفرس والرتك مادا

واملساواة ،والعدل إمنا تتجلى صورته كاملة يف إرجاع احلقوق املغتصبة إليهم، وإقرار حقهم يف العيش باملساواة ويف احلرية م جيب أن يرجوه إلخوانهم الكورد أيضا ،كما قال النيب واالستقالل ،كما هو حال القوميات الثالث األخرى ،فما يرجونه ألنفسه

())(6) ( ))لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. . الفرع الثالث: إقامة الدولة الكوردية شرعا

مستقلة عن الدول األخرى ،أسوة بأخواتها من لو نظرنا إىل الشريعة اإلسالمية مل جند قطعا مانعا شرعيا لوجود دولة كورديةامللل والشعو األخرى يف العامل اإلسالمي، وكل ما جاء يف مسألة احلكم ونظامه يعترب من املتغريات يف الشريعة اإلسالمية وليس من _____________________________________________________________________________________________

(.21سورة التوبة : اآلية ) (1) .23؛ ود.محدي أبو النور ، األنظمة السياسية املعاصرة ، ص22ينظر: د.مصطفى أبو زيد فهمي، النظرية العامة للدولة ، ص (2) (.22) سورة الروم: اآلية (3) (.13سورة احلجرات: اآلية ) (4) ( . 22978اإلمام أمحد ، املسند ، رقم احلديث ) (5) ( . 45مسلم ، اجلامع الصحيح ، كتا اإلميان ، با من خصال اإلميان ..، رقم احلديث ) (6)

Page 21: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

143

حدود اهلل تعاىل وحقوق الثوابت ،وكل من أحتل أرض كوردستان باسم الدين ووقف أمام الدولة الكوردية يعترب غاصبا فقد تعدى عباده .

وجيب على األنظمة احلاكمة يف الدول اإلسالمية أن تكف عن الظلم والطغيان باسم اإلسالم وينهبون خريات الشعو حتت مربرات واهية ،ويف الوقت نفسه جيب على الشعو تلك الدول أن يتحرر من ظلمهم ،ويساندوا ويتضامنوا ويتعاطفوا مع قضية

الكورد على التحرر واالستقالل ،ألن غالبة الشعب الكوردي مسلم .أخوانهم واألدلة على ذلك كثرية منها ، (،1)واألصل يف احلكم يف الشريعة اإلسالمية أن يكون بالعدل واإلحسان والعربة تكون بهما

وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال تعاىل يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامني لله شهداء بالقسط ولا ، وقال تعاىل (2)كان سميعا بصريا

، وغري ذلك من النصوص . (3) اعدلوا هو أقر للتقوى واتقوا الله إن الله خبري بما تعملونوال يف العرق ، فاهلل عز وجل خلق اإلنسان وال جيوز قطعا يف شريعتنا الغراء التفاضل بني بين أدم ال يف اجلنس وال يف اللون

حرا ، واحلرية يف اإلسالم ليس حقا ، وإمنا هبة من اهلل لإلنسان ، فاحلرية صفة تكمل بها إنسانية اإلنسان ، وسلبها سلب إلنسانية ،حد أن يستعبد أحد بأي اسم كان ، فوجود اإلنسان مرهون بتلك احلرية اليت منحه اهلل إياها ، واحلرية جبميع أنواعها ،وال جيوز أل

.(4) ( )متى استعبدمت الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا(( لعمرو بن العاص )وكما قال عمر بن اخلطا )( إىل امللوك واألمراء واحلكام ،وعندما وحتى كانت العبارة املشهورة )أسلم تسلم( يف ضمن الرسائل اليت أرسلها الرسول )

إسالمهم يبقون على أحواهلم من املكانة والسلطان واحلكم ،ومعروف أن الكرد دخلوا يف اإلسالم طوعا دون إجبار ،وحكموا يعلنون بعد دخوهلم يف اإلسالم أنفسهم بأنفسهم ، ولكن بعد االتفاقات واملؤامرات ضد الشعب الكوردي حكموهم واستبعدوهم عن احلكم

،وال يوجد نص صريح من الكتا أو السنة يفيد بعدم جواز تشكيل الكرد أو أية قومية أخرى وليس هلم مستند شرعي وال قانوني لدولتهم املستقلة وعلى أراضيهم ، فمجال السياسية واحلكم واإلدارة العامة للدول حمكوم باملبادئ والقواعد الكلية ، وليس بأحكام

ني ، ال بامسه وال بهياكله الدستورية ، وال برتتيباته القانونية .تفصيلية منصوصة ، فليس عندنا يف اإلسالم نظام سياسي مع

_____________________________________________________________________________________________

. 143يعة اإلسالمية، صد.حسن خالد مصطفى ، إعالن استقالل كردستان وحقوق األمة الكردية يف نظر الشر (1) ( . 51سورة النساء: اآلية ) (2) ( . 1سورة املائدة : اآلية ) (3)يف سبيل العقيدة اإلسالمية، عبد اللطيف بن علي اجلزائري، ؛و661،ص12عالء الدين علي بن حسام الدين،كنز العمال يف سنن األقوال واألفعال، ج (4) . 40ص

Page 22: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

144

ولو كان لإلسالم نظام سياسي معني وحمدد وثابت ، ملا كان صاحلا لكل زمان ومكان ، فمن عظمة اإلسالم وصالحيته ني اكتفى جبملة من القواعد واملقاصد املتجددة، أنه أتى بأحكام مفصلة ثابتة يف اجملاالت اجلوهرية املستقرة يف حياة اإلنسان ،يف ح

.(1)فيما طبيعته التغري والتنوع والقابلية ألكثر من وجه واملبادئ العامة ، إذا حيق لنا بناء كيان سياسي مستقل ،ال تتعارض مع نصوص الشريعة اإلسالمية .

اإلسالمية وتوحيد املسلمني يف دولة وجيدر بي أن أشري إىل شبهة مزعومة من قبل البعض يدعون إىل الرجوع إىل اخلالفةواحدة موحدة ،حتى ال حيق للشعب الكوردي الدعوة إىل بناء دولتهم واستقالهلم مثل بقية شعو العامل، فنقول هلم ال وجود يف

بشرية ، ال أقل وال ملا يسمى نظام اخلالفة اإلسالمية ، بل اخلالفة جتربة تارخيية وممارسة -أي القرآن وصحيح السنة–اإلسالم املنزل أكثر، وحتى هذه التجربة التارخيية ، ال تعرب عن نظام موحد أو متشابه ،ميكن احلديث عنه وعن عناصره املشرتكة الثابتة، بل هي أمناط

عديدة ، ختتلف باختالف الدول واألقطار واألفراد .شرعية أو مزية إضافية ، وإمنا الفضل والربكة ، أي فضل أو بركة، وال يكسب أصحابه أي -يف ذاته–وحتى هلذا االصطالح

. (2)والشرعية واملزية، يف االلتزام باملبادئ والقواعد ، وحتقيق املصاحل واملقاصد ، ورفع األضرار واملفاسدوإذا كان إعالن استقالل كوردستان انفصاال عن األمة اإلسالمية فنحن التابعون يف ذلك وهم السابقون، فإن كان ذلك

سنا ، فنعم االقتداء بهم، وإن كان سيئا فهم أول من بدؤوا به، والبادئ أظلم ، إن كان يف األمر نفسه ظلما ،وأيضا عندما انفصل حاألقوام الثالثة املسلمة اجملاورة وهي العربية والرتكية والفارسية عندما انفصلوا عن الدولة العثمانية ،ومل ينتج عن ذلك انفصال عن

وال عن األمة اإلسالمية، حتى يساء الظن باألمة الكردية أنها إذا شكلت لنفسها دولة مستقلة ينتج عنه انفصال عن اإلسالم اإلسالم أو األمة اإلسالمية ،وإذا كان حراما للكورد تشكيل الدولة ونقمة عليهم ذلك فلتشمل احلرمة والنقمة أيضا سائر الشعو وامللل

ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذ هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله ييز، وقد قال تعاىل املسلمة ، وال جيوز التم . (3) الكذ إن الذين يفترون على الله الكذ لا يفلحون

كوردستان وجغرافيتها التارخية ، فهي حدود مصطنعة صنعتها القوى االستعمارية الظاملة، وأما احلدود اليت قسمت اليوم أرض اليت نالت من حقوق الكورد وأرض كردستان ،لذلك ينبغي إرجاع احلقوق إىل أصحابها ، وجيب شرعا على احلكومات والشعو

التقسيم الغادر يف االتفاقيات الدولية اليت مل يكن الكورد اإلسالمية مناصرة إخوانهم الكورد يف ذلك، وتعويض املتضررين إثر ذلك .(4)طرفا فيها أبدا

_____________________________________________________________________________________________

. 16الفكر اإلسالمي وقضايانا السياسية املعاصرة، ص د.أمحد الريسون، (1) . 17املصدر نفسه ،ص (2) (.116سورة النحل : اآلية ) (3) .146د.حسن خالد مصطفى، إعالن استقالل كردستان ، صينظر: (4)

Page 23: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

145

ونقول يف نهاية هذا البحث إن من حق الكورد يف املساواة واللحوق بركب األقوام وامللل وشعو العامل يف االستقالل وإعالن الدولة الكوردية هو من با فقه املقاصد الشريعة اإلسالمية ، ومن املصلحة املعتربة شرعا ، والشريعة جاءت جللب املصاحل

نية الدنيوية للعباد يف إقليم كوردستان هو التحرر التام واالستقالل الكامل وبناء الدولة، وكل ودفع املفاسد، ومن املصاحل اآلالشبهات اليت تثار هنا وهناك واملزاعم مرفوض من حيث مبادئ الشريعة اإلسالمية ومقررات القانون الدولي، الداعية إىل ترسيخ

ى حقوق اإلنسان ،فاهلل سبحانه وتعاىل خالق الكون ومدبر أمره ، فخلق قواعد العدل واملساواة واإلنصاف واألخوة واحلفاظ علاإلنسان وكرمه وفضله ومنحه حق احلياة وسائر احلقوق ،وإذا كان مصدر تلك احلقوق هو اهلل فقد جاءت متوازنة ال إفراط وال

تفريط ،سواء كانوا أفرادا أو مجاعات أو أقواما وشعوبا .

اخلامتةأمحد اهلل سبحانه وتعاىل على توفيقه وعونه لي على إمتام هذا العمل املبارك، وأرجو من الباري عز وجل أن يتقبله مين وجيعله

، عليه الباحثون ، يف نهاية حبوثهميف ميزان حسناتي يوم القيامة، يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتى اهلل بقلب سليم، وإن مما تعارف ئج املستخلصة من دراستهم ، وأنهم جيعلونها مسك اخلتام هلذه البحوث ، وجريا مع هذا التقليد العلمي املتبع، يطيب لي تسجيل النتا

أن أدون أهم النتائج اليت ميكن تسجيلها من هذه الدراسة ملوضوع )مقومات بناء الدولة الكوردية ومعوقاتها دراسة شرعية وقانونية( ومن أهمها:.لدولة قمة الوعي املعريف والسياسي السائد يف اجملتمع ،وهي الكيان السياسي واإلطار التنظيمي الواسع لوحدة تعترب ا -1

اجملتمع والناظم حلياته اجلماعية.احلكومة ضرورة من ضروريات اجملتمع ،فال بد ألي جمتمع من النظام واحلكم والقانون كي يلجأ إليها اإلنسان ، وإال -2

غابة القوي يأكل الضعيف. وذلك ألن اإلنسان ال يستطيع ان يعيش ويستقيم إال وفق نظام وقانون عادل.يكون جمتمع الإن إقليم كوردستان العراق ميتلك الكثري من املقومات السياسية والقانونية واالقتصادية والعسكرية ليصل يف حلظة ما دولة -3

قد ساعده يف ذلك اعتبارات ذاتية وموضوعية عراقية، أسهمت يف تكريس واقع مكتملة املواصفات االعتبارية على الصعيد الدولي، و سعى إليه الكورد طويال دون جدوى.

ويف جانب املقومات لبناء الدولة الكوردية وإستقالهلا هناك عقبات كثرية أيضا تقف أمام احللم الكوردي ،والعقبات -4ساس األحالم فقط حتى لو كانت هذه بدايات كل املشروعات الكبرية يف كثرية ويف خمتلف اجملاالت،وال تؤسس الدول على أ

التاريخ، لكن الواقع على األرض يعرتض هذا احللم جبملة مصاعب وعوائق حقيقية بعضها يرتبط بالطبيعة واجلغرافيا والبعض اآلخر ولة ، وجيب تكاتف اجلهود بني كافة القوة الفاعلة يتعلق بالظروف اإلقليمية والدولية واحلقائق اجليوسياسية اليت ال ميكن ختطها بسه

على الساحة الكوردية للخالص من تلك العقبات .

Page 24: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

146

لكل بشر يف األرض حقوق وعليه واجبات ، وقد كفل الشريعة اإلسالمية هذه احلقوق وطالب املسلمني باحلفاظ عليها ، -5مية خيتلف متاما عن األنظمة الوضعية من حيث املصدر والنطاق ال من وعدم التفريط بها ، ونظام احلقوق واحلريات يف الشريعة اإلسال

حيث الشكل واملاهية.إن الشريعة اإلسالمية قد أعطت جلميع شعو العامل حق تقرير املصري وتكوين الدولة املستقلة ،والشعب الكوردي واحد -6

لدولة املستقلة على جغرافية كوردستان وأراضيها التارخيية ،وال من تلك الشعو هلم احلق شرعا وقانونا يف تقرير املصري وتكوين ا يتناقض مع مبادئ الشريعة اإلسالمية .

إعالن وبناء الدولة الكوردية املستقلة ال يعين اخلروج أو االحنالل عن الدين اإلسالمي ،والشعب الكوردي شعب مسلم -7طوعا دون عنوة أو إكراه ،واالستقالل ال يعين أيضا ترك األخوة الكوردية % ،ودخلوا اإلسالم20وملتزم بالدين اإلسالمي أكثر من العربية أو الفارسية أو الرتكية .

جيب بناء الدولة الكوردية املستقلة املنشودة يف كوردستان على العدل واملساواة والدميقراطية واحلرية وكل مبادئ نظام -1ة ملواطنيها مبختلف األديان والقوميات والطوائف واملذاهب كما هو مقرر يف الشريعة احلكم ، وأن تنشر السلم واحملبة واألخو

اإلسالمية والقوانني الدولية ، ونبذ العنصرية املقيتة والعصبية القومية .وال متوازنة ال إفراط نظام احلقوق يف الشريعة اإلسالمية دليل إنسانية البشر،ومصدر احلقوق هو اهلل عز وجل فقد جاءت-2وكل الناس متساوون يف احلقوق والواجبات ،من بني تلك احلقوق االعتزاز بالقومية الكوردية وحق التعاون مع األمم ،تفريط

األخرى على الرب والتقوى ،وحق التحدث بلغتهم األم،وحق تقرير املصري وتكوين دولة مستقلة بهم وغري ذلك من احلقوق املقررة يف والقوانني الدولة .الشريعة اإلسالمية

الظلم حرام يف الشريعة اإلسالمية حتت أية ذريعة كانت ،وحيق للكورد الدفاع عن أراضيهم ومقاومة غزاة كوردستان ،-10واسرتجاع حقوقهم املغتصبة بشتى السبل الشرعية والقانونية املتاحة لديهم ،ويفضل عدم اللجوء إىل اسرتجاع احلقوق بالقوة مادام

أخرى مثل احلوار والتفاهم مع غريهم. هناك طرق

Page 25: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

147

املصادر واملراجع القرآن الكريم .

م. 1212 ،أبو ظيب -دار املتنيب )د.ط(،إبراهيم عبد الكريم الغازي ، الدولة والنظم السياسية ،د. .1 م1222 -هـ1420بريوت، -مؤسسة الرسالة، 2ط هـ( ،حتقيق: شعيب األرنؤوط،241ابن حنبل املسند ، )تأمحد .2 م.1261القاهرة ، –مكتبة النهضة املصرية ، 2طأمحد عطية اهلل ، القاموس السياسي، .3 م.1225أمحد حمجو حاج نور، مقدمة يف فقه الدولة ، سلسلة رسائل البحث احلضاري ،املركز القومي، .4بريوت، -دار احياء الرتاث العربي ،1طب،األزهري، أبو منصور حممد بن أمحد ،تهذيب اللغة،حتقيق : حممد عوض مرع .5

م .2001 -هـ1412دمشق ، -دار القلم،1ط األصفهاني الراغب ، مفردات ألفاظ القرآن ، حتقيق :صفوان عدنان داودي، .6

م 1222 م . 2005 -هـ 1426القاهرة ، -دار ابن اجلوزي،1طأمري عبد العزيز ، نظام احلكم ،د. .7 م . 1215-هـ 1405الدوحة ، –دار قطري بن فجأة )د.ط(،ظام احلكم يف اإلسالم،األنصاري د. عبد احلميد ، ن .1دار طوق ،1طالبخاري، أبو عبد اهلل حممد بن إمساعيل، اجلامع املسند الصحيح املختصر،حتقيق:حممد زهري بن ناصر الناصر، .2

م.2001 -هـ1422النجاة، م .1221 -هـ1411بريوت ، -الدار اجلامعة)د.ط(، ، النظم السياسية ، عبد اهلل بسيوني د. عبد الغين .10 م .1177 -هـ1224بنتشلي ، النظرية العامة للدولة ،باريس ، .11 م . 1264 -هـ1313القاهرة ، –دار النهضة العربية )د.ط(،ثروت بدوي ، النظم السياسية ، د. .12 -هـ1426بريوت، -دار الفكر، 1طهـ( ، كتا التعريفات،116اجلرجاني ،علي بن حممد بن علي احلسيين )ت .13 م.2005 م.2007-هـ1421القاهرة، -دار الوفاء، 2طجريشة د. علي ، املشروعية اإلسالمية العليا ، .14 . 2010-هـ1431بريوت، –، دار الكتب العلمية 1د.حبيبة أبو زيد، االجتهاد الفقهي املعاصر يف السياسة الشرعية ،ط .15دار أراس للطباعة ،1،طستان وحقوق األمة الكردية يف نظر الشريعة اإلسالميةحسن خالد مصطفى، إعالن استقالل كردد. .16 م.2012أربيل،–والنشرالقاهرة، -دار الفكر اجلامعي ،1طمحدي أبو النور السيد عويس، األنظمة السياسية املعاصرة والنظام اإلسالمي،د. .17 .م2011 . middle-east-online.comمقومات الدولة الكردية ومعوقاتها حسني ، خليل د. .11

Page 26: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

د. أیاد كامل إبراهیم الزیباري م. مقومات بناء الدولة الكوردیة ومعوقاتها دراسة شرعیة وقانونیة

148

م . 2002 -هـ1430 ،القاهرة -شركة العاتك)د.ط(،خليل محيد عبد احلميد ، القانون الدستوري ،د. .12 1427،القاهرة -دار الفكر اجلامعي،)د.ط( ،داود الباز، النظم السياسية الدولة واحلكومة يف ضوء الشريعة اإلسالمية،د. .20 .م2006 -هـ

www.parliament.iqدستور مجهورية العراق عن موقع مجهورية العراق جملس النوا .21 م.2002مصر، -دار الكلمة، 1طالريسون د.أمحد ، الفكر اإلسالمي وقضايانا السياسية املعاصرة، .22هـ( ، تاج العروس من جواهر القاموس، حتقيق: جمموعة 1205 الزبيدي،حممد بن حممد بن عبد الرزاق امللقب مبرتضى)ت .23

دار اهلداية ،املكتبة الشاملة. )د.ط.س( من احملققني، م . 2005-هـ 1426دمشق، -دار ابن كثري، 4طالزحيلي د.حممد ، حقوق اإلنسان يف اإلسالم ، .24 املدخل الفقهي العام نظرية االلتزام العامة . ،الزرقا د.مصطفى .25-دار الكتب العلمية،1طجر ناصر محد اجلبوري،حقوق اإلنسان السياسية يف اإلسالم والنظم العاملية،ساد. .26 م.2005 -هـ1426بريوت، .www.gilgamish.org املوقع : ، ساهر عرييب ، هل ميكن قيام دولة كردية .27 م 1211 -هـ 1401بريوت ، -مؤسسة اجلامعية، 1طمسري عالية ، نظرية الدولة وآدابها يف اإلسالم ، د. .21 -هـ1421القاهرة، -دار السالم ،1طسورمحن هاديات، التعايش السلمي بني املسلمني وغريهم داخل دولة واحدة ، .22 م . 2001 م.2006-هـ1427طهران، -إحساندار ،4طد.مصطفى اخلن ومصطفى البغا وعلي ، الفقه املنهجي،،الشربيين .30 م . 2003عمان ، -دار مكتبة احلامد،1طشطناوي د. فيصل ، النظم السياسية والقانون الدستوري ، .31 www.alwarraq.comهـ( نهاية األقدام ،514لشهرستاني أبي الفتح حممد بن عبد الكريم )تا .32 م .1264 -هـ1313بغداد ، -دار النذير، 2طعودة ، املال واحلكم يف اإلسالم ،عبد القادر .33 -هـ 1402اجلزائر، -دار البعث للطباعة والنشر،1طعبد اللطيف بن علي اجلزائري ، يف سبيل العقيدة اإلسالمية ، .34 م. 1212–مؤسسة الرسالة ،5طيق: بكري حياني،عالء الدين علي بن حسام الدين ، كنز العمال يف سنن األقوال واألفعال ،حتق .35

م.1211 -هـ1401القاهرة، -ara.yekiti حتديات وخماوف. إعالن دولة كردية يف مشال العراق ) إقليم كردستان حاليا ( مقومات،فرحان مرعي .36

media.org م . 2007 -هـ1421،القرضاوي د. يوسف ، الدين والسياسة ،من إصدارات اجمللس األوربي لإلفتاء والبحوث ، دبلن .37 م .1331-هـ1220النظرية العامة للدولة ، ،كارية دي ملبري .31

Page 27: *ةينوناقو ةيعرش ةسارد اهتاقوعمو ةيدروكلا ...uhd.edu.iq/img/files/journals/vol-3/no-2/5.pdf01-0 ص ص :102 نار زح û.ددعلا ü.دلجملا

041-023: ص ص2102 زیرانح 2.العدد 3.مجلدالمجلة جامعة التنمیة البشریة /

e-ISSN: 2411-7757, p-ISSN 2411-7765

149

هـ(، تفسري القرآن العظيم،حتقيق: حممود حسن دار 774كثري،إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي الدمشقي )ت ابن .32 . م 1224-هـ1414 )د.ط(الفكر، م.2004بريوت ، -العربية للدراسات والنشراملؤسسة ، 4طالكيالي د. عبد الوها ، موسوعة السياسة، .40 م.2006رد درو التاريخ الوعرة ،حترير شبكة اجلزيرة نت البحوث والدراسات ، ولقاء مكي، الكد. .41 /11/ 10463 العدد 39 السنة - 2016 جملة العر ،،ماجد السامرائي، احللم الكوردي وسط الربكاند .42كام السلطانية والواليات الدينية، حتقيق :عماد زكي،)د.ط.س(،املكتبة املاوردي، أ احلسن علي بن حممد ، األح .43 القاهرة. -التوفيقية م.1261حمسن خليل ، النظم السياسية والقانون الدستوري ، املشاة املعارف، د. .44 م.2007بريوت، -منشورات احلليب احلقوقية)د.ط( ،األنظمة السياسية، ،حممد رفعت عبد الوها د. .45 م.1256، دار املعارف، 1طبدوي ود. حممد طلعت الغنيمي ، النظم السياسية واإلدارية ، حممد طه د. .46 بريوت.-دار النهضة العربية )د.ط.س(،حممد عبد املعز نصر، يف النظريات والنظم السياسية ،د. .47 م .1261 -هـ1311 حممد كامل ليلة ، النظم السياسية ،د. .41 واسط، العدد الرابع عشر ،-التشكيل حوار النفي وإثبات الوجود، جملة كلية الرتبيةحممد حمي اهليمص، دولة حتت د. .422013. م . 1216 -ه1406، )د.ط(الوجيز يف النظم السياسية ،،حممد مرغين خريي د. .50 م.2005اإلسكندرية، -املكتب اجلامعي احلديث،1طحممد نصر مهنا، يف النظام الدستوري والسياسي،د. .51 .studies.alarabiya.net ، حلم الدولة الكردية عوامل الصعود وعوائق التحقق، مروة وحيد .52 م. 1214 -هـ1404القاهرة، -منشأة املعارف ،1طمصطفى أبو زيد فهمي ، مبادئ األنظمة السياسية ، د. .53 م. 1227القاهرة، –دار املطبوعات اجلامعية ، 1طمصطفى أبو زيد فهمي، النظرية العامة للدولة ،د. .54 س(. -)د ،بريوت-دار صادر، 1طمنظور،حممد بن مكرم بن منظور املصري ، لسان العر ،ابن .55 م. 1277 -هـ1327القاهرة ، –املختار اإلسالمي،1ط، احلكومة اإلسالمية ،أبو األعلىاملودودي .56 .معجم املصطلحات االقتصادية يف لغة الفقهاء،نزيهة محاد .57 . 1222 ،)د.ط.م(،نعمان امحد اخلطيب ، الوسيط يف النظم السياسية والقانون الدستوريد. .51